الغنية في الكلام (كتاب)

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الغنية في الكلام


الاسم الغنية في الكلام
العنوان الأصلي الغنية
المؤلف أبو القاسم الأنصاري
الموضوع العقيدة الإسلامية، أصول الدين، علم الكلام
العقيدة أهل السنة والجماعة، أشعرية، صوفية
الفقه شافعي
البلد  إيران
اللغة عربية
حققه دراسة وتحقيق قسم الإلهيات، إعداد مصطفى حسنين عبد الهادي
معلومات الطباعة
عدد الصفحات 1256 صفحة
طبعات الكتاب الطبعة الأولى سنة 2010
الناشر دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
كتب أخرى للمؤلف
شرح الإرشاد

الغنية في الكلام كتاب في علم الكلام على طريقة أهل السنة الأشاعرة في العقيدة من تأليف الإمام أبي القاسم الأنصاري تلميذ إمام الحرمين الجويني.

تحقيق اسم الكتاب[عدل]

لم يُختلف في اسم كتاب الغُنية؛ فقد ذكره تلميذه أبو الفتح الشهرستاني في كتابه نهاية الإقدام في علم الكلام في التعريف بشيخه، فقال عنه: صاحب الغنية وشرح الإرشاد.[1] وكذلك ذكره بهذا الاسم بعض من ترجموا لأبي القاسم الأنصاري.[2] وحكى ابن قاضي شهبة عنه في طبقاته أن له كتاب الغنية، وكذلك نقل عنه الرافعي شيخ الشافعية، والعجلوني في كشف الخفاء ومزيل الإلباس عند كلامه على حديث: «إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما»؛ (حديث أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإمارة باب: إذا بويع لخليفتين).[3] كما أنه اسم الكتاب المثبت على غلاف أصله الخطي، وزِيد عليه إضافة موضوع الكتاب؛ فوُسم بالغنية في الكلام.[4]

تأليف الكتاب[عدل]

الذي يغلب على الظن بعد تحقيق الكتاب هو أن الأنصاري صنف كتابه الغنية في مرحلة متأخرة من عمره بعد أن بلغ مرتبة عالية من الإمامة في الدين والقوامة في العلم؛ والذي يرجح هذا الظن أن سبب تأليف الكتاب هو استجابة لطلب ولده أبي الفتح الأنصاري، وأبو الفتح ولد سنة 489 هـ، ولا يظن به أن يطلب مثل هذا الطلب دون العاشرة من عمره على أقل تقدير، فينتج من هذه المقدمات أن تأليف الغنية كان أوائل القرن السادس الهجري تقريباً. وأما ترتيب الكتاب بين مؤلفات أبي القاسم الأنصاري: فإنه لم يصلنا من مؤلفاته سوى الغنية وشرح الإرشاد، وما عداهما في حكم المفقود؛ حيث لا نملك عنها أية بيانات لأصول خطية، وإذا قارنا بين الغنية وشرح الإرشاد وجدنا أن الغنية كان متأخراً في التأليف عن شرح الإرشاد؛ حيث أحال الأنصاري في الغنية - في موضعين منه - على كتابه شرح الإرشاد.[5]

منهجه في التأليف[عدل]

موضوع كتاب الغنية هو علم الكلام الذي يعتمد على الأدلة النقلية من القرآن والسنة الصحيحة مع الحجج والبراهين العقلية، الممزوجة بأساليب الجدل وطرائق البحث والمناظرة التي تعد السمة الكبرى والغالبة على ميدان التصنيف في الفكر الكلامي عامة. والأنصاري في كتابه يعتمد على عدة مناهج، وهي كالتالي:[6]

