سجل مرشح الإساءة

التفاصيل لمدخلة السجل 1٬583٬212

11:50، 31 ديسمبر 2015: 41.32.189.50 (نقاش) أطلق المرشح 35; مؤديا الفعل "edit" في بركة الحاج في ذاكرة التاريخ. الأفعال المتخذة: وسم; وصف المرشح: ألفاظ التباهي (افحص)

التغييرات التي أجريت في التعديل

{{نسخ:صندوق إنشاء مقالة/نسخة
|العنوان= <!--اكتب اسم المقالة أسفل هذه الرسالة-->
بركة الحاج في ذاكرة التاريخ
|المحتوى=<!--اكتب محتوى المقالة أسفل هذه الرسالة-->
بركة الحاج في ذاكرة التاريخ
ليس الدافع وراء حديثي عن بلدتي -بركة الحاج- التعصب لمكان أو لأشخاص ولكنه الحب والانتماء اللذين يملكان عليَّ شعوري ووجداني وهو شعور أحسَّ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا أُخْرِجَ مِنْ مَكَّةَ مسقط رأسه فالتفت نحوها واستقبل الكعبة وذرفت عيناه الشريفتان الدموع وهو يقول: «إِنِّي لَأَخْرُجُ مِنْكِ وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكِ أَحَبُّ بِلَادِ اللَّهِ إِلَيْهِ, وَأَكْرَمُهُ عَلَى اللَّهِ, وَلَوْلَا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ مِنْكِ".
حب الوطن إذاً ليس عيباً بل فضيلةً حث عليها الإسلام وها هو الرسول الكريم صلوات ربي وتسليماته عليه يقول: "ومن مات دون أرضه فهو شهيد".
من هذا المنطلق أبدأ حديثي راجياً من الله التوفيق والسداد حرصاً مني على أن يعرف أبناؤنا تاريخ بلدتهم التي يعيشون على أرضها لعل ذلك يكون دافعاً لهم للفخر بها وإظهار الانتماء والولاء لها والعمل دوماً لرفعتها.
فمما لا شك فيه أن الميلاد والحياة في مكانٍ له جذورٌ ضاربةٌ في أعماق التاريخ يختلف كل الاختلاف عن الحياة في مكانٍ آخرَ حديثٍ ليس له ذلك التاريخ المجيد ولا ذلك الماضي الحافل بالأحداث الكبرى، وبلدتُنا بركة الحاج بلدةٌ عظيمٌ تاريخُها رائعٌ ماضيها ذُكرت في عشراتٍ من كتب التاريخ ومرَّ بها العديد من الملوك والسلاطين على مر التاريخ؛ فقد كانت نقطة البدء والانتهاء في رحلة الحج المصري القديم فيها يتجمَّع حجاج بيت الله الحرام من القطر المصري كله ومن دول إفريقيا جميعها ومنها ينطلقون في رحلتهم المقدسة مروراً بـ بلبيس ثم السويس ثم إلى أرض الحجاز ثم يؤوبون إلى الديار المصرية منتهين إلى بركة الحاج كذلك، وكان أمير الحاج الذي يعينه السلطان يخرج من قلعة الجبل مقر حكم سلاطين الأيوبيين والمماليك إلى بركة الحاج وقد عُقد له اللواء فينتظر في بركة الحاج حتى ينضم إليه حجاج بيت الله الحرام ثم يُوَلُّون وجوههم شطر المسجد الحرام ويصحب الأميرَ في رحلته هذه عددٌ من الجنود لحماية قوافل الحجيج من اللصوص وقطاع الطرق،
وقد تعرضت الكتب التي تكلمت عن درب الحج المصري القديم لذكر بركة الحاج وكثر كذلك الحديث عنها في العديد من كتب التاريخ وقد أحصيتُ بعض هذه الكتب فقاربت المائة وقد ذُكرت فيها بعدة أسماء منها: بركة الحاج أو بركة الحج أو بركة الحُجَّاج أو البركة أو أرض البركة أو بركة الجُبّ أو أرض الجُبّ أو أرض جُبّ عميرة.
وعميرة هذا كما في تاريخ ابن يونس المصري لعبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصدفي (المتوفى: 347هـ)
عميرة بن تميم بن حيّ القرنائي: من بنى القرناء. صاحب الجبّ المعروف بـ (جبّ عميرة)، في الموضع الذي يبرز إليه الحاجّ من مصر؛ لخروجهم إلى مكة. وقد نسبت إليه الأرض، التي بها هذا الجبّ، فقيل لها: أرض (جبّ عميرة). وعقبه بالأندلس بـ (سرقسطة).
وفي كتاب "البلدان" لليعقوبي (المتوفى: حوالي 292هـ) عند حديثه عن الطريق إلى مكة من مصر قال: "ومن أراد الحج من مصر وخرج من مصر إلى مكة فأول منزل يُقال له جب عميرة به مجتمع الحاج يوم خروجهم"
أما شمس الدين السخاوي (المتوفى: 902هـ) فتحدث عن بركة الحاج في كتابه "البلدانيات" قائلاً: "الْبَلَد الثَّانِي عشر: بركَة الْحَاج وَهِيَ فِي الْجِهَة الشمالية من الْقَاهِرَة عَلَى نَحْو بريد مِنْهَا وَعرفت بِذَلِكَ لنزول الْحَاج بِهَا ذَهَابًا وإيابا وَكَانَت تعرف قَدِيما بـ "جُب عميرَة" وَمَا برح الْمُلُوك يركبون إِلَيْهَا لرمي الكراكي بَل كَانَت متنزها لَهُم وَبهَا خطْبَة وبساتين وسكان وخفراء".
وفي كتابه "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع" تحدث السخاوي كذلك عن الشيخ إبراهيم المتبولي نزيل بركة الحاج فقال: "إبراهيم بن علي بن عمر برهان الدين الأنصاري المتبولي ثم القاهري الأحمدي أحد المعتقدين قَدِمَ من بلده متبول من الغربية إلى طنتدا فأقام بضريحها مدة ثم تحول إلى القاهرة ونزل بظاهر الحسينية فكان يدير بها مزرعة ويباشر بنفسه العمل فيها من عزق وتحويل وغير ذلك من مصالحها وكان يجتمع إذ ذاك بالشيخ إبراهيم الغنام ونزل بزاوية هناك بدرب التتر تعرف بالشيخ رستم وكان فيما بلغني يتردد إليه بها المقرئ عبد الغني الهيثمي والزين عبادة بل كان ابتداء اختفائه حين طُلب للقضاء عنده فيها ثم قطن زاوية غيرها بالقرب من درب السباع وصار الفقراء يردون عليه فيها ويقوم بكلفتهم من زرعه وغيره فاشتهر أمره وتزايد خبره، وحج غير مرة وانتقل لبركة الحاج وأنشأ هناك زاوية كبيرة للجمعة والجماعات وبستاناً متسعاً وسبيلاً على الطريق هائلاً عم الانتفاع به سيما في أيام الحج وكذا أنشأ جامعاً كبيراً بطنتدا وبرجاً بدمياط وأماكن غير ذلك وكثرت أتباعه بحيث صار يخبز لهم كل يوم زيادة على أردب وربما بلغ ثلاثة أرادب سوى عليق البهائم التي برسم مزدرعاته ونحوها وهو فيما بلغني ثمانية أرادب، وهرع الأكابر فضلاً عمن دونهم لزيارته والتبرك به، ونسب إليه جماعته من الكرامات الكثير ... وتزاحم الناس عليه في الشفاعات وكان يرفدهم برسائله بل ربما توجه هو بنفسه في المهم منها كل ذلك مع أميته ومداومته على الإهداء لكثير من الأمراء ونحوهم من فاكهة بستانه ونحوها والناس فيه فريقان وكنت ممن زرته وملت مع محبيه بل بلغني عن العز الحنبلي أنه قال لا شك في صلاحه ووددت لو كان ثم آخر مثله ولو لم يكن إلا جمعه الجم الغفير على الطعام ... مات وقد توجه لزيارة القدس والخليل بعد توعكه مدة بمكان بين غزة والرملة يقال له سدود بالقرب من المقام المنسوب للسيد سليمان في ليلة الاثنين ثامن عشر ربيع الأول سنة سبع وسبعين ودفن هناك وسنّه ظناً يزيد على الثمانين رحمه الله وإيانا".
أما المقريزي (المتوفى: 845هـ) في كتابه "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" فتعرض للحديث عن بركة الحاج فقال: "هذه البركة في الجهة البحرية من القاهرة، على نحو بريد منها، عُرفت أوّلاً بجب عميرة، ثم قيل لها أرض الجب، وعرفت إلى اليوم ببركة الحجاج من أجل نزول حجاج البرّ بها عند مسيرهم من القاهرة، وعند عودهم، وبعض من لا معرفة له بأحوال أرض مصر يقول: جب يوسف عليه السلام، وهو خطأ لا أصل له، وما برحت هذه البركة منتزهاً لملوك القاهرة.
قال ابن يونس: "عميرة بن تميم بن جزيء التجيبيّ: من بنى القرناء صاحب الجب المعروف بجب عميرة في الموضع الذي يبرز إليه الحاج من مصر لخروجهم إلى مكة"،
وقال القاضي الفاضل في حوادث المحرّم سنة سبع وسبعين وخمسمائة: "وفيه خرج السلطان يعني صلاح الدين يوسف بن أيوب، إلى بركة لجب للصيد ولعب الأكرة ، وعاد إلى القاهرة في سادس يوم من خروجه، وذكر من ذلك كثيراً عن السلطان صلاح الدين وابنته الملك العزيز عثمان".
وقال جامع سيرة الناصر محمد بن قلاوون: "وفي حوادث صفر سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة، وفيها ركب السلطان إلى بركة الحجاج للرمي على الكراكي، وطلب كريم الدين ناظر الخاص، ورسم أن يعمل فيها أحواشاً للخير والجمال، وميداناً، وللأمير بكتمر الساقي مثله، فأقام كريم الدين بنفسه في هذا العمل، ولم يدع أحداً من جميع الصناع المحتاج إليهم يعمل في القاهرة عملاً، فكان فيها نحو الألفي رجل، ومائة زوج بقر، حتى تمت المواضع في مدّة قريبة، وركب السلطان إليها وأمر بعمل ميدان لنتاج الخيل، فعُمل، وما برح الملوك يركبون إلى هذه البركة لرمي الكراكي، وهم على ذلك إلى هذا الوقت، وقد خربت المباني التي أنشأها الملك الناصر وأدركنا بهذه البركة مراحاً عظيماً للأغنام التي يعلفها التركمانيُّ حب القطن وغيره من العلف، فتبلغ الغاية في السمن، حتى أنه يدخل بها إلى القاهرة محمولة على العَجَل لعظم جنتها وثقلها وعجزها عن المشي، وكان يقال كبش بركاويّ نسبة إلى هذه البركة، وشاهدت مرّة كبشاً من كباش هذه البركة، وزنت شقته اليمنى فبلغت زنتها خمسة وسبعين رطلاً سوى الإلية، وبلغني عن كبش أنه وزن ما في بطنه من الشحم خاصة، فبلغ أربعين رطلاً، وكانت ألايا تلك الكباش تبلغ الغاية في الكبر، وقد بطل هذا من القاهرة منذ كانت الحوادث بعد سنة ست وثمانمائة، حتى لا يكاد يعرفه اليوم إلا أفراد من الناس".
وفي كتاب "السلوك لمعرفة دول الملوك" للمقريزي: "فيه أنشأ زين الدين عبد الباسط، بناحية بركة الحاج بستاناً وساقية ماء، وعَمَّرَ فسقية كبيرة تُملأ بالماء ليردها الحجاج، فعظم الانتفاع بها".
