سورة مريم: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 57: سطر 57:
'''إبراهيم'''
'''إبراهيم'''
{{رئيسي|إبراهيم}}
{{رئيسي|إبراهيم}}
بحسب [[القرآن]]، يقول الله [[النبي محمد|للنبي محمد]]: {{قرآن مصور|مريم|41}}، اقصص عليهم قصص [[إبراهيم]]، فقد كان صديقاً من أهل الصدق لا يكذب، ونبياً من الله قد أوحى إليه. وكانت له قصة مع أبيه، فقد قال لأبيه آزر: ما تصنع بعبادة الوَثَن الذي لا يسمع {{خط عربي دولي|«وَلا يُبْصرُ»}} شيئاً ولا يدفع عنك ضرّ شيء؟
بحسب [[القرآن]]، يقول الله [[النبي محمد|للنبي محمد]]: {{قرآن مصور|مريم|41}}، اقصص عليهم قصص [[إبراهيم]]، فقد كان صديقاً من أهل الصدق لا يكذب، ونبياً من الله قد أوحى إليه. وكانت له قصة مع أبيه، فقد قال لأبيه آزر: ما تصنع بعبادة الوَثَن الذي لا يسمع {{خط عربي دولي|«وَلا يُبْصرُ»}} شيئاً ولا يدفع عنك ضرّ شيء؟ {{قرآن مصور|مريم|43}} فاقبل مني نصيحتي وأبصرك هدى الطريق المستوى الذي لا تضلّ فيه إن لزمته، وهو دين الله الذي لا اعوجاج فيه.<ref>[http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=1&tTafsirNo=1&tSoraNo=19&tAyahNo=43&tDisplay=yes&Languageid=1 تفسير الطبري: يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا.] التفاسير.</ref>


== خاتمة السورة ==
== خاتمة السورة ==

نسخة 20:32، 21 فبراير 2012

سورة مريم
سورة مريم
سورة مريم
الترتيب في المصحف 19
إحصائيات السُّورة
عدد الآيات 98
عدد الكلمات 972
عدد الحروف 3835
تَرتيب السُّورة في المُصحَف
سورة الكهف
سورة طه
نُزول السُّورة
النزول مكية
نص السورة
السُّورة بالرَّسمِ العُثمانيّ pdf
 بوابة القرآن


سورة مريم، السورة التاسعة عشر في القرآن، وهي إحدى السور المكيّة، ماعدا الآيات 58 و71 فهي مدنية. بلغ عدد آياتها 98 آية، وتقع في الجزء السادس عشر. ونزلت بعد سورة فاطر.[1] والسورة سُميّت على اسم العذراء مريم أم عيسى المسيح، لتكون بذلك السورة الوحيدة في القرآن التي سُميّت على اسم امرأة.

تبدأ السورة بقصة زكريا حين دعا الله دعاء خفي أي من القلب بأن يجعل له ولي أو خلف ،فاستجاب له الله ووهب له يحيى، ثم تأتى قصة مريم بنت عمران حين تمثل لها ملك في صورة بشر وبشرها بالمسيح، وتعجب قومها من هذا بعد ذلك، تشير إليه ثم يتحدث بإذن الله ليقول ويؤكد أن أمه مريم أشرف نساء الأرض، ويخاطب الناس بعد ذلك ويذكر لهم أن الله أوصاه بالصلاة والزكاة والبر بوالدته. بعد ذلك يذكر قصة إبراهيم مع أبيه وكيف كان يدعو أبيه ليكف عن عبادة الأصنام، ثم يذكر الأنبياء الذين أنعم عليهم الله وكيف خلف من بعدهم خلف نسوا الصلاة وأتبعوا الشهوات. وفى نهاية السورة تقريباً استنكار كيف قال الذين أشركوا والذين كفروا أن الله اتخذ ولداً، مؤكدا أنه لا ينبغي له هذا، لأن كل من في السموات والأرض عباد الرحمن.

الترتيب والتسمية

عنوان سورة مريم كما يظهر في أغلب المصاحف.

ترتيب سورة مريم هو 19 بالنسبة إلى 114 سورة هي جملة سور القرآن، وتقع في الجزء السادس عشر من أجزاء القرآن الثلاثون.[2]وقد ذكر الإمام جلال الدين السيوطي سورة مريم في كتابه أسرار ترتيب القرآن، حيث كتب أن سبب ورود سورة مريم بعد سورة الكهف مباشرةً لا في موضع آخر أن سورة الكهف تحتوي على أعاجيب ومعجزات، تتمثل في قصة أصحاب الكهف وطول لبثهم في الكهف دون طعام ولا شراب، كذلك قصة موسى مع الخضر وقصة ذي القرنين وبناء السد. لذلك من الطبيعي أن ترد سورة مريم بعد سورة الكهف لإحتوائها على أعجوبتان هما ولادة يحيى وولادة المسيح العذرية.[3] كذلك قد ذُكِرَ أن أصحاب الكهف من قوم عيسى بن مريم وسيبعثون قبيل يوم القيامة بعد نزول المسيح ويحجون معه.[4]

ملف:Mariam-Sura Ali-Imran.png
فضل "مريم" واصطفاءها على نساء العالمين مذكور في سورة آل عِمران.

وقد سميت هذه السورة باسم مريم العذراء تخليداً لها، فقد ولدت المسيح بمعجزة فريدة من نوعها حيث أنها ولادة عذرية من غير أب حسب المعتقد الإسلامي والمسيحي. وهي السورة الوحيدة التي سُميت باسم امرأة، كذلك تعد ميم العذراء هي السيدة الوحيدة التي تم ذكر اسمها في القرآن،[5] مما يُظهر ذلك عظم قدرها في الإسلام، فقد ذكرها القرآن قبل ذلك في سورة آل عمران  وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ  ، أي أنها أفضل النساء على الإطلاق [6] منذ زمن حواء امرأة آدم حتى قيام الساعة.[7] كذلك ذُكِر في الحديث النبوي أن النبي محمد قال:[8]

«كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام.»

