خانية القبيلة الذهبية

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

هذه نسخة قديمة من هذه الصفحة، وقام بتعديلها يافا (نقاش | مساهمات) في 14:51، 5 نوفمبر 2019 (استرجاع تعديلات Schlosser67 (نقاش) حتى آخر نسخة بواسطة أبو حمزة). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة، وقد تختلف اختلافًا كبيرًا عن النسخة الحالية.

القبيلة الذهبية
القبيلة الذهبية
جوجي-إين أولوس
Алтан Орд
Altan Ord
Altın Urda
Зүчийн улс
خان متفرع من إمبراطورية المغول

ملكية وراثية

→
عقد 1240 – 1502
خانية القبيلة الذهبية
خانية القبيلة الذهبية
علم القبيلة الذهبية
خانية القبيلة الذهبية
خانية القبيلة الذهبية
شعار
امتداد القبيلة الذهبية (أخضر) عام 1300.

عاصمة سراي باتو
نظام الحكم غير محدّد
نظام الحكم ملكية انتخابية،  وملكية  تعديل قيمة خاصية (P122) في ويكي بيانات
اللغة الرسمية التركية  [لغات أخرى]‏،  والأويغورية،  والجغتائية،  والمغولية،  واللغة القبجاقية  تعديل قيمة خاصية (P37) في ويكي بيانات
اللغة منغولية ثم بعد الأسلمة تحولت إلى لغات تركية
الديانة الأرواحية ثم بعد ذلك الإسلام
خان
أوردا خان (القبيلة البيضاء) 1226-1280
باتو خان (القبيلة الزرقاء) 1242-1255
طخطاميش 1379-1395
كوجك محمد (القبيلة الكبرى) 1435-1459
شيـخ أحمد 1481–1498, 1499–1502
التشريع
السلطة التشريعية قوريلتاي
التاريخ
الفترة التاريخية أواخر العصور الوسطى
التأسيس 1243  تعديل قيمة خاصية (P571) في ويكي بيانات
الغزو المغولي لروسيا عقد 1240
اتحاد القبيلة الزرقاء والبيضاء 1379
تفككها إلى القبيلة الكبرى 1466
الخضوع لخانية القرم 1502
المساحة
المساحة 6000000 كيلومتر مربع  تعديل قيمة خاصية (P2046) في ويكي بيانات
العملة سوم  تعديل قيمة خاصية (P38) في ويكي بيانات

السابق
اللاحق
إمبراطورية المغول
خانية القرم
خانية قاسم
خانية قازان
خانية كازاخ
خانات بخارى
خانية أستراخان
خانية سيبير
خانية خيوة
تيموريون


القبيلة الذهبية أو مغول الشمال أو مغول القبجاق ((بالروسية: Золотая Орда, زولوتايا أورطة)‏; بالتركي: Altınordu; بالمنغولي: Алтан Орд جوجي-إين أولوس)، هي قبيلة مغولية أصبحت بعدها خانية تركية. وقد عرفت بالبداية بخانية القبجاق أو مملكة جوجي[1]، نشأت في الجزء الشمالي الغربي من إمبراطورية المغول[2]، ولكن مع تفكك تلك الإمبراطورية [الإنجليزية] سنة 1259 وما بعدها أصبحت القبيلة الذهبية خانات منفصلة وظيفيا. وسموا بمغول الشمال لأن خانيتهم كانت شمال خانية تركستان وكذلك سموا بمغول القبجاق، لأنهم استقروا في أراضي ترك القبجاق سكان تلك المنطقة الرحل[3][4].

ازدهرت تلك الدولة بعد وفاة باتو خان من سنة 1255 حتى 1359، واتخذت مدينة سراي باتو عاصمة لها. ومع كثرة مؤامرات نوجاي خان التي ادخلها في حرب أهلية جزئية أواخر عقد 1290، إلا أن نفوذ تلك الدولة عاد وكانت ذروته في عهد أوزبج خان (1312-1341) الذي أعلن الإسلام الدين الرسمي للدولة بعدما كانت تدين بالشامانية. وبلغ أقصى امتداد للقبيلة الذهبية معظم أوروبا الشرقية من جبال الأورال حتى الضفة الشرقية لنهر الدانوب، وشرقا في عمق سيبيريا، وجنوباً حدها البحر الأسود وجبال القوقاز وأراضي خانات المغول فارس[5].

مرت على تلك الخاقانات تجربة عنيفة أوائل سنة 1359، فسادت فيها فوضى سياسية قبل أن يوحدها طخطاميش سنة 1381. ولكن بعد غزو تيمورلنك مؤسس الدولة التيمورية سنة 1396 لها تفككت تلك الدولة وانقسمت إلي عدة كيانات تتارية أصغر مما تسبب في إضعافها وانهيارها التدريجي مع بداية القرن 15. حيث كان يشار إليها سنة 1466 باسم القبيلة الكبرى. فظهرت داخل أراضيها العديد من الخانات الناطقة باللغة التركية. سهل تلك الصراعات الداخلية بقيام ولاية موسكوفي الشمالية التابعة لها أن تخلص نفسها من النير المغولي وذلك بعد مواجهة الجيشين الروسي والتتاري على نهر اوغرا طيلة صيف 1480. وكانت خانية القرم وخانات الكازاخ آخر بقايا تلك الخاقانات التي سقطت تباعا في 1783 و1847.

أصل الاسم

لم يكن هناك مصدر مؤكد لأصل كلمة القبيلة الذهبية، وإن كانت كلمة أصفر (ساري/سارو) تعني المركز/المركزي في التركية القديمة. ويتباين مصطلح "اللون" مع جناحيها الأساسيين: القبيلة الزرقاء في الغرب، والبيضاء في الشرق (وإن لم يطبق هذا الأمر دائما).

كلمة أورطة هي مصطلح منغولي ترمز للجيش المنغولي[6] لباتو خان ومن بعده من حكام تلك القبيلة. يرجح البعض سبب تسمية القبيلة بالذهبية إلى اتخاذ زعيم القبيلة باتو خان لخيمة ذهبية له[7] والتي سميت "بالقصر الذهبي" (ألتان أورطة) بالمنغولي، وقيل نسبة إلى خيامهم ذات اللون الذهبي[4]، وربما كانت كلمة الذهبي أطلقها دافعي الضرائب السلاف للتعبير عن الثراء الفاحش للخاقانات.

ويطلق على القبيلة الذهبية في معظم المصادر الإسلامية المعاصرة اسم خانات القبجاق أو أولوس جوجي[3] (وتعني مملكة جوجي باللغة المنغولية) كما هو في كتاب جامع التواريخ، حيث يشكل القبجاق غالبية سكان القبائل الرحل في المنطقة[3]. وحتى القرن السادس عشر لم يستخدم المؤرخين الروس صراحة مصطلح القبيلة الذهبية لوصف تلك الخانية[8]. وأول استخدام معروف لهذا المصطلح كان سنة 1565 لتاريخ خازان الروسي، حيث طبقت التسمية على على أولوس باتو (الروسية: Улуса Батыя) التي عاصمتها سراي[9][10].

وتعني كلمة ألتان أردون باللغة المنغولية في القرن الثالث عشر "القصر الذهبي"، إلا أنه يبدو أن الحكام المغول-الترك وأتباعهم من تتار الفولغا قد اتخذوا هذا المصطلح من الرعايا السلاف خلال فترة الخاقانات، مما أدى إلى ظهور مصطلح ألتن أوردا في التركية الغربية (التتارية).

يتبع جميع الخانات المنحدرين من أسرة جوجي اسميا لخان القبيلة الذهبية ولكن لم يكن له أي أهمية، لأن الخانات العظام لم يعترفوا بخان القبيلة الذهبية كزعيم لأسرة جوجي إنما كان الشرف من نصيب أسرة اوردا[4]. وقد اضيفت في بداية القرن 14 كلمة آق (وتعني الأبيض) على اتباع أوردا، فعرفوا باسم القبيلة البيضاء، في حين أضيفت كلمة كوك (أزرق) على أتباع باتو، فعرفوا باسم القبيلة الزرقاء.

بداية التوطن المنغولي (1225-1241)

تدمير الجيش المنغولي لسوزدال من الأحداث روسيا في العصور الوسطى.

قسمت إمبراطورية المغول بعد وفاة جنكيز خان إلى أربع خانات بين أبنائه، وإن استمرت تلك الخانات متحدة وتخضع لحكم خان أكبر. وكان جوجي خان هو الأكبر ولكنه مات قبل أبيه بستة أشهر. لذا فقد توزعت الأراضي بين ابنيه أوردا الذي نال القسم الشرقي من الأراضي المفتوحة وسميت مملكته بالقبيلة البيضاء، ونال باتو خان معظم الأراضي الغربية والتي تضم جنوب روسيا وكازاخستان وسميت بالقبيلة الزرقاء[11][12] وهي أكبر من القسم الشرقي.

بعد عودته من الصين مظفرا أعد أوقطاي خان في سنة 634 هـ / 1236 م جيشا كبيرا (150 ألف مقاتل) بقيادة باتو بن جوجي، وكلفه احتلال الروس وجركس والبلغار وأقاليم أوروبا الشرقية ويساعده القائد سوبوتاي[13]. فتوجها غربا نحو باشكير ثم توجه صوب ولغا بلغاريا سنة 1236. ومنها بدأ بالإتجاه صوب السهوب الجنوبية لأوكرانيا سنة 1237 مجبرا قبائل الكومان المحليين بالإتجاه غربا. وكانت الحملة العسكرية ضد القبجاق (الكومان)[14] قد بدأت سنة 16-1218 بقيادة جوجي وسوبوتاي بعدما صارت قبائل الميركيت حاجزا امامهم. وإلى سنة 1239 عندما خرج معظم الكومان من شبه جزيرة القرم، وأضحت إقطاعية تابعة لإمبراطورية المغول[15]. لجأ ماتبقى من كومان القرم إلى الجبال، واختلطوا مع الجماعات الأخرى في القرم من الإغريق والقوط والمغول لتشكيل مجموعة تتار القرم في حين اضطر الزعيم القبجاقي كوتان أن يغادر المنطقة مع أربعة آلاف خيمة إلى المجر حيث اعتنق المسيحية. واستوطن المغول الغزاة معظم شبه الجزيرة ثم توجه باتو خان بعد ذلك شمالا مبتدءا حملة المغول لغزو الروس، وأخضع خلال ثلاث سنوات الإمارات التابعة لروس كييف حيث استولى على العاصمة كييف سنة 638 هـ/1240م ودمرها ونهب إمارة غاليشيا الروسية وبذلك أضحت روسيا بأكملها بيد المغول[13][16].

