انتقل إلى المحتوى

مذبحة المساء الصقلية

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
مذبحة المساء الصقلية
Sicilian Vespers
جزء من غويلفيون وغيبلينيون  تعديل قيمة خاصية (P361) في ويكي بيانات
المتمردون الصقليون يذبحون الجنود الفرنسيين،
صورة من "الوقائع الجديدة" (Nuova Cronica) لجيوفاني فيلاني القرن 14.
التاريخ 28 أبريل 1282  تعديل قيمة خاصية (P585) في ويكي بيانات
البلد فرنسا تعديل قيمة خاصية (P17) في ويكي بيانات
الموقع صقلية  تعديل قيمة خاصية (P276) في ويكي بيانات
38°05′59″N 13°21′47″E / 38.099722222222°N 13.363055555556°E / 38.099722222222; 13.363055555556   تعديل قيمة خاصية (P625) في ويكي بيانات
القادة
روجييرو ماسترانجيلو
بونيفاتسيو دي كاميرانا
شارل الأول ملك نابولي
جان دو سان ريمي 
خريطة

مذبحة المساء الصقلية (بالإيطالية: Vespri siciliani) (بالصقلية: Vespiri siciliani) (بالفرنسية: Vêpres siciliennes)أو مذبحة صلاة المغرب الصقلية عام 1282م ، هي ثورة وانتفاضة شعبية أدت إلى مذبحة عارمة اندلعت في جزيرة صقلية مساء عيد الفصح من عام 1282م، في نفس توقيت قداس صلاة المغرب اليومية المسيحية، ضد الحكم الإقطاعي للملك الفرنسي شارل الأول أنجو ابن لويس الثامن ملك فرنسا.

اندلعت شرارة الثورة إثر حادثة إهانة للصقليين في مدينة باليرمو، وسرعان ما امتدت إلى معظم أنحاء صقلية، وفي غضون ستة أسابيع امتدت المذبحة إلى كل صقلية بأكملها ضد الفرنسيين الذين حكموا الجزيرة، وقُتل أو طُرد ما يقرب من 13,000 رجل وامرأة فرنسي على يد الثوار، وفقدت حكومة الملك شارل أنجو السيطرة على الجزيرة التي استطاعت التحرر من حُكم سلالة أنجو. وكان شارل أنجو يحكم مملكة صقلية منذ عام 1266م،[1][2] ولكن كان سكان صقلية يكنون كراهية عميقة للإدارة الأنجوية التي ظلمتهم لسنوات عديدة، بسبب الضرائب المفرطة وغطرسة مسؤوليها.[3]

سعى الثوار الصقليون إلى كسب الدعم لتمردهم، فعرضوا عرش صقلية على الملك بطرس الثالث ملك أراغون الذي ادّعى أحقيته بالعرش نيابةً عن زوجته كونستانس، ابنة مانفريد هوهنشتاوفن، ملك صقلية السابق الذي قُتل في معركة بينيفنتو، إثر هزيمته أمام قوات شارل الأول أنجو الذي غزا صقلية واستولى على حكمها عام 1266م. أدى تدخل بطرس الثالث في التمرد إلى اتساع نطاق الصراع ليشمل حرب صلاة الغروب الصقلية.

يُمثل هذا الحدث لحظةً مفصليةً في التاريخ الوطني الصقلي ونقطة تحول جيوسياسية، ومن هذا الحدث بدأت حرب صلاة الغروب من عام 1282م إلى 1302م بين عدة ممالك أوروبية في العصور الوسطى للسيطرة على جزيرة صقلية.

خلفية المذبحة

[عدل]
كنيسة الروح القدس في باليرمو، التي بدأت ثورة صلاة الغروب الصقلية بالقرب منها.

البابوية تجابه آل هوهنشتاوفن

[عدل]

نشأت هذه الانتفاضة في سياق الصراع على التنصيب بين بابا الفاتيكان وأباطرة الرومان المقدّسين من أسرة هوهنشتاوفن، حول السيطرة على إيطاليا، ولا سيّما على الأراضي الخاصة بالكنيسة المعروفة باسم "الدولة البابوية". وكانت هذه الأراضي تقع بين ممتلكات آل هوهنشتاوفن في شمال إيطاليا وفي مملكة صقلية التي كانت أيضا تحت حكمهم في الجنوب. وكان آل هوهنشتاوفن يحكمون ألمانيا أيضًا في ذلك الوقت.

في عام 1245م، حرم البابا إنوسنت الرابع الإمبراطور فريدريك الثاني كنسياً وأعلن عزله وأثار قوى المعارضة ضده في ألمانيا وإيطاليا. توفي فريدريك الثاني عام 1250م ورثه ابنه كونراد الرابع ملك ألمانيا واستلم الحُكم من بعده. توفي وفاة كونراد الرابع عام 1254م وأعقبت وفاته فترة من الاضطرابات، واستولى ابنه غير الشرعي مانفريد على مملكة صقلية وحكمها من 1258م إلى 1266م.

