انتقل إلى المحتوى

الشيخ البهائي

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الشيخ  تعديل قيمة خاصية (P511) في ويكي بيانات
بهاء الدين العاملي
أَبُو اَلْفَضَائِلِ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اَلصَّمَدِ اَلْحَارِثِيُّ اَلْهَمْدَانِيُّ
معلومات شخصية
الميلاد 16 فبراير 1547 [1]  تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات
بعلبك[2]  تعديل قيمة خاصية (P19) في ويكي بيانات
الوفاة 1 سبتمبر 1621 (74 سنة) [3]  تعديل قيمة خاصية (P570) في ويكي بيانات
أصفهان  تعديل قيمة خاصية (P20) في ويكي بيانات
سبب الوفاة مرض
مكان الدفن العتبة الرضوية المقدسة  تعديل قيمة خاصية (P119) في ويكي بيانات
الإقامة بعلبك، قزوين، أصفهان
مواطنة الدولة الصفوية تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
الكنية أبو الفَضَائِل
اللقب الشيْخ البهائي
بهاءُ الدين العَامِلِي
العرق عربيٌّ
الديانة مسلم شيعي اثنا عشري
الأب الحسين بن عبد الصمد الحارثي  تعديل قيمة خاصية (P22) في ويكي بيانات
مناصب   تعديل قيمة خاصية (P39) في ويكي بيانات
شيخ الإسلام في أصفهان[4]
1576  – 1606 
الحياة العملية
العصر عصْر التوسُّع والقُوة في الدوْلة الصفويَّة
المنطقة إيران تحت الحكم الصفوي
لبنان تحت الحكم العثماني
نظام المدرسة الفلسفة الإسلامية
الأصولية
تعلم لدى الحسين (والده) · عبد العالي ابن المحقق الكركي · محمد باقر اليزدي · عبد الله البهابادي اليزدي
التلامذة المشهورون جواد بن سعد الكاظمي، وأحمد بن زين العابدين العلوي، وصدر الدين الشيرازي[2][5]  تعديل قيمة خاصية (P802) في ويكي بيانات
المهنة
اللغة الأم العربية  تعديل قيمة خاصية (P103) في ويكي بيانات
اللغات العربية، والفارسية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
سنوات النشاط 1576م - 1621م
مجال العمل رياضيات، وعلم الفلك، وفلسفة، وأدب، والفقه الإسلامي  تعديل قيمة خاصية (P101) في ويكي بيانات
أعمال بارزة الجامع العباسي  تعديل قيمة خاصية (P800) في ويكي بيانات
التيار مدرسة أصفهان  تعديل قيمة خاصية (P135) في ويكي بيانات


بَهاءُ الدِّينِ أَبُو الفَضائِلِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَبدِ الصَّمَدِ الحارِثِيُّ الهَمْدانِيُّ، المَعرُوف بـ «الشَّيخ البَهائِيّ» و«بَهاء الدِّينِ العامِلِيّ» (الجمعة 27 ذو الحجة 953 هـ - الأربعاء 12 شوال 1030 هـ).[7] هُوَ عالمُ دينٍ وفقيهٌ ورياضيٌّ وفيلسوفٌ شيعيٌّ إماميٌّ، وُلِدَ في 18 فبراير 1547 بمدينة بَعْلَبَك اللُّبْنَانِيَّة. وهو أحدُ أعلام الفكر الإسلامي في العصر الصفوي، جمع بين العلوم الدينية والرياضية والفلسفية، وترك أثرًا عميقًا في الحياة العلمية والثقافية في إيران والعالم الإسلامي. وقد أسس الشيخ جعفر المهاجر «مَرْكَزُ بَهاءِ الدِّينِ العامِلِيِّ لِلأبحاثِ والدِّراساتِ» في بَعْلَبَك تقديرًا لفضله.[8]

نشأ في أسرة عربية علمية، حيث كان والده الشيخ عزِّ الدين الحسين من كبار علماء جبل عامل، وقد هاجر معه إلى إيران في أثناء حُكم الدولة الصفوية في طفولته.[9] تلقَّى تعليمه في قزوين ثم في أصفهان، وتبحَّر في مختلِف العلوم الدينية والعقلية كالفقه، والحديث، والمنطق، والفلسفة، والرياضيات، والفلك، والهندسة، والطب.[10]

