حجة ضعف التصميم

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

حجة ضعف التصميم (بالإنجليزية: argument from poor design)‏ هي حجة فلسفية ضد وجود الإله وتحديداً ضد وجود إله خالق (بمعنى وجود إله خلق بشكل مباشر كل أشكال الحياة). وإن كانت بذاتها قاصرة على نفي وجود الإله فهي قد تستخدم لنفي وجود إله عليم قادر. وتنطلق من فرض أولي مسلم به هو التصميم المثالي وهو مختلف عن التصميم الجيد؛ فمثلًا التصميم المثالي سوبرمان، والتصميم الجيد «الإنسان العاقل»، والتصميم المثالي يستبعد وجود أي مرض أو شيخوخة أو غياب قدرة مرغوبة وغير ضرورية، فعدم إمكانية رؤية الإنسان للضوء فوق البنفسجي كما تراه الحشرات يعتبر سوء تصميم وفق هذه الاستدلال[1] والحجة مبنية على التسلسل المنطقي التالي:

  1. الإله الخالق ذو العلم والقدرة والخير غير المتناهيات سيخلق أحياء ذات تصميم مثالي.
  2. لدى الأحياء خصائص ليست مثالية.
  3. لذا فإن الإله لم يخلق هذه الأحياء أو أنه ليس ذا علم وقدرة وخير غير متناهيات.

حجة «ضعف أو سوء التصميم» تتسق مع توقعات واكتشافات النظرية العلمية للتطور عن طريق الانتقاء الطبيعي، وترى ان الصفات والوظائف الطبيعية تطورت لاستخدامات معينة، ثم أعيد استخدامها أو تم اختيارها لاستخدامات مختلفة أو التخلي عنها تماما، ومما سبب هذه الحالة غير المثالية من التركمات عدم قدرة الآلية الوراثية للقضاء على آثار معينة من عملية التطور.

الأمثلة على ضعف التصميم[عدل]

في البشر[عدل]

عيوب قاتلة[عدل]

العديد من العيوب في التشريح البشري يمكن أن تؤدي إلى الموت، وخاصة من دون الرعاية الطبية الحديثة:

عيوب أخرى[عدل]

في الحيوانات[عدل]

في النباتات[عدل]

  • النباتات خضراء وليست سوداء والكلوروفيل يمتص الضوء الأخضر بشكل سيء، على الرغم من أن النباتات لو كانت سوداء سوف تمتص المزيد من الطاقة الضوئية.
  • أجهزة الإنجاب المعقدة في الاوركيد، مكونة من أجهزة عادة ما تكون في وظائف مختلفة في الزهور الأخرى. (هذا التعقيد لأجهزة التكاثر في زهرة الأوركيد ينظر له دعاة التصميم الذكي بأنه من معضلات التطور)

النقد[عدل]

افتراضات غير مثبتة[عدل]

يمكن توجيه العديد من الانتقادات الفلسفية العامة نحو الفرضية الأولى للحجة - أن الإله الخالق كان سيصمم الأشياء «على النحو الأمثل». تتوقف الحجة على افتراض أن المفهوم الإنساني لـ «التصميم الأمثل» هو نفس مفهوم الإله. هذا في الواقع حجة عدم فهمنا لله في الديانات الإبراهيمية جاء في كتاب أيوب:

فاجاب الرب أيوب من العاصفة وقال: من هذا الذي يظلم القضاء بكلام بلا معرفة. شدد الآن حقويك كرجل فاني اسالك فتعلمني. أين كنت حين اسست الأرض اخبر ان كان عندك فهم، من وضع قياسها لانك تعلم أو من مد عليها مطمارا، على أي شيء قرت قواعدها أو من وضع حجر زاويتها، عندما ترنمت كواكب الصبح معا وهتف جميع بني الله من أجل الفرح؟ [11]

يمضي سفر أيوب إلى سرد عدد من جوانب العالم التي تبدو رائعة أو معجزة تفوق الفهم الإنساني. الادعاء هو أنه إذا لم يكن لدى البشر أي فهم لكيفية إنشاء عجائب العالم، فلن يتمكنوا من فهم الأشياء التي تبدو معيبة تمامًا.

