عثمان دان فوديو

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الشيخ أمير المسلمين
عثمان بن محمد فودي
 

معلومات شخصية
اسم الولادة عثمان بن محمد بن عثمان بن محمد
الميلاد 1754
نيجيريا
الوفاة 1817
صكتو
مكان الدفن صكتو
مواطنة خلافة صكتو  تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
الأولاد محمد و أسماء
الحياة العملية
المهنة مجدد الدين في بلاد هوسا
اللغات الإنجليزية،  والعربية،  والهوسية،  والفولانية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
سنوات النشاط القرن 19
أعمال بارزة تكوين دولة إسلامية في شرق نيجيريا وغرب تشاد
تلفزيون binfoduye tv
المواقع
الموقع مؤسسة ابن فودي للتراث كانو نيجيريا
مؤلف:عثمان دان فوديو  - ويكي مصدر

عثمان بن فودي هو مجدد وعالم دين نيجيري كان مالكي المذهب وأشعري العقيدة متصوفا على الطريقة القادرية.[1][2][3]

نشأته[عدل]

  • هو عثمان بن محمد الملقب بـ (فـُودُيِ) بن عثمان بن صالح بن هارون بن محمد غُرْطُ بن جُبّ بن محمد سَمْبُ بن أيوب بن ماسِران بن بوب بابَ بن موسى جُكُـلُّ. ويلقّب بـابن فودي، أمير المؤمنين، شيخ الإسلام، شيخُ أو شَيهُو (بلسان هوسا)، الـقادري، العالم الرباني، الغوث الصمداني، علامة الدنيا، مجدّد الدين، الإمام، الخليفة، ويكنى بـأبي محمد.

ولد في قرية مرات، الواقعة حاليا في جمهورية النيجر، وذلك في حوالي عام (1169هـ الموافق 1754م).

نشأ الشيخ في أسرة متدينة ومثقفة بثقافة علمية عالية، حيث أنّ 85% من علمائه كانوا بين الآباء والأجداد والأعمام، وقد كان بينهم - منذ صغره - مشتغلا بالدعوة إلى الله.

أبناؤه[عدل]

  1. الشيخ محمد سعد: وهو أكبرهم، نشأ فتعلم القرآن، وقرأ النحو والتصريف، وفسر القرآن والحديث، وقد ظهرت فيه البركة والنجابة، ومن تلاميذه أخوه محمد بللو، أخذ عنه في علم النحو خلاصة ابن مالك (الألفية)، حتى انتهى إلى باب جمع التكسير، وكان يفسر القرآن في شهر رمضان.
  2. الشيخ محمد ثــَنبُ، وهو: «..العالم العلامة، الجامع بين الشريعة والحقيقة، الصوفي، لكنه يتوحش عن الخلق أحيانا، وينقبض ثم يفيق أحيانا».
  3. الشيخ محمد بللو، كان يقول عن نفسه: «..كنت منذ نشأت وقرأت القرآن وتعلمت العلم، لازمت الشيخ أتصفّح أحواله وأستمع إلى مقاله، وأنا غلام حدث، حتى حصل لي من بركة الشيخ ما سار به الركبان، وحدث به السمار في العمران.. وأخذت عن الشيخ الوالد التفسير وأصول الدين والحديث، وقرأت عليه «الإنسان الكامل» في الحقيقة، وأخذت عنه علوما جمة، وفوائد كثيرة، واشتهرت بين الطلبة – مع الملل والكلال – وصحبت الشيخ ووازرته، وقمت بأموره، وجاهدت العدوّ، وأنجعت، وأنفقت بقدر الطاقة على الموسع قدره وعلى المقتر قدره».
  4. الشيخ عبد القادر.
  5. الشيخ علي الشاذلي.
  6. الشيخ أبوبكر.
  7. الشيخ محمد البخاري.
  8. الشيخ عمر.
  9. الشيخ محمد حاج.
  10. الشيخ الحسن.
  11. العالمة أسماء.
  12. العالمة خديجة.

شيوخه[عدل]

  1. والده الشيخ محمد فودي: أخذ عنه القرآن الكريم.
  2. والدته حواء بنت محمد بن عثمان.
  3. جدته رقية بنت العالم محمد بن سعد.
  4. الشيخ عثمان المعروف ببِدوُ الكَبَوِيّ،: أخذ عنه العشرينيات ونحوها.
  5. الشيخ عبد الرحمن بن حَـمـَّــدا: أخذ عنه في علم النحو خلاصة الكافية الشافية (الألفية)، لابن مالك.
  6. عمه وخاله الشيخ عثمان المعروف ببدُور بن الأمين بن عثمان: أخذ عنه في الفقه المالكي: المختصر في الفقه للخليل بن إسحاق المالكي المصري.
  7. الشيخ العلامة أبو الأمانة جبريل بن عمر: صحبه نحو سنة: إخذ عنه الكثير من العلوم، وأجازه جميع مروياته في: القرآن الكريـــــم، الصحاح الستة، فقه المذاهب الأربعة، الشمائل للإمام الترمذي، الموطأ للإمام مالك، الجامع الصغير لجلال الدين السيوطي، كتاب الشفا للقاضي عياض اليحصبي، دلائل الخيرات للشيخ محمد بن سليمان الجزولي، أحزاب الشيخ أبي الحسن الشاذلي القادري، وألبسه الخرقة الصوفية القادرية بسنده المتصل إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني.
  8. ابن خاله الشيخ أحمد بن محمد بن الأمين: أخذ عنه التفسير.
  9. الشيخ العلامة هاشم الزنفري: سمع منه تفسير القرآن من أوله إلى آخره، وصحبه في ذلك الوقت أخوه الشيخ عبد الله بن فودي.
  10. خاله وعمه الشيخ الحاج محمد بن راج بن مودبُّ: أخذ عنه في علم الحديث الصحيح للإمام البخاري، وأجازه جميع مروياته مما أخذه من شيخه المَدَني السِنْديّ الأصل أبي الحسن علي.