كذلك روى أبو هريرة عن النبي محمد أنه قال:[9]

«خير نساء العالمين أربع مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد.[معلومة 1]»

أسباب النزول

بداية سورة مريم في وسط الصفحة لمصحف قديم يعود للعام 1874 م.

ذُكر في صحيح البخاري أن أحد أسباب نزول سورة مريم هو تأخر الملاك جبريل عن تنزيله للوحي على النبي محمد، وذلك حينما سأله أصحابه عن قصة أصحاب الكهف وذي القرنين، ولذلك قد رجا النبي محمد من الله أن يأتيه جبريل بالوحي بشأن ما طلبه منه أصحابه، فشّق ذلك عليه مشقة شديدة، فلما نزل جبريل أخيراً بالوحي قال له النبي محمد: «أبطأت علي حتى ساء ظني واشتقت إليك»، فرد عليه جبريل: «إني كنت إليك أشوق ولكني عبد مأمور إذا بعثتُ نزلتُ وإذا حبستُ احتبست»،[10] ولذلك نزلت الآية رقم 64 من سورة مريم:  وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا  .[معلومة 2]

كذلك هناك سبب لنزول الآية رقم 66:  وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا  ، فقد قال الكلبي أنها نزلت في أُبيّ بن خلف حين أخذ عظاماً بالية يفتها بيده ويقول: «زعم لكم محمد أنّا نبعث بعدما نموت».[11]

كذلك ذُكِر سبب نزول الآية رقم 77:  أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا  ، وهي قد نزلت في العاص بن وائل السهمي، وكان أحد المشركين، وكان لخباب بن الأرت دين عنده وهو كان أول من أظهر إسلامه،[12] وكان العاص يؤخر حقه فأتاه يتقاضاه، فقال العاص: «لا أقضيك حتى تكفر بمحمد!» فرفض خباب وقال: «لا أكفر حتى تموت وتبعث»، فاستهزأ به العاص وقال: «إني إذا مت ثم بعثت؛ جئني وسيكون لي ثم مال وولد فأعطيك»، ويقصد بذلك أنه ادخل الجنة بعد الممات استهزاءً بمعتقد المسلمين،[13] ولذلك نزلت هذه الآية فيه.[معلومة 3][14]

كما ذُكِر أن الآية 96 من السورة قد نزلت لكي يخبر الله عباده أنه يغرس في قلوب عباده الصالحين مودة ومحبة،[معلومة 4][15] وقد ذكر الإمام جلال الدين السيوطي في كتابه لُباب النقول في أسباب النزول:

«أخرج ابن جرير [معلومة 5] عن عبد الرحمن بن عوف لما هاجر إلى المدينة وجد نفسه على فراق أصحاب مكة: منهم شيبة وعتبة ابنا ربيعة وأمية بن خلف، فأنزل الله  إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا  ، قال: محبة في قلوب المؤمنين.[16]»

معجزة ميلاد يحيى

الصفحة الأولى من سورة مريم تذكر قصة زكريا وابنه يحيى.

ابتدأت السورة بذكر النبي زكريا وبيان رحمة الله لهذا النبي في قوله:  ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا  ، فزكريا كان يكفل مريم ويرعاها في محرابها في بيت المقدس، وكان يرى دائماً عند مريم رزقاً من طعام، فيكون الوقت صيفاً فيجد عندها فاكهة الشتاء، ويكون الوقت شتاءً فيجد عندها فاكهة الصيف،[17] على الرغم من أنها لا تخرج من خلوتها،[18] فقد ذكر ذلك في سورة آل عمران:  فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ  . فثارث في قلبه مشاعر الأب فتوجه إلى الله يسأله الولد  قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا  وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا  يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا  ، وذلك على الرغم أنه قد تقدم به العمر، وأخذ الشيب من رأسه كل مأخذ، وكذلك كانت زوجه قد تقدم بها السن، ولم تلد له من الولد ما تقر به عينه.[19]. وهنا تأتي الملائكة وتبشره بغلام قد اختار له الله اسم "يحيى"،[معلومة 6] ويعني اسمه "الحياة"،[20] ولم يُسمّى أحدٍ بهذا الاسم من قبل، وقد أندهش زكريا أن ينجب وهو عجوز وامرأته لا تلد، فردت عليه الملائكة بأن الله قادر على كل شيء. وسأل زكريا ربه آية أو معجزة له، فأخبره الله أنه ستجيء عليه ثلاثة أيام لا يستطيع فيها النطق [21] رغم أنه سيكون صحيح المزاج غير معتل، فإذا حدث له هذا أيقن أن امرأته حامل، وأن معجزة الله قد تحققت،[22]وعليه ساعتها أن يتحدث إلى الناس عن طريق الإشارة، وخرج زكريا يوماً على الناس وأراد أن يكلمهم، فاكتشف أن لسانه لا ينطق،[23] فعرف أن معجزة الله قد تحققت.[24] وأوحي إليهم أن يسبحوا الله كثيراً في الصباح والمساء.[25]

ووُلِدَ يحيى وكبر، وصار مثالاً للزهد بين بني قومه بأنه يبر والديه يعطف على الجميع ومُحب للخير،[26] فأوحى له الله وعظّم شأنه:  يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا  وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا  وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا  ،[27] وقد وردت قصه رواها عبد الله بن المبارك: «قال الصبيان ليحيى بن زكريا: اذهب بنا نلعب، فقال: ما للعب خلقنا، قال: وذلك قوله "وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا "». وقد ذكر الحافظ بن كثير أن «الله علمه الكتاب، وهو التوراة التي كانوا يتدارسونها بينهم، ويحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار. وقد كان سنه إذ ذاك صغيراً، فلهذا نوّه بذكره، وبما أنعم به عليه وعلى والديه».[28] ولأجل ذلك سلّم الله عليه في قوله:  وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا  .