وقال في موضع آخر: "خرج محمل الحاج صحبة الأمير قرا سنقر إلى بركة الحاج، وصحبته كسوة الكعبة علىْ العادة. وقد قدم من بلاد المغرب، ومن التكرور، ومن الإسكندرية وأعمال مصر حاج كثير، فتلاحقوا بالمحمل شيئاً بعد شيء"
كما ورد ذكر بركة الحاج والشيخ "برطع" في كتاب "تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار" لعبد الرحمن الجبرتي إذ يقول: "وانقضت دولة القاسمية وتتبعهم الفقارية بالقتل حتى أفنوهم وكان موت ذي الفقار وجركس في أواخر شهر رمضان سنة 1142 وكان الأمير ذو الفقار بك أميرًا جليلًا شجاعًا بطلًا مهيبًا كريم الأخلاق مع قلة إيراده وعدم ظلمه وكان يرسل اليلكات والكساوي في شهر رمضان لجميع الأمراء والأعيان والوجاقات ويرسل لأهل العلم بالأزهر ستين كسوة ودراهم تُفَرَّق على الفقراء المجاورين بالأزهر ومن إنشائه الجنينة والحوض ببركة الحاج والوكالة التي برأس الجودرية ولم يتمها".
وقال في موضع آخر: "ومات الشيخ الامام العلامة الهمام أوحد أهل زمانه علماً وعملاً ومن أدرك ما لم تدركه الأول المشهود له بالكمال والتحقيق والمجمع على تقدمه في كل فريق شمس الملة والدين محمد بن سالم الحفاوي الشافعي الخلوتي وهو شريف حسيني من جهة أم أبيه وهي السيدة ترك ابنة السيد سالم بن محمد بن علي بن عبد الكريم بن السيد برطع المدفون ببركة الحاج وينتهي نسبه إلى الإمام الحسين رضي الله عنه...".
أما عن الكُتَّاب المعاصرين فها هو الدكتور محمد الششتاوي في كتابه "متنزهات القاهرة في العصرين المملوكي والعثماني" يقول: "عُرِفَتْ بركة الحاج بعدة أسماء منها: جُب عُمَيْرَة، أو أرض الجُب، أو بركة الجُب، أو البركة، وكان العامة يطلقون عليها في العصر المملوكي جُب يوسف نسبة إلى سيدنا يوسف عليه السلام، إلا أن الاسم الذي صار علمًا عليها هو بركة الحاج لأنها كانت المحطة التي يتجمع فيها الحجاج المسافرون بطريق البر من القاهرة وعند عودتهم منها.
تمتعت البركة بأهمية كبيرة في تاريخ مصر الإسلامية بحكم موقعها الإستراتيجي الهام بصفتها أول وآخر محطة للذاهبين والعائدين بطريق الحج والتجارة للحجاز والشام، وكذلك كانت متنزهًا كبيرًا ومضمارًا للرياضة والصيد حتى نهاية العصر العثماني، وقد كانت متنزهًا للخلفاء والملوك والسلاطين والولاة طوال التاريخ الإسلامي.
ذكر المقريزي أنها تقع في الجهة البحرية من القاهرة على نحو بَرِيدٍ منها أي أنها تقع شمال القاهرة على مسافة 22 كم. وكانت هذه البركة زمن المماليك عبارة عن أرض منخفضة تُملأ وقت الفيضان بماء النيل عن طريق الخليج الكبير، وكانت مساحتها 500 فدان وعبرتها 3000 دينار. وهي تتبع اليوم قسم المطرية من القاهرة، وكانت من قبل قرية من قرى شبين القناطر محافظة القليوبية".
وأضاف "ازدهر شأن بركة الحاج في العصر المملوكي ازدهاراً كبيراً ويمكن القول أنه قد ساعد على ذلك ازدياد أهمية الطريق البري إلى سيناء في العصر المملوكي بعد إخراج الصليبين من بلاد الشام وعودة استخدامه من جديد كطريق لقوافل الحج والتجارة ومن ثم ظهر اسم جديد له هو درب الحج أو الدرب السلطاني. وقد كانت بركة الحاج محطة الحاج وذويهم الذين كانوا يصحبونهم في رحلة الذهاب والوصول إليها حيث كانوا يعسكرون ويستريحون ويتهيَّؤون للسفر ويمكثون بها عدة أيام، وكانت تقام بها الأسواق في مواسم الحج لذلك فقد اهتمت به وبالطريق في العصر المملوكي شجر الدر وذلك حين سلكت الطريق للحج سنة 648هـ/1250م فأمرت بإصلاح الطريق وحفر الآبار وبناء البرك على طريق الحج المصري وبذلك أحيت شجر الدر هذا الطريق بعد أن فسد مرة من الزمن.
وكان لازدهار الطريق البري للحج أثره الكبير في زيادة أهمية طريق الصحراء الواقعة خارج باب النصر لأنه يسلك منها إلى بركة الحاج ومن ثم فقد حرص سلاطين وأمراء المماليك على بناء المنشآت المتنوعة سواء بالبركة أو على جانبي الطريق المؤدي إليها. وقد أمر الناصر محمد بن قلاوون بعمل أحواش للخيل والجمال وميدان لنتاج الخيل ببركة الحاج وكانت بركة الحاج تربى وتنتج بها الخيول والاغنام حيث كانت مرتعا خصباً ونموها حتى ضرب بها المثل فقد قبل للكبش كبش بركاوي نسبة إلى هذه البركة.
ومما كان له الاهتمام بالبركة في العصر المملوكي القاضي عبدالباسط ناظر الكسوة الشريفة فقد قام في شوال سنة 828هـ/1424م بعمل بستان وساقية وفسقية ماء في بركة الحاج برسم الحجاج وقد عم بها النفع هناك بالإضافة إلى تخصيص مبلغ 8000 درهم في كل سنة لصالح تلك المنشآت. وكذلك أنشأ الأمير علان بن ططخ الأشرفي سبيلاً حسناً وحوضاً بطريق بركة الحاج وقد كان موضع هذا السبيل أمام قبة "يشبك" مباشرة على الجانب الشرقي من الطريق تجاه الصحراء وقد وقع هذا السبيل في خريطة الحملة الفرنسية. وكذلك أنشأ العارف بالله المتبولي المتوفي في ذي الحجة 877هـ/1472م حوضاً وسبيلاً وبستاناً للبركة في أثناء سلطنة قايتباي، وقد دُفن بقبةٍ بزاويته هناك، ولا تزال هذه القبة موجودة ملحقة بالركن الجنوبي من المسجد ( الزاوية) وقد جُددت في سنة 1028هـ/1619م. وقد أقيمت إلى جانب تلك المنشآت الخانات والفنادق بسبب القوافل حيث يستريح التجار ودوابهم، وكان يوجد بها خان بركة الحاج. هذا، ولم يتبق من تلك المنشآت أي أثر يعود للعصر المملوكي" .
ولا يفوتني هنا أن أشير -في سياق حديثي عن بركة الحاج- إلى أحد أعلامها المبرزين ألا وهو الأستاذ حِفْني بك ناصِف (1272 - 1338 هـ = 1856 - 1919 م) اسمه حفني (أو محمد حفني) بن إسماعيل بن خليل بن ناصف: قاض أديب، له شعر جيد. ولد ببركة الحج (من أعمال القليوبية - بمصر) وتعلم في الأزهر، وتقلب في مناصب التعليم، ثم في مناصب القضاء، وعين أخيرًا مفتشًا أول للغة العربية بوزارة المعارف المصرية. واشترك في الثورة العرابية بخطب كان يلقيها ويكتبها ويوزعها على خطباء المساجد والشوارع. وكان يكتب في بعض الصحف المصرية باسم (إدريس محمدين) وقام برحلات إلى سوريا والآستانة واليونان ورومانيا والنمسا وألمانيا وسويسرا والسويد وبلاد العرب.
وتولى منصب النائب العمومي والقضاء الأهلي 20 عامًا، وقام برئاسة الجامعة (1908) عند تكونها وكان من أوائل المدرسين فيها، كما شارك في إنشاء المجمع اللغوي الأول.
وله مداعبات شعرية مع (حافظ إبراهيم) وغيره. وكان يتجنب في شعره المدح والاستجداء والفخر. وهو والد (باحثة البادية). توفي بالقاهرة. له (تاريخ الأدب أو حياة اللغة العربية)، و(مميزات لغات العرب) ورسالة في (المقابلة بين لهجات بعض سكان القطر المصري) واشترك في تأليف (الدروس النحوية) وجمع ابنه مجد الدين ناصف شعره، في ديوان سماه (شعر حفني ناصف).
وبعد، فهذا غيض من فيض وقليل من كثير وهذه نواة لكتاب يدور حول نفس الموضوع أسأل الله أن يعين على إكماله

|المصادر= <!--اكتب مصادرك التي اعتمدت عليها في كتابة المقالة أسفل هذه الرسالة-->
م الكتاب المؤلف تاريخ الوفاة
1. البلدان اليعقوبي 284
2. تاريخ ابن يونس المصري عبد الرحمن بن يونس المصري 347
3. ولاة مصر أبو عمرو الكندي 350
4. المسالك والممالك المهلبي 380
5. تاريخ الأنطاکي المعروف بصلة تاريخ أوتيخا يحيى بن سعيد بن يحيى الأنطاكي 458
6. الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب علي بن هبة الله بن جعفر بن ماكولا 475
7. المسالك والممالك البكري 487
8. البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل في المسائل المستخرجة محمد بن أحمد بن رشد القرطبي 520
9. شرح التلقين محمد بن علي بن عمر التميمي المازري 536
10. نزهة المشتاق في اختراق الآفاق الإدريسي 559
11. الأنساب السمعاني 562
12. الأماكن (ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الأمكنة) الحازمي 584
13. خريدة القصر وجريد العصر العماد الأصفهاني 597
14. ديوان العماد الأصفهاني العماد الأصفهاني 597
15. الفتح القسي في الفتح القدسي العماد الأصفهاني 597
16. رحلة ابن جبير ابن جبير الأندلسي 614
17. معجم البلدان ياقوت الحموي 626
18. تكملة الإكمال محمد بن عبد الغني البغدادي الحنبلي ابن نقطة 629
19. اللباب في تهذيب الأنساب أبو الحسن الجزري 630
20. مختصر سنا البرق الشامي الفتح بن علي البنداري الأصفهاني 643
21. عيون الروضتين في أخبار النورية والصلاحية أبو شامة المقدسي 665
22. ملء العيبة بما جُمع بطول الغَيبة في الوجهة الوجيهة إلى الحرمين مكة وطَيبة أبو عبد الله، محب الدين ابن رشيد الفهري السبتي 721
23. نهاية الأرب في فنون الأدب شهاب الدين النويري 722
24. ذيل مرآة الزمان اليونيني 726
25. كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمة في الفقه ابن تيمية 728
26. مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع عبد المؤمن البغدادي 729
27. تاريخ أبي الفداء الملك المؤيد إسماعيل بن أبي الفداء 732
28. المختصر في أخبار البشر الملك المؤيد 732
29. تاريخ ابن الوردي زين الدين عمر بن الوردي 749
30. أعيان العصر وأعوان النصر الصفدي 764
31. الوافي بالوفيات الصفدي 764
32. الإحاطة في أخبار غرناطة لسان الدين بن الخطيب 776
33. الشامل في فقه الإمام مالك تاج الدين السلمي 805
34. العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر ابن خلدون 808
35. القاموس المحيط الفيروزآبادي 816
36. صبح الأعشى في صناعة الإنشا القلقشندي 821
37. توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم المؤلف: محمد بن عبد الله (أبي بكر) بن محمد ابن أحمد بن مجاهد القيسي الدمشقي الشافعي 842
38. السلوك لمعرفة دول الملوك المقريزي 845
39. المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المقريزي 845
40. رسائل المقريزي المقريزي 845
41. البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب المقريزي 845
42. اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء المقريزي 845
43. إنباء الغمر بأنباء العمر ابن حجر العسقلاني 852
44. رفع الإصر عن قضاة مصر ابن حجر العسقلاني 852
45. عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان بدر الدين العيني 855
46. المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي ابن تغري بردي 874
47. النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ابن تغري بردي 874
48. حوادث الدهور في مدى الأيام والشهور ابن تغري بردي 874
49. مورد اللطافة فيمن ولي السلطنة والخلافة ابن تغري بردي 874
50. نزهة المجالس ومنتخب النفائس عبد الرحمن بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عثمان الصفوري الشافعي 894
51. البلدانيات شمس الدين السخاوي 902
52. الضوء اللامع لأهل القرن التاسع شمس الدين السخاوي 902
53. شرح التصريح على التوضيح خالد الأزهري 905
54. نيل الأمل في ذيل الدول زين الدين عبد الباسط 920
55. سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد محمد بن يوسف الصالحي الشامي 942
56. لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية عبد الوهاب بن أحمد الشعراني 973
57. الخصال المكفرة للذنوب الخطيب الشربيني الشافعي 977
58. السيرة الحلبية ابن برهان الدين الحلبي 1044
59. دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين محمد بن علان البكري الصديقي 1057
60. الكواكب السائرة بأعيان المائة الثامنة النجم الغزي 1061
61. كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون حاجي خليفة 1067
62. رحلة الشتاء والصيف كبريت 1070
63. شذرات الذهب في أخبار من ذهب ابن العماد 1089
64. شرح مختصر خليل محمد بن عبد الله الخرشي 1101
65. تاج العروس شرح جواهر القاموس مرتضى الزبيدي 1205
66. تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار عبد الرحمن الجبرتي 1227
67. منح الجليل شرح مختصر خليل محمد بن أحمد عليش 1299
68. فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب مالك ابن عليش 1299
69. الأعلام الزركلي 1396
70. مناهج المفسرين منيع عبد الحليم محمود 1430
71. صلاح الدين وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير القدس د/ محمد علي الصلابي معاصر
72. الأيوبيون بعد صلاح الدين د/ محمد علي الصلابي معاصر
73. بركة الحاج في العصرين المملوكي والعثماني د/ آمال أحمد العمري معاصرة
74. متنزهات القاهرة في العصرين المملوكي والعثماني د/ محمد الششتاوي معاصر

|التصنيفات=<!--اكتب تصنيفات المقالة أسفل هذه الرسالة عن طريق كتابتها هكذا: [[تصنيف:اسم التصنيف]]-->

}}تصنيف: بلدان

محددات الفعل

متغيرقيمة
عدد التعديلات للمستخدم (user_editcount)
null
اسم حساب المستخدم (user_name)
'41.32.189.50'
عمر حساب المستخدم (user_age)
0
المجموعات (متضمنة غير المباشرة) التي المستخدم فيها (user_groups)
[ 0 => '*' ]
ما إذا كان المستخدم يعدل عبر واجهة المحمول (user_mobile)
false
هوية الصفحة (page_id)
0
نطاق الصفحة (page_namespace)
0
عنوان الصفحة (بدون نطاق) (page_title)
'بركة الحاج في ذاكرة التاريخ'
عنوان الصفحة الكامل (page_prefixedtitle)
'بركة الحاج في ذاكرة التاريخ'
آخر عشرة مساهمين في الصفحة (page_recent_contributors)
''
فعل (action)
'edit'
ملخص التعديل/السبب (summary)
'إنشاء مقالة جديدة عن طريق صندوق إنشاء المقالة في الصفحة الرئيسية.'