لم يكن لمانفريد أي دور في السياسة الألمانية، فاستمرت فترة خلو العرش لفترة طويلة ولم يُنتخب إمبراطور حتى عام 1274م. في البداية، لَقَّبَ مانفريد نفسه "نائبًا" عن ابن شقيقه كونراد الثالث (المعروف باسم: كونرادين) ابن الإمبراطور كونراد الرابع.[4][5] ثم انتشرت شائعة كاذبة تفيد موت كونرادين، فنصَّبَ مانفريد نفسه ملكًا وسعى إلى المصالحة مع البابوية، وهو ما قد يفسّر دعمه لبالدوين الثاني، إمبراطور القسطنطينية اللاتيني الذي كان لا يملك أرضًا. إلا أن البابا أوربان الرابع ومن بعده البابا كليمنت الرابع لم يكونا مستعدَّين للاعتراف بمانفريد كحاكم شرعي لصقلية وقاموا أولاً بطرده كنسياً، ثم سَعَيا لاحقًا إلى عزله بالقوة العسكرية.

بعد محاولات فاشلة لتجنيد إنجلترا كبطل للبابوية للحرب ضد مانفريد،[6] استقر أوربان الرابع على شارل الأول أنجو ملك نابولي كمرشح للبابوية ليتولى عرش صقلية. غزا شارل أنجو إيطاليا وهزم مانفريد وقتله عام 1266م في معركة بينيفينتو، وأصبح ملكًا على صقلية. عندما بلغ كونرادين سن الرشد، غزا إيطاليا عام 1268م مطالبا بالعرش ولكنه هُزم في معركة تاغلياكوزو (Tagliacozzo) وأُعدم بعد ذلك، وأصبح شارل أنجو سيدًا بلا مُنازع لمملكة صقلية.

شارل أنجو والاضطرابات الصقلية

[عدل]
لوحة للرسام دومينيكو موريلي، 1859-1860م، تصور مشهدا من أحد "أحداث ثورة الغروب الصقلي" (Un episodio dei Vespri Siciliani). عبّر الرسام من خلال استحضار هذه الثورة الشعبية عن روح "حركة توحيد إيطاليا" (Risorgimento) التي كانت في طور التبلور. ومع ذلك، فإن اللوحة لا تُظهر مباشرة رد الفعل الدموي الشعبي، بل تُجسّد الخوف الذي أثارته الإهانة التي تعرّض لها الضحايا.

اعتبر شارل أنجو أراضيه في صقلية بمثابة نقطة انطلاق لطموحاته في البحر الأبيض المتوسط، والتي شملت الإطاحة بميخائيل الثامن باليولوجوس إمبراطور الدولة البيزنطية واحتلال القسطنطينية. كانت القسطنطينية قد سقطت في أيدي الحملة الصليبية الرابعة وظلت خاضعة للكنيسة الكاثوليكية الرومانية مدة 57 عامًا تحت حُكم الإمبراطورية اللاتينية. ولكن بعد أن استعاد البيزنطيون القسطنطينية عام 1261م، واصل الإمبراطور ميخائيل الثامن باليولوجوس إعادة بناء ما تبقى من المدينة ذات الأهمية الاقتصادية، وجعلها مجددًا معبرًا استراتيجيًا للتجارة مع أوروبا.

ولكن ظلت الاضطرابات تغلي في صقلية بسبب موقعها الثانوي جدًا في إمبراطورية شارل أنجو؛ إذ لم يكن للنبلاء الصقليين أي دور في حكم جزيرتهم، كما لم يُمنحوا مناصب مُربحة في الخارج كما حدث مع الفرنسيين والبروفانسيين والنُبلطانيين المُقرّبين من شارل أنجو. فضلًا عن ذلك، أنفق شارل أنجو الضرائب الباهظة التي فرضها على صقلية في حروبه الخارجية مما جعل الجزيرة تمثل اقتصادًا مانحًا يخدم أركان إمبراطوريته الوليدة. وكما قال المؤرخ البريطاني ستيفن رونسيمان: «رأى الصقليون أنهم يُحكمون الآن ليُمكِّنوا طاغيةً أجنبيًا من تحقيق فتوحات لن يجني شعب الجزيرة منها شيئًا».[7]

وقد ساهم في إذكاء هذه الاضطرابات عملاءٌ بيزنطيون سعوا لإحباط الغزو المقرر من شارل أنجو، بالإضافة إلى الملك بطرس الثالث الأراغوني، صهر مانفريد، الذي كان يرى في زوجته كونستانس الوريثة الشرعية لعرش صقلية.

الثورة

[عدل]
لوحة "ثورة صلاة الغروب الصقلية" للفنان إيرولو إيرولي، 1890-1891م، تُظهر المرأة المُعتدى عليها بفستان أبيض عذري، والفرنسي القتيل حاملاً سلاحًا في يده، مرتديًا زيًا أحمر اللون.