استغل المغول هجرة الكومان التي جاءت نتيجة طبيعية للحرب فواصلوا حملاتهم غربا بالإغارة على بولندا والمجر حيث بلغت ذروتها في معركتي ليجنيكا وموهي. ولكن في 1241 توفي أوقطاي خان المغول العظيم في منغوليا، فعاد باتو من حصاره لفيينا ليساهم في النزاع الدائر حول الخلافة، وكان حصاره لفيينا هي أبعد نقطة وصل إليها المغول غربا. دمر المغول بست الهنغارية في 1242 في طريق عودتهم ثم أخضعوا بلغاريا[17].

أنشأ باتو عاصمته سراي على الجانب الشرقي لنهر الفولغا في موقع عاصمة الخزر أتيل، وفي مكان يقال له آق توبة، بجوار قرية سلترنوي الحالية بين ستالينغراد وأستراخان. وقبلها بفترة بسيطة، أعطي لشيبان وهو الأخ الأصغر لباتو وأوردا قبيلة ضخمة "أولوس" شرقي جبال الأورال على طول نهري أوبي وإيرتيش.

لم هناك ادنى شك أن اللغة المنغولية كانت تستخدم في بلاط باتو خان في منتصف القرن الثالث عشر، وهناك بعض النصوص تابعة للقبيلة الذهبية ومكتوبة بالمنغولي قد نجت من التلف ربما بسبب الأمية السائدة. وقد كانت المراسيم الصادرة من الخانات كانت تكتب بالمنغولي ثم تترجم إلى اللغة الكومانية. ويشير ظهور القواميس عربية-منغولية في منتصف القرن 14 والتي أعدت ليستخدمها مماليك مصر إلى أن هناك حاجة عملية لمثل تلك الكتب في تعامل هؤلاء السلاطين في مراسلاتهم مع القبيلة الذهبية. ومن ثم فمن المنطقي ان نستنتج بأن الرسائل التي تلقاها المماليك كانت باللغة المنغولية[18].

في حقيقة الأمر، كان التأثير اللغوي وحتى الاجتماعي-اللغوي كبير، حيث اقتبس الروس آلاف الكلمات والعبارات والخصائص اللغوية المهمة من لغات المغول والترك حيث كانت متحدة في ظل امبراطورية المغول[19].

العصر الذهبي

العلاقة مع المغول العظام (1241-1259)

داروغجي (جابي الضرائب) منغولي في احدى مدن روس.

باتو مع جويوك خان

بعد وفاة الخان العظيم أوقطاي خان سنة (639هـ/1241م) نشبت النزاعات الداخلية بين أمراء المغول، وانغمس باتو في هذا النزاع حيث يرى نفسه أهلا بهذا المنصب بوصفه عميد أولاد جوجي أكبر أبناء جنكيز خان ومن ثم فهو عميد الأسرة الجنكيزية[4]. فقد تولت توراكينا خاتون أرملة أوقطاي الوصاية على العرش، وجاهدت أن تؤمن لإبنها جويوك خلافة والده، إلا ان باتو رفض ذلك لأسباب عديدة منها دينية وثقافية واجتماعية، حيث أن باتو شاماني بينما جويوك كانت ميوله نصرانية[4]، وأيضا لأنه وبوري خان حفيد جغطاي خان قد تعاركا بعنف مع باتو في وليمة النصر التي أقاموها في جنوب روسيا بعد فتحهم لروسيا وأوروبا الشرقية، فساءت العلاقة بينهم لكن كل من جويوك وبوري لم يستطيعا فعل شيء للاضرار بمركز باتو طالما أن عمه أوقطاي ما زال حيّا.

دعت توراكينا خاتون باتو لحضور مجلس الكورلتاي لانتخاب الخان الجديد لإمبراطورية المغول في 1242، إلا ان باتو رفض دعوة الحضور بأدب متعللا بأنه يعاني من الشيخوخة والمرض، ولكنه كان لا يؤيد انتخاب جويوك فتأخر تعيين الخان لعدة سنوات. إلا أنه بالآخر بعث إخوته إلى الكورلتاي، وانتخب المغول خانا جديدا لهم في 1246. اعترف بالسيادة المنغولية جميع كبار أمراء الروس بما في ذلك ياروسلاف الثاني أمير فلاديمير ودانيال ملك غاليسيا وفلاديمير قسطنطين وبوريس وجليب وفاسيلي وقسطنطين وفاسيلكو وسفياتوسلاف فسيفولودوفيتش. ومع ذلك فقد أعدم بلاط المغول بعض الأمراء الروس المعادين للمغول مثل مايكل تشرنيغوف الذي قتل مبعوث المغول في (1240).

باتو خان مؤسسا القبيلة الذهبية.

استدعى جويوك خان باتو بعد استلامه الحكم بفترة قصيرة، ودعاه عدة مرات أن يأتي ليبايعه. إلا أن الأخير بعث بعد وفاة والدهما أندريه وألكسندر نيفيسكي إليه في قراقورم بمنغوليا سنة 1247. فعين جويوك أندريه أميرا لفلاديمير سوزدال والكسندر أميرا لكييف[20]، وفي 1248 طلب من باتو أن يأتي شرقا للقائه، وهي الخطوة التي اعتبر بعض المعاصرين كذريعة لاعتقاله. وامتثالا لأمر الخان أتى إليه جالبا معه جيشا كبيرا، فتوجه جويوك غربا لملاقاته. فأبلغت أرملة تولوي وأخت زوجة أب باتو (سرقويتي بيجي) بتحرك جويوك غربا، وحذرته بأن هدفه هو اسرة جوتشي.

توفي جويوك بشينجيانغ قريبا من سمرقند يوم 9 ربيع الثاني 647هـ/1249م[21] وهو في طريقه إلى المعركة وعمره 42 سنة، وسبب الوفاة هو تأثير مشترك ما بين إدمان الكحول ومرض النقرس وربما يكون مات مسموما، ولكن بعض المؤرخين المعاصرين يعتقدون أنها وفاة لأسباب طبيعية بسبب تدهور حالته الصحية[22]. تولت أوغل قايميش أرملة جويوك الوصاية على العرش لكنها لم تستطع المحافظة على ابقاء الحكم داخل فرعها بالعائلة.

مع مونكو خان

أضحى لباتو خان الزعامة على بيت جنكيز خان بعد وفاة جويوك، فجعل نصب عينيه استبعاد أسرة أوقطاي من العرش، إذ توافر في بيت تولوي من الاستقامة والنزاهة ما كان ينشده: وكان مونكو أكبر أبناء تولوي وخير من يتولى الحكم، فرشحه باتو خانا أعظم بالرغم من اعتراض اسرتي أوقطاي وجيغتاي، فأقر مجلس القورلتاي انتخابه في يوليو 1251[23].

تمكن مونكو خان بمساعدة القبيلة الذهبية من أن يصبح خانا أعظم سنة 1251. فاستفاد من كشف مؤامرة تهدف إلى إزاحته من الحكم، حيث بدأ الخان الجديد بالتخلص من خصومه، وقد قدر عدد من تخلص منهم من المغول الاستقراطيين والمسؤولين والقادة ما بين 77-300. وبذا أصبح باتو الشخص الأكثر نفوذا بعد الخاقان، فصداقة مونكو مع باتو ضمنت وحدة الإمبراطورية. فساهم باتو وبعض الأمراء مع مونكو في حكم منطقة من أفغانستان إلى تركيا.

ما بين سنة 1252-1259 أجرى مونكو خان تعداد سكاني للإمبراطورية، فسمح باتو لموظفي الإحصاء الذين ارسلهم مونكو خان بالعمل بحرية في مملكته، حيث مكانته كصانع للملوك وعميد عائلة بورجيجين. وقد شمل الإحصاء كلا من إيران وأفغانستان وجورجيا وأرمينيا وروسيا وآسيا الوسطى وشمال الصين. وقد تم الانتهاء من الصين سنة 1252، أما في نوفجورود في أقصى الشمال الغربي فلم يجر فيها التعداد حتى شتاء 1258-1259 بسبب انتفاضتها ضد التعداد، ولكن الكسندر نيفسكي أجبر المدينة بإخضاعها للتعداد والضرائب.

أبدى الأمير أندريه الثاني امتعاضه تجاه المغول، فأرسل إليه باتو بعثة تأديبية بقيادة نفروي. فعند اقترابهم منه فر أندريه إلى بسكوف ومنها إلى السويد. اجتاح المغول إمارة فلاديمير وعاقبوها بقسوة، ثم توقف فرسان ليفونيا تقدمهم نحو نوفغورود وبسكوف. وفي سنة 1252 عين باتو خان الكسندر أميرا أكبر على فلاديمير (أي الحاكم الروسي الأعلى) بفضل صداقته مع سرتق ابن باتو. وفي سنة 1256 سافر أندريه إلى ساراي طالبا من باتو الصفح عن خيانته السابقة وقد نالها.

إمبراطورية المغول في 1259-60.

أمر مونكو خان كلا من عائلتي جوجي وجاغتاي للانضمام لحملة هولاكو إلى إيران. وقد تمكن بركة خان من اقناع أخيه بإجبارهم على تأجيل الحملة، حيث أثار بعض الشك أنه سيؤدي إلى منع هيمنة أسرة جوجي هناك لعدة سنوات. ولكن في عهد باتو وربما خليفته أوفدت القبيلة الذهبية وفدا كبيرا من أسرة جوجي للمشاركة في حملة هولاكو على الشرق الأوسط في 1256-1257.