وتروي السُنّة النبوية عن تلك الآية أنه في يوم من الأيام التقيا يحيى وعيسى، فقال عيسى ليحيي: «استغفر لي يا يحيي، أنت خير مني»، فرد يحيى: «استغفر لي يا عيسى، أنت خير مني»، فرد عيسى: «بل أنت خير مني، سلمت على نفسي وسلم الله عليك».[29] وهذا لا ينكر أن عيسى أعلى مقاماً في النبوة من يحيى، فعيسى المسيح من الخمسة الأولي العزم من الرسل،[30] وهم أكمل الرسل والأنبياء،[معلومة 7] [31] وهو مذكور في سورة الأحزاب من ضمنهم:  وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا  .[32]

ذِكر مريم ومعجزة ميلاد المسيح

بداية من الآية 16 حتى الآية 40 تذكر السورة فضل مريم وقصة ميلاد المسيح. ومفادها أن مريم كانت مثالاً للعبادة والتقوى، وبحسب القرآن فإن الله أعطاها فضلاً عظيماً ومكانة عالية، وكانت مريم قد انتقلت للعبادة في بيت المقدس، وكانت معروفة بعفتها وطهارتها،[33] وكان معزولة عن الكل لأجل العبادة تحت رعاية زكريا، فاتخذت من دون أهلها ستراً يسترها عنهم وعن الناس.[34] كل ذلك إنما كان تمهيداً للمعجزة الكبيرة؛ وهي مولد عيسى منها من دون أب كسائر الخلق، لذلك أرسل الله لها ملاكاً ظهر على شكل بشر، وكان الملاك جبريل، فاستعجبت مريم ومن وجوده فاستعاذت بالله، و قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا  ، فطمأنها جبريل و قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا  ،[معلومة 8][35] فاطمئنت مريم، لكن سرعان ما تذكّرت ما قاله «لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا» فاستغربت مريم العذراء من ذلك، فلم يمسسها بشر من قبل، ولم تتزوج، ولم يخطبها أحد، كيف تنجب بغير زواج. فذكرها الملاك أن هذا شيء بسيط على الله، فلا غرابة في ذلك، وأنه سيكون بذلك آية ومعجزة للناس جميعاً، لكن المعجزة تقع عندما يريد الله أن تقع.[معلومة 9] [36] ولذلك نفخ جبريل في جيب مريم فحملت فوراً.[معلومة 10]

معجزة نطق عيسى في المهد في الآيات من 30 إلى 33 في سورة مريم.

بعد مرور فترة الحمل دون مشاكل أو تعب، حانت لحظة الولادة، فأصاب مريم ألم الولادة، الأمر الذي جعلها تسير إلى جذع نخلة لتستند عليها وتمسك بها من شدة الألم، فـ«قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا». وليس المقصود هنا تمنى الموت، فالمقصود بـ«نَسْيًا مَنْسِيًّا» أي يا ليتني كنت شيئاً تافهاً فلا يعرفني أحد ولا يذكرني أحد،[37] فالنسيء هو الكثير النسيان، والمنسي أي غير مذكور لا يخطر بالبال.[38] فقد تمنت ذلك لعلمها بأن الناس سيرمونها بالفاحشة فيأثمون بسببها.[39] وقتها سمعت صوت يناديها:  فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا  ، وكان ذلك هو الوليد عيسى، قد أنطقه الله ليبعد عنها الحزن.[40] وطلب منها أن تهز جذع النخلة لتسقط عليها بعض الثمار لتأكل؛ ولتشرب، ولتمتلئ بالسلام والفرح ولا تفكر في شيء، فإذا رأت من البشر أحداً فلتوحي إليهم أنها قد نذرت لله صوماً فلن تتكلم اليوم مع أي إنسان. وبالفعل ذهبت بوليدها إلى المسجد، والتقت بقومها في طريقها، ورأوا الوليد بين ذراعيها، فاستنكروا عليها وجود طفل لها وهي لم تتزوج ولم تكن بغياً، وسألوها عن ذلك، فأشارت إليه ليتحدثوا معه، على أساس أنها صائمة في هذا اليوم، وكانت واثقة بأن الحجة ستوافيها بالوليد، وفطنوا إلى ماذا تريد، فاستغربوا و«قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا»؟! فهم لم يستبعدوا أن يتكلم الرضيع فقط، ولكنهم أنكروا الحديث معه.[41] فجأة، نطق الرضيع و قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا  وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا  وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا  وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا  .

يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي أنه كان في إمكان اليهود رجم مريم بحسب الشريعة اليهودية [معلومة 11][42] لإنهم اعتقدوا أنها قد أتت بالطفل من الزنا، ولكنهم لم يرجموها لسبب أقوى كان معجز إلى حدٍ كبير ليمنعهم من تطبيق قول الشريعة فيها.[43] والغريب أن هذه المعجزة لم تُذكر صريحة في الأناجيل الأربعة المعتمدة بالعهد الجديد.[معلومة 12][44][45]

