اضطراب فصامي عاطفي: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.1 (تجريبي)
This article was translated by I Believe in Science & Ideas beyond borders & Beit al Hikma 2.0
سطر 1: سطر 1:
{{معلومات مرض}}
{{معلومات مرض}}
'''الاضْطِرابٌ الفُصامِيٌّ العاطِفِيّ''' هو تشخيص نفسي لطبيعة مضطربة عصبياً.<ref>{{مرجع ويب|عنوان=Schizoaffective disorder, bipolar type|مسار=http://www.icd10data.com/ICD10CM/Codes/F01-F99/F20-F29/F25-/F25.0|موقع=www.icd10data.com| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20171205114433/http://www.icd10data.com/ICD10CM/Codes/F01-F99/F20-F29/F25-/F25.0 | تاريخ أرشيف = 05 ديسمبر 2017}}</ref><ref>{{cite journal |vauthors=Javelot T, Javelot H, Baratta A, Weiner L, Messaoudi M, Lemoine P | title = Acute psychotic disorders related to bupropion: review of the literature | journal = Encephale | volume = 36 | issue = 6 | pages = 461–71 | date = Dec 2010 | pmid = 21130229 | doi = 10.1016/j.encep.2010.01.005 | postscript = .}}</ref><ref>[http://www.psrrpscanada.ca/index.php?src=gendocs&link=About ], "PSR/RPS Canada Core Principles and Values"{{webarchive |url=https://web.archive.org/web/20100324203048/http://www.psrrpscanada.ca/index.php?src=gendocs&link=About |date=24 March 2010}}</ref> ويصف حالة تكون فيها أعراض [[اضطراب مزاجي|الاضطراب مزاجي]] و[[فصام|فصام الشخصية]] . وتظهر هذه الأعراض بصفة عامة [[هلوسة|كهلوسة]] حسية أو أوهام غير واقعية أو حتى في حديث المريض المضطرب وتفكيره أو\و سلسلة من [[اكتئاب (توضيح)|الأكتئاب]] في سياق خَلَلٌ وَظيفِيّ واجتماعي أو مهني بارز. تتكون البذرة الأولى لهذا المرض عادة في سن البلوغ، مع أن، نادراً ما تشخص في مرحلة الطفولة (ما تحت سن 13 سنة)، الاضْطِرابٌ الفُصامِيٌّ العاطِفِيّ شائع في النساء أكثر من الرجال، بخلاف الأعراض المتنوعة القاسية، خط سير المرض على الأغلب عَرضي بخلاف فصام الشخصية.
'''الاضْطِرابٌ الفُصامِيٌّ العاطِفِيّ''' هو تشخيص نفسي لطبيعة مضطربة عصبياً. ويصف حالة تكون فيها أعراض [[اضطراب مزاجي|الاضطراب مزاجي]] و[[فصام|فصام الشخصية]] . وتظهر هذه الأعراض بصفة عامة [[هلوسة|كهلوسة]] حسية أو أوهام غير واقعية أو حتى في حديث المريض المضطرب وتفكيره أو\و سلسلة من [[اكتئاب (توضيح)|الأكتئاب]] في سياق خَلَلٌ وَظيفِيّ واجتماعي أو مهني بارز. تتكون البذرة الأولى لهذا المرض عادة في سن البلوغ، مع أن، نادراً ما تشخص في مرحلة الطفولة (ما تحت سن 13 سنة)، الاضْطِرابٌ الفُصامِيٌّ العاطِفِيّ شائع في النساء أكثر من الرجال، بخلاف الأعراض المتنوعة القاسية، خط سير المرض على الأغلب عَرضي بخلاف فصام الشخصية.
هناك نوعان من الاضْطِرابٌ الفُصامِيٌّ العاطِفِيّ :
هناك نوعان من الاضْطِرابٌ الفُصامِيٌّ العاطِفِيّ :
* [[اضطراب ثنائي القطب|تعكر المزاج الثنائي القطب]]
* [[اضطراب ثنائي القطب|تعكر المزاج الثنائي القطب]]
سطر 7: سطر 7:


== العلامات والأعراض ==
== العلامات والأعراض ==
يجب أن يحقق الذهان المعايير الأساسية للفصام، التي قد تتضمن الأوهام، والإهلاسات، وعدم انتظام الكلام أو التفكير أو السلوك أو الأعراض السلبية.<ref name="Schizoaffective_in_the_DSM5">{{cite journal|vauthors=Malaspina D, Owen MJ, Heckers S, Tandon R, Bustillo J, Schultz S, Barch DM, Gaebel W, Gur RE, Tsuang M, Van Os J, Carpenter W|date=May 2013|title=Schizoaffective disorder in the DSM-5|journal=Schizophrenia Research|volume=150|issue=1|pages=21–5|doi=10.1016/j.schres.2013.04.026|pmid=23707642}}</ref> التوهمات والإهلاسات هي أعراض كلاسيكية للذهان. فالتوهمات هي اعتقادات خاطئة يتمسّك بها المريض بقوة على الرغم من إثبات عدم صحّتها له، ولا يجب أن تُعتبر المعتقدات توهماتٍ في حال كانت تتفق مع المعتقدات الثقافية للمريض، وقد تعكس المعتقدات التوهمية أعراض الحالة المزاجية أو لا (فالشخص الذي يعاني من اكتئاب قد يشعر بالذنب أو لا). أما الإهلاسات، فهي اضطرابات في الإدراك تصيب أي حاسّة من الحواس الخمس، ولكن تكون الإهلاسات السمعية (أو «سماع الأصوات») هي الأكثر شيوعًا. تتضمن الأعراض السلبية نقص الاستجابة، وعسر النطق (أو نقص الكلام العفوي)، والعاطفة الجافة (نقص شدة التعبير العاطفي للغير)، وانعدام الإرادة (فقد الدافع)، وانعدام التلذّذ (فقد القدرة على الإحساس بالمتعة)،<ref name="APP textbook2">Hales E and Yudofsky JA, eds, ''The American Psychiatric Press Textbook of Psychiatry'', Washington, DC: American Psychiatric Publishing, Inc., 2003</ref> وقد تكون الأعراض السلبية أكثر استمرارًا وأكثر إضعافًا من الأعراض الإيجابية للمريض.
من الصعب تشخيص هذا المرض بما أن الأعراض تتشابه مع غيرها من أعراض اضطرابات المزاج و الأعراض الذهانية مثل الاضطراب الثنائي القطب مع الاكتئاب المتكرر، الملامح النفسية و انفصام الشخصية. على عكس ذلك، في الاضطراب الفصامي العاطفي كما هو محدد في الوقت الحاضر يجب أن يحدث الذهان خلال فترات دون أعراض المزاج.