بعد وفاة باتو سنة 1256 عين مونكو سرتق لخلافة والده. ولكنه مات بعد عودته من البلاط المغولي مباشرة، ويبدو أن عمه بركة ارسل من قتله في الطريق متذرعا أن مونكو أمره بذلك، ولكن بركة كان طامعا بخلافة أخيه باتو حيث استلم الحكم في 1257[4].

وفي سنة 1257 تمكن دانيالو من صد هجمات المغول بقيادة الأمير كيورمسا ابن أوردا خان على بونزيا وفولنيا وأوفد بعثة بهدف أخذ كييف. إلا أن هذا النجاح لم يكتمل، حيث تمكن جيش منغولي بقيادة بورونداي في 1259 من دخول غاليسيا وفولنيا، وأنذروا دانيالو بأن عليه تدمير تحصيناته وإلا واجه الحرب. فامتثل دانيالو للأمر واسقط أسوار المدينة. وفي سنة 1259 شن بركة خان هجمات وحشية على ليتوانيا وبولندا، وطالب بإخضاع ملك هنغاريا بيلا الرابع وفرنسا لويس التاسع في 1259 و1260[24]. وقد ألحق خسائر فادحة في فرسان تيوتون عند هجومه على بروسيا سنة 1259-1260[25]. وربما خضعت ليتوانيا له في سنوات 1260[26].

الحرب الأهلية في امبراطورية المغول (1260–1280)

رسمة تظهر واقعة نهر ترك بين مغول القفجاق والإلخانيين.

بعد وفاة مونكو خان سنة 1259، بدأت حرب الخلافة بين قوبلاي خان وأريق بوكا. فبينما أيد هولاكو أخاه قوبلاي، فإن بركة خان دفع بولاءه إلى أريق بوكا[27]، وسك النقود باسم أريق بوكا[28]. وحسب كتاب جامع التواريخ فإن بركة كان في حياد أول الأمر بالصراع الدائر بين قوبلاي وأريق بوكا، إلا أن هزيمة الأخير دفعته إلى الاعتراف بقوبلاي خانا أعظم للمغول[29] ومع هذا فقد انضمت بعض النخب من القبيلة البيضاء إلى أريق بوكا.

اندلع تمرد في سوزدال سنة 1262، مما أسفر عن مقتل داروغاثي المغول جامع الضرائب. فبدأ بركة خان بالتخطيط لإرسال بعثة عقابية شديدة. ولكنه تراجع بعد أن طلب منه الكسندر نيفسكي عدم معاقبة شعبه الروسي مع موافقة مدن فلاديمير سوزدال على دفع تعويضات كبيرة.

أُتهِم أحد أمراء فرع جوجي المنضوين إلى جيش هولاكو بالسحر والشعوذة ضد هولاكو. فأعدم بعد الحصول على إذن من بركة خان. بعد ذلك توفي اثنان من الأمراء الذهبيين بشكل مثير للريبة. وفقًا لبعض المصادر الإسلامية رفض هولاكو مشاركة غنيمة الحرب مع بركة حسب رغبة جنكيز خان. كان بركة مسلمًا مخلصًا، وقد أثار هولاكو غضبه قتله عدد كبير من المسلمين خلال غزو بلاد فارس وآسيا الغربية. وازداد غضبه قتل هولاكو الخليفة العباسي المستعصم سنة 1258. ويعتقد الذهبيين أن حكم هولاكو قضى على وجودهم في منطقة جنوب القوقاز[30]. زادت هذه الأحداث من غضب بركة خان وسرعان ما اندلعت الحرب بين القبيلة الذهبية والإلخانات في 1262. فأخذ بركة يُفكر بدعم ثورة المملكة الجورجية على حكم هولاكو ما بين عاميّ 1259 و1260،[31] حيث كان الملك دايفيد أولو قد خسر سلطته على جورجيا وأرمينيا لصالح المغول، كنتيجة لانقلابات فاشلة، كما أجبر حاكم مقاطعة إيمريتي على دفع جزية سنوية إلى الألخانات[32][33]. كانت هذه التوترات المتصاعدة بين هولاكو وبركة بمثابة إنذار للوحدات القبلية الذهبية العاملة تحت لواء هولاكو بوجوب هربها، فقامت فرقة منها بالاتجاه إلى سهوب القبجاق، وفرقة أخرى اجتازت خرسان، أما الثالثة فالتجأت لسوريا المملوكية حيث رحب بهم السلطان الظاهر بيبرس (1260-77)، والباقين الذين لم ينجوا بنفسهم فقد عاقبهم هولاكو بشدة في إيران. كان بركة قد خطط لهجوم مشترك مع بيبرس على المغول، وعقد حلفا مع المماليك ضد هولاكو. فأرسل بركة الجنرال "عيسى نوخوي خان" ليغزو الإلخانات، فرد عليه هولاكو بإرسال أباقا خان لمهاجمة القبيلة الذهبية ردا على هذا؛ فعانى الطرفين من خسائر فادحة.

عندما ألقي القبض على السلطان السلجوقي السابق كيكاوس الثاني في الإمبراطورية البيزنطية، ناشد شقيقه الأصغر كيقباد الثاني مساعدة بركة خان. كما تم اعتقال مبعوث مصري هناك. فغزا نوجاي خان الإمبراطورية بمساعدة مملكة بلغاريا الخاضعة لبركة خان سنة 1264. فأجبر ميخائيل الثامن باليولوج على إطلاق سراح كيكاوس ودفع الجزية للخانية، وتزوج إحدى بناته وهي إيفورن بالايولوجينا. أعطى بركة خان شبه جزيرة القرم لكيكاوس لتكون اقطاعية وزوجه بإمرأة مغولية.

كان ألغو خان الجغتاي يُلح على هولاكو بغزو الأقاليم الخاضعة لبركة زاعما أن الأخير قتل جميع أقاربه فيها سنة 1252، وعندما أعلنت نخب المسلمين وكبار أفراد القبيلة الذهبية في بخارى وسمرقند ولائهم لبركة، قام ألغو بتدمير الذهبيين في خوارزم، ثم اتجه مع هولاكو إلى الولايات الخوارزمية وقتلوا جميع أفراد القبيلة الذهبية وباعوا أسرهم للعبودية، ولم يتركوا على قيد الحياة سوى رجال الخان الكبير قوبلاي وسورخوخطاني[34]. وأعلن ألغو الحرب على بركة بعد رفضه الولاء لقوبلاي، فاستولى على فاراب وخوارزم. ثم استولى على الضفة اليسرى، ففقد بركة خان سيطرته على ماوراء النهر. لم يلبث أن قام بركة على رأس جيش كثيف وتوجه نحو تفليس لكنه توفي في الطريق في ربيع الآخر 665هـ / ديسمبر 1266م[4][35] فارتدت عساكره. وبعدها بعدة أشهر توفي أولغو خان الجغتاي.

مونكو تيمور

بعد وفاة بركة عين قوبلاي مونكو تيمور بن طغان بن باتو خان خلفا لبركة[36] وينحدر هذا الخان من ناحيتي الأب والأم إلى جنكيز خان[37] ولم تذكر المصادر أنه كان مسلما كما خلت السكة التي ضربها أي شعارات إسلامية[4]. وقد دعم الأمير كايدو (قايدو) الأوقطائي ضد قوبلاي والإلخانات في دعمهم خان الجاغاطاي باراق حول ملكية بلاد ماوراء النهر، فارسل جيشا من خمسين ألف جندي بقيادة عمه بركجار لمساندة كايدو، غير أن الأطراف الثلاثة مالوا إلى التفاهم واقتسام البلاد سنة 1267، حيث منحت ثلثا أراضي ماوراء النهر إلى باراق بينما نال كايدو ومونكو تيمور الثلث الباقي[4][38]. إلا أن هذا التفاهم لم يدم طويلا فقد طمع باراق بضم القسم الخير إلى املاكه وهاجم خراسان سنة (668هـ / 1270م)إلا أنه نال هزيمة منكرة، وتوفي بعدها بفترة وجيزة.

وفي 1268 تمرد بعض أمراء قوبلاي في آسيا الوسطى فأمسكوا بإثنين من أبناء الخاقان العظيم وأرسلوهم إلى مونكو تيمور، وأرسل احدهما وهو نوموغان -الابن المدلل لقوبلاي- إلى شبه جزيرة القرم[39]. وقد حصل نزاع بين تيمور وأباغا خليفة هولاكو لبعض الوقت، ولكن الخان العظيم قوبلاي فرض معاهدة سلام بينهما[40]. حيث سمح له بأخذ نصيبه من بلاد فارس. ثم أعرب تيمور عن رغبته بالتحالف مع بيبرس سنة 1271. بالرغم من حقيقة أنه كان قد اقترح بعمل هجوم مشترك مع مماليك مصر على إيران. وقد هنأ تيمور أباغا بانتصاره على باراق سنة 1270[41].

وفي سنة 1267 أصدر مونكو تيمور قرارا بإعفاء رجال الدين الروس من أي ضرائب ومنح حقوق لجنوة والبندقية الحصرية للبقاء في كافا وآزوف. اعتنق بعض أقارب منجو تيمور المسيحية في نفس الوقت واستقروا بين أهل روس. على الرغم من غزو نوغاي الإمبراطورية البيزنطية سنة 1271، إلا أن الخان أرسل مبعوثيه للحفاظ على علاقة ودية مع ميخائيل الثامن باليولوج. وأمر أمير روس الكبير بالسماح للتجار الألمان بالسفر بحرية عبر أراضيه[42]. سمح هذا المرسوم أيضًا لتجار نوفغورود بالسفر عبر أراضي سوزدال دون عوائق[43]. وقد احترم منجو تيمور تعهده عندما قام الدنماركيون وفرسان ليفونيان بمهاجمة جمهورية نوفغورود سنة 1269، قام جامع الضرائب العظيم في الخانية داروغاثي المغول أمارغان والعديد من المغول بمساعدة الجيش الروسي الذي جمعه الدوق الأكبر ياروسلاف. فأصاب الألمان والدنماركيين الرعب لدرجة أنهم أرسلوا هدايا إلى المغول وتركوا منطقة نارفا[44]. امتدت سلطة الخانية إلى جميع إمارات روسيا، وفي 1274-1275 تم إجراء التعداد في جميع مدن روس، ومن ضمنها سمولينسك وفيتبسك[45].