ما إذا كان التعديل معلم عليه كطفيف (لا مزيد من الاستخدام) (minor_edit)
false
نص الويكي القديم للصفحة، قبل التعديل (old_wikitext)
''
نص الويكي الجديد للصفحة، بعد التعديل (new_wikitext)
'{{نسخ:صندوق إنشاء مقالة/نسخة |العنوان= <!--اكتب اسم المقالة أسفل هذه الرسالة--> بركة الحاج في ذاكرة التاريخ |المحتوى=<!--اكتب محتوى المقالة أسفل هذه الرسالة--> بركة الحاج في ذاكرة التاريخ ليس الدافع وراء حديثي عن بلدتي -بركة الحاج- التعصب لمكان أو لأشخاص ولكنه الحب والانتماء اللذين يملكان عليَّ شعوري ووجداني وهو شعور أحسَّ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا أُخْرِجَ مِنْ مَكَّةَ مسقط رأسه فالتفت نحوها واستقبل الكعبة وذرفت عيناه الشريفتان الدموع وهو يقول: «إِنِّي لَأَخْرُجُ مِنْكِ وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكِ أَحَبُّ بِلَادِ اللَّهِ إِلَيْهِ, وَأَكْرَمُهُ عَلَى اللَّهِ, وَلَوْلَا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ مِنْكِ". حب الوطن إذاً ليس عيباً بل فضيلةً حث عليها الإسلام وها هو الرسول الكريم صلوات ربي وتسليماته عليه يقول: "ومن مات دون أرضه فهو شهيد". من هذا المنطلق أبدأ حديثي راجياً من الله التوفيق والسداد حرصاً مني على أن يعرف أبناؤنا تاريخ بلدتهم التي يعيشون على أرضها لعل ذلك يكون دافعاً لهم للفخر بها وإظهار الانتماء والولاء لها والعمل دوماً لرفعتها. فمما لا شك فيه أن الميلاد والحياة في مكانٍ له جذورٌ ضاربةٌ في أعماق التاريخ يختلف كل الاختلاف عن الحياة في مكانٍ آخرَ حديثٍ ليس له ذلك التاريخ المجيد ولا ذلك الماضي الحافل بالأحداث الكبرى، وبلدتُنا بركة الحاج بلدةٌ عظيمٌ تاريخُها رائعٌ ماضيها ذُكرت في عشراتٍ من كتب التاريخ ومرَّ بها العديد من الملوك والسلاطين على مر التاريخ؛ فقد كانت نقطة البدء والانتهاء في رحلة الحج المصري القديم فيها يتجمَّع حجاج بيت الله الحرام من القطر المصري كله ومن دول إفريقيا جميعها ومنها ينطلقون في رحلتهم المقدسة مروراً بـ بلبيس ثم السويس ثم إلى أرض الحجاز ثم يؤوبون إلى الديار المصرية منتهين إلى بركة الحاج كذلك، وكان أمير الحاج الذي يعينه السلطان يخرج من قلعة الجبل مقر حكم سلاطين الأيوبيين والمماليك إلى بركة الحاج وقد عُقد له اللواء فينتظر في بركة الحاج حتى ينضم إليه حجاج بيت الله الحرام ثم يُوَلُّون وجوههم شطر المسجد الحرام ويصحب الأميرَ في رحلته هذه عددٌ من الجنود لحماية قوافل الحجيج من اللصوص وقطاع الطرق، وقد تعرضت الكتب التي تكلمت عن درب الحج المصري القديم لذكر بركة الحاج وكثر كذلك الحديث عنها في العديد من كتب التاريخ وقد أحصيتُ بعض هذه الكتب فقاربت المائة وقد ذُكرت فيها بعدة أسماء منها: بركة الحاج أو بركة الحج أو بركة الحُجَّاج أو البركة أو أرض البركة أو بركة الجُبّ أو أرض الجُبّ أو أرض جُبّ عميرة. وعميرة هذا كما في تاريخ ابن يونس المصري لعبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصدفي (المتوفى: 347هـ) عميرة بن تميم بن حيّ القرنائي: من بنى القرناء. صاحب الجبّ المعروف بـ (جبّ عميرة)، في الموضع الذي يبرز إليه الحاجّ من مصر؛ لخروجهم إلى مكة. وقد نسبت إليه الأرض، التي بها هذا الجبّ، فقيل لها: أرض (جبّ عميرة). وعقبه بالأندلس بـ (سرقسطة). وفي كتاب "البلدان" لليعقوبي (المتوفى: حوالي 292هـ) عند حديثه عن الطريق إلى مكة من مصر قال: "ومن أراد الحج من مصر وخرج من مصر إلى مكة فأول منزل يُقال له جب عميرة به مجتمع الحاج يوم خروجهم" أما شمس الدين السخاوي (المتوفى: 902هـ) فتحدث عن بركة الحاج في كتابه "البلدانيات" قائلاً: "الْبَلَد الثَّانِي عشر: بركَة الْحَاج وَهِيَ فِي الْجِهَة الشمالية من الْقَاهِرَة عَلَى نَحْو بريد مِنْهَا وَعرفت بِذَلِكَ لنزول الْحَاج بِهَا ذَهَابًا وإيابا وَكَانَت تعرف قَدِيما بـ "جُب عميرَة" وَمَا برح الْمُلُوك يركبون إِلَيْهَا لرمي الكراكي بَل كَانَت متنزها لَهُم وَبهَا خطْبَة وبساتين وسكان وخفراء". وفي كتابه "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع" تحدث السخاوي كذلك عن الشيخ إبراهيم المتبولي نزيل بركة الحاج فقال: "إبراهيم بن علي بن عمر برهان الدين الأنصاري المتبولي ثم القاهري الأحمدي أحد المعتقدين قَدِمَ من بلده متبول من الغربية إلى طنتدا فأقام بضريحها مدة ثم تحول إلى القاهرة ونزل بظاهر الحسينية فكان يدير بها مزرعة ويباشر بنفسه العمل فيها من عزق وتحويل وغير ذلك من مصالحها وكان يجتمع إذ ذاك بالشيخ إبراهيم الغنام ونزل بزاوية هناك بدرب التتر تعرف بالشيخ رستم وكان فيما بلغني يتردد إليه بها المقرئ عبد الغني الهيثمي والزين عبادة بل كان ابتداء اختفائه حين طُلب للقضاء عنده فيها ثم قطن زاوية غيرها بالقرب من درب السباع وصار الفقراء يردون عليه فيها ويقوم بكلفتهم من زرعه وغيره فاشتهر أمره وتزايد خبره، وحج غير مرة وانتقل لبركة الحاج وأنشأ هناك زاوية كبيرة للجمعة والجماعات وبستاناً متسعاً وسبيلاً على الطريق هائلاً عم الانتفاع به سيما في أيام الحج وكذا أنشأ جامعاً كبيراً بطنتدا وبرجاً بدمياط وأماكن غير ذلك وكثرت أتباعه بحيث صار يخبز لهم كل يوم زيادة على أردب وربما بلغ ثلاثة أرادب سوى عليق البهائم التي برسم مزدرعاته ونحوها وهو فيما بلغني ثمانية أرادب، وهرع الأكابر فضلاً عمن دونهم لزيارته والتبرك به، ونسب إليه جماعته من الكرامات الكثير ... وتزاحم الناس عليه في الشفاعات وكان يرفدهم برسائله بل ربما توجه هو بنفسه في المهم منها كل ذلك مع أميته ومداومته على الإهداء لكثير من الأمراء ونحوهم من فاكهة بستانه ونحوها والناس فيه فريقان وكنت ممن زرته وملت مع محبيه بل بلغني عن العز الحنبلي أنه قال لا شك في صلاحه ووددت لو كان ثم آخر مثله ولو لم يكن إلا جمعه الجم الغفير على الطعام ... مات وقد توجه لزيارة القدس والخليل بعد توعكه مدة بمكان بين غزة والرملة يقال له سدود بالقرب من المقام المنسوب للسيد سليمان في ليلة الاثنين ثامن عشر ربيع الأول سنة سبع وسبعين ودفن هناك وسنّه ظناً يزيد على الثمانين رحمه الله وإيانا". أما المقريزي (المتوفى: 845هـ) في كتابه "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" فتعرض للحديث عن بركة الحاج فقال: "هذه البركة في الجهة البحرية من القاهرة، على نحو بريد منها، عُرفت أوّلاً بجب عميرة، ثم قيل لها أرض الجب، وعرفت إلى اليوم ببركة الحجاج من أجل نزول حجاج البرّ بها عند مسيرهم من القاهرة، وعند عودهم، وبعض من لا معرفة له بأحوال أرض مصر يقول: جب يوسف عليه السلام، وهو خطأ لا أصل له، وما برحت هذه البركة منتزهاً لملوك القاهرة. قال ابن يونس: "عميرة بن تميم بن جزيء التجيبيّ: من بنى القرناء صاحب الجب المعروف بجب عميرة في الموضع الذي يبرز إليه الحاج من مصر لخروجهم إلى مكة"، وقال القاضي الفاضل في حوادث المحرّم سنة سبع وسبعين وخمسمائة: "وفيه خرج السلطان يعني صلاح الدين يوسف بن أيوب، إلى بركة لجب للصيد ولعب الأكرة ، وعاد إلى القاهرة في سادس يوم من خروجه، وذكر من ذلك كثيراً عن السلطان صلاح الدين وابنته الملك العزيز عثمان". وقال جامع سيرة الناصر محمد بن قلاوون: "وفي حوادث صفر سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة، وفيها ركب السلطان إلى بركة الحجاج للرمي على الكراكي، وطلب كريم الدين ناظر الخاص، ورسم أن يعمل فيها أحواشاً للخير والجمال، وميداناً، وللأمير بكتمر الساقي مثله، فأقام كريم الدين بنفسه في هذا العمل، ولم يدع أحداً من جميع الصناع المحتاج إليهم يعمل في القاهرة عملاً، فكان فيها نحو الألفي رجل، ومائة زوج بقر، حتى تمت المواضع في مدّة قريبة، وركب السلطان إليها وأمر بعمل ميدان لنتاج الخيل، فعُمل، وما برح الملوك يركبون إلى هذه البركة لرمي الكراكي، وهم على ذلك إلى هذا الوقت، وقد خربت المباني التي أنشأها الملك الناصر وأدركنا بهذه البركة مراحاً عظيماً للأغنام التي يعلفها التركمانيُّ حب القطن وغيره من العلف، فتبلغ الغاية في السمن، حتى أنه يدخل بها إلى القاهرة محمولة على العَجَل لعظم جنتها وثقلها وعجزها عن المشي، وكان يقال كبش بركاويّ نسبة إلى هذه البركة، وشاهدت مرّة كبشاً من كباش هذه البركة، وزنت شقته اليمنى فبلغت زنتها خمسة وسبعين رطلاً سوى الإلية، وبلغني عن كبش أنه وزن ما في بطنه من الشحم خاصة، فبلغ أربعين رطلاً، وكانت ألايا تلك الكباش تبلغ الغاية في الكبر، وقد بطل هذا من القاهرة منذ كانت الحوادث بعد سنة ست وثمانمائة، حتى لا يكاد يعرفه اليوم إلا أفراد من الناس". وفي كتاب "السلوك لمعرفة دول الملوك" للمقريزي: "فيه أنشأ زين الدين عبد الباسط، بناحية بركة الحاج بستاناً وساقية ماء، وعَمَّرَ فسقية كبيرة تُملأ بالماء ليردها الحجاج، فعظم الانتفاع بها". وقال في موضع آخر: "خرج محمل الحاج صحبة الأمير قرا سنقر إلى بركة الحاج، وصحبته كسوة الكعبة علىْ العادة. وقد قدم من بلاد المغرب، ومن التكرور، ومن الإسكندرية وأعمال مصر حاج كثير، فتلاحقوا بالمحمل شيئاً بعد شيء" كما ورد ذكر بركة الحاج والشيخ "برطع" في كتاب "تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار" لعبد الرحمن الجبرتي إذ يقول: "وانقضت دولة القاسمية وتتبعهم الفقارية بالقتل حتى أفنوهم وكان موت ذي الفقار وجركس في أواخر شهر رمضان سنة 1142 وكان الأمير ذو الفقار بك أميرًا