أقوال بعض العلماء العارفين عنه[عدل]

  • الشيخ ولديد أو ولوند (توفي بعد عام 1000هـ بقليل): قيل أنه قال لجماعته: «قد أظلكم زمان ولي من أولياء الله يظهر في هذه البلاد، يجدّد الدين، ويحي السنة، ويقيم الملة، فمن أدركه فليتبعه، فعلامته: أنه يجاهد أولا باللسان، حتى يتبعه أكثر الموفقين، ثم يجاهد بالسنان، ويملك هذه البلاد، وليخرجنّ أمير (برنو) من داره كما أخرجونا من ديارنا، ويملكها».
  • الشيخ العلامة الطاهر بن إبراهيم فيرمَّ (ت1160هـ): روى عنه الثقاة بسنده إلى الشيخ ولديد المذكور أنه قال: «قد أظلكم زمان ولي من أولياء الله، يظهر في هذه البلاد، يجدّد الدين للبرية، ويفشى العلم، وينصر السُّنة».
  • الصالحة أمّ هانئ الفلانية، روي أنها قالت: «يظهر في هذا القطر السوداني ولي من أولياء الله، يجدد الدين ويحي السنة ويقيم الملّة ويتبعه الموفقون، ويشتهر في الآفاق ذكره، ويقتدي العام والخاص بأمره، ويشتهر المنتسبون إليه بالجماعة، ومن علامتهم: أنهم لا يعتنون برعي البقر كعادة الفلاتيين، ومن أدرك ذلك الزمان فليتبعه».
  • الشيخ مختار بن أحمد الكنتي القادري، روي أنه قال: «..سيدنا عثمان بن فودي ولي من أولياء الله، وجهاده حقّ، وسيملك هذه البلاد».
  • الشيخ العلامة عبد الله بن فودي كان يقول عن أخيه: «..وحصل لي بحمد الله التبصّر في الدين من فيضان نوره، ومن تؤاليفه المفيدة العربية والعجمية، فما ألّف كتابا من أول تؤاليفه إلى الآن إلا كنت أول من نقله عنه غالبا، وصحبته حضرا وسفرا؛ ما فارقته مذ أنا يافع إلى أن حصل لي الآن قريب من خمسين سنة، والحمد لله على ذلك».
  • الشيخ العلامة محمد بللو، يقول عن والده: «كان صلبا في الدين، لا تأخذه في الله لومة لائم، يحكم بالقسط والعدل ولو في القربى، لا تأخذه حمية الجاهية، بل لا يزيغ عن الحق».

وزراؤه[عدل]

  1. الشيخ عمر الكموني، وهو: «..صاحبه التقي الرضي، الصوفي.. صاحب الإشارات السنية، والعبارات الجميلة، صحب الشيخ أولا، وآزره وخدمه، وله عند الشيخ مكانة».
  2. الشيخ أبو محمد عبد الله بن فودي (شقيقه)، وهو: "..وزيره الأكبر، وركنه الأبهر.. العالم العلامة، النظار الفهامة، شيخنا البركة المصنف المفسر المحدث، الراوية الحافظ، المقرئ المجوّد، النحوي اللغوي.
  3. الشيخ محمد ثنبُ: وهو: «... العالم العلامة، الفقيه النبيه، إمام المسجد، من أصحاب الشيخ، ولي أمر خطة الإمامة والقضاء، واستشهد بـ (ننشو)».

مؤلفاته[عدل]