عيّنه الشاه عباس الصفوي في منصب شيخ الإسلام في أصفهان، وهو أعلى منصب ديني في الدولة، فاستغلّ مكانته في خدمة التشيع، ونشر العلوم، والمشاركة في بناء المدارس والمكتبات، كما ساهم في وضع أسس المعمار الإسلامي في إيران. وقد امتدت شهرته إلى خارج إيران، فزار الحجاز والعراق، ومصر، وسوريا، وتركيا، وقضى أكثر من ثلاثين عامًا من حياته في السفر للعلم وزيارة العتبات المقدّسة.[11]

ترك آثارًا علمية كبيرة في مختلف المجالات، وأهمها كتاب خلاصة الحساب في الرياضيات، وجامع عباسي في الفقه، والأربعون حديثًا في الحديث، وتفسير آيات الأحكام، إضافة إلى شروح في الهيئة والهندسة واللغة.

تُوفي في 12 شوال 1030 هـ الموافق 1 سبتمبر 1621م، ودُفن في مشهد عند مرقد الإمام علي بن موسى الرضا، وفقًا لوصيته.[12]

اسمه ونسبه

[عدل]

هو: محمد بهاءُ الدين بن الحسين عزِّ الدين بن أبي تراب عبد الصمد بن محمد شمس الدين بن علي زين الدين بن الحسن بدر الدين بن محمد بن صالح اللَّوْزِيَاني بن إسماعيل، المُنتهِي نسبُه إلى الحارث الأعور الهمداني، من بطن آل كثير، إحدى بطون قبيلة همدان اليمنية.[13][14]

ولادته ونشأته

[عدل]
بعلبك مكان ولادة الشيخ البهائي

ولد الشيخ البهائي يوم الجمعة في السابع والعشرين من ذي الحجّة 953 هـ الموافق للثامن عشر فبراير 1547 بمدينة بعلبك في لبنان. نشأ في أسرة عربية علمية شيعية اثنا عشرية بارزة؛ فوالده هو الشيخ الحسين بن عبد الصمد، أحد كبار علماء جبل عامل، وتلميذ المحقق الكركي.

في سنوات طفولته الأولى، اضطر والده للهجرة به إلى إيران بسبب الاضطهاد العثماني للشيعة في بلاد الشام، فاستقرّوا أولًا في أصفهان، ثم انتقلوا إلى مشهد، وهناك بدأ الشيخ البهائي دراسته العلمية، وأظهر نبوغًا مبكرًا في مختلف العلوم.

زوجته

[عدل]

هي الشيخة بنت الشيخ عليّ المنشار العاملي، كانت عالمة، فاضلة، فقيهة، كان في جهازها يوم زفّت للشيخ البهائي عدّة كتب تامّة في فنون العلوم، وكان أبوها شيخ الإسلام بإصفهان أيّام السلطان شاه طهماسب الصفوي، وكان قد جاء من الهند في سفره الّذي سافره بكتب كثيرة ، ولم يكن له غير هذه البنت، ولمّا مات انتقل كلّ ما كان عنده من الكتب والأملاك والعقار إليها.[15]

دراسته

[عدل]

كان الشيخ البهائي، معاصرًا لأربعة من سلاطين الدولة الصفوية خلال حياته التي امتدت لـ75 عامًا، إلا أن أغلب نشاطه العلمي والسياسي برز في عهد الملكين الأخيرين، وخاصة في عهد الشاه عباس الأول الذي أولاه اهتمامًا خاصًا.

عاصر الشيخ البهائي أربعة من السلاطين الصفويين الآتي ذكرهم:

  1. الشاه طهماسب الأول (902984 هـ): وكان في أوائل حياة البهائي، وقد حكم 18 عامًا من عمره (966984 هـ).
  2. الشاه إسماعيل الثاني (984985 هـ): حكم لفترة قصيرة لا تتجاوز السنة.
  3. الشاه محمد خدابنده (985995 هـ): حكم لمدة 10 سنوات.
  4. الشاه عباس الكبير الأول (9951038 هـ): امتد حكمه حتى سنة وفاة الشيخ البهائي (1031 هـ)، وقد دام 35 سنة.
الشاه عباس الأول الذي ولاه منصب شيخ الإسلام

درس الشيخ البهائي المراحل الأولى من العلوم الدينية في جبل عامل (لبنان حاليًا)، ثم انتقل إلى أصفهان في إيران، التي كانت مركزًا علميًا وثقافيًا في العهد الصفوي، لمواصلة تحصيله العلمي. حظي بمكانة رفيعة في بلاط الشاه عباس، وعيّنه الأخير في منصب شيخ الإسلام، وهو أعلى منصب ديني رسمي في الدولة الصفوية.

