انتقل إلى المحتوى

سجل مرشح الإساءة

التفاصيل لمدخلة السجل 1206709

00:19، 19 يوليو 2014: Ibrahim Hika (نقاش | مساهمات) أطلق المرشح 6; مؤديا الفعل "edit" في هكسوس. الأفعال المتخذة: تحذير; وصف المرشح: إزالة المصادر من مقالة (افحص)

التغييرات التي أجريت في التعديل





== آثار الهكسوس الباقية==
== آثار الهكسوس الباقية==<ref>موسوعة مصر القديمة - الجزء الرابع - عهد الهكسوس وتأسيس الإمبراطورية - سليم حسن - الهيئة المصرية العامة للكتاب</ref>
{{رئيسي |آثار الهكسوس الباقية}}


لم يبق لنا من آثار الهكسوس إلا النذر اليسير وما تبقى منها يتضائل عندما نعلم أن عددا عظيما من الآثار التي تركوها قد انتحلوها لأنفسهم باغتصابها من الآثار القديمة التي تركها ملوك مصر ولا أدل على ذلك من تماثيل أبو الهول التي وجدت منسوبة إليهم وهي في الأصل للملك أمنمحات الثالث.
لم يبق لنا من آثار الهكسوس إلا النذر اليسير وما تبقى منها يتضائل عندما نعلم أن عددا عظيما من الآثار التي تركوها قد انتحلوها لأنفسهم باغتصابها من الآثار القديمة التي تركها ملوك مصر ولا أدل على ذلك من تماثيل أبو الهول التي وجدت منسوبة إليهم وهي في الأصل للملك أمنمحات الثالث.

محددات الفعل

متغيرقيمة
عدد التعديلات للمستخدم (user_editcount)
5
اسم حساب المستخدم (user_name)
'Ibrahim Hika'
عمر حساب المستخدم (user_age)
4740
المجموعات (متضمنة غير المباشرة) التي المستخدم فيها (user_groups)
[ 0 => '*', 1 => 'user' ]
ما إذا كان المستخدم يعدل عبر واجهة المحمول (user_mobile)
false
هوية الصفحة (page_id)
29163
نطاق الصفحة (page_namespace)
0
عنوان الصفحة (بدون نطاق) (page_title)
'هكسوس'
عنوان الصفحة الكامل (page_prefixedtitle)
'هكسوس'
آخر عشرة مساهمين في الصفحة (page_recent_contributors)
[ 0 => 'Ibrahim Hika', 1 => 'Tarawneh', 2 => 'Antime', 3 => '86.108.80.179', 4 => '79.173.209.217', 5 => '83.254.149.193', 6 => 'MaraBot', 7 => '197.32.135.66', 8 => 'Faris knight', 9 => 'ZkBot' ]
فعل (action)
'edit'
ملخص التعديل/السبب (summary)
''
ما إذا كان التعديل معلم عليه كطفيف (لا مزيد من الاستخدام) (minor_edit)
false
نص الويكي القديم للصفحة، قبل التعديل (old_wikitext)
'{{لا للتصنيف المعادل}} [[ملف:Hyksos.jpg|thumb|280px|left|لوحة تمثل أحمس الأول يقاتل الهكسوس في معركة.]] '''الهكسوس''' هم شعوب بدوية من أصول مختلفة دخلت [[مصر]] من الشرق في فترة ضعف خلال نهاية حكم الدولة الوسطى تقريباً في نهاية حكم الأسرة الرابعة عشر. لم يتفق خبراء التاريخ على أصلهم. ولكن الراجح أنهم أصحاب أصول آسيوية متعددة<ref>Grimal, Nicolas. ''A History of Ancient Egypt'', p.193. Librairie Arthéme Fayard, 1988.</ref><ref>Redford, Donald B. ''History and Chronology of the 18th Dynasty of Egypt: Seven Studies'', pp.46–49. University of Toronto Press, 1967.</ref>، ومنهم من كان سامي الأصل<ref>[http://books.google.com/books?id=N6_uKRfEVQwC&pg=PA172 An Introduction to the Old Testament Pentateuch, Herbert Wolf‏. p.172]</ref><ref>[http://books.google.com/books?id=ZkBasQYRy4sC&pg=PA50 The Chronology Of The Old Testament, Floyd Nolen Jones‏. p.50]</ref>، بحيث كانت أسماء ومعبودات الهكسوس سامية مثل [[بعل]] و[[عانة]]<ref>The religion and culture of Israel: an introduction to Old Testament thought, Frank E. Eakin‏ .p. 335</ref>، وانتقلوا إلى بلاد الشام ثم إلى مصر. استمر احتلال الهكسوس [[مصر|لمصر]] حوالي مائة عام، ولم تكن إقامتهم فيها هادئة؛ بل قوبلت بكثير من الثورات والمقاومة من الشعب المصري.<ref>Booth, Charlotte. <cite>''The Hyksos Period in Egypt''</cite>. p.15-18. Shire Egyptology. 2005. ISBN 0-7478-0638-1</ref> لم تضف فترة احتلال الهكسوس إلى التاريخ المصري شيئاً يذكر؛ بل كانت فترة سلب ونهب وتخريب.<ref>Booth, Charlotte. <cite>''The Hyksos Period in Egypt''</cite>. p.29-31. Shire Egyptology. 2005. ISBN 0-7478-0638-1</ref>. قدم الهكسوس لمصر بعض من التكنولوجيا الحربية التي كانت تستعملها الشعوب السامية من عربات تجرها الخيول والأقواس المركبة والفؤوس الخارقة والسيوف المنحنية<ref>New Kingdom Egypt, Mark Healy,Angus McBride‏. p.9</ref><ref>The ancient world, Richard A. Gabriel‏. p.171</ref>. طرد الهكسوس بدأ بحرب شرسة شنها عليهم المصريون وانتهت بطردهم نهائياً على يد الملك [[أحمس الأول]] في عصر الأسرة الحديثة، ولم تقم لهم في تاريخ البشرية قائمة بعد ذلك. == مقدمة عن الهكسوس == بعد أن انقضى عصر ازدهار [[الدولة الوسطى]] , حل محله عصر شاعت فيه الفوضى وتقلب فيه الملوك على عرش مصر ولم يدم لأحدهم الاستقرار على عرش البلاد إلا النزر اليسير , وظل الحال على هذه الشاكلة إلى أن سقطت [[الأسرة الثانية عشر]] المصرية والتي تزامن سقوطها في نهاية عهدها مع تزايد ظهور الآسيويون "[[الهكسوس]]" في مسرح الأحداث حيث تزايد توافدهم على شكل وفود وهجرات تدريجية من شرق مصر إلى إقليم شرق الدلتا, وحلت محل الأسرة الثانية عشر [[الأسرة الثالثة عشر]] المصرية والتي كانت أكثر ضعفا ووهنا , وكان ملوكها لايكادون يستقرون على العرش أيضا وانشغلوا بالصراع على السلطة , فما لبث الحال إلا وأن تحولت البلاد المصرية إلى أقاليم ينفرد بكل إقليم منها أسرة حاكمة منفصلة عن الأخرى , فظهرت [[الأسرة الرابعة عشر]] في غرب الدلتا , ومن ثم قامت [[الأسرة الخامسة عشر]] المكونة من [[الهكسوس]] في شرق الدلتا , والذين كانوا قد تسربوا ببطء وعلى مهل حتى أعلنوا أنفسهم كأسرة حاكمة في إقليم شرق الدلتا على غرار الأسر المصرية الأخرى المتزامنة معها فكان يحكم مصر في ذلك العصر ثلاث أسر حاكمة , الأسرة الثالثة عشر [[طيبة|الطيبية]] المصرية والتي تحكم في إقليم طيبة جنوبا , والأسرة الرابعة عشر المصرية السخاوية والتي تحكم إقليم غرب الدلتا , والأسرة الخامسة عشر الهكسوسية والتي تحكم إقليم شرق الدلتا وكانت عاصمتهم في الشرقية حاليا.<ref>موسوعة مصر القديمة - الجزء الرابع - عهد الهكسوس وتأسيس الإمبراطورية - سليم حسن - الهيئة المصرية العامة للكتاب</ref> وظل الهكسوس في حكم إقليم الدلتا الشرقي إلى أن وقعت الأسرة الرابعة عشر تحت سيطرتهم مما دفع الهكسوس إلى فرض سيطرتهم تدريجيا على كامل أراضي الدلتا والتي كانت تسمى في ذلك الوقت أرض المستنقعات كما كان يطلق عليها المصريين. وبعد مرور زمن ليس بالطويل تزايد سلطان الهكسوس على أراضي مصر فامتدت سلطتهم جنوبا حتى وصلت إلى مصر الوسطى وحتى [[القوصية]] التي تقع في شمال إقليم [[طيبة]] في جنوب مصر , وهي أقصى الحدود التي وصل إليها سلطان [[الهكسوس]] في مصر حيث لم يمتد نفوذهم إلى إقليم طيبة ولا إقليم النوبة اللذان ظلا تحت حكم الأسرة الثالثة عشر [[طيبة|الطيبية]] ومن بعدها [[الأسرة السابعة عشر]] الطيبية أيضا والتي ظلت في حكم هذين الإقليمين حتى جلاء الهكسوس عن أرض مصر.<ref>المرجع السابق</ref> تعتبر فترة الهكسوس من أكثر الفترات غموضا وجدلا في تاريخ مصر القديمة , حيث يفتقر تأريخ هذه الفترة إلى المصادر التاريخية والنصوص التي ضاعت بين مفقود وتالف ومدمر , لذلك فقد حاول علماء المصريات الاستعانة بنص من هنا وأثر من هناك في محاولة لرسم الخطوط العريضة لتلك الفترة المستغلقة على المؤرخين , وقد خضعت الكثير من تفاصيل تلك الآونة لاستنتاجات وتكهنات العلماء في محاولة للوصول إلى أقرب التصورات حول تفاصيل تلك الفترة التي تعد أول وأقدم فترة احتلال في تاريخ مصر بأسره. ولا شك أن فترة الهكسوس من أكثر الفترات المستغلقة والغامضة في التاريخ القديم نظرا لضعف المصادر التي تتحدث عنهم وتدمير آثارهم بالكامل الذي تم على أيدي المصريين في حروبهم معهم وغيرهم من الشعوب إلى أن تم تدمير الإرث الثقافي الكامل للهكسوس تدريجيا بدءا من عهد [[أحمس الأول]] وحتى عهد [[تحتمس الثالث]] وابنه [[أمنحتب الثاني]] , غير أن ثقافتهم قد تركت أثرا عميقا في وجدان الشعوب الذين خالطوهم فترات من الزمن فانتقلت الكثير من ألوان ثقافتهم وطبعت غيرها من ثقافة الشعوب المجاورة والمخالطة لهم كما ترك ذلك أثره واضحا في حضارة مصر نفسها.<ref>المرجع السابق</ref> == بداية ظهور الهكسوس وغزوهم لمصر == يقول [[مانيتون]] أن الهكسوس هاجموا أرض مصر بأعداد ضخمة لم يقدر المصريون على مقاومتها في بادئ الأمر، وقاموا بحرق المدن وتدمير المعابد وسبي النساء والأطفال<ref>History of Egypt from the Earliest Time to the Persian Conquest, James Henry Breasted, p. 216, republished 2003, ISBN 0-7661-7720-3</ref>. وبعد حرب شرسة مع المصريين اتخذ الهكسوس عاصمة لهم في شرق [[دلتا|الدلتا]] أطلقوا عليها اسم "زوان" والتي كانت تعرف ب [[زوان|أورايس]]، وتركزت مملكة الهكسوس بشكل أساسي في الدلتا ومنتصف مصر. وساد الهكسوس تدريجياً لا بشكل مباشر، وكانت مصر السفلى (في شمال مصر) تخضع لحكمهم المباشر، أما مصر العليا (في جنوب مصر) ([[طيبة (توضيح)|طيبة]]) و[[نوبيون|بلاد النوبة]]، فكانتا تخضعان للحكم المصري. ولا يوجد ما يدعوا للشك في وجود الهكسوس في مصر قبل عام 1740 ق.م بل قد يسبق تواجد نفوذهم في مصر قبل هذا التاريخ بأكثر من نصف قرن بل ويقدرها البعض إلى عهد الملك [[سنوسرت الأول]] , حيث أن هجرة الهكسوس قد بدأت من المنطقة الشرقية [[البحر المتوسط|للبحر المتوسط]] حوالي بداية [[القرن التاسع عشر ق.