جُثَّة مُشرَّحة، معروضة بشكل مستلقٍ على طاولة، وهي إحدى اللوحات التشريحية التي عرضها الرسام الإنجليزي تشارلز لاندسر في القرن التاسع عشر.
عِلمُ التَّشريح هو أحد فروع علم الأحياء، يُعنى بدراسة شكل وبنية الكائنات الحية وكذا أجزائها (أعضاء، أنسجة). يرتبط علم التشريح بطبيعته بعلم الأجنة، والتشريح المُقَارَن، وعلم الأحياء التطوُّري، لأنه ومن خلال العمليات التي تَدرُسُها هذه العلوم، ينشأ التشريح في إطار زمني فوري (علم الأجنة)، وعلى المدى الطويل (التطور). يُعتبر علم التشريح البشري بأحد العلوم الطبية الأساسية.[عبارة مبهمة] ينقسم التشريح إلى تشريح عيانيومجهري. يُعنى علم التشريح العياني بفحص أجزاء جسم الحيوان باستخدام البصر. يتضمن التشريح العياني فرع التشريح السطحي. بينما يتضمّن التشريح المجهري استخدام أدوات بصريّة في دراسة أنسجة البُنى المختلفة، ويُعرف كذلك باسم علم الأنسجة، ويتضمن أيضاً دراسة الخلايا.
اتّسم التشريح بالفهم التدريجي لوظائف أعضاء وبُنى الجسم البشري. وقد حسّنت الطرق في دراسة التشريح بشكل كبير، بدءاً من فحص الحيوانات، عبر تشريح جثثها وجِيَفِها، حتى وصلت لاستخدام تقنيات التصوير الطبية في القرن العشرين، بما في ذلك الأشعة السينية، والموجات فوق الصوتية، والتصوير بالرنين المغناطيسي. شَكَّل علما التشريح ووظائف الأعضاء زوجاً من العلوم التي تدرَّس غالباً معاً في اختصاصات عديدة، حيث يُدرِّس هذان العلمان بنية الجسم ووظائفه على التوالي. اقرأ المزيد...
تَطَوَّر علم التشريح ليصبح علماً منذ أن بدأ فحص الأجسام المضحى بها إلى التحليل المتطور الذي يقوم به العلماء الحاليين. فقد تشكلت معالم هذا العلم، مع مرور الوقت، بتطور فهم وظائف الأعضاء وتركيب الجسم. لعلم تشريح الإنسان تاريخ عريق، واعتبر أبرز العلوم البيولوجية في القرنين التاسع عشر والعشرين. تطورت طرق التشريح بشكل كبير، فقد تطورت من فحص جثث الحيوانات إلى تقنيات متطورة في القرن العشرين.
يعد التشريح واحدًا من أهم أركان الدراسة للأطباء في كليات الطب، وعلى رغم من كونه أحد العلوم التي بدأ تدرسها منذ عصر النهضة، إلا أن كمية المعلومات ازدادت وتغيرت بحسب احتياجات التخصص الدراسي. ما يدرس اليوم تغيّر بشكل كبير جدًا عن الماضي، لكن الأدوات التي تستخدم للدراسة لم تتغير بشكل كبير. فعلى سبيل المثال، أغلب التشريحات العامة في القرون الوسطى وعصر النهضة كانت بالملاحظة، أو مشاهدة أحدهم يقوم بالتشريح، فمثلاً طلبة الدراسات العليا في جامعة برمنغهام يدرسون بهذه الطريقة، وهو ما يجعل من التشريح أحد أركان التدريب الطبي الحديث.
أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي (المتوفي بعد سنة 400 هـ) المعروف في العالم الغربي باسم Albucasis، هو طبيبعربيمسلم عاش في الأندلس. يعد أعظم الجراحين الذين ظهروا في العالم الإسلامي، ووصفه الكثيرون بأبو الجراحة الحديثة. أعظم مساهماته في الطب هو كتاب «التصريف لمن عجز عن التأليف»، الذي يعد موسوعة طبية من ثلاثين مجلدًا. كان لمساهماته الطبية سواء في التقنيات الطبية المستخدمة أو الأجهزة التي صنعها تأثيرها الكبير في الشرق والغرب، حتى أن بعض اختراعاته لا تزال مستخدمة إلى اليوم. ويعد الزهراوي أول طبيب يصف الحمل المنتبذ، كما أنه أول من اكتشف الطبيعة الوراثية لمرض الناعور.