في الفصام ، تقلّب المزاج غائب أو أقل وضوحاً من الاضطراب الفصامي العاطفي.
أعراض الحالة المزاجية هي الهوس، أو الهوس الخفيف، أو النوبات المختلطة، أو الاكتئاب، وتميل عادة لتأتي بشكل نوبات لا بشكل مستمر. تعني النوبات المختلطة وجود مزيج من أعراض الهوس والاكتئاب في نفس الوقت.

تتضمن أعراض الهوس مزاجًا عاليًا أو مُتهيّجًا، وهوس العَظَمة (تقدير متضخّم للذات)، والهياج، وسلوكيات المُخاطَرة، ونقص الحاجة للنوم، وضعف التركيز، والكلام السريع، وتطاير الأفكار.<ref name="APP textbook">Hales E and Yudofsky JA, eds, ''The American Psychiatric Press Textbook of Psychiatry'', Washington, DC: American Psychiatric Publishing, Inc., 2003</ref> أما أعراض الاكتئاب، فتتضمن تدني الحالة المزاجية، واللامبالاة، وتغيرات في الشهية والوزن، واضطرابات النوم، وتغيرات النشاط الحركي، والتعب، ومشاعر الذنب أو انعدام القيمة، والتفكير بالانتحار.

ينص الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (الطبعة الخامسة) على أن المريض الذي يعاني من الأعراض الذهانية فقط أثناء النوبة المزاجية يكون تشخيصه هو اضطراب مزاجي ذو سمات ذهانية، فهو ليس فصامًا ولا اضطرابًا فصاميًا عاطفيًا. في حال كان المريض يعاني من أعراض ذهانية دون أعراض مزاجية لمدة تتجاوز الأسبوعين، فالتشخيص إما فُصام أو اضطراب فصامي عاطفي.<ref name="who.int">{{cite web
| url = http://apps.who.int/classifications/icd10/browse/2010/en#/F25
| title = F25 Schizoaffective disorders
| website = ICD-10 Version:2010
| publisher = World Health Organization
}}</ref>

== الأسباب ==
يُعتقد أن هناك دورًا لمزيج من العوامل الوراثية والبيئية في تطور الاضطراب الفصامي العاطفي.<ref name="Lancet09">{{cite journal|author=van Os J, Kapur S|title=Schizophrenia|journal=Lancet|volume=374|issue=9690|pages=635–45|date=August 2009|pmid=19700006|doi=10.1016/S0140-6736(09)60995-8|url=http://xa.yimg.com/kq/groups/19525360/611943554/name/Schizophrenia+-+The+Lancet.pdf}}</ref><ref name="BMJ07">{{cite journal|vauthors=Picchioni MM, Murray RM|title=Schizophrenia|journal=BMJ|volume=335|issue=7610|pages=91–5|date=July 2007|pmid=17626963|pmc=1914490|doi=10.1136/bmj.39227.616447.BE}}</ref>

بحسب وليام ت. كاربنتر، وهو رئيس جامعة ماريلاند في بالتيمور:<blockquote>إن الدراسات الوراثية لا تدعم فكرة أن الفُصام واضطرابات المزاج الذهاني والاضطراب الفصامي العاطفي هي حالات ذات أسباب مختلفة، لكن تشير الأدلة إلى وجود قابلية وراثية للتأثُّر تزيد من خطر حدوث كل هذه المتلازمات. قد يكون هناك بعض المسارات التي تحدد قابلية الإصابة بالفصام بشكل خاص، أو بالاضطرابات الأخرى كالاضطراب ثنائي القطب، لكن علم الوراثة لا يدعم هذه النظرة.</blockquote>عند النظر إلى ذلك على نطاق أوسع، نلاحظ أن العوامل البيولوجية والبيئية تتفاعل مع جينات الشخص بطريقة تزيد من خطر الإصابة بالاضطراب الفصامي العاطفي أو تقللها، ولكن من غير المعروف بعد كيفية حدوث ذلك (أي أن الآلية البيولوجية غير واضحة بعد). ارتبطت اضطرابات طيف الفصام (والتي يُعتبر الاضطراب الفصامي العاطفي جزء منها) بشكل متزايد بعمر الأب المتقدم عند الحمل، ومن المعروف أن هذا يرتبط مع حدوث الطفرات الجينية.<ref>{{cite journal|vauthors=Brown AS, Schaefer CA, Wyatt RJ, Begg MD, Goetz R, Bresnahan MA, Harkavy-Friedman J, Gorman JM, Malaspina D, Susser ES|title=Paternal age and risk of schizophrenia in adult offspring|journal=The American Journal of Psychiatry|volume=159|issue=9|pages=1528–33|date=September 2002|pmid=12202273|pmc=2989614|doi=10.1176/appi.ajp.159.9.1528}}</ref> لوحظ أن الحالة الفيزيولوجية للمرضى المشخصين باضطراب فصامي عاطفي متشابهة لكنها غير متطابقة مع الحالة الفيزيولوجية لمرضى الفصام أو مرضى الاضطراب ثنائي القطب. على أي حال، ما تزال الوظائف الفيزيولوجية العصبية للإنسان في متلازمات الاضطرابات النفسية غير مفهومة تمامًا.<ref name="pmid18056246">{{cite journal|vauthors=Martin LF, Hall MH, Ross RG, Zerbe G, Freedman R, Olincy A|title=Physiology of schizophrenia, bipolar disorder, and schizoaffective disorder|journal=The American Journal of Psychiatry|volume=164|issue=12|pages=1900–6|date=December 2007|pmid=18056246|doi=10.1176/appi.ajp.2007.06010017}}</ref>

