بوريبيستا

هذه المقالة غير مكتملة. فضلًا ساعد في توسيعها.
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
بوريبيستا

معلومات شخصية
تاريخ الميلاد -82
تاريخ الوفاة -44
مواطنة داقية  تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
الحياة العملية
المهنة ملك  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
خريطة للمنطقة أثناء حملات بوريبيستا العسكرية

بوريبيستا (بالإنجليزية: Burebista) ((بالإغريقية: Βυρεβίστας, Βοιρεβίστας)‏) هو ملك الغيتيون والدايقون، الذي وحد بين هذه القبائل لأول مرة وحكمها من 82 ق.م إلى 44 ق.م. وقاد هجمات سلب واستيلاء على وسط وجنوب شرق أوروبا، حتى خضعت له أغلب القبائل المجاورة. وبعد اغتياله في مؤامرة داخلية، انقسمت الإمبراطورية إلى العديد من الدويلات.

جدران من حصن بليدارو (Blidaru) (مقاطعة هونيدارا في رومانيا)، التي بناها بوريبيستا
جدران من حصن كوستيستي (Costeşti)

المراجع الأولى[عدل]

هناك ثلاثة مصادر قديمة ورد فيها ذكر بوريبيستا وهي: سترابو: المنطقة الجغرافية 7.3.5 و 7.3.11 و 16.2.39 (الذي يتهجى اسمه بيريبيستاس وبويريبيستاس)، يوردانس: جتيكا 67 (يتهجى اسمه بورويستا)، وكتابة منقوشة رخامية اكتشفت في بالشيك (Balchik) في بلغاريا (محفوظة الآن في المتحف الوطني في صوفيا، وهي عبارة عن مرسوم ديونيسوبوليس لمواطني ديونيسوبوليس فيما يتعلق بـ أكورنيون.[2]

تطور نظام حكم بوريبيستا[عدل]

ساعد تطور الاقتصاد القائم على اللاتين في القرنين الثاني والثالث قبل الميلاد في تعزيز القوة السياسية عن طريق الاتحاد بين القبائل. وكانت هذه الاتحادات الإقليمية قائمة بين الغيتون في ترانسيلفانيا (تحت حكم الملك روبوبوستيس) والغيتيون في مولدوفا وولاشيا (حيث كانت أرجيدافا هي مركز الحكم في البلاد). وكان بوريبيستا هو أول من أنشأ اتحادًا للقبائل يضم كلاً من الدايقون والغيتيون.[3]

وكان هذا التحالف القبلي دولة ضعيفة المركزية، ذات تنظيم عسكري يشبه تنظيم الممالك الهيلينية.[3] ولا تزال درجة المركزية في هذه الدولة قيد البحث، في حين تجد بعض علماء الآثار - منهم لوكيير (Lockyear) - الذين ينكرون وجود دولة ذات توجهات قليلة على النطاق الإقليمي لأن البراهين الأثرية تظهر تنوعًا إقليميًا كبيرًا. ويرد عليهم علماء آثار آخرون - منهم دياكونسكو (A. Diaconescu) - يرون أنها كانت ذات هيكل سياسي مركزي. وعلى أية حال، لا يبدو أن هناك إجابة قاطعة لهذا التساؤل، بسبب العديد من العوامل الأثرية.[4]

وأثناء عهد بوريبيستا، ولردح من الزمن كان يُعتقد بأن المجتمع في هذه البلاد بدأ يظهر فيه نظام رق أشبه بالنظام المتّبع في روما واليونان القديمة، ولكن يُحتمل أن أغلب هذا كان على يد الأحرار.[3]

وكتب سترابو أن بوريبيستا استطاع كسب التأييد الكبير من قبيلته بمساعدة ديكاينيوس (Decaeneus) وهو ساحر ومُنجّم تعلم مهنته في مصر. وكان الناس يُطيعون بوريبيستا طاعة عمياء لدرجة أنه كان يستطيع إقناعهم بقطع شرايينهم وبالإقلاع عن شرب الخمر.[5] وأكثر من ذلك، زعم يوردانس أن الأسقف احتفظ «بسلطات ملكية تقريبًا» وكان يُعلّم القوطيون مدونة قوانين تسمى «قوانين بيلاجينيس»، وأيضًا مبادئ أخلاقية وفلسفية وعلمية، منها علم الفيزياء وعلم الفضاء.[6]

وبنى بوريبيستا في القلب من مملكته - في جبال أوراستي (Orăştie Mountains) - نظام التحصينات الحجرية في منطقة عالية، وتقع أهم هذه القلاع الرابية اليوم في قُرى كوستيشتي (Costeşti) وبليدارو وبياترا روشي (Piatra Roşie) وبانيتسا (Piatra Roşie).[3]

الغزوات والسياسة الخارجية[عدل]

انتهج بوريبيستا سياسة غزو مناطق جديدة: ففي سنة 60/59 ق.م، هاجم القبائل الكلتية من البوئي (Boii) والتوريسي (Taurisci) التي سكنت في دانوب الوسطى (Middle Danube) وما يطلق عليه الآن سلوفاكيا (Slovakia). وبعد 55 ق.م ويحتمل قبل 48 ق.م، غزا بوريبيستا شاطئ البحر الأسود، فأخضع الحصون اليونانية من أولبيا إلى أبولونيا، فضلاً عن حصون السهل الدانوبي على الطريق إلى البلقان.[3] وذكر ستاربو أيضًا السرايا التي بعثها ضد مجموعة من الكلت الذين عاشوا بين التراقيين والإليريانيين (يحتمل أن يكونوا هم سكورديسكي).[7]