اشتقت هذه الثورة الشعبية اسمها بسبب أنها اندلعت مصادفة مع أجراس الكنيسة لبدء صلاة الغروب (بالإنجليزية: Vespers)، وهي صلاة المساء التي تَفتتح السَّهَر الليلي في عيد الفصح، الموافق 30 مارس/آذار 1282م، في كنيسة الروح القدس الواقعة خارج باليرمو مباشرةً.[8] ومنذ تلك الليلة، تعرّض آلاف الفرنسيين المقيمين في صقلية للمجزرة خلال ستة أسابيع.

لا يُعرَف على وجه الدِّقة ما الذي أشعل فتيل هذه الانتفاضة، لكنَّ الروايات المتعددة تتضمّن عناصر مشتركة.

الروايات حول شرارة الثورة

[عدل]

وفقًا للمؤرخ البريطاني ستيفن رونسيمان، كان الصقليون في الكنيسة مندمجين في احتفالات الأعياد عندما مرّ بهم مجموعة من المسؤولين الفرنسيين الذين انضموا إليهم وبدأوا في الشرب، ثم قام رقيب يُدعى درويه (بالفرنسية: Drouet) بجذب امرأة شابة متزوجة من الحشد ملاحقًا إياها بإلحاح، فهاجمه زوجها بسكين وقتل الجندي. وعندما حاول الفرنسيون الآخرون الانتقام لصديقهم، هجم عليهم الحشد الصقلي وقتلهم جميعًا، وتصادف أن بدأت في تلك اللحظة جميع أجراس الكنائس في باليرمو بالدقّ إعلاناً لبدء صلاة الغروب المسائية (Vespers). يصف رونسيمان جو تلك الليلة كالآتي:

«هرع الرسل في أرجاء المدينة على وقع قرع أجراس الكنيسة، يدعون رجال باليرمو إلى الانتفاض ضد الظالم. وسرعان ما امتلأت الشوارع برجال غاضبين مسلّحين يهتفون: "الموت للفرنسيين" (بالصقلية: moranu li Francisi). وبدئوا بقتل كل فرنسي صادفوه في طريقهم على الفور. واجتاحوا النُزل التي كان الفرنسيون يترددون عليها والمنازل التي يسكنونها، ولم يميزوا بين رجل أو امرأة أو طفل. حتى الفتيات الصقليات اللواتي تزوّجن من فرنسيين، قُتلن مع أزواجهن.

اقتحم الثوار الأديرة الدومينيكية والفرنسيسكانية، وجُرّ جميع الرهبان الأجانب إلى الخارج وأُمروا بنطق كلمة "ciciri" (وتعني: الحُمُّص)، وهي كلمة كان اللسان الفرنسي يعجز عن نطقها بشكل دقيق. وكل من فشل في هذا الاختبار كان يُقتل على الفور.

وبحلول صباح اليوم التالي، كان نحو ألفي رجل وامرأة من الفرنسيين قد قُتلوا، وكان الثوار قد بسطوا سيطرتهم الكاملة على المدينة. [9]»
شارل الأول أنجو ماك صقلية الذي قامت ضده الثورة.

ووفقًا لما ذكره المؤرخ الإيطالي ليوناردو بروني سنة 1416م ، كان سكان باليرمو يقيمون مهرجانًا خارج المدينة عندما جاء الفرنسيون لتفتيشهم بحثًا عن وجود أسلحة، وبهذه الذريعة بدأوا يداعبون صدور نسائهم. أدى ذلك إلى اندلاع الثورة ومهاجمة الفرنسيين بالحجارة أولاً ثم بالسلاح فقتلوهم جميعًا. انتشرت الأخبار إلى مدن أخرى مما أدى إلى انتشار الثورات في جميع أنحاء صقلية، «وبحلول الوقت الذي استهلك فيه الغضب الشديد تجاه وقاحتهم كميات كبيرة من الدماء (الفرنسية)، سلّم الفرنسيون للسكان الصقليين ليس فقط ثرواتهم المسروقة ولكن سلموا لهم حياتهم أيضاً». 

هناك أيضاً رواية ثالثة من الأحداث تُشبه إلى حد كبير رواية ستيفن رونسيمان، وتختلف فقط في بعض التفاصيل الطفيفة. هذه القصة جزء من التراث الشفهي في الجزيرة حتى الوقت الحاضر. هذا التراث الشفهي لا يمكن التحقق منه بشكل قاطع، لكنه يثير اهتمام علماء الاجتماع.[10] وفقًا للأسطورة، كان "يوحنا الپروشيدي" (بالإيطالية: Giovanni da Procida) هو العقل المدبر وراء المؤامرة، رغم أن المصادر الحديثة تعتبر دور يوحنا الپروشيدي في تحريض الثورة مبالغاً فيه، [11] أو حتى غير دقيق تاريخياً.[12] ويبدو أنه كان على اتصال بكل من ميخائيل الثامن باليولوجوس و بطرس الثالث ملك أراغون. وقد أوقع البابا مارتن الرابع لاحقاً عقوبة الحرمان الكنسي على هؤلاء الثلاثة عام 1282م.