  • 1.اتباع السنة وترك البدعة.
  • 2.اتباع الكتاب والسنة والإجماع، ودليل اجتناب البدعة لمن يدين الإسلام.
  • 3.الأجوبة المحررة من الأسئلة المقررة في وثيقة شيصمص.
  • 4.إحياء السنة وإخماد البدعة.
  • 5.آداب العبادات والعادات.
  • 6.إرشادات فقهية.
  • 7.أرشاد الإخوان إلى أحكام خروج النسوان.
  • 8.إرشاد الامة إلى تيسير الملة.
  • 9.إرشاد السالك الرباني إلى أحوال عبد القادر الجيلاني.
  • 10.إرشاد العباد إلى أهم مسائل الجهاد.
  • 11.إرشاد أهل التفريط والإفراط إلى الصراط.
  • 12.أسانيد الضعيف المتشفع بمشافعة أحمد الشريف.
  • 13.أسانيد الفقير المعترف بالعجز والتقصير في بعض ما أخذ بالقراءة أو الإجازة.
  • 14.الأصول التي في كتاب العلامة أحمد زروق.
  • 15.أصول الدين.
  • 16.أصول الشريعة.
  • 17.أصول الطريق.
  • 18.أصول العدل لولاة الأمور وأهل الفضل.
  • 19.أصول الولاية وشروطها.
  • 20.إعداد الدعاة.
  • 21.إفادة الإخوان.
  • 22.إفهام المنكرين عليّ فيما أمروا الناس به وما نهوهم عنه.
  • 23.اقتباس العلم.
  • 24.الله إن دار تريم فيداج دورما (قصيدة بالفلانية).
  • 25.أمر أشراط الساعة.
  • 26.الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  • 27.الأمر بموالاة المؤمنين والنهي عن موالاة الكافرين.
  • 28.إن غت الله (قصيدة بالفلانية).
  • 29.إن دوم ينغ الله همايتا (قصيدة بالفلانية).
  • 30.الله شاهيد (قصيدة بافلانية).
  • 31.بسم الله يا رحمن (بالفلانية).
  • 32.بنج غد (بالفلانية).
  • 33.بنج هوسا (بالفلانية).
  • 34.بيان البدع الشيطانية التي أحدثها الناس في أبواب الملة المحمدية.
  • 35.بيان وجوب الهجرة على العباد وبيان نصب الإمام وإقامة الجهاد.
  • 36.بيان وجوب الهجرة وتحريم موالاة الكفرة.
  • 37.تبت حقيقة (بالفلانية).
  • 38.تبشير الأمة الأحمدية لبيان بعض المناقب القادرية.
  • 39.تبصرة المبتدئ وتذكرة المنتهي.
  • 40.تحذير أهل الإيمان من التشبيه بأهل الكفر والعصيان.
  • 41.تحذير الإخوان من المهدية الموعودة آخر الزمان.
  • 42.تحفة الحبيب للحبيب.
  • 43.تحقيق العصمة لجميع طبقات هذه الأمة.
  • 44.تخميس أيا من له إعلاء العلاء.
  • 45.تخميس تكدوم الله (بالفلانية).
  • 46.ترغيب عباد الله في حفظ علوم دين الله.
  • 47.ترويح الأمة ببيان تيسير الملة.
  • 48.تطبيب قلوب الأمة الأحمدية بذكر بعض القصائد الأحمدية.
  • 49.تعليم الإخوان بالأمور التي كفرنا بها ملوك السودان.
  • 50.تلخيص أسرار كلام المحاسبي.
  • 51.تمييز المسلمين من الكافرين.
  • 52.تمييز أهل السنة وأنصار الرحمن.
  • 53.تنبيه الإخوان على أحوال أرض السودان.
  • 54.تنبيه الإخوان على جواز اتخاذ المجلس لأجل تعليم النسوان علم فروض الأعيان من دين الله تعالى الرحمن.
  • 55.تنبيه الأمة على قرب هجوم أشراط الساعة.
  • 56.تنبيه الجماعة على أحكام الشفاعة.
  • 57.تنبي الحكام.
  • 58.تنبيه الطلبة على أنّ الله معروف بالفطرة.
  • 59.تنبيه الغافلين.
  • 60.تنبيه الغافلين على حكم تاريخ الدنيا.
  • 61.تنبيه الغافلين وأحاديث السلف الصالح.
  • 62.تنبيه الغافلين وتنظيم الأخبار وبديع الآثار.
  • 63.تنبيه أهل الفهوم على وجوب اجتناب الشعوذة والنجوم.
  • 64.تنزيه ربنا القدوس على كل ما يخطر في النفوس.
  • 65.توفيق المسلمين على حكم مذاهب المجتهدين الذين كانوا من أهل السنة المتقين.
  • 66.جمع قصص فيها ذكر بعض أبيات المحصل لابن زكريا.
  • 67.حصن الإفهام من جيوش الأوهام.
  • 68.حقيقة الإيمان والإسلام.
  • 69.حكم جهاد بلاد الهوسا.
  • 70.الحمد لله دوكلماج بسراك (بالفلانية).
  • 71.الخبر الهادي إلى أمر الإمام المهدي.
  • 72.دالية الشيخ عثمان (القصيدة الدالية).
  • 73.دعوات الشيخ.
  • 74.دعوة العباد إلى كتاب الله.
  • 75.دلائل الشيخ عثمان.
  • 76.دواء الوسواس والغفلات في الصلاة وقراءة القرآن والدعوات.
  • 77.دوليايل (قصيدة بالفلانية).
  • 78.رجوع الشيخ السنوسي عن التشديد إلى التقليد في قواعد التوحيد.
  • 79.رسالة إلى الشيخ محمد الأمين الكانمي.
  • 80.رسالة إلى يعقوب في مدح القرآن الكريم.
  • 81.رفع الاشتباه.
  • 82.رفع الشبهات بالتشبه بالكفرة والظلمة.
  • 83.سراج الإخوان في أهم ما يحتاج إليه في هذا الزمان.
  • 84.السلسل الذهبية للسادة الصوفية.
  • 85.السلاسل القادرية.
  • 86.سوق الأمة إلى اتباع السنة.
  • 87.سوق الصديقين إلى حضرة القدس.
  • 88.شفاء الغليل فيما أشكل من كلام شيخ شيوخنا جبريل
  • 89.شفاء الناس من الداء.
  • 90.شفاء النفوس.
  • 91.شمس الإخوان يستضيئون به بها في أصول الأديان.
  • 92.طريق الجنة.
  • 93.عدد الداعي إلى دين الله.
  • 94.عقيدة العوام.
  • 95.علوم المعاملة.
  • 96.عمدة البيان في العلوم التي وجبت على الأعيان.
  • 97.عمدة العباد فيما يدعي الله به من جهة الصلاة والصوم وتلاوة القرآن.
  • 98.عمدة العلماء.
  • 99.عمدة المتعبدين.
  • 100.فائدة.
  • 101.الفتاوى للسائل.
  • 102.فتح البصائر لتحقيق علوم البواطن والظواهر.
  • 103.الفرق بين علم أصول الدين وبيان علم الكلام.
  • 104.الفرق بين ولاية أهل الإسلام وبين ولاية أهل الكفر.
  • 105.فكافكار (بالفلانية).
  • 106.فند نور (بالفلانية).
  • 107.قصيدة الشيخ عثمان إلى [الشيخ] مختار الكنتي.
  • 108.قطع الخصام الذي يقع بين طلبة علم الكلام.
  • 109.قواعد الصلاج إلى الفلاح.
  • 110.قواعد الصلاة.
  • 111.قواعد طلب الوصول إلى الله.
  • 112.كتاب الآداب.
  • 113.كتاب الأصول التي في كتاب العلامة المحاسبي.
  • 114.كتاب التفرقة بين الوعاظ المهتدين وبين الوعاظ المذمومين.
  • 115.كتاب الفرق.
  • 116.كتاب المسائل.
  • 117.كتاب الورد.
  • 118.كتاب مدة الدنيا.
  • 119.كشف ما عليه العمل من الأحوال.
  • 120.كف الطالبين عن تكفير عوام المسلمين.
  • 121.كفاية المسلمين.
  • 122.كفاية المهتدين.
  • 123.المحظورات.
  • 124.مديت الله جنلك جيد وسيلة (بالفلانية).
  • 125.مرآت الطلاب في مسند أبواب دين الله الوهاب.
  • 126.مرآت الفرائض.
  • 127.مسائل مهمة يحتاج إلى معرفتها أهل السودان.
  • 128.مصباح المهتدين.
  • 129.مصباح أهل هذه الأزمان من أهل بلاد السودان.
  • 130.معراج العوام إلى سماء علم الكلام.
  • 131.ملخص من أسرار كلام الشيخ الفقيه المحاسبي.
  • 132.منهاج العابدين.
  • 133.مواضع أوهام الطلبة في كتب الكلام لعلماء الملة.
  • 134.مورنور (بالفلانية).
  • 135.حيتي بند كموج (بالفلانية).
  • 136.ميتيم الله (بالفلانية).
  • 137.ميتيم الله يا محمود (بالفلانية).
  • 138.ميتيم الله يا حواب غيتي (بالفلانية).
  • 139.نجم الإخوان يهتدون به بإذن الله في أمور الزمان.
  • 140.نصائح الأمة المحمدية لبيان الفرق الشيطانية التي ظهرت في بلادنا السودانية.
  • 141.نصيحة أهل الزمان لأهل السودان من الأعراب والأعجام في جميع البلدان.
  • 142.نور الألباب.
  • 143.هداية الطالبين.
  • 144.هداية الطلاب.
  • 145.هل لي مسير نحو طيبة.
  • 146.وثيقة الإخوان لتبيين دلالات وجوب اتباع الكتاب والسنة والإجماع.
  • 147.وثيقة الجواب على سؤال دليل منع خروج النساء.
  • 148.وثيقة إلى جماعة المسلمين.
  • 149.وثيقة أهل السودان.
  • 150.ولما بلغت ستا وثلاثين سنة.
  • 151.ولما بلغت (في الورد العثماني القادري).
  • 152.يا الله (قصيدة بالفلانية).