=== تعاطي المخدرات ===
كان من الصعب على الباحثين إثبات وجود صلة سببية واضحة بين تعاطي المخدرات واضطرابات الطيف الذهاني، بما في ذلك الاضطراب الفصامي العاطفي، ولكن الأدلة في حالات معينة، مثل استخدام [[قنب|القنّب]]، تدعم وجود ارتباط بين البدء المبكر لظهور المرض الذهاني وتعاطي القنّب، فكلما ازداد تعاطيه، وخاصة في مراحل المراهقة الباكرة، يزداد احتمال إصابة الشخص بمرض ذهاني،<ref>{{cite journal|author1=Benjamin Chadwick|author2=Michael L. Miller|author3=Yasmin L. Hurd|year=2013|title=Cannabis use and risk of psychotic or affective mental health outcomes: a systematic review|journal=Frontiers in Psychiatry|volume=4|page=129|pmc=3796318|doi=10.3389/fpsyt.2013.00129|pmid=24133461}}</ref><ref>{{cite journal|vauthors=Moore TH, Zammit S, Lingford-Hughes A, etal|year=2007|title=Cannabis Use during Adolescent Development: Susceptibility to Psychiatric Illness|journal=Lancet|volume=370|issue=9584|pages=319–328|doi=10.1016/S0140-6736(07)61162-3|pmid=17662880|url=http://orca.cf.ac.uk/619/1/Appendix%201%20%28search%20strategy%29%20Cannabis%20use%20and%20risk%20of%20developing%20psychotic%20or%20affective%20mental%20health%20outcomes%20a%20systematic%20review.pdf}}</ref><ref name="Moore TH, Zammit S, Lingford-Hughes A, et al. 2005 187-94">{{cite journal|vauthors=Moore TH, Zammit S, Lingford-Hughes A, Barnes TR, Jones PB, Burke M, Lewis G|title=Cannabis use and risk of psychotic or affective mental health outcomes: a systematic review|journal=Lancet|volume=370|issue=9584|pages=187–94|date=March 2005|pmid=17662880|doi=10.1016/S0140-6736(07)61162-3|url=http://orca.cf.ac.uk/619/1/Appendix%201%20%28search%20strategy%29%20Cannabis%20use%20and%20risk%20of%20developing%20psychotic%20or%20affective%20mental%20health%20outcomes%20a%20systematic%20review.pdf}}</ref> ويرتبط الاستخدام المتكرر بمضاعفة خطر الإصابة بالذهان والاضطراب الفصامي العاطفي.<ref>{{cite journal|vauthors=Sewell RA, Ranganathan M, D'Souza DC|title=Cannabinoids and psychosis|journal=International Review of Psychiatry (Abingdon, England)|date=Apr 2009|volume=21|issue=2|pages=152–62|pmid=19367509|doi=10.1080/09540260902782802}}</ref> ما يزال الموضوع مثيرًا للجدل<ref name="Genes10">{{cite journal|vauthors=McLaren JA, Silins E, Hutchinson D, Mattick RP, Hall W|title=Assessing evidence for a causal link between cannabis and psychosis: a review of cohort studies|journal=Int. J. Drug Policy|volume=21|issue=1|pages=10–9|date=January 2010|pmid=19783132|doi=10.1016/j.drugpo.2009.09.001|url=}}</ref><ref name="Amar2007">{{cite journal|vauthors=Ben Amar M, Potvin S|title=Cannabis and psychosis: what is the link?|journal=Journal of Psychoactive Drugs|date=Jun 2007|volume=39|issue=2|pages=131–42|pmid=17703707|doi=10.1080/02791072.2007.10399871}}</ref> لأنه ليس كل الشباب الذين يتعاطون القنّب سوف يعانون من الذهان في أوقات لاحقة من حياتهم، لكن بشكل عام ترتفع نسبة إصابتهم إلى 3 مرات.<ref name="Schizoaffective_in_the_DSM5" /> قد يقلّد تأثير بعض الأدوية أعراض الفصام (الفصام له أعراض مشابهة لاضطراب الفصام العاطفي)، لذلك من المهم التأكد من سبب الأعراض عند المريض قبل تشخيصه بشكل خاطئ.<ref name="Schizoaffective_in_the_DSM52">{{cite journal|vauthors=Malaspina D, Owen MJ, Heckers S, Tandon R, Bustillo J, Schultz S, Barch DM, Gaebel W, Gur RE, Tsuang M, Van Os J, Carpenter W|date=May 2013|title=Schizoaffective disorder in the DSM-5|journal=Schizophrenia Research|volume=150|issue=1|pages=21–5|doi=10.1016/j.schres.2013.04.026|pmid=23707642}}</ref>

== التشخيص ==
يُشخّص الذهان كعرض لاضطراب نفسي أولًا وقبل كل شيء بالاستبعاد،<ref name="PsychosisExclusionaryDx">{{cite web
| url = http://www.psychiatrictimes.com/forensic-psychiatry/differential-diagnosis-psychotic-symptoms-medical-%E2%80%9Cmimics%E2%80%9D
| title = Differential Diagnosis of Psychotic Symptoms: Medical "Mimics"
| date = 3 December 2012
| website = Psychiatric Times
| publisher = UBM Medica
| accessdate = October 2013
| first1 = Oliver
| last1 = Freudenreich
}}</ref> أي يجب بالبداية استبعاد أي أسباب طبية أخرى للأعراض الموجودة، وكتقييم أولي؛ يجب أخذ قصة مرضية كاملة، وفحص بدني شامل، ويجب إجراء اختبارات بيولوجية (على الرغم من عدم وجود اختبارات تؤكد وجود المرض) بهدف استبعاد الاضطراب الناتج عن تعاطي المخدرات أو الأدوية أو السموم.<ref name="PsychosisExclusionaryDx2">{{cite web
| url = http://www.psychiatrictimes.com/forensic-psychiatry/differential-diagnosis-psychotic-symptoms-medical-%E2%80%9Cmimics%E2%80%9D
| title = Differential Diagnosis of Psychotic Symptoms: Medical "Mimics"
| date = 3 December 2012
| website = Psychiatric Times
| publisher = UBM Medica
| accessdate = October 2013
| first1 = Oliver
| last1 = Freudenreich
}}</ref>

يجب استبعاد الهذيان الذي يتميز بشكل أساسي بالإهلاسات البصرية، والبدء الحاد، وتغير مستوى الوعي. يكون استبعاد المسببات المرضية الأخرى بإجراء مجموعة من الاختبارات الدموية، كاختبارات وظائف الغدة الدرقية، وتركيز الشوارد الأساسية في الدم، وإجراء تعداد دم كامل، والاختبارات المصلية لاستبعاد الأمراض المنتقلة بالجنس، بالإضافة إلى بعض الإجراءات الأخرى كتخطيط الدماغ الكهربائي لاستبعاد الصرع، والرنين المغناطيسي والتصوير بالأشعة المقطعية لاستبعاد آفات الدماغ.<ref name="PsychosisExclusionaryDx2" />

لا يجب أن ننسى أن وجود قصة عائلية للإصابة بمرض ذهاني تزيد من احتمال الإصابة.

=== معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (الطبعة الخامسة) ===
هي المعايير الأكثر استخدامًا لتشخيص الاضطراب الفصامي العاطفي الصادر عن [[الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين|الرابطة الأمريكية للطب النفسي]].<ref name="Schizoaffective_in_the_DSM5" />

==== أنماط المرض ====
يمكن ملاحظة أحد هذين النمطين من اضطراب الفصام العاطفي أثناء التشخيص، وذلك استنادًا إلى مكونات الحالة المزاجية للاضطراب الموجود:<ref name="Schizoaffective_in_the_DSM5" /><ref name="who.int" />

* الأول هو النوع ثنائي القطب، ويُشخّص عندما يعاني المريض من نوب من الهوس، أو الهوس الخفيف، أو النوب المختلطة، وتحدث أيضًا بشكل نموذجي نوب اكتئابية كبيرة.

* النوع الثاني هو النوع الاكتئابي، والذي يتضمن نوبات اكتئابية كبيرة فقط دون وجود أي نوبات هوس أو نوبات مختلطة.


== العلاج ==
== العلاج ==
العلاج الأساسي للاضطراب الفصامي العاطفي هو الأدوية، مع تحسن النتائج عند إدخال العلاجات الداعمة النفسية والاجتماعية طويلة الأمد إلى الخطة العلاجية.<ref name="Lancet092">{{cite journal|author=[[Jim van Os|van Os J]], Kapur S|title=Schizophrenia|journal=Lancet|volume=374|issue=9690|pages=635–45|date=August 2009|pmid=19700006|doi=10.1016/S0140-6736(09)60995-8|url=http://xa.yimg.com/kq/groups/19525360/611943554/name/Schizophrenia+-+The+Lancet.pdf}}</ref> قد يُدخَل المريض إلى المشفى في الحالات الشديدة طوعًا أو بالإجبار (في حال سمحت القوانين المتعلقة بالصحة النفسية بذلك)، ومن غير الشائع بقاء المريض في المشفى لوقت طويل.<ref name="BeckerKilian2006">{{cite journal|vauthors=Becker T, Kilian R|year=2006|title=Psychiatric services for people with severe mental illness across western Europe: what can be generalized from current knowledge about differences in provision, costs and outcomes of mental health care?|journal=Acta Psychiatrica Scandinavica Supplementum|volume=113|pages=9–16|pmid=16445476|doi=10.1111/j.1600-0447.2005.00711.x|issue=429}}</ref>
العلاج هو دواء مضاد للذهان جنبا إلى جنب مع دواء استقرار المزاج أو الأدوية المضادة للاكتئاب أو كليهما. العلاج النفسي، العلاج المهني والتأهيل الاجتماعي/ النفسي هم أيضا مهمون للمعافاة. في الحالات التي يوجد فيها خطر على الذات والآخرين، قد يكون الاستشفاء الطوعي ضروري.


تشير الأدلة إلى وجود آثار إيجابية للتمارين المنتظمة على الصحة البدنية والعقلية لمرضى الفصام العاطفي.<ref>{{cite journal|vauthors=Gorczynski P, Faulkner G|title=Exercise therapy for schizophrenia|journal=Cochrane Database Syst Rev|issue=5|pages=CD004412|year=2010|pmid=20464730|doi=10.1002/14651858.CD004412.pub2|pmc=4164954}}</ref>
== المصدر ==
ترجمة ويكيبديا الإنجليزية.


=== العلاج النفسي ===
[[:en:Schizoaffective disorder|Schizoaffective disorder]]
قد يكون تقديم العلاجات النفسية الاجتماعية بمهارة هو أهم عنصر للتحسّن الوظيفي عند مرضى الاضطراب الفصامي العاطفي. يستفيد المرضى من كل من [[علاج نفسي|العلاج النفسي]] الداعم [[علاج معرفي سلوكي|والعلاج المعرفي السلوكي]] على حد سواء.<ref name="BMJ best practice">BMJ Group, [http://bestpractice.bmj.com/best-practice/monograph/1199/treatment/step-by-step.html "Schizoaffective disorders: Treatment"], 2012</ref>


أحد أهم العوامل للشفاء من الاضطراب الفصامي العاطفي هو إعادة التأهيل النفسي أو النفسي الاجتماعي عالي الجودة،<ref>{{cite journal|vauthors=Dieterich M, Irving CB, Park B, et al|title=Intensive Case Management for Severe Mental Illness|journal=Cochrane Database of Systematic Reviews|volume=1|issue=CD007906|pages=CD007906|date=January 6, 2017|doi=10.1002/14651858.CD007906.pub3|editor1-last=Dieterich|editor1-first=Marina|pmid=28067944|pmc=5472103}}</ref> فهو يركز على حل المشاكل المتعلقة بالاندماج بالمجتمع، وعلى تحسين أنشطة الحياة اليومية، وتقليل السلوكيات غير الصحية كتعاطي المخدرات والتدخين، وقد يركز أيضًا على التأهيل المهني للمريض.<ref>PSR/RPS Canada, [http://www.psrrpscanada.ca/index.php?src=gendocs&link=About], "PSR/RPS Canada Core Principles and Values"{{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20100324203048/http://www.psrrpscanada.ca/index.php?src=gendocs&link=About|date=24 March 2010}}</ref> الهدف طويل الأمد لإعادة التأهيل النفسي والمهني هو أن يتعلم المريض ويشارك بفعالية في السيطرة على التوتر أثناء عملية التعلم أو العمل.
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/16445476
== مراجع ==
{{مراجع}}


تتكون إعادة التأهيل النفسي من ثمانية مجالات رئيسية:

* الطب النفسي (الحد من الأعراض وتدبيرها)

* الصحة والمعالجة الطبية (الحفاظ على اتساق الرعاية)

* السكن (تأمين بيئات آمنة)

* المهارات المعيشية الأساسية (النظافة، ووجبات الطعام، والسلامة)

* اجتماعيًا (العلاقات الشخصية والعائلية، والتواصل والاندماج ضمن المجتمع)

* التعليم والمهن (مهارات التلاؤم، والتحفيز، والأهداف المناسبة التي يختارها المريض)

* التمويل (الميزانية الشخصية)

* المجتمع والقانون (الموارد)

