الجمهورية الرومانية

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

هذه نسخة قديمة من هذه الصفحة، وقام بتعديلها AlaaBot (نقاش | مساهمات) في 19:40، 7 يونيو 2019 (روبوت: إضافة بوابات معادلة من المقابل الإنجليزي : بوابة:أفريقيا: بوابة:علم الآثار: بوابة:بلغاريا: بوابة:أوروبا: بوابة:السياسة). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة، وقد تختلف اختلافًا كبيرًا عن النسخة الحالية.

روما
الاسم الرسمي (كما كان يُنقَش على العملات):
Roma
بعد سنة 100 ق م:
Senatus populusque Romanus  (لاتينية)
("شعب ومجلس شيوخ روما")
الجمهورية الرومانية
→
 
→

509 ق م – 27 ق م ←
الجمهورية الرومانية
الجمهورية الرومانية
عملة رومانية يَظهر عليها قُنصلان (رجلا سياسة مهمَّان) وليكتور (حارس شخصي)

عاصمة روما
نظام الحكم حكومة مختلطة
الديانة الوثنية الرومانية
القنصل
لوشيوس جونيوس بروتوس
لوشيوس كولانتيوس
509–508 ق م
غايوس أوكتافيوس,
ماركوس فيبسانيوس أغريبا
27 ق م
التشريع
السلطة التشريعية المجالس التشريعية
التاريخ
الفترة التاريخية العصور القديمة
التأسيس 509 ق.م  تعديل قيمة خاصية (P571) في ويكي بيانات
خلع آخر ملوك روما تاركوينيوس سوبربوس بعد اغتصاب لوكريشا 509 ق م
إعلان يوليوس قيصر بمنصب دكتاتور لعشر سنوات 47 ق م
معركة أكتيوم 2 سبتمبر 31 ق م
أوكتافيان يلقِّب نفسه بـأغسطس 16 يناير 27 ق م
المساحة
326 ق م[1] 10٬000 كم² (3٬861 ميل²)
200 ق م[1] 360٬000 كم² (138٬997 ميل²)
146 ق م[1] 800٬000 كم² (308٬882 ميل²)
100 ق م[1] 1٬200٬000 كم² (463٬323 ميل²)
50 ق م[1] 1٬950٬000 كم² (752٬899 ميل²)
بيانات أخرى
العملة العملة الرومانية

اليوم جزء من
الجمهورية الرومانية بامتدادها القصى وذلك بعهد يوليوس قيصر

الجمهورية الرومانية (باللاتينية: Res publica Romana) هي حقبةٌ من تاريخ روما القديمة، بدأت منذ انهيار المملكة الرومانية (الذي يعتقد أنه وقع في عام 509 ق م) واستمرَّت حتى قيام الإمبراطورية الرومانية في عام 27 ق م. من أبرز التغيُّرات التي شهدها عهد الجمهورية هو توسُّع سُلطة الدولة الرومانية من مدينة روما إلى قُوَّة كُبرى حكمت كافَّة حوض البحر الأبيض المتوسط. تمكنت الجمهورية الرومانية خلال أول 200 سنة من تاريخها من توسيع نُفوذها - عبر التحالفات والحروب في آنٍ واحدٍ - من وسط إيطاليا، حتى بسطت سيطرتها على شبه الجزيرة الإيطالية بأكملها. بعد ذلك بقرنٍ واحد، استولت روما بحروبٍ متكرِّرة على شمال أفريقيا وهسبانيا وما باتَ الآن جنوب فرنسا. ومع نهاية القرن الأول قبل الميلاد، كانت جمهورية روما قد ضمَّت باقي فرنسا الحديثة واليونان ومُعظم بلدان شرق المتوسط. لكن وفي الآن ذاته، كانت هُناك سلسلةٌ طويلة من التوترات الداخلية في الدولة أوقعتها في حروبٍ أهلية كبيرة، وصلت أقصاها باغتيال يوليوس قيصر وانتهت بانهيار الجمهورية وقيام الإمبراطورية مكانَها. لا يُمكِن تحديد تاريخ التحوُّل من الجمهورية إلى الإمبراطورية بدقَّة، فقد اقترح المؤرخون تواريخ عديدة، منها عبور جيوش قيصر لنهر روبيكون في عام 49 ق م، وتنصيب قيصر دكتاتوراً مدى الحياة في عام 44 ق م، وهزيمة ماركوس أنطونيوس وزوجته كليوباترا السابعة في معركة أكتيوم عام 31 ق م. إلا أنَّ معظم المؤرخين يلجؤون إلى التاريخ الذي حدَّده الرومان القدماء بأنفسهم كتاريخ نهاية الجمهورية، وهو عندما منح مجلس الشيوخ الروماني سُلطاتٍ غير محدودة للإمبراطور الأول أوكتافيان وأعطاه لقب أغسطس في عام 27 ق م.