استفاد الشيخ البهائي من دعم الدولة الصفوية في خدمة المذهب الشيعي الإمامي، وشارك في تأسيس بنية فكرية وفقهية متينة، وقد لعب دورًا بارزًا في دعم الحركة العلمية في الدولة الصفوية.

وقد أمضى نحو ثلاثين عامًا من حياته في السفر، متنقلًا بين المدن والبلدان الإسلامية، بقصد التحصيل العلمي، وزيارة العتبات المقدّسة، ونشر الفكر الإمامي، مما منحه أفقًا علميًا واسعًا وتجربة ميدانية ثرية.

من أساتذته

[عدل]

تلقّى الشيخ البهائي علومه من نخبة من العلماء المتخصصين في عصره، وفيما يلي أبرز من أخذ عنهم:

  • والده الشيخ عزّ الدين الحسين: درّسه الفقه، أصول الفقه، التفسير، الحديث، والأدب العربي.
  • نجم بن شهاب «عبد الله بهابادي»: أستاذه في المنطق، علم الكلام، البلاغة، والمعاني، وهو مؤلف شرح تهذيب المنطق المعروف باسم شرح الملا عبد الله.
  • القاضي المولى أفضل القايني: علّمه الرياضيات، علم الكلام، والفلسفة، وكان من كبار أساتذة «سركار فايز كاشاني».
  • الحكيم عماد الدين محمود النطاسي الشيرازي: درّسه الطب، وكان الطبيب الخاص للشاه طهماسب وأشهر أطباء إيران آنذاك.
  • المُلّا محمد باقر بن زين العابدين اليزدي: يُقال إنه درس عليه، وهو مؤلف كتاب مطلع الأنوار، ومن علماء الرياضيات البارزين في عصره.
  • الشيخ عبد العالي بن المحقق الكركي: أحد كبار فقهاء الإمامية في العصر الصفوي، وتتلمذ الشيخ البهائي على يده في الفقه والأصول، وكان له أثر واضح في ترسيخ الأسس الاجتهادية لدى البهائي.
  • أحمد الكجائي الگيلاني المعروف ب‍ـ«پير أحمد»: قرأ عليه في قزوين الرياضيات و الحكمة.

من تلامذته

[عدل]

درس على يديه عدد كبير من علماء القرن الحادي عشر. يذكر أحد العلماء المعاصرين أسماء 33 من طلابه، ومن أشهرهم المذكور هنا:

تخطيط لإسم الفيض الكاشاني وهو من أبرز تلامذته

أسرته

[عدل]

جلّ آبائه وأجداده وإخوته من العلماء والبارزين في مجال العلوم وبرز منهم:

  1. جدّ والده: الشيخ شمس الدين محمد العاملي العيناتي: من العلماء.[29]
  2. جدّه، الشيخ عبد الصمد بن محمد الحارثي الهمداني الجبعي العاملي: ولد في العام 855 هجرية وتوفي في عام 935 هجرية.[30] له من الأولاد محمد، علي، الحسن وأصغرهم الحسين.[31]
  3. والده الحسين بن عبد الصمد العاملي.
  4. عمه الشيخ نورالدين أبو القاسم علي بن عبد الصمد[32]، من أجلّة تلامذة الشهيد الثاني ويروي عنه. له كتاب (نظم ألفية الشهيد).
  5. والد زوجته الشيخ علي المنشار زين الدين العاملي:[33] عالم وفقيه كبير، من المروجين للدين، كان ذهب إلى الهند وحصّل كتباً كثيرة وجاء إلى اصفهان أيام السلطان الشاه طمهاسب[ ؟ ] الصفوي، وتقدم عنده حتى إذا توفي أستاده المحقق الثاني الكركي صار شيخ الإسلام على الإطلاق. وهو الذي طلب الشيخ حسين بن عبد الصمد والد البهائي من بلاده، ولما جاء أخذ في ترويجه حتى صار للشيخ حسين مقام عظيم عند الصفوية بواسطته، وزوج ابنته من الشيخ البهائي وزودها عدة كتب في جهازها، ولما توفي انتقلت مشيخة الإسلام إلى الشيخ البهائي.
  6. أخوه: الشيخ عبد الصمد بن حسين بن عبد الصمد العاملي:[34] كنيته أبو تراب، له حاشية على كتاب الأربعين للبهائي، توفي في العام 1020 هجرية بالقرب من المدينة ونقل جثمانه إلى النجف حيث دفن هناك.[35] ومن ذريته آل عبد الساتر، آل أبي جامع، وآل محيي الدين وآل مروّة وآل شرف الدين المقيمين في جوار النبطية، ومنهم الشيخ جواد محيي الدين الذي وضع كتابا أسماه ملحق أمل الآمل اقتصر فيه على ترجمة آل أبي جامع ممن فات الحر العاملي أو من جاء بعده. وقد انتقل بعض من آل أبي جامع إلى العراق وأقاموا فيها ومن بقي منهم في جبل عامل عُرف بآل محيي الدين. أما الشيخ البهائي فقد مات عقيما على ما يبدو.[36]
  7. ابن أخيه: الشيخ حسين بن عبد الصمد بن حسين بن عبد الصمد: كان قاضيا بهراة أيام الدولة الصفوية[37]