وفاته[عدل]

توفي عام (1232هـ)، الموافق (1817م)، بعد مرض استمر به سنة، وعمره (63) سنة، وخلفه ابنه الشيخ الإمام محمد بَللو.

دعوته الإصلاحية[عدل]

إنّ دعوة الشيخ ابن فودي ليست تقليدا أو تأثرا بدعوة أحد، بل هي تنفيذ أمر الله تعالى في قوله: (وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُوْنَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَينْهَونَ عَنِ المُنْكَرِ)، وأمر نبيه في قوله: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)، وقد أشار ابن فودي بنفسه إلى ذلك فيما روى عنه الشيخ محمد بَللو بقوله: «..وأخبرني أنه حين حصل له الجذب الإلهي، ببركة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم - إذ كان يواظب عليها من غير ملل ولا كلل ولا فترة - أمدّه الله بفيض الأنوار بواسطة الشيخ عبد القادر الجيلي رضي الله عنه، وجدّه الرسول صلى الله عليه وسلم، فشاهد من عجائب الملكوت... وكساه الحق سبحانه وتعالى حلّة الدعوة إليه، وتوّجه تاج الهداية والإرشاد إليه، فنادى مناد الحضرة: (يا أيها الناس أجيبوا داعي الله) مرات، ليتأتى له الإرشاد والدعوة... فقام بما قلّده الحق سبحانه وتعالى به، وأهّله من الدعوة إليه والدلالة عليه، فجعل يدعو إلى الله ويدلّ عليه..».

أسبابها[عدل]

تتمثل في فساد مجتمعه مجتمع الهوسا بانتشار الفسق والجهل فيه، وابتعاد عامة المسلمين عن تعاليم دينهم الحقيقية؛ فقد وجد في هذه البلاد من أنواع الكفر والعصيان أمورا فظيعة، وأحوالا شنيعة، حتى لا يكاد يوجد فيها من صحّ إيمانه إلا النادر القليل، ولا يوجد في غالبها من يعرف التوحيد ويحسن العبادات. وقد صوّر لنا الشيخ محمد بَلُّلو طبقات الكفار المشركين، وحال ما تبقّى من شعائر الإسلام والمسلمين في ذلك الوقت؛ وهي على النحو التالي:

  1. «كفار، يعبدون الأحجار والجن، ويصرحون على أنفسهم بالكفر، ولا يصلون، ولا يصومون، ولا يزكون، ويسبّون الله، ويقولون في حقه ما لا يليق في جنابه الأعلى، وهؤلاء غالب عامة السودانيين الذين يقال لهم: ماغذاوا [Maguzawa]، وبعض عتات الفلاتيين والتوارك».
  2. «قوم يقرّون بالتوحيد، ويصلّون ويصومون ويزكّون، من غير استكمال شروط، بل يأتون في ذلك كله بالرسم والعلامة، مع أنهم يخلطون هذه الأعمال بأعمال الكفر الذي ورثوه من آبائهم وأجدادهم، وبعضهم من قبل نفسه.. وغالب ملوك هذه البلاد وجنودهم وأطبائهم وعلماؤهم من هذا القبيل».
  3. فهم «منهمكون في المعاصي الجاهلية، متأنسين بها، جارين فيها مجرى المباحات، حتى كأنها لم يرد فيها نهي، وهي خصال كثيرة أقاموا عليها، وهؤلاء أكثر عامة الفلانيين، وبعض مسلمي السودان».
  4. «قوم مؤمنون عارفون بالتوحيد كما ينبغي، محسنون للوضوء والغسل والصلاة والزكاة والصوم، عاملين بذلك كما ينبغي، وهؤلاء النادر القليل».

فبهذه الأسباب تمسك الشيخ ابن فودي، فقام بتجديد الدين عن طريق: إرشاد الناس إلى طاعة الله تعالى، وتصحيح عقائدهم، وتعليمهم أصول وأحكام دينهم، وهدم العوائد الردية، وإخماد البدع الشيطانية، وإحياء السنة المحمدية، فسارع إليه الناس، فجعل الناس يدخلون في الإسلام أفواجا.

تدريسه[عدل]

كان له مجلسين: أحدهما للتدريس والآخر للوعظ والإرشاد:

  1. مجلس التدريس: يقوم فيه بتفسير القرآن الكريم وبثّ علوم الحديث والفقه والتصوف وغيرها، وذلك يوميا بعد صلاتي العصر والعشاء.
  2. مجلس الوعظ والإرشاد: كان يخرج له ليلة كل جمعة، أو في بعض الليالي، وكان يحضره جمع غفير؛ رجالا ونساء، وكثيرا ما يخرج إلى القرى القريبة والبلدان المجاورة ويمكث فيها أياما أو شهورا ثم يرجع إلى قريته (طَقِل).

وكان يستفتح كلامه بخطبتين:

  1. خطبة الشيخ عبد القادر الجيلاني، يقول ابنه الشيخ الإمام محمد بللو: «كان رضي الله عنه يستفتح كلامه في مجلس الوعظ بخطبة إمامه الشيخ عبد القادر الجيلي رضي الله عنه وهي: الحمد لله رب العالمين – ويسكت – ثم يقول: الحمد لله عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته، ومنتهى علمه، وجميع ما شاء، وذرأ وبرأ عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم الملك القدوس العزيز الحكيم، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، وأنّ محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، اللهم اصلح الإمام والأمة، والراعي والرعية، وألِّف بين قلوبهم بالخيرات، وادفع شرّ بعضهم عن بعض، اللهم أنت العالم بذنوبنا فاغفرها، وأنت العالم بعيوبنا فاسترها، لا ترنا حيث نهيتنا، ولا تفقدنا من حيث أمرتنا، أعزنا بالطاعة ولا تذلنا بالمعصية، واشغلنا بك عمن سواك، واقطع عنا كل قاطع يقطعنا عنك، وألهمنا ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ولزوم طاعتك. ثم يشير إلى تلقاء وجهه بأصبعه ويقول: لاإله إلا الله، ما شاء الله لا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم لا تحيينا في غفلة، ولا تأخذنا على غرة ((ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين))».
  2. خطبته المشهورة (في رؤوس مؤلفاته ورسائله)، وهي: الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ورضي الله تعالى عن السادة التابعين، والعلماء العاملين، والأئمة الأربعة المجتهدين، ومقلديهم إلى يوم الدين.