هندسة التصميم والمفاضلات المثلى[عدل]

يجادل آخرون بأن نقص الأمثلية الملحوظة في نظام أو آخر متعمدة، وهي تكون كمقايضة لتحسين التصميم العام الأمثل.[12]

أمثلة محددة[عدل]

يتساءل مؤيد التصميم الذكي وليم ديمبسكي عن الفرضية الأولى للحجة، ويؤكد الفرق بين التصميم الذكي والتصميم الأمثل.[13] يقول مقال كتبه John Woodmorappe على موقع Creation Ministries International على الإنترنت أن «إبهام» الباندا يعمل جيدًا لما يستخدمه الباندا من أجل تجريد الأوراق.[14]على الرغم من أن الزائدة الدودية نسب لها سابقًا وظائف قليلة جدًا، فقد أظهرت الأبحاث أنها تؤدي دورًا مهمًا في الجنين والشباب. تظهر خلايا الغدد الصماء في ملحق الجنين البشري في الأسبوع الحادي عشر تقريبًا من النمو، والتي تنتج مختلف الأمينات الحيوية والهرمونات الببتيدية، وهي مركبات تساعد في مختلف آليات المكافحة البيولوجية (التماثلية). لدى البالغين الصغار تحتوي الزائدة الدودية على بعض وظائف المناعة، كترميم الفلور المعوية بعد الإسهالات الحادة.[15] قام كل من الخلقي جوناثان سارفاتي وعالم العيون بيتر جورني بنشر مقالات لا توافق على أن العين البشرية مصممة بشكل سيئ، بحجة أن الترتيبات البديلة ستؤدي إلى مزيد من التعقيدات، وأن العين البشرية تعمل بشكل جيد للغاية.[16] [17]

مراجع[عدل]

  1. ^ تصميم الحياة، وليم دمبسكي، معهد ديسكفري، ترجمة دار الكاتب
  2. ^ أ ب ت Colby, Chris; Loren Petrich (1993). "Evidence for Jury-Rigged Design in Nature". Talk.Origins.
  3. ^ Selim, Jocelyn (June 2004). "Useless Body Parts"Discover25 (6). نسخة محفوظة 06 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ أ ب إرنست هيكل (1892). The History of Creation. Appleton, New York. p. 331. نسخة محفوظة 01 يناير 2014 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ "Nervous System Guide by the National Science Teachers Association." Nervous System Guide by the National Science Teachers Association. National Science Teachers Association, n.d. Web. 7 Nov. 2013. <http://www.nsta.org/publications/interactive/nerves/health_and_disease/sc_injuries.html>. نسخة محفوظة 2019-06-06 على موقع واي باك مشين.
  6. ^   Nishikimi M, Yagi K (December 1991). "Molecular basis for the deficiency in humans of gulonolactone oxidase, a key enzyme for ascorbic acid biosynthesis". Am. J. Clin. Nutr54 (6 Suppl): 1203S–1208S. PMID 1962571. نسخة محفوظة 24 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ Ohta Y, Nishikimi M (October 1999). "Random nucleotide substitutions in primate nonfunctional gene for L-gulono-gamma-lactone oxidase, the missing enzyme in L-ascorbic acid biosynthesis". Biochim. Biophys. Acta1472 (1–2): 408–11. PMID 10572964doi:10.1016/S0304-4165(99)00123-3. نسخة محفوظة 28 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ "Wisdom Teeth." American Association of Oral and Maxillofacial Surgeons (AAOMS). AAOMS, n.d. Web. 7 Nov. 2013. <http://www.aaoms.org/conditions-and-treatments/wisdom-teeth>. نسخة محفوظة 2014-02-11 على موقع واي باك مشين.
  9. ^  Nave, R. "The Retina." of the Human Eye. N.p., n.d. Web. 7 Nov. 2013. <http://hyperphysics.phy-astr.gsu.edu/hbase/vision/retina.html>. نسخة محفوظة 2019-10-19 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ "Squid Brains, Eyes, and Color." Squid Brains, Eyes, and Color. N.p., n.d. Web. 7 Nov. 2013. <http://gilly.stanford.edu/neuroscience.html>. نسخة محفوظة 2019-04-05 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ King James Bible. وظيفة
  12. ^ Fazale، Rana. "Responding to a Skeptic". مؤرشف من الأصل في 2011-09-27. اطلع عليه بتاريخ 2018-07-22.
  13. ^ Dembski، William (1999). Intelligent design: the bridge between science & theology. InterVarsity Press. ص. 261. ISBN:0-8308-2314-X.
  14. ^ "Panda thumbs its nose at the dysteleological arguments of the atheist Stephen Jay Gould - creation.com". creation.com. مؤرشف من الأصل في 2013-07-04.
  15. ^ Martin، Loren G. (October 21, 1999). "What is the function of the human appendix?". ساينتفك أمريكان. مؤرشف من الأصل في October 9, 2012. اطلع عليه بتاريخ أكتوبر 2020. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  16. ^ "Is our 'inverted' retina really 'bad design'? - creation.com". creation.com. مؤرشف من الأصل في 2013-06-27.
  17. ^ "Mueller cells backwardly wired retina v Dawkins - creation.com". creation.com. مؤرشف من الأصل في 2013-06-26.