== الأدوية ==
عادة ما تكون [[مضاد الذهان|الأدوية المضادة للذهان]] مطلوبة من أجل كل من العلاج والوقاية من النكس.<ref name="APA guideline">American Psychiatric Association, [http://psychiatryonline.org/content.aspx?bookid=28&sectionid=1665359 "Practice Guideline for the Treatment of Patients with Schizophrenia, Second Edition"], 2004 {{Webarchive|url=https://archive.is/20140306093804/http://psychiatryonline.org/content.aspx?bookID=28&sectionID=1665359%2346267|date=6 March 2014}}</ref> ليس هناك مضاد ذهان معين يشكل الدواء الأمثل لعلاج الاضطراب الفصامي العاطفي، ولكن يجب أخذ مضادات الذهان غير التقليدية بالحسبان لدورها الهام في تثبيت المزاج.<ref name="BMJ best practice2">BMJ Group, [http://bestpractice.bmj.com/best-practice/monograph/1199/treatment/step-by-step.html "Schizoaffective disorders: Treatment"], 2012</ref> البالبيريدون هو دواء مضاد للذهان وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج اضطرابات الفصام.<ref name="Manufacturer's Official webpage">Paliperidone, [http://www.invega.com/schizoaffective-disorder-treatment/ "Schizoaffective disorders: Treatment"], 2013</ref> يجب استخدام مضادات الذهان بأقل جرعة ضرورية للسيطرة على الأعراض،<ref name="BMJ best practice3">BMJ Group, [http://bestpractice.bmj.com/best-practice/monograph/1199/treatment/step-by-step.html "Schizoaffective disorders: Treatment"], 2012</ref> وأهم آثارها الجانبية هي الأعراض خارج الهرمية كالرّعاش، وصلابة العضلات، والأرق.<ref name="Stahl">Stahl SM, Stahl's Essential Psychopharmacology: Neuroscientific basis and practical applications, New York: Cambridge University Press, 2008</ref>

=== العلاج بالتخليج الكهربائي ===
يمكن استخدام [[معالجة بالتخليج الكهربائي|العلاج بالتخليج الكهربائي]] عند مرضى الاضطراب الفصامي العاطفي الذين يعانون من اكتئاب شديد أو أعراض ذهانية شديدة لم تستجب للعلاج بمضادات الذهان.<ref name="APA guideline2">American Psychiatric Association, [http://psychiatryonline.org/content.aspx?bookid=28&sectionid=1665359 "Practice Guideline for the Treatment of Patients with Schizophrenia, Second Edition"], 2004 {{Webarchive|url=https://archive.is/20140306093804/http://psychiatryonline.org/content.aspx?bookID=28&sectionID=1665359%2346267|date=6 March 2014}}</ref>

== الوبائيات ==
تشير التقديرات إلى أن الاضطراب الفصامي العاطفي يصيب 0.5% إلى 0.8% من السكان في مرحلة ما من حياتهم.<ref name="Kaplan & Saddock. p.501-502">{{cite book|title=Synopsis of Psychiatry|last1=Kaplan|first1=HI|last2=Saddock|first2=VA|publisher=Lippincott, Williams & Wilkins|year=2007|isbn=978-0-7817-7327-0|location=New York|pages=501–502}}</ref> تحدث نسبة 30% من الحالات بين سن 25 و35، <ref>{{Cite journal|last=Wy, T. J. P., Saadabadi, A.|first=|date=2019|title=Schizoaffective Disorder|url=https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK541012/|journal=StatPearls [Internet] Treasue Island (FL)|volume=|pages=|via=NCBI}}</ref>وهو أكثر شيوعًا عند النساء من الرجال.

== مراجع ==
{{مراجع|2}}
{{الاضطرابات العقلية والسلوكية}}
{{اضطراب مزاجي}}
{{إخلاء مسؤولية طبية}}
{{إخلاء مسؤولية طبية}}
{{شريط بوابات|طب|علم النفس}}
{{شريط بوابات|طب|علم النفس}}
{{ضبط استنادي}}
{{ضبط استنادي}}

{{بذرة مرض}}
{{بذرة مرض}}


{{الاضطرابات العقلية والسلوكية}}

{{اضطراب مزاجي}}


[[تصنيف:اضطرابات المزاج]]
[[تصنيف:اضطرابات المزاج]]

نسخة 10:12، 30 نوفمبر 2019

اضطراب فصامي عاطفي
معلومات عامة
الاختصاص طب نفسي  تعديل قيمة خاصية (P1995) في ويكي بيانات
من أنواع اضطراب نفسي  [لغات أخرى]‏،  واضطراب مجال الفُصام  [لغات أخرى]‏،  والطيف ثنائي القطب  [لغات أخرى]‏  تعديل قيمة خاصية (P279) في ويكي بيانات
الإدارة
أدوية

الاضْطِرابٌ الفُصامِيٌّ العاطِفِيّ هو تشخيص نفسي لطبيعة مضطربة عصبياً. ويصف حالة تكون فيها أعراض الاضطراب مزاجي وفصام الشخصية . وتظهر هذه الأعراض بصفة عامة كهلوسة حسية أو أوهام غير واقعية أو حتى في حديث المريض المضطرب وتفكيره أو\و سلسلة من الأكتئاب في سياق خَلَلٌ وَظيفِيّ واجتماعي أو مهني بارز. تتكون البذرة الأولى لهذا المرض عادة في سن البلوغ، مع أن، نادراً ما تشخص في مرحلة الطفولة (ما تحت سن 13 سنة)، الاضْطِرابٌ الفُصامِيٌّ العاطِفِيّ شائع في النساء أكثر من الرجال، بخلاف الأعراض المتنوعة القاسية، خط سير المرض على الأغلب عَرضي بخلاف فصام الشخصية. هناك نوعان من الاضْطِرابٌ الفُصامِيٌّ العاطِفِيّ :

في الغالب تعكر المزاج الثنائي القطب يمكن التنبؤ به والإنذار أكثر من النوع الاكتئابي والذي يترك ثاراً اختلالية بمرور الوقت.