م]].<ref>موسوعة مصر القديمة - الجزء الرابع - عهد الهكسوس وتأسيس الإمبراطورية - سليم حسن - الهيئة المصرية العامة للكتاب</ref> على أنه يجب علينا التفرقة بين تواجد العناصر المكونة للهكسوس وثقافتهم وبين قيام أول أسرة حاكمة لهم , فكما سبق يتضح أن ظهور ثقافة الهكسوس كثقافة مميزة عن غيرها وتوغلها في كل من [[سوريا]] و [[فلسطين]] ومصر وشرق [[البحر الأبيض المتوسط|البحر المتوسط]] قد بدأت تظهر بجلاء في صناعات تلك البقاع وثقافتها في بداية القرن التاسع عشر قبل الميلاد. وكان الحال في أواخر الأسرة الثانية عشر المصرية على أسوأ ما يكون , فكانت البلاد غارقة في صراعات وتناحرات على السلطة , كما كانت تحاك المؤامرات على الملك ليتم خلعه أو اغتياله ليجلس غيره على العرش والذي لا يلبث بدوره وأن يخلع أو يغتال ليحل محله آخر , وكان هذا مما غض طرف هذه الأسرة عن التسربات التي بدأت تتفاقم في شرق الدلتا , وبدأت الجماعات والقبليات تنتشر في أصقاع إقليم شرق الدلتا , كما بدأت هذه الجماعات في تكوين قومية مستقلة لهم في هذا المكان الذي تركزوا فيه , لتقوى شوكتهم بعد انهيار الأسرة الثانية عشر وقيام الأسرة الثالثة عشر التي لم تختلف كثيرا عن عصر اضمحلال الأسرة الثانية عشر , مما دعا لظهور أسرة مصرية أخرى في غرب الدلتا وهي الأسرة الرابعة عشر والتي كانت تحكم إقليم سخا " إكسيوس " , مما دفع الهكسوس إلى التفكير في إقامة أسرة خاصة بهم وهي الأسرة التي عرفت [[الأسرة الخامسة عشر|بالخامسة عشر]] , والتي أقامت عاصمتهم [[أواريس]] أو [[أفاريس]] عاصمة ذات الإقليم والتي عرفت قديما ب " حوت وعرت " , وسميت أيضا "سترويت" ولها مسميات كثيرة في عصور مختلفة ’ فلقد عرفت بأواريس ’ وزوان ’ وصوعن في التوراة , وبي رعمسيس فيما بعد في عهد رمسيس الثاني , كما عرفت بتانيس في عصور لاحقة لعصر الرعامسة.<ref>المصدر السابق</ref> وكانت المنازعات مستمرة أيضا في الأسرة الرابعة عشر كأسلافها الأسرتين الثالثة عشر والثانية عشر , وكان الهكسوس بلا شك يشجعون على استمرار هذه المنازعات والخلافات بزج مدع جديد للعرش يشدون أزره حتى تستمر فترة الضعف والانحلال في بيت الحكم المصري وما لذلك من فائدة عظيمة للهكسوس في تثبيت ملكهم واستمرار توغلهم في مصر. ويقدر البعض أن بداية قيام الأسرة الخامسة عشر الهكسوسية تنحصر مابين عامي 1730-1740 ق.م , على أن تحديد هذا الزمن مبني على تقديرات تحتمل الصحة والخطأ , وذلك أن إعلان أحد أفراد الهكسوس كملك على البلاد أو حتى على إقليم من أقاليم مصر ربما قد اتخد شكلا رسميا في هذا الوقت الذي عينه المؤرخون كبداية لأول أسرة هكسوسية , ولكن من المنطقي أن هؤلاء القوم كان بينهم اعترافا داخليا فيما بينهم بتنصيب ملك أو حاكم لهم على جماعتهم وهو الشيء المتعارف عليه في هذه الثقافات والذي سبق اعلان دولتهم بكل تأكيد غير أن هذه الفروضات المنطقية لا يوجد عليها أدلة أثرية أو تاريخية تعضدها.<ref>المصدر السابق</ref> وكانت الفكرة الراسخة في الأذهان عند عامة المؤرخين إلى بضع سنين مضت أن الهكسوس قد انقضوا على الديار المصرية فجأة واستولوا عليها عنوة كما ذكر عن مانيتون<ref>الرد على أبيون - فلافيوس يوسفوس</ref> , بل الواقع أنه توجد أسباب عدة تدل على أن أولئك الغزاة كانوا قوة ثقافية في وادي النيل منذ عهد الملك [[سنوسرت الثاني]] أي منذ منتصف عهد الدولة الوسطى عندما كانت مصر في أوج عظمتها أو بعبارة أخرى إبان عصرها الذهبي. والواقع أن الهكسوس كانوا قد استوطنوا في [[سوريا]] و [[فلسطين]] – ربما منذ أزمان سحيقة – قبل أن يمتد نزوحهم إلى البلاد المصرية , وتدل الكشوف الأثرية التي تم العثور عليها في مواقع متفرقة من سوريا وفلسطين على تأصل وجود هذه الثقافة في تلك الأصقاع منذ عصور بعيدة تسبق عصر احتلال الهكسوس لمصر بزمن طويل.<ref>موسوعة مصر القديمة - الجزء الرابع - عهد الهكسوس وتأسيس الإمبراطورية - سليم حسن - الهيئة المصرية العامة للكتاب</ref> ولم يكن ظهور الأسرة الخامسة عشر الهكسوسية هو أول ظهور للهكسوس على مسرح الأحداث , ولكن سبق ذلك توافدهم وتدفقهم المذكور إلى مصر واستقرارهم في شرق الدلتا لأنه أقرب الأقاليم إلى مدخل مصر الشرقي , وقد بدأ هذا التوافد مبكرا منذ عصر الأسرة الثانية عشر , ولكن ضعف واضمحلال هذه الأسرة التي بدأت قوية حال دون السيطرة على تلك الموجات من الهجرة , ومع ازدياد ضعف نظام الحكم ازدادت الهجرات بإطراد وبدأت ثقافة الهكسوس الوافدة تنتشر في الأصقاع المصرية من صناعات فخارية راقية إلى دخول الحصان ذلك الكائن الذي لم يكن المصريون يعرفونه إلى صناعات البرونز وقوالبه القوية إلى العربة أو العجلة الحربية إلى القوس المركب إلى غيرها من الأنماط الثقافية والصناعية والحربية الغريبة على مصر في ذلك الحين. والمؤكد الذي استقرت عليه البحوث الأخيرة هو أن غزو الهكسوس لمصر لم يتم دفعة واحدة بين عشية وضحاها ولكنه قد تم تدريجيا وعلى مهل فكان يكتسب قوته بمرور الوقت كالشجرة التي تضرب بأعراقها على مر الأيام في أرض خصبة فتزداد نموا وإيناعا , وبذلك ازداد عددهم مع مرور الوقت إلى أن أصبح لهم سلطان عظيم في البلاد بتسربهم بهذه الكيفية فكان مثلهم في ذلك كمثل [[الكاسيين]] أو [[الكوشيين]] الذين استولوا على [[بابل]] بهذه الكيفية وعلى هذا الأساس ظهرت الأسرة الخامسة عشر في مصر وهي أول أسرة هكسوسية وأول أسرة أجنبية حاكمة في مصر.<ref>المصدر السابق</ref> == إزاحة الهكسوس عن الحكم == [[ملف:TaoII-mummy-head.png|200px|thumb|الملك المصري [[سقنن رع]] أثر مقتله في معركة مع الهكسوس]] في عهد الملك [[سقنن رع]] الثاني نحو(1580 ق.م) كانت طيبة قد بلغت من القوة والمكانة السياسية شأناً جعل الصدام مع الهكسوس أمراً لا مفر منه. وهذا ما دفع ملك الهكسوس «أبوبي» إِلى اختلاق الأعذار لبدء الصراع. وحقق سقنن رع في هذا الصراع بعض النجاح إِلا أنه سقط فيه صريعاً (1575 ق.م)، في معركة خاضها مع الهكسوس وقد لوحظ وجود جروح وإصابات قاتلة في جمجمته. وخلفه في عرش [[طيبة (توضيح)|طيبة]] ابنه الأكبر كاموس (1560- 1570 ق.م)، وهو آخر ملوك الأسرة السابعة عشرة، وامتد حكمه خمس سنوات فقط تابع فيها الحرب التي شرعها أبوه فشن هجوماً مفاجئاً على معاقل الهكسوس المتاخمة لحدوده بقوات من الجيش وأسطول نيلي كبير، وراح يتقدم شمالاً حتى بلغ عاصمة الهكسوس نفسها. وتتحدث النصوص القديمة التي تعود إِلى عهده عن استيلائه على ثلاثمئة مركب مصنوعة من خشب الأرز مشحونة بالأسلحة والذهب والفضة والمؤن، كما تتحدث عن بطشه بالمصريين الذين كانوا يهادنون العدو. وقبض رجاله في تلك الأثناء على رسول بعث به ملك الهكسوس إِلى أمير [[نوبيون|النوبة]] في كوش [[شمال السودان|السودان]] يحثه على مهاجمة أراضي [[طيبة (توضيح)|طيبة]] من الجنوب، فلم يتردد كاموس في إرسال قوة احتلت واحة البحرية محبطاً خطط أعدائه، ثم ارتد عائداً إِلى طيبة بانتهاء موسم الحملات بعد أن قضى على تمرد قام به أحد أتباعه. وتذكر النصوص اسم كاموس وأخيه أحمس -الذي جاء بعده- عند الشلال الثاني في النوبة، مما يحتمل توغل كاموس في أراضي النوبة حتى ذلك الموقع. بعد مقتل الملك [[سقنن رع]] في حروبه ضد الهكسوس، وكانت دولة [[صعيد مصر|مصر العليا]] المصرية محاصرة من الهكسوس شمالاً ومن ملوك [[نوبيون|النوبيين]] جنوباً وبعد قتل الملك [[كامس]]، ثم انتقل الحكم إلى [[أحمس الأول]] الذي لم يكن يبلغ إلا 10 أعوام وقامت والدته بحثه على التدرب على القتال مع المحاربيين القدامى، وعندما بلغ ال 19 قام بعض من رجاله بالتقاط رسالة مبعوثة من ملك الهكسوس إلى ملوك [[نوبيون|النوبة]] يحثونهم بالزحف على ال[[طيبة (توضيح)|طيبة]] مما أدى إلى قيام [[أحمس الأول|أحمس]] بالهجوم على الهكسوس وهزمهم في عدة معارك، وقام بشن عدة هجمات خارجية عليهم في أراضيهم الأصلية، ولم تقتصر جهود أحمس الحربية على مقاتلة الهكسوس, فقد تحول بعدها إِلى جنوب مصر فقاد ثلاث حملات كبيرة متوالية استهدف فيها بلاد [[نوبيون|النوبة]] لتأديب أميرها الذي تعاون مع الهكسوس عليه وبذلك أصبحت [[مصر القديمة|الحضارة المصرية القديمة]] تحت حكم ملوك طيبة المصريين. == ما بعد الهكسوس == [[ملف:Hitt Egypt 1450 bc.svg|thumb|left|200px|أقصى مدى من أراضي مصر القرن الخامس عشر قبل الميلاد في عهد [[الدولة الحديثة]] ]] تغيرت العقيدة القتالية المصرية من الدفاع إلى الهجوم والغزو وذلك بعدما اتضح لهم أن جيرانهم من الشعوب الأخرى يريدون احتلال أرضهم ولذلك يجب الدفاع عن [[مصر]] بخلق بُعد استراتيجى لها في أراضي أخرى مما جعل [[الدولة الحديثة]] التي أسسها [[كامس]] الأخ الأكبر ل[[أحمس الأول|أحمس]] تؤسس جيشاً نظامياً محترفاً ومدرباً لأول مرة في [[مصر]] وقد حدث من أسلحته مما جعلهم يوسعون حدود [[مصر]] ويقيمون أول وأكبر إمبراطورية في العالم آنذاك<ref>''History of Egypt from the Earliest Time to the Persian Conquest'', [[James Henry Breasted]], p. 216, republished 2003, ISBN 0-7661-7720-3</ref> من [[أناضول|الأناضول]] شمالاً إالى [[قرن إفريقي|القرن الأفريقي]] جنوباً ومن [[الصحراء الليبية]] غرباً إلى [[الفرات]] شرقاً. وهذا الجيش الجديد كان يعاونه الأسلحة المشتركة وأسطول بحري، لأن الجيش المصري أيام حكم [[فرعون (توضيح)|الفراعنة]] الآوائل وحتى الهكسوس كان من [[مشاة|المشاة]] لأن [[فروسية|الفروسية]] كانت [[حصان|الحصان]] والعربة. امتدت حدود [[مصر]] التي كانت تشمل مملكة [[كوش]] في شمال [[السودان]] إلى [[آسيا]] لأول مرة أيام الفتوحات الخارجية كحرب وقائية ضدها حتى [[الفرات]] [[العراق|بالعراق]] أيام الملك [[تحوتمس الأول|تحتمس الأول]] وحفيده الملك [[تحتمس الثالث]] قام بتوسعة الإمبراطورية المصرية إلى أقصى اتساع وصلت إليها من حدود [[إيران]] شرقاً إلى حدود [[تونس]] غرباً حالياً ومن جنوب [[تركيا]] على يد الملك [[رمسيس الثاني]] الذي هزم [[حيثيون|الحيثيين]] إلى [[قرن إفريقي|القرن الأفريقي]] لتشمل [[إثيوبيا]] و[[بلاد بونت]]. بعد نهاية حكم الهكسوس بدأ عصر النهضة الثاني في [[مصر]] وكان بداية الشروق لل[[إمبراطورية المصرية]] والتي عرفت أقصى امتداد لها في عصر الملك العظيم [[تحتمس الثالث]] حيث تحولت الإسترتيجية المصرية من الدفاع داخل الأرض المصرية إلى الدفاع من خارجها، فامتدت الدولة المصرية من [[العراق]] إلى [[ليبيا]] ومن [[تركيا]] إلى [[الجندل الرابع]] في [[السودان]] حالياً. ==أصل الهكسوس== {{رئيسي |أصل الهكسوس}} كان الهكسوس, حكام [[أسرة مصرية خامسة عشر|الأسرة الخامسة عشر في مصر]], من أصول غير مصرية. وهناك العديد من النظريات حول هويتهم العرقية.