كان يرأس حكومة الجمهورية الرومانية قنصلان يُنتَخبان سنوياً باقتراع عامٍ يُشارك فيه جميع المواطنين، ويأخذان بمشورة مجلس الشيوخ الذي يتألَّف من مسؤولين ينتخبهم الشعب أيضاً. إلا أنَّ المجتمع الروماني كان طبقياً جداً بالمعايير الحديثة،[2][3] لذلك تأثر تطوُّر الحكومة ونظام إدارة الدولة كثيراً بصراع تاريخي بين طبقتي الباتريكيان (المؤلَّفة من الأرستقراطيين ومُلاَّك الأراضي الذين تعود أصولهم إلى زمن تأسيس روما) والبليبس (عامَّة الناس، وعدَدهم أكبر بكثير). كانت المناصب الكُبرى في الجمهورية الرومانية بالبداية حكراً - بحُكم الدستور - على أفراد طبقة الباتريكيان، إلا أنَّ القوانين التي كرَّست هذه الاحتكار تغيَّرت وألغيت مع مرور الوقت بفعل اعتراضات العامَّة وثوراتهم، حتى أصبحت بعض عائلات العامة تنتمي إلى الفئة الأرستقراطية انتماءً تاماً. طوَّر حُكَّام الجمهورية بمرور الوقت تقاليداً وأعرافاً تتطلَّب من مسؤولي الدولة تقديم الخدمات العامة في ظروف الحرب والسلام، ممَّا جعل نجاح المسؤولين على الصَّعيدين السياسي والعسكري مرتبطاً بقوَّة. لا زالت العديد من الأنظمة التشريعية الرومانية (التي تم توثيقها لاحقاً في مدونة جوستنيان وحتى قانون نابليون) قائمةً ومُتَّبعة في أوروبا ومُعظم أنحاء العالم.

التاريخ العسكري

ثمة جدلٌ كبير حول الأسباب الحقيقيَّة وراء الصِراعات والغزوات العسكرية الرومانية الأولى.[4] يُمكِن النظر إلى هذه الحروب على أنَّها كانت مدفوعة بالرَّغبة بالسيطرة والنفوذ، إلا أنَّ مُعظَم المؤرخين يأخذونها من منظورٍ مختلف كثيراً.[5] فهُم يعتقدون أن الدوافع وراء توسُّع روما جاءت نتيجة عوامل دفاعية طويلة الأمد (لها علاقةٌ بعلاقات روما السياسية مع دويلات المدن الأخرى في إيطاليا).[6] نجحت روما في بداية تاريخها بحماية نفسها من التهديدات الخارجيَّة القادمة من وسط وشمال إيطاليا، ولأنها أثبتت ذلك قوَّتها، بدأت دويلات المُدن المجاورة بمحاولة التحالف معها أملاً بالحصول على الحماية والأمان. لذلك فإنَّ الجمهورية الرومانية المبكِّرة لم تكن "دولة" بالمعنى الحديث، وإنَّما تحالفاً يضمُّ تحت مظلَّته مدناً مستقلَّة لدى كلٍّ منها حكومتها الخاصَّة بها (بأسلوبٍ يشبه السُّلطة الإغريقية التي عايَشت الفترة نفسها)، وقد تمتَّعت كل من هذه المُدن بمقدار مختلف من الاستقلالية، لكنها كانت بالعُموم تحت قيادة روما.[7] بصورة عامة، كانت مُعظم الحروب الأولى التي خاضتها الجمهورية الرومانية موجَّهة نحو استرجاع المُدن التابعة لها أو الدفاع عنها، عوضاً عن غزو مدن جديدة. لكنَّ انتصاراتها المتكرِّرة جعلت المُدن المحيطة بها تضعف بالتدريج، ومع اشتداد تأثير روما السياسي والثقافي، أخذت هذه المُدن تندمج بها شيئاً فشيئاً. فقد أخذ المستوطنون الرُّومان الأثرياء بالاستقرار في المدن المحيطة وشراء الأراضي والممتلكات بها، وأخذ التجار يؤسِّسون لهم أعمالاً تجارية في هذه المدن. ولأن التحالف مع روما كان يوفِّر الحماية والاستقرار، فقد سارعت المزيد من المدن للانضمام إلى الجمهورية.[8]