العلامات والأعراض

يجب أن يحقق الذهان المعايير الأساسية للفصام، التي قد تتضمن الأوهام، والإهلاسات، وعدم انتظام الكلام أو التفكير أو السلوك أو الأعراض السلبية.[1] التوهمات والإهلاسات هي أعراض كلاسيكية للذهان. فالتوهمات هي اعتقادات خاطئة يتمسّك بها المريض بقوة على الرغم من إثبات عدم صحّتها له، ولا يجب أن تُعتبر المعتقدات توهماتٍ في حال كانت تتفق مع المعتقدات الثقافية للمريض، وقد تعكس المعتقدات التوهمية أعراض الحالة المزاجية أو لا (فالشخص الذي يعاني من اكتئاب قد يشعر بالذنب أو لا). أما الإهلاسات، فهي اضطرابات في الإدراك تصيب أي حاسّة من الحواس الخمس، ولكن تكون الإهلاسات السمعية (أو «سماع الأصوات») هي الأكثر شيوعًا. تتضمن الأعراض السلبية نقص الاستجابة، وعسر النطق (أو نقص الكلام العفوي)، والعاطفة الجافة (نقص شدة التعبير العاطفي للغير)، وانعدام الإرادة (فقد الدافع)، وانعدام التلذّذ (فقد القدرة على الإحساس بالمتعة)،[2] وقد تكون الأعراض السلبية أكثر استمرارًا وأكثر إضعافًا من الأعراض الإيجابية للمريض.

أعراض الحالة المزاجية هي الهوس، أو الهوس الخفيف، أو النوبات المختلطة، أو الاكتئاب، وتميل عادة لتأتي بشكل نوبات لا بشكل مستمر. تعني النوبات المختلطة وجود مزيج من أعراض الهوس والاكتئاب في نفس الوقت.

تتضمن أعراض الهوس مزاجًا عاليًا أو مُتهيّجًا، وهوس العَظَمة (تقدير متضخّم للذات)، والهياج، وسلوكيات المُخاطَرة، ونقص الحاجة للنوم، وضعف التركيز، والكلام السريع، وتطاير الأفكار.[3] أما أعراض الاكتئاب، فتتضمن تدني الحالة المزاجية، واللامبالاة، وتغيرات في الشهية والوزن، واضطرابات النوم، وتغيرات النشاط الحركي، والتعب، ومشاعر الذنب أو انعدام القيمة، والتفكير بالانتحار.

ينص الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (الطبعة الخامسة) على أن المريض الذي يعاني من الأعراض الذهانية فقط أثناء النوبة المزاجية يكون تشخيصه هو اضطراب مزاجي ذو سمات ذهانية، فهو ليس فصامًا ولا اضطرابًا فصاميًا عاطفيًا. في حال كان المريض يعاني من أعراض ذهانية دون أعراض مزاجية لمدة تتجاوز الأسبوعين، فالتشخيص إما فُصام أو اضطراب فصامي عاطفي.[4]

الأسباب

يُعتقد أن هناك دورًا لمزيج من العوامل الوراثية والبيئية في تطور الاضطراب الفصامي العاطفي.[5][6]

بحسب وليام ت. كاربنتر، وهو رئيس جامعة ماريلاند في بالتيمور:

إن الدراسات الوراثية لا تدعم فكرة أن الفُصام واضطرابات المزاج الذهاني والاضطراب الفصامي العاطفي هي حالات ذات أسباب مختلفة، لكن تشير الأدلة إلى وجود قابلية وراثية للتأثُّر تزيد من خطر حدوث كل هذه المتلازمات. قد يكون هناك بعض المسارات التي تحدد قابلية الإصابة بالفصام بشكل خاص، أو بالاضطرابات الأخرى كالاضطراب ثنائي القطب، لكن علم الوراثة لا يدعم هذه النظرة.

عند النظر إلى ذلك على نطاق أوسع، نلاحظ أن العوامل البيولوجية والبيئية تتفاعل مع جينات الشخص بطريقة تزيد من خطر الإصابة بالاضطراب الفصامي العاطفي أو تقللها، ولكن من غير المعروف بعد كيفية حدوث ذلك (أي أن الآلية البيولوجية غير واضحة بعد). ارتبطت اضطرابات طيف الفصام (والتي يُعتبر الاضطراب الفصامي العاطفي جزء منها) بشكل متزايد بعمر الأب المتقدم عند الحمل، ومن المعروف أن هذا يرتبط مع حدوث الطفرات الجينية.[7] لوحظ أن الحالة الفيزيولوجية للمرضى المشخصين باضطراب فصامي عاطفي متشابهة لكنها غير متطابقة مع الحالة الفيزيولوجية لمرضى الفصام أو مرضى الاضطراب ثنائي القطب. على أي حال، ما تزال الوظائف الفيزيولوجية العصبية للإنسان في متلازمات الاضطرابات النفسية غير مفهومة تمامًا.[8]

تعاطي المخدرات

كان من الصعب على الباحثين إثبات وجود صلة سببية واضحة بين تعاطي المخدرات واضطرابات الطيف الذهاني، بما في ذلك الاضطراب الفصامي العاطفي، ولكن الأدلة في حالات معينة، مثل استخدام القنّب، تدعم وجود ارتباط بين البدء المبكر لظهور المرض الذهاني وتعاطي القنّب، فكلما ازداد تعاطيه، وخاصة في مراحل المراهقة الباكرة، يزداد احتمال إصابة الشخص بمرض ذهاني،[9][10][11] ويرتبط الاستخدام المتكرر بمضاعفة خطر الإصابة بالذهان والاضطراب الفصامي العاطفي.[12] ما يزال الموضوع مثيرًا للجدل[13][14] لأنه ليس كل الشباب الذين يتعاطون القنّب سوف يعانون من الذهان في أوقات لاحقة من حياتهم، لكن بشكل عام ترتفع نسبة إصابتهم إلى 3 مرات.[1] قد يقلّد تأثير بعض الأدوية أعراض الفصام (الفصام له أعراض مشابهة لاضطراب الفصام العاطفي)، لذلك من المهم التأكد من سبب الأعراض عند المريض قبل تشخيصه بشكل خاطئ.[15]

التشخيص

يُشخّص الذهان كعرض لاضطراب نفسي أولًا وقبل كل شيء بالاستبعاد،[16] أي يجب بالبداية استبعاد أي أسباب طبية أخرى للأعراض الموجودة، وكتقييم أولي؛ يجب أخذ قصة مرضية كاملة، وفحص بدني شامل، ويجب إجراء اختبارات بيولوجية (على الرغم من عدم وجود اختبارات تؤكد وجود المرض) بهدف استبعاد الاضطراب الناتج عن تعاطي المخدرات أو الأدوية أو السموم.[17]

يجب استبعاد الهذيان الذي يتميز بشكل أساسي بالإهلاسات البصرية، والبدء الحاد، وتغير مستوى الوعي. يكون استبعاد المسببات المرضية الأخرى بإجراء مجموعة من الاختبارات الدموية، كاختبارات وظائف الغدة الدرقية، وتركيز الشوارد الأساسية في الدم، وإجراء تعداد دم كامل، والاختبارات المصلية لاستبعاد الأمراض المنتقلة بالجنس، بالإضافة إلى بعض الإجراءات الأخرى كتخطيط الدماغ الكهربائي لاستبعاد الصرع، والرنين المغناطيسي والتصوير بالأشعة المقطعية لاستبعاد آفات الدماغ.[17]

لا يجب أن ننسى أن وجود قصة عائلية للإصابة بمرض ذهاني تزيد من احتمال الإصابة.

معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (الطبعة الخامسة)

هي المعايير الأكثر استخدامًا لتشخيص الاضطراب الفصامي العاطفي الصادر عن الرابطة الأمريكية للطب النفسي.[1]

أنماط المرض

يمكن ملاحظة أحد هذين النمطين من اضطراب الفصام العاطفي أثناء التشخيص، وذلك استنادًا إلى مكونات الحالة المزاجية للاضطراب الموجود:[1][4]

  • الأول هو النوع ثنائي القطب، ويُشخّص عندما يعاني المريض من نوب من الهوس، أو الهوس الخفيف، أو النوب المختلطة، وتحدث أيضًا بشكل نموذجي نوب اكتئابية كبيرة.
  • النوع الثاني هو النوع الاكتئابي، والذي يتضمن نوبات اكتئابية كبيرة فقط دون وجود أي نوبات هوس أو نوبات مختلطة.

العلاج

العلاج الأساسي للاضطراب الفصامي العاطفي هو الأدوية، مع تحسن النتائج عند إدخال العلاجات الداعمة النفسية والاجتماعية طويلة الأمد إلى الخطة العلاجية.[18] قد يُدخَل المريض إلى المشفى في الحالات الشديدة طوعًا أو بالإجبار (في حال سمحت القوانين المتعلقة بالصحة النفسية بذلك)، ومن غير الشائع بقاء المريض في المشفى لوقت طويل.[19]

تشير الأدلة إلى وجود آثار إيجابية للتمارين المنتظمة على الصحة البدنية والعقلية لمرضى الفصام العاطفي.[20]

العلاج النفسي

قد يكون تقديم العلاجات النفسية الاجتماعية بمهارة هو أهم عنصر للتحسّن الوظيفي عند مرضى الاضطراب الفصامي العاطفي. يستفيد المرضى من كل من العلاج النفسي الداعم والعلاج المعرفي السلوكي على حد سواء.[21]

أحد أهم العوامل للشفاء من الاضطراب الفصامي العاطفي هو إعادة التأهيل النفسي أو النفسي الاجتماعي عالي الجودة،[22] فهو يركز على حل المشاكل المتعلقة بالاندماج بالمجتمع، وعلى تحسين أنشطة الحياة اليومية، وتقليل السلوكيات غير الصحية كتعاطي المخدرات والتدخين، وقد يركز أيضًا على التأهيل المهني للمريض.[23] الهدف طويل الأمد لإعادة التأهيل النفسي والمهني هو أن يتعلم المريض ويشارك بفعالية في السيطرة على التوتر أثناء عملية التعلم أو العمل.

تتكون إعادة التأهيل النفسي من ثمانية مجالات رئيسية:

  • الطب النفسي (الحد من الأعراض وتدبيرها)
  • الصحة والمعالجة الطبية (الحفاظ على اتساق الرعاية)
  • السكن (تأمين بيئات آمنة)
  • المهارات المعيشية الأساسية (النظافة، ووجبات الطعام، والسلامة)
  • اجتماعيًا (العلاقات الشخصية والعائلية، والتواصل والاندماج ضمن المجتمع)
  • التعليم والمهن (مهارات التلاؤم، والتحفيز، والأهداف المناسبة التي يختارها المريض)
  • التمويل (الميزانية الشخصية)
  • المجتمع والقانون (الموارد)

الأدوية

عادة ما تكون الأدوية المضادة للذهان مطلوبة من أجل كل من العلاج والوقاية من النكس.[24] ليس هناك مضاد ذهان معين يشكل الدواء الأمثل لعلاج الاضطراب الفصامي العاطفي، ولكن يجب أخذ مضادات الذهان غير التقليدية بالحسبان لدورها الهام في تثبيت المزاج.[25] البالبيريدون هو دواء مضاد للذهان وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج اضطرابات الفصام.[26] يجب استخدام مضادات الذهان بأقل جرعة ضرورية للسيطرة على الأعراض،[27] وأهم آثارها الجانبية هي الأعراض خارج الهرمية كالرّعاش، وصلابة العضلات، والأرق.[28]

العلاج بالتخليج الكهربائي

يمكن استخدام العلاج بالتخليج الكهربائي عند مرضى الاضطراب الفصامي العاطفي الذين يعانون من اكتئاب شديد أو أعراض ذهانية شديدة لم تستجب للعلاج بمضادات الذهان.[29]

الوبائيات

تشير التقديرات إلى أن الاضطراب الفصامي العاطفي يصيب 0.5% إلى 0.8% من السكان في مرحلة ما من حياتهم.[30] تحدث نسبة 30% من الحالات بين سن 25 و35، [31]وهو أكثر شيوعًا عند النساء من الرجال.