من أقوال العلماء فيه

[عدل]
  • محمّد تقي المجلسي(كان شيخ الطائفة في زمانه، جليل القدر، عظيم الشأن، كثير الحفظ، ما رأيت بكثرة علومه، ووفور فضله، وعلو مرتبته أحداً).»
  • محمد بن الحسن الحر العاملي(حاله في الفقه والعلم والفضل، والتحقيق والتدقيق، وجلالة القدر، وعظم الشأن، وحسن التصنيف، ورشاقة العبارة، وجمع المحاسن أظهر من أن يذكر، وفضائله أكثر من أن تحصر، وكان ماهراً متبحّراً، جامعاً كاملاً...)».[38]
  • مصطفى التفريشي(جليل القدر، عظيم المنزلة، رفيع الشأن، كثير الحفظ، ما رأيت بكثرة علومه، ووفرة فضله، وعلو رتبته في كل فنون الاسلام كمن له فن واحد).»
  • قال عبد الحسين الأميني في الغدير(شيخ الإسلام، بهاء الملّة والدين، وأُستاذ الأساتذة والمجتهدين، وفي شهرته الطائلة صيته الطائر في التضلّع من العلوم، ومكانته الراسية من الفضل والدين، غنى عن تسطير ألفاظ الثناء عليه، وسرد جمل الإطراء له...).»

من مؤلفاته

[عدل]
مخطوط كتب بيد الشيخ البهائي

الكتب الدينية

[عدل]
  • الزُّبدة في الأصول.
  • شرح الأربعين حديثاً.
  • الجامع العبّاسيّ في فقه الإماميّة.
  • هداية الأُمّة إلى أحكام الأئمّة.
  • حديقة السالكين.
  • بداية الهداية.
  • العروة الوثقى والصراط المستقيم ـ في التفسير.
  • منظومة في الموعظة.
  • رسائل فقهيّة عديدة.
  • مفتاح الفلاح ـ في الأدعية والأوراد.
  • أجوبه عديدة على مسائل مختلفة.
  • شرح الصحيفة السجّاديّة.
  • الحبل المتين في مزايا القرآن المبين.
  • كتاب في إثبات وجود الإمام المهديّ.

الكتب الادبية واللغوية

[عدل]
  • المخلاة.
  • الكشكول.
  • أسرار البلاغة.
  • التهذيب في النحو.
  • تهذيب البيان.
  • رياض الأرواح ـ منظومة.
  • ديوان شعر.
  • الفوائد الصمديّة في علم العربيّة.

الكتب العلمية

[عدل]
كتاب خلاصة الحساب من تأليف بهاء الدين العاملي
كتاب تشريح الأفلاك في علم الهيئة من تأليف بهاء الدين العاملي
  • بحر الحساب.
  • تشريح الأفلاك ـ في علم الهيئة.
  • رسالة في حل إشكالَي عطارد والقمر.
  • الصحيفة في الأعمال الاسطرلابيّة.
  • رسالة في تضاريس الأرض.
  • رسالة في أنّ أنوار الكواكب مستفادة من الشمس.
  • رسالة في نسبة أعظم الجبال إلى قطر الأرض.
  • خلاصة الحساب.
  • السر المستتر في العلوم الغريبة والجفر.