وربما ذكر بعد الخطبة حديث: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرإ ما نوى). ثم يقول: أصلحوا نياتكم في أموركم كلها، في العبادات وغيرها، فمن كان يصلي فليصل لله، ومن كان يصوم فليصم لله، وهكذا في سائر العبادات. وكان لا يضجر ولا يسأم من سامعيه، مع أنّ كثيرا منهم من العوام ذوي سوء أدب، كما لا يستحي أحدا منهم؛ وإن كانوا شيوخا جلة أو علماء حسدة، بل يتكلم على الجميع، لا يواجه بخطابه أحدا دون آخر، وربما ألقى سؤالا وهو في أثناء كلام فيسكت له فيجيب.

وكان كلامه في مجالسه العلمية يدور حول النقاط المهمة التالية:

  1. أصول الدين: يعلمهم حقيقة الإيمان بالله تعالى ورسله وكتبه والملائكة، وما يجب وما يجوز وما يستحيل في حقه تعالى، وفي حق الرسل عليهم الصلاة والسلام، وغير ذلك مما يجب الإيمان به (على مذهب أهل السنة والجماعة)؛ كعذاب القبر والحساب والصراط والكوثر ودوام الجنة والنار لأهلها ورؤية الله تعالى.
  2. الفقه: يعلم الناس كيفية الاستبراء (الاستنجاء)، ويصف لهم: الوضوء والغسل والتيمم والصلاة والسهو والزكاة ووالصوم والحج واليمين والنذر والنكاح والبيع وغيرها.
  3. التصوف: يعلم الناس حفظ الأعضاء الظاهرة والباطنة من المعاصي، وصفات القلب (المهلكات والمنجيات)، ليتحلى المسلم بالمنجيات ويتخلى عن المهلكات.
  4. الحثّ على اتباع السنة واجتناب البدعة.
  5. إخماد البدع والخرافات الشيطانية.
  6. ردّ أوهام طائفة ظهرت في عصره: كانوا يكفرون كل من لم يشتغل بالتوحيد على منهجهم ونمطهم، وحرموا نكاح وأكل ذبائح عوام المسلمين، إلا من كان على شاكلتهم، كما انتهكوا حرمة خواص المسلمين، وتناولوا فقهاء وقتهم، ووقعوا في أهل العلم والدين... حيث ألف الشيخ أكثر من خمسين (50) كتابا في الرد عليهم، كما له معهم وقائع ومناظرات أجاد فيها وكشف عن ساق الحق والحقيقة.
  7. رد أوهام المتصوفة (أو غلاة الصوفية): وقد ظهروا في ذلك الوقت بدعوى الكشف والولاية، وانقبضوا في زي الوقار والتقشف – إرصادا للدنيا وحطامها - مع أنهم لم يعرفوا بعض ما يجب عليهم من فروض الأعيان، فغروا من على شاكلتهم من الحمقى.
  8. بث العلوم الشرعية، وتحرير المشكلات فيها.

مراحل تصوفه[عدل]

الحقيقة الثابتة والمقرّرة في مصنفات الشيخ عثمان بن فودي وأبنائه وتلاميذه هي أنه نشأ صوفيا على منهج الشيخ عبد القادر الجيلاني، وعليه بنى دعوته الإصلاحية في بلاد هوسا إلى أن فتحها الله تعالى عليه، وأقام فيها إمبراطورية إسلامية عظيمة والأولى من نوعها في التاريخ الإسلامي الإفريقي، وكذلك جميع أبنائه وإخوانه.

  • مرحلة ما قبل الجهاد:

نعني بهذه المرحلة: الثلث الأول في حيات ابن فودي، أي خلال عام (1754م - 1774م)، وهي الفترة التي بدأ فيها كمريد في الطريقة القادرية، بعدما أخذها من شيخه جبريل بن عمر، والذي لقنه هو وأخوه عبد الله بن فودي (كلمة التوحيد)، وألبسهما الخرقة الصوفية القادرية، وأجازهما فيها بسنده المتصل إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني.

  • مرحلة الجهاد:

أ‌- قُبيل الجهاد: نعني بهذه المرحلة: الثلث الثاني في حياة ابن فودي، أي خلال عام (1774م – 1794م)، وهي الفترة التي بدأ استعداده في الجهاد - كما يخبرنا بذلك الشيخ عبد الله بن فودي - وذلك لما رأى كثرة جماعته وطلبها مفارقة الكفار، فجعل يحضّهم على السِّلاح، ويقول لهم: إن استعداد السلاح سنة، وجعل يدعو الله – متوسلا بشيخه الجيلاني - أن يريه ملك الإسلام في هذه البلاد السودانية، ونظم ذلك في (قصيدته القادرية) العجمية، فعرّبها الشيخ عبد الله في قوله: يا رب عالم باطن كالظاهــر أجــب الذي يدعو بعبــد القادر إن كنت لم أحسن فشيخي محسن إني لـمُنتســــــب لعبد القادر أرني بدينك غالبا في هذه الـ ـبلدان مـــن درجات عبد القادر ب‌- أثناء الجهاد: حيث اشتعلت نيران الحرب بين جماعة الشيخ والكفار، وفي هذه المرحلة أيضا رأينا الشيخ عبد الله بن فودي يقرّ بأنّ الشيخ عثمان لم يزل يلّـقب بأحب الألقاب إليه وهو (القادري)، وذلك في معرض حديثه عن انتصارات الجيش الذي قاده الشيخ محمد بللو بن الشيخ عثمان لـقتال كفار (غُوار) الطغاة، يقول عنهم: يخــرّبون ديار الكفـر إن نزلوا بدار كفر فساءت حال ذي الدار أمامهم دعـــــوات القادري لنا أمامنا راجمات جـــــمع كفار ويذكر لنا الشيخ عبد الله بن فودي في أبيات أخرى: أنّ جماعتهم هذه جيوشا للطريقة القادرية، وأنّ جهادهم قد أقيم تحت رايتها، استمع إليه وهو يحدثنا عن انتصار جيشه الذي جهّزه وقاده لـقتال أهل بلاد (غرمَ) الواقعة وراء بحر (كُوار)، حيث خاض جيشه القادري البحر وسار إلى بلد (سَنبلقوا) و (جُوروري)، ففتحوها وقتلوا وسبوا ورجعوا إلى الوطن: وكفارها قد ثلَّ بالجيش عرشهـم فشتــّتَ (سَنبَلقوا) وزلّت به النعـلُ كذلك (جورُوري) تشتتَ جـــمعها وحلّ على أرجائها الأُسر والقـــتـل بأيدي جموع قادة قادريـــــة سيوف أمير المؤمنين به تعلـــــو

حركته والوهابية السلفية[عدل]

يرى بعض الباحثين الغربيين وبعض العرب والأفارقة أن الشيخ عثمان تأثر بالدعوة الوهابية السلفية التي قام بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب في شبه الجزيرة العربية، وهما: 1.الشيخ ثـمْبُو بن عبد الله الفلاني: «..قضى تسع عشرة سنة متنقلا بين المدينة المنورة ومكة المكرمة، وعاد إلى أقدس عام (1207هـ-1793م)». 2.الشيخ جبريل بن عمر: «أدى فريضة الحج سنة (1210هـ-1795م)، واجتمع ببعض دعاة السلفية، ودرس بعض مؤلفات مؤسس الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فتأثر بها، وجعل يدرّسها للناس في بلاده..».