  • يعتمد المنهج التحليلي: في استعراض الأدلة وقواعد المنهج التي صدرت عنها كل مقولة يتناولها بالمناقشة والتحليل، وأحياناً يكون الغرض من تحليل المقالة وردها إلى دليلها المنهجي تقوية المقالة باستنادها إلى دليل كلي هو حجة في نفسه، وأحياناً أخرى يكون بالتعرض لأصلها بالتقويم، وقد يكون بالتعرض لأصل المقالة بالإبطال، ومن أمثلة ذلك: نقاشه مع مثبتي قِدَم العالم، ومناقشة قولهم: «لم نجد الفَلَك إلا دواراً؛ فَلَزم الحكم بذلك أبداً، ولم نشاهد إنساناً إلا من نطفة، ولا نطفة إلا من إنسان، ولا ليلاً إلا وقبله نهار، ولا نهاراً إلا وقبله ليل؛ فلزم الحكم بذلك أبداً»؛ فيضعف الأنصاري هذا الاحتجاج بناءً على أنه قياس للغائب على الشاهد من غير جامع يجمع بينهما، ثم يقول لهم - عن طريق الإلزام: «من نشأ في برية، ولم يشرب من الماء إلا عذباً، ولم ير من الإنس إلا سوداً، أيسوغ له الحكم بذلك في الغائب؟ فإن منعوا ذلك فقد نقضوا ما مهدوه، وإن جوزوا هذا الحكم بان تهمتهم، وإن جوزوا هذا الحكم بان تهمتهم».
  • وأحياناً يعتمد المنهج المقارن: في مقابلة مذهب بمذهب، أو إضعاف قول وتوهينه عن طريق إلزامه مذهب خصمه؛ من ذلك إلزام المعتزلة في نفيهم الصفات مذهب النصارى في قولهم بالأقانيم؛ لأن الأقنوم بمثابة الحال عنده؛ يقول الأنصاري: «ثم النصاري قالوا: إنه موجود واحد له ثلاثة أقانيم، والأقانيم ليست بموجودات، وإنما هي بمثابة الأحوال عند أبي هاشم، وبمثابة صفات النفس عند الجبائي؛ فمذهب النصارى لازم للمعتزلة».[6]

المادة العلمية بالكتاب[عدل]

يسير كتاب الغنية في ترتيب موضوعاته وفق المنهج المعتمد الذي رسمه كبار علماء الأشاعرة بدءاً من الإمام الباقلاني في كتابه تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل، ومروراً بالجويني في الإرشاد، والشامل؛ ذلك الترتيب الذي اعتمد على الاستدلال المشتمل على المباحث النظرية التأصيلية لعلم الكلام، والتي تسمى على لسان الباحثين المعاصرين بنطرية المعرفة، بما تحويه هذه النظرية من مباحث النظر العقلي ومقوماته وأحكامه ووجوبه، والرد على منكريه، والعلم البشري أقسامه ومجالاته. ثم يأتي بعد ذلك الكلام عن إثبات الصانع ووحدانيته؛ أولى موضوعات علم الكلام، ومروراً بموضوعات الإلهيات المختلفة. أما بالنسبة لمادة الكتاب العلمية فكتاب الغنية يظهر الجوانب المختلفة لثقافة أبي القاسم الأنصاري خاصة، كما تتجلى فيه موسوعية الجمع والتأليف التي هي سمة بارزة من سمات التصنيف في الفكر الإسلامي، فالكتاب فضلاً على استغراق المسائل الكلامية التي هي موضوع الكتاب - حافل بقضايا شتى من فنون مختلفة يناقشها الأنصاري، مثل: المباحث الأصولية كمراتب الأخبار وإفادة خبر التواتر العلم، وشروط إفادة خبر الواحد العلم، ومسألة خلو العصر عن مجتهد.[7]

  1. مسألة مدى حجية الحديث المرسل والمنقطع.
  2. تلقي الخبر بالقبول العام يفيد العلم.
  • ومن إشاراته التفسيرية:
  1. مراعاة قول أئمة التفسير وتضعيف ما لم يقل به أحد منهم إذ اتفاقهم على ترك القول دليل ضعفه.
  2. القرآن إنما أنزل لتدبر آياته.
  1. القرآن منه ما يجب على الكافة معرفته، وهو ما تصح به الصلاة، ومنه ما يجب على الكفاية.
  2. العبادات منوطة بالنية.
  3. الدين النصيحة.[7]

الأهمية التاريخية للكتاب[عدل]

لأهمية التاريخية لكتاب الغنية مظهران:[8]

مراجع[عدل]

  1. ^ الشهرستاني: نهاية الإقدام في علم الكلام، ص: 38.
  2. ^ الزركلي: الأعلام (112/3).
  3. ^ ابن قاضي شهبة: طبقات الشافعية (283/2). العجلوني: كشف الخفا ومزيل الإلباس (85/1).
  4. ^ الغنية في الكلام، إعداد: مصطفى حسنين عبد الهادي، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، ص: 56.
  5. ^ الغنية في الكلام، إعداد: مصطفى حسنين عبد الهادي، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، ص: 62.
  6. ^ أ ب الغنية في الكلام، إعداد: مصطفى حسنين عبد الهادي، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، ص: 62-64.
  7. ^ أ ب الغنية في الكلام، إعداد: مصطفى حسنين عبد الهادي، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، ص: 66-68.
  8. ^ أ ب الغنية في الكلام، إعداد: مصطفى حسنين عبد الهادي، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، ص: 69-75.