مع أنَّ هذا التحالف جعل روما قوَّة كبيرة في المنطقة، إلا أنَّه أيضاً جعلها منافسةً محتملة للدول الكبرى الأخرى من حولها، وبالتالي فقد ازداد أعداؤها فعلياً.[9] مع ذلك، كانت هُناك المزيد من دويلات المُدن التي تسعى للتحالف مع روما سعياً للحماية وتجنُّباً للحروب. وبصورةٍ عامة، فإنَّ التحالف الروماني هذا لم يبدأ بالتطوُّر إلى دولة قديمة حقيقية تتوسَّع بالحروب والصِّراعات حتى نهاية الحرب البونيقية الثانية[10] (رغم وُجود بعض الاستثناءات من هذه القاعدة، مثل الاستيلاء على جزيرة صقلية بعد الحرب البونيقية الأولى).[11] بدأ هذا التحوُّل بشكل أساسي من مُدن جنوب إيطاليا التي تحالفت مع حنبعل القرطاجي، أما التوسُّعات الرومانية في إسبانيا وبلاد الغال - من جهةٍ أخرى - فقد ظلَّت خليطاً من الحروب والتحالفات السلمية في آنٍ واحد.[12] حتى القرن الثاني قبل الميلاد كان وُجود روما في بلاد شرق اليونان مقتصراً على التحالفات السلمية، إلا أنَّ تلك التحالفات وضعت روما في هذه المرَّة أمام قوى كبرى مُعادلة لها.[13] بحسب المؤرِّخ بوليبيوس[14] أخذت سيطرة روما على شرق اليونان أقلَّ من قرن، وكانت مدفوعة بطلبات المُدن الإغريقية الساعية للتحالف لحماية نفسها من مملكة مقدونيا والإمبراطورية السلوقية، والوضع غير المستقر الذي نتج عن تداعي المملكة البطلمية في مصر.[15] على عكس باقي أجزاء أوروبا، كانت اليونان قد خضعت - بحلول هذا الوقت - لحُكم إمبراطوريَّاتٍ ودولٍ كبرى لقرون، لكنَّها شهدت حروباً متكرِّرة أضعفتها واستنزفت قواها، بحيث أصبح هُناك فراغ لا يُمكن إلا لقوَّةٍ مثل روما أن تملأه.[16] لا يعتبر المؤرِّخون[17] أنَّ اتساع نفوذ روما في شرق العالم القديم - مثل الحال مع غربه - كان مدفوعاً بالرَّغبة ببناء إمبراطورية ضخمة، بل كان محض استراتيجية بسيطة لحلِّ أزماتٍ آنية وقصيرة الأمد في المنطقة، نتجت عن عدم استقرارٍ وانعدام توازن بين القوى. باستثناء مناطق قليلة تم حُكمها عسكرياً، كانت الغالبية العُظمى من مساحة الجمهورية الرومانية قد تشكَّلت بتحالفات بين دويلات مُدن وممالك مستقلَّة،[18] وظلَّت الحال كذلك حتى تحوُّلها إلى مرحلة الإمبراطورية الرومانية،[19] إذ لم يتم تقسيم الدولة إلى ولاياتٍ تحكُمها روما بنظام إدارة مركزي حتى عهد الإمبراطورية.[20]

الجمهورية المبكرة (458 - 274 ق م)

الحملات الإيطالية الأولى (458 - 396 ق م)

كان الغرض وراء الحروب الرومانية الأولى هجومياً ودفاعياً في الآن ذاته، إذ كان يسعى لحماية روما من دُويلات المدن المحيطة بها مع توسيع مساحة نفوذها بالآن ذاته.[21] في البداية كانت تنقسم المدن المحيطة بروما إلى فئتين: قرى وبلدات لاتينية،[22] وقبائل سابينيين قادمين من جبال الأبينيني البعيدة. واحدةً تلو الأخرى، تغلَّبت روما على كافة مُدن اللاتينيين المحليين والسابينيين المهاجرين على حدِّ سواء، وهي مدنٌ كانت تابعةً آنذاك أو في الماضي لحُكم الحضارة الإتروسكانية.[23] هزمت روما المدن اللاتينية في معركة بحيرة ريجيلوس سنة 496 ق م،[22][24] وفي معركة جبل ألغيدوس سنة سنة 458 ق م، ومعركة كوبيون سنة 446 ق م،[25][26] ومعركة أريشيا،[27] ومدينة إتروسكانية في معركة كريميرا سنة 477 ق م.[28][29]

بنهاية هذه الفترة، تمكَّنت روما من استكمال ضمِّ المدن الإتروسكانية واللاتينية المحيطة بها تماماً،[30] وبالتالي فقد أمَّنت نفسها ضد التهديدات المحيطة بها من جميع المدن المجاورة.

