مستخدم:مسارات/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

إنجازات النبي محمد[عدل]

يقول الله جل جلاله في سورة التوبة عن رسوله الذي اختاره واصطفاه؛ لينزل عليه القرآن ، ويبلغ الرسالة الخاتمة للناس:

{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128)} سورة التوبة

والتعبير في قوله تعالى (من أنفسكم) فيه دلالة على عمق الصلة بين هذا النبي والجنس البشري ؛ فهو جزء منهم، من أنفسهم ؛

فعلاقته بهم علاقة النفس بالنفس ، وصلته بهم صلة النفس بالنفس ؛ لذلك كانت رسالته رحمة للعالمين ؛ قال الله تعالى في سورة سورة الأنبياء : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)}.[1]

وتأمل أيضاً لتعرف مدى حرص نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم على هداية البشرية كافة، وشفقته ورحمته بهم ؛ قول الله تعالى في سورة سورة الكهف:{ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6)} ، ومعنى باخع: مهلك نفسك غما وحزنا [2] ؛

لذلك قام حياته كلها يدعو بإخلاص ومحبة وشفقة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مصوراً حاله في دعوته مع الناس: " إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ: كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا؛ فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ، جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي تَقَعُ فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا؛ فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ ؛ فَيَقْتَحِمْنَ فِيهَا؛ فَأَنَا آخُذُ بِحُجَزِكُمْ عَنْ النَّارِ، وَهُمْ يَقْتَحِمُونَ فِيهَا ". رواه البخاري [3]

ومعنى الحديث: يشبه الرسول صلى الله عليه وسلم الناسَ بأنهم مثل الفراش، الذي عندما يرى ضوءاً أو ناراً يتجه لها ويقع فيها حتى تحرقه، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم يُشبه الرجل الذي يبعد الفراشَ عن النار؛ حتى لا تقع في النار، وفعلاً فالرسول صلى الله عليه وسلم كأنه يمسك بحجز الناس وهي مواضع عقد الإزار، وهي أقوى موضع يمكن أن يمسك فيه الإنسان بالإنسان إذا أراد أن يدفعه عن عمل شيء ويحاول أن يبعد الناس عن كل ما يضرهم في الدنيا والآخرة، لكن الكثير من الناس يتدافعون إلى الشر.

فالرسول صلى الله عليه وسلم كان متصفاً بالرأفة والرحمة والحرص على نجاة الأمة؛ ليصلوا إلى الجنة في الآخرة ، ويسلموا من النار؛ فكانت حياته مليئة بالإنجازات العظيمة التي تشهد بصدق بنبوته ، وأنه سيد ولد آدم .

ما قدمه رسول الإسلام للحياة[عدل]

من أعظم إنجازاته:

دعوته إلى التوحيد ؛ التوحيد الذي هو سبب حياة الإنسان الحقيقة وسعادته ؛ فالذي يؤمن بالله رباً لا أرباب معه؛ ويدين له وحده ؛ فلا يتبع إلا شرعه ونهجه ، ولا يطيع إلا أمره ونهيه ينعم بحياة مطمئنة ؛ لأنه حقق التوحيد بخضوعه لرب واحد؛ فكانت النتيجة أن يتلذذ براحة الاستقامة والمعرفة واليقين ، وتجمع الطاقة، ووحدة الاتجاه ، ووضوح الطريق ، ويقف مرفوع الرأس فلا تنحني الرؤوس إلا لله الواحد القهار. بينما الذي يخضع لغير الله معذب حيران ، متقلب لا يستقر على حال، ولا يرضي واحداً من الأرباب الذين يعبدهم فضلاً على أن يرضي الجميع!


ومن خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم ومميزاته:

أنه جاء بهذا القرآن، الذي هو معجزة باقية إلى أن يشاء الله، هذا القرآن الباقي، هو معجزة باقية للرسول صلى الله عليه وسلم، يتحدى الله سبحانه وتعالى البشر كلهم أن يأتوا بمثل هذا القرآن فيما فيه من الحق بأدلته الواضحة كالإيمان بالغيب وإثبات ذلك بحجج بالغة ، وفيما فيه من البلاغة، والإعجاز، ، وفيما فيه من التأثير، وفيما فيه من العلم، وغير ذلك كثير ، وهذه معجزة باقية للرسول صلى الله عليه وسلم.


