قناة مقنطرة

هذه المقالة اختصاصية وهي بحاجة لمراجعة خبير في مجالها.
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
(بالتحويل من مجرى مائي مرفوع)
قلعة حلب
سور مجرى العيون بالقاهرة
لوحة فنية ترجع لسنة 1838م تبين بداية قناة اصطناعية في جزيرة الروضة
بونت دو جارد، في فرنسا، قناة رومانية بُنيت تقريبًا عام 19 قبل الميلاد. وهي واحدة من أشد المعالم السياحية جذبًا للسياح في فرنسا وتعد واحدة من مواقع التراث العالمي.
قناة فانفيتيلي، في إيطاليا، بناها لويجي فانفيتيلي، وتعد واحدة من مواقع التراث العالمي وواحدة من أروع أمثلة القنوات في أوروبا.

القنوات المقنطرة[1] والقناطر المائية [2] والقنوات المرفوعة[3] والمجاري المرفوعة والبدالات والحنايا والساقية هي قنوات (مجار مائية) مشيّدة على قناطر[4] تُنشأ بغرض توصيل المياه وتجريتها إلى مسافات بعيدة مدفوعة بطاقة الوضع. ويستخدم هذا المصطلح في الهندسة الحديثة للتعبير عن أي نظام للمواسير وقنوات الري والأنفاق وغير ذلك من الإنشاءات المستخدمة لهذا الغرض.[5] وفي الاستخدام الأكثر محدودية، ينطبق مصطلح القناة (جسر مائي في بعض الأحيان) على أي جسر أو قنطرة تنقل المياه — بدلاً من ممر أو طريق أو سكة حديدية — عبر إحدى الفتحات. وتستخدم القناة الملاحية المرفوعة روابطا لنقل القوارب أو السفن. ويجب أن تمتد القنوات وتعبر على نفس مستوى المجاري المائية على كلا الطرفين.

القنوات القديمة[عدل]

نبطية موجودة في البتراء (الأردن)
قناة ماثور، بالهند

على الرغم من ارتباطها بشكل خاص بحضارة الرومان، فلقد تم ابتكار القنوات قبل ذلك بكثير في اليونان والشرق الأدنى وشبه القارة الهندية، حيث قامت شعوب مثل المصريين والهاربان ببناء أنظمة ري معقدة. وقد استخدمت القنوات التي تم حفرها وفقًا للطراز الروماني في باكورة القرن السابع قبل الميلاد حينما بنى الآشوريون قناة من الحجر الجيري بطول 80 كم وكانت تشتمل على جزء بارتفاع 10 أمتار قاطعة مسافة 300 متر بعرض الوادي حاملة المياه إلى عاصمتهم، مدينة نينوى.[6]

الهند[عدل]

من المعتقد أن شبه القارة الهندية تضم بعضًا من أقدم القنوات. ويمكن العثور على أدلة تثبت ذلك في مواقع حالية في هامبي، ولاية كارناتاكا. وقد كانت القنوات الهائلة الممتدة بالقرب من نهر تونجابهادرا التي يستخدم بغرض توفير مياه الري تبلغ حينها 15 ميل (24 كم) طولاً.[7] وكانت المجاري المائية توفر المياه وتضخها في أحواض الاستحمام الملكية.

سلطنة عمان[عدل]

في سلطنة عمان منذ العصر الحديدي (عُثر في سالو وبات وغيرها من المواقع) على نظام للقنوات المحفورة تحت الأرض تسمى أفلاج؛ حيث يتم إنشاء سلسلة من ممرات الهواء العمودية التي تشبه الآبار والمتصلة بأنفاق أفقية بدرجة معتدلة. وهناك ثلاثة أنواع للأفلاج

  • الداوودية حيث تمتد القنوات تحت الأرض
  • الغيلية حيث يلزم وجود سد لتجميع المياه
  • العينية حيث يُعتمد على مياه الينابيع كمصدر للمياه

وقد ساعدت هذه القنوات على انتشار الزراعة على نطاق واسع وازدهارها في بيئة تتميز بالتربة الجافة

مصر[عدل]

بلاد فارس (إيران)[عدل]

منذ عصور سحيقة في بلاد فارس، تم إنشاء نظام من القنوات التي تجري تحت الأرض يسمي قناة؛ حيث توجد سلسلة من ممرات الهواء العمودية التي تشبه الآبار والمتصلة بأنفاق مائلة بدرجة معتدلة. ويتم في هذه الطريقة:

  • الضغط على المياه الجوفية بطريقة ما بحيث تعمل القناة على توصيل المياه إلى السطح دون الحاجة إلى الضخ. وتقطر المياه بفعل الجاذبية الأرضية إلى وجهة على مستوى أدنى من المنبع الذي عادة ما يكون طبقة مياه جوفية.
  • السماح بنقل المياه لمسافات بعيدة في ظروف المناخ الحار والجاف دون فقد نسبة كبيرة من مياه المنبع عن طريق التسرب والتبخر.

اليونان[عدل]

على جزيرة ساموس، تم بناء نفق يوباليونس في إقليم بوليكراتس (538 - 522 قبل الميلاد). وكان يعتبر بمثابة قناة تحت الأرض تجلب المياه العذبة إلى بيتاغوريون تقريبًا لمدة ألف عام.