مراجع

  1. ^ أ ب ت ث Malaspina D، Owen MJ، Heckers S، Tandon R، Bustillo J، Schultz S، Barch DM، Gaebel W، Gur RE، Tsuang M، Van Os J، Carpenter W (مايو 2013). "Schizoaffective disorder in the DSM-5". Schizophrenia Research. ج. 150 ع. 1: 21–5. DOI:10.1016/j.schres.2013.04.026. PMID:23707642.
  2. ^ Hales E and Yudofsky JA, eds, The American Psychiatric Press Textbook of Psychiatry, Washington, DC: American Psychiatric Publishing, Inc., 2003
  3. ^ Hales E and Yudofsky JA, eds, The American Psychiatric Press Textbook of Psychiatry, Washington, DC: American Psychiatric Publishing, Inc., 2003
  4. ^ أ ب "F25 Schizoaffective disorders". ICD-10 Version:2010. World Health Organization.
  5. ^ van Os J, Kapur S (أغسطس 2009). "Schizophrenia" (PDF). Lancet. ج. 374 ع. 9690: 635–45. DOI:10.1016/S0140-6736(09)60995-8. PMID:19700006.
  6. ^ Picchioni MM، Murray RM (يوليو 2007). "Schizophrenia". BMJ. ج. 335 ع. 7610: 91–5. DOI:10.1136/bmj.39227.616447.BE. PMC:1914490. PMID:17626963.
  7. ^ Brown AS، Schaefer CA، Wyatt RJ، Begg MD، Goetz R، Bresnahan MA، Harkavy-Friedman J، Gorman JM، Malaspina D، Susser ES (سبتمبر 2002). "Paternal age and risk of schizophrenia in adult offspring". The American Journal of Psychiatry. ج. 159 ع. 9: 1528–33. DOI:10.1176/appi.ajp.159.9.1528. PMC:2989614. PMID:12202273.
  8. ^ Martin LF، Hall MH، Ross RG، Zerbe G، Freedman R، Olincy A (ديسمبر 2007). "Physiology of schizophrenia, bipolar disorder, and schizoaffective disorder". The American Journal of Psychiatry. ج. 164 ع. 12: 1900–6. DOI:10.1176/appi.ajp.2007.06010017. PMID:18056246.
  9. ^ Benjamin Chadwick؛ Michael L. Miller؛ Yasmin L. Hurd (2013). "Cannabis use and risk of psychotic or affective mental health outcomes: a systematic review". Frontiers in Psychiatry. ج. 4: 129. DOI:10.3389/fpsyt.2013.00129. PMC:3796318. PMID:24133461.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  10. ^ Moore TH، Zammit S، Lingford-Hughes A، وآخرون (2007). "Cannabis Use during Adolescent Development: Susceptibility to Psychiatric Illness" (PDF). Lancet. ج. 370 ع. 9584: 319–328. DOI:10.1016/S0140-6736(07)61162-3. PMID:17662880.
  11. ^ Moore TH، Zammit S، Lingford-Hughes A، Barnes TR، Jones PB، Burke M، Lewis G (مارس 2005). "Cannabis use and risk of psychotic or affective mental health outcomes: a systematic review" (PDF). Lancet. ج. 370 ع. 9584: 187–94. DOI:10.1016/S0140-6736(07)61162-3. PMID:17662880.
  12. ^ Sewell RA، Ranganathan M، D'Souza DC (أبريل 2009). "Cannabinoids and psychosis". International Review of Psychiatry (Abingdon, England). ج. 21 ع. 2: 152–62. DOI:10.1080/09540260902782802. PMID:19367509.
  13. ^ McLaren JA، Silins E، Hutchinson D، Mattick RP، Hall W (يناير 2010). "Assessing evidence for a causal link between cannabis and psychosis: a review of cohort studies". Int. J. Drug Policy. ج. 21 ع. 1: 10–9. DOI:10.1016/j.drugpo.2009.09.001. PMID:19783132.
  14. ^ Ben Amar M، Potvin S (يونيو 2007). "Cannabis and psychosis: what is the link?". Journal of Psychoactive Drugs. ج. 39 ع. 2: 131–42. DOI:10.1080/02791072.2007.10399871. PMID:17703707.
  15. ^ Malaspina D، Owen MJ، Heckers S، Tandon R، Bustillo J، Schultz S، Barch DM، Gaebel W، Gur RE، Tsuang M، Van Os J، Carpenter W (مايو 2013). "Schizoaffective disorder in the DSM-5". Schizophrenia Research. ج. 150 ع. 1: 21–5. DOI:10.1016/j.schres.2013.04.026. PMID:23707642.
  16. ^ Freudenreich، Oliver (3 December 2012). "Differential Diagnosis of Psychotic Symptoms: Medical "Mimics"". Psychiatric Times. UBM Medica. اطلع عليه بتاريخ October 2013. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |accessdate= (مساعدة)
  17. ^ أ ب Freudenreich، Oliver (3 December 2012). "Differential Diagnosis of Psychotic Symptoms: Medical "Mimics"". Psychiatric Times. UBM Medica. اطلع عليه بتاريخ October 2013. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |accessdate= (مساعدة)
  18. ^ van Os J, Kapur S (أغسطس 2009). "Schizophrenia" (PDF). Lancet. ج. 374 ع. 9690: 635–45. DOI:10.1016/S0140-6736(09)60995-8. PMID:19700006.
  19. ^ Becker T، Kilian R (2006). "Psychiatric services for people with severe mental illness across western Europe: what can be generalized from current knowledge about differences in provision, costs and outcomes of mental health care?". Acta Psychiatrica Scandinavica Supplementum. ج. 113 ع. 429: 9–16. DOI:10.1111/j.1600-0447.2005.00711.x. PMID:16445476.
  20. ^ Gorczynski P، Faulkner G (2010). "Exercise therapy for schizophrenia". Cochrane Database Syst Rev ع. 5: CD004412. DOI:10.1002/14651858.CD004412.pub2. PMC:4164954. PMID:20464730.
  21. ^ BMJ Group, "Schizoaffective disorders: Treatment", 2012
  22. ^ Dieterich M، Irving CB، Park B، وآخرون (6 يناير 2017). Dieterich M (المحرر). "Intensive Case Management for Severe Mental Illness". Cochrane Database of Systematic Reviews. ج. 1 ع. CD007906: CD007906. DOI:10.1002/14651858.CD007906.pub3. PMC:5472103. PMID:28067944.
  23. ^ PSR/RPS Canada, [1], "PSR/RPS Canada Core Principles and Values"نسخة محفوظة 24 March 2010 على موقع واي باك مشين.
  24. ^ American Psychiatric Association, "Practice Guideline for the Treatment of Patients with Schizophrenia, Second Edition", 2004 نسخة محفوظة 6 March 2014 at Archive.is
  25. ^ BMJ Group, "Schizoaffective disorders: Treatment", 2012
  26. ^ Paliperidone, "Schizoaffective disorders: Treatment", 2013
  27. ^ BMJ Group, "Schizoaffective disorders: Treatment", 2012
  28. ^ Stahl SM, Stahl's Essential Psychopharmacology: Neuroscientific basis and practical applications, New York: Cambridge University Press, 2008
  29. ^ American Psychiatric Association, "Practice Guideline for the Treatment of Patients with Schizophrenia, Second Edition", 2004 نسخة محفوظة 6 March 2014 at Archive.is
  30. ^ Kaplan، HI؛ Saddock، VA (2007). Synopsis of Psychiatry. New York: Lippincott, Williams & Wilkins. ص. 501–502. ISBN:978-0-7817-7327-0.
  31. ^ Wy, T. J. P., Saadabadi, A. (2019). "Schizoaffective Disorder". StatPearls [Internet] Treasue Island (FL) – عبر NCBI.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
إخلاء مسؤولية طبية