تأتي الآيات من 34 إلى 36 تذكر حقيقة المسيح، فتقول:  ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ  مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ  وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ  ، والشاهد هنا أن الموصوف بتلك الصفات السابقة هو عيسى بن مريم، من غير شك ولا مرية، فهذا الخبر اليقيني، عن عيسى، وما قيل فيه مما يخالف هذا فإنه مقطوع ببطلانه، وغايته أن يكون شكاً من قائله لا علم له به، ولهذا كُتِب: «الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ»، ويمترون من "المرية" أي الشك،[46] فمن النصارى من اختلف حول طبيعة المسيح ويشك فيها،[47] فمنهم من يقول أنه الله أو وابن الله، ومنهم من يقول أنه عبد الله ورسوله وهو قول الحق حسب إيمان المسلمين.[معلومة 13][48][49][50][51] كذلك اختلف حوله ممن كفروا به من اليهود، فمنهم من قال أنه ساحر كذاب، أو أنه ولد زانية.[52] كذلك ذكر القرآن أنه «مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ»، أي: ما ينبغي ولا يليق، فبحسب ما يؤمن المسلمون أن الله هو المالك لجميع الممالك، فكيف يتخذ من عباده ومماليكه ولداً؟،[53] فهو «سُبْحَانَهُ» تنزه وتقدس عن الولد والنقص، فهو «إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» أي كان الأمر صغيراً أم كبيراً لا يصعب عليه،[54] فإذا كان قدره ومشيئته نافذاً في العالم العلوي والسفلي، فكيف يكون له ولد؟ وكيف يستبعد إيجاده عيسى من غير أب؟.[55] ولهذا أخبر عيسى -بحسب القرآن- أنه عبد مربوب كغيره، فقال: «وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ» الذي خلقنا، وصورنا، ونفذ فينا تدبيره، وصرفنا تقديره، «فَاعْبُدُوهُ» أي: أخلصوا له العبادة، وفي هذا الإقرار بتوحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، والاستدلال بالأول على الثاني، ولهذا قال: «هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ» أي: طريق معتدل موصل إلى الله، لكونه طريق الرسل وأتباعهم، وما عدا هذا، فإنه من طرق الغي والضلال.[56]

 فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ  
—سورة مريم : 37

وفي الآيات 37 و38 التي تلت الآيات السابقة، أخبر القرآن أن الأحزاب من اليهود والنصارى وغيرهم على اختلاف طبقاتهم اختلفوا في طبيعة عيسى كما تقدم، وأن كل الفرق التي قالت غير أن عيسى هو عبد الله ورسوله فهي فرق ضالة،[57] لذلك توعدهم الله في القرآن وقال: «فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا» بالله ورسله وكتبه، ويدخل فيهم اليهود والنصارى، فالتوعد «مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ» أي: مشهد يوم القيامة، فحينئذ يتبين الحق من الباطل.  أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ   أي: ما أسمعهم وما أبصرهم في ذلك اليوم، فهي صيغة تعجب،[58] فجميع الفرق -الأحزاب- تقر ببطلان دعواتهم حول طبيعة المسيح، وغير ذلك من الفرق والملل الأخرى،[59]وذلك في يوم الحساب في الآخرة، ولكن الظالمون -منهم- في الدنيا في ضلال جعلهم صموا عن سماع الحق، فالشاهد هنا أن المقصود كما ذُكِر في تفسير الجلالين: اعجب منهم يا مخاطب في سمعهم وإبصارهم في الآخرة بعد أن كانوا في الدنيا صماً عمياً عن الحق.[60]

وفي الآية 39 يوجّه النداء إلى النبي محمد:  وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ  ، أي: أنذرهم يا محمد من يوم الحسرة وهو يوم القيامة؛ ففيه يتحسر المسيء على ترك الإحسان في الدنيا ويندم على فات،[61] فإذا قضى الله الأمر لهم فيه بالعذاب وهم في الدنيا في غفلة عنه ولا يؤمنون به.[62] أما الآية 40 فتكمل المعنى، ففيه يقول الله محذراً ومؤكداً:  إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ  ، أي: «إِنَّا نَحْنُ» فيها تأكيد على أن الله هو الخالق المالك المتصرف، وأن الخلق كلهم يهلكون ويبقى هو، ولا أحد يدعي مُلكاً ولا تصرفاً، بل هو الوارث لجميع خلقه في قوله: «نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا»،[63] «وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ» أي: إلى الله يرجعون للحساب يوم القيامة.[64][65]

ذِكر أنبياء آخرين

ذِكر موسى في الآية 51 من سورة مريم.

إبراهيم

بحسب القرآن، يقول الله للنبي محمد:  وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا  ، اقصص عليهم قصص إبراهيم، فقد كان صديقاً من أهل الصدق لا يكذب، ونبياً من الله قد أوحى إليه. وكانت له قصة مع أبيه، فقد قال لأبيه آزر: ما تصنع بعبادة الوَثَن الذي لا يسمع «وَلا يُبْصرُ» شيئاً ولا يدفع عنك ضرّ شيء؟  يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا   فاقبل مني نصيحتي وأبصرك هدى الطريق المستوى الذي لا تضلّ فيه إن لزمته، وهو دين الله الذي لا اعوجاج فيه.[66]

خاتمة السورة

آراء حول السورة

مريم أخت هارون

تعد الآية رقم 28 جزء من حكاية دخول مريم على قومها وهي تحمل وليدها عيسى، فاستنكروا عليها فعلتها باعتبار أنهم اعتقدوا أنها أتت به من الزنا، فقالوا موبخين مريم:  يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا  . فهناك رأي يقول بأن القرآن يذكر بأن مريم أخت هارون، فكيف تكون أختاً له مع وجود فارق زمني كبير بينهما.[67] فقد كان هارون الأخ الأكبر لموسى ومعاصراً له، فلعل هناك خلط بين مريم أخرى هي أخت موسى وهارون، ومريم أم المسيح. والمعروف بين جملة المفسرين أن مريم هي ابنة عمران، وعمران من سبط ونسل يهوذا، وليس يهوذا من نسل هارون أخو موسى.[68] فهناك عدة آراء كلها تتفق في المضمون على أن القرآن لا يؤكد على أن هارون هو اخو مريم مباشرة، فالشيخ يوسف القرضاوي يقول: أنهم تنتسب إليه بخدمتها للهيكل وانقطاعها للعبادة فيه، فقد كانت خدمة الهيكل موقوفة على ذرية هارون. فالمقصود بـ«يَا أُخْتَ هَارُونَ» أي: يا من تنتسبين إلى هذا النبي الصالح بالخدمة والعبادة والانقطاع للهيكل.[69] فقد كان هذا توبيخاً إليها مع استهزاء بعفتها.[معلومة 14][70] وقد ورد في الحديث النبوي حديث المغيرة بن شعبة، فقال:

