تعدد الزوجات

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
  تعدد الزوجات مسموح به ويمارس.
  تعدد الزوجات عموما غير قانوني، إلا أن ممارسته غير مجرّمة بالكامل.
  تعدد الزوجات محظور تماما وممارسته مجرّمة.
  الوضع القانوني غير معروف أو غامض.
  • في الهند، الفلبين، سنغافورة، ماليزيا، سري لانكا، وإريتريا، وتعدد الزوجات هو القانوني الوحيد للمسلمين.
  • في موريشيوس، تعدد الزوجات ليس لها الاعتراف القانوني. الرجل المسلم يستطيع، ومع ذلك، "الزواج" ما يصل إلى أربع نساء، ولكن لم يكن لديهم الوضع القانوني للزوجات .
البلدان التي تقبل تعدد الزوجات.

تعدد الزوجات هو ممارسة تقوم على تزوج الرجل بأكثر من امرأة في وقت واحد، تعدد الزوجات جائز في بضعة أديان مثل الإسلام وبعض الطوائف المسيحية مثل المورمونية.[1][2][3] في حين تبيح قوانين بعض الدول تعدد الزوجات فإنه ممنوع في دول أخرى وأحياناً قد تصل العقوبة للسجن. يختلف العدد المسموح به من الزوجات من ثقافة لأخرى. كما يختلف انتشار تعدد الزوجات حول العالم بحسب الثقافة والمفاهيم التقليدية السائدة، وتنتشر هذه الممارسة في القارة الأفريقية أكثر من أي قارة أخرى خصوصاً في منطقة غرب أفريقيا.[4]

ذكر التعدد في القرآن[عدل]

جاء ذكر التعدد في القرآن في سورة النساء: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ۝٣ [النساء:3]

شروط التعدد في الإسلام[عدل]

قد أحل الإسلام تعدد الزوجات ولكن بشروط فإن لم يكن الرجل يملك هذه الشروط فلا يحق له التعدد ومن أهم هذه الشروط :

  • العدل

العدل هو أهم الشروط : ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةًۦۚ [النساء:3] فإن كان الإنسان غير قادر على العدل فلا يحق له التعدد ويكون العدل في كل الصور في المأكل والمشرب والملبس والمسكن فلا يُفَرِقْ بين الأولى والثانية في المال أو المبيت.

  • القدرة الجسدية والمادية لمن يريد التعدد في الزوجات -الرجال- فمثلا ان يكون قادراً على الإنفاق على الزوجتين وأن تكون عندهُ القدرة الجسديةُُ أيضاً.

التعدد في المسيحية[عدل]

لم يحرم العهد القديم تعدد الزوجات، بل ان هنالك أكثر من 40 شخصية مهمة تم ذكرها في العهد القديم متزوجة من أكثر من زوجة، مثل سليمان والذي كان لديه 700 زوجة[5] بالإضافة لموسى، داوود... الخ. أما في العهد الجديد فلم يرد التحريم نصا، ولكن تم فهمه من خلال الإشارة إلى نصوص تتكلم عن وحدة الزوج والزوجة. في الرسالة الأولى إلى تيموثاوس تم تقييد عدد زوجات قادة الكنيسة بزوجة واحدة.

في عام 1524 شرح مارتن لوثر في رسالته إلى قنصل ساكسون جريجور بروك بأنه لم يستطع منع ولي منطقة هيسن فيليب[بحاجة لمصدر] من الزواج من أكثر من زوجة لانه لا يوجد تعارض مع الكتاب المقدس[6]

النصوص الاتية توضح مفهوم العلاقة بين الزوج والزوجة في الإنجيل:

  1. ولكن لسبب الزنى ليكن لكل واحد امراته وليكن لكل واحدة رجلها.
  2. ليوف الرجل المراة حقها الواجب وكذلك المرأة أيضا الرجل.
  3. ليس للمراة تسلط على جسدها بل للرجل. وكذلك الرجل أيضا ليس له تسلط على جسده بل للمراة.
  4. لا يسلب احدكم الآخر إلا أن يكون على موافقة (كور7:2-5) وقال: من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدا واحدا.
  5. إذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد. فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان (مت5-19:6).