وغير ذلك من القصائد والمثنويات والأراجيز والحواشي والشروح، ولجملة من تآليفه كُتبت تعليقات العلماء وشروحهم وتراجمهم بلغت مئة وخمسين مؤلفاً.. نمّت عن شدّة اعتنائهم بما كتبه الشيخ البهائيّ، وإكبارهم له في جهتَي الدين والعلم.

أشعاره

[عدل]

فضلاً عن علومه ومؤلّفاته الراقية.. كان للشيخ البهائيّ شعر حسَن تناول أغراضاً شتّى، وشكّل ديواناً جُمع من بعده وكان قد فُقد، إلاّ أنّه انتشر في الكتب والمعاجم شواهدَ نافعة وواضحة. وممّا امتاز به شعره جديدُ القول، ونظمُه في كلّ فنون الأدب إضافة إلى الشعر الدينيّ.. على أنّه برز في شعر النصح والوعظ ومدح النبيّ وآله صلوات الله عليه وعليهم، كما امتاز بالقصائد الطويلة التي تبلغ أحياناً مئة بيت. ولوالد الشيخ البهائيّ فضله الكبير في هذه الموهبة، إذ كان يحضّ ولده على قرض الشعر منذ صغره، وكان رثى أحد أصدقائه بقصيدةٍ مطلعها:

جارتي كيف تُحسنيـن مَلامي ؟
أيُداوى كَلْمُ الحـشـا بكـلامِ ؟!

وحث ابنه على نظم شعر على طرازها، فقال بهاء الدين قصيدته:

خلِّيـاني بلـوعتـي وغـرامي
يا خلـيـلَيّ واذهـبـا بسـلامِ

ثمّ ثابر على مجاراة أبيه حتّى اشتدّ وفاق.. وهذه نماذج من شعره:

إليك جميـعُ الكـائنـاتِ تُشـيرُ
بأنّـك هـادٍ منـذِرٌ وبشـيـرُ
وأنّك مِـن نـور الإله مكـوَّنٌ
على كلّ نورٍ مِـن جلالك نـورُ
وروحك روح القدس فيها منزَّلٌ
وقلبك في قلب الوجودِ ضمـيرُ
وشخصك قطب الكائنات فسِرُّها
على سِـرّه في العـالمـين تُديرُ
نزلتَ من الله العـزير بمنـزلٍ
يسير إليه الطَّـرْفُ وهْو حسيرُ
  • وقال في غديريّةٍ له:
إذا شئتَ تُـرضي إلهَ السَّـما
وتُهدى إلى الـرُّشد بعد العمى
وتُسقى من الحوض يومَ الضِّما
إذا ما انتهى السيرُ نحو الحِمى
وجئتَ مِن البُـعد تلك الدِّيـارا
وقـابلتَ مَثـوى عليِّ الـولي
وأظهرتَ حبَّ الصراطِ السَّوي
وشـاهدتَ حبـلَ الإلهِ القـوي
وواجهتَ بعد سُـراك الغَـري
فـلا تَـذُقِ النـومَ إلاّ غِـرارا
فحُطَّ الـرحـالَ بذاك المحـلّْ
وعن أرضـه قَـدَماً لا تَـزِلّْ
وكُـنْ لسمـا قبـرهِ مستَـهِلّْ
وقِفْ وقفـةَ البـائس المستذلّْ
وسِرْ في الغمـارِ وشُمَّ الغُبـارا
فإنْ طِعتَ ربَّ السَّـما فارضِهِ
فحـبُّ الأئمّـةِ مِن فـرضِـهِ
وضـاعفْ ثوابكَ مِن فـرضِهِ
وعفِّـرْ خدودَك فـي أرضِـهِ
وقل: يا رعى اللهُ مَغنـاكِ دارا
علـيٌّ أميـري ونِعـم الأميـرْ
مُجيري غداً مِن لهيبِ السـعيرْ
وكـانَ لأحمدَ نعـم الـنصـيرْ
ووفّـاه عُمـراً غداةَ الغـديـرْ
مِـن الله نصّـاً به واختـيـارا
  • وقال في مدح المهدي «عجل الله فرجه»:
سرى البرقُ مِن نجدٍ فجدّد تَذكاري
عهوداً بحُـزوى والعذيب وذي قارِ
وهيّـج مِن أشـواقنـا كلَّ كـامنٍ
وأجّـج في أحشـائنا لائـجَ النـارِ
خلـيفـةُ ربّ العـالمـين وظِـلُّـه
على ساكني الغبـراءِ مِن كـلّ ديّارِ
إمـام هـدىً لاذَ الـزمانُ بظـلّـهِ
وألقى إليـه الدهـرُ مِقْـوَدَ خـوّارِ
علومُ الـورى في جَنْبِ أبحـرِ علمهِ
كغُـرفةِ كـفٍّ أو كغمـسةِ منقـارِ
فأنعِشْ قلـوباً في انتظارك قُـرِّحتْ
وأضجـرها الأعـداءُ أيّةَ إضـجارِ
وخلِّـصْ عبـادَ اللهِ مِـن كلّ غاشمٍ
وطهِّـرْ بلادَ اللهِ مِـن كلّ كَـفّـارِ
يا ربِّ إنـي مُذنبٌ خـاطئٌ
مقصِّـرٌ في صالحاتِ القُرَبْ
ولـيس لي مِن عملٍ صـالحٍ
أرجوه في الحشر لدفع الكُرَبْ
غيرَ اعتقادي حبَّ خيرِ الورى
وآلهِ.. والمـرءُ مَعْ مَنْ أحبْ
  • وقال أيضاً:
وثقـتُ بعـفـو الله عنّـيَ فـي غـدٍ
وإن كنتُ أدري أنّني المـذنبُ العاصي
وأخلصـتُ حبّي فـي الـنبـيِّ وآلـهِ
كفى في خلاصي يوم حشريَ إخلاصي