«لَمَّا قَدِمْتُ نَجْرَانَ سَأَلُونِي فَقَالُوا إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ يَا أُخْتَ هَارُونَ وَمُوسَى قَبْلَ عِيسَى بِكَذَا وَكَذَا فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: «إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَ بِأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُمْ».[71] (صحيح مسلم : 2135، سنن الترمذي : 3155)»

أي أن هذا عُرفٍ تعارفه الناس في ذلك الزمن، مما يشير إلى تجذُّر الدين وتأثيره في نفوسهم، ولكن لا يشير بالضرورة إلى حقيقة تديّنهم واستقامتهم.[72]

وفاة المسيح

قيل في الآية 33 من السورة:  وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا  ، والتي ذُكِرت على لسان النبي عيسى عندما كان في المهد أنه قال عنه نفسه: «يَوْمَ أَمُوتُ»، وأن ذلك دليل على أنه مات فعلاً على الصليب وقام من بين الأموات بحسب ما ذُكِر «وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا»،[73] وذلك على حسب المعتقد المسيحي، وهو ما يخالف المعتقد الإسلامي بشأن المسيح في أنه ما زال حياً حتى الآن وأنه لم يمت. وقد لرد علماء المسلمون على ذلك بأن الآية مقصود بها أن هناك حياةً بعد الممات في الآخرة، وذلك مشابه للآية رقم 15 من نفس السورة التي ذُكر فيها سلام الله على يحيى:  وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا  ، وهذا لا يثبت إطلاقاً بأن يحيى سيموت ويقوم من بين الأموات مرة أخرى.[74] وقد ذُكِر في سورة النساء:  وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا  بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا  ،[معلومة 15][75][76][77] وقد ذكر وتلك الآية تنفي قتله أو صلبه وأن الله رفعه إليه وهو مازال حياً بحسب مُعتقد المسلمين.[معلومة 16][78][79]

الإعجاز العلمي

انظر أيضاً

مصادر

قالب:ثبت المراجع وإطار

مراجع

  1. القرآن الكريم.
  2. جلال الدين السيوطي، أسرار ترتيب القرآن، دار الاعتصام، القاهرة، بدون تاريخ.
  3. جلال الدين السيوطي، لُباب النقول في أسباب النزول، مكتبة الصفا، القاهرة، الطبعة الأولى 2004.
  4. إسماعيل بن كثير، قصص الأنبياء، مكتبة الصفا، القاهرة، الطبعة الأولى 2001.
  5. محمد متولي الشعراوي، مريم والمسيح،المكتبة التوفيقية، القاهرة، 1999.
  6. حسنين محمد مخلوف، كلمات القرآن تفسير وبيان، دار نور الإيمان، القاهرة، 2006.
  7. جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي، تفسير الجلالين بهامش المصحف الشريف، مكتبة الصفا، القاهرة، الطبعة الأولى 2004.
  8. مجموعة علماء، رد افتراءات المنصرين حول الإسلام العظيم، مركز التنوير الإسلامي، القاهرة، 2008.
  9. محمد عبد الرحيم أبو الوفا، حوار مع أهل الكتاب، دار هاني الخراز للنشر والتوزيع، جدة، 2001.

معلومات

  1. ^ ذُكِرت رواية أخرى عن عبد الله بن عباس عن النبي محمد:
    «أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون.»
  2. ^ ورد في صحيح البخاري أنه قال: أخبرنـا إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن حمويه قال: أخبرنا أبو بكـر محمد بن معمر الشامي قال: أخبرنا إسحاق بن محمد بن إسحاق الرسعني قال: حدثني جدي قال: حدثنا المغيرة قال: حدثنا عمر بن ذرّ عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله : «يا جبريل ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟» قال فنزلت:  وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا  ، قال: كان هذا الجواب لمحمد رسول الله . (رواه البخاري عن أبي نعيم، عن عمر بن ذرّ).
  3. ^ ورد في صحيح البخاري أنه قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الزاهد، قال: أخبرنا البغوي قال: حدثنا أبو خيثمة، وعلي بن مسلم قالا حدثنا وكيع قال: حدثنا الأعمش، عن أبي الضحي، عن مسروق، عن خباب قال: كنت رجلا قيناً وكان لي على العاص بن وائل دين، فأتيته أتقاضاه فقال لي: لا أقضيك حتى تكفر بمحمد، فقلت: لا أكفر حتى تموت وتبعث، فقال: وإني لمبعوث بعد الموت؟ فسوف أقضيك إذا رجعت إلى مالي، قال: فنـزلت فيه:  أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا  . (رواه البخاري عن الحميدي، عن سفيان. ورواه مسلم، عن الأشج عن وكيع كلاهما عن الأعمش).
  4. ^ ورد في الأثر أن ابن أبي حاتم قال: حدثنا أحمد بن سنان، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن الربيع بن صبيح، عن الحسن البصري، قال: قال رجل: «والله لأعبدن الله عبادة أذكر بها»، فكان لا يرى في حين صلاة إلا قائماً يصلي، وكان أول داخل إلى المسجد وآخر خارج، فكان لا يعظم، فمكث بذلك سبعة أشهر، وكان لا يمر على قوم إلا قالوا: «انظروا إلى هذا المرائي»، فأقبل على نفسه فقال: «لا أراني أذكر إلا بشر، لأجعلن عملي كله لله»، فلم يزد على أن قلب نيته، ولم يزد على العمل الذي كان يعمله، فكان يمر بعد بالقوم، فيقولون: «رحم الله فلاناً الآن»، وتلا الحسن:  إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا  .
  5. ^ ذكر ابن كثير في كتابه "تفسير القرآن العظيم" عن رواية ابن جرير لتفسير نزول هذه الآية: «... وقد روى ابن جرير أثراً أن هذه الآية نزلت في هجرة عبد الرحمن بن عوف. وهو خطأ، فإن هذه السورة بتمامها مكية لم ينزل منها شيء بعد الهجرة، ولم يصح سند ذلك، والله أعلم».
  6. ^ اسم "يحيى" عربي، جاء على صيغة الفعل المضارع، وحَيِيَ حَياة: ضد مات، ويَحْيَا: يعيش. أما اسم "يوحنا" الذي ورد في العهد الجديد فهو عبري الأصل معناه: "يهوه حنون". وقد ذكر في إنجيل لوقا: ‫‫«فَقال لَ ُه الملاك: «لا تَخَ ف‬ ‫ ‬ ‫يا زكريّا. لَقد سمع اللهُ صلا َتكَ . َوس َت ِلد لَكَ زوج ُتك‬ ‫ ‬ ‫ألِيصابات ابناً، فَسمه ُيوحنّا.»‬ (لوقا 1 : 13)؛ حسب الترجمة العربية المبسطة للكتاب المقدس.
  7. ^ ذُكِرَ في سورة البقرة:  تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ  ، كذلك في سورة الإسراء:  وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا  ، والمقصود بـ "تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ" و"وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ" أي أن الكمال درجات، والله قد جعل بعض الرسل أكمل من بعض، وفَضَّل بعضهم على بعض.
  8. ^ ذُكِرَ في سورة آل عمران:  إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ  ، قد يظهر ذلك تناقضاً في أن الذي بشر مريم هو ملاك واحد أم عدة ملائكة. ولكن جمهور المفسرين يؤكدون على أن المقصود بالملائكة في الآية بسورة آل عمران هو الملاك جبريل فقط، فالعرب تُخبِر أحياناً عن الواحد بلفظ الجمع؛ لأنها تريد به الجنس. كقول الناس:"رأيت الساعي متنقلاً بدراجات البريد". وهو لم يركب إلا دراجة واحدة. وهناك مثال من القرآن في سورة آل عمران:  الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ  ، وذلك رغم أن القائل واحد.
  9. ^ كما ذُكِرَ في سورة يس:  إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ  .
  10. ^ الجيب: هو شق الثوب الذي يكون في الصدر، قال ابن جريج ومنه قول أمية بن الصلت:
    فَأهْوَى لها بالنََفخِ في جيب دِرْعِها
    فألقتْ سَوِيّ الخلق ليس بتوأمِ

