احتجاب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
المشتري (الجرم المشرق في أعلى اليمين) قبل دقائق قليلة من إحتجابة خلف القمر في 16 يونيو 2005

الاحتجاب في علم الفلك هو أن يحجب جرم سماوي جرما سماويا آخر، ويحدث الاحتجاب عندما يمر الجرم السماوي أمام جرم آخر من منظور المراقب.[1] ولا يحدث الاحتجاب بين النجوم بالطبع لأنها ثابتة فهناك خمس كواكب بالإضافة إلى الشمس والقمر هي الأجرام الـ7 الوحيدة التي تحجب أجراما أخرى أو تحجب بعضها البعض. ولا يمكن أن تحجب هذه الأجرام الـ7 أي واحد من نجوم السماء بل فقط بعض النجوم التي تتبع كوكبات في منطقة معينة. وذلك لأن جميع هذه الأجرام تتحرك في جزء معين من السماء يسمى «دائرة البروج» فأي كوكبة تمر فيها هذه الأجرام في وقت من السنة تسمى بالـ«برج». يوجد 13 برج في السماء لا يمكن أن تحتجب أي نجوم لا تقع في هذه الأبراج وهي:

حجب القمر والكواكب للأجرام الأخرى[عدل]

الاحتجاب القمري[عدل]

يميل مدار القمر بنسبة 5.14 درجة إلى مسار الشمس.

إن حجب القمر لجرم آخر هو أمر شائع وكثير الحدوث نظرا للحجم الكبير للقمر. لكن وبما أن الكواكب تبدو بأحجام النجوم تقريباً من الأرض فهي نادرا جداً ما تحجب أحد النجوم. لكن ما يحدث كثيراً نسبياً هو أن يحجب القمر أحد الكواكب. غالباً ما يحجب القمر بضعة أجرام في السنة الواحدة من الممكن أن يحجب عنقود الثريا أو نجم قلب العقرب.[2] مثلاً. يشق القمر طريقه في رقعة بعرض نصف درجة عبر النجوم منتقلاً بسرعة زاويّة أكثر من 13° كل يوم. ويختلف المسار الدقيق من مدار إلى آخر، غير أنه يكون دائماً ضمن حزمة خمس درجات. ويحدث الاحتجاب القمري عندما يتوارى أحد النجوم الواقعة ضمن هذه الحزمة خلف حافة قرص القمر. ونظراً لغياب الغلاف الجوي الواضح للقمر، ولأن معظم النجوم لها أقطار ظاهرية يمكن إهمالها، تقع معظم حوادث الاحتجاب بشكل مفاجئ جداً. وقد لا تختفي بعض النجوم ذات الأقطار الظاهرية الكبيرة بشكل آني، غير أنها تبدو أنها تخبو في جزء من الثانية. وتتمثل مهمة مراقب الاحتجاب بالتسجيل الدقيق لوقت تواري النجم أو عودة ظهورة من خلف القمر.[3]

الاحتجاب الكوكبي[عدل]

أما الكواكب فمن احتجاباتها التي تتكرر كل بضعة عقود حجب كوكب الزهرة لنجم المليك (قلب الأسد). عموماً هناك ثلاثة من ألمع نجوم دائرة البروج هي من أكثر النجوم التي يتم حجبها وهي: نجم المليك وقلب العقرب والسماك الأعزل. أما نجم الدبران - ألمع نجوم كوكبة الثور - فهو بعيد عن مدارات الكواكب لكن من المحتمل أن يحجبه القمر فقط. أما نجم رأس التوأم المؤخر (ألمع نجوم كوكبة التوأمين بقدر ظاهري يبلغ +1.08±0.02) [4]فمن المستبعد كثيراً أن يحجبه القمر أو الكواكب حالياً.

من الممكن أيضاً أن تحجب الكواكب بعضها البعض لكن هذا النوع من الاحتجاب نادرٌ جداً. آخر احتجاب من هذا النوع كان قبل قرنين تقريباً، ففي يوم 3 من شهر كانون الثاني (يناير) في عام 1818م حين حجب كوكب الزهرة المشتري. والاحتجاب التالي من هذا النوع سيكون في يوم 22 من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) في عام 2065م وسوف يحتجب نفس الكوكبين الذين احتجبا قبل قرنين. أي أن هناك فجوة تبلغ قرنين ونصف بين الاحتجابين فهذه الاحتجابات نادرة جداً.

أيضاً تحدث أحياناً احتجابات بين أقمار الكواكب لكنها بحاجة لتلسكوبات لرصدها.

الاحتجاب المضاعف[عدل]

من الممكن أحياناً أن يقوم القمر بحجب عدة أجرام سماوية في نفس الوقت. ولكن هذا حدث نادرٌ جداً وحتى عندما يحدث فلا يمكن رؤيته إلا من جزء صغير من كوكب الأرض. آخر احتجاب من هذا النوع كان في يوم 23 من شهر نيسان (أبريل) في عام 1998م عندما حجب القمر كوكبي المشتري والزهرة وقد كان بالإمكان رؤية الاحتجاب فقط من جزيرة أسينشين النائية في وسط المحيط الأطلسي.

الاحتجابات خارج النظام الشمسي[عدل]

الاحتجابات ليست مجرد منظر جميل بل لها فوائد. فواحدة من الطرق التي تُستخدم لاكتشاف الكواكب خارج نظامنا الشمسي هي رصد الكوكب عند مروره أمام نجمه. وقد اكتشفت العديد من الكواكب بهذه الطريقة لكن مشكلتها أنه يجب أن يكون حجم الكوكب كبيراً حتى يُلاحظَ عند عبوره أمام نجمه. أيضاً يجب الترقب لمدة طويلة وربما يكون مدار الكوكب بعيداً عن نجمه وبالتالي تستغرق دورته مدة طويلة ويجب أنتظار وقتٍ طويل إلى أن يمر أمام النجم. كما أنه من الممكن أن يكون مداره منحرفاً عن الجهة التي ننظر منها من الأرض بحيث لا نراه يمر أمام النجم أبداً.

احتجابات الكواكب ما بين عامي 1800 و2100[عدل]

اليوم الوقت الكوكب الحَاجب الجرم المحجوب الامتداد
9 ديسمبر 1802 07:36 عطارد نجم العقرب 16,2ْ غرباً
9 ديسمبر 1808 20:34 عطارد زحل 20,3° غرباً
22 ديسمبر 1810 06:32 الزهرة الرامي إكس آي - 2 11,1° شرقاً
3 يناير 1818 21:52 الزهرة المشتري 16,5° غرباً
11 يوليو 1825 09:10 الزهرة دلتا الثور 44,4° غرباً
11 يوليو 1837 12:50 عطارد إيتا التوأمين 17,8° غرباً
9 مايو 1841 19:35 الزهرة الثور 17 9,2° شرقاً
27 سبتمبر 1843 18:00 الزهرة نجم الزاوية 3,2° غرباً
16 ديسمبر 1850 11:28 عطارد نجم القوس 10,2° شرقاً
22 مايو 1855 05:04 الزهرة نجم المبسطة 37,4° شرقاً
30 يونيو 1857 00:25 زحل نجم الوسط 8,4° شرقاً
5 ديسمبر 1865 14:20 عطارد نجم القوس 21,0° شرقاً
28 فبراير 1876 05:13 المشتري نجم العقرب 97,6° غرباً
7 يونيو 1881 20:54 عطارد نجم المبسطة 21,2° شرقاً
9 ديسمبر 1906 17:40 الزهرة نجم العقرب 14,9° غرباً
27 يوليو 1910 02:53 الزهرة إيتا التوأمين 31,0° غرباً
16 ديسمبر 1937 18:38 عطارد أوميكرون الرامي 11,6° شرقاً
10 يونيو 1940 02:21 عطارد نجم المبسطة 20,1° شرقاً
25 أكتوبر 1947 01:45 الزهرة نجم الزبن الجنوبي 13,5° شرقاً
7 يوليو 1959 14:30 الزهرة نجم المليك 44,5° شرقاً
27 سبتمبر 1965 15:30 عطارد نجم الزاوية 2.6° غرباً
13 مايو 1971 20:00 المشتري نجم العقرب (مع رفيقه) 169,5° غرباً
8 أبريل 1976 01:00 المريخ نجم المبسطة 81,3° شرقاً
17 أكتوبر 1981 14:27 الزهرة سغما الرامي 47,0° شرقاً
19 أكتوبر 1984 01:32 الزهرة نجم القوس 39,2° شرقاً
4 ديسمبر 2015 16.14 عطارد ثيتا الحواء 9,6° شرقاً
17 فبراير 2035 15:19 الزهرة نجم البلطة 42,1° غرباً
1 أكتوبر 2044 22:00 الزهرة نجم المليك 38,9° غرباً
23 فبراير 2046 19:24 الزهرة كابا الرامي 45,4° غرباً
10 نوفمبر 2052 07:20 عطارد نجم الزبن الجنوبي 2,8° غرباً
22 نوفمبر 2065 12:45 الزهرة مشتري 7,9° غرباً
15 يوليو 2067 11:56 عطارد نبتون 18,4° غرباً
10 أغسطس 2069 20.25 الزهرة نجم زاوية العذراء 38,4° شرقاً
3 أكتوبر 2078 22:00 مريخ ثيتا الحواء 71,4° شرقاً
11 أغسطس 2079 01:30 عطارد مريخ 11,3° غرباً
27 أكتوبر 2088 13:43 عطارد مشتري 4,7° غرباً
7 أبريل 2094 10:48 عطارد مشتري 1,8° غرباً

روابط خارجية[عدل]

مصاد[عدل]

  1. ^ Elizabeth Howell, Space.com Contributor (1 سبتمبر 2016). "What Is an Occultation". Astronomical Journal Vol. 73, p.233. مؤرشف من الأصل في 2019-07-25. اطلع عليه بتاريخ 2017-04-19. {{استشهاد ويب}}: |مؤلف= باسم عام (مساعدة)
  2. ^ "Occultations of bright stars by planets between 0 and 4000". مؤرشف من الأصل في 2016-03-04. اطلع عليه بتاريخ 2017-04-19.
  3. ^ بوابة التقد العلمي (ظاهرة الاحتجاب القمري) نسخة محفوظة 19 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.[وصلة مكسورة]
  4. ^ Lee، T. A. (أكتوبر 1970)، "Photometry of high-luminosity M-type stars"، Astrophysical Journal، ج. 162، ص. 217، Bibcode:1970ApJ...162..217L، DOI:10.1086/150648