والـقول بتأثر هذين الشيخين بالحركة الوهابية في الحرمين وهمٌ ليس بعده وهم، فالفترة التي مكثا فيها هناك (والتي دوّنوا تاريخها بأنفسهم) لم يكن لهذه الدعوة وجود في الحرمين قط. ولم تلق دعوة الشيخ ابن عبد الوهاب ترحيبا لدى علماء الحرمين حتى ينقلها الحجاج، بل قاوموها أشدّ المقاومة؛ وألفوا في الرد عليها كتبا كثيرة، على رأسهم مفتي الحرم المكي الشيخ أحمد زيني دحلان (ت1304هـ) في كتابه المشهور «...في الردّ على الوهابية».

كما قاومها الجيش المصري والتركي بطلب السلطان محمود الثاني الذي أصدر أمره إلى محمد علي (والي مصر)، فاحتلوا العاصمة الوهابية (الدرعية) وخربوها وأسروا أميرهم عبد الله بن سعود وأرسلوه إلى الآستانة في عام (1233هـ)، وبقوا هناك خمس (5) سنين، فلم يكن لهذه الدعوة استقرار في الحرمين - منذ دخولها - إلا بعد استيلاء الملك عبد العزيز على مكة عام (1925م)، وذلك بعد وفات ابن فودي بـ (108) سنة.

ثم هناك تناقض فيما أورده هذا (الدكتور) من تاريخ رحلة الشيخ جبريل إلى الحرمين وتاريخ وفاته؛ فذكر أن الشيخ جبريل أدى فريضة الحج عام (1210هـ - 1795م)، ثم ذكر عند ترجمته في الصفحة نفسها: أنه توفي عام (1206هـ - 1791م)، فعلى هذا كان أدائه فريضة الحج بعد وفاته بـ (4) سنوات!

وأما مشائخ الشيخ ابن فودي فلم يتأثروا بالوهابية: 1. الشيخ ثـمْبو بن الشيخ عبد الله الفلاني: إذا نظرنا إلى ما ذكره الشيخ عبد الله بن باز من أنّ ولادة الدعوة الوهابية في مكة كان عام (1218هـ)، وفي المدينة عام (1220هـ)، ثم نظرنا إلى ما ذكره أصحاب هذا الرأي – بأنفسهم - من أنّ الشيخ (سَمْبو) قضى تسع عشرة سنة هناك، ورجع إلى مدينة أقدس عام (1207هـ-1793م)، يتبيّن لنا أنّه كان في الحرمين منذ حوالي عام (1188هـ)، وحينئذ بقي لدعوة ابن عبد الوهاب (30 إلى 32) سنة من الولادة في الحرمين الشريفين، ثم إذا نظرنا إلى تاريخ رجوعه ووفاته في مدينة أغْدس وهو عام: (1207هـ)، نرى أن الدعوة الوهابية لم تدخل الحرمين إلا بعد (13) سنة بوفاته.

ثم إنّ الشيخ ابن فودي قطع في دعوته شوطا طويلا قبل رجوع هذا الشيخ من هذا السفر، بل لم ينظر إلى وجهه قط حتى يأخذ عنه أو يتأثر به، يقول الشيخ عبد الله بن فودي: «..ثم بعد ذلك سمعنا برجوع خالنا ابن علي محمد ثنب [بن] عبد الله... ثم سمعنا أنه مات في قرية (أقدس) قبل وصوله إلينا..»، فالقول – إذا - بأنه اجتمع مع الدعاة الوهابية في الحرمين أو أنه نقل نزعتها للشيخ عثمان وهم.

2. الشيخ جبريل بن عمر: إن قيل أن الشيخ جبريل تأثر بالوهابية أثناء أدائه فريضة الحج ونقل نزعتها لتلميذه عثمان، فقد يفرض أن يكون هذا التأثر في حجته الأولى؛ ولما كان تاريخ هذه الرحلة غير مذكور في المصادر التي بين أيدينا، فقد يفرض أن تكون - في أقرب تقدير - قبل عام (1188هـ- 1773م)، والذي بدأ فيه ابن فودي دعوته، فالدعوة الوهابية في هذا التاريخ (لا قبله) بقي من ولادتها في الحرمين الشريفين حوالي (30 - 32) سنة، لأنها كما رأينا سابقا دخلت مكة عام (1218هـ)، والمدينة عام (1220هـ)، ثم أنّ الشيخ جبريل توفي في حوالي عام (1203هـ - 1789م)، وذلك قبل ظهور هذه الدعوة في الحرمين بـ (15 إلى 17) سنة بوفاته.

فلو كان لهذا الزعم مسند صحيح، لكان أول من يسمع ذلك منه هو الشيخ عثمان نفسه أو شقيقه عبد الله أو ابنهما محمد بللو لا غير، فلم يشر أحدهم إلى ما يشبه ذلك! علما بأنهم تحدثوا عن هذه الرحلة، وذكروا الشخصيات التي اجتمع معها واستفاد منها في الحرمين؛ ولم يرد من بينها ذكر الشيخ ابن عبد الوهاب ولا أحد تلاميذه؛ بل الذين اجتمع معهم هناك وأخذ عنهم - كما ذكروا - من الصوفية.