العواقب المباشرة للثورة

[عدل]

بعد انتخاب القادة في باليرمو، انتشر الرسل في أرجاء الجزيرة يدعون الثوار إلى ضرب الفرنسيين قبل أن يتمكنوا من تنظيم المقاومة ضد الصقليين، وفي غضون أسبوعين، سيطر الثوار على معظم الجزيرة، وخلال ستة أسابيع أصبحت الجزيرة كلها تحت سيطرة الثوار، باستثناء مدينة ميسينا التي كانت محصنة جيدًا، والتي ظلت عائلة ريزو المتزعمة هناك وفيّة لشارل أنجو. ولكن في 28 أبريل اندلعت الثورة أيضًا في ميسينا بقيادة قائد الشعب أليمو دا لنتيني (بالإيطالية: Alaimo da Lentini). والأهم من ذلك أن أول عمل قام به سكان الجزيرة كان إشعال النار في أسطول الملك شارل أنجو في الميناء.[13] ورد أن الملك شارل أنجو عندما سمع بخبر تدمير الأسطول قال: «يا رب، بما أنك رضيت أن تُدمر ثروتي، فليكن سقوطي تدريجيًا فقط».[14]

لوحة "الصقليون" للفنان ميشيل رابيساردين 1865م، معروضة في متحف قطانية البلدي بصقلية. تظهر شابة غاضبة في المقدمة يقتل شقيقها القائد الفرنسي بالقرب منها، وتبدأ الحشود بالثورة خلفها.

كان هربرت، فيقار الملك شارل أنجو (أي: نائبه) وعائلته بأمان داخل قلعة ماتيغريفون، ولكن بعد مفاوضات منحه الثوار وعائلته ممرًا آمنًا لمغادرة الجزيرة على وعد بعدم العودة مجددًا. وبعد استعادة النظام في المدينة، أعلن سكان المدينة أنفسهم بلدية حرة لا تخضع إلا للبابا. وانتخبوا قادة، أحدهم كان بارثولوميوس نيكاسترو الذي برز في مجريات الأحداث وقد روي لاحقًا جزءًا كبيرًا من الثورة في كتابه "هيستوريا سيكولا" (Historia Sicula)، وهو مرجع تاريخي هام وإن كان متناقضًا في بعض الأحيان مع المؤرخين.

كانت الخطوة التالية لقادة الثورة إرسال رسالة إلى الإمبراطور ميخائيل الثامن باليولوجوس عبر تاجر جنوي يُدعى ألافرانكو كاسانّو (بالإيطالية: Alafranco Cassano)، يخبره فيها بأن عدوه الملك شارل أنجو قد تضرر بشكل بالغ.[15] وبعد ذلك أُرسل قادة الثورة سفراء إلى البابا مارتن الرابع يطلبون الاعتراف بكل مدينة في الجزيرة كمدينة حرة تحت السيادة الروحية الحصرية للكنيسة المقدسة وحدها. كان سكان الجزيرة يأملون في الحصول على وضع مشابه لوضع البندقية وجنوة وبيزا وغيرها من المدن التي كانت حرة في تشكيل حكوماتها لكنها تخضع فقط سياسياً للبابا الذي كان يتمتع بسيادة غامضة وغير مستقرة.[16]

ومع ذلك، كان البابا الفرنسي مارتن الرابع في صف الملك الفرنسي شارل أنجو بشدة، ووجه الصقليين للاعتراف بشارل كملك شرعي لهم.[17] لكن مارتن الرابع لم يكن يعلم مدى كراهية التي يكنها الصقليون للفرنسيين، وخصوصاً لشارل أنجو الذي حكم الجزيرة من مدينة نابولي بدلًا من باليرمو، حيث كان يمكنه أن يرى المعاناة التي تسببت فيها أفعاله ومسؤولوه بالجزيرة. كان مسؤولو شارل أنجو في الجزيرة بعيدين عن إشرافه المباشر؛ فلم يرَ الجشع والاغتصاب والسرقة والقتل، ولم يرَ الضرائب الباهظة التي فرضوها على ممتلكات الفلاحين الضئيلة، والتي أبقتهم في فقر دائم دون أي تحسن في حياتهم.

وصول بطرس الثالث أراغون إلى صقلية عام 1282م برفقة زوجته وخادماتها الملكيات للمطالبة بحقوقها القانونية في العرش."أريفو أراغونيسي" (مكتبة الفاتيكان).

رفض البابا طلبات الثوار للسماح بمنحهم وضع البلديات الحرة، فلذلك أرسل الصقليون مناشداتهم إلى بطرس الثالث ملك أراغون المتزوج من كونستانس ابنة مانفريد ملك صقلية السابق وحفيدة فريدريك الثاني، الإمبراطور الروماني المقدس من آل هوهنشتاوفن.