الانتشار[عدل]

تعتبر القارة الأفريقية اليوم أكثر القارات التي تحدث فيها حالات تعدد الزوجات. يرى بعض العلماء أن تأثير تجارة الرقيق على نسبة الرجال إلى النساء في القارة السمراء هو عامل رئيسي في ظهور تعدد الزوجات وتحصينه في المناطق الأفريقية. يزداد تأخر وسطي عمر الزواج الأول للشباب كلما زادت حالات تعدد الزوجات في المناطق الريفية التي تشهد نموًا سكانيًا كبيرًا، وكلما زاد معدل تعدد الزوجات، ازدادت معه سيطرة الشيوخ على المجتمع (الغيرونتوقراطية)، وازدادت أيضًا الطبقية الاجتماعية.[4][7]

يمتد حزام تعدد الزوجات الأفريقي من السنغال في الغرب إلى تنزانيا في الشرق، تقدّر نسبة النساء المتورّطات في زواج متعدّد في هذه المنطقة بثلث النساء إلى نصفهن. وينتشر تعدد الزوجات بشكل خاص في غرب أفريقيا. تاريخيًا، كان تعدّد الزوجات مقبولًا بشكلٍ جزئي في المجتمع العبري القديم، وفي الصين القديمة وفي ثقافات متفرّقة عند كلّ من الهنود الحمر، والأفريقيين والبولنيزيين. يُعتبر تعدد الزوجات في العصور القديمة أمرًا معروفًا في شبه القارة الهندية، وكان أمرًا مقبولًا أيضًا في اليونان القديمة حتّى زمن الإمبراطورية الرومانيّة والكنيسة الكاثوليكية الرومانية.[8][9]

تُمارس ثقافة تعدد الزوجات في أمريكا الشمالية من قبل بعض المورمونين، ككنيسة يسوع المسيح الأصولية لقديسي اليوم الحاضر (التي تُعرف اختصارًا باللغة الإنكليزيّة بـ " FLDS Church").[10]

السبب والتفسير[عدل]

الزيادة في تقسيم العمل[عدل]

كانت عالمة الاقتصاد الفرنسية، إيستر بوسيروب، هي أول من اقترح في عام 1970 أنّ لارتفاع معدّل تعدّد الزوجات في المناطق الأفريقية الواقعة إلى الجنوب من الصحراء الكبرى جذورٌ في التقسيم الجنسي للعمل في جرف الأراضي الزراعية والمساهمة الاقتصادية الكبيرة للمرأة فيها، إذ يُقسّم العمل في بعض مناطق الزراعة المتنقلة –حيث تزداد نسب تعدّد الزوجات- على أساس الجنس بوضوح صارخ، وعادةً ما يقوم الرجال والصبية الأكبر سنًا بمهام قطع الأشجار استعدادًا لإنشاء أراضٍ جديدة، وبتسييج الحقول لحمايتها من الحيوانات البرية، ويقومون أيضًا في بعض الأحيان بعمليات الغرس الأولي للمحاصيل (بالإضافة إلى مهام الصيد البري، وصيد الأسماك، وتربية الماشية). تستلم الزوجات بالمقابل مهام الزراعة الأخرى، ومهام تجهيز وتوفير الغذاء للعائلة وأداء الواجبات المنزلية الأخرى تجاه زوجها وعائلتها. تشير بوسيروب إلى أنه وبالرغم من النسبة الكبيرة التي يحتلها العمل الذي تقوم به النساء من إجمالي الأعمال التي تشكل أساس الحياة في المناطق الواقعة جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى، فإن النساء لا يحصلن على الحصة الأكبر من الفوائد التي تتلاءم مع النجاح الاقتصادي والزراعي الذي تتسبّبن به.[11][12][13]