خانية مزدوجة (1281–1299)

تود مونكي خان القبيلة الذهبية

بعد وفاة مونكو تيمور سنة 1281 خلفه شقيقه تود مونكي المسلم. حيث أنشأ اتفاقية سلام مع كوبلاي خان، وأعاد إليه أبناءه واعترف بهيمنته[46][47]. وقام أيضا نوغاي وكوتشو خان القبيلة البيضاء وسليل أوردا خان اتفاق سلام مع أسرة يوان والإليخانات. وفقًا لمؤرخي المماليك، أرسل تود مونكي رسالة إلى المماليك مقترحا فيها محاربة عدوهم المشترك وهم الإليخانات الكفار. وربما دل ذلك على أن له أطماع في أذربيجان وجورجيا، وكلاهما كان تحت حكم الإليخانات.

في سبعينيات القرن السابع عشر داهم نوغاي بوحشية بلغاريا[48] وليتوانيا[49]. وقام بحصار مايكل آسين الثاني داخل دراستر في سنة 1279، وأعدم زعيم المتمردين إيفاليو في 1280، وأجبر جورج تيرتر الأول على اللجوء إلى الإمبراطورية البيزنطية في 1292. في عام 1284 أصبحت ساكجي تحت الحكم المغولي أثناء الغزو الكبير لبلغاريا، وسكت العملات المعدنية تم ضربها باسم الخان[50]. وأصبح سميلتز إمبراطورًا بلغاريا وفقًا لرغبات نوغاي خان الذي ساعد حلفائه البيزنطيين. تبعا لذلك فإن عهد سميلتز هو ذروة الهيمنة المغولية في بلغاريا. وعندما طرده البويارات المحليين سنة 1295 شن المغول غزوات لحماية محميتهم، فأجبروا الملك الصربي ستيفان ميلوتين على قبول هيمنة المغول وارسل ابنه ستيفان ديانسكي كرهينة سنة 1287. وتحت حكمه عاش الفلاش والسلاف والألان والمغول الأتراك في مولدافيا الحديثة. بعد الغزو الفاشل والمدمّر لهنغاريا في سنة 1285، أطاح نوغاي وتالابوغا وغيرهم من القادة النويان بتودي مونكي لأنه لم يكن خان نشطًا محاطًا وبرجال الدين والشيوخ. فانتخب تالابوغا ليكون خان القبيلة البيضاء، وترك تودي مونكي ليعيش بسلام. بالإضافة إلى هجومه على بولندا في 1287 فقد قام جيش تالابوغا بمحاولات غير ناجحة لغزو الإليخانات في 1288 و 1290.

في ذلك الوقت ازداد تأثير نوغاي وقوته داخل خانية القبيلة الذهبية. وبدعم منه رفض بعض أمراء روس مثل ديمتري من بيريسلافل الحضور إلى بلاط الخان في سراي، في حين طلب شقيق ديمتري أندري من غوروديتس مساعدة تود مونكي. اما ديمتري فقد تعهد له نوغاي بدعمه من أجل العرش الدوقي الكبير. عند سماع ذلك تخلى أندري عن مطالباته لفلاديمير ونوفغورود وعاد إلى غوروديتس. ثم في سنة 1285 قاد أندريه مرة أخرى جيشًا مغوليًا بقيادة الأمير بورجيجين إلى روسيا ولكن هزمهم ديمتري. تحت نوغاي أصبح الجزء الغربي من الخانية والإمارات الخاضعة لها مستقلة بحكم الواقع. خلال الحملة الاستكشافية ضد الشركس ازدادت الشكوك لدى الخان تالابوغا بشأن نوغاي، فأظهر التحدي ضده، فنظم نوغاي انقلابا أزاحه واستبدل به طقطاي سنة 1291.

تزوجت ابنة نوغاي من ابن كيلميش ابنة أخت كوبلاي التي كانت زوجة لأحد القوات من القبيلة الذهبية. وابدى نوغاي غضبه من عائلة كيلميش لأن ابنها البوذي كان يحتقر ابنته المسلمة. لهذا السبب طلب من طقطاي أن يرسل زوج كيلميش إليه. أفعال نوغاي المستقلة المتعلقة بالأمراء الروس والتجار الأجانب قد أزعجت الخان، لهذا رفض الخان وثارت الحرب بينهما. فانهزم طقطاي في معركته الأولى. وعندما جرت الحرب في المرة الثانية سنة 1299، قتل نوغاي في المعركة في كاغامليك بالقرب من نهر الدنيبر. وكان ابن طقطاي متمركزًا في ساكتشي على طول نهر الدانوب حتى البوابة الحديدية[51]. وبعدها قُتِل تشاكا نجل نوغاي الذي جعل نفسه إمبراطورا على بلغاريا لفترة وجيزة، وقتله تيودور سفيتوسلاف بناء على أوامر من طقطاي[52].

بعد وفاة مونكو تيمور سحب حكام القبيلة الذهبية دعمهم من كايدو، أسرة أوقطاي خان. حاول كايدو استعادة نفوذه في القبيلة الذهبية من خلال رعاية مرشحه الخاص كوبيليج ضد بيان (حكم 1299-1304) خان القبيلة البيضاء[53]. وبعد الحصول على الدعم العسكري من طقطاي، طلب بيان المساعدة من أسرة يوان والإليخانات لتنظيم هجوم موحد على خانات جاغاطاي التي يقودها كايدو ومعه رجله الثاني دوا. ومع ذلك لم يتمكن بلاط يوان من إرسال دعم عسكري سريع[54].

السلام العام (1299–1312)

أجزاء الإمبراطورية المغولية حوالي 1300 حيث القبيلة الذهبية بالأصفر

حدث جفاف شديد في المناطق المحيطة بالبحر الأسود من 1300 إلى 1303. فسمح طقطاي لأتباع نوغاي العيش في أرضه، وطالب إيلخان غازان وخليفته أولجايتو بارجاع أذربيجان، لكنهم رفضوا ذلك. فطلب المساعدة من مماليك مصر ضد الدولة الإلخانية. أرسل طقطاي واليا له إلى غزنة ولكن الأهالي طُردوه. فقد استمر الهدوء منذ إيفاد طقطاي بعثة سلام إلى إيلخان جايخاتو سنة 1294 دون انقطاع حتى سنة 1318[55].

أعلن سفراء الحكام المغول من آسيا الوسطى واليوان على طقطاي في 1304 اقتراح بسلام عام. فقبل طقطاي على الفور، ورضي بسيادة إمبراطور يوان تيمور خان، وأعيد فتح جميع طرق اليام (التناوب البريدي) والشبكات التجارية عبر الخانات المغولية. منح طقطاي السلام العام بين الخانات المغولية إلى أمراء روس في بيرياسلاف[56]. يبدو أن تأثير خانية اليوان قد ازداد في القبيلة الذهبية لأن بعض عملات طقطاي كانت تحمل نصوص تيبتية (Phags-pa) بالإضافة إلى الكتابة المنغولية والاحرف العربية[57].

الإمبراطورية البلغارية في سنة 1308 عندما كانت خاضعة للمغول[58].

عندما علم الخان طقطاي بأن الجنويين يخطفون رعاياه ويبيعونهم رقيق -والغالب لمصر ليصبحوا جنودا فيها[59]- استاء من ذلك وأمر بالقبض على الإيطاليين من سكان سراي وحاصر كافا سنة 1307. قاوم الجنويين لعام كامل، لكنهم بالآخر أشعلوا النار في مدينتهم وتركوها في 1308. وظلت العلاقات بين الإيطاليين والخانية الذهبية متوترة حتى وفاة طقطاي.

كان الخان متزوجًا من ماري الابنة غير الشرعية لإمبراطور بيزنطة، لتأمين التحالف البيزنطي المغولي [الإنجليزية] بعد هزيمة نوغاي[60]. وقد وصلت إلى أوروبا الغربية أخبارا تدعي أن طقطاي كان ميالا جدا للمسيحيين[61]. ولكن وفقا للمؤرخين المسلمين فإنه بقي على الوثنية (البوذية والتنغرية) وأظهر احترامه لرجال الدين من جميع الديانات مع أنه مال للمسلمين[62].

ازدادت التوترات في أواخر عهد طقطاي بين أمراء تفير [الإنجليزية] وموسكو. ربما كان سببه أن طقطاي فكر في إلغاء الوضع الخاص لإمارة فلاديمير الكبرى ووضع جميع الأمراء الروس على نفس المستوى. فقرر القيام بزيارة شخصية إلى شمال روسيا، لكنه توفي أثناء عبوره نهر الفولغا سنة 1313[63].

التطور السياسي (1312–1359)

بعد تولي أوزبك (أوز بيغ) العرش في 1313 اتخذ الإسلام دين الدولة الرسمي. وحظر البوذية والشامانية بين المغول في روسيا، وبالتالي اضعف انتشار ثقافة يوان. ونجح أوزبك بحلول 1315 في إضفاء الطابع الإسلامي على الخانية، مما أسفر عن مقتل أمراء جوجيين ورهبان اللاما البوذيين الذين عارضوا سياسته الدينية وخلافة العرش. واصل أوزبك خان التحالف مع المماليك التي بدأها بركة خان وأسلافه. احتفظ بعلاقة ودية مع السلطان المملوكي وظله الخليفة في القاهرة. بعد تأخير طويل وكثير من النقاش تزوج الناصر محمد سلطان مصر من أميرة مغولية من ذرية بركة خان[64].

صورة تعبر انتقام ديمتري لموت والده في قصر أوزبك خان، وقتله يوري.