والمدني الوحيد الذي كان يتمتع بعلاقات طيبة مع بوريبيستا هو ديونيسوبوليس.[3] ووفقًا لنص كتابة منقوشة وُجدت في المدينة، كان أكورنيون - أحد مواطني المدينة - كبير مستشاري (πρῶτοσφίλος، حرفيًا «الصديق الأول») لبوريبيستا.[8]

وامتدت الإمبراطورية في أزهى عصورها من منطقة كارباثيان السلوفاكية الحديثة إلى البلقان، ومن دانوب الوسطى إلى البحر الأسود. وادعى سترابو أن الغيتيين كانوا يستطيعون استنفار 200000 جندي وقت الحرب،[3] وهو رقم يصعب تصديقه نوعًا ما،[9] ولكنه قد يمثل إجمالي عدد الذكور الأصحاء، وليس عدد الجيش.[3] وكان بوريبيستا خصمًا عنيدًا للرومان، حيث استطاعت جنوده عبور نهر الدانوب وإخضاع البلدان بعمق يصل إلى ثريس، مقدونيا (Macedonia) وإليريا (Illyria).[5]

وفي سنة 48 ق.م، كان بوريبيستا من المناصرين لـ بومبيس الكبير (Pompey) خلال صراعه ضد يوليوس قيصر (Julius Caesar) خلال الحرب الأهلية الرومانية،[3]، فأرسل له أكورنيون ليكون سفيرًا ومستشارًا عسكريًا. وبعد أن أسفرت المعارك عن فوز قيصر، عزم قيصر على إرسال فيالق لمعاقبة بوريبيستا،[10] ولكنه تم اغتياله في مجلس الشيوخ قبل أن يتمكن من ذلك، في 15 مارس 44 ق.م.

وفاته[عدل]

تم اغتيال بوريبيستا في مؤامرة حقيرة قامت بها مجموعة من نبلاء القبائل الذين استشعروا أن العمل على تعزيز سير البلاد في اتجاه دولة مركزية سيقلص كثيرًا من صلاحياتهم. وبعد موته تفككت الإمبراطورية، باستثناء النواة المحيطة بجبال أوراشتيه،[3] في حين جرى تقسيم باقي الإمبراطورية إلى ممالك متعددة.[5] وعندما أرسل يوليوس قيصر جيشًا إلى الغيتيين، انقسمت دولتهم التي أسسها بوريبيستا إلى أربع دويلات.[10]

وكُتب على طابع لسنة 1980 في رومانيا، "بعد 2050 عامًا من تكوّن أول دولة مركزية ومستقلة بقيادة بوريبيستا".
تمثال بوريبيستا في أوراشتيه

الإرث[عدل]

في رومانيا وبدءًا من سبعينيات القرن العشرين، اتجه نظام نيكولاي تشاوتشيسكو إلى استخدام التاريخ القديم، وهو ما يُفسر على محمل قومي وجدلي (بروتوتكرونية) على أنه وسيلة لإضفاء الشرعية على حكم البلاد.[11] فمثلاً، لم يكن يمثل بوريبيستا إلا الفاتح العظيم الذي وحد قبائل الدايقون.[12]

وظهر هذا الاتجاه سنة 1980، حين أعلنت الحكومة الرومانية الاحتفال بذكرى مرور 2050 عام على تأسيس دولة الدايقون «الموحدة والمركزية» على يد بوريبيستا، مقارنين بين دولة الدايقون ورومانيا في عهد تشاوتشيسكو ومدعين تواصل دولة برويبيسنا وتشاوشيسكو دون انقطاع.[13]

وكان إحياء هذه الذكرى مما دعا رجال الصحافة إلى تسجيل أوجه الشبه بين بوريبيستا وتشاوتشيسكو، وحتى كبار المؤرخين مثل أيون هوراتسيو كريشان كانوا يصفون تشاوتشيسكو بكلمات شبيهة بالكلمات التي كان يستخدمها نشطاء الأحزاب.[11]

وفي سنة 1980، ظهر فيلم سينمائي تدور أحداثه حول حياة بوريبيستا.[11]

ملاحظات[عدل]

  1. ^ https://www.romanianhistoryandculture.com/burebista.htm. اطلع عليه بتاريخ 2018-09-02. {{استشهاد ويب}}: |url= بحاجة لعنوان (مساعدة) والوسيط |title= غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة)
  2. ^ W. S. Hanson, Ian Haynes, Roman Dacia: the making of a provincial society, 2004, Journal of Roman Archaeology, ISBN 1-887829-56-3, p. 34
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر Pippidi 1976، صفحة 116-117.
  4. ^ Jinyu Liu, "[<a href="http://bmcr.brynmawr.edu/2005/2005-03-12.html">http://bmcr.brynmawr.edu/2005/2005-03-12.html</a> Review of Roman Dacia. The Making of a Provincial Society]", Bryn Mawr Classical Review, March 12, 2005 نسخة محفوظة 03 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ أ ب ت Strabo, Geography, VII:3.11
  6. ^ Jordanes, XI
  7. ^ John T. Koch, Celtic culture: a historical encyclopedia, p.550, ABC-CLIO, 2006 ISBN 1-85109-440-7
  8. ^ H. Daicoviciu, p. 127
  9. ^ Boia, p.184
  10. ^ أ ب Strabo, Geography, VII:3.5
  11. ^ أ ب ت Boia, p. 221
  12. ^ Boia, 177
  13. ^ Boia, p. 78; 125

المراجع[عدل]

القديمة[عدل]

الحديثة[عدل]

كتابات أخرى[عدل]

وصلات خارجية[عدل]

قالب:Dacia topics