يستفيد المزارع المسن، الذي يملك العديد من الزوجات والعديد من الصبيان الصغار، من وجود قوّة عاملة أكبر بكثير داخل أسرته. فمن الممكن من خلال الجهود المشتركة لزوجاته الشابات وأبنائه اليافعين أن يتوسع تدريجيًا في عمله بالزراعة، الأمر الذي يعني عائدًا ماديًا أعلى. بالمقابل، فإنّ الرجل الذي يمتلك زوجة واحدة، يحصل على مستوىً أقل من المساعدة في أعمال الزراعة، ومساعدة بسيطة -إن لم تكن معدومة- في عملية قطع الأشجار. ترحّب النساء اللاتي عشن في مثل هذا التركيب الاجتماعي بتعدد الزوجات، لأن ذلك يخفف من عبء العمل اليومي عليهن، بيد أن الزوجة الثانية تقوم في هذه الحالة بالأعمال الأكثر إرهاقًا، كما لو كانت خادمة للزوجة الأولى، وستكون منزلتها الاجتماعية أدنى من منزلة الزوجة الأولى. خلصت دراسة أجريت في الثلاثينيات من القرن العشرين، على شعب الميدني الذي يقطن جمهورية السيراليون في أقصى غرب القارة الأفريقية، إلى اعتبار تعدد الزوجات ربحًا زراعيًا، لأنه يُغني عن توظيف العمال وإعطائهم أجورًا مقابل عملهم بالزراعة. يعتبر تعدّد الزوجات منفعة اقتصاديّة في العديد من المناطق الريفية. يمكّن الوضعُ الاقتصادي للزوجة الإضافية -في بعض الحالات- الرجلَ من الحصول على قسط أكبر من الراحة.[14][15]

أظهرت الدراسة التي اعتمدت على المقارنة والتي أجراها عالم الإنسانيات جاك غودي حول الزواج في مختلف أنحاء العالم بمساعدة منظمة ملفات مجال العلاقات الإنسانية وجود علاقة تاريخية بين ممارسة البستنة المتنقلة في نطاقات واسعة وتعدد الزوجات في أغلب المجتمعات الأفريقية الواقعة إلى الجنوب من الصحراء الكبرى. لاحظ غودي -بالاعتماد على الدراسات التي أجرتها إيستر بوسيروب- أنّ من يقوم بالقسم الأكبر من العمل في بعض المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة، حيت يعمل السكان بالزراعة المتنقلة، هم النساء، وهو الأمر الذي يشجع الرجال على تعدد الزوجات إذ يستثمرون في هذه الحالة في النساء القيّمات في العمل، وفي التوالد على حدّ سواء. لاحظ غودي أن الترابط الذي تقترحه بوسيروب ليس كاملًا ويصف النظام الذي يهيمن فيه الذكور بشكل تقليديّ، وإن كان يشمل نظمًا زراعيًة واسعة النطاق كتلك الموجودة في معظم مناطق غرب أفريقيا، وخاصة منطقة السافانا، حيث يحدث تعدد الزوجات بصورة أكثر انتشارًا لإنتاج أكبر ذريّة ممكنة من الذكور الذين لهم قيمة عالية بالعمل في الزراعة.[16][17]

ناقش عالما الأنثروبولوجي دوغلاس آر. وايت وميشيل إل. بورتون في بحثهما المشترك الذي حمل عنوان أسباب تعدد الزوجات: البيئة، الاقتصاد، النسب والصراع، ملاحظة غودي المتعلقة بالأنظمة الزراعية الذكورية في أفريقيا ودعماها، إذ ذكر المؤلّفان في بحثهما «عارض غودي (عام 1973)» فرضيّة مساهمة الإناث. ولاحظت المقارنة التي أجراها دورجان (عام 1959) بين شرق وغرب أفريقيا، والتي أظهرت مستويات مساهمة زراعية أعلى للإناث في شرق أفريقيا، مقابل معدلات أعلى لتعدد الزوجات في غرب أفريقيا، وخاصة في مناطق السافانا، حيث من السهل ملاحظة المساهمة الزراعية العالية للذكور. يقول غودي «إنّ الأسباب الكامنة وراء تعدد الزوجات، هي أسباب جنسية وتناسلية، وليست اقتصادية وإنتاجية» (1973:189) مُعتبرًا أنّ هدف الرجال من الزواج أكثر من مرة هو زيادة الخصوبة والحصول على أسرة كبيرة فيها العديد من الشبان التابعين.[18][19]