الرومان[عدل]

تم بناء القنوات الرومانية في جميع أرجاء الإمبراطورية الرومانية بأسرها، بدءًا من ألمانيا وصولاً إلى إفريقيا، وفي مدينة روما على وجه خاص حيث بلغ إجمالي طول القنوات بها حوالي 415 كم. عملت هذه القنوات على توفير المياه في المراحيض العامة وتوفير مياه الشرب في المدن الكبيرة الواقعة في أنحاء الإمبراطورية ووضعت معيارًا للهندسة لم يتم تجاوزه لما يزيد عن ألف عام.

قناة هندية قديمة في هامبي

أمريكا الجنوبية[عدل]

بالقرب من مدينة بيرو في نازكا، تم بناء نظام قديم للقنوات فيما قبل النظام الكولومبي كان يطلق عليه بوكيوسولا يزال يجري استخدامه حتى هذه الآونة. وقد تم صنعه من الأحجار الموضوعة بشكل معقد وهي مادة بناء مستخدمة على نطاق واسع في ثقافة النازكا. ولا تزال الفترة الزمنية التي استخدم فهيا هذا النظام محلاً للنقاش، إلا أن هناك بعض الدلائل التي تدعم القول بأن استخدامه جرى تقريبًا في الفترة من 540 إلى 552 قبل الميلاد بسبب فترات الجفاف التي تعرضت لها المنطقة.[8] عندما وصل المستكشفون الأوروبيون إلى العاصمة آزتك عاصمة تينوتشتيتلان في بداية القرن السادس عشر، تم اكتشاف أن المدينة تزود بالمياه من خلال قناتين فقط.

سيريلانكا[عدل]

وُجد أنه كان هناك استخدام كثيف للقنوات الموسعة في سيريلانكا القديمة.

القنوات الحديثة[عدل]

في العصور الحديثة، تم بناء أضخم القنوات على الإطلاق في الولايات المتحدة لتوفير المياه للمدن الكبرى بالبلاد. تنقل قناة كاتسكيل المياه إلى مدينة نيويورك على مسافة 120 ميلاً (190 كم)، ولكنها تتضاءل بسبب امتداد قنوات أخرى في الغرب الأقصى من البلاد، ولاسيما قناة نهر كولورادو التي تمد منطقة لوس أنجلوس بالمياه من نهر كولورادو والتي تجري 400 كم تقريبًا باتجاه الشرق و701.5 ميلاً (1129 كم)، بالإضافة إلى قناة كاليفورنيا التي تمتد من دلتا نهر سان هواكين- مدينة ساكرامنتو وحتى بحيرة بيريس. ويمثل مشروع وسط أريزونا أكثر القنوات المبنية اتساعًا وأعلاها تكلفةً على مستوى الولايات المتحدة. فهذا المشروع يمتد على مسافة 336 ميلاً من منبعه بالقرب من باركر، أريزونا وحتى مناطق التجمع الحضري في فينيكس وتوسان. ويمثل جسر خط الأنابيب الصورة الحديثة لنظام القنوات.

الاستخدامات[عدل]

شقوبية، إسبانيا. قناة رومانية
قناة شقوبية

قامت المجتمعات الزراعية على مر العصور بإنشاء القنوات لأغراض ري المحاصيل الزراعية. قام أرخميدس باختراع مضخة المياه وهي وسيلة لرفع المياه لاستخدامها في ري أراضي زراعة المحاصيل.

وهناك استخدام آخر للقنوات وهو مد المدن الكبيرة بمياه الشرب. فلا تزال هناك بعض القنوات الرومانية التي تستخدم لتوفير المياه إلى روما حتى الآن. ويوجد أيضًا في كاليفورنيا بالولايات المتحدة ثلاث قنوات ضخمة توفر المياه لمئات الأميال في منطقة لوس أنجلوس. وتمتد اثنتان من نهر أوينز بينما تمتد الثالثة من نهر كولورادو.

أما في العصور الحديثة، تستخدم القنوات لأغراض النقل للسماح لـ قوارب القنوات بعبور الوهاد والأودية. وأثناء الثورة الصناعية التي بزغت في القرن الثامن عشر، أُنشئت القنوات باعتبارها جزءًا من الطفرة التي حدثت في إنشاء المجاري المائية.

أما في مشاريع الهندسة المدنية الحديثة، فالأمر يتطلب دراسة تفصيلية وتحليلاً حول نظام السريان في القنوات المفتوحة بوجه عام لدعم التحكم في الفيضان وأنظمة الري وأنظمة توفير كميات ضخمة من المياه حيث تكون القناة هي الحل الأكثر تفضيلاً من خط الأنابيب.

في الماضي، غالبًا ما كانت تحتوي القنوات على مجاري مائية محفورة في الأرض أو مواد مسامية ولكن كانت هناك كميات هائلة من المياه عرضة للفقد خلال هذه القنوات غير محددة الأطراف. ومع الندرة التي تتعرض لها المياه بدرجة متزايدة، فيجري الآن وضع حدود خرسانية لهذه القنوات، أو مبلمرات أو تربة لا تنفذ منها المياه. وفي بعض الحالات، يتم إنشاء قناة جديدة بامتداد القناة الأقدم حيث لا يمكن إغلاق القناة أثناء الإنشاء.

أشهر القنوات[عدل]

قنوات اليونان القديمة[عدل]

القنوات الرومانية[عدل]

قناة شقوبية
قناة سانتياغو دي كويريتارو، المكسيك

قنوات أخرى[عدل]

قناة في فيلا دو كوند، البرتغال
قناة بيجو في تومار ، البرتغال
قناة كافالا، اليونان

معرض الصور[عدل]

انظر أيضًا[عدل]

ملاحظات[عدل]

المراجع[عدل]

وصلات خارجية[عدل]