ففي رحلته الأولى: كان في صحبة شيخه محمد بن الحاج، والذي توفي هناك ؛ لقيا الشيخ يوسف الحفناوي الخلوتي (ت1178هـ)، وأخذا عنه، وفي الثانية: صحبه فيها ابنه عمر؛ لقيا الشيخ مرتضى الزبيدي المصري (ت1205هـ)، ولازمه الشيخ جبريل مدة طويلة، وقد تأثر به أكثر من الأول، ومما أخذ عنه كتابه المسمى: «ألفية السـَّــــنَد»، وأجازه جميع مروياته في: القرآن الكريـــــم، الصحاح الستة، فقه المذاهب الأربعة، الشمائل للإمام الترمذي، الموطأ للإمام مالك، الجامع الصغير لجلال الدين السيوطي، كتاب الشفا للقاضي عياض اليحصبي، دلائل الخيرات للشيخ محمد بن سليمان الجزولي، أحزاب الشيخ أبي الحسن الشاذلي القادري، وألبسه الخرقة الصوفية القادرية بسنده المتصل إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني.

ثم أنهم خصّصوا بعض مصنفاتهم بذكر جميع ما أخذوا عن الشيخ جبريل علما وسلوكا، فالشيخ عثمان بن فودي؛ أورد في كتبه: «أسانيد الفقير» و«السلاسل الذهبية للسادة الصوفية» و«السلاسل القادرية» ما أخذ عنه، ومن بينها: الخرقة الصوفية والإجازة في الطريقة القادرية بسند شيخه مرتضى الزبيدي إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني وغيرها.

وكذلك الشيخ عبد الله بن فودي؛ ذكر في كتابيه «إيداع النسوخ» أن من ضمن ما أخذ عنه: كـتب أصول الفقه، وبعض مؤلفاته، ولقّــنَـه كلمة التوحيد مع أخيه الشيخ عثمان المتقدم. وفي كتابه: «ضياء السنَد» نظم جميع ما أجازه لهما الشيخ جبريل؛ علما وسلوكا، وهو: القرآن الكريـــــم، الصحاح الستة (بسنده عن الشيخ عبد الخالق عن شيخه محمد بن الجزري عن الشيخ أحمد الصوفي..)، فقه المذاهب الأربعة، الشمائل للإمام الترمذي، الموطأ للإمام مالك، الجامع الصغير لجلال الدين السيوطي، كتاب الشفا للقاضي عياض اليحصبي، دلائل الخيرات للشيخ محمد بن سليمان الجزولي، أحزاب الشيخ أبي الحسن الشاذلي القادري، وألبسه الخرقة الصوفية القادرية بسنده المتصل إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني.

فلو كان للشيخ ابن عبد الوهاب أو دعوته أثرٌ أو تأثير في شخصية جبريل بن عمر لظهر ذلك جليا من خلال هذه المصادر، فهذه الآراء جميعها ليست إلا تلبيس الحق بالباطل وكتمان الحق الذي ينبغي إثباته، والله تعالى يقول: ((وَلا تَلْبِسُواْ الحَقَّ بِالبَاطِلِ وَتَكْتمُوا الحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ))، ويقول: ((وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُواْ بِهِ الحَقَّ وَاتَّخَذُواْ آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوَا)).

  • أوجه الاتفاق:

يرى بعض الباحثين أنّ التشابه في بعض نقاط منهجية اشتركت فيها كل من الدعوتين دليلا على تأثر دعوة الشيخ عثمان بن فودي بدعوة الشيخ ابن عبد الوهاب، وهي – بالإيجاز – تتمثل في:

  1. الحكم بما أنزل الله تعالى.
  2. الاعتماد على الكتاب والسنة.
  3. تنقية الدين من البدع ومظاهر الشرك بالله تعالى.
  4. العودة إلى منهج السلف الصالح.
  5. .إحياء الجهاد.

لا يمكن أصلاأن نستغرب اشتراك هذين الدعوتين في هذه النقاط الخمسة، كما لا يمكن الاحتجاج بها في إثبات تأثر أحدهما بالآخر؛ لأنّها هي الهدف الأساسي لكل دعوة إصلاحية صادقة، والمنهج الذي يجب أن يتبعه كل (آمر بالمعروف وناه عن المنكر)؛ بل نستغرب كل الاستغراب إذا فقدنا أحدها في دعوة الشيخ عثمان بن فودي أو غيره من رجال الدعوة، فهي إذن شريعة من شرائع الله تعالى، وليس مذهبا أو منهجا اختص به البعض عن البعض الآخر، لأنّه كما يقول الشيخ ابن فودي بنفسه: «إنّ جميع ما جاء عن الشارع - عليه الصلاة والسلام - لا يسمى مذهبا لأحد، بل هو شريعة تجب إجابة كل من دعى إليها».

فقيام الشيخ ابن فودي بالدعوة ليس إلا امتثال أمر الله تعالى، ورسوله الله كما نفهم من كلامه السابق، ثم تطبيقا لأهداف طريقته القادرية المبنية على الدعوة إلى دين الله تعالى ((بِالحِكْمَة وَالمَوْعِظَة الحَسَنَةِ)) والمجادلة بالتي هي أحسن، وتنقية نفوس الأمة، وإبعادها عن ظلمات الكفر والفسوق والعصيان؛ وقد طبـّق هذه الأهداف كثير من خريجي هذه المدرسة القادرية قبل وبعد مجيئ الشيخ ابن فودي، أمثال: شيخ الإسلام والمسلمين تقي الدين أحمد ابن تيمية، وصلاح الدين الأيوبي (في المشرق الإسلامي)، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الكريم المغيلي التلمساني (ت912هـ)، والشيخ جبريل بن عمر (ت1206هـ)، والشيخ مصطفى ماء العينين بن الشيخ محمد فاضل (ت1328هـ) في المغرب الإسلامي، والشيخ محمد أحمد المهدي (ت1302هـ/1885م) في جمهورية السودان، والشيخ أحمد بـَمْبَ (ت1346هـ) في السنغال، وغيرهم.

  • أوجه الاختلاف:

إنّ أصول دعوة الشيخ محمد ابن عبد الوهاب تختلف كثيرا عن دعوة ابن فودي، حيث أن ابن عبد الوهاب لم يقاتل في دعوته الكفار، فمجتمعه لم يزل يتمتع بالإسلام منذ عصره الأول، عكس ما عليه مجتمع ابن فودي الذي يندر فيه رؤية من صحّ إيمانه كما ذكر لنا الشيخ محمد بللو سابقا. فقتال الشيخ ابن عبد الوهاب وجهاده ليس إلا لردّ المسلمين عما رآه كفرا أو وسيلة إلى الشرك بالله تعالى، كالسفر لزيارة قبر نبي أو غيره من الصالحين، التوسل أو الاستغاثة بالنبي أو غيره من الأنبياء والصالحين، الغلو في مدح النبي أو غيره... فاعتبر كل عمل ذلك كافرا مشركا بالله تعالى، ونحن عندما نتصفح آثار الشيخ ابن فودي لا نكاد نجد كتابا واحدا إلا وقد توسل فيه بالنبي أو بجاهه، بل كل ما كفر به الشيخ ابن عبد الوهاب فاعله له نماذج في مؤلفات ابن فودي، فهو إذن عند أصحاب الطريقة الوهابية مبتدعا، بل كافرا مشركا بالله عز وجل!