، ويتجه أغلب [[علم الآثار|علماء الآثار]] إلى اعتبارهم شعب سامي قادم من [[آسيا]], حيث أسماء حكامهم, مثل [[خيان]] و[[صكير حار]], تعتبر من الأسامي [[السامية]]. كانت مملكة الهكسوس تتركز في شرق [[دلتا النيل]] و[[مصر الوسطى]], وكانت محدودة في المساحة حيث لم تمتد أبداً لتشمل [[صعيد مصر]] والتي كان يحكمها حكام مصريون من [[طيبة (مصر)|طيبة]]. يبدو أن علاقة الهكسوس بالجنوب كانت ذات طبيعة تجارية, ومع ذلك قمن الظاهر أن الأمراء الطيبيون اعترفوا بالحكام الهكسوس, وربما اضطروا لدفع [[جزية]] لفترة من الزمن. أقام حكام الأسرة الخامسة عشر من الهكسوس عاصمتهم ومقر حكومتهم في [[ممفيس]] والمقر الصيفي في [[زوان]](أواريس, [[صان الحجر]] حالياً). * '''السلالات التي تألف منها الهكسوس'''<ref>موسوعة مصر القديمة - الجزء الرابع - عهد الهكسوس وتأسيس الإمبراطورية - سليم حسن - الهيئة المصرية العامة للكتاب</ref> استدل علماء الأجناس والانثروبولوجيا ببعض الدلالات التي قد تشير إلى أصول الهكسوس المحتملة , فأجزاء كثيرة من الثقافة المكونة لعصر الهكسوس وآثارهم ومتعلقاتهم بما في ذلك أدواتهم وحفائرهم وحتى مقابرهم قد تكون مفاتيح للبحث عن أصول هؤلاء الأقوام. وتعتبر من أهم الدلالات والمفاتيح للوصول لأصولهم : الهياكل العظمية التي عثر عليها من عصر الهكسوس , الدلائل اللغوية والأسماء , الطراز المعماري والحصون , طراز الأدوات والصناعات, المعادن المستخدمة والمواد, الحيوانات المستخدمة كالحصان , وغيرها من الدلالات التي يمكن أن تكون خيوطا تؤدي للكشف عن أصول هذه الأقوام. * '''الجماجم والهياكل العظمية ودلالتها على أصول الهكسوس''' إن القليل الذي لدينا من البراهين الخاصة بفحص الهياكل العظمية , يدل على أن جنسا من أجناس البحر الأبيض المتوسط القدامى قد حل محله جزئيا في خلال عهد الهكسوس جنس يشبه الجنس الألبي على أن هذا البيان لا يرتكز إلا على فحص أشكال بعض جماجم قليلة العدد عثر عليها في مجدو غير أنها لا يمكن أن تمثل كل جماعة الهكسوس. * '''الدلالات اللغوية والأسماء وعلاقتها بأصولهم المحتملة''' وعلى الرغم من القليل الذي نعرفه عن هذا الموضوع المعقد فإنه مع ذلك يحتمل أن عددا من السلالات قد اشتركت في تنشئة الهكسوس ولا غرابة إذا في أن تكون الجماجم التي وجدت تدل على أن أصحابها كانوا من سلالة من السلالات التي كان لها شرف الاشتراك سفي هجرة الهكسوس وكذلك كان من بين الطوائف اللغوية التي ذكرت الساميون والحورانيون والهنود الإيرانيون ( الجنس الآري ) والخيتا ( الحيثيون ) , وقد أراد يوسفوس أن يرى فيهم العبرانيين والواقع أن نسبة كل أولئك الأقوام إلى الهكسوس لا يخرج عن دائرة الاحتمالات , فالأسماء السامية مثل يعقوب-هر , ويعقوب-بعل قد عرفت بوضوح في النقوش الخاصة بالهكسوس , وهذه الأسماء بصرف النظر عن بعض الأسماء المصرية التي انتحلها الهكسوس لأنفسهم مثل : أبو فيس , وتيتي , هي الأسماء الوحيدة التي حققت نسبتها للهكسوس , وقد فشلت المحاولة التي بذلت لتوحيد العلاقات اللغوية لأسماء الهكسوس التي وردت في المصادر الإغريقية , وعلى ذلك كان يوجد في الهكسوس عنصر سامي واضح , قد اختلط فيما يطلق عليه هجرة الهكسوس , وهذا إن استثنينا عنصرا غير سامي لم يحقق بعد , وهذا ليس بغريب بالنظر إلى التفوق الشامل للسامية ويشمل ذلك العموريين والكنعانيين في فلسطين وسوريا حوالي 2000 ق. م , كما يدل على ذلك متون اللغة التي تنسب إلى أواخر الأسرة الحادية العشرة المصرية , وكذلك اللوحات الكابوديشية التي تشير إلى مدن شمال سوريا . * '''الساميون هم العنصر الهام لقوم الهكسوس''' على أية حال فإن الساميين لا يكاد يتألف منهم العامل الرئيسي المسئول عن الزحف الجديد الذي شنته آسيا على مصر وقد تعزي غلبة الأسماء السامية المعروفة لنا الآن بتفوق الساميين في العدد , ولكن يمكن أن يرجع سببها لعدم كفاية الأدلة التي في متناولنا أو لأن العناصر غير السامية قد هضمت بسرعة , ويجب ألا ننسى الاشتباكات الخاصة بالتغيير الأساسي في الثقافة وأن أقواما من سلالة غير سامية كانوا يزحفون على حدود عريضة شمالية فظهر الحورانيون في الأناضول أما الكاسيون الذين كان يظهر أن بعض آلهتهم من أصل هندي إيراني فكانوا ينجرفون كالسيل في مسوبوتاميا , ومن مكان ما خارج فلسطين وسوريا وفد قوم من الأجانب جلبوا معهم صناعة معادن راقية وأفكارا جديدة في صناعة الفخار وكذلك أحضروا الحصان والعربة , وأراءا جديدة في إقامة حصون جديدة تماما عن البلاد التي اتخذوها موطنا جديدا لهم , ولما كنا لا نزال في فجر دراسة الشرق الأدنى فلا يمكننا إذا أن نخبر من أين أتت تلك العناصر , أو من الذين نقلوها لمصر , ولكن منذ أن بدأنا نتعرف على الهكسوس في مصر يمكن الإنسان عند البحث عن أصلهم أن يرجع في ذلك إلى اقتفاء آثارهم في شمالي سوريا وبعد ذلك نجد على أية حال أن الأثر قد أخذ يتضائل , فإذا أردنا أن نحصل عليه ثانية كان لابد من قطع مسافات طويلة وقد تزداد الصعوبة باحتمال أن الأثر لم يكن فرديا قبل سوريا , إذ أنه من المحتمل أنه كان يحتوي على وحدات قد جائت ثم عادت بحالة يسودها سوء النظام والارتباك التامان. * '''المعادن والمواد المستخدمة والأدوات ودلالاتها على أصلهم''' وإذا اقتفينا أثر المعدن الجديد وهو البرونز والأشكال المعدنية الجديدة إلى منابعها الأصلية فقد تكون هذه طريقة مجدية للوصول إلى الحقيقة التي نتبعها ولانزاع في أن ذلك يكون له في النهاية قيمة ثمينة للغاية , غير أن ما كشف من المواد للآن قليل جدا لا يكفي أن يكون أساسا متينا للبحث وقد ظن البعض أن بلاد القوقاز قد تكون مصدر هذا المعدن وهذه الأشكال المعدنية غير أنه وجد بالمقايسة أن أشكال المعادن التي عثر عليها في هذه البلاد كانت على وجه عام أحدث من التي وجدت في سوريا وفلسطين , وقد نشر العالم " شيلدا " النظرية القائلة بأن بلاد سومر نفسها كانت مركزا مبكرا لنشر هذه الأشكال المعدنية , ومما لا ريب فيه أن أقدم نماذج من الأشكال التي تشبه أو تقرن ببعض الآلات المعدنية التي تعد من الطراز الهكسوسي قد وردت من مسوبوتاميا , ويمكن أن يذكر على وجه خاص مقبض الخنجر الذي على هيئة هلال وكذلك رؤوس البلط التي لها ثقوب تثبت فيها وقد ظهرت كذلك الدبابيس القصيرة في مسوبوتاميا منذ 3000 عام . أما فكرة صناعة البرونز نفسها فإن من الحقائق الثابتة أنها كانت معروفة في سومر والأناضول في النصف الأول من الألف الثالثة , في حين أن مصدر الصفيح وحتى النحاس ووجود معدنيهما في سومر يجب أن يبحث عنهما خارج هذه الأصقاع ولذلك يقترح لوكاس أن كلا من أرمينيا وإيران قد تكون مصدرا لاستخراج الصفيح , ومن الأدلة التي سيقت حتى الآن يظهر أن بلاد مسوبوتاميا لها ضلع في هذه المسألة , ولكن علينا أن ننتظر نتائج حفائر منتظمة في بلاد القوقاز والأصقاع الأخرى التي يظن وجود هذه المعادن فيها قبل أن نكون فكرة ثابتة وإذا كانت المواد المسوبوتامية من عهد الألف الثالثة قبل الميلاد وهي المقابلة لنفس مواد الهكسوس تبرهن على أن لها علاقة مباشر بالحالة التي نبحثها فإن ذلك قد يبرهن على أنها انتاج سامي أو سومري مهما بعدت شقة الزمن بين العهدين. * '''الموطن الأصلي للحصان وعلاقته بأصل الهكسوس''' والفكرة العامة المتفق عليها الآن أن الحصان لها علاقة أصلية بالأقوام الآرية والظاهر أنه يمكن اقتفاء أثر أصل الكلمة المصرية والسامية الدالة على لفظة الحصان إلى اللغة الهندية الإيرانية وهي " أسوا" في السنسكريتية " أسفا" . ومن الواضح أن الكلمة المصرية " سسمت " مشتقة من اسم الجمع العبري ( الكنعانية ) : " سوسم " , وكلمة " سسمت " لا تمثل إلا الحروف الساكنة للإسم , وحرف التاء فيها تاء التأنيث , وعلى أية حال فإن وجود وسيط سامي في نقل الكلمة إلى المصرية يجعلنا نظن بعض الشيء أن الجنس الهندي الآري نفسه لم يأت إلى مصر ولكن من جهة أخرى يحتمل أنهم قد اختلطوا بعنصر سامي من بين الهكسوس. ولدينا كلمة أخرى في اللغة المصرية , هي "مرين " ومعناها جندي سوري أو خيال , سائق عربة , والظاهر أنها تنسب إلى الكلمة المتنية : مارينا , وهذه الكلمة الأخيرة قد قرنت بالكلمة السنسكريتية : ماريا , ومعناها الرجل الفتي أو الشاب , والكلمة المصرية " ور ريت " التي تدل على العربة , اشتقاقها غامض , وتوجد كلمة أخرى تدل على العربة وهي : مركبة , وهي سامية الأصل , وكذك قد تكون عاملا وسيطا بين الهنود الإيرانيين والمصريين , ولا نزاع في أن الحصان والعربة وما يلزمهما من عدد قد أدخلت في مصر في عهد الهكسوس , وبصرف النظر عن الاعتقاد السائد أن مهدها الأصلى آري وأنها لم تستعمل في جنوب شرقي آسيا ومصر إلا في عهود متأخرة نسبيا , فإن الاشتقاقات التي اقتبسناها عن أصل الحصان والعربة وغيرهما تعد حججا على وجود الهنود الآريين في الشرق الأدني , ولكن مع هذه الحجج لا يمكن أن نثبت أو ننفي وجود الآريين في مصر. * '''نسبة إختراع الحصون المستطيلة للآريين وعلاقة ذلك بأصل الهكسوس''' وكذلك قد نسب للآريين بناء الحصن المستطيل وطواره الخاص وإن كان ذلك لم يدعم إلى الآن بالبرهان البين , حقا إن هذا الطراز من الحصون كان غريبا عن مصر وفلسطين وسوريا , وكان أول ما ظهر في الآثار الخاصة بالهكسوس في هذه البلاد , ولا شك في أن النظرية التي تربط مثل هذا الطراز من الحصون بما يشابهها من المباني في إيران و " ترانس كاسبيا " ما وراء بحر خوارزم نظرية مغرية غير أنها تحتاج لإثباتات أكثر غير أنها حقيقة مؤكدة , وعلى أية حال هل هذه الحصون مباني آرية ؟ والواقع أن الشكل المستطيل الذي اتخذته مدن الهكسوس عند تشييدها يشعر بأن هؤلاء القوم كانوا يسكنون في بلاد ذات سهول حيث كان الشكل الذي تبنى على غراره المدن لا يقيد بتعاريج طبيعة قمة التل الذي تقام عليه وكذك نستنتج أن حل مسألة الهكسوس يقع بوضوح تام في أراضي بعيدة جدا عن مصر , والواقع أن التحصينات التي تنسب إلى العهد النيولتيكي وعصر البرونز المبكر كانت عظيمة الانتشار في أوروبا بما في ذلك جنوبي روسيا ويمكن أن يكون ذلك له علاقة بالمسألة فإذا كان هذا الغرض صحيحا فإن بلاد القوقاز يحتمل أن تكون طريقا ممكنا للهجرة , ومع كل يمكننا أن نقرر ما يأتي عن وجود المعسكرات الأجنبية في الجنوب الغربي من آسيا ومصر. من المحتمل جدا أن سلالة جديدة قد أحضروا الفكرة التي تشمل عدة خصائص ثابتة وأنهم أقاموا تلك المباني بأنفسهم تحت إشرافهم لا أن الفكرة قد نقلت إلى مصر ونفذت بطريق غير مباشر , على أن الصعوبة الحقيقية في قبول فكرة وجود عنصر هندي إيراني بين الهكسوس هو انعدام وجود العلاقات اللغوية في فلسطين وسوريا حتى عهد العمارنة ولم يحقق وجود أسماء هندية إيرانية في الوثائق الحورانية المبكرة بما في ذلك الوثائق التي عثر عليها في "أربخا " في شمالي سوريا , على أنه من باب الحيطة فقط نعيد إلى الذاكرة أن من أهم النقاط الخاصة بالهكسوس في مصر أنهم على ما يظهر أنهم قد انتحلوا اللغة المصرية لغة لهم , وأن ملوكهم قد اتخذوا لأنفسهم الألقاب الملكية , هذا إلى أنهم في بعض الحالات كانوا يحملون أسماء مصرية مما كان يغطي على سمات مسمياتهم اللغوية. والظاهر أن الحورانيين هم العنصر الوحيد الذي قد برز بوضوح نتيجة للبحوث الحديثة دالا على أنه كان ضمن العناصر التي تكون منها الهكسوس ومع ذلك فإنه لم يتعرف على إسم من الأسماء غير السامية التي تسمى بها الهكسوس بأنه حوراني الأصل , وعلى أية حال فإن الأستاذ " البريت " يرى أن بعض الأسماء الملكية مثل " سمقن " و " شارك " و " خيان " ترجع إلى أصل حوراني , وقد استعملنا في مناقشاتنا حتى الآن كلمة الحورانيون لتدل على عصر الهكسوس المتأخر , وقد كان أساسنا في ذلك تشابه الصفات في الصناعات التي كانت قائمة في بقعة شمالي مسوبوتاميا وهي التي كانت فيها اللغة الحورانية اللغة السائدة في ذلك العصر ويدل مقدار صبغ مدنية الهكسوس بعناصر الثقافة الحورانية في عهدهم المتأخر , على أن ذلك لم يأت عفوا بل جاء عن طريق هجرة واسعة النطاق ويحتمل أنها بدأت في أرمينيا حسب الرأي الحديث , وهذا الرأي مضافا إلى صبغ فلسطين وسوريا بصبغة حورانية شديدة في عهد الهكسوس المتأخر مما يرجح كفة اشتراك الحورانيون في هجرة الهكسوس بدرجة عظيمة وعلى أقل تقدير في مظاهرها المتأخرة , في حين أنه قد يكون من الصعب أن يبرهن على عدم احتمال وجود التأثير الحوراني بين الهكسوس الأول , فإن هذا التأثير على أية حال لم يكن قويا كما كان في عهدهم المتأخر , وعندما نقول ذلك يحضر إلى ذهننا الأسماء القديمة التي من هذا النوع في المتون الكابوديشية التي يرجع تاريخها إلى القرن العشرين قبل الميلاد , ولكن مهما كانت معلوماتنا قليلة عن موضوع أصول هؤلاء السلالات التي يتألف منها الهكسوس فإن وجود أي عنصر جديد في الجهات المجاورة يحتم فحصه فبعد مرور قرن أو أكثر في خلال القرن الثامن عشر نجد سلالة الحورانيين في جماعات منظمة قد تصادموا مع الخيتا في غاراتهم على حلب وبابل ونرى أن ثلاثة أجيال من ملوك الخيتا ( حنوشيليش , موشيليش , خيتيليش ) قد تكلموا عن الحورانيين في تاريخهم وإذا كان بعض المتون يحيطه بالإبهام بالنسبة لموقع هؤلاء القوم فإنا نعرف مع ذلك أن بعضهم كان يسكن على وجه التأكيد شمالي سوريا , وعلاقة هؤلاء الحورانيين بهجرة الهكسوس الأولى محض تخمين.<ref>موسوعة مصر القديمة - الجزء الرابع - عهد الهكسوس وتأسيس الإمبراطورية - سليم حسن - الهيئة المصرية العامة للكتاب</ref> == آثار الهكسوس الباقية==<ref>موسوعة مصر القديمة - الجزء الرابع - عهد الهكسوس وتأسيس الإمبراطورية - سليم حسن - الهيئة المصرية العامة للكتاب</ref> {{رئيسي |آثار الهكسوس الباقية}} لم يبق لنا من آثار الهكسوس إلا النذر اليسير وما تبقى منها يتضائل عندما نعلم أن عددا عظيما من الآثار التي تركوها قد انتحلوها لأنفسهم باغتصابها من الآثار القديمة التي تركها ملوك مصر ولا أدل على ذلك من تماثيل أبو الهول التي وجدت منسوبة إليهم وهي في الأصل للملك أمنمحات الثالث. ونجد من آثارهم الباقية مجموعة من الجعارين الملكية التي تحمل أسماء الملوك في كل من الأسرتين الخامسة عشر والسادسة عشر , بخلاف مجموعة أخرى من الآثار البسيطة جدا والقليلة التي تخلفت عن ملوك ذلك العصر , ومنها بعض الآثار لبعض هؤلاء الملوك ومنها الملك أبوفيس فله لوحة خشب لكاتب محفوظة في متحف برلين , وقد جاء عليها أنها هدية من ملك الوجهين القبلي والبحري عاوسر رع أبو فيس , كما وجد إسمه محفورا على قطعة حجر محفوظة حاليا بالمتحف المصري , وقطعة أخرى من أحد الآنية الجرانيتية بالإضافة إلى جعرانه الملكي. كما عثر على بعض الآثار الفردية لبعض الملوك الآخرين من ذلك العصر مثل خنجر منقوش للملك نب خبش رع ويسمى أبوفيس أيضا وهو من أهم الآثار التي وجدت لأحد ملوك الهكسوس حيث يعتبر أقدم خنجر في التاريخ يحمل نقوش تصويرية بارزة , ومثله أيضا ملعقة من الظران لنفس الملك , وللملك عاقنن رع توجد قطعة من إناء عليها اسمه كما يوجد مائدة قربان من حجر الجرانيت الأسود موجودة في المتحف المصري بالقاهرة وقد نقش عليها اسمه وصفاته الملكية. أما الملك خيان والذي يعده علماء الآثار أعظم ملوك الهكسوس على الإطلاق فله آثار متفرقة في مناطق مختلفة في فلسطين وسوريا وحتى بغداد وكريت مما يدل على امتداد سلطان الهكسوس في هذه البلاد في أيام عظمة مجدهم إما بسيطرتهم عليها سياسيا تارة أو بالتجارة تارة أخرى. وهذا ما نعلمه عن آثار ملوك الهكسوس في عهد أسرتيهم الخامسة عشر والسادسة عشر. وتطالعنا الكشوف من وقت لآخر عن بعض الآثار المتفرقة للهكسوس في بعض المواقع الأثرية المعروفة والمرتبطة بهم , غير أن أكثرها أهمية ما كشفت عنه البعثة النمساوية في تل الضبعة في محافظة الشرقية بمصر , عما يعتقد أنه عاصمة الهكسوس وهي مدينة أواريس وقد تم الكشف عنها أثناء أعمال الحفر الاثري الجيوفيزيقي باستخدام الرادار , فقد أعلن المجلس الأعلى للآثار في عام 2010 عن العثور على عاصمة الهكسوس مدينة أواريس مدفونة تحت الأرض على عمق كبير أو على الأقل ما تبقى منها من حدود وجدران وأسوار وما إلى ذلك , وهو الكشف الذي يعد من أكبر الكشوف التي تنتمي لذلك العصر , وما زالت جهود الكشوف والحفائر في هذا الموقع الأثري في تل الضبعة بالشرقية مستمرة حتى كتابة هذه السطور. == انظر كذلك == * [[تاريخ مصر]] * [[مصر القديمة]] == مصادر == * وصف مصر/تاليف ب. س. جيرار ؛ ترجمة زهير الشايب، منى زهير الشايب/القاهرة: دار الشايب للنشر، 1992. * معالم تاريخ وحضارة مصر الفرعونية/سيد توفيق/القاهرة : دار النهضة العربية، 1990. * تاريخ المشرق/ماسبيرو ؛ ترجمة أحمد زكى/د.ن، 1897. == مراجع == {{مراجع}} {{شريط بوابات|مصر القديمة}} [[تصنيف:كنعان]] [[تصنيف:أسر مصرية قديمة]] [[تصنيف:ساميون]] [[تصنيف:تاريخ مصر القديمة]] [[تصنيف:شعوب قديمة]]'
نص الويكي الجديد للصفحة، بعد التعديل (new_wikitext)