غزو إيطاليا السلتي (390 - 387 ق م)

بدأت قبائل غالية عديدة في سنة 390 ق م بدخول إيطاليا غازيةً عبر الشمال، بفعل تمدُّد حضارتها الطبيعي في أوروبا. وقد أدرك الرومان هذا التهديد على وجه الخصوص عندما أقدمت قبيلة غالية[31] على احتلال مدينتين إتروسكانيَّتين في الشمال. لم تكن هاتان المدينتان بعيدَتين عن نطاق تأثير روما السياسي، وعندما شهدتا أعداد الغزاة وقوَّتهم، سارعتا إلى طلب المَدد من روما. التقى الرُّومان مع الغزاة الغاليِّين بمعركة عنيفة في وقتٍ ما بين عامي 390 و387 ق م تُدعَى معركة نهر آليا. كانت نتيجة المعركة نصراً ساحقاً للغاليين بقيادة زعيمهم برينوس على 15,000 جندي روماني، واستمرَّت جيوشُهم بمطاردة الرومان المهزومين حتى وصلوا العاصمة روما نفسها، فنهبوا المدينة ودمَّروها.[32] بعد هذا الغزو، ظلَّ هناك عداءٌ على صورة حروبٍ وصراعات بين الرومان والغاليين لأكثر من قرنين من الزمن.

توسُّعات روما في إيطاليا (343 - 282 ق م)

استعادت روما قوَّتها وازدهارها بسرعة شديدة بعد نهب المدينة، وعادَت بعد ذلك مباشرةً لاستئناف توسُّعاتها عبر إيطاليا. بدأ الأمر بالحرب السامنية الأولى، التي انتهت على وجه السُّرعة بين عامي 343 و341 ق م، ونتج عنها انتصار جيوش الرومان في معركتين متتاليَتين، إلا أنَّهم اضطروا للتراجُع قبل انتهاء الحرب نتيجة تمرُّد بعض حلفاء روما اللاتينيين عليها. انتصر الرومان على اللاتين المتدمرين في معركتين أخرىَين، ونجحوا بإلزام جميع المُدن اللاتينية بالخضوع لسلطة روما.

انظر أيضاً

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج Taagepera، Rein (1979). "Size and Duration of Empires: Growth–Decline Curves, 600 BC to 600 AD". Social Science History. Social Science History, Vol. 3, No. 3/4. ج. 3 ع. 3/4: 115–138 [125]. DOI:10.2307/1170959. JSTOR:1170959.
  2. ^ Gary Forsythe, A Critical History of Early Rome: From Prehistory to the First Punic War, p.368, University of California Press, 2006
  3. ^ V. Henry T. Nguyen, Christian Identity in Corinth: A Comparative Study of 2 Corinthians, Epictetus and Valerius Maximums, p.24, Mohr Siebeck, 2008
  4. ^ Eckstein, Arthur. "Rome Enters the Greek East". p42
  5. ^ Eckstein, Arthur. "Rome Enters the Greek East". p44
  6. ^ Luttwak, The Grand Strategy of the Roman Empire, p. 38
  7. ^ Eckstein, Arthur. "Rome Enters the Greek East". p22
  8. ^ Madden, Thomas. "Empires of Trust". p25
  9. ^ Madden, Thomas. "Empires of Trust". p53
  10. ^ Lane Fox, The Classical World, p. 287
  11. ^ Madden, Thomas. "Empires of Trust". p43
  12. ^ Eckstein, Arthur. "Rome Enters the Greek East". p23
  13. ^ Eckstein, Arthur. "Rome Enters the Greek East". p24
  14. ^ Eckstein, Arthur. "Rome Enters the Greek East". p12
  15. ^ Eckstein, Arthur. "Rome Enters the Greek East". p40
  16. ^ Eckstein, Arthur. "Rome Enters the Greek East". p45
  17. ^ Goldsworthy, In the Name of Rome, p. 36
  18. ^ Eckstein, Arthur. "Rome Enters the Greek East". p38
  19. ^ Madden, Thomas. "Empires of Trust". p62
  20. ^ Madden, Thomas. "Empires of Trust". p64
  21. ^ Grant, The History of Rome, p. 33
  22. ^ أ ب Florus, The Epitome of Roman History, Book 1, ch. 11
  23. ^ Grant, The History of Rome, p. 38
  24. ^ Grant, The History of Rome, p. 37 See also: Livy, The Rise of Rome, p. 89
  25. ^ Cassius Dio, The Roman History, Vol. 1, VII, 17
  26. ^ The Enemies of Rome, p. 13
  27. ^ Livy, The Rise of Rome, p. 96
  28. ^ Grant, The History of Rome, p. 41
  29. ^ Florus, The Epitome of Roman History, Book 1, ch. 12
  30. ^ Pennell, Ancient Rome, Ch. II
  31. ^ Florus, The Epitome of Roman History, Book 1, ch. 13
  32. ^ Livy, The Rise of Rome, p. 329 See also: Lane Fox, The Classical World, p. 283