أظهر تحليل أجراه جيمس فينيكس في عام 2012 أنّ لمعدل وفيات الأطفال والصدمات الاقتصادية المرتبطة بالبيئة ارتباط أقوى بمعدلات تعدد الزوجات في أفريقيا بالمقارنة مع المساهمات الزراعية للإناث (التي عادة ما تكون بسيطة نسبيًا في مناطق السافانا وساحل غرب أفريقيا حيث معدّل تعدد الزوجات أعلى من غيره في باقي المناطق الأفريقية) وأظهر أيضًا انخفاض معدلات تعدد الزوجات بشكل كبير مع انخفاض معدلات وفيات الأطفال.[20]

انظر أيضا[عدل]

مراجع[عدل]

  1. ^ Religion and Personal law in secular India: A call to judgment. ص. 153. مؤرشف من الأصل في 2016-05-04.
  2. ^ "Why Does Torah Law Allow Polygamy?". www.chabad.org (بالإنجليزية). Archived from the original on 2019-05-15. Retrieved 2017-04-18.
  3. ^ The Center for Research on Tibet Papers on Tibetan Marriage and Polyandry. Retrieved 1 October 2006 نسخة محفوظة 21 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ أ ب Clignet, R., Many Wives, Many Powers, Northwestern University Press, Evanston (1970), p. 17.
  5. ^ "scripture". www.usccb.org. مؤرشف من الأصل في 2019-08-12. اطلع عليه بتاريخ 2020-05-27.
  6. ^ "Brück, Gregor". Religion Past and Present. مؤرشف من الأصل في 2020-05-27. اطلع عليه بتاريخ 2020-05-27.
  7. ^ Dalton، John؛ Leung، Tin Cheuk (2014). "Why Is Polygyny More Prevalent in Western Africa? An African Slave Trade Perspective" (PDF). Economic Development and Cultural Change. ج. 62 ع. 4: 601–604. DOI:10.1086/676531. SSRN:1848183. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2015-01-05 – عبر Business Source Complete.
  8. ^ "African polygamy: Past and present". 9 نوفمبر 2013. مؤرشف من الأصل في 2019-09-18.
  9. ^ "LDS splinter groups growing | the Salt Lake Tribune". مؤرشف من الأصل في 2019-03-27.
  10. ^ "Canadian polygamists found guilty". BBC News. 25 يوليو 2017. مؤرشف من الأصل في 2019-09-12.
  11. ^ Boserup, Esther. (1970). Woman's Role in Economic Development, London, England & Sterling, VA: Cromwell Press, Trowbridge
  12. ^ Guyer, Jane. (1991). "Female Farming in Anthropology and African History”. Gender at the Crossroads of Knowledge: Feminist Anthropology in the postmodern Era. Berkely and Los Angeles, California: University of California Press. p. 260-261.
  13. ^ Andrea Cornwall (2005). Readings in Gender in Africa. Indiana University Press. ص. 103–110. ISBN:978-0-253-34517-2. مؤرشف من الأصل في 2020-01-26.
  14. ^ Boserup Esther. (1970). Woman's Role in Economic Development, London, England & Sterling, Virginia: Cromwell Press, Trowbridge.
  15. ^ Boserup Esther. (1970). Women's role in economic development. London, England & Sterling, VA: Cromwell Press, Trowbridge.
  16. ^ Goody، Jack (1976). Production and Reproduction: A Comparative Study of the Domestic Domain. Cambridge: Cambridge University Press. ص. 27–9.
  17. ^ Goody, Jack. Polygyny, Economy and the Role of Women. In The Character of Kinship. London: Cambridge University Press, 1973, p. 180–190.
  18. ^ White، Douglas؛ Burton، Michael (1988). "Causes of Polygyny: Ecology, Economy, Kinship, and Warfare". American Anthropologist. ج. 90 ع. 4: 871–887 [884]. DOI:10.1525/aa.1988.90.4.02a00060. مؤرشف من الأصل في 2019-09-03.
  19. ^ White، Douglas؛ Burton، Michael (1988). "Causes of Polygyny: Ecology, Economy, Kinship, and Warfare". American Anthropologist. ج. 90 ع. 4: 871–887 [873]. DOI:10.1525/aa.1988.90.4.02a00060. مؤرشف من الأصل في 2019-09-03.
  20. ^ Fenske، James (نوفمبر 2012)، "AFRICAN POLYGAMY: PAST AND PRESENT" (PDF)، Centre for the Study of African Economies, University of Oxford، ص. 1–30، مؤرشف من الأصل (PDF) في 2017-09-22