وفاته

[عدل]

تُوفي الشيخ بهاء الدين العاملي يوم الأربعاء في سنة 1030 هـ / 1621م، في مدينة أصفهان، عاصمة الدولة الصفوية آنذاك، بعد حياة حافلة بالعلم والعمل والتأليف.

وقد أوصى قبل وفاته بأن يُدفن في مشهد المقدسة قرب مرقد الإمام علي بن موسى الرضا، فحُمل جثمانه إلى هناك ودُفن في الرواق الذهبي (إيوان طلا)، حيث لا يزال قبره معروفًا ومقصودًا إلى اليوم. قال المجلسيّ الأوّل: «تشرّفت بالصلاة عليه في جميع الطلبة والفضلاء وكثير من الناس يقربون خمسين ألفًا». وقال أيضًا: «كان عمره بضعا وثمانين سنة إمّا واحدا أو اثنين ، فإنّي سألته عن عمره رضي الله عنه»، فقال: «ثمانون أو أنقص بواحدة ، ثمّ توفّي بعده بسنتين».[39]

عمره عند الوفاة

[عدل]
  • عاش نحو 77 سنة هجرية.
  • ما يعادل تقريبًا 74 سنة ميلادية.

معرض الصور

[عدل]

وصلات خارجية

[عدل]