'{{لا للتصنيف المعادل}} [[ملف:Hyksos.jpg|thumb|280px|left|لوحة تمثل أحمس الأول يقاتل الهكسوس في معركة.]] '''الهكسوس''' هم شعوب بدوية من أصول مختلفة دخلت [[مصر]] من الشرق في فترة ضعف خلال نهاية حكم الدولة الوسطى تقريباً في نهاية حكم الأسرة الرابعة عشر. لم يتفق خبراء التاريخ على أصلهم. ولكن الراجح أنهم أصحاب أصول آسيوية متعددة<ref>Grimal, Nicolas. ''A History of Ancient Egypt'', p.193. Librairie Arthéme Fayard, 1988.</ref><ref>Redford, Donald B. ''History and Chronology of the 18th Dynasty of Egypt: Seven Studies'', pp.46–49. University of Toronto Press, 1967.</ref>، ومنهم من كان سامي الأصل<ref>[http://books.google.com/books?id=N6_uKRfEVQwC&pg=PA172 An Introduction to the Old Testament Pentateuch, Herbert Wolf‏. p.172]</ref><ref>[http://books.google.com/books?id=ZkBasQYRy4sC&pg=PA50 The Chronology Of The Old Testament, Floyd Nolen Jones‏. p.50]</ref>، بحيث كانت أسماء ومعبودات الهكسوس سامية مثل [[بعل]] و[[عانة]]<ref>The religion and culture of Israel: an introduction to Old Testament thought, Frank E. Eakin‏ .p. 335</ref>، وانتقلوا إلى بلاد الشام ثم إلى مصر. استمر احتلال الهكسوس [[مصر|لمصر]] حوالي مائة عام، ولم تكن إقامتهم فيها هادئة؛ بل قوبلت بكثير من الثورات والمقاومة من الشعب المصري.<ref>Booth, Charlotte. <cite>''The Hyksos Period in Egypt''</cite>. p.15-18. Shire Egyptology. 2005. ISBN 0-7478-0638-1</ref> لم تضف فترة احتلال الهكسوس إلى التاريخ المصري شيئاً يذكر؛ بل كانت فترة سلب ونهب وتخريب.<ref>Booth, Charlotte. <cite>''The Hyksos Period in Egypt''</cite>. p.29-31. Shire Egyptology. 2005. ISBN 0-7478-0638-1</ref>. قدم الهكسوس لمصر بعض من التكنولوجيا الحربية التي كانت تستعملها الشعوب السامية من عربات تجرها الخيول والأقواس المركبة والفؤوس الخارقة والسيوف المنحنية<ref>New Kingdom Egypt, Mark Healy,Angus McBride‏. p.9</ref><ref>The ancient world, Richard A. Gabriel‏. p.171</ref>. طرد الهكسوس بدأ بحرب شرسة شنها عليهم المصريون وانتهت بطردهم نهائياً على يد الملك [[أحمس الأول]] في عصر الأسرة الحديثة، ولم تقم لهم في تاريخ البشرية قائمة بعد ذلك. == مقدمة عن الهكسوس == بعد أن انقضى عصر ازدهار [[الدولة الوسطى]] , حل محله عصر شاعت فيه الفوضى وتقلب فيه الملوك على عرش مصر ولم يدم لأحدهم الاستقرار على عرش البلاد إلا النزر اليسير , وظل الحال على هذه الشاكلة إلى أن سقطت [[الأسرة الثانية عشر]] المصرية والتي تزامن سقوطها في نهاية عهدها مع تزايد ظهور الآسيويون "[[الهكسوس]]" في مسرح الأحداث حيث تزايد توافدهم على شكل وفود وهجرات تدريجية من شرق مصر إلى إقليم شرق الدلتا, وحلت محل الأسرة الثانية عشر [[الأسرة الثالثة عشر]] المصرية والتي كانت أكثر ضعفا ووهنا , وكان ملوكها لايكادون يستقرون على العرش أيضا وانشغلوا بالصراع على السلطة , فما لبث الحال إلا وأن تحولت البلاد المصرية إلى أقاليم ينفرد بكل إقليم منها أسرة حاكمة منفصلة عن الأخرى , فظهرت [[الأسرة الرابعة عشر]] في غرب الدلتا , ومن ثم قامت [[الأسرة الخامسة عشر]] المكونة من [[الهكسوس]] في شرق الدلتا , والذين كانوا قد تسربوا ببطء وعلى مهل حتى أعلنوا أنفسهم كأسرة حاكمة في إقليم شرق الدلتا على غرار الأسر المصرية الأخرى المتزامنة معها فكان يحكم مصر في ذلك العصر ثلاث أسر حاكمة , الأسرة الثالثة عشر [[طيبة|الطيبية]] المصرية والتي تحكم في إقليم طيبة جنوبا , والأسرة الرابعة عشر المصرية السخاوية والتي تحكم إقليم غرب الدلتا , والأسرة الخامسة عشر الهكسوسية والتي تحكم إقليم شرق الدلتا وكانت عاصمتهم في الشرقية حاليا.<ref>موسوعة مصر القديمة - الجزء الرابع - عهد الهكسوس وتأسيس الإمبراطورية - سليم حسن - الهيئة المصرية العامة للكتاب</ref> وظل الهكسوس في حكم إقليم الدلتا الشرقي إلى أن وقعت الأسرة الرابعة عشر تحت سيطرتهم مما دفع الهكسوس إلى فرض سيطرتهم تدريجيا على كامل أراضي الدلتا والتي كانت تسمى في ذلك الوقت أرض المستنقعات كما كان يطلق عليها المصريين. وبعد مرور زمن ليس بالطويل تزايد سلطان الهكسوس على أراضي مصر فامتدت سلطتهم جنوبا حتى وصلت إلى مصر الوسطى وحتى [[القوصية]] التي تقع في شمال إقليم [[طيبة]] في جنوب مصر , وهي أقصى الحدود التي وصل إليها سلطان [[الهكسوس]] في مصر حيث لم يمتد نفوذهم إلى إقليم طيبة ولا إقليم النوبة اللذان ظلا تحت حكم الأسرة الثالثة عشر [[طيبة|الطيبية]] ومن بعدها [[الأسرة السابعة عشر]] الطيبية أيضا والتي ظلت في حكم هذين الإقليمين حتى جلاء الهكسوس عن أرض مصر.<ref>المرجع السابق</ref> تعتبر فترة الهكسوس من أكثر الفترات غموضا وجدلا في تاريخ مصر القديمة , حيث يفتقر تأريخ هذه الفترة إلى المصادر التاريخية والنصوص التي ضاعت بين مفقود وتالف ومدمر , لذلك فقد حاول علماء المصريات الاستعانة بنص من هنا وأثر من هناك في محاولة لرسم الخطوط العريضة لتلك الفترة المستغلقة على المؤرخين , وقد خضعت الكثير من تفاصيل تلك الآونة لاستنتاجات وتكهنات العلماء في محاولة للوصول إلى أقرب التصورات حول تفاصيل تلك الفترة التي تعد أول وأقدم فترة احتلال في تاريخ مصر بأسره. ولا شك أن فترة الهكسوس من أكثر الفترات المستغلقة والغامضة في التاريخ القديم نظرا لضعف المصادر التي تتحدث عنهم وتدمير آثارهم بالكامل الذي تم على أيدي المصريين في حروبهم معهم وغيرهم من الشعوب إلى أن تم تدمير الإرث الثقافي الكامل للهكسوس تدريجيا بدءا من عهد [[أحمس الأول]] وحتى عهد [[تحتمس الثالث]] وابنه [[أمنحتب الثاني]] , غير أن ثقافتهم قد تركت أثرا عميقا في وجدان الشعوب الذين خالطوهم فترات من الزمن فانتقلت الكثير من ألوان ثقافتهم وطبعت غيرها من ثقافة الشعوب المجاورة والمخالطة لهم كما ترك ذلك أثره واضحا في حضارة مصر نفسها.<ref>المرجع السابق</ref> == بداية ظهور الهكسوس وغزوهم لمصر == يقول [[مانيتون]] أن الهكسوس هاجموا أرض مصر بأعداد ضخمة لم يقدر المصريون على مقاومتها في بادئ الأمر، وقاموا بحرق المدن وتدمير المعابد وسبي النساء والأطفال<ref>History of Egypt from the Earliest Time to the Persian Conquest, James Henry Breasted, p. 216, republished 2003, ISBN 0-7661-7720-3</ref>. وبعد حرب شرسة مع المصريين اتخذ الهكسوس عاصمة لهم في شرق [[دلتا|الدلتا]] أطلقوا عليها اسم "زوان" والتي كانت تعرف ب [[زوان|أورايس]]، وتركزت مملكة الهكسوس بشكل أساسي في الدلتا ومنتصف مصر. وساد الهكسوس تدريجياً لا بشكل مباشر، وكانت مصر السفلى (في شمال مصر) تخضع لحكمهم المباشر، أما مصر العليا (في جنوب مصر) ([[طيبة (توضيح)|طيبة]]) و[[نوبيون|بلاد النوبة]]، فكانتا تخضعان للحكم المصري. ولا يوجد ما يدعوا للشك في وجود الهكسوس في مصر قبل عام 1740 ق.م بل قد يسبق تواجد نفوذهم في مصر قبل هذا التاريخ بأكثر من نصف قرن بل ويقدرها البعض إلى عهد الملك [[سنوسرت الأول]] , حيث أن هجرة الهكسوس قد بدأت من المنطقة الشرقية [[البحر المتوسط|للبحر المتوسط]] حوالي بداية [[القرن التاسع عشر ق.م]].<ref>موسوعة مصر القديمة - الجزء الرابع - عهد الهكسوس وتأسيس الإمبراطورية - سليم حسن - الهيئة المصرية العامة للكتاب</ref> على أنه يجب علينا التفرقة بين تواجد العناصر المكونة للهكسوس وثقافتهم وبين قيام أول أسرة حاكمة لهم , فكما سبق يتضح أن ظهور ثقافة الهكسوس كثقافة مميزة عن غيرها وتوغلها في كل من [[سوريا]] و [[فلسطين]] ومصر وشرق [[البحر الأبيض المتوسط|البحر المتوسط]] قد بدأت تظهر بجلاء في صناعات تلك البقاع وثقافتها في بداية القرن التاسع عشر قبل الميلاد. وكان الحال في أواخر الأسرة الثانية عشر المصرية على أسوأ ما يكون , فكانت البلاد غارقة في صراعات وتناحرات على السلطة , كما كانت تحاك المؤامرات على الملك ليتم خلعه أو اغتياله ليجلس غيره على العرش والذي لا يلبث بدوره وأن يخلع أو يغتال ليحل محله آخر , وكان هذا مما غض طرف هذه الأسرة عن التسربات التي بدأت تتفاقم في شرق الدلتا , وبدأت الجماعات والقبليات تنتشر في أصقاع إقليم شرق الدلتا , كما بدأت هذه الجماعات في تكوين قومية مستقلة لهم في هذا المكان الذي تركزوا فيه , لتقوى شوكتهم بعد انهيار الأسرة الثانية عشر وقيام الأسرة الثالثة عشر التي لم تختلف كثيرا عن عصر اضمحلال الأسرة الثانية عشر , مما دعا لظهور أسرة مصرية أخرى في غرب الدلتا وهي الأسرة الرابعة عشر والتي كانت تحكم إقليم سخا " إكسيوس " , مما دفع الهكسوس إلى التفكير في إقامة أسرة خاصة بهم وهي الأسرة التي عرفت [[الأسرة الخامسة عشر|بالخامسة عشر]] , والتي أقامت عاصمتهم [[أواريس]] أو [[أفاريس]] عاصمة ذات الإقليم والتي عرفت قديما ب " حوت وعرت " , وسميت أيضا "سترويت" ولها مسميات كثيرة في عصور مختلفة ’ فلقد عرفت بأواريس ’ وزوان ’ وصوعن في التوراة , وبي رعمسيس فيما بعد في عهد رمسيس الثاني , كما عرفت بتانيس في عصور لاحقة لعصر الرعامسة.<ref>المصدر السابق</ref> وكانت المنازعات مستمرة أيضا في الأسرة الرابعة عشر كأسلافها الأسرتين الثالثة عشر والثانية عشر , وكان الهكسوس بلا شك يشجعون على استمرار هذه المنازعات والخلافات بزج مدع جديد للعرش يشدون أزره حتى تستمر فترة الضعف والانحلال في بيت الحكم المصري وما لذلك من فائدة عظيمة للهكسوس في تثبيت ملكهم واستمرار توغلهم في مصر. ويقدر البعض أن بداية قيام الأسرة الخامسة عشر الهكسوسية تنحصر مابين عامي 1730-1740 ق.م , على أن تحديد هذا الزمن مبني على تقديرات تحتمل الصحة والخطأ , وذلك أن إعلان أحد أفراد الهكسوس كملك على البلاد أو حتى على إقليم من أقاليم مصر ربما قد اتخد شكلا رسميا في هذا الوقت الذي عينه المؤرخون كبداية لأول أسرة هكسوسية , ولكن من المنطقي أن هؤلاء القوم كان بينهم اعترافا داخليا فيما بينهم بتنصيب ملك أو حاكم لهم على جماعتهم وهو الشيء المتعارف عليه في هذه الثقافات والذي سبق اعلان دولتهم بكل تأكيد غير أن هذه الفروضات المنطقية لا يوجد عليها أدلة أثرية أو تاريخية تعضدها.