جليلًا شجاعًا بطلًا مهيبًا كريم الأخلاق مع قلة إيراده وعدم ظلمه وكان يرسل اليلكات والكساوي في شهر رمضان لجميع الأمراء والأعيان والوجاقات ويرسل لأهل العلم بالأزهر ستين كسوة ودراهم تُفَرَّق على الفقراء المجاورين بالأزهر ومن إنشائه الجنينة والحوض ببركة الحاج والوكالة التي برأس الجودرية ولم يتمها". وقال في موضع آخر: "ومات الشيخ الامام العلامة الهمام أوحد أهل زمانه علماً وعملاً ومن أدرك ما لم تدركه الأول المشهود له بالكمال والتحقيق والمجمع على تقدمه في كل فريق شمس الملة والدين محمد بن سالم الحفاوي الشافعي الخلوتي وهو شريف حسيني من جهة أم أبيه وهي السيدة ترك ابنة السيد سالم بن محمد بن علي بن عبد الكريم بن السيد برطع المدفون ببركة الحاج وينتهي نسبه إلى الإمام الحسين رضي الله عنه...". أما عن الكُتَّاب المعاصرين فها هو الدكتور محمد الششتاوي في كتابه "متنزهات القاهرة في العصرين المملوكي والعثماني" يقول: "عُرِفَتْ بركة الحاج بعدة أسماء منها: جُب عُمَيْرَة، أو أرض الجُب، أو بركة الجُب، أو البركة، وكان العامة يطلقون عليها في العصر المملوكي جُب يوسف نسبة إلى سيدنا يوسف عليه السلام، إلا أن الاسم الذي صار علمًا عليها هو بركة الحاج لأنها كانت المحطة التي يتجمع فيها الحجاج المسافرون بطريق البر من القاهرة وعند عودتهم منها. تمتعت البركة بأهمية كبيرة في تاريخ مصر الإسلامية بحكم موقعها الإستراتيجي الهام بصفتها أول وآخر محطة للذاهبين والعائدين بطريق الحج والتجارة للحجاز والشام، وكذلك كانت متنزهًا كبيرًا ومضمارًا للرياضة والصيد حتى نهاية العصر العثماني، وقد كانت متنزهًا للخلفاء والملوك والسلاطين والولاة طوال التاريخ الإسلامي. ذكر المقريزي أنها تقع في الجهة البحرية من القاهرة على نحو بَرِيدٍ منها أي أنها تقع شمال القاهرة على مسافة 22 كم. وكانت هذه البركة زمن المماليك عبارة عن أرض منخفضة تُملأ وقت الفيضان بماء النيل عن طريق الخليج الكبير، وكانت مساحتها 500 فدان وعبرتها 3000 دينار. وهي تتبع اليوم قسم المطرية من القاهرة، وكانت من قبل قرية من قرى شبين القناطر محافظة القليوبية". وأضاف "ازدهر شأن بركة الحاج في العصر المملوكي ازدهاراً كبيراً ويمكن القول أنه قد ساعد على ذلك ازدياد أهمية الطريق البري إلى سيناء في العصر المملوكي بعد إخراج الصليبين من بلاد الشام وعودة استخدامه من جديد كطريق لقوافل الحج والتجارة ومن ثم ظهر اسم جديد له هو درب الحج أو الدرب السلطاني. وقد كانت بركة الحاج محطة الحاج وذويهم الذين كانوا يصحبونهم في رحلة الذهاب والوصول إليها حيث كانوا يعسكرون ويستريحون ويتهيَّؤون للسفر ويمكثون بها عدة أيام، وكانت تقام بها الأسواق في مواسم الحج لذلك فقد اهتمت به وبالطريق في العصر المملوكي شجر الدر وذلك حين سلكت الطريق للحج سنة 648هـ/1250م فأمرت بإصلاح الطريق وحفر الآبار وبناء البرك على طريق الحج المصري وبذلك أحيت شجر الدر هذا الطريق بعد أن فسد مرة من الزمن. وكان لازدهار الطريق البري للحج أثره الكبير في زيادة أهمية طريق الصحراء الواقعة خارج باب النصر لأنه يسلك منها إلى بركة الحاج ومن ثم فقد حرص سلاطين وأمراء المماليك على بناء المنشآت المتنوعة سواء بالبركة أو على جانبي الطريق المؤدي إليها. وقد أمر الناصر محمد بن قلاوون بعمل أحواش للخيل والجمال وميدان لنتاج الخيل ببركة الحاج وكانت بركة الحاج تربى وتنتج بها الخيول والاغنام حيث كانت مرتعا خصباً ونموها حتى ضرب بها المثل فقد قبل للكبش كبش بركاوي نسبة إلى هذه البركة. ومما كان له الاهتمام بالبركة في العصر المملوكي القاضي عبدالباسط ناظر الكسوة الشريفة فقد قام في شوال سنة 828هـ/1424م بعمل بستان وساقية وفسقية ماء في بركة الحاج برسم الحجاج وقد عم بها النفع هناك بالإضافة إلى تخصيص مبلغ 8000 درهم في كل سنة لصالح تلك المنشآت. وكذلك أنشأ الأمير علان بن ططخ الأشرفي سبيلاً حسناً وحوضاً بطريق بركة الحاج وقد كان موضع هذا السبيل أمام قبة "يشبك" مباشرة على الجانب الشرقي من الطريق تجاه الصحراء وقد وقع هذا السبيل في خريطة الحملة الفرنسية. وكذلك أنشأ العارف بالله المتبولي المتوفي في ذي الحجة 877هـ/1472م حوضاً وسبيلاً وبستاناً للبركة في أثناء سلطنة قايتباي، وقد دُفن بقبةٍ بزاويته هناك، ولا تزال هذه القبة موجودة ملحقة بالركن الجنوبي من المسجد ( الزاوية) وقد جُددت في سنة 1028هـ/1619م. وقد أقيمت إلى جانب تلك المنشآت الخانات والفنادق بسبب القوافل حيث يستريح التجار ودوابهم، وكان يوجد بها خان بركة الحاج. هذا، ولم يتبق من تلك المنشآت أي أثر يعود للعصر المملوكي" . ولا يفوتني هنا أن أشير -في سياق حديثي عن بركة الحاج- إلى أحد أعلامها المبرزين ألا وهو الأستاذ حِفْني بك ناصِف (1272 - 1338 هـ = 1856 - 1919 م) اسمه حفني (أو محمد حفني) بن إسماعيل بن خليل بن ناصف: قاض أديب، له شعر جيد. ولد ببركة الحج (من أعمال القليوبية - بمصر) وتعلم في الأزهر، وتقلب في مناصب التعليم، ثم في مناصب القضاء، وعين أخيرًا مفتشًا أول للغة العربية بوزارة المعارف المصرية. واشترك في الثورة العرابية بخطب كان يلقيها ويكتبها ويوزعها على خطباء المساجد والشوارع. وكان يكتب في بعض الصحف المصرية باسم (إدريس محمدين) وقام برحلات إلى سوريا والآستانة واليونان ورومانيا والنمسا وألمانيا وسويسرا والسويد وبلاد العرب. وتولى منصب النائب العمومي والقضاء الأهلي 20 عامًا، وقام برئاسة الجامعة (1908) عند تكونها وكان من أوائل المدرسين فيها، كما شارك في إنشاء المجمع اللغوي الأول. وله مداعبات شعرية مع (حافظ إبراهيم) وغيره. وكان يتجنب في شعره المدح والاستجداء والفخر. وهو والد (باحثة البادية). توفي بالقاهرة. له (تاريخ الأدب أو حياة اللغة العربية)، و(مميزات لغات العرب) ورسالة في (المقابلة بين لهجات بعض سكان القطر المصري) واشترك في تأليف (الدروس النحوية) وجمع ابنه مجد الدين ناصف شعره، في ديوان سماه (شعر حفني ناصف). وبعد، فهذا غيض من فيض وقليل من كثير وهذه نواة لكتاب يدور حول نفس الموضوع أسأل الله أن يعين على إكماله |المصادر= <!--اكتب مصادرك التي اعتمدت عليها في كتابة المقالة أسفل هذه الرسالة--> م الكتاب المؤلف تاريخ الوفاة 1. البلدان اليعقوبي 284 2. تاريخ ابن يونس المصري عبد الرحمن بن يونس المصري 347 3. ولاة مصر أبو عمرو الكندي 350 4. المسالك والممالك المهلبي 380 5. تاريخ الأنطاکي المعروف بصلة تاريخ أوتيخا يحيى بن سعيد بن يحيى الأنطاكي 458 6. الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب علي بن هبة الله بن جعفر بن ماكولا 475 7. المسالك والممالك البكري 487 8. البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل في المسائل المستخرجة محمد بن أحمد بن رشد القرطبي 520 9. شرح التلقين محمد بن علي بن عمر التميمي المازري 536 10. نزهة المشتاق في اختراق الآفاق الإدريسي 559 11. الأنساب السمعاني 562 12. الأماكن (ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الأمكنة) الحازمي 584 13. خريدة القصر وجريد العصر العماد الأصفهاني 597 14. ديوان العماد الأصفهاني العماد الأصفهاني 597 15. الفتح القسي في الفتح القدسي العماد الأصفهاني 597 16. رحلة ابن جبير ابن جبير الأندلسي 614 17. معجم البلدان ياقوت الحموي 626 18. تكملة الإكمال محمد بن عبد الغني البغدادي الحنبلي ابن نقطة 629 19. اللباب في تهذيب الأنساب أبو الحسن الجزري 630 20. مختصر سنا البرق الشامي الفتح بن علي البنداري الأصفهاني 643 21. عيون الروضتين في أخبار النورية والصلاحية أبو شامة المقدسي 665 22. ملء العيبة بما جُمع بطول الغَيبة في الوجهة الوجيهة إلى الحرمين مكة وطَيبة أبو عبد الله، محب الدين ابن رشيد الفهري السبتي 721 23. نهاية الأرب في فنون الأدب شهاب الدين النويري 722 24. ذيل مرآة الزمان اليونيني 726 25. كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمة في الفقه ابن تيمية 728 26. مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع عبد المؤمن البغدادي 729 27. تاريخ أبي الفداء الملك المؤيد إسماعيل بن أبي الفداء 732 28. المختصر في أخبار البشر الملك المؤيد 732 29. تاريخ ابن الوردي زين الدين عمر بن الوردي 749 30. أعيان العصر وأعوان النصر الصفدي 764 31. الوافي بالوفيات الصفدي 764 32. الإحاطة في أخبار غرناطة لسان الدين بن الخطيب 776 33. الشامل في فقه الإمام مالك تاج الدين السلمي 805 34. العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر ابن خلدون 808 35. القاموس المحيط الفيروزآبادي 816 36. صبح الأعشى في صناعة الإنشا القلقشندي 821 37. توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم المؤلف: محمد بن عبد الله (أبي بكر) بن محمد ابن أحمد بن مجاهد القيسي الدمشقي الشافعي 842 38. السلوك لمعرفة دول الملوك المقريزي 845 39. المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المقريزي 845 40. رسائل المقريزي المقريزي 845 41. البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب المقريزي 845 42. اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء المقريزي 845 43. إنباء الغمر بأنباء العمر ابن حجر العسقلاني 852 44. رفع الإصر عن قضاة مصر ابن حجر العسقلاني 852 45. عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان بدر الدين