كانت كونستانس، من بين جميع ورثة الإمبراطور فريدريك الثاني، الوحيدة غير الأسيرة والقادرة على المطالبة بحقوقها. وقد تبنى بطرس الثالث حق زوجته في مطالبتها الكاملة لمملكة صقلية.[18]

قبل اندلاع ثورة صلاة الغروب الصقلية، بنى بطرس الثالث أسطولا حربيا كبيرا وجهزه. وعندما سأله البابا عن سبب حاجته لمثل هذا الأسطول الحربي الضخم، أجاب بطرس الثالث بأنه موجه ضد المسلمين على طول الساحل الشمالي لأفريقيا، لأن لديه مصالح تجارية شرعية هناك ويحتاج إلى حمايتها. لذلك عندما تلقى بيتر طلب المساعدة من الصقليين، كان كان بطرس متواجداً في تونس على الساحل الشمالي لأفريقيا، على بعد 200 ميل فقط عبر البحر من جزيرة صقلية.

تظاهر بطرس الثالث في البداية بعدم الاكتراث لطلب الصقليين ومحنتهم، لكنه بعد عدة أيام، ومن باب المجاملة للبابا، استغل الثورة وأمر أسطوله بالإبحار نحو صقلية، حيث نزل في طرابنش في 30 أغسطس 1282م. وبينما كان يسير نحو باليرمو، تبع أسطوله الطريق الساحلي عن كثب. وبهذا، غيرت مشاركة بطرس الثالث طابع الثورة من تمرد محلي إلى حرب أوروبية.[19]

عندما وصل بطرس إلى باليرمو في 2 سبتمبر، استقبله السكان في البداية بلا مبالاة، باعتباره ملكاً أجنبياً يستبدل ملكاً آخر فقط. ولكن عندما أصدر البابا مارتن الرابع أوامره للصقليين بقبول شارل أنجو ملكاً، وعد بطرس الثالث سكان الجزيرة بأنهم سيحظون بالامتيازات القديمة التي كانوا يتمتعون بها تحت حكم الملك النورماندي ويليام الثاني ملك صقلية. وهكذا، قبله الصقليون كخيار ثاني مرضٍ، وتُوّج بالتزكية بتصفيق الجماهير في كاتدرائية باليرمو في 4 سبتمبر، و أصبح بذلك لقبه الثاني "بطرس الأول ملك صقلية".[20]

وبمباركة البابا، لم يتأخر شارل أنجو؛ في شن الهجوم المضاد ووصل أسطوله من مملكة نابولي وحاصر ميناء ميسينا، وحاول عدة مرات إنزال قواته على الجزيرة، ولكن قوبلت جميع محاولاته بالصد والهزيمة.

لوحة للفنان فرانشيسكو هايز، رسمها عام 1821-1823م. يصور فيها نبيل من باليرمو يأخذ بثأر شرف أخته المخطوبة من الإهانة التي لحقت بكرامتها من جندي أنجوي يُدعى درويه، وكان ذلك في مدينة مونريالي عام 1282م. ومن هذا الحدث بدأت مذبحة الفرنسيين في الجزيرة بأسرها. (مجموعة خاصة، تورينو): هذه هي النسخة الأولى من لوحة "ثورة صقلية" أو "نفير عيد الفصح الصقلي" (Vêpres siciliennes).

بعد سنوات، كتب الإمبراطور البيزنطي ميخائيل الثامن باليولوجوس في سيرته الذاتية: «لو جرؤت على القول بأنني كنت أداة الله لتحرير الصقليين، فإني سأقول الحقيقة فقط».[21]

لكن كما يلاحظ للمؤرخ البريطاني ستيفن رونسيمان، سواءً بالذهب البيزنطي أو بدونه، فإن شعب صقلية الفخور وحده هو من حارب ضد ظالمه المسلح؛ و«حتى إذا كانت (هذه الثورة) مُخططة ومُدبّرة، فإن تلك الليلة من مساءات باليرمو في شهر مارس، كانت هي التي أسقطت إمبراطورية الملك شارل»[22]