<ref>المصدر السابق</ref> وكانت الفكرة الراسخة في الأذهان عند عامة المؤرخين إلى بضع سنين مضت أن الهكسوس قد انقضوا على الديار المصرية فجأة واستولوا عليها عنوة كما ذكر عن مانيتون<ref>الرد على أبيون - فلافيوس يوسفوس</ref> , بل الواقع أنه توجد أسباب عدة تدل على أن أولئك الغزاة كانوا قوة ثقافية في وادي النيل منذ عهد الملك [[سنوسرت الثاني]] أي منذ منتصف عهد الدولة الوسطى عندما كانت مصر في أوج عظمتها أو بعبارة أخرى إبان عصرها الذهبي. والواقع أن الهكسوس كانوا قد استوطنوا في [[سوريا]] و [[فلسطين]] – ربما منذ أزمان سحيقة – قبل أن يمتد نزوحهم إلى البلاد المصرية , وتدل الكشوف الأثرية التي تم العثور عليها في مواقع متفرقة من سوريا وفلسطين على تأصل وجود هذه الثقافة في تلك الأصقاع منذ عصور بعيدة تسبق عصر احتلال الهكسوس لمصر بزمن طويل.<ref>موسوعة مصر القديمة - الجزء الرابع - عهد الهكسوس وتأسيس الإمبراطورية - سليم حسن - الهيئة المصرية العامة للكتاب</ref> ولم يكن ظهور الأسرة الخامسة عشر الهكسوسية هو أول ظهور للهكسوس على مسرح الأحداث , ولكن سبق ذلك توافدهم وتدفقهم المذكور إلى مصر واستقرارهم في شرق الدلتا لأنه أقرب الأقاليم إلى مدخل مصر الشرقي , وقد بدأ هذا التوافد مبكرا منذ عصر الأسرة الثانية عشر , ولكن ضعف واضمحلال هذه الأسرة التي بدأت قوية حال دون السيطرة على تلك الموجات من الهجرة , ومع ازدياد ضعف نظام الحكم ازدادت الهجرات بإطراد وبدأت ثقافة الهكسوس الوافدة تنتشر في الأصقاع المصرية من صناعات فخارية راقية إلى دخول الحصان ذلك الكائن الذي لم يكن المصريون يعرفونه إلى صناعات البرونز وقوالبه القوية إلى العربة أو العجلة الحربية إلى القوس المركب إلى غيرها من الأنماط الثقافية والصناعية والحربية الغريبة على مصر في ذلك الحين. والمؤكد الذي استقرت عليه البحوث الأخيرة هو أن غزو الهكسوس لمصر لم يتم دفعة واحدة بين عشية وضحاها ولكنه قد تم تدريجيا وعلى مهل فكان يكتسب قوته بمرور الوقت كالشجرة التي تضرب بأعراقها على مر الأيام في أرض خصبة فتزداد نموا وإيناعا , وبذلك ازداد عددهم مع مرور الوقت إلى أن أصبح لهم سلطان عظيم في البلاد بتسربهم بهذه الكيفية فكان مثلهم في ذلك كمثل [[الكاسيين]] أو [[الكوشيين]] الذين استولوا على [[بابل]] بهذه الكيفية وعلى هذا الأساس ظهرت الأسرة الخامسة عشر في مصر وهي أول أسرة هكسوسية وأول أسرة أجنبية حاكمة في مصر.<ref>المصدر السابق</ref> == إزاحة الهكسوس عن الحكم == [[ملف:TaoII-mummy-head.png|200px|thumb|الملك المصري [[سقنن رع]] أثر مقتله في معركة مع الهكسوس]] في عهد الملك [[سقنن رع]] الثاني نحو(1580 ق.م) كانت طيبة قد بلغت من القوة والمكانة السياسية شأناً جعل الصدام مع الهكسوس أمراً لا مفر منه. وهذا ما دفع ملك الهكسوس «أبوبي» إِلى اختلاق الأعذار لبدء الصراع. وحقق سقنن رع في هذا الصراع بعض النجاح إِلا أنه سقط فيه صريعاً (1575 ق.م)، في معركة خاضها مع الهكسوس وقد لوحظ وجود جروح وإصابات قاتلة في جمجمته. وخلفه في عرش [[طيبة (توضيح)|طيبة]] ابنه الأكبر كاموس (1560- 1570 ق.م)، وهو آخر ملوك الأسرة السابعة عشرة، وامتد حكمه خمس سنوات فقط تابع فيها الحرب التي شرعها أبوه فشن هجوماً مفاجئاً على معاقل الهكسوس المتاخمة لحدوده بقوات من الجيش وأسطول نيلي كبير، وراح يتقدم شمالاً حتى بلغ عاصمة الهكسوس نفسها. وتتحدث النصوص القديمة التي تعود إِلى عهده عن استيلائه على ثلاثمئة مركب مصنوعة من خشب الأرز مشحونة بالأسلحة والذهب والفضة والمؤن، كما تتحدث عن بطشه بالمصريين الذين كانوا يهادنون العدو. وقبض رجاله في تلك الأثناء على رسول بعث به ملك الهكسوس إِلى أمير [[نوبيون|النوبة]] في كوش [[شمال السودان|السودان]] يحثه على مهاجمة أراضي [[طيبة (توضيح)|طيبة]] من الجنوب، فلم يتردد كاموس في إرسال قوة احتلت واحة البحرية محبطاً خطط أعدائه، ثم ارتد عائداً إِلى طيبة بانتهاء موسم الحملات بعد أن قضى على تمرد قام به أحد أتباعه. وتذكر النصوص اسم كاموس وأخيه أحمس -الذي جاء بعده- عند الشلال الثاني في النوبة، مما يحتمل توغل كاموس في أراضي النوبة حتى ذلك الموقع. بعد مقتل الملك [[سقنن رع]] في حروبه ضد الهكسوس، وكانت دولة [[صعيد مصر|مصر العليا]] المصرية محاصرة من الهكسوس شمالاً ومن ملوك [[نوبيون|النوبيين]] جنوباً وبعد قتل الملك [[كامس]]، ثم انتقل الحكم إلى [[أحمس الأول]] الذي لم يكن يبلغ إلا 10 أعوام وقامت والدته بحثه على التدرب على القتال مع المحاربيين القدامى، وعندما بلغ ال 19 قام بعض من رجاله بالتقاط رسالة مبعوثة من ملك الهكسوس إلى ملوك [[نوبيون|النوبة]] يحثونهم بالزحف على ال[[طيبة (توضيح)|طيبة]] مما أدى إلى قيام [[أحمس الأول|أحمس]] بالهجوم على الهكسوس وهزمهم في عدة معارك، وقام بشن عدة هجمات خارجية عليهم في أراضيهم الأصلية، ولم تقتصر جهود أحمس الحربية على مقاتلة الهكسوس, فقد تحول بعدها إِلى جنوب مصر فقاد ثلاث حملات كبيرة متوالية استهدف فيها بلاد [[نوبيون|النوبة]] لتأديب أميرها الذي تعاون مع الهكسوس عليه وبذلك أصبحت [[مصر القديمة|الحضارة المصرية القديمة]] تحت حكم ملوك طيبة المصريين. == ما بعد الهكسوس == [[ملف:Hitt Egypt 1450 bc.svg|thumb|left|200px|أقصى مدى من أراضي مصر القرن الخامس عشر قبل الميلاد في عهد [[الدولة الحديثة]] ]] تغيرت العقيدة القتالية المصرية من الدفاع إلى الهجوم والغزو وذلك بعدما اتضح لهم أن جيرانهم من الشعوب الأخرى يريدون احتلال أرضهم ولذلك يجب الدفاع عن [[مصر]] بخلق بُعد استراتيجى لها في أراضي أخرى مما جعل [[الدولة الحديثة]] التي أسسها [[كامس]] الأخ الأكبر ل[[أحمس الأول|أحمس]] تؤسس جيشاً نظامياً محترفاً ومدرباً لأول مرة في [[مصر]] وقد حدث من أسلحته مما جعلهم يوسعون حدود [[مصر]] ويقيمون أول وأكبر إمبراطورية في العالم آنذاك<ref>''History of Egypt from the Earliest Time to the Persian Conquest'', [[James Henry Breasted]], p. 216, republished 2003, ISBN 0-7661-7720-3</ref> من [[أناضول|الأناضول]] شمالاً إالى [[قرن إفريقي|القرن الأفريقي]] جنوباً ومن [[الصحراء الليبية]] غرباً إلى [[الفرات]] شرقاً. وهذا الجيش الجديد كان يعاونه الأسلحة المشتركة وأسطول بحري، لأن الجيش المصري أيام حكم [[فرعون (توضيح)|الفراعنة]] الآوائل وحتى الهكسوس كان من [[مشاة|المشاة]] لأن [[فروسية|الفروسية]] كانت [[حصان|الحصان]] والعربة. امتدت حدود [[مصر]] التي كانت تشمل مملكة [[كوش]] في شمال [[السودان]] إلى [[آسيا]] لأول مرة أيام الفتوحات الخارجية كحرب وقائية ضدها حتى [[الفرات]] [[العراق|بالعراق]] أيام الملك [[تحوتمس الأول|تحتمس الأول]] وحفيده الملك [[تحتمس الثالث]] قام بتوسعة الإمبراطورية المصرية إلى أقصى اتساع وصلت إليها من حدود [[إيران]] شرقاً إلى حدود [[تونس]] غرباً حالياً ومن جنوب [[تركيا]] على يد الملك [[رمسيس الثاني]] الذي هزم [[حيثيون|الحيثيين]] إلى [[قرن إفريقي|القرن الأفريقي]] لتشمل [[إثيوبيا]] و[[بلاد بونت]]. بعد نهاية حكم الهكسوس بدأ عصر النهضة الثاني في [[مصر]] وكان بداية الشروق لل[[إمبراطورية المصرية]] والتي عرفت أقصى امتداد لها في عصر الملك العظيم [[تحتمس الثالث]] حيث تحولت الإسترتيجية المصرية من الدفاع داخل الأرض المصرية إلى الدفاع من خارجها، فامتدت الدولة المصرية من [[العراق]] إلى [[ليبيا]] ومن [[تركيا]] إلى [[الجندل الرابع]] في [[السودان]] حالياً. ==أصل الهكسوس== {{رئيسي |أصل الهكسوس}} كان الهكسوس, حكام [[أسرة مصرية خامسة عشر|الأسرة الخامسة عشر في مصر]], من أصول غير مصرية. وهناك العديد من النظريات حول هويتهم العرقية.، ويتجه أغلب [[علم الآثار|علماء الآثار]] إلى اعتبارهم شعب سامي قادم من [[آسيا]], حيث أسماء حكامهم, مثل [[خيان]] و[[صكير حار]], تعتبر من الأسامي [[السامية]]. كانت مملكة الهكسوس تتركز في شرق [[دلتا النيل]] و[[مصر الوسطى]], وكانت محدودة في المساحة حيث لم تمتد أبداً لتشمل [[صعيد مصر]] والتي كان يحكمها حكام مصريون من [[طيبة (مصر)|طيبة]]. يبدو أن علاقة الهكسوس بالجنوب كانت ذات طبيعة تجارية, ومع ذلك قمن الظاهر أن الأمراء الطيبيون اعترفوا بالحكام الهكسوس, وربما اضطروا لدفع [[جزية]] لفترة من الزمن. أقام حكام الأسرة الخامسة عشر من الهكسوس عاصمتهم ومقر حكومتهم في [[ممفيس]] والمقر الصيفي في [[زوان]](أواريس, [[صان الحجر]] حالياً). * '''السلالات التي تألف منها الهكسوس'''<ref>موسوعة مصر القديمة - الجزء الرابع - عهد الهكسوس وتأسيس الإمبراطورية - سليم حسن - الهيئة المصرية العامة للكتاب</ref> استدل علماء الأجناس والانثروبولوجيا ببعض الدلالات التي قد تشير إلى أصول الهكسوس المحتملة , فأجزاء كثيرة من الثقافة المكونة لعصر الهكسوس وآثارهم ومتعلقاتهم بما في ذلك أدواتهم وحفائرهم وحتى مقابرهم قد تكون مفاتيح للبحث عن أصول هؤلاء الأقوام. وتعتبر من أهم الدلالات والمفاتيح للوصول لأصولهم : الهياكل العظمية التي عثر عليها من عصر الهكسوس , الدلائل اللغوية والأسماء , الطراز المعماري والحصون , طراز الأدوات والصناعات, المعادن المستخدمة والمواد, الحيوانات المستخدمة كالحصان , وغيرها من الدلالات التي يمكن أن تكون خيوطا تؤدي للكشف عن أصول هذه الأقوام. * '''الجماجم والهياكل العظمية ودلالتها على أصول الهكسوس''' إن القليل الذي لدينا من البراهين الخاصة بفحص الهياكل العظمية , يدل على أن جنسا من أجناس البحر الأبيض المتوسط القدامى قد حل محله جزئيا في خلال عهد الهكسوس جنس يشبه الجنس الألبي على أن هذا البيان لا يرتكز إلا على فحص أشكال بعض جماجم قليلة العدد عثر عليها في مجدو غير أنها لا يمكن أن تمثل كل جماعة الهكسوس. * '''الدلالات اللغوية والأسماء وعلاقتها بأصولهم المحتملة''' وعلى الرغم من القليل الذي نعرفه عن هذا الموضوع المعقد فإنه مع ذلك يحتمل أن عددا من السلالات قد اشتركت في تنشئة الهكسوس ولا غرابة إذا في أن تكون الجماجم التي وجدت تدل على أن أصحابها كانوا من سلالة من السلالات التي كان لها شرف الاشتراك سفي هجرة الهكسوس وكذلك كان من بين الطوائف اللغوية التي ذكرت الساميون والحورانيون والهنود الإيرانيون ( الجنس الآري ) والخيتا ( الحيثيون ) , وقد أراد يوسفوس أن يرى فيهم العبرانيين والواقع أن نسبة كل أولئك الأقوام إلى الهكسوس لا يخرج عن دائرة الاحتمالات , فالأسماء السامية مثل يعقوب-هر , ويعقوب-بعل قد عرفت بوضوح في النقوش الخاصة بالهكسوس , وهذه الأسماء بصرف النظر عن بعض الأسماء المصرية التي انتحلها الهكسوس لأنفسهم مثل : أبو فيس , وتيتي , هي الأسماء الوحيدة التي حققت نسبتها للهكسوس , وقد فشلت المحاولة التي بذلت لتوحيد العلاقات اللغوية لأسماء الهكسوس التي وردت في المصادر الإغريقية , وعلى ذلك كان يوجد في الهكسوس عنصر سامي واضح , قد اختلط فيما يطلق عليه هجرة الهكسوس , وهذا إن استثنينا عنصرا غير سامي لم يحقق بعد , وهذا ليس بغريب بالنظر إلى التفوق الشامل للسامية ويشمل ذلك العموريين والكنعانيين في فلسطين وسوريا حوالي 2000 ق. م , كما يدل على ذلك متون اللغة التي تنسب إلى أواخر الأسرة الحادية العشرة المصرية , وكذلك اللوحات الكابوديشية التي تشير إلى مدن شمال سوريا . * '''الساميون هم العنصر الهام لقوم الهكسوس''' على أية حال فإن الساميين لا يكاد يتألف منهم العامل الرئيسي المسئول عن الزحف الجديد الذي شنته آسيا على مصر وقد تعزي غلبة الأسماء السامية المعروفة لنا الآن بتفوق الساميين في العدد , ولكن يمكن أن يرجع سببها لعدم كفاية الأدلة التي في متناولنا أو لأن العناصر غير السامية قد هضمت بسرعة , ويجب ألا ننسى الاشتباكات الخاصة بالتغيير الأساسي في الثقافة وأن أقواما من سلالة غير سامية كانوا يزحفون على حدود عريضة شمالية فظهر الحورانيون في الأناضول أما الكاسيون الذين كان يظهر أن بعض آلهتهم من أصل هندي إيراني فكانوا ينجرفون كالسيل في مسوبوتاميا , ومن مكان ما خارج فلسطين وسوريا وفد قوم من الأجانب جلبوا معهم صناعة معادن راقية وأفكارا جديدة في صناعة الفخار وكذلك أحضروا الحصان والعربة , وأراءا جديدة في إقامة حصون جديدة تماما عن البلاد التي اتخذوها موطنا جديدا لهم , ولما كنا لا نزال في فجر دراسة الشرق الأدنى فلا يمكننا إذا أن نخبر من أين أتت تلك العناصر , أو من الذين نقلوها لمصر , ولكن منذ أن بدأنا نتعرف على الهكسوس في مصر يمكن الإنسان عند البحث عن أصلهم أن يرجع في ذلك إلى اقتفاء آثارهم في شمالي سوريا وبعد ذلك نجد على أية حال أن الأثر قد أخذ يتضائل , فإذا أردنا أن نحصل عليه ثانية كان لابد من قطع مسافات طويلة وقد تزداد الصعوبة باحتمال أن الأثر لم يكن فرديا قبل سوريا , إذ أنه من المحتمل أنه كان يحتوي على وحدات قد جائت ثم عادت بحالة يسودها سوء النظام والارتباك التامان. * '''المعادن والمواد المستخدمة والأدوات ودلالاتها على أصلهم''' وإذا اقتفينا أثر المعدن الجديد وهو البرونز والأشكال المعدنية الجديدة إلى منابعها الأصلية فقد تكون هذه طريقة مجدية للوصول إلى الحقيقة التي نتبعها ولانزاع في أن ذلك يكون له في النهاية قيمة ثمينة للغاية , غير أن ما كشف من المواد للآن قليل جدا لا يكفي أن يكون أساسا متينا للبحث وقد ظن البعض أن بلاد القوقاز قد تكون مصدر هذا المعدن وهذه الأشكال المعدنية غير أنه وجد بالمقايسة أن أشكال المعادن التي عثر عليها في هذه البلاد كانت على وجه عام أحدث من التي وجدت في سوريا وفلسطين , وقد نشر العالم " شيلدا " النظرية القائلة بأن بلاد سومر نفسها كانت مركزا مبكرا لنشر هذه الأشكال المعدنية , ومما لا ريب فيه أن أقدم نماذج من الأشكال التي تشبه أو تقرن ببعض الآلات المعدنية التي تعد من الطراز الهكسوسي قد وردت من مسوبوتاميا , ويمكن أن يذكر على وجه خاص مقبض الخنجر الذي على هيئة هلال وكذلك رؤوس البلط التي لها ثقوب تثبت فيها وقد ظهرت كذلك الدبابيس القصيرة في مسوبوتاميا منذ 3000 عام . أما فكرة صناعة البرونز نفسها فإن من الحقائق الثابتة أنها كانت معروفة في سومر والأناضول في النصف الأول من الألف الثالثة , في حين أن مصدر الصفيح وحتى النحاس ووجود معدنيهما في سومر يجب أن يبحث عنهما خارج هذه الأصقاع ولذلك يقترح لوكاس أن كلا من أرمينيا وإيران قد تكون مصدرا لاستخراج الصفيح , ومن الأدلة التي سيقت حتى الآن يظهر أن بلاد مسوبوتاميا لها ضلع في هذه المسألة , ولكن علينا أن ننتظر نتائج حفائر منتظمة في بلاد القوقاز والأصقاع الأخرى التي يظن وجود هذه المعادن فيها قبل أن نكون فكرة ثابتة وإذا كانت المواد المسوبوتامية من عهد الألف الثالثة قبل الميلاد وهي المقابلة لنفس مواد الهكسوس تبرهن على أن لها علاقة مباشر بالحالة التي نبحثها فإن ذلك قد يبرهن على أنها انتاج سامي أو سومري مهما بعدت شقة الزمن بين العهدين. * '''الموطن الأصلي للحصان وعلاقته بأصل الهكسوس''' والفكرة العامة المتفق عليها الآن أن الحصان لها علاقة أصلية بالأقوام الآرية والظاهر أنه يمكن اقتفاء أثر أصل الكلمة المصرية والسامية الدالة على لفظة الحصان إلى اللغة الهندية الإيرانية وهي " أسوا" في السنسكريتية " أسفا" . ومن الواضح أن الكلمة المصرية " سسمت " مشتقة من اسم الجمع العبري ( الكنعانية ) : " سوسم " , وكلمة " سسمت " لا تمثل إلا الحروف الساكنة للإسم , وحرف التاء فيها تاء التأنيث , وعلى أية حال فإن وجود وسيط سامي في نقل الكلمة إلى المصرية يجعلنا نظن بعض الشيء أن الجنس الهندي الآري نفسه لم يأت إلى مصر ولكن من جهة أخرى يحتمل أنهم قد اختلطوا بعنصر سامي من بين الهكسوس. ولدينا كلمة أخرى في اللغة المصرية , هي "مرين " ومعناها جندي سوري أو خيال , سائق عربة , والظاهر أنها تنسب إلى الكلمة المتنية : مارينا , وهذه الكلمة الأخيرة قد قرنت بالكلمة السنسكريتية : ماريا , ومعناها الرجل الفتي أو الشاب , والكلمة المصرية " ور ريت " التي تدل على العربة , اشتقاقها غامض , وتوجد كلمة أخرى تدل على العربة وهي : مركبة , وهي سامية الأصل , وكذك قد تكون عاملا وسيطا بين الهنود الإيرانيين والمصريين , ولا نزاع في أن الحصان والعربة وما يلزمهما من عدد قد أدخلت في مصر في عهد الهكسوس , وبصرف النظر عن الاعتقاد السائد أن مهدها الأصلى آري وأنها لم تستعمل في جنوب شرقي آسيا ومصر إلا في عهود متأخرة نسبيا , فإن الاشتقاقات التي اقتبسناها عن أصل الحصان والعربة وغيرهما تعد حججا على وجود الهنود الآريين في الشرق الأدني , ولكن مع هذه الحجج لا يمكن أن نثبت أو ننفي وجود الآريين في مصر. * '''نسبة إختراع الحصون المستطيلة للآريين وعلاقة ذلك بأصل الهكسوس''' وكذلك قد نسب للآريين بناء الحصن المستطيل وطواره الخاص وإن كان ذلك لم يدعم إلى الآن بالبرهان البين , حقا إن هذا الطراز من الحصون كان غريبا عن مصر وفلسطين وسوريا , وكان أول ما ظهر في الآثار الخاصة بالهكسوس في هذه البلاد , ولا شك في أن النظرية التي تربط مثل هذا الطراز من الحصون بما يشابهها من المباني في إيران و " ترانس كاسبيا " ما وراء بحر خوارزم نظرية مغرية غير أنها تحتاج لإثباتات أكثر غير أنها حقيقة مؤكدة , وعلى أية حال هل هذه الحصون مباني آرية ؟ والواقع أن الشكل المستطيل الذي اتخذته مدن الهكسوس عند تشييدها يشعر بأن هؤلاء القوم كانوا يسكنون في بلاد ذات سهول حيث كان الشكل الذي تبنى على غراره المدن لا يقيد بتعاريج طبيعة قمة التل الذي تقام عليه وكذك نستنتج أن حل مسألة الهكسوس يقع بوضوح تام في أراضي بعيدة جدا عن مصر , والواقع أن التحصينات التي تنسب إلى العهد النيولتيكي وعصر البرونز المبكر كانت عظيمة الانتشار في أوروبا بما في ذلك جنوبي روسيا ويمكن أن يكون ذلك له علاقة بالمسألة فإذا كان هذا الغرض صحيحا فإن بلاد القوقاز يحتمل أن تكون طريقا ممكنا للهجرة , ومع كل يمكننا أن نقرر ما يأتي عن وجود المعسكرات الأجنبية في الجنوب الغربي من آسيا ومصر. من المحتمل جدا أن سلالة جديدة قد أحضروا الفكرة التي تشمل عدة خصائص ثابتة وأنهم أقاموا تلك المباني بأنفسهم تحت إشرافهم لا أن الفكرة قد نقلت إلى مصر ونفذت بطريق غير مباشر , على أن الصعوبة الحقيقية في قبول فكرة وجود عنصر هندي إيراني بين الهكسوس هو انعدام وجود العلاقات اللغوية في فلسطين وسوريا حتى عهد العمارنة ولم يحقق وجود أسماء هندية إيرانية في الوثائق الحورانية المبكرة بما في ذلك الوثائق التي عثر عليها في "أربخا " في شمالي سوريا , على أنه من باب الحيطة فقط نعيد إلى الذاكرة أن من أهم النقاط الخاصة بالهكسوس في مصر أنهم على ما يظهر أنهم قد انتحلوا اللغة المصرية لغة لهم , وأن ملوكهم قد اتخذوا لأنفسهم الألقاب الملكية , هذا إلى أنهم في بعض الحالات كانوا يحملون أسماء مصرية مما كان يغطي على سمات مسمياتهم اللغوية. والظاهر أن الحورانيين هم العنصر الوحيد الذي قد برز بوضوح نتيجة للبحوث الحديثة دالا على أنه كان ضمن العناصر التي تكون منها الهكسوس ومع ذلك فإنه لم يتعرف على إسم من الأسماء غير السامية التي تسمى بها الهكسوس