كانت سياسة الحكام المغول فيما يتعلق بروسيا هي تبديل التحالفات باستمرار في محاولة لإبقائها مع أوروبا الشرقية ضعيفتين ومنقسمتين. بمساعدة سراي فاز الدوق الأكبر ميخائيل ياروسلافيتش بالمعركة ضد الحزب في نوفغورود في 1316. بينما كان ميخائيل يقوي سلطته، ثبت منافسه يوري موسكو نفسه لصالح أوزبك حتى عينه زعيما لأمراء روسيا، وأعطاه أخته كونتشاك زوجة له. عاد يوري بعد قضاء ثلاث سنوات في بلاط أوزبك ومع جيش من المغول والموردوفيون. ولكن هزمه ميخائيل في ديسمبر 1318 بعد أن دمر يوري قرى تفير، وقبض على زوجته الجديدة والجنرال المنغولي كاوجادي. أثناء بقائها في تفير توفيت زوجته كونتشاك التي اعتنقت المسيحية وتبنت اسم أغاثا. ادعى خصوم ميخائيل أمام أوزبك خان أنه سمم أخته وتمرد على حكمه، فاستدعى ميخائيل إليه وأُعدمه في 22 نوفمبر 1318[65][66]. وفي سنة 1322 ذهب ديمتري نجل ميخائيل الذي كان يسعى للانتقام لمقتل والده إلى سراي وأقنع أوزبك خان بأن يوري قد استولى على جزءًا كبيرًا من جزية الخانية. استدعي يوري إلى الخانية للمحاكمة، لكنه قتل على يد ديمتري قبل أي تحقيق رسمي. وبعدها بثمانية أشهر أعدم البلاط الذهبي ديمتري بسبب جريمته.

في البداية لم يرغب أوزبك في تمكين موسكو. ولكن في 1327 وصل محصل الضرائب شيفكال ابن عم أوزبك إلى تفير من الخانية ومعه حاشية كبيرة. وأقاموا في قصر ألكساندر. فانتشرت وقتها شائعات بأن شيفكال أراد احتلال العرش لنفسه وإدخال الإسلام إلى المدينة. عندما حاول المغول في 15 أغسطس 1327 أخذ حصان من شماس يدعى ديودكو الذي بكى طلبًا للمساعدة، فحملت مجموعة من الغاضبين على التتار وقتلوهم جميعًا، واحرقوا شيفكال وحرسه أحياء. هكذا بدأ أوزبك خان في دعم موسكو لتكون القوة الروسية الرائدة. ومنح إيفان الأول لقب أمير كبير واعطاه الحق في تحصيل الضرائب من الإمارات الروسية الأخرى. وأرسله الخان أيضًا على رأس جيش مؤلف من 50,000 جندي لمعاقبة تفير. ومع أن ألكساندر نال عفوا في سنة 1335، إلا أنه اعدم بتقطيع أوصال هو وابنه فيودر في سراي بأمر من الخان يوم 29 أكتوبر 1339.

قام أوزبك خان بجيشه الذي تخطى 300,000 بعدة غارات على تراقيا، في حملة جزئية من حرب بلغاريا ضد بيزنطة وصربيا سنة 1319. ثم جرت عدة غارات على البيزنطيين في عهد أندرونيكوس الثاني باليولوج وأندرونيكوس الثالث باليولوج خلال سنوات 1320 - 1341، واحتلت ميناء فيسينا ماكاريا البيزنطي. ونهبت جيوشها تراقيا لمدة أربعين يومًا في 1324 ولخمسة عشر يومًا في 1337، وأخذوا معهم 300,000 أسير. ومع ذلك فقد فشلت محاولة الخان في إعادة السيطرة على صربيا سنة 1330[67]. وقد أعلن باساراب الأول أمير والاشيا وبدعم من أوزبك عن استقلال دولته عن التاج المجري سنة 1330[58]. وتشير بعض المصادر إلى أن أوزبك تزوج أيضًا من ابنة أندرونيكوس الثالث غير الشرعية، التي كانت تحمل اسم بايالون، ولكن الفتاة هربت بعد تدهور العلاقات بين الخانية والبيزنطيين عائدة إلى بلادها خوفًا على ما يبدو من تحولها القسري إلى الإسلام[68][69].

امتدادات القبيلة الذهبية تحت حكم أوزبك خان.

سمح أوزبك للجنويين بالاستقرار في شبه جزيرة القرم بعد توليه الحكم، لكن المغول اجتاحوا قاعدتهم سوداك في 1322 عندما طرد المسيحيون المسلمين من المدينة[70]. لم يتم تحرش بتجار جنوة في المدن الأخرى. طلب البابا يوحنا الثاني والعشرون من أوزبك إعادة بناء الكنائس الكاثوليكية الرومانية التي دمرت في المنطقة. وهكذا وقع الخان معاهدة تجارية جديدة مع جنوة في 1339 وسمح لهم بإعادة بناء أسوار كافا. وفي سنة 1332 سمح للفرنسيسكان بإنشاء مستعمرة في تانايس على نهر الدون. في 1314 تم تجديد مرسوم صادر عن مونكو تيمور والذي سمح للفرنسيسكان بالتبشير.

قامت القبيلة الذهبية بغزو الإليخانات في عهد أبو سعيد سنوات 1318 و 1324 و 1335. وقد رفض حليف أوزبك الناصر سلطان المماليك مهاجمة أبو سعيد لأنهما وقعا اتفاقية سلام بينهما في 1323. وفي 1326 أعاد أوزبك خان العلاقات الودية مع إمبراطورية الخان العظيم وبدأ في إرسال الأموال إليهم[71]. وبدأ في سنة 1339 بتلقي أموال سنوية تقدر ب 24,000 دنج من عملة يوان الورقية من مستحقات أسرة جوجي في الصين[72]. عندما انهارت الإليخانية بعد وفاة أبو سعيد، طلب كبار البايات من أوزبك في يأس لإيجاد زعيم لهم، ولكنه رفض التدخل بعد التشاور مع أمير الأمراء قطلوغ تيمور.

وفي سنة 1323 استحوذ الدوق الأكبر غيديمين أمير ليتوانيا على كييف وقام بتنصيب شقيقه فيدور أميرا عليها، ومع ذلك استمرت إمارة ليتوانيا بدفع الإتاوة للخان. وبعدها ببضع سنوات قام الليتوانيون في حملة قادها فيدور بضم محصل ضرائب الخان إلى حاشيتهم[73].

في عهد أوزبك وخلفه جاني بك (1342-1357) نال الإسلام لدى بعض الأتراك ذوو جذور عميقة إلى ماقبل المغول في أوراسيا قبولا عاما رغم أن أتباعه ظلوا متسامحين مع المعتقدات الأخرى. من أجل توسيع الإسلام بنجاح بنى المغول مسجدًا وبجوارها مدارس دينية تتطلب حمامات وهو عنصر مهم في الثقافة الإسلامية. جذبت سراي التجار من بلدان أخرى. وازدهرت تجارة الرقيق بسبب تقوية العلاقات مع سلطنة المماليك. نمو الثروة وزيادة الطلب على المنتجات عادة ماينتجان عنه نمو سكاني، وهكذا كان الحال مع سراي. زاد الإسكان في المنطقة مما حول العاصمة إلى مركز سلطنة مسلمة كبيرة.

رعى جاني بك الحملات العسكرية المغولية المشتركة ضد ليتوانيا وبولندا. حيث قام جيشه سنة 1344 بحملة ضد بولندا بمساعدة من إمارة غاليسيا فولينيا، عندما كانت فولينيا جزءًا من ليتوانيا. ولكن في سنة 1349 قامت قوات بولندية مجرية مشتركة باحتلال تلك الإمارة، وبالنهاية ضمتها بولندا إليها. مما انهى علاقة التبعية بين غاليسيا فولينيا روس وبين القبيلة الذهبية[74].

كان الموت الأسود عاملاً رئيسياً في تراجع اقتصاد القبيلة الذهبية في أربعينيات القرن. فتخلى جاني بج عن طموحات والده في البلقان ودعم موسكو ضد ليتوانيا وبولندا. كما دعم سيطرة الجوجيين على خانية الجغاطاي وغزا تبريز منهياً حكم الجوبانيين عليها سنة 1356. وخضع الملك البولندي كازيمير الثالث الأعظم إلى القبيلة الذهبية متعهدا بدفع جزية لوقف الصراعات[75]. فأرسل جاني بك الأمراء المغول السبعة لمساعدة بولندا[76]. وبعد استسلام جلائريون تباهى جاني بك بأن ثلاثة ممالك مغولية هي تحت سيطرته. ولكن بعد اغتيال الخان جاني بك خسرت الخانية أذربيجان بسرعة لصالح السلطان سلطان شیخ اویس الجلائري سنة 1357.

الانحدار

المشاكل الكبرى (1359–1381)

معركة كوليكوفو سنة 1380

بعد اغتيال بردي بيك على يد شقيقه قلبا سنة 1359، غرقت الخانية في حرب داخلية مطولة، تنافس فيها مايصل إلى أربعة خانات لنيل الاعتراف من الأمراء ولامتلاكهم مدن كبرى مثل سراي والقرم وآزوف. بعد الإطاحة بحاكمها الاسمي من إمبراطور يوان الخان طوغون تيمور[77] فقدت القبيلة الذهبية ارتباطها بمنغوليا والصين[78]. بينما واصل أحفاد أوردا وتوقا تيمور من القبيلة البيضاء التحرر من المتاعب حتى أواخر السبعينيات. واستولى أوروس خان من القبيلة البيضاء على سراي ووحد معظم الخانية من خوارزم إلى دشت قبجاق في 1375.

بحلول الثمانينيات حاول الشيبانيون وسكان موسكو وقاشان التحرر من سلطة الخانية. استفادت دوقية ليتوانيا الكبرى من هذا الوضع واندفعت إلى أعماق أراضي الخانية أكثر من أي حملة سابقة، وهزم دوقها الأكبر الجيرداس قوات مراد خان في معركة المياه البيضاء.

في غرب سهوب بونتيك حاول ماماي وهو جنرال التتار الذي كان صاحب الملك لإعادة تأكيد سلطة التتار على روسيا. ولكن انهزم جيشه أمام جيش الأمير الكبير ديمتري دونسكوي في معركة كوليكوفو سنة 1380، وهو ثاني نصر لدونسكوي على التتار. وأثناء الاستعداد لغزو آخر لموسكو، واجه ماماي تحديا أكبر من الشرق. ففي سنة 1379 تمكن توختاميش وهو أحد أقارب أوروس خان من قيادة القبيلة البيضاء بمساعدة تيمورلنك. فهزم ماماي وضم أراضي القبيلة الزرقاء، وأعاد تأسيس الخانية الذهبية لفترة وجيزة كقوة إقليمية مهيمنة في سنة 1381.