مراجع في الثقافة

[عدل]
  • تصور رواية الإثارة التاريخية للمؤلف كارلو تريفيزو: "Siciliana (2022)" الأحداث المروعة التي أحاطت بثورة صلاة الغروب الصقلية عام 1282م.[23]
  • كانت مذبحة صلاة الغروب الصقلية موضوعًا تم تمثيله بشكل شائع في لوحات الرسامين الإيطاليين، فعلى سبيل المثال رسم الفنان فرانشيسكو هايز ثلاثة أعمال حول ثورة صلاة الغروب الصقلية، أولهما في عام 1821م. ومن بين الرسامين الآخرين موريلي وإيرولو إيرولي وميشيل رابيساردي.
  • مأساة فيليسيا هيمانز، "صلاة الغروب من باليرمو (1824م)"، حيث يدعم البطل ريمون دي بروسيدا (ابن الكونت دي بروسيدا) التمرد لكنه يرفض المشاركة في قتل المواطنين الفرنسيين الأبرياء، مبنية بشكل فضفاض على هذه الانتفاضة.
  • قام الملحن الألماني بيتر جوزيف فون ليندباينتنر بتأليف أوبرا "Die Sizilianische Vesper"، التي عُرضت لأول مرة في عام 1843م في شتوتغارت وسُجلت في عام 2015م بنسختها الإيطالية: "Il vespro siciliano".
  • النشيد الوطني الإيطالي الحالي الذي كُتب عام 1847م وتم تلحينه عام 1848م، بعنوان "Il Canto degli Italiani"، ويُعرف شعبيًا باسم "يا إخوة إيطاليا" (بالإيطالية: Fratelli d'Italia)، يتضمّن عبارة: "رَنّ جرس كل ناقوس / وأعلن بداية صلاة الغروب"، (بالإيطالية: Il suon d'ogni squilla / i vespri sonò)، وذلك في إشارة إلى الانتفاضات الماضية للشعب الإيطالي ضد الحكّام الأجانب، والتي تكرّرت مجددًا في تلك السنوات.
  • تعبيرًا عن الأهمية المزدوجة للأحداث لكل من فرنسا وإيطاليا، كتب جوزيبي فيردي أوبرا "Les vêpres siciliennes" عام 1855م في الأصل من أجل دار أوبرا باريس، على نص كتبَه أوجين سكرايب، لكنها انتشرت على نطاق أوسع بنسختها الإيطالية بعنوان "I vespri siciliani".
  • تقول إحدى الأساطير الحضرية الشهيرة أن المافيا بدأت بصلاة الغروب الصقلية وأن كلمة المافيا نفسها هي الاسم الخلفي لـ " Morte Alla Francia Italia Anelia! " ("الموت للفرنسيين هو صرخة إيطاليا!" ).[24] ومع ذلك ، فإن هذا غير مرجح للغاية لأن الصقليين لم يعتبروا أنفسهم إيطاليين في القرن الثالث عشر. يرجع تاريخ الإشارة الأولى إلى مصطلح المافيا إلى عام 1862م.[24] تم نشر الادعاء بأن المافيا نشأت كمجتمع سري نظم وقاد انتفاضة عام 1282م في القرنين التاسع عشر والعشرين لتعزيز الصورة الذاتية للمافيا كمدافعين رومانسيين وشهماء عن الصقليين العاديين ضد الظالمين الأجانب.[25] صدق المافيا أنفسهم قصة الأصول هذه ، على سبيل المثال ، أخبر المافيا الأمريكي جوزيف بونانو أصدقائه وعائلته عندما سئل عن أصل المافيا أنها بدأت مع صلاة الغروب الصقلية.[25] حقيقة أن العديد من الصقليين اعتبروا الدولة الإيطالية التي يهيمن عليها بيدمونت والتي ظهرت بعد التوحيد الإيطالي في عام 1861م نوعًا من الاحتلال الأجنبي ، أعطت المافيا سببًا قويًا للترويج لهذه الصورة للاستفادة من الاستياء الواسع الذي يشعر به الناس في Mezzogiorno حول الطريقة التي احتكر بها بيدمونت السلطة في الدولة الجديدة.[26] ومن هنا تم اختراع قصة المافيا كقادة لصلاة الغروب الصقلية ، مع الإشارة إلى أن الدولة الإيطالية كانت الأحدث في سلسلة من الظالمين الأجانب وأنه سيكون من غير المقبول أن يتعاون الصقليون مع الدولة الإيطالية ضد المافيا.[26]

استخدامات أخرى لمصطلح صلاة الغروب

[عدل]
  • في عام 1594م، عندما كان الملك الفرنسي هنري الرابع يجري مفاوضات سلام مملة مع السفير الإسباني في فرنسا ، مللًا من عدم رغبة الإسبان في قبول شروطه، صرح بأن ملك إسبانيا يجب أن يتصرف بمزيد من التواضع ، لأنه إن لم يكن كذلك. ، يمكنه بسهولة غزو الأراضي الإسبانية في إيطاليا ، مشيرًا إلى أن "جيوشي يمكن أن تتحرك بسرعة كبيرة بحيث أتناول الإفطار في ميلانو وأتناول العشاء في روما." ورد السفير الإسباني "الآن ، إذا كان الأمر كذلك ، فإن جلالتك ستصل بالتأكيد إلى صقلية في الوقت المناسب لصلاة الغروب" .[27]
  • أمر زعيم المافيا لاكي لوتشيانو بقتل مارانزانو وكابو مارانزانو وماسيريا الذين اعتبرهم لوسيانو تهديدات، بعد أن رتب سابقًا لقتل رئيس المافيا جو ماسيريا في 15 أبريل 1931م من أجل تعزيز الجريمة المنظمة في مدينة نيويورك تحت قيادة سالفاتور مارانزانو. يُزعم أن جرائم القتل هذه حدثت في 10 سبتمبر 1931 ، والتي كانت إيذانا بنهاية حرب كاستيلاماريس في مدينة نيويورك ، وفي لغة المافيا تُعرف باسم ليلة صلاة الغروب الصقلية . ثبت لاحقًا أن هذا هو في الغالب أسطورة في ثقافة المافيا حيث لا يوجد دليل قاطع على أن جميع جرائم القتل هذه - خارج مارانزانو وعدد قليل من الآخرين - حدثت بالفعل.[28]
  • أطلق الأخوان دافيد وفرانسيس ريفوجياتو المولودان في صقلية اسم فرقتهما الموسيقية التي لم تدم طويلا اسم "صلاة الغروب الصقلي" نسبةً إلى هذا الحدث، وأصدروا ألبومًا واحدًا في Profile Records في عام 1988م.[29][30]
  • عملية صلاة الغروب الصقلية (1992م-1998م)، عملية أمنية داخلية تشارك فيها القوات المتعاونة للقوات المسلحة الإيطالية والشرطة المحلية في محاربة المافيا في صقلية