  11. ^ مذكور في سفر التثنية، وهو السفر الخامس والأخير من أسفار التوراة، عن عقوبة رجم الزاني والزانية حتى الموت ما يلي: «إِذَا وُجِدَ رَجُلٌ مُضْطَجِعًا مَعَ امْرَأَةٍ زَوْجَةِ بَعْل، يُقْتَلُ الاثْنَانِ: الرَّجُلُ الْمُضْطَجِعُ مَعَ الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةُ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ إِسْرَائِيلَ. إِذَا كَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُل، فَوَجَدَهَا رَجُلٌ فِي الْمَدِينَةِ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا، فَأَخْرِجُوهُمَا كِلَيْهِمَا إِلَى بَابِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَارْجُمُوهُمَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا. الْفَتَاةُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا لَمْ تَصْرُخْ فِي الْمَدِينَةِ، وَالرَّجُلُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَلَّ امْرَأَةَ صَاحِبِهِ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ. وَلكِنْ إِنْ وَجَدَ الرَّجُلُ الْفَتَاةَ الْمَخْطُوبَةَ فِي الْحَقْلِ وَأَمْسَكَهَا الرَّجُلُ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا، يَمُوتُ الرَّجُلُ الَّذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا وَحْدَهُ. وَأَمَّا الْفَتَاةُ فَلاَ تَفْعَلْ بِهَا شَيْئًا. لَيْسَ عَلَى الْفَتَاةِ خَطِيَّةٌ لِلْمَوْتِ، بَلْ كَمَا يَقُومُ رَجُلٌ عَلَى صَاحِبِهِ وَيَقْتُلُهُ قَتْلاً. هكَذَا هذَا الأَمْرُ. إِنَّهُ فِي الْحَقْلِ وَجَدَهَا، فَصَرَخَتِ الْفَتَاةُ الْمَخْطُوبَةُ فَلَمْ يَكُنْ مَنْ يُخَلِّصُهَا. إِذَا وَجَدَ رَجُلٌ فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ، فَأَمْسَكَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا، فَوُجِدَا. يُعْطِي الرَّجُلُ الَّذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا لأَبِي الْفَتَاةِ خَمْسِينَ مِنَ الْفِضَّةِ، وَتَكُونُ هِيَ لَهُ زَوْجَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ أَذَلَّهَا. لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُلَّ أَيَّامِهِ». (تثنية 22 : 22 - 29)، وذلك على حسب ترجمة الفانديك للكتاب المقدس.
  12. ^ يذكر بعض علماء المسلمون أن هذه المعجزة لم تُذكر في الأناجيل منسوبة إلى المسيح لسبب أنه قد قال في سورة مريم «إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ»، وهذا يتناقض مع عقيدة التثليث التي يؤمن بها المسيحيين، وأن المعجزة كُتبت في إنجيل لوقا لكنها لم تُنسب إلى المسيح، بل إلى يوحنا المعمدان (يحيى بن زكريا)، حيث ذُكِر في الأصحاح الأول ما يلي نصه: «وَأَمَّا أَلِيصَابَاتُ فَتَمَّ زَمَانُهَا لِتَلِدَ، فَوَلَدَتِ ابْنًا. 58 وَسَمِعَ جِيرَانُهَا وَأَقْرِبَاؤُهَا أَنَّ الرَّبَّ عَظَّمَ رَحْمَتَهُ لَهَا، فَفَرِحُوا مَعَهَا. 59 وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ جَاءُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ، وَسَمَّوْهُ بِاسْمِ أَبِيهِ زَكَرِيَّا. 60 فَأَجَابَتْ أمُّهُ وَقَالَتُْ: «لاَ! بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا». 61 فَقَالُوا لَهَا: «لَيْسَ أَحَدٌ فِي عَشِيرَتِكِ تَسَمَّى بِهذَا الاسْمِ». 62 ثُمَّ أَوْمَأُوا إِلَى أَبِيهِ، مَاذَا يُرِيدُ أَنْ يُسَمَّى. 63 فَطَلَبَ لَوْحًا وَكَتَبَ قِائِلاً: «اسْمُهُ يُوحَنَّا». فَتَعَجَّبَ الْجَمِيعُ. 64 وَفِي الْحَالِ انْفَتَحَ فَمُهُ وَلِسَانُهُ وَتَكَلَّمَ وَبَارَكَ اللهَ. 65 فَوَقَعَ خَوْفٌ عَلَى كُلِّ جِيرَانِهِمْ. وَتُحُدِّثَ بِهذِهِ الأُمُورِ جَمِيعِهَا فِي كُلِّ جِبَالِ الْيَهُودِيَّةِ، 66 فَأَوْدَعَهَا جَمِيعُ السَّامِعِينَ فِي قُلُوبِهِمْ قَائِلِينَ: «أَتَرَى مَاذَا يَكُونُ هذَا الصَّبِيُّ؟» وَكَانَتْ يَدُ الرَّبِّ مَعَهُ.» (إنجيل لوقا 1 : 57 - 66). وقد ذُكِرت هذه المعجزة في إنجيل الطفولة، وهي أحد أناجيل الأبوكريفا الغير معترف بها.
  13. ^ ذُكِرت عقيدة المسلمين في المسيح في سورة النساء، وهي موجهة إلى أهل الكتاب:  يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا  . كذلك روي في الحديث النبوي في صحيح البخاري: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ الصَّفَّارُ , قَالَ : حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ، غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ مِنْ عَمَلٍ». رواه البخاري.
  14. ^ ورد في إنجيل لوقا ما يفيد أن لمريم نسب مع النبي هارون أخي موسى عن طريق زكريا، والذي كان متزوجاً امرأة من ذرية هارون اسمها أليصابات، وكانت امرأته نسيبة مريم بحسب الإنجيل، ويقول جمهور علماء المسلمين أنها كانت خالتها. والنص المشار إليه هو: «كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هَارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ. وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ». (إنجيل لوقا 1 :5)، وفيه أيضاً: «وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضًا حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَ» (إنجيل لوقا 1 : 36). وبذلك، فلا يبعد أن يكون لمريم نسب بعيد مع النبي هارون، وعلى هذا فلا إشكال في التعبير القرآني.
  15. ^ هناك آية أخرى في سورة آل عمران تنفي موت او صلب المسيح من وجهة نظر المسلمين، وهي الآية رقم 55 التي قالت:  إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ  ، وكان هناك جدال بخصوص : «إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ» وشُرحت من قبل غير علماء المسلمين أن المقصود هو أن الله قد أمات عيسى ثم رفعه إليه، وقد يكون ذلك هو المقصود بحادثة الصلب ومن ثم قيامه من بين الأموات حسب المعتقد المسيحي. وظهرت ردود من علماء المسلمين تنفي ذلك وكانت أدلتهم أن إن كلمة التوفي ليست بمعنى الموت، ولكن لغة القرآن تختلف، فقد ذُكِرَ في سورة الأنعام:  وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ  ، والمقصود بـ «يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ» أي ينيمكم بالليل، فالنوم معنى من معاني التوفي، كذلك توجد آية في سورة الزمر بنفس المعنى حيث قالت:  اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ  ، وقد سُميّ النوم موتاً لأن النوم غيب عن حس الحياة.
  16. ^ ورد في الحديث النبوي روي عن أبي هريرة: فيقول: قال رسول الله : «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ». (البخاري : 2222، مسلم : 151، البيهقي 1 : 244).