1.السفر لزيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام: يقول مشائخ الطريقة الوهابية: لا يجوز شدّ الرحال والسفر لأجل زيارة قبر النبي ، واستدلوا بحديث (لا تشدّ الرحال إلا إلى ثلاث مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى)، فإن نوى المسلم بشد الرحال زيارة القبر فقط فيحرم ذلك، وإن نوى الدعاء عنده فهذا من اتخاذه عيدا؛ وهو من الشرك الأصغر.

لكن غيرهم من العلماء المسلمين ومنهم الشيخ ابن فودي لم يفهموا التحريم في مجرد زيارة القبر، إنما التحريم في السفر إلى مسجد غير هذه الثلاثة بنية العبادة، والقبر ليس مسجدا يعبد فيه، بل زيارتها سنة، لأن النبي عليه الصلاة والسلام أمر بها في قوله: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإنها تزهد لكم الدنيا وتزكركم الآخرة)، وهو نفسه كان يزور قبور أصحابه كما جاءت به السنة، فكيف بزيارة قبر النبي ؟ فالشيخ ابن فودي لم يكتب له زيارة النبي، لكنه ذكر شوقه وتمنى أن يشد رحاله لزيارة هذا القبر في قصيدته المشهورة: هل لي مسير نحو طيبة مـــــــسرعا لأزور قبـــــــــــر الهاشــــمي محمـد قد كنت شوقا أن أطير لقبــــــــــره ما لي ســـــــرور دون زورة أحمد قوموا بنا نسعى إلى شمس الهدى نطوى الفلا لنزور قبــــــــــــر محمد شدوا إلى زين القيامة ســــــرجنا متمرغين بترب ذاك المسجــــد

2.السفر لزيارة قبر الصالحين: ذكر الشيخ محمد بللو أنه ووالده يشدان الرحال لزيارة قبور مشائخهم، ومنهم: -الشيخ العلامة محمد المنقوري: يقول أنه «..توفي بــ (مَرْنون)، وبها قبره يُزار، وقد زرته مرتين؛ مرة مع الوالد». -الشيخ عمر بن محمد بن أبوبكر الترودي، يقول: «..وبها قبره ظاهرا يُزار، وقدزرته مرارا». -الشيخ علي جب (أستاذ الشيخ جبريل بن عمر)، يقول أنه: «توفي بِمَارَنــُو، وبها قبره ظاهر، يُزار».

  • التوسل بالأنبياء والأولياء:

التوسل إلى الله تعالى بـ (النبي عليه الصلاة والسلام أو بـجاهه أو بحقه أو بمنزلته)، أو التوسل بالصالحين عند الشيخ ابن عبد الوهاب بدعة ووسيلة إلى الشرك، لكن الشيخ ابن فودي يرى عكس ذلك تماما، فالتوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام عنده من أعظم ما يقرب العبد إلى الله، بل هو قاعدة من قواعد الوصول إلى الله تعالى، وقد توسل هو وأخوه عبد الله بن فودي وجميع أبنائهم بالنبي وبجاهه وبحقه، وتوسلوا بالشيخ عبد القادر الجيلاني وغيره من الصالحين؛ وإليك نماذج منها:

-التوسل بالنبي، وكيفيته أن تقول: «اللهم بحقّ محمد نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم صلني إليك».

-التوسل بجاهه، يقول في آخر كل باب من كتابه «إحياء السنة وإخماد البدعة»: اللهم وفّقنا لاتباع سنة نبيك محمد بجاهه عندك. ويقول شعرا: إني ذليــــــــــــــــل بالعيوب مبرقع أرجو الخلاص بجاه هذا السيد إني عديم بالخطايا مكثـــــــــــــر لا ملجأ إلا بــــــــــــجاه محمد

-التوسل بلصالحين: ألف الشيخ ابن فودي قصيدة وسمها (القصيدة القادرية) بلغته الفلانية، وهو يتوسل فيها إلى الله تعالى بالشيخ عبد القادر الجيلاني، وعربها أخوه الشيخ عبد الله في (40) بيتا، ومطلعها : يا رب عالم باطن كالـــــــظاهـــــــــر أجــــــب الذي يدعو بعبــد القادر بركات أحمدَ في بلاد الله قــــــــــــــد أمَّت وجمَّت عند عبـــــــد القادر يا رب يا متـــــــــــــــــــــفضلا لعباده صلني بـــــفضلك عند عبد القادر إنّ المسيئ لدى الأكابـــــــــر يلتجي فلجأت عند الشيخ عبــــد القادر إن كنتُ لم أحسن فشيخي محسن إني لـمُنتسب لـعبـــــــــــــــــد القادر عرَّبت ما لأخي وشيخي عجمـة متوسِّلين معاً بعبـــــــــــــــــــد القادر

المراجع[عدل]

  1. ^ "معلومات عن عثمان دان فوديو على موقع snaccooperative.org". snaccooperative.org. مؤرشف من الأصل في 2019-12-14.
  2. ^ "معلومات عن عثمان دان فوديو على موقع data.cerl.org". data.cerl.org. مؤرشف من الأصل في 2020-04-01.
  3. ^ "معلومات عن عثمان دان فوديو على موقع bigenc.ru". bigenc.ru. مؤرشف من الأصل في 2020-04-21.
  1. إنفاق الميسور في تاريخ بلاد التكرور، للشيخ الإمام محمد بللو بن عثمان بن فودي.
  2. تزيين الورقات لبعض ما لي من الأبيات، للشيخ عبد الله بن فودي.
  3. إيداع النسوخ من أخذت عنه من الشيوخ، لالشيخ عبد الله بن فوديلشيخ عبد الله بن فودي.
  4. الإسلام في نيجيريا، للشيخ آدم عبد الله الإلوري.
  5. الثقافة العربية في نيجيريا، للدكتور علي أبي بكر.
  6. الإمام محمد ابن عبد الوهاب دعوته وسيرته، للشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز.

وصلات خارجية[عدل]

مراجع[عدل]