العيني 855 46. المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي ابن تغري بردي 874 47. النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ابن تغري بردي 874 48. حوادث الدهور في مدى الأيام والشهور ابن تغري بردي 874 49. مورد اللطافة فيمن ولي السلطنة والخلافة ابن تغري بردي 874 50. نزهة المجالس ومنتخب النفائس عبد الرحمن بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عثمان الصفوري الشافعي 894 51. البلدانيات شمس الدين السخاوي 902 52. الضوء اللامع لأهل القرن التاسع شمس الدين السخاوي 902 53. شرح التصريح على التوضيح خالد الأزهري 905 54. نيل الأمل في ذيل الدول زين الدين عبد الباسط 920 55. سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد محمد بن يوسف الصالحي الشامي 942 56. لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية عبد الوهاب بن أحمد الشعراني 973 57. الخصال المكفرة للذنوب الخطيب الشربيني الشافعي 977 58. السيرة الحلبية ابن برهان الدين الحلبي 1044 59. دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين محمد بن علان البكري الصديقي 1057 60. الكواكب السائرة بأعيان المائة الثامنة النجم الغزي 1061 61. كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون حاجي خليفة 1067 62. رحلة الشتاء والصيف كبريت 1070 63. شذرات الذهب في أخبار من ذهب ابن العماد 1089 64. شرح مختصر خليل محمد بن عبد الله الخرشي 1101 65. تاج العروس شرح جواهر القاموس مرتضى الزبيدي 1205 66. تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار عبد الرحمن الجبرتي 1227 67. منح الجليل شرح مختصر خليل محمد بن أحمد عليش 1299 68. فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب مالك ابن عليش 1299 69. الأعلام الزركلي 1396 70. مناهج المفسرين منيع عبد الحليم محمود 1430 71. صلاح الدين وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير القدس د/ محمد علي الصلابي معاصر 72. الأيوبيون بعد صلاح الدين د/ محمد علي الصلابي معاصر 73. بركة الحاج في العصرين المملوكي والعثماني د/ آمال أحمد العمري معاصرة 74. متنزهات القاهرة في العصرين المملوكي والعثماني د/ محمد الششتاوي معاصر |التصنيفات=<!--اكتب تصنيفات المقالة أسفل هذه الرسالة عن طريق كتابتها هكذا: [[تصنيف:اسم التصنيف]]--> }}تصنيف: بلدان'
فرق موحد للتغييرات المصنوعة بواسطة التعديل (edit_diff)
'@@ -1,2 +1,115 @@ +{{نسخ:صندوق إنشاء مقالة/نسخة +|العنوان= <!--اكتب اسم المقالة أسفل هذه الرسالة--> +بركة الحاج في ذاكرة التاريخ +|المحتوى=<!--اكتب محتوى المقالة أسفل هذه الرسالة--> +بركة الحاج في ذاكرة التاريخ +ليس الدافع وراء حديثي عن بلدتي -بركة الحاج- التعصب لمكان أو لأشخاص ولكنه الحب والانتماء اللذين يملكان عليَّ شعوري ووجداني وهو شعور أحسَّ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا أُخْرِجَ مِنْ مَكَّةَ مسقط رأسه فالتفت نحوها واستقبل الكعبة وذرفت عيناه الشريفتان الدموع وهو يقول: «إِنِّي لَأَخْرُجُ مِنْكِ وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكِ أَحَبُّ بِلَادِ اللَّهِ إِلَيْهِ, وَأَكْرَمُهُ عَلَى اللَّهِ, وَلَوْلَا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ مِنْكِ". +حب الوطن إذاً ليس عيباً بل فضيلةً حث عليها الإسلام وها هو الرسول الكريم صلوات ربي وتسليماته عليه يقول: "ومن مات دون أرضه فهو شهيد". +من هذا المنطلق أبدأ حديثي راجياً من الله التوفيق والسداد حرصاً مني على أن يعرف أبناؤنا تاريخ بلدتهم التي يعيشون على أرضها لعل ذلك يكون دافعاً لهم للفخر بها وإظهار الانتماء والولاء لها والعمل دوماً لرفعتها. +فمما لا شك فيه أن الميلاد والحياة في مكانٍ له جذورٌ ضاربةٌ في أعماق التاريخ يختلف كل الاختلاف عن الحياة في مكانٍ آخرَ حديثٍ ليس له ذلك التاريخ المجيد ولا ذلك الماضي الحافل بالأحداث الكبرى، وبلدتُنا بركة الحاج بلدةٌ عظيمٌ تاريخُها رائعٌ ماضيها ذُكرت في عشراتٍ من كتب التاريخ ومرَّ بها العديد من الملوك والسلاطين على مر التاريخ؛ فقد كانت نقطة البدء والانتهاء في رحلة الحج المصري القديم فيها يتجمَّع حجاج بيت الله الحرام من القطر المصري كله ومن دول إفريقيا جميعها ومنها ينطلقون في رحلتهم المقدسة مروراً بـ بلبيس ثم السويس ثم إلى أرض الحجاز ثم يؤوبون إلى الديار المصرية منتهين إلى بركة الحاج كذلك، وكان أمير الحاج الذي يعينه السلطان يخرج من قلعة الجبل مقر حكم سلاطين الأيوبيين والمماليك إلى بركة الحاج وقد عُقد له اللواء فينتظر في بركة الحاج حتى ينضم إليه حجاج بيت الله الحرام ثم يُوَلُّون وجوههم شطر المسجد الحرام ويصحب الأميرَ في رحلته هذه عددٌ من الجنود لحماية قوافل الحجيج من اللصوص وقطاع الطرق، +وقد تعرضت الكتب التي تكلمت عن درب الحج المصري القديم لذكر بركة الحاج وكثر كذلك الحديث عنها في العديد من كتب التاريخ وقد أحصيتُ بعض هذه الكتب فقاربت المائة وقد ذُكرت فيها بعدة أسماء منها: بركة الحاج أو بركة الحج أو بركة الحُجَّاج أو البركة أو أرض البركة أو بركة الجُبّ أو أرض الجُبّ أو أرض جُبّ عميرة. +وعميرة هذا كما في تاريخ ابن يونس المصري لعبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصدفي (المتوفى: 347هـ) +عميرة بن تميم بن حيّ القرنائي: من بنى القرناء. صاحب الجبّ المعروف بـ (جبّ عميرة)، في الموضع الذي يبرز إليه الحاجّ من مصر؛ لخروجهم إلى مكة. وقد نسبت إليه الأرض، التي بها هذا الجبّ، فقيل لها: أرض (جبّ عميرة). وعقبه بالأندلس بـ (سرقسطة). +وفي كتاب "البلدان" لليعقوبي (المتوفى: حوالي 292هـ) عند حديثه عن الطريق إلى مكة من مصر قال: "ومن أراد الحج من مصر وخرج من مصر إلى مكة فأول منزل يُقال له جب عميرة به مجتمع الحاج يوم خروجهم" +أما شمس الدين السخاوي (المتوفى: 902هـ) فتحدث عن بركة الحاج في كتابه "البلدانيات" قائلاً: "الْبَلَد الثَّانِي عشر: بركَة الْحَاج وَهِيَ فِي الْجِهَة الشمالية من الْقَاهِرَة عَلَى نَحْو بريد مِنْهَا وَعرفت بِذَلِكَ لنزول الْحَاج بِهَا ذَهَابًا وإيابا وَكَانَت تعرف قَدِيما بـ "جُب عميرَة" وَمَا برح الْمُلُوك يركبون إِلَيْهَا لرمي الكراكي بَل كَانَت متنزها لَهُم وَبهَا خطْبَة وبساتين وسكان وخفراء". +وفي كتابه "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع" تحدث السخاوي كذلك عن الشيخ إبراهيم المتبولي نزيل بركة الحاج فقال: "إبراهيم بن علي بن عمر برهان الدين الأنصاري المتبولي ثم القاهري الأحمدي أحد المعتقدين قَدِمَ من بلده متبول من الغربية إلى طنتدا فأقام بضريحها مدة ثم تحول إلى القاهرة ونزل بظاهر الحسينية فكان يدير بها مزرعة ويباشر بنفسه العمل فيها من عزق وتحويل وغير ذلك من مصالحها وكان يجتمع إذ ذاك بالشيخ إبراهيم الغنام ونزل بزاوية هناك بدرب التتر تعرف بالشيخ رستم وكان فيما بلغني يتردد إليه بها المقرئ عبد الغني الهيثمي والزين عبادة بل كان ابتداء اختفائه حين طُلب للقضاء عنده فيها ثم قطن زاوية غيرها بالقرب من درب السباع وصار الفقراء يردون عليه فيها ويقوم بكلفتهم من زرعه وغيره فاشتهر أمره وتزايد خبره، وحج غير مرة وانتقل لبركة الحاج وأنشأ هناك زاوية كبيرة للجمعة والجماعات وبستاناً متسعاً وسبيلاً على الطريق هائلاً عم الانتفاع به سيما في أيام الحج وكذا أنشأ جامعاً كبيراً بطنتدا وبرجاً بدمياط وأماكن غير ذلك وكثرت أتباعه بحيث صار يخبز لهم كل يوم زيادة على أردب وربما بلغ ثلاثة أرادب سوى عليق البهائم التي برسم مزدرعاته ونحوها وهو فيما بلغني ثمانية أرادب، وهرع الأكابر فضلاً عمن دونهم لزيارته والتبرك به، ونسب إليه جماعته من الكرامات الكثير ... وتزاحم الناس عليه في الشفاعات وكان يرفدهم برسائله بل ربما توجه هو بنفسه في المهم منها كل ذلك مع أميته ومداومته على الإهداء لكثير من الأمراء ونحوهم من فاكهة بستانه ونحوها والناس فيه فريقان وكنت ممن زرته وملت مع محبيه بل بلغني عن العز الحنبلي أنه قال لا شك في صلاحه ووددت لو كان ثم آخر مثله ولو لم يكن إلا جمعه الجم الغفير على الطعام ... مات وقد توجه لزيارة القدس والخليل بعد توعكه مدة بمكان بين غزة والرملة يقال له سدود بالقرب من المقام المنسوب للسيد سليمان في ليلة الاثنين ثامن عشر ربيع الأول سنة سبع وسبعين ودفن هناك وسنّه ظناً يزيد على الثمانين رحمه الله وإيانا". +أما المقريزي (المتوفى: 845هـ) في كتابه "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" فتعرض للحديث عن بركة الحاج فقال: "هذه البركة في الجهة البحرية من القاهرة، على نحو بريد منها، عُرفت أوّلاً بجب عميرة، ثم قيل لها أرض الجب، وعرفت إلى اليوم ببركة الحجاج من أجل نزول حجاج البرّ بها عند مسيرهم من القاهرة، وعند عودهم، وبعض من لا معرفة له بأحوال أرض مصر يقول: جب يوسف عليه السلام، وهو خطأ لا أصل له، وما برحت هذه البركة منتزهاً لملوك القاهرة. +قال ابن يونس: "عميرة بن تميم بن جزيء التجيبيّ: من بنى القرناء صاحب الجب المعروف بجب عميرة في الموضع الذي يبرز إليه الحاج من مصر لخروجهم إلى مكة"، +وقال القاضي الفاضل في حوادث المحرّم سنة سبع وسبعين وخمسمائة: "وفيه خرج السلطان يعني صلاح الدين يوسف بن أيوب، إلى بركة لجب للصيد ولعب الأكرة ، وعاد إلى القاهرة في سادس يوم من خروجه، وذكر