وصلات خارجية

  1. ^ معلومات عن سورة مريم. آيات.
  2. ^ سورة مريم. المحجة البيضاء، موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
  3. ^ جلال الدين السيوطي، أسرار ترتيب القرآن، دار الاعتصام، القاهرة، بدون تاريخ، صـ: 115.
  4. ^ أسرار ترتيب القرآن. المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.
  5. ^ لوجه الله - "تأملات.. في سورة مريم". مصرس، بتاريخ 31 ديسمبر 2012.
  6. ^ السيدة مريم أم المسيح. موقع أهل السنة والجماعة.
  7. ^ تفسير قوله تعالى "وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك..."، تفسير ابن كثير. المكتبة الإسلامية، إسلام ويب.
  8. ^ مسألة: الجزء الرابع، الجامع لأحكام القرآن. المكتبة الإسلامية، إسلام ويب.
  9. ^ قصة عيسى بن مريم عبد الله ورسوله وابن أمته عليه من الله أفضل الصلاة والسلام. قصص الأنبياء لابن كثير.
  10. ^ أسباب نزول سورة مريم. قِبلة.
  11. ^ كتاب: أسباب النزول. نداء الإيمان.
  12. ^ خباب بن الأرت. قصة الإسلام، بتاريخ 1 مايو 2006.
  13. ^ أسباب نزول القرآن. الموسوعة الشاملة.
  14. ^ أسباب نزول سورة مريم. المصحف الإلكتروني.
  15. ^ تفسير قوله تعالى: "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا". المكتبة الإسلامية، إسلام ويب.
  16. ^ جلال الدين السيوطي، لُباب النقول في أسباب النزول، مكتبة الصفا، القاهرة، الطبعة الأولى 2004، صـ: 269.
  17. ^ ملخص قصة زكريا عليه السلام. Islam Guiden.
  18. ^ تأملات في سورة مريم. المختار الإسلامي.
  19. ^ قصة زكريا عليه السلام. موقع المقالات، إسلام ويب، بتاريخ 9 يونيو 2011
  20. ^ يحيى عليه السلام. نون للأبحاث والدراسات القرآنية.
  21. ^ يحيى عليه السلام. كلمات.
  22. ^ زكريا عليه السلام. موقع لكل مسلم.
  23. ^ إسماعيل بن كثير، قصص الأنبياء، مكتبة الصفا، القاهرة، الطبعة الأولى 2001، صـ: 403.
  24. ^ قصة زكريا ويحيى عليهما السلام. المكتبة الإسلامية، إسلام ويب.
  25. ^ زكريا ويحيى -عليهما السلام-. ركن الطفل، إسلام ويب.
  26. ^ يحيى عليه السلام. موقع لكل مسلم.
  27. ^ يحيى عليه السلام. الشباب.
  28. ^ تفسير قوله تعالى "يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبياً"، تفسير ابن كثير. المكتبة الإسلامية، إسلام ويب.
  29. ^ يحيى عليه السلام. طريق الصالحين.
  30. ^ كان يحيى عليه السلام معصوماً من الذنوب. الإسلام سؤال وجواب.
  31. ^ أولو العزم من الرسل خمسة. رسالة الإسلام.
  32. ^ أولو العزم من الرسل. مركز الفتوى، إسلام ويب.
  33. ^ عيسى عليه السلام. موقع لكل مسلم.
  34. ^ تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق، الآيات 16 و17 من سورة مريم. التفاسير.
  35. ^ تناقض مزعوم بين الآية 45 آل عمران والآية 20 سورة مريم. شبكة الحقيقة الإسلامية، بتاريخ 13 يناير 2007.
  36. ^ ملخص قصة عيسى عليه السلام. Islam Guiden.
  37. ^ محمد متولي الشعراوي، مريم والمسيح،المكتبة التوفيقية، القاهرة، 1999، صـ: 107.
  38. ^ معاني القرآن، نَسْياً مَّنسِيّاً. التفاسير.
  39. ^ أحكام القرآن ج 3. تبيان.
  40. ^ نبذة عن نبي الله عيسى عليه السلام. الإسلام سؤال وجواب.
  41. ^ محمد متولي الشعرواي، مرجع سابق، صـ: 115 -117.
  42. ^ التثنية 22 - تفسير سفر التثنية، آية21،20 وآية22-29. كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت الحبشي القس - الإسكندرية.
  43. ^ محمد متولي الشعرواي، مرجع سابق، صـ: 119.