المراجع

[عدل]
  1. ^ . ص. 564 https://www.jstor.org/stable/604272. {{استشهاد ويب}}: |url= بحاجة لعنوان (مساعدة) والوسيط |title= غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة)
  2. ^ ا ب تاريخ ماكتوتور لأرشيف الرياضيات، QID:Q547473
  3. ^ https://pantheon.world/profile/person/Bahāʾ_al-dīn_al-ʿĀmilī. اطلع عليه بتاريخ 2017-10-09. {{استشهاد ويب}}: |url= بحاجة لعنوان (مساعدة) والوسيط |title= غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة)
  4. ^ . ص. 193 https://books.google.cat/books?id=QRirBgAAQBAJ. {{استشهاد ويب}}: |url= بحاجة لعنوان (مساعدة) والوسيط |title= غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة)
  5. ^ https://www.jadidonline.com/story/26022009/frnk/sheikh_bahai_eng. {{استشهاد ويب}}: |url= بحاجة لعنوان (مساعدة) والوسيط |title= غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة)
  6. ^ الدِيوان، QID:Q111381540
  7. ^ عادل نويهض (1988)، مُعجم المُفسِّرين: من صدر الإسلام وحتَّى العصر الحاضر (ط. 3)، بيروت: مؤسسة نويهض الثقافية للتأليف والترجمة والنشر، ج. الثاني، ص. 522، OCLC:235971276، QID:Q122197128
  8. ^ "مركز بهاء الدين العاملي للأبحاث والدراسات". https://mobdie.org/index.php. مؤرشف من الأصل في 2023-04-19. {{استشهاد ويب}}: روابط خارجية في |موقع= (مساعدة)
  9. ^ الأفندي الأصفهاني، رياض العلماء، ج1، ص78
  10. ^ يوسف البحراني، لؤلؤة البحرين، ص294
  11. ^ الزركلي، الأعلام، ج6، ص45
  12. ^ الحر العاملي، أمل الآمل، ج2، ص251
  13. ^ عادل نويهض (1988)، مُعجم المُفسِّرين: من صدر الإسلام وحتَّى العصر الحاضر (ط. 3)، بيروت: مؤسسة نويهض الثقافية للتأليف والترجمة والنشر، ج. الأول، ص. 170، OCLC:235971276، QID:Q122197128
  14. ^ ترجمة الشيخ البهائي - أمل الآمل - الحر العاملي - الجزء الأول - ترجمة رقم 158
  15. ^ الحاشية علي كتاب من لا يحضره الفقيه المؤلف : الشيخ البهائي الجزء : 1 صفحة : 295
  16. ^ أمل الآمل - الحر العاملي - ج1- ترجمة رقم 20
  17. ^ تكملة أمل الآمل- السيد حسن الصدر - ترجمة رقم 27
  18. ^ أمل الآمل - الحر العاملي - ج1- ترجمة رقم 16
  19. ^ أنظر ترجمة السيد بدر الدين في كتاب أمل الآمل - الحر العاملي - جزء 1 - ترجمة رقم 33
  20. ^ أنظر ترجمة الشيخ زين الدين في كتاب أمل الآمل - الحر العاملي - جزء 1 - ترجمة رقم 84
  21. ^ أمل الآمل في علماء جبل عامل - الحر العاملي - جزء 1 - باب الحاء - ترجمة السيد حسين بن محمد صاحب المدارك رقم 73
  22. ^ امل الآمل في علماء جبل عامل - الحر العاملي- جزء 1 - باب العين - ترجمة رقم 103
  23. ^ انظر ترجمة الشيخ حسين بن علي الحر العاملي في كتاب أمل الآمل - الحر العاملي - جزء1 - ترجمة رقم 70
  24. ^ سلافة العصر - صفحة 310
  25. ^ أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - جزء 42 - صفحة 95
  26. ^ انظر ترجمة الشيخ محمد في كتاب أمل الآمل - الحر العاملي - جزء1 - ترجمة رقم 166
  27. ^ انظر ترجمة الشيخ جعفر في كتاب تكملة أمل الآمل - الشيد حسن الصدر - ترجمة رقم 67
  28. ^ أنظر ترجمته في كتاب أمل الآمل - الجزء 1 - الحر العاملي - الرقم 181
  29. ^ انظر ترجمة الشيخ شمس الدين في كتاب أمل الآمل - الحر العاملي - جزء1 - ترجمة رقم 150
  30. ^ انظر ترجمة الشيخ عبد الصمد في كتاب أمل الآمل - الحر العاملي - جزء1 - ترجمة رقم 98
  31. ^ ترجمة جد البهائي - تكملة امل الأمل - السيد حسن الصدر - باب العين - ترجمة رقم 230
  32. ^ ترجمة عم الشيخ البهائي - تكملة أمل الآمل - السيد حسن الصدر - باب العين - ترجمة رقم 282
  33. ^ ترجمة الشيخ علي المنشار في كتاب تكملة أمل الأمل- السيد حسن الصدر - باب العين - ترجمة رقم256
  34. ^ ترجمة عبد الصمد بن حسين بن عبد الصمد - كتاب تكملة أمل الأمل- ترجمة رقم 229 - السيد حسن الصدر
  35. ^ انظر ترجمة الشيخ عبد الصمد بن حسين بن عبد الصمد في كتاب أمل الآمل - الحر العاملي - جزء1 - ترجمة رقم 97
  36. ^ راجع أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - مجلد 3 - صفحة 41 - ترجمة رقم 41 للشيخ عبد الصمد بن حسين بن عبد الصمد العاملي
  37. ^ تكملة أمل الآمل - السيد حسن الصدر - باب الحاء - ترجمة ابن أخ الشيخ البهائي رقم 144
  38. ^ راج ترجمته في كتاب أمل الآمل - الحر العاملي - الجزء الأول - ترجمة رقم 158
  39. ^ الحاشية علي كتاب من لا يحضره الفقيه المؤلف : الشيخ البهائي الجزء : 1 صفحة : 303