اتحاد لفترة قصيرة

قوات تيمورلنك تتقدم وسط قوات توختاميش خان القبيلة الذهبية.

بعد هزيمة ماماي تمكن توختاميش من استعادة هيمنة القبيلة الذهبية على روسيا بعد الهجوم على أراضيها في 1382. فحاصر موسكو في 23 أغسطس، لكن سكانها صدوا الهجوم باستخدام الأسلحة النارية لأول مرة في تاريخ روسيا[79]. وفي 26 أغسطس أقنع ابنا ديمتري سوزدال أحد مؤيدي توختاميش -وهما الدوق فاسيلي أمير سوزدال وسيمون أمير نيجني نوفغورود الموجودين مع جيش توختاميش- سكان موسكو بفتح بوابات المدينة، ووعدوهم بأن الجيش لن يؤذي المدينة[80]. فسمح هذا العمل لقوات توختاميش باقتحام موسكو وتدميرها، مما أسفر عن مقتل 24,000 شخص[81]. كما سحق توختاميش الجيش الليتواني في بولتافا في السنة التالية[82]. وقبل يوغيلا دوق لتوانيا الأكبر وملك بولندا بهيمنة الخانية ووافق على دفع الجزية مقابل منحه إقليم روس[83]. فاجبرت روسيا بالخضوع للمغول لقرن آخر.

لم يعجب توختاميش نجاح تيمورلنك في بناء سلطنته المترامية الأطراف، فقام بغزو أذربيجان وخوارزم وبلاد ما وراء النهر وهي مناطق خاضعة لإمبراطورية تيمور. فأعلن تيمور الحرب ضده. فالتقيا الجيشان على نهر تيريك يوم 23 جمادى الآخرة 797هـ/16 أبريل 1395م حيث دارت رحى معركة ضارية أبيد فيها جيش توختاميش[84]. ودمرت عاصمته ونهبت المراكز التجارية لشبه جزيرة القرم، ورحل تيمور لنك الحرفيين الأكثر مهارة إلى عاصمته سمرقند.

بعد تلك الهزيمة بدأت بوادر التفكك في الخانية. فبعدما فر توختاميش من المعركة، اختير تيمور قتلغ حفيد أوروس خان ليكون خانا على القبيلة الذهبية، وعين تيمورلنك كويريجاك حاكما على القبيلة البيضاء[85]. أما إديغو أمير أمراء تيمور كوتلوغ فقد كان الحاكم الحقيقي للخانية الذهبية.

هرب توختاميش إلى دوقية ليتوانيا الكبرى وطلب مساعدة فيتاوتاس في استعادة سلطته في الخانية مقابل الاعتراف بسلطته أميرا أكبر على أراضي روس واعطائه مقاطعات كبيرة معظمها تابع لأمير موسكو[86]. ولكن إديغو هزمهم في معركة نهر فورسكلا في 1399[87]. ولم تتعافى طرق التجارة في آسيا بعد تدمير تيمور، وتوفي توختاميش في 1405. وهرب ابنه جلال الدين إلى ليتوانيا.

أجبر إديجو أمير موسكو الكبير على قبول سلطة الخان في 1408. وقد أبقى على الخانية متحدة حتى 1410 عندما تم طرده إلى آسيا الوسطى. أثناء غيابه عاد جلال الدين من ليتوانيا وتولى العرش لفترة وجيزة. ولكن عاد إديغو إلى الخانية يعين ويعزل الخانات كيفما يشاء، وقامت بينه وبين أبناء توختاميش حروب إلى أن قتل في 1419.

الانحلال (1420–1480)

أصبح ألوغ محمد خان القبيلة الذهبية سنة 1419. ومع ذلك اقتصرت سلطته على ضفاف نهر الفولغا حيث حكم كبك خان ابن توختاميش ومعه خان دولت بردي الذين تعرضوا للهزيمة على يد باراق الأوزبكي في 1421. وقد اغتيل باراق في 1427 وأعيد تنصيب أولوغ محمد. ودعم الملك الليتواني سفيتريجيلا سيد أحمد الأول منافس أولوغ محمد، الذي نال عرش الخانية في 1433. كما دعم فاسيلي الثاني من روسيا سيد أحمد من أجل إضعاف أولوغ محمد الذي أسس خانية قازان وجعل موسكو تدفع له الجزية. ودعم سيد أحمد سفيتريجيلا خلال الحرب الأهلية الليتوانية (1431–1435)[88].

انقسمت خانية القبيلة الكبرى إلى عدة خانات غير مرتبطة:

  1. خانية تيومين (1468 فيما بعد خانية سيبير)
  2. خانية قازان (1438) - خانية قاسم (1452)
  3. خانية القرم (1441)
  4. خانية نوغاي (1440)
  5. خانات كازاخستان (1456)
  6. خانية أستراخان (1466)

في صيف 1470 (وفي مصادر أخرى 1469) شن آخر الخانات البارزين وهو أحمد خان بن کوچک هجومًا على مولدافيا مملكة بولندا وليتوانيا. بحلول 20 أغسطس هزمت القوات المولدافية بقيادة شتيفان الكبير التتار في معركة ليبنيك.

في سنوات 1474 و 1476 أصر أحمد خان على أن يعترف إيفان الثالث بخضوع روسيا للحشد. ومع ذلك فإن التناسب القوى ليس في صالح الخانية. وفي 1480 نظم أحمد حملة عسكرية أخرى ضد موسكو ولكن الحملة فشلت وبالنهاية تضعضعت الخانية. مما حدا بروسيا الاستقلال عن القبيلة الذهبية، وبذلك انتهت أكثر من 250 عامًا من سيطرة التتار-المغول. في 6 يناير 1481 قُتل أحمد خان على يد أباق خان الشيباني أمير تيومين ومعه أمراء النوجاي عند مصب نهر الدون[89].

السقوط (1480–1582)

الحشد الكبير على نهر أوجرا, 1480

تعرضت مملكة بولندا ودوقية ليتوانيا الكبرى (التي كانت تملك معظم أوكرانيا في ذلك الوقت) لهجوم من بقايا القبيلة الذهبية في الفترة من 1487 - 1491. حيث وصلوا إلى لوبلين شرق بولندا قبل تعرضهم للهزيمة في زاسلافي. [78] ولاتزال السجلات تذكر القبيلة الذهبية حتى نهاية القرن 18. وقد ذكرها الناشر الروسي نيكلولاي نوفيكوف سنة 1773 في عمله. [79]

أصبحت خانية القرم تابعة للدولة العثمانية في عام 1475 وأخضعت ما تبقى من القبيلة الكبرى، أما آخر خانات القبيلة الكبرى فكان أحمد خان الذي طٌرٍد من سراي في 1502. ولجأ إلى ليتوانيا سنة 1504 التي حبسته في سجن في كاوناس لعشرين عاما. طبقًا لمصادر أخرى فقد أطلق سراحه من السجن الليتواني في 1527. [80]

غزا روسيا الموحدة خانية قازان في 1552 ثم خانية أستراخان في 1556، وخانية سيبير في 1582. وقد تسببت تتار القرم في الفوضى في جنوب روسيا وأوكرانيا وحتى بولندا في القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر ( شاهد غارات القرم - نوغاي على أراضي السلاف الشرقية [الإنجليزية] ) لكنهم لم يتمكنوا من هزيمة روسيا أو الاستيلاء على موسكو. وفي ظل الحماية العثمانية واصلت خانية القرم وجودها المحفوف بالمخاطر حتى ضمتها كاثرين الكبرى في 8 أبريل 1783. وعدت أطول الدول الخلف للقبيلة الذهبية.

الجغرافيا والمجتمع

عين جنكيز خان إلى جوجي أربع كتائب منغان[90] مغولية وهي: سانشيوت (أو سالجيوت) وكنيجيس وأوشين والجيوريت[91]. ومع بداية القرن 14 شغل القادة من قبائل سانشيود وهونجيرات وأونجود (أرغون) وكنيجيس وجاجراد وبسود وأويرات وجيوريت مناصب مهمة سواء في البلاط أو في منصب آخر. وكان هناك أربعة كتائب منغان (4000) من الجلائر في الجناح الأيسر من جوجي أولوس (القبيلة الذهبية).

كان سكان خانية القبيلة الذهبية مزيجًا كبيرًا من الترك والمغول الذين اعتنقوا الإسلام لاحقا، بالإضافة إلى أعداد أقل من فينو-يوغرية والسارماتو السكيثيين والسلاف وأفراد من القوقاز وشعوب أخرى (سواء كانوا مسلمين أم لا)[92]. ومعظم سكان الخانية هم من الترك: قفجاق والكومان وبلغار الفولغا والخوارزميون وغيرهم. وقد ازداد تتريك الخانية وفقدان هويتها المغولية، في حين أن المحاربين المغول الأصليين أحفاد باتو كانوا يشكلون الطبقة العليا[93]. واطلق عليهم الروس والأوروبيين اسم التتار. واستمر الروس بهذا الاسم لهذه المجموعة حتى القرن العشرين. في حين أن معظم شعوب تلك المجموعة عرفوا أنفسهم بأسمائهم العرقية أو القبلية، واعتبر معظمهم أنهم مسلمين. ولغة معظم السكان سواء أهل الفلاحة أو الرعي هي لغة القبجاق التي تطورت إلى اللغات الإقليمية لمجموعات القبجاق بعد تفكك الخانية.

حكم أحفاد باتو القبيلة الذهبية من سراي باتو ومن ثم سراي بيرك، وسيطروا على منطقة تمتد من نهر الفولغا وجبال الكربات إلى مصب نهر الدانوب. أما نسل الأورطة او الخانية فقد حكموا من نهر الأورال إلى بحيرة بلخاش. سجلت تعداد السكان بعض الصينيين الذين يعيشون في أحياء التتار في نوفغورود وتفير وموسكو.

التنظيم الداخلي

قطع من البلاط من قصر في سراي.