روابط خارجية

[عدل]

مصادر

[عدل]
  • بروني وليوناردو . (1416) ، تاريخ الشعب الفلورنسي ، هارفارد ، 2001 ،(ردمك 0-674-00506-6) . يعتبر أول كتاب تاريخ يُدعى "حديثًا" ، وأول مؤرخ حديث ، ويصادف أيضًا تغطية أحداث هذه الفترة.
  • ميندولا ، لويس. (2015) ، تمرد صقلية ضد الملك شارل ،(ردمك 9781943639038) . ترجمة Lu Rebellamentu di Sichilia.
  • Mott ، لورانس ف. القوة البحرية في البحر الأبيض المتوسط في العصور الوسطى: الأسطول الكاتالوني الأراغوني في حرب صلاة الغروب الصقلية (مطبعة جامعة فلوريدا ، 2003).
  • رونسيمان ، ستيفن . (1958) ، صلاة الغروب الصقلية ،(ردمك 0-521-43774-1) . متصل
  • Colomer Pérez، Guifré، Memòries de la guerra de les Vespres (1282-1285). Controvèrsies idològiques i confes polítics a la Mediterrània occidental، Tesi Doctoral URV، 2022 (català) http://hdl.handle.net/10803/675697
  • رونسيمان ، ستيفن ، صلاة الغروب الصقلية ، كامبريدج: مطبعة جامعة كامبريدج ، 1958 ،(ردمك 0-521-43774-1) .
  • لا يزال Lu rebellamentu di Sichilia ، lu quale Hordinau e Fichi pari Misser Iohanni in Procita contre Re Carlu موجودًا في المكتبة المركزية في باليرمو. سواء كانت رواية معاصرة أم لا ، يتوقف على تفسير كلمة واحدة في النص. رونسيمان (ص. 329) هذه الكلمات كـ "putirini" ، صيغة المتكلم الجمع الأول ، مقابل "putirisi" في زمن غير شخصي.
  • أقدم مصدر سردي لصلاة الغروب هو اللغة الصقلية Lu rebellamentu di Sichilia ، المكتوبة ربما في وقت مبكر من عام 1287. ينسب الفضل إلى جون بروسيدا في تنظيم الإطاحة بالفرنسيين ويصوره في صورة إيجابية. تاريخان لاحقان لـ Tuscan Guelph ، Liber Jani de Procida et Palialoco و Leggenda di Messer Gianni di Procida ، ربما يعتمدان على Rebellamentu أو مصدر Rebellamentu المفقود ، يتبعان ذلك في التأكيد على تورط جون ، لكنهم يصوره في أكثر ' . ضوء. تؤكد صحيفة Liber ، كما يوحي عنوانها ، على مفاوضات جون مع مايكل الثامن ("Palioloco").
  • إلى جانب هذه ، هناك نوعان من سجلات فلورنسا ذات الأهمية. كان يُعتقد أن Leggenda ذات مرة مصدر لـ Nuova Cronica لجيوفاني فيلاني ، وهي نفسها مصدر صلاة الغروب. يتبنى Brunetto Latini ، في كتابه Tesoro ، بالمثل النسخة الصقلية للأحداث ، والتي تتضمن النسخة الأولى من الاغتصاب. يقلب The Tuscan Liber قصة الاغتصاب ، مشيرًا إلى أن المرأة الصقلية قد سحبت سكينًا على خطيبها الفرنسي عندما جاء أصدقاؤه لمساعدته.
  • . ويرد فيه وصف لجميع "مكاتب" الصلاة ...
  • الأردن ، L'Allemagne et l'Italie ، ص. 219 - 221. هذا هو أفضل مصدر للشخصية التجديفية والمكر لفريدريك الثاني كملك.
  • Bäthgen، Die Regentschaft Papst Innocenz III im Konigreich Sizilien يصف أقلية فريدريك. انظر أيضًا فان كليف ، ماركورد أوف أنويلر ؛ ولوتشاير ، إنوسنت الثالث ، المجلد. الثالث ؛ و Rome et l'Italie ، pp. 153–204. الأردن ، (أعلاه) ص. يناقش 272–74 أصل فصيلتي Guelf و Ghibelline. انظر أيضًا ، Hefele-Leclercq، Historie des Conciles vol VI، I، pp. 6–9.
  • Chalandon، Historie de la Domination Normande en Italia ، vol. أنا ص. 189-211 ، 327–54. هذه مصادر ممتازة تصف الغزو النورماندي لإيطاليا وصقلية من قبل عائلة جيسكارد. لحكمهم في صقلية ، انظر المجلد. الثاني ، هنا وهناك.

