لم يكن هناك نشيد وطني متعارف عليه في المملكة العربية السعودية سابقُا، ويروي كاتب النشيد إبراهيم خفاجي في حواره مع المذيع فريد مخلص عبر إذاعة البرنامج الثاني- جدة قصة النشيد: «لقد جاءت فكرة كتابة نص النشيد ابان زيارة رسمية قام بها الملك خالد بن عبد العزيز يرحمه الله إلى جمهورية مصر العربية، وأثناء استقباله الرسمي من الرئيس المصري محمد أنور السادات، أعجب الملك خالد بالنشيد الوطني المصري، فقال على هامش الزيارة لوزير الإعلام السعودي المرافق آنذاك الدكتور محمد عبده يماني رحمه الله لماذا لا يصاحب السلام الملكي السعودي نشيدًا وطنيًا، وعلى الفور خاطب الدكتور اليماني كبار شعراء المملكة المبرزين طالبًا منهم تحقيق رغبة الملك خالد، منبهًا إلى إن يكون متوافقًا في وزنه ولحنه مع موسيقى السلام الملكي السعودي المعروف وهو السلام الذي قام بتلحينه الملحن المصري عبدالرحمن الخطيب بتوجيه من الملك فاروق ملك مصر ليكون هدية بمناسبة زيارة جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يرحمه الله إلى مملكة مصر في عام 1365 هـ 1945م.كان صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل يرحمه الله هو من اقترح على القيادة وأصحاب الشأن تكليف الشاعر المكّي إبراهيم خفاجي كتابة النشيد، وذلك لمعرفته الشخصية بقدرة خفاجي على ذلك، وصادف أن خفاجي كان يقضي إجازته في القاهرة، فبحث عنه السفير السعودي في مصر آنذاك الأستاذ أسعد أبو النصر، وعندما اهتدى إلى عنوانه ترك له إشعارًا بمراجعة السفارة السعودية في القاهرة لأمر هام وما ان علم خفاجي بالرغبة الكريمة وتشريفه بهذه المهمة الوطنية، حتى استعد لها، ولكن شاءت ارادة الله تعالى أن ينتقل الملك خالد إلى رحمة الله تعالى 1402 هـ فتأخر تنفيذ الفكرة. بعدها بلغه رغبة الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله الشروع في تنفيذ الفكرة، وبلغه اشتراط الملك فهد أن يكون النشيد خاليًا من اسم الملك وألا تخرج كلمات النشيد عن الدين والعادات والتقاليد، أنه مكث ستة أشهر في إعداد نص النشيد، ثم سُلم النص للموسيقار السعودي المعروف سراج عمر العمودي الذي كلف بتركيب نص النشيد وتوزيعه على موسيقى السلام الملكي. كان الأستاذ علي الشاعر قد أصبح وزيرًا للإعلام السعودي خلفًا للدكتور يماني فقدم له نص النشيد في صورته النهائية، فقام بدوره وقدمه للملك فهد بن عبدالعزيز والذي بعد سماعه له وإعجابه أجازه وأمر بتوزيع نسخ منه على جميع سفارات المملكة العربية السعودية، وإثر ذلك منح الملك فهد إبراهيم خفاجي شهادة البراءة والوسام الملكي الخاص بذلك، ومن اللافت أن يوم الجمعة أول أيام عيد الفطر المبارك 1404 هـ/ 1984م كان هو يوم ميلاد نشيدنا الوطني الحالي، وقد سمعه الشعب السعودي والعالم بعد أن بثته إذاعة وتلفزيون المملكة في افتتاحية برامجهما ذلك اليوم».[2]
صدر تعميم وزير التربية والتعليم آنذاك رقم 742506 وتاريخ 6 ذو القعدة1425 هـ، وتعميم وكيل وزارة التربية والتعليم بتاريخ 6 محرم1427 هـ، وتعميم مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض الْمُتضمنة: «بداية اليوم الدراسي ضمن فعاليات الاصطفاف الصباحي في جميع المدارس بمختلف مراحل التعليم بالنشيد الوطني تحية العلم».[3]
بمناسبة زيارة الملك عبدالعزيز إلى مصر، وحيث أن ليس للسعودية آنذاك سلام ملكي خاص لعزفه في المناسبات كلف الأمير منصور بن عبدالعزيز وكان حينها وزيرا للدفاع الملحن المصري عبد الرحمن الخطيب أن يؤلف موسيقى السلام الملكي، وفعل ذلك وكان يعزف فقط بالبوق العسكري وقد وضع كلمات هذا اللحن في السابق الشاعر السعودي محمد طلعت، ونص النشيد هو:[4][5]
حيث كلف الشاعر إبراهيم خفاجي من قبل الملكفهد بن عبد العزيز، بصياغة كلمات النشيد الوطني الذي جاء مواكباً لموسيقى السلام الملكي إذ قام الموسيقار السعودي سراج عمر بتنسيق ومطابقة الكلمات للحن، ليتم ترديده في المدارس، ومن ثم أصبحت تنشده البعثات الرياضية والشبابية السعودية في المحافل الدولية.
ويتألف النشيد الوطني الجديد من أربعة مقاطع كالآتي: