|
|
|
ولم تمض عليه فترة وجيزة بالأزهر حتى أقامت [[الحرب العالمية الأولى]] التي خيمت بظلالها المقيتة على حياة الناس فانقطعت أسباب الصلة بين الفراتي الطالب الأزهري وبين أهله [[دير الزور|بدير الزور]]، وسرعان ما غادر حلقات الدرس ليلتحق [[الثورة العربية الكبرى|بالثورة العربية الكبرى]] منذ انطلاقتها الأولى فمنح رتبة ملازم وأمام طابور وقد أبلى الفراتي بلاء حسناً في المعارك التي مرت بها ثورة [[الشريف حسين]]. ومنها تعرف على الشريف وابنه الفيصل ونمت بينه وبينهما أواصر الصداقة.<br /> |
|
ولم تمض عليه فترة وجيزة بالأزهر حتى أقامت [[الحرب العالمية الأولى]] التي خيمت بظلالها المقيتة على حياة الناس فانقطعت أسباب الصلة بين الفراتي الطالب الأزهري وبين أهله [[دير الزور|بدير الزور]]، وسرعان ما غادر حلقات الدرس ليلتحق [[الثورة العربية الكبرى|بالثورة العربية الكبرى]] منذ انطلاقتها الأولى فمنح رتبة ملازم وأمام طابور وقد أبلى الفراتي بلاء حسناً في المعارك التي مرت بها ثورة [[الشريف حسين]]. ومنها تعرف على الشريف وابنه الفيصل ونمت بينه وبينهما أواصر الصداقة.<br /> |
|
|
|
|
|
ولما شعر أن الثورة قد حادت عن مبادئها المعلنة غادرها إلى [[مصر]] ليشترك في ثورة [[سعد زغلول]] عام 1919 ولما تكالبت قوى البغي على ثورة زغلول ترك [[مصر]] عائداً إلى [[دير الزور]] ليفجع باحتلال الإنكليز لمدينته، لكنه لم يستسلم لليأس بل بدأ يجري الاتصالات ويشكل الحلقات ويعد للقيام بثورة شعبية ضد الإنكليز، وما أن خرج الإنكليز من سورية ليحل الفرنسيون محلهم انتظم الفراتي بمهنة التعليم.<br /> |
|
ولما شعر أن الثورة قد حادت عن مبادئها المعلنة غادرها إلى [[مصر]] ليشترك في ثورة [[سعد زغلول]] عام 1919 ولما تكالبت قوى البغي على ثورة زغلول ترك [[مصر]] عائداً إلى [[دير الزور]] ليفجع باحتلال الإنكليز لمدينته، لكنه لم يستسلم لليأس بل بدأ يجري الاتصالات ويشكل الحلقات ويعد للقيام بثورة شعبية ضد الإنكليز، وما أن خرج الإنكليز من سورية ليحل الفرنسيون محلهم انتظم الفراتي بمهنة التعليم. |
|
|
[[ملف:تمثال محمد الفراتي 2.jpg|تصغير|يمين|تمثال الشاعر الكبير محمد الفراتي في مدينة دير الزور مسقط رأسه]] |
|
|
<br /> |
|
|
|
|
|
وبعد سنتين من الاستقرار المشوب بالقلق استقال الفراتي من عمله بعد مشادة حامية جرت بينه وبين المتصرف الفرنسي على [[دير الزور]]، وعلى الرغم من بقائه دون عمل فقد تزوج السيدة عائشة الألوسي عام 1921.<br /> |
|
وبعد سنتين من الاستقرار المشوب بالقلق استقال الفراتي من عمله بعد مشادة حامية جرت بينه وبين المتصرف الفرنسي على [[دير الزور]]، وعلى الرغم من بقائه دون عمل فقد تزوج السيدة عائشة الألوسي عام 1921.<br /> |
|
|
|
وفي أوائل عام 1922 افتتحت بدير الزور أول ثانوية رسمية للذكور سميت التجهيز ([[ثانوية الفرات]] حالياً) فعين الفراتي مدرساً فيها لمادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية، لكن الفراتي الثائر أبداً بدأ يحض على الثورة والتمرد علناً ضد الفرنسيين، فقامت السلطة الفرنسية بفصله من التعليم، مما اضطره لمقابلة وزير المعارف بدمشق لشرح وضعه والاعتراض على فصله، ولما شعر أن الوزير لم يستجب لشكواه أغلظ عليه القول واتهمه بالخيانة الوطنية وغادره إلى الشارع حيث نمى له بعض أصدقائه أن ثمة اعتقالاً ضده يبيته الفرنسيون فعاد إلى [[دير الزور]] مسرعاً حيث تخفى وغادرها إلى [[العراق]]، مخلفاً وراءه أسرته الصغيرة.<br /> |
|
وفي أوائل عام 1922 افتتحت بدير الزور أول ثانوية رسمية للذكور سميت التجهيز ([[ثانوية الفرات]] حالياً) فعين الفراتي مدرساً فيها لمادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية، لكن الفراتي الثائر أبداً بدأ يحض على الثورة والتمرد علناً ضد الفرنسيين، فقامت السلطة الفرنسية بفصله من التعليم، مما اضطره لمقابلة وزير المعارف بدمشق لشرح وضعه والاعتراض على فصله، ولما شعر أن الوزير لم يستجب لشكواه أغلظ عليه القول واتهمه بالخيانة الوطنية وغادره إلى الشارع حيث نمى له بعض أصدقائه أن ثمة اعتقالاً ضده يبيته الفرنسيون فعاد إلى [[دير الزور]] مسرعاً حيث تخفى وغادرها إلى [[العراق]]، مخلفاً وراءه أسرته الصغيرة.<br /> |
|
|
|
|
|
وفي العراق تبناه ساطع الحصري الذي كان يتسنم مرتبة وزير المعارف آنذاك فعينه فوراً مدرساً للغة العربية وخصه بتعليم هذه المادة في مدارس اليهود ببغداد. |
|
وفي العراق تبناه [[ساطع الحصري]] الذي كان يتسنم مرتبة وزير المعارف آنذاك فعينه فوراً مدرساً للغة العربية وخصه بتعليم هذه المادة في مدارس اليهود ببغداد. وهنا بدأت أحوال تستقر، لكن نزوعه الدائم للسفر كان يشده لرفع عصا الترحال وعندما افتتحت أول مدرسة رسمية في [[المنامة]] [[البحرين|بالبحرين]] غادر [[العراق]] ليدرس اللغة العربية فيها، ومكث الفراتي ثلاث سنوات في [[البحرين]] لكنه اختلف مع مدير المعارف هناك فغادر [[البحرين]] عائداً إلى دير الزور وفيها عين مدرساً في ثانوية الفرات ثانية عام 1930.<br /> |
|
|
[[ملف:تحطيم تمثال شاعر دير الزور الكبير الأستاذ محمد الفراتي.jpg |تصغير|يسار|تحطيم تمثال الشاعر محمد الفراتي في دير الزور عام 2012]] |
|
وهنا بدأت أحوال تستقر، لكن نزوعه الدائم للسفر كان يشده لرفع عصا الترحال وعندما افتتحت أول مدرسة رسمية في المنامة بالبحرين غادر العراق ليدرس اللغة العربية فيها، ومكث الفراتي ثلاث سنوات في البحرين لكنه اختلف مع مدير المعارف هناك فغادر البحرين عائداً إلى دير الزور وفيها عين مدرساً في ثانوية الفرات ثانية عام 1930. |
|
|
|
|
|
بقي الفراتي مدرساً أكثر من عشر سنوات حيث قام الشيخ محمد سعيد العرفي مفتي الفرات آنذاك بتشكيل مكتبة وطنية وضعها تحت تصرف طلاب العلم والمعرفة من أبناء المحافظة، وأتبعها لمديرية الأوقاف فانتدب الفراتي أميناً على المكتبة المذكورة، حيث عمل ما بوسعه على شد الجيل الجديد إلى المطالعة والبحث والاطلاع ونذر نفسه معلماً لكل من يريد التعلم دون مقابل وحبب للشباب الشعر وكان يشجعهم ويوجههم، فازدهرت الحركة الأدبية التي كان الشيخ محمد سعيد العرفي ومن ثم الشيخ الفراتي من بعده رائديها الأولين. |
|
|
ولم تنته حياة الفراتي عند هذه الحدود بل سافر إلى السعودية وإيران ومصر، وشارك في المهرجانات الشعرية العربية، ومثل القطر العربي السوري في المهرجان التأبيني الذي أقيم في القاهرة تخليداً لشاعر القطرين خليل مطران. |
|
ولم تنته حياة الفراتي عند هذه الحدود بل سافر إلى [[السعودية]] و[[إيران]] و[[مصر]]، وشارك في المهرجانات الشعرية العربية، ومثل القطر العربي السوري في المهرجان التأبيني الذي أقيم في القاهرة تخليداً لشاعر القطرين [[خليل مطران]].<br /> |
|
|
|
|
وفي سني حياته الأخيرة تفرغ محمد الفراتي لترجمة الشعر الفارسي الذي كان كلفاً به للغاية. |
|
|
وفي عام 1976 منحه السيد رئيس الجمهورية راتباً تقاعدياً استثنائياً، تكريماً لمجهوده الأدبي والفكري وفي العام نفسه كرمه اتحاد الكتاب العرب بإقامة تظاهرة أدبية في مدينته دير الزور شاركت فيها نخبة من كبار أدباء القطر. |
|
وفي سنوات حياته الأخيرة تفرغ محمد الفراتي لترجمة الشعر الفارسي الذي كان معجباً به للغاية، وفي عام 1976 منحه السيد رئيس الجمهورية راتباً تقاعدياً استثنائياً، تكريماً لمجهوده الأدبي والفكري وفي العام نفسه كرمه اتحاد الكتاب العرب بإقامة تظاهرة أدبية في مدينته [[دير الزور]] شاركت فيها نخبة من كبار أدباء القطر. |
|
|
|
|
|
== وفاته == |
|
== وفاته == |
|
توفي الشاعر الفراتي رحمه الله في السابع عشر من حزيران عام 1978 في مدينته دير الزور ودفن فيها بعد ثمان وتسعين عاماً مليئة بالعطاء. |
|
توفي الشاعر الفراتي رحمه الله في السابع عشر من حزيران عام 1978 في مدينته دير الزور ودفن فيها بعد ثمان وتسعين عاماً مليئة بالعطاء. |
|
|
|
|
==ترجمته== |
|
|
هو محمد بن عطا الله بن محمود عبود الفراتي.<ref>{{مرجع ويب|الأخير= |الأول= |وصلة المؤلف= |المؤلفين المشاركين= | التاريخ= |مسار=http://www.almoajam.org/poet_details.php?id=5919 |عنوان=محمد الفراتي |تنسيق= |العمل=معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين |صفحات= |الناشر=مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري | اللغة= |تاريخ الوصول=تشرين 2012 }}</ref> |
|
|
{{...}} |
|
|
|
|
|
|
==آثاره== |
|
==آثاره== |
|
|
|
[[تصنيف:مترجمون سوريون]] |
|
[[تصنيف:مترجمون سوريون]] |
|
[[تصنيف:مترجمو الفارسية-العربية]] |
|
[[تصنيف:مترجمو الفارسية-العربية]] |
|
[[تصنيف:مواليد 1296 هـ]] |
|
[[تصنيف:مواليد 1880]] |
|
[[تصنيف:وفيات 1399 هـ]] |
|
|
[[تصنيف:مواليد 1878]] |
|
|
[[تصنيف:وفيات 1978]] |
|
[[تصنيف:وفيات 1978]] |