تنحدر نخب القبيلة الذهبية من أربع عشائر مغولية: قيات ومانغوت وسقيفوت وقنقرات. والخانهو الحاكم الأعلى ويختاره القورلتاي من أحفاد باتو خان. أما رئيس الوزراء فيكون مغولي العرق ويُعرف باسم أمير الأمراء أو بكلربك. ويكون الوزراء من الحكام المحليون أو جباة الضرائب المسؤولين عن فرض الضرائب والتعامل مع أي استياء شعبي. قاعدة عامة فإن الإدارة المدنية والعسكرية لم تكن منفصلة عن الحكم.

تطورت الخانية لتكون ثقافة مستقرة وليس ثقافة رحل، مع تطور سراي إلى عاصمة كبيرة ومزدهرة. في أوائل القرن 14 تم نقل العاصمة إلى سراي بركة، التي أصبحت واحدة من أكبر مدن العالم في العصور الوسطى بسكان تعدادهم 600،000 نسمة[94]. وصف ابن بطوطة المدينة بأنها "واحدة من أجمل المدن ... مليئة بالناس ، مع البازارات الجميلة والشوارع الواسعة"، ولديها 13 مسجد جامع بالإضافة إلى "الكثير من المساجد الصغيرة"[95]. ويصفها مصدر معاصر آخر بأنها "مدينة كبرى تستوعب الأسواق والحمامات والمؤسسات الدينية"[95]. واكتشف فيها الأسطرلاب خلال الحفريات فيها وكانت المدينة موطنا لكثير من الشعراء، ومعظمهم معروفون لنا فقط بالاسم[95][96].

على الرغم من جهود الروس الرامية إلى التبشير في سراي، فقد تمسك المغول بمعتقداتهم أرواحية أو الشامانية التقليدية حتى اعتنق أوزبك خان (1312–1341) الإسلام وفرضه ليكون دين الدولة. قيل إن العديد من حكام كييف روس - ميخائيل تشرنيغوف وميخائيل تفير - قد قتلوا في سراي، لكن بالعموم فقد كان الخانات متسامحين دينيا وأعفوا الكنيسة الأرثوذكسية الروسية عن دفع الضرائب.

الأتباع والحلفاء

ألكسندر نيفيسكي مع شامان مغولي.

فرضت الأورطة أو الخانية ضرائب على الشعوب الخاضعة لها - الروس والأرمن والجورجيين والشركس والألانيين ويونانيو القرم وقوط القرم وغيرهم (البلغاريون والفلاش). تم اعتبار أراضي المسيحيين الخاضعة لها هي مناطق هامشية قليلة الفائدة طالما استمروا في دفع الضرائب. ولم تُضم تلك الدويلات إلى الخانية، ونال الحكام الروس في وقت متقدم على امتياز تحصيل ضريبة الخانية بأنفسهم. واستمر أمراء الحرب المغول بغارات عقابية منتظمة على تلك الدويلات للمحافظة على هيمنتهم على روس وأوروبا الشرقية. وكان أقصى امتداد للخانية الذهبية من سيبيريا الوسطى وخورازم إلى نهر الدانوب ونارفا.

هناك وجهة نظر نشرها ليف غوميليف كثيرًا مفادها أن الخانية والزعماء الروس دخلتا في تحالف دفاعي ضد فرسان تيوتون والليتوانيون الوثنيين. يشير المؤيدون إلى حقيقة أن البلاط المغولي كان يتردد عليه دائما الأمراء الروس، ولا سيما فيودور ذا بلاك أمير ياروسلافل الذي تباهى بقرب إمارته من سراي، وألكسندر نيفسكي أمير نوفغورود المرتبط بأخوة الدم مع سرتق خان. دعمت وحدة المغول أهالي نوفغورود في معركة الثلج فدفع الأهالي الضرائب إلى الخانية.

نشطت تجارة سراي مع الجنويين سادة التجارة على ساحل البحر الأسود - سوداك وكافا وآزوف. كان مماليك مصر شركاء الخانية التجاريين منذ أمد طويل، وهم حلفائهم في البحر المتوسط. فقد أقام خان القفجاق بركة خان تحالفًا مع السلطان المملوكي بيبرس ضد الإيلخانية سنة 1261[97].

طرق التجارة وتغيرها

وفقًا لباومر[98] كان طريق التجارة الطبيعي جنوب نهر الفولغا إلى سراي حيث تقاطع الطرق بين الشرق والغرب شمال بحر قزوين، ثم ينحدر على الجانب الغربي من بحر قزوين إلى تبريز في أذربيجان الفارسية حيث يلتقى بطريق الشرق-الغرب الكبير جنوب بحر قزوين. في حوالي 1262 اندلعت الحرب بين بركة خان وهولاكو. وأدى ذلك إلى عدة حروب على الجانب الغربي من بحر قزوين والتي خسرت الخانية بعضها. مماأدى بانقطاع التجارة، فقامت الخانية ببناء مدن تجارية على طول الطريق الشمالي. وتحالفوا أيضًا مع المماليك المصريين أعداء الإليخانات. فأصبح طريق التجارة بين الخانية ومصر عبر مراكز جنوة في شبه جزيرة القرم. تم إضعاف التجارة بسبب النزاع مع جنوة في 1307، بالإضافة إلى السلام المملوكي الفارسي في 1323. ثم في سنة 1336 بدأت الإليخانات بالتفكك مما حول التجارة شمالًا. وفي 1347 أدى حصار الخانية لميناء كافا الجنوي في شبه جزيرة القرم إلى ظهور الموت الأسود وانتقاله إلى أوروبا. في 1395-1396 صنع تيمورلنك الخراب في مدن الخانية التجارية. نظرًا لعدم وجود مناطق زراعية نائية فقد اختفت العديد من البلدات وتحولت التجارة إلى الجنوب.

الأقاليم

فضل المغول التنظيم العشري الذي صنعه جنكيز خان. يقال أنه كان هناك مجموعه من عشرة تقسيمات سياسية داخل الخانية الذهبي. فقسمت الخانية قسمين رئيسيين هما القبيلة الزرقاء (كوك أورطة) والقبيلة البيضاء (أك أورطة). وتتألف الخانية الزرقاء من سهوب بونتيك-قزوين والخزر وبلغار الفولغا، في حين اشتملت الخانية البيضاء على أراضي أمراء الجانب الأيسر: تايبوغين يورت وأولوس شيبان وأولوس توك تيمور وأولوس إيتشين هوردي.

الأراضي التابعة

  • موانئ المدن التابعة للبندقية في شبه جزيرة القرم (وسط قرم). بعد فتح المغول الجزيرة في 1238، دفعت تلك المدن الموانئ الضرائب للجوجيين، وتم تقسيم العائدات بين جميع الأمراء الجنكيزيين لإمبراطورية المغول وفقًا لنظام الإقطاع الخاص بهم[99].
  • ضفاف آزوف
  • الريف الشركسي
  • الأفلاق
  • ألانيا
  • أراضي الروس[100].