ومن أعظم إنجازاته صلى الله عليه وسلم: أنه بلغ هذا الدين الذي أمره الله تعالى بتبليغه كاملاً، لم يُنقص منه شيئاً، وحفظ الله هذا الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم على يد أصحابه، فما زال المسلمون اليوم يعرفون أدق تفاصيل هذا الدين.

وعن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى حد أنهم يعرفون الأشياء الشكلية في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، يعرفون كم عدد الشعرات البيض في لحية الرسول صلى الله عليه وسلم، يعرفون شكل الرسول صلى الله عليه وسلم، يعرفون مقدار طوله ولون بشرته، وشكل ثيابه صلى الله عليه وسلم، وماذا كان يلبس على رأسه، وكيف كان يفعل في داخل بيته، حتى مع زوجاته صلى الله عليه وسلم، وكيف كان يفعل في خارج البيت، وكيف كان يفعل في المسجد، وفي السوق وفي الحرب وفي السلم، وفي جميع التفاصيل لا تزال مضبوطة بوثائق ومستندات لا يرقى إليها شك، وهذا بخلاف ما هو حاصل بالنسبة للأنبياء الآخرين، فقد نسي الناس سيرتهم وتفاصيل حياتهم، ولا يذكرون منها إلا معلومات قليلة، وهي معلومات ظنية غير مؤكدة ولا مجزوم بها، بل بعضها أشياء مكذوبة لا تليق بهؤلاء الأنبياء، فهي تحط من قدرهم وتصورهم كما لو كانوا بشعين مثلاً، أو أصحاب شهوات أو شراب خمور، أو ما أشبه ذلك من الأشياء التي يتنـزه عنها الإنسان الفاضل فضلاً عن النبي المصطفى المختار المبعوث من عند الله تعالى، فهي أشياء اختلقها اليهود وغيرهم، ولفقوها وألصقوها في شخصيات الأنبياء حتى يشوهوا صورتهم أمام العالم، أما الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا تزال سيرته نقية واضحةً معروفة.


ومن إنجازاته: أنه بلغ هذا الدين بهذه الصورة الكافية المحفوظة إلى كل البشر جميعاً ؛ فكانت رسالته لا تختص بقوم ولا أرض ولا جيل ولا زمان، بل هي للناس عامة إلى قيام الساعة .


ومن إنجازاته صلى الله عليه وسلم: أنه جمع الأمة التي آمنت به على هذا الدين، وجعلهم أمةً واحدة، مهما تكن جنسياتهم وألوانهم من السود والبيض، من العرب والحبش والفرس وغيرهم، جميعهم إخوة متحابون متآخون، يساعد بعضهم ويعاون بعضهم بعضاً، يتصدق غنيهم على فقيرهم، ويتكافل هؤلاء فيما بينهم،

يقول المؤرخ البريطاني الشهير Arnold J. Toynbee في كتابه Civilizatio on Trial يعزو سبب زوال حضارات البشر قديماً ، وما يهدد الحضارة الغربية اليوم إلى الطبقية والحرب: "كل هذه الحضارات المعروفة للمؤرخين الغربيين كلها دون استثناء بادت بسبب الحرب أو الطبقية أو كليهما " ..ثم يقول بعد ذلك :" إن انعدام الطبقية في المجتمع الإسلامي كان واحداً من الإنجازات الأخلاقية بالغة الروعة للإسلام ، وفي عالمنا المعاصر توجد حاجة ملحة للإفادة من هذه الفضيلة الإسلامية".