من ذلك كثيراً عن السلطان صلاح الدين وابنته الملك العزيز عثمان". +وقال جامع سيرة الناصر محمد بن قلاوون: "وفي حوادث صفر سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة، وفيها ركب السلطان إلى بركة الحجاج للرمي على الكراكي، وطلب كريم الدين ناظر الخاص، ورسم أن يعمل فيها أحواشاً للخير والجمال، وميداناً، وللأمير بكتمر الساقي مثله، فأقام كريم الدين بنفسه في هذا العمل، ولم يدع أحداً من جميع الصناع المحتاج إليهم يعمل في القاهرة عملاً، فكان فيها نحو الألفي رجل، ومائة زوج بقر، حتى تمت المواضع في مدّة قريبة، وركب السلطان إليها وأمر بعمل ميدان لنتاج الخيل، فعُمل، وما برح الملوك يركبون إلى هذه البركة لرمي الكراكي، وهم على ذلك إلى هذا الوقت، وقد خربت المباني التي أنشأها الملك الناصر وأدركنا بهذه البركة مراحاً عظيماً للأغنام التي يعلفها التركمانيُّ حب القطن وغيره من العلف، فتبلغ الغاية في السمن، حتى أنه يدخل بها إلى القاهرة محمولة على العَجَل لعظم جنتها وثقلها وعجزها عن المشي، وكان يقال كبش بركاويّ نسبة إلى هذه البركة، وشاهدت مرّة كبشاً من كباش هذه البركة، وزنت شقته اليمنى فبلغت زنتها خمسة وسبعين رطلاً سوى الإلية، وبلغني عن كبش أنه وزن ما في بطنه من الشحم خاصة، فبلغ أربعين رطلاً، وكانت ألايا تلك الكباش تبلغ الغاية في الكبر، وقد بطل هذا من القاهرة منذ كانت الحوادث بعد سنة ست وثمانمائة، حتى لا يكاد يعرفه اليوم إلا أفراد من الناس". +وفي كتاب "السلوك لمعرفة دول الملوك" للمقريزي: "فيه أنشأ زين الدين عبد الباسط، بناحية بركة الحاج بستاناً وساقية ماء، وعَمَّرَ فسقية كبيرة تُملأ بالماء ليردها الحجاج، فعظم الانتفاع بها". +وقال في موضع آخر: "خرج محمل الحاج صحبة الأمير قرا سنقر إلى بركة الحاج، وصحبته كسوة الكعبة علىْ العادة. وقد قدم من بلاد المغرب، ومن التكرور، ومن الإسكندرية وأعمال مصر حاج كثير، فتلاحقوا بالمحمل شيئاً بعد شيء" +كما ورد ذكر بركة الحاج والشيخ "برطع" في كتاب "تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار" لعبد الرحمن الجبرتي إذ يقول: "وانقضت دولة القاسمية وتتبعهم الفقارية بالقتل حتى أفنوهم وكان موت ذي الفقار وجركس في أواخر شهر رمضان سنة 1142 وكان الأمير ذو الفقار بك أميرًا جليلًا شجاعًا بطلًا مهيبًا كريم الأخلاق مع قلة إيراده وعدم ظلمه وكان يرسل اليلكات والكساوي في شهر رمضان لجميع الأمراء والأعيان والوجاقات ويرسل لأهل العلم بالأزهر ستين كسوة ودراهم تُفَرَّق على الفقراء المجاورين بالأزهر ومن إنشائه الجنينة والحوض ببركة الحاج والوكالة التي برأس الجودرية ولم يتمها". +وقال في موضع آخر: "ومات الشيخ الامام العلامة الهمام أوحد أهل زمانه علماً وعملاً ومن أدرك ما لم تدركه الأول المشهود له بالكمال والتحقيق والمجمع على تقدمه في كل فريق شمس الملة والدين محمد بن سالم الحفاوي الشافعي الخلوتي وهو شريف حسيني من جهة أم أبيه وهي السيدة ترك ابنة السيد سالم بن محمد بن علي بن عبد الكريم بن السيد برطع المدفون ببركة الحاج وينتهي نسبه إلى الإمام الحسين رضي الله عنه...". +أما عن الكُتَّاب المعاصرين فها هو الدكتور محمد الششتاوي في كتابه "متنزهات القاهرة في العصرين المملوكي والعثماني" يقول: "عُرِفَتْ بركة الحاج بعدة أسماء منها: جُب عُمَيْرَة، أو أرض الجُب، أو بركة الجُب، أو البركة، وكان العامة يطلقون عليها في العصر المملوكي جُب يوسف نسبة إلى سيدنا يوسف عليه السلام، إلا أن الاسم الذي صار علمًا عليها هو بركة الحاج لأنها كانت المحطة التي يتجمع فيها الحجاج المسافرون بطريق البر من القاهرة وعند عودتهم منها. +تمتعت البركة بأهمية كبيرة في تاريخ مصر الإسلامية بحكم موقعها الإستراتيجي الهام بصفتها أول وآخر محطة للذاهبين والعائدين بطريق الحج والتجارة للحجاز والشام، وكذلك كانت متنزهًا كبيرًا ومضمارًا للرياضة والصيد حتى نهاية العصر العثماني، وقد كانت متنزهًا للخلفاء والملوك والسلاطين والولاة طوال التاريخ الإسلامي. +ذكر المقريزي أنها تقع في الجهة البحرية من القاهرة على نحو بَرِيدٍ منها أي أنها تقع شمال القاهرة على مسافة 22 كم. وكانت هذه البركة زمن المماليك عبارة عن أرض منخفضة تُملأ وقت الفيضان بماء النيل عن طريق الخليج الكبير، وكانت مساحتها 500 فدان وعبرتها 3000 دينار. وهي تتبع اليوم قسم المطرية من القاهرة، وكانت من قبل قرية من قرى شبين القناطر محافظة القليوبية". +وأضاف "ازدهر شأن بركة الحاج في العصر المملوكي ازدهاراً كبيراً ويمكن القول أنه قد ساعد على ذلك ازدياد أهمية الطريق البري إلى سيناء في العصر المملوكي بعد إخراج الصليبين من بلاد الشام وعودة استخدامه من جديد كطريق لقوافل الحج والتجارة ومن ثم ظهر اسم جديد له هو درب الحج أو الدرب السلطاني. وقد كانت بركة الحاج محطة الحاج وذويهم الذين كانوا يصحبونهم في رحلة الذهاب والوصول إليها حيث كانوا يعسكرون ويستريحون ويتهيَّؤون للسفر ويمكثون بها عدة أيام، وكانت تقام بها الأسواق في مواسم الحج لذلك فقد اهتمت به وبالطريق في العصر المملوكي شجر الدر وذلك حين سلكت الطريق للحج سنة 648هـ/1250م فأمرت بإصلاح الطريق وحفر الآبار وبناء البرك على طريق الحج المصري وبذلك أحيت شجر الدر هذا الطريق بعد أن فسد مرة من الزمن. +وكان لازدهار الطريق البري للحج أثره الكبير في زيادة أهمية طريق الصحراء الواقعة خارج باب النصر لأنه يسلك منها إلى بركة الحاج ومن ثم فقد حرص سلاطين وأمراء المماليك على بناء المنشآت المتنوعة سواء بالبركة أو على جانبي الطريق المؤدي إليها. وقد أمر الناصر محمد بن قلاوون بعمل أحواش للخيل والجمال وميدان لنتاج الخيل ببركة الحاج وكانت بركة الحاج تربى وتنتج بها الخيول والاغنام حيث كانت مرتعا خصباً ونموها حتى ضرب بها المثل فقد قبل للكبش كبش بركاوي نسبة إلى هذه البركة. +ومما كان له الاهتمام بالبركة في العصر المملوكي القاضي عبدالباسط ناظر الكسوة الشريفة فقد قام في شوال سنة 828هـ/1424م بعمل بستان وساقية وفسقية ماء في بركة الحاج برسم الحجاج وقد عم بها النفع هناك بالإضافة إلى تخصيص مبلغ 8000 درهم في كل سنة لصالح تلك المنشآت. وكذلك أنشأ الأمير علان بن ططخ الأشرفي سبيلاً حسناً وحوضاً بطريق بركة الحاج وقد كان موضع هذا السبيل أمام قبة "يشبك" مباشرة على الجانب الشرقي من الطريق تجاه الصحراء وقد وقع هذا السبيل في خريطة الحملة الفرنسية. وكذلك أنشأ العارف بالله المتبولي المتوفي في ذي الحجة 877هـ/1472م حوضاً وسبيلاً وبستاناً للبركة في أثناء سلطنة قايتباي، وقد دُفن بقبةٍ بزاويته هناك، ولا تزال هذه القبة موجودة ملحقة بالركن الجنوبي من المسجد ( الزاوية) وقد جُددت في سنة 1028هـ/1619م. وقد أقيمت إلى جانب تلك المنشآت الخانات والفنادق بسبب القوافل حيث يستريح التجار ودوابهم، وكان يوجد بها خان بركة الحاج. هذا، ولم يتبق من تلك المنشآت أي أثر يعود للعصر المملوكي" . +ولا يفوتني هنا أن أشير -في سياق حديثي عن بركة الحاج- إلى أحد أعلامها المبرزين ألا وهو الأستاذ حِفْني بك ناصِف (1272 - 1338 هـ = 1856 - 1919 م) اسمه حفني (أو محمد حفني) بن إسماعيل بن خليل بن ناصف: قاض أديب، له شعر جيد. ولد ببركة الحج (من أعمال القليوبية - بمصر) وتعلم في الأزهر، وتقلب في مناصب التعليم، ثم في مناصب القضاء، وعين أخيرًا مفتشًا أول للغة العربية بوزارة المعارف المصرية. واشترك في الثورة العرابية بخطب كان يلقيها ويكتبها ويوزعها على خطباء المساجد والشوارع. وكان يكتب في بعض الصحف المصرية باسم (إدريس محمدين) وقام برحلات إلى سوريا والآستانة واليونان ورومانيا والنمسا وألمانيا وسويسرا والسويد وبلاد العرب. +وتولى منصب النائب العمومي والقضاء الأهلي 20 عامًا، وقام برئاسة الجامعة (1908) عند تكونها وكان من أوائل المدرسين فيها، كما شارك في إنشاء المجمع اللغوي الأول. +وله مداعبات شعرية مع (حافظ إبراهيم) وغيره. وكان يتجنب في شعره المدح والاستجداء والفخر. وهو والد (باحثة البادية). توفي بالقاهرة. له (تاريخ الأدب أو حياة اللغة العربية)، و(مميزات لغات العرب) ورسالة في (المقابلة بين لهجات بعض سكان القطر المصري) واشترك في تأليف (الدروس النحوية) وجمع ابنه مجد الدين ناصف شعره، في ديوان سماه (شعر حفني ناصف). +وبعد، فهذا غيض من فيض وقليل من كثير وهذه نواة لكتاب يدور حول نفس الموضوع أسأل الله أن يعين على إكماله +|المصادر= <!