مراجع

[عدل]
  1. ^ "MANFREDI, re di Sicilia - Enciclopedia". Treccani (بالإيطالية). Archived from the original on 2025-06-02. Retrieved 2025-07-08.
  2. ^ Saint-Genis, Victor Bénigne Flour De (1868). Histoire de Savoie: d'après les documents originaux, depuis les origines les plus reculées jusqu'à l'annexion (بالفرنسية). Bonn & Conte-Grand. Archived from the original on 2025-04-14.
  3. ^ "Histoire de la Sicile : De l'Antiquité à Cosa nostra". Babelio (بالفرنسية). Retrieved 2025-07-07.
  4. ^ Runciman، Steven (1958). The Sicilian Vespers: A History of the Mediterranean World in the Later Thirteenth Century. Cambridge: مطبعة جامعة كامبريدج. ص. 26ff. ISBN:0-521-43774-1. مؤرشف من الأصل في 2022-01-23.
  5. ^ Runciman, Sicilian Vespers, pp. 16ff.
  6. ^ Pope Alexander IV literally shopped around for a buyer for the crown of Sicily. In 1256 King هنري الثالث ملك إنجلترا agreed to buy the crown for his son Edmund for 135,541 German marks. He raised secular and church taxes in England and paid the Pope 60,000 marks, but could raise no more. The people and clergy of England refused to be taxed any further to enable an English prince to sit on the Sicilian throne. On December 18, 1258, Pope Alexander issued a bull releasing Henry from his obligation to buy the throne, but he kept the 60,000 marks already paid (cf. Runciman, Chapter 4)
  7. ^ Runciman, Sicilian Vespers, p. 212.
  8. ^ Because the city's borders have expanded over the centuries, the church is now within the city limits.
  9. ^ رونسيمان، "الصلوات المسائية الصقلية"، ص. 115.
  10. ^ Tournatore, Matteo G. C., Arba Sicula (Sicilian Dawn), Journal of Sicilian Folklore and Literature, Vol XXV, Numira 1 & 2, pp. 47ff.
  11. ^ Schneidman, J. L. (1969). Ending the War of the Sicilian Vespers. Journal of Peace Research, 6(4), 335-347. https://doi.org/10.1177/002234336900600404
  12. ^ Migliazzo, F. (2023). City-republics of Northern Italy and the Sicilian Vespers: The Perception of the Revolt in the Urban Chronicles. Al-Masāq, 35(2), 164–183. https://doi.org/10.1080/09503110.2022.2135849
  13. ^ Runciman, Sicilian Vespers, p. 218.
  14. ^ Runciman, Sicilian Vespers, p. 220.
  15. ^ Runciman, Sicilian Vespers, p. 219.
  16. ^ Runciman, Sicilian Vespers p. 216, citing Nicholas Specialis, Historia Sicula, pp. 924ff.
  17. ^ Runciman, Sicilian Vespers, p. 214.
  18. ^ Runciman, Sicilian Vespers, p. 201.
  19. ^ See Runciman, Sicilian Vespers, p. 227, citing Bartholomew of Neocastro, Historia Sicula, p. 24.
  20. ^ Runciman, Sicilian Vespers, p. 228.
  21. ^ M. Palaeologus, De Vita sua Opusculum, 9, IX, pp. 537–38.
  22. ^ Runciman, Sicilian Vespers, p. 256.
  23. ^ Treviso, Carlo (30 Mar 2022). Siciliana (بالإنجليزية). Trevixo Originale Books. ISBN:978-1-7374577-1-8. Archived from the original on 2023-02-11.
  24. ^ ا ب "History of the Mafia". World History. مؤرشف من الأصل في 2023-02-20.
  25. ^ ا ب Cawthorne Nigel Mafia: The History of the Mob, London: Arcturus, 2012 p.13-14
  26. ^ ا ب Cawthorne Nigel Mafia: The History of the Mob, London: Arcturus, 2012 p.14-15
  27. ^ Runciman, Sicilian Vespers, p. 287.
  28. ^ Critchley، David (2009). The Origin of Organized Crime in America: The New York City Mafia, 1891–1931. New York: Routledge. ISBN:978-0-415-99030-1.
  29. ^ allmusic ((( Sicilian Vespers > Overview )))
  30. ^ "CD Baby: THE SICILIAN VESPERS: The Sicilian Vespers". مؤرشف من الأصل في 2007-10-17. اطلع عليه بتاريخ 2007-01-04.