وبهذه الأمة الواحدة أقام بهم الإسلام نظاماً ودولة، وظلت دولة الإسلام قائمة ترفع شعار هذا الدين وتدعو إليه، وتحارب الدول التي تمنع الناس من الدخول في الإسلام، حتى يتمكن الناس بحرية من قبول الإسلام أو عدم قبوله، وفي حالة عدم قبولهم الإسلام، فإن الدولة الإسلامية تطلب من الناس أن يدفعوا مبلغاً بسيطاً من المال، مقابل أن تقوم الدولة الإسلامية بحفظهم وحمايتهم من الأعداء وكفالتهم في حالة كبرهم وعجزهم عن الكسب، وعدم وجود من يعولهم .


لقد كان ظهور الإسلام أغرب انقلاب في تاريخ البشرية ؛ لقد كان هذا الانقلاب الذي أحدثه الإسلام على يدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم في نفوس العرب وبواسطتهم في المجتمع الإنساني أغرب ما في تاريخ البشر ، وقد كان هذا الانقلاب غريباً في كل شيء : كان غريباً في سرعته ، وكان غريباً في عمقه ، وكان غريباً في سعته وشموله ، وكان غريباً في وضوحه وقربه إلى الفهم؛ فلم يكن غامضاً ككثير من الحوادث الخارقة للعادة ، ولم يكن لغزاً من الألغاز.

يقول المؤرخ الدكتور مايكل هارت في كتابه الخالدون المئة[4] : " إن اختياري محمداً ليكون الأول في قائمة أهم رجال التاريخ ربما أدهش كثيراً من القراء إلى حد قد يثير بعض التساؤلات ، ولكن في اعتقادي أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني والدنيوي ! لقد أسس محمد- صلى الله عليه وسلم- ونشر أحد أعظم الأديان في العالم ، وأصبح أحد الزعماء العالميين السياسيين العظام . ففي هذه الأيام وبعد مرور ثلاثة عشر قرناً تقريباً على وفاته ، لا يزال تأثيره قوياً عارماً ".


ومن إنجازاته صلى الله عليه وسلم: أنه صنع أمة عظيمة في أخلاقها وفي أثرها في الحياة؛ فقد كان يغذِّي أرواحهم بالقرآن، ويربي نفوسهم بالإيمان، ويخضعهم أمام رب العالمين خمس مرات في اليوم عن طهارة بدن وخشوع قلب وخضوع جسم وحضور عقل ، فيزدادون كل يوم سمو روح، ونقاء قلب، ونظافة خلق، وتحرراً من سلطان الماديات ومقاومة للشهوات، ونزوعاً إلى رب الأرض والسموات .


ومن إنجازاته صلى الله عليه وسلم: أن تحول العرب بالإسلام من أمة مستضعفة إلى أمة عزيزة قوية؛ تحمل رسالة سامية هي الإسلام وتفخر به !

فصارت أمة ترفع الظلم وتنشر العدل ، أمة تبدل خوف الضعيف أمناً ، أمة تستغل طاقة أبنائها في قيادة البشر إلى بر الأمن والإيمان .


إنجازات محمد للبشرية[عدل]

من إنجازاته صلى الله عليه وسلم: أنه قضى على سائر ألوان الانحراف الموجود في الحياة البشرية، الانحراف الاجتماعي، والاقتصادي والديني، وجعل للناس ميزاناً معتدلاً يرجعون إليه، ألا وهو هذا القرآن الذي أنـزله الله تبارك وتعالى عليه، ونقله الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأحاديثه المنقولة عنه بدقة وضبط كما سبق بيانه؛

لذلك جاءت شريعته الإسلامية الربانية تنهى عن الغش والظلم والكبر والخداع والكذب والفحشاء وقطيعة الرحم، وغير ذلك كثير؛ وهذا ما جعل الشريعة الإسلامية شاملة لأصول الحياة البشرية التي لا تتبدل ، مستعدةً لتلبية الحاجات المتجددة التي يعلمها خالق البشر ، وهو أعلم بمن خلق ، وهو اللطيف الخبير .