--اكتب مصادرك التي اعتمدت عليها في كتابة المقالة أسفل هذه الرسالة--> +م الكتاب المؤلف تاريخ الوفاة +1. البلدان اليعقوبي 284 +2. تاريخ ابن يونس المصري عبد الرحمن بن يونس المصري 347 +3. ولاة مصر أبو عمرو الكندي 350 +4. المسالك والممالك المهلبي 380 +5. تاريخ الأنطاکي المعروف بصلة تاريخ أوتيخا يحيى بن سعيد بن يحيى الأنطاكي 458 +6. الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب علي بن هبة الله بن جعفر بن ماكولا 475 +7. المسالك والممالك البكري 487 +8. البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل في المسائل المستخرجة محمد بن أحمد بن رشد القرطبي 520 +9. شرح التلقين محمد بن علي بن عمر التميمي المازري 536 +10. نزهة المشتاق في اختراق الآفاق الإدريسي 559 +11. الأنساب السمعاني 562 +12. الأماكن (ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الأمكنة) الحازمي 584 +13. خريدة القصر وجريد العصر العماد الأصفهاني 597 +14. ديوان العماد الأصفهاني العماد الأصفهاني 597 +15. الفتح القسي في الفتح القدسي العماد الأصفهاني 597 +16. رحلة ابن جبير ابن جبير الأندلسي 614 +17. معجم البلدان ياقوت الحموي 626 +18. تكملة الإكمال محمد بن عبد الغني البغدادي الحنبلي ابن نقطة 629 +19. اللباب في تهذيب الأنساب أبو الحسن الجزري 630 +20. مختصر سنا البرق الشامي الفتح بن علي البنداري الأصفهاني 643 +21. عيون الروضتين في أخبار النورية والصلاحية أبو شامة المقدسي 665 +22. ملء العيبة بما جُمع بطول الغَيبة في الوجهة الوجيهة إلى الحرمين مكة وطَيبة أبو عبد الله، محب الدين ابن رشيد الفهري السبتي 721 +23. نهاية الأرب في فنون الأدب شهاب الدين النويري 722 +24. ذيل مرآة الزمان اليونيني 726 +25. كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمة في الفقه ابن تيمية 728 +26. مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع عبد المؤمن البغدادي 729 +27. تاريخ أبي الفداء الملك المؤيد إسماعيل بن أبي الفداء 732 +28. المختصر في أخبار البشر الملك المؤيد 732 +29. تاريخ ابن الوردي زين الدين عمر بن الوردي 749 +30. أعيان العصر وأعوان النصر الصفدي 764 +31. الوافي بالوفيات الصفدي 764 +32. الإحاطة في أخبار غرناطة لسان الدين بن الخطيب 776 +33. الشامل في فقه الإمام مالك تاج الدين السلمي 805 +34. العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر ابن خلدون 808 +35. القاموس المحيط الفيروزآبادي 816 +36. صبح الأعشى في صناعة الإنشا القلقشندي 821 +37. توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم المؤلف: محمد بن عبد الله (أبي بكر) بن محمد ابن أحمد بن مجاهد القيسي الدمشقي الشافعي 842 +38. السلوك لمعرفة دول الملوك المقريزي 845 +39. المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المقريزي 845 +40. رسائل المقريزي المقريزي 845 +41. البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب المقريزي 845 +42. اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء المقريزي 845 +43. إنباء الغمر بأنباء العمر ابن حجر العسقلاني 852 +44. رفع الإصر عن قضاة مصر ابن حجر العسقلاني 852 +45. عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان بدر الدين العيني 855 +46. المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي ابن تغري بردي 874 +47. النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ابن تغري بردي 874 +48. حوادث الدهور في مدى الأيام والشهور ابن تغري بردي 874 +49. مورد اللطافة فيمن ولي السلطنة والخلافة ابن تغري بردي 874 +50. نزهة المجالس ومنتخب النفائس عبد الرحمن بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عثمان الصفوري الشافعي 894 +51. البلدانيات شمس الدين السخاوي 902 +52. الضوء اللامع لأهل القرن التاسع شمس الدين السخاوي 902 +53. شرح التصريح على التوضيح خالد الأزهري 905 +54. نيل الأمل في ذيل الدول زين الدين عبد الباسط 920 +55. سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد محمد بن يوسف الصالحي الشامي 942 +56. لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية عبد الوهاب بن أحمد الشعراني 973 +57. الخصال المكفرة للذنوب الخطيب الشربيني الشافعي 977 +58. السيرة الحلبية ابن برهان الدين الحلبي 1044 +59. دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين محمد بن علان البكري الصديقي 1057 +60. الكواكب السائرة بأعيان المائة الثامنة النجم الغزي 1061 +61. كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون حاجي خليفة 1067 +62. رحلة الشتاء والصيف كبريت 1070 +63. شذرات الذهب في أخبار من ذهب ابن العماد 1089 +64. شرح مختصر خليل محمد بن عبد الله الخرشي 1101 +65. تاج العروس شرح جواهر القاموس مرتضى الزبيدي 1205 +66. تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار عبد الرحمن الجبرتي 1227 +67. منح الجليل شرح مختصر خليل محمد بن أحمد عليش 1299 +68. فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب مالك ابن عليش 1299 +69. الأعلام الزركلي 1396 +70. مناهج المفسرين منيع عبد الحليم محمود 1430 +71. صلاح الدين وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير القدس د/ محمد علي الصلابي معاصر +72. الأيوبيون بعد صلاح الدين د/ محمد علي الصلابي معاصر +73. بركة الحاج في العصرين المملوكي والعثماني د/ آمال أحمد العمري معاصرة +74. متنزهات القاهرة في العصرين المملوكي والعثماني د/ محمد الششتاوي معاصر + +|التصنيفات=<!--اكتب تصنيفات المقالة أسفل هذه الرسالة عن طريق كتابتها هكذا: [[تصنيف:اسم التصنيف]]--> + +}}تصنيف: بلدان '
حجم الصفحة الجديد (new_size)
30143
حجم الصفحة القديم (old_size)
0
الحجم المتغير في التعديل (edit_delta)
30143
السطور المضافة في التعديل (added_lines)
[ 0 => '{{نسخ:صندوق إنشاء مقالة/نسخة', 1 => '|العنوان= <!--اكتب اسم المقالة أسفل هذه الرسالة-->', 2 => 'بركة الحاج في ذاكرة التاريخ', 3 => '|المحتوى=<!--اكتب محتوى المقالة أسفل هذه الرسالة-->', 4 => 'بركة الحاج في ذاكرة التاريخ', 5 => 'ليس الدافع وراء حديثي عن بلدتي -بركة الحاج- التعصب لمكان أو لأشخاص ولكنه الحب والانتماء اللذين يملكان عليَّ شعوري ووجداني وهو شعور أحسَّ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا أُخْرِجَ مِنْ مَكَّةَ مسقط رأسه فالتفت نحوها واستقبل الكعبة وذرفت عيناه الشريفتان الدموع وهو يقول: «إِنِّي لَأَخْرُجُ مِنْكِ وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكِ أَحَبُّ بِلَادِ اللَّهِ إِلَيْهِ, وَأَكْرَمُهُ عَلَى اللَّهِ, وَلَوْلَا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ مِنْكِ". ', 6 => 'حب الوطن إذاً ليس عيباً بل فضيلةً حث عليها الإسلام وها هو الرسول الكريم صلوات ربي وتسليماته عليه يقول: "ومن مات دون أرضه فهو شهيد".', 7 => 'من هذا المنطلق أبدأ حديثي راجياً من الله التوفيق والسداد حرصاً مني على أن يعرف أبناؤنا تاريخ بلدتهم التي يعيشون على أرضها لعل ذلك يكون دافعاً لهم للفخر بها وإظهار الانتماء والولاء لها والعمل دوماً لرفعتها.', 8 => 'فمما لا شك فيه أن الميلاد والحياة في مكانٍ له جذورٌ ضاربةٌ في أعماق التاريخ يختلف كل الاختلاف عن الحياة في مكانٍ آخرَ حديثٍ ليس له ذلك التاريخ المجيد ولا ذلك الماضي الحافل بالأحداث الكبرى، وبلدتُنا بركة الحاج بلدةٌ عظيمٌ تاريخُها رائعٌ ماضيها ذُكرت في عشراتٍ من كتب التاريخ ومرَّ بها العديد من الملوك والسلاطين على مر التاريخ؛ فقد كانت نقطة البدء والانتهاء في رحلة الحج المصري القديم فيها يتجمَّع حجاج بيت الله الحرام من القطر المصري كله ومن دول إفريقيا جميعها ومنها ينطلقون في رحلتهم المقدسة مروراً بـ بلبيس ثم السويس ثم إلى أرض الحجاز ثم يؤوبون إلى الديار المصرية منتهين إلى بركة الحاج كذلك، وكان أمير الحاج الذي يعينه السلطان يخرج من قلعة الجبل مقر حكم سلاطين الأيوبيين والمماليك إلى بركة الحاج وقد عُقد له اللواء فينتظر في بركة الحاج حتى ينضم إليه حجاج بيت الله الحرام ثم يُوَلُّون وجوههم شطر المسجد الحرام ويصحب الأميرَ في رحلته هذه عددٌ من الجنود لحماية قوافل الحجيج من اللصوص وقطاع الطرق،', 9 => 'وقد تعرضت الكتب التي تكلمت عن درب الحج المصري القديم لذكر بركة الحاج وكثر كذلك الحديث عنها في العديد من كتب التاريخ وقد أحصيتُ بعض هذه الكتب فقاربت المائة وقد ذُكرت فيها بعدة أسماء منها: بركة الحاج أو بركة الحج أو بركة الحُجَّاج أو البركة أو أرض البركة أو بركة الجُبّ أو أرض الجُبّ أو أرض جُبّ عميرة.', 10 => 'وعميرة هذا كما في تاريخ ابن يونس المصري لعبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصدفي (المتوفى: 347هـ)', 11 => 'عميرة بن تميم بن حيّ القرنائي: من بنى القرناء. صاحب الجبّ المعروف بـ (جبّ عميرة)، في الموضع الذي يبرز إليه الحاجّ من مصر؛ لخروجهم إلى مكة. وقد نسبت إليه الأرض، التي بها هذا الجبّ، فقيل لها: أرض (جبّ عميرة). وعقبه بالأندلس بـ (سرقسطة).', 12 => 'وفي كتاب "البلدان" لليعقوبي (المتوفى: حوالي 292هـ) عند حديثه عن الطريق إلى مكة من مصر قال: "ومن أراد الحج من مصر وخرج من مصر إلى مكة فأول منزل يُقال له جب عميرة به مجتمع الحاج يوم خروجهم"', 13 => 'أما شمس الدين السخاوي (المتوفى: 902هـ) فتحدث عن بركة الحاج في كتابه "البلدانيات" قائلاً: "الْبَلَد الثَّانِي عشر: بركَة الْحَاج وَهِيَ فِي الْجِهَة الشمالية من الْقَاهِرَة عَلَى نَحْو بريد مِنْهَا وَعرفت بِذَلِكَ لنزول الْحَاج بِهَا ذَهَابًا وإيابا وَكَانَت تعرف قَدِيما بـ "جُب عميرَة" وَمَا برح الْمُلُوك يركبون إِلَيْهَا لرمي الكراكي بَل كَانَت متنزها لَهُم وَبهَا خطْبَة وبساتين وسكان وخفراء".', 14 => 'وفي كتابه "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع" تحدث السخاوي كذلك عن الشيخ إبراهيم المتبولي نزيل بركة الحاج فقال: "إبراهيم بن علي بن عمر برهان الدين الأنصاري المتبولي ثم القاهري الأحمدي أحد المعتقدين قَدِمَ من بلده متبول من الغربية إلى طنتدا فأقام بضريحها مدة ثم تحول إلى القاهرة ونزل بظاهر