بأنه حوراني الأصل , وعلى أية حال فإن الأستاذ " البريت " يرى أن بعض الأسماء الملكية مثل " سمقن " و " شارك " و " خيان " ترجع إلى أصل حوراني , وقد استعملنا في مناقشاتنا حتى الآن كلمة الحورانيون لتدل على عصر الهكسوس المتأخر , وقد كان أساسنا في ذلك تشابه الصفات في الصناعات التي كانت قائمة في بقعة شمالي مسوبوتاميا وهي التي كانت فيها اللغة الحورانية اللغة السائدة في ذلك العصر ويدل مقدار صبغ مدنية الهكسوس بعناصر الثقافة الحورانية في عهدهم المتأخر , على أن ذلك لم يأت عفوا بل جاء عن طريق هجرة واسعة النطاق ويحتمل أنها بدأت في أرمينيا حسب الرأي الحديث , وهذا الرأي مضافا إلى صبغ فلسطين وسوريا بصبغة حورانية شديدة في عهد الهكسوس المتأخر مما يرجح كفة اشتراك الحورانيون في هجرة الهكسوس بدرجة عظيمة وعلى أقل تقدير في مظاهرها المتأخرة , في حين أنه قد يكون من الصعب أن يبرهن على عدم احتمال وجود التأثير الحوراني بين الهكسوس الأول , فإن هذا التأثير على أية حال لم يكن قويا كما كان في عهدهم المتأخر , وعندما نقول ذلك يحضر إلى ذهننا الأسماء القديمة التي من هذا النوع في المتون الكابوديشية التي يرجع تاريخها إلى القرن العشرين قبل الميلاد , ولكن مهما كانت معلوماتنا قليلة عن موضوع أصول هؤلاء السلالات التي يتألف منها الهكسوس فإن وجود أي عنصر جديد في الجهات المجاورة يحتم فحصه فبعد مرور قرن أو أكثر في خلال القرن الثامن عشر نجد سلالة الحورانيين في جماعات منظمة قد تصادموا مع الخيتا في غاراتهم على حلب وبابل ونرى أن ثلاثة أجيال من ملوك الخيتا ( حنوشيليش , موشيليش , خيتيليش ) قد تكلموا عن الحورانيين في تاريخهم وإذا كان بعض المتون يحيطه بالإبهام بالنسبة لموقع هؤلاء القوم فإنا نعرف مع ذلك أن بعضهم كان يسكن على وجه التأكيد شمالي سوريا , وعلاقة هؤلاء الحورانيين بهجرة الهكسوس الأولى محض تخمين.<ref>موسوعة مصر القديمة - الجزء الرابع - عهد الهكسوس وتأسيس الإمبراطورية - سليم حسن - الهيئة المصرية العامة للكتاب</ref> == آثار الهكسوس الباقية== لم يبق لنا من آثار الهكسوس إلا النذر اليسير وما تبقى منها يتضائل عندما نعلم أن عددا عظيما من الآثار التي تركوها قد انتحلوها لأنفسهم باغتصابها من الآثار القديمة التي تركها ملوك مصر ولا أدل على ذلك من تماثيل أبو الهول التي وجدت منسوبة إليهم وهي في الأصل للملك أمنمحات الثالث. ونجد من آثارهم الباقية مجموعة من الجعارين الملكية التي تحمل أسماء الملوك في كل من الأسرتين الخامسة عشر والسادسة عشر , بخلاف مجموعة أخرى من الآثار البسيطة جدا والقليلة التي تخلفت عن ملوك ذلك العصر , ومنها بعض الآثار لبعض هؤلاء الملوك ومنها الملك أبوفيس فله لوحة خشب لكاتب محفوظة في متحف برلين , وقد جاء عليها أنها هدية من ملك الوجهين القبلي والبحري عاوسر رع أبو فيس , كما وجد إسمه محفورا على قطعة حجر محفوظة حاليا بالمتحف المصري , وقطعة أخرى من أحد الآنية الجرانيتية بالإضافة إلى جعرانه الملكي. كما عثر على بعض الآثار الفردية لبعض الملوك الآخرين من ذلك العصر مثل خنجر منقوش للملك نب خبش رع ويسمى أبوفيس أيضا وهو من أهم الآثار التي وجدت لأحد ملوك الهكسوس حيث يعتبر أقدم خنجر في التاريخ يحمل نقوش تصويرية بارزة , ومثله أيضا ملعقة من الظران لنفس الملك , وللملك عاقنن رع توجد قطعة من إناء عليها اسمه كما يوجد مائدة قربان من حجر الجرانيت الأسود موجودة في المتحف المصري بالقاهرة وقد نقش عليها اسمه وصفاته الملكية. أما الملك خيان والذي يعده علماء الآثار أعظم ملوك الهكسوس على الإطلاق فله آثار متفرقة في مناطق مختلفة في فلسطين وسوريا وحتى بغداد وكريت مما يدل على امتداد سلطان الهكسوس في هذه البلاد في أيام عظمة مجدهم إما بسيطرتهم عليها سياسيا تارة أو بالتجارة تارة أخرى. وهذا ما نعلمه عن آثار ملوك الهكسوس في عهد أسرتيهم الخامسة عشر والسادسة عشر. وتطالعنا الكشوف من وقت لآخر عن بعض الآثار المتفرقة للهكسوس في بعض المواقع الأثرية المعروفة والمرتبطة بهم , غير أن أكثرها أهمية ما كشفت عنه البعثة النمساوية في تل الضبعة في محافظة الشرقية بمصر , عما يعتقد أنه عاصمة الهكسوس وهي مدينة أواريس وقد تم الكشف عنها أثناء أعمال الحفر الاثري الجيوفيزيقي باستخدام الرادار , فقد أعلن المجلس الأعلى للآثار في عام 2010 عن العثور على عاصمة الهكسوس مدينة أواريس مدفونة تحت الأرض على عمق كبير أو على الأقل ما تبقى منها من حدود وجدران وأسوار وما إلى ذلك , وهو الكشف الذي يعد من أكبر الكشوف التي تنتمي لذلك العصر , وما زالت جهود الكشوف والحفائر في هذا الموقع الأثري في تل الضبعة بالشرقية مستمرة حتى كتابة هذه السطور. == انظر كذلك == * [[تاريخ مصر]] * [[مصر القديمة]] == مصادر == * وصف مصر/تاليف ب. س. جيرار ؛ ترجمة زهير الشايب، منى زهير الشايب/القاهرة: دار الشايب للنشر، 1992. * معالم تاريخ وحضارة مصر الفرعونية/سيد توفيق/القاهرة : دار النهضة العربية، 1990. * تاريخ المشرق/ماسبيرو ؛ ترجمة أحمد زكى/د.ن، 1897. == مراجع == {{مراجع}} {{شريط بوابات|مصر القديمة}} [[تصنيف:كنعان]] [[تصنيف:أسر مصرية قديمة]] [[تصنيف:ساميون]] [[تصنيف:تاريخ مصر القديمة]] [[تصنيف:شعوب قديمة]]'
فرق موحد للتغييرات المصنوعة بواسطة التعديل (edit_diff)
'@@ -85,8 +85,7 @@ والظاهر أن الحورانيين هم العنصر الوحيد الذي قد برز بوضوح نتيجة للبحوث الحديثة دالا على أنه كان ضمن العناصر التي تكون منها الهكسوس ومع ذلك فإنه لم يتعرف على إسم من الأسماء غير السامية التي تسمى بها الهكسوس بأنه حوراني الأصل , وعلى أية حال فإن الأستاذ " البريت " يرى أن بعض الأسماء الملكية مثل " سمقن " و " شارك " و " خيان " ترجع إلى أصل حوراني , وقد استعملنا في مناقشاتنا حتى الآن كلمة الحورانيون لتدل على عصر الهكسوس المتأخر , وقد كان أساسنا في ذلك تشابه الصفات في الصناعات التي كانت قائمة في بقعة شمالي مسوبوتاميا وهي التي كانت فيها اللغة الحورانية اللغة السائدة في ذلك العصر ويدل مقدار صبغ مدنية الهكسوس بعناصر الثقافة الحورانية في عهدهم المتأخر , على أن ذلك لم يأت عفوا بل جاء عن طريق هجرة واسعة النطاق ويحتمل أنها بدأت في أرمينيا حسب الرأي الحديث , وهذا الرأي مضافا إلى صبغ فلسطين وسوريا بصبغة حورانية شديدة في عهد الهكسوس المتأخر مما يرجح كفة اشتراك الحورانيون في هجرة الهكسوس بدرجة عظيمة وعلى أقل تقدير في مظاهرها المتأخرة , في حين أنه قد يكون من الصعب أن يبرهن على عدم احتمال وجود التأثير الحوراني بين الهكسوس الأول , فإن هذا التأثير على أية حال لم يكن قويا كما كان في عهدهم المتأخر , وعندما نقول ذلك يحضر إلى ذهننا الأسماء القديمة التي من هذا النوع في المتون الكابوديشية التي يرجع تاريخها إلى القرن العشرين قبل الميلاد , ولكن مهما كانت معلوماتنا قليلة عن موضوع أصول هؤلاء السلالات التي يتألف منها الهكسوس فإن وجود أي عنصر جديد في الجهات المجاورة يحتم فحصه فبعد مرور قرن أو أكثر في خلال القرن الثامن عشر نجد سلالة الحورانيين في جماعات منظمة قد تصادموا مع الخيتا في غاراتهم على حلب وبابل ونرى أن ثلاثة أجيال من ملوك الخيتا ( حنوشيليش , موشيليش , خيتيليش ) قد تكلموا عن الحورانيين في تاريخهم وإذا كان بعض المتون يحيطه بالإبهام بالنسبة لموقع هؤلاء القوم فإنا نعرف مع ذلك أن بعضهم كان يسكن على وجه التأكيد شمالي سوريا , وعلاقة هؤلاء الحورانيين بهجرة الهكسوس الأولى محض تخمين.<ref>موسوعة مصر القديمة - الجزء الرابع - عهد الهكسوس وتأسيس الإمبراطورية - سليم حسن - الهيئة المصرية العامة للكتاب</ref> -== آثار الهكسوس الباقية==<ref>موسوعة مصر القديمة - الجزء الرابع - عهد الهكسوس وتأسيس الإمبراطورية - سليم حسن - الهيئة المصرية العامة للكتاب</ref> -{{رئيسي |آثار الهكسوس الباقية}} +== آثار الهكسوس الباقية== لم يبق لنا من آثار الهكسوس إلا النذر اليسير وما تبقى منها يتضائل عندما نعلم أن عددا عظيما من الآثار التي تركوها قد انتحلوها لأنفسهم باغتصابها من الآثار القديمة التي تركها ملوك مصر ولا أدل على ذلك من تماثيل أبو الهول التي وجدت منسوبة إليهم وهي في الأصل للملك أمنمحات الثالث. ونجد من آثارهم الباقية مجموعة من الجعارين الملكية التي تحمل أسماء الملوك في كل من الأسرتين الخامسة عشر والسادسة عشر , بخلاف مجموعة أخرى من الآثار البسيطة جدا والقليلة التي تخلفت عن ملوك ذلك العصر , ومنها بعض الآثار لبعض هؤلاء الملوك ومنها الملك أبوفيس فله لوحة خشب لكاتب محفوظة في متحف برلين , وقد جاء عليها أنها هدية من ملك الوجهين القبلي والبحري عاوسر رع أبو فيس , كما وجد إسمه محفورا على قطعة حجر محفوظة حاليا بالمتحف المصري , وقطعة أخرى من أحد الآنية الجرانيتية بالإضافة إلى جعرانه الملكي. '
حجم الصفحة الجديد (new_size)
49716
حجم الصفحة القديم (old_size)
49978
الحجم المتغير في التعديل (edit_delta)
-262
السطور المضافة في التعديل (added_lines)
[ 0 => '== آثار الهكسوس الباقية==' ]
السطور المزالة في التعديل (removed_lines)
[ 0 => '== آثار الهكسوس الباقية==<ref>موسوعة مصر القديمة - الجزء الرابع - عهد الهكسوس وتأسيس الإمبراطورية - سليم حسن - الهيئة المصرية العامة للكتاب</ref>', 1 => '{{رئيسي |آثار الهكسوس الباقية}}' ]
ما إذا كان التعديل قد تم عمله من خلال عقدة خروج تور (tor_exit_node)
0
طابع زمن التغيير ليونكس (timestamp)
1405729183