ومن إنجازاته: أنه جاء بشريعة ربانية ملحوظ فيها أنها في حدود طاقة الإنسان ، ولمصلحته؛ وقد زود بالاستعداد والمقدرة التي تعينه على أداء تلك التكاليف ، وتجعلها محببة لديه مهما لقي من أجلها الآلام أحياناً لأنها تلبي رغيبة من رغائبه ، أو تصرف طاقة من طاقاته .


ومن إنجازاته: أن جاء بشريعة ربانية جعلت مبدأ المساواة أمام القضاء لا يميز أحداَ عن أحد ، ولا يجعل الناس طبقة دون طبقة ، بل جعل جميع الناس سواسية أمام أحكام شريعة الإسلام ؛ فكان العدل المطلق أهم سمات الإسلام ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا " رواه مسلم [5] .


ومن إنجازاته: منهجه الرباني المتوازن والمتناسق . منهج لا يعذب الجسد ليسمو بالروح ، ولا يهمل الروح ليستمتع الجسد . ولا يقيد طاقات الفرد ورغائبه الفطرية السليمة ليحقق مصلحة الجماعة أو الدولة . ولا يطلق للفرد نزواته وشهواته الطاغية المنحرفة لتؤذي حياة الجماعة ، أو تسخرها لإمتاع فرد أو أفراد .


ومن إنجازاته: أنه فتح الباب على مصراعيه لأجل أن تتطور البشرية في أمورها الدنيوية التقنية والصناعية والكيمائية والفيزيائية والزراعية وبقية علوم الدنيا ؛ حتى أخبر صلى الله عليه وسلم بأن الله يحب من الإنسان إذا عمل عملا أن يتقنه[6] ولم يتوقف الأمر إلى هذا الحد من جمال التشريع، بل ازداد جمالا يوم أن حث الناس على الإبداع في دنياهم من غير أن ينسوا آخرتهم؛ فهي خير وأبقى ، فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل.


رسول البشرية معلماً للناس[عدل]

وكفاه صلى الله عليه وسلم فخراً وشرفاً، أنه مع كل ما عمل لم يدّع لنفسه شيئاً ليس له، بل كان يعاتب الناس إذا مدحوه مدحاً مبالغاً فيه ؛ جاء رجل إليه وقال: يا رسول الله، ما شاء الله وشئت، فقال له: ( أجعلتني لله نداً؟! قل: ما شاء الله ثم شئت)[7] ،

وقال صلى الله عليه وسلم: ( لا تطروني -أي لا تبالغوا في مدحي، وترفعوني فوق منـزلتي- كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبدٌ، فقولوا: عبد الله ورسوله) [8] إلى غير ذلك من الأشياء التي تدل على تواضعه وزهده، وبعده عن التكبر والعلو في الأرض صلى الله عليه وسلم،


وكان يعرف للأنبياء السابقين حقهم وقدرهم؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ( لا ينبغي لأحدٍ أن يقول إني خيرٌ من يونس بن متى) [9]، ويونس هو أحد أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام؛ فنهى الرسول عليه الصلاة والسلام أن يفضل أحدٌ بين الأنبياء تفضيلاً يقصد منه الحط من قدر بعضهم، وإلا فالأنبياء -كما في القرآن الكريم- قد فضل الله بعضهم على بعض، ورفع بعضهم درجات، ولكن كلهم في منـزلة سامية وتفضيل بعضهم على بعض، ليس لأن بعضهم عنده نقص أو انحطاط في منـزلته، بل لأن الله عز وجل رفع بعضهم درجات، فكلهم فضلاء، وكلهم أنبياء، وكلهم مختارون من عند الله عز وجل، فالذي يفضل بين الأنبياء وقصده أن يحط من قدر نبي، أو ينسب إليه شيئاً من النقص، يخطئ في ذلك، وإنما الصواب أن الأنبياء كلهم فضلاء وأنبياء ومختارون، والرسول صلى الله عليه وسلم أفضلهم وهم بعضهم أفضل من بعض، لكن لا يعني ذلك انحطاطاً في رتبة أحدهم.


وصلات خارجية[عدل]

مواقع انترنت[عدل]

مصادر[عدل]

مقالات ذات صلة[عدل]


تصنيف:محمد