  44. ^ إنكار تكلم المسيح - عليه السلام - في المهد. بيان الإسلام.
  45. ^ المسيح لم يتكلم في المهد. الدعوة الإسلامية.
  46. ^ حسنين محمد مخلوف، كلمات القرآن تفسير وبيان، دار نور الإيمان، القاهرة، 2006، صـ: 176.
  47. ^ جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي، تفسير الجلالين بهامش المصحف الشريف، مكتبة الصفا، القاهرة، الطبعة الأولى 2004، صـ: 307.
  48. ^ تفسير القرآن العظيم، تفسير قوله تعالى: "ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون". المكتبة الإسلامية، إسلام ويب.
  49. ^ المسيح بين العقيدة الإسلامية والعقيدة المسيحية. موقع الدعوة الإسلامية.
  50. ^ نشهد أن المسيح رسول الله وكلمته وروح منه. جريدة الشرق الأوسط، بتاريخ 13 فبراير 2010.
  51. ^ جزء من حديث الأوزاعي لابن حذلم. موسوعة الحديث، إسلام ويب.
  52. ^ تفسير البغوي، تفسير قوله تعالى "ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون". المكتبة الإسلامية، إسلام ويب.
  53. ^ تفسير السعدي، سورة مريم. المصحف الإلكتروني.
  54. ^ إسماعيل بن كثير، مرجع سابق، صـ: 425 : 427.
  55. ^ تفسير الطبري، سورة مريم. المكتبة الإسلامية، إسلام ويب.
  56. ^ مريم - تفسير السعدي. الإسلام للجميع.
  57. ^ تفسير: فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ. آيات.
  58. ^ تفسير: أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ. آيات.
  59. ^ تفسير السعدي، تفسير سورة مريم عدد آياتها 98 (آية 34-65). عماد الإسلام
  60. ^ جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي، المرجع سابق.
  61. ^ حسنين محمد مخلوف، كلمات القرآن تفسير وبيان، مرجع سابق، صـ: 176.
  62. ^ جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي، تفسير الجلالين، مرجع سابق، صـ: 308.
  63. ^ تفسير ابن كثير، تفسير قوله تعالى "أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا". المكتبة الإسلامية، إسلام ويب.
  64. ^ تفسير الطبري، القول في تأويل قوله تعالى "إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون". المكتبة الإسلامية، إسلام ويب.
  65. ^ تفسير: إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ. آيات.
  66. ^ تفسير الطبري: يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا. التفاسير.
  67. ^ مريم أخت أي هارون؟. برهانكم.
  68. ^ مجموعة علماء، رد افتراءات المنصرين حول الإسلام العظيم، مركز التنوير الإسلامي، القاهرة،2008، صـ: 253.
  69. ^ يا أخت هارون. برهانكم.
  70. ^ حول قوله تعالى: {يا أخت هارون}. موقع المقالات، إسلام ويب.
  71. ^ سنن الترمذي، باب ومن سورة مريم. المكتبة الإسلامية، إسلام ويب
  72. ^ يا أخت هارون. نون للأبحاث والدراسات القرآنية.
  73. ^ دعوى عدم حسم القرآن مسألة صلب المسيح عليه السلام. بيان الإسلام.
  74. ^ محمد عبد الرحيم أبو الوفا، حوار مع أهل الكتاب، دار هاني الخراز للنشر والتوزيع، جدة، 2001، صـ: 107 - 110.
  75. ^ محمد متولي الشعراوي، مرجع سابق، صـ: 236 - 237.
  76. ^ هل توفي سيدنا عيسى عليه السلام؟ - 1. الموسوعة الشاملة.
  77. ^ هل توفي عيسى عليه السلام - 2. الموسوعة الشاملة.
  78. ^ تفسير قوله تعالى: (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم). مركز الفتوى، إسلام ويب، بتاريخ 28 نوفمبر 2000.
  79. ^ وما قتلوه وما صلبوه. شبكة ابن مريم الإسلاميّة.