سك النقود

الصور

انظر أيضا

مراجع

  1. ^ "Golden Horde", in موسوعة بريتانيكا, 2007. Quotation: "also called Kipchak Khanate Russian designation for the Ulus Juchi, the western part of the Mongol Empire, which flourished from the mid-13th century to the end of the 14th century. The people of the Golden Horde were mainly a mixture of Turks and سارماتيون with less extent of Mongols, with the latter generally constituting the aristocracy." not to be confused with the earlier قفجاق khanate prior to its conquest by the Mongols نسخة محفوظة 29 مايو 2008 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ Perrie، Maureen، المحرر (2006). The Cambridge History of Russia: Volume 1, From Early Rus' to 1689. Cambridge University Press. ص. 130. ISBN:978-0-521-81227-6.
  3. ^ أ ب ت T. May, "Khanate of the Golden Horde", North Georgia College and State University. نسخة محفوظة 07 ديسمبر 2008 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ تاريخ مغول القبيلة الذهببية والهند، د: محمد سهيل طقوش، دار النفائس،ط: الأولى، 1428هـ-2007م ISBN 978-9953-18-436-4
  5. ^ "Golden Horde", in موسوعة بريتانيكا, 2007. نسخة محفوظة 29 مايو 2008 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ Online Etymology Dictionary نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ Atwood, Christopher P. (2004). Encyclopedia of Mongolia and the Mongol Empire. New York, New York, USA: Facts on File, Inc.. ISBN 0-8160-4671-9, p.201
  8. ^ Г.В. Вернадский. Монголы и Русь II. Монгольская империя نسخة محفوظة 18 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ "рЕПЛХМ гНКНРЮЪ нПДЮ - НЬХАЙЮ РНКЛЮВЮ 16 ЯРНКЕРХЪ (мХК лЮЙЯХМЪ) / оПНГЮ.ПС - МЮЖХНМЮКЭМШИ ЯЕПБЕП ЯНБПЕЛЕММНИ ОПНГШ". Proza.ru. مؤرشف من الأصل في 2019-04-14. اطلع عليه بتاريخ 2014-04-11.
  10. ^ Ostrowski، Donald G. (Spring 2007). "Encyclopedia of Mongolia and the Mongol Empire, and: The Mongols and the West, 1221–1410, and: Daily Life in the Mongol Empire, and: The Secret History of the Mongols: A Mongolian Epic Chronicle of the Thirteenth Century (review)". Kritika: Explorations in Russian and Eurasian History. Project MUSE. ج. 8 ع. 2: 431–441. DOI:10.1353/kri.2007.0019.
  11. ^ Edward L. Keenan, الموسوعة الأمريكية article
  12. ^ B.D. Grekov and A.Y. Yakubovski, The Golden Horde and its Downfall
  13. ^ أ ب حروب المغول، دراسة الإستراتيجية العسكرية للمغول من أيام جنكيز خان حتى عهد تيمور لنك. الدكتور أحمد حطيط. دار الفكر اللبناني. ط: الأولى 1994
  14. ^ القبجاق -حسب تسمية المسلمون لهم- وهم ترك وثنيون ينزلون في السهوب الروسية، ويسميهم المجريون والبيزنطيون باسم الكومان، بينما اشتهروا عند الروس باسم بولوفتسي. طالع تاريخ مغول القبيلة الذهبية والهند، د: محمد سهيل طقوش
  15. ^ "History of Crimean Khanate". مؤرشف من الأصل في 2009-01-06.(بالإنجليزية)
  16. ^ العالم الإسلامي في العصر المغولي، ب. شبولر، ترجمة خالد أسعد عيسى. دمشق 1982
  17. ^ Denis Sinor, "The Mongols in the West", Journal of Asian History v.33 n.1 (1999). نسخة محفوظة 06 فبراير 2012 على موقع واي باك مشين.
  18. ^ Denis Sinor-The Mongols in the west [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 06 فبراير 2012 على موقع واي باك مشين.
  19. ^ Dmytryshyn, 123
  20. ^ Janet Martin-Medieval Russia, 980-1584, p.152
  21. ^ المغول في التاريخ - فؤاد صياد - دار النهضة العربية (بيروت). ط؛ 1980
  22. ^ C.P.Atwood-Encyclopedia of Mongolia and the Mongol Empire, p.213
  23. ^ السيد الباز العريني: المغول. دار النهضة العربية (بيروت). 1406هـ - 1986م. ص: 299-300
  24. ^ Peter Jackson-The Mongols and the West 1221-1410, p.123-124
  25. ^ Annales Mellicenses. Continuatio Zwetlensis tertia, MGHS, IX, p.644
  26. ^ Peter Jackson-The Mongols and the West, p.202
  27. ^ Kirakos, Istoriia p.236
  28. ^ A.G.Mukhamadiev-Bulgaro-Tatarskiya monetnaia sistema, p.50
  29. ^ رشيد الدين. جامع التواريخ. ص:256
  30. ^ Jackson، Peter (1995). "The Mongols and Europe". في Abulafia, David (المحرر). The New Cambridge Medieval History: Volume 5, C.1198-c.1300. Cambridge University Press. ص. 709. ISBN:978-0-521-36289-4.
  31. ^ L.N.Gumilev, A.Kruchki - Black legend
  32. ^ Christopher P. Atwood - Ibid, p.197
  33. ^ Boyle John Andrew ed.– Cambridge history of Iran, vol.5
  34. ^ W.Barthold - Turkestan down to the Mongol invasion, p.446
  35. ^ ابن كثير:ج13، ص:249
  36. ^ He John Andthe Mongols fromdthe 9th to the 19th Century: Part 2. The So-Called Tartars AndRussia and Central Asia. Division 1 by Henhn Hoyle Howorth, and Otsahi Matsuwo - Qubilai Qan
  37. ^ تاريخ ابن خلدون- ج: 5 ص: 535
  38. ^ Michael Biran, Qaidu and the Rise of the Independent Mongol State in Central Asia, p.52
  39. ^ John Man-Kublai Khan, p.229
  40. ^ J. J. Saunders-The History of the Mongol Conquests, p.130-132
  41. ^ Reuven Amitai-Preiss-The Mongols and the Mamluks, p.88 and 89
  42. ^ Anton Cooper On the Edge of Empire: Novgorod's trade with the Golden Horde, p.19
  43. ^ GVNP, p.13; Gramota#3
  44. ^ Zenkovsky، Serge A.؛ Zenkovsky، Betty Jean، المحررون (1986). The Nikonian Chronicle: From the year 1241 to the year 1381. Kingston Press. ص. 45. ISBN:978-0-940670-02-0.
  45. ^ Vernadsky، George؛ Karpovich، Michael (1943). A History of Russia: The Mongols and Russia, by George Vernadsky. Yale University Press. ص. 172.
  46. ^ Rashid al Din-II Successors (Boyle), p. 897
  47. ^ Allsen (1985), p. 21.
  48. ^ Curta، Florin (2006). Southeastern Europe in the Middle Ages, 500-1250. Cambridge University Press. ص. 414. ISBN:978-0-521-81539-0.
  49. ^ Howorth (1880), p. 130.
  50. ^ Byzantino Tatarica, p.209
  51. ^ Baybars al Mansuri-Zubdat al-Fikra, p. 355
  52. ^ Spuler (1943), p. 78.
  53. ^ Barthold، V.V. Four Studies on Central Asia. ترجمة: Minorsky، V.؛ Minorsky، T. Brill. ص. 127.
  54. ^ Grousset، René (1970). The Empire of the Steppes: A History of Central Asia. Rutgers University Press. ص. 335. ISBN:978-0-8135-1304-1.
  55. ^ Boyle، J. A. (1968). "Dynastic and Political History of the Il-Khans". في Boyle، J. A. (المحرر). The Cambridge History of Iran. Cambridge University Press. ص. 374. ISBN:978-0-521-06936-6.
  56. ^ G. V. Vernadsky The Mongols and Russia, p. 74
  57. ^ Badarch Nyamaa – The coins of Mongol empire and clan tamgna of khans (XIII–XIV) (Монеты монгольских ханов), Ch. 2.
  58. ^ أ ب Jackson (2014), p. 204.
  59. ^ Spuler (1943), p. 84.
  60. ^ Vásáry، István (2005). Cumans and Tatars: Oriental Military in the Pre-Ottoman Balkans, 1185–1365. Cambridge University Press. ص. 91. ISBN:978-1-139-44408-8.
  61. ^ Ptolomy of Lucca Annales, p.237
  62. ^ DeWeese، Devin (2010). Islamization and Native Religion in the Golden Horde: Baba TŸkles and Conversion to Islam in Historical and Epic Tradition. Penn State Press. ص. 99. ISBN:978-0-271-04445-3.
  63. ^ Journal of Asiatic Studies, 4th ser. xvii., 115[استشهاد منقوص البيانات]
  64. ^ طقوش (2007), p. 71.
  65. ^ Martin (2007), p. 175.
  66. ^ Fennell، John (1988). "Princely Executions in the Horde 1308–1339". Forschungen zur Osteuropaischen Geschichte. ج. 38: 9–19.
  67. ^ Jireuek Bulgaria, pp. 293–295
  68. ^ Mihail-Dimitri Sturdza, Dictionnaire historique et Généalogique des grandes familles de Grèce, d'Albanie et de Constantinople (Great families of Greece, Albania and Constantinople: Historical and genealogical dictionary) (1983), page 373
  69. ^ Saunders (2001).
  70. ^ ابن بطوطة (ج 2), p. 414 415.
  71. ^ Allsen، Thomas T. (2006). The Royal Hunt in Eurasian History. University of Pennsylvania Press. ص. 256. ISBN:978-0-8122-0107-9.
  72. ^ Atwood (2004)، "Golden Horde".
  73. ^ Rowell، S. C. (2014). Lithuania Ascending. Cambridge University Press. ص. 100. ISBN:978-1-107-65876-9.
  74. ^ Zdan، Michael B. (يونيو 1957). "The Dependence of Halych-Volyn' Rus' on the Golden Horde". The Slavonic and East European Review. ج. 35 ع. 85: 521–522. JSTOR:4204855.
  75. ^ CICO-X, pp.189
  76. ^ Peter Jackson-the Mongols and the West, p.211
  77. ^ Encyclopedia of Mongolia and Mongol Empire
  78. ^ Russia and the Golden Horde, by Charles J. Halperin, page 28
  79. ^ (بالروسية) Dmitri Donskoi Epoch نسخة محفوظة 2005-03-12 على موقع واي باك مشين.
  80. ^ (بالروسية) History of Moscow settlements – Suchevo نسخة محفوظة 2007-01-27 على موقع واي باك مشين.
  81. ^ الموسوعة السوفيتية العظمى, 3rd edition, Entry on "Московское восстание 1382"
  82. ^ René Grousset, The Empire of the Steppes: A History of Central Asia, p. 407
  83. ^ ed. Johann Voigt, Codex diplomaticus Prussicus, 6 vols, VI, p. 47
  84. ^ طقوش 2007، صفحة 111.
  85. ^ Howorth (1880), p. 287.
  86. ^ طقوش 2007، صفحة 113.
  87. ^ karamazin. History of Russia. french Ed. page: 202-2041
  88. ^ (Lithuanian) Jonas Zinkus, et al., ed (1985–1988). "Ašmenos mūšis". Tarybų Lietuvos enciklopedija. I. Vilnius, Lithuania: Vyriausioji enciklopedijų redakcija. p. 115. LCC 86232954
  89. ^ كان الشيبانيون وأمراء النوغاي من المغول، ويسكنون الأراضي بين نهر بهزوالق وبحيرة آرال. طقوش. ص:134
  90. ^ المنغان هي كتيبة عسكرية تعدادها ألف مقاتل
  91. ^ Blair، Sheila؛ Art، Nasser D. Khalili Collection of Islamic (1995). جامع التواريخ: Rashid Al-Din's Illustrated History of the World. Nour Foundation. ص. 212. ISBN:978-0-19-727627-3.
  92. ^ Halperin، Charles J. (1987). Russia and the Golden Horde: The Mongol Impact on Medieval Russian History. Indiana University Press. ص. 111. ISBN:978-0-253-20445-5.
  93. ^ Encyclopædia Britannica
  94. ^ Encyclopædia Britannica
  95. ^ أ ب ت Ravil Bukharaev (2014). Islam in Russia: The Four Seasons. Routledge. ص. 116. ISBN:9781136808005.
  96. ^ Historical Anthology of Kazan Tatar Verse. Routledge. 2013. ص. 15. ISBN:9781136814655. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط غير المعروف |editors= تم تجاهله (مساعدة)
  97. ^ Mantran, Robert (Fossier, Robert, ed.) "A Turkish or Mongolian Islam" in The Cambridge Illustrated History of the Middle Ages: 1250-1520, p. 298
  98. ^ Christoph Baumer, History of Central Asia, volume 3, pp 263-270, 2016. He seems to be following Virgil Ciociltan, The Mongols and the Black Sea Trade, 2012
  99. ^ Jackson، Peter (1978). The Dissolution of the Mongol Empire. Harrassowitz. ص. 186–243.
  100. ^ A. P. Grigorev and O. B. Frolova, Geographicheskoy opisaniye Zolotoy Ordi v encyclopedia al-Kashkandi-Tyurkologicheskyh sbornik, 2001, pp. 262-302

المصادر

قراءات إضافية

وصلات خارجية