الحسينية فكان يدير بها مزرعة ويباشر بنفسه العمل فيها من عزق وتحويل وغير ذلك من مصالحها وكان يجتمع إذ ذاك بالشيخ إبراهيم الغنام ونزل بزاوية هناك بدرب التتر تعرف بالشيخ رستم وكان فيما بلغني يتردد إليه بها المقرئ عبد الغني الهيثمي والزين عبادة بل كان ابتداء اختفائه حين طُلب للقضاء عنده فيها ثم قطن زاوية غيرها بالقرب من درب السباع وصار الفقراء يردون عليه فيها ويقوم بكلفتهم من زرعه وغيره فاشتهر أمره وتزايد خبره، وحج غير مرة وانتقل لبركة الحاج وأنشأ هناك زاوية كبيرة للجمعة والجماعات وبستاناً متسعاً وسبيلاً على الطريق هائلاً عم الانتفاع به سيما في أيام الحج وكذا أنشأ جامعاً كبيراً بطنتدا وبرجاً بدمياط وأماكن غير ذلك وكثرت أتباعه بحيث صار يخبز لهم كل يوم زيادة على أردب وربما بلغ ثلاثة أرادب سوى عليق البهائم التي برسم مزدرعاته ونحوها وهو فيما بلغني ثمانية أرادب، وهرع الأكابر فضلاً عمن دونهم لزيارته والتبرك به، ونسب إليه جماعته من الكرامات الكثير ... وتزاحم الناس عليه في الشفاعات وكان يرفدهم برسائله بل ربما توجه هو بنفسه في المهم منها كل ذلك مع أميته ومداومته على الإهداء لكثير من الأمراء ونحوهم من فاكهة بستانه ونحوها والناس فيه فريقان وكنت ممن زرته وملت مع محبيه بل بلغني عن العز الحنبلي أنه قال لا شك في صلاحه ووددت لو كان ثم آخر مثله ولو لم يكن إلا جمعه الجم الغفير على الطعام ... مات وقد توجه لزيارة القدس والخليل بعد توعكه مدة بمكان بين غزة والرملة يقال له سدود بالقرب من المقام المنسوب للسيد سليمان في ليلة الاثنين ثامن عشر ربيع الأول سنة سبع وسبعين ودفن هناك وسنّه ظناً يزيد على الثمانين رحمه الله وإيانا".', 15 => 'أما المقريزي (المتوفى: 845هـ) في كتابه "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" فتعرض للحديث عن بركة الحاج فقال: "هذه البركة في الجهة البحرية من القاهرة، على نحو بريد منها، عُرفت أوّلاً بجب عميرة، ثم قيل لها أرض الجب، وعرفت إلى اليوم ببركة الحجاج من أجل نزول حجاج البرّ بها عند مسيرهم من القاهرة، وعند عودهم، وبعض من لا معرفة له بأحوال أرض مصر يقول: جب يوسف عليه السلام، وهو خطأ لا أصل له، وما برحت هذه البركة منتزهاً لملوك القاهرة.', 16 => 'قال ابن يونس: "عميرة بن تميم بن جزيء التجيبيّ: من بنى القرناء صاحب الجب المعروف بجب عميرة في الموضع الذي يبرز إليه الحاج من مصر لخروجهم إلى مكة"، ', 17 => 'وقال القاضي الفاضل في حوادث المحرّم سنة سبع وسبعين وخمسمائة: "وفيه خرج السلطان يعني صلاح الدين يوسف بن أيوب، إلى بركة لجب للصيد ولعب الأكرة ، وعاد إلى القاهرة في سادس يوم من خروجه، وذكر من ذلك كثيراً عن السلطان صلاح الدين وابنته الملك العزيز عثمان".', 18 => 'وقال جامع سيرة الناصر محمد بن قلاوون: "وفي حوادث صفر سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة، وفيها ركب السلطان إلى بركة الحجاج للرمي على الكراكي، وطلب كريم الدين ناظر الخاص، ورسم أن يعمل فيها أحواشاً للخير والجمال، وميداناً، وللأمير بكتمر الساقي مثله، فأقام كريم الدين بنفسه في هذا العمل، ولم يدع أحداً من جميع الصناع المحتاج إليهم يعمل في القاهرة عملاً، فكان فيها نحو الألفي رجل، ومائة زوج بقر، حتى تمت المواضع في مدّة قريبة، وركب السلطان إليها وأمر بعمل ميدان لنتاج الخيل، فعُمل، وما برح الملوك يركبون إلى هذه البركة لرمي الكراكي، وهم على ذلك إلى هذا الوقت، وقد خربت المباني التي أنشأها الملك الناصر وأدركنا بهذه البركة مراحاً عظيماً للأغنام التي يعلفها التركمانيُّ حب القطن وغيره من العلف، فتبلغ الغاية في السمن، حتى أنه يدخل بها إلى القاهرة محمولة على العَجَل لعظم جنتها وثقلها وعجزها عن المشي، وكان يقال كبش بركاويّ نسبة إلى هذه البركة، وشاهدت مرّة كبشاً من كباش هذه البركة، وزنت شقته اليمنى فبلغت زنتها خمسة وسبعين رطلاً سوى الإلية، وبلغني عن كبش أنه وزن ما في بطنه من الشحم خاصة، فبلغ أربعين رطلاً، وكانت ألايا تلك الكباش تبلغ الغاية في الكبر، وقد بطل هذا من القاهرة منذ كانت الحوادث بعد سنة ست وثمانمائة، حتى لا يكاد يعرفه اليوم إلا أفراد من الناس".', 19 => 'وفي كتاب "السلوك لمعرفة دول الملوك" للمقريزي: "فيه أنشأ زين الدين عبد الباسط، بناحية بركة الحاج بستاناً وساقية ماء، وعَمَّرَ فسقية كبيرة تُملأ بالماء ليردها الحجاج، فعظم الانتفاع بها".', 20 => 'وقال في موضع آخر: "خرج محمل الحاج صحبة الأمير قرا سنقر إلى بركة الحاج، وصحبته كسوة الكعبة علىْ العادة. وقد قدم من بلاد المغرب، ومن التكرور، ومن الإسكندرية وأعمال مصر حاج كثير، فتلاحقوا بالمحمل شيئاً بعد شيء" ', 21 => 'كما ورد ذكر بركة الحاج والشيخ "برطع" في كتاب "تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار" لعبد الرحمن الجبرتي إذ يقول: "وانقضت دولة القاسمية وتتبعهم الفقارية بالقتل حتى أفنوهم وكان موت ذي الفقار وجركس في أواخر شهر رمضان سنة 1142 وكان الأمير ذو الفقار بك أميرًا جليلًا شجاعًا بطلًا مهيبًا كريم الأخلاق مع قلة إيراده وعدم ظلمه وكان يرسل اليلكات والكساوي في شهر رمضان لجميع الأمراء والأعيان والوجاقات ويرسل لأهل العلم بالأزهر ستين كسوة ودراهم تُفَرَّق على الفقراء المجاورين بالأزهر ومن إنشائه الجنينة والحوض ببركة الحاج والوكالة التي برأس الجودرية ولم يتمها".', 22 => 'وقال في موضع آخر: "ومات الشيخ الامام العلامة الهمام أوحد أهل زمانه علماً وعملاً ومن أدرك ما لم تدركه الأول المشهود له بالكمال والتحقيق والمجمع على تقدمه في كل فريق شمس الملة والدين محمد بن سالم الحفاوي الشافعي الخلوتي وهو شريف حسيني من جهة أم أبيه وهي السيدة ترك ابنة السيد سالم بن محمد بن علي بن عبد الكريم بن السيد برطع المدفون ببركة الحاج وينتهي نسبه إلى الإمام الحسين رضي الله عنه...".', 23 => 'أما عن الكُتَّاب المعاصرين فها هو الدكتور محمد الششتاوي في كتابه "متنزهات القاهرة في العصرين المملوكي والعثماني" يقول: "عُرِفَتْ بركة الحاج بعدة أسماء منها: جُب عُمَيْرَة، أو أرض الجُب، أو بركة الجُب، أو البركة، وكان العامة يطلقون عليها في العصر المملوكي جُب يوسف نسبة إلى سيدنا يوسف عليه السلام، إلا أن الاسم الذي صار علمًا عليها هو بركة الحاج لأنها كانت المحطة التي يتجمع فيها الحجاج المسافرون بطريق البر من القاهرة وعند عودتهم منها.', 24 => 'تمتعت البركة بأهمية كبيرة في تاريخ مصر الإسلامية بحكم موقعها الإستراتيجي الهام بصفتها أول وآخر محطة للذاهبين والعائدين بطريق الحج والتجارة للحجاز والشام، وكذلك كانت متنزهًا كبيرًا ومضمارًا للرياضة والصيد حتى نهاية العصر العثماني، وقد كانت متنزهًا للخلفاء والملوك والسلاطين والولاة طوال التاريخ الإسلامي. ', 25 => 'ذكر المقريزي أنها تقع في الجهة البحرية من القاهرة على نحو بَرِيدٍ منها أي أنها تقع شمال القاهرة على مسافة 22 كم. وكانت هذه البركة زمن المماليك عبارة عن أرض منخفضة تُملأ وقت الفيضان بماء النيل عن طريق الخليج الكبير، وكانت مساحتها 500 فدان وعبرتها 3000 دينار. وهي تتبع اليوم قسم المطرية من القاهرة، وكانت من قبل قرية من قرى شبين القناطر محافظة القليوبية".', 26 => 'وأضاف "ازدهر شأن بركة الحاج في العصر المملوكي ازدهاراً كبيراً ويمكن القول أنه قد ساعد على ذلك ازدياد أهمية الطريق البري إلى سيناء في العصر المملوكي بعد إخراج الصليبين من بلاد الشام وعودة استخدامه من جديد كطريق لقوافل الحج والتجارة ومن ثم ظهر اسم جديد له هو درب الحج أو الدرب السلطاني. وقد كانت بركة الحاج محطة الحاج وذويهم الذين كانوا يصحبونهم في رحلة الذهاب والوصول إليها حيث كانوا يعسكرون ويستريحون ويتهيَّؤون للسفر ويمكثون بها عدة أيام، وكانت تقام بها الأسواق في مواسم الحج لذلك فقد اهتمت به وبالطريق في العصر المملوكي شجر الدر وذلك حين سلكت الطريق للحج سنة 648هـ/1250م فأمرت بإصلاح الطريق وحفر الآبار وبناء البرك على طريق الحج المصري وبذلك أحيت شجر الدر هذا الطريق بعد أن فسد مرة من الزمن.', 27 => 'وكان لازدهار الطريق البري للحج أثره الكبير في زيادة أهمية طريق الصحراء الواقعة خارج باب النصر لأنه يسلك منها إلى بركة الحاج ومن ثم فقد حرص سلاطين وأمراء المماليك على بناء المنشآت المتنوعة سواء بالبركة أو على جانبي الطريق المؤدي إليها. وقد أمر الناصر محمد بن قلاوون بعمل أحواش للخيل والجمال وميدان لنتاج الخيل ببركة الحاج وكانت بركة الحاج تربى وتنتج بها الخيول والاغنام حيث كانت مرتعا خصباً ونموها حتى ضرب بها المثل فقد قبل للكبش كبش بركاوي نسبة إلى هذه البركة. ', 28 => 'ومما كان له الاهتمام بالبركة في العصر المملوكي القاضي عبدالباسط ناظر الكسوة الشريفة فقد قام في شوال سنة 828هـ/1424م بعمل بستان وساقية وفسقية ماء في بركة الحاج برسم الحجاج وقد عم بها النفع هناك بالإضافة إلى تخصيص مبلغ 8000 درهم في كل سنة لصالح تلك المنشآت. وكذلك أنشأ الأمير علان بن ططخ الأشرفي سبيلاً حسناً وحوضاً بطريق بركة الحاج وقد كان موضع هذا السبيل أمام قبة "يشبك" مباشرة على الجانب الشرقي من الطريق تجاه الصحراء وقد وقع هذا السبيل في خريطة الحملة الفرنسية. وكذلك أنشأ العارف بالله المتبولي المتوفي في ذي الحجة 877هـ/1472م حوضاً وسبيلاً وبستاناً للبركة في أثناء سلطنة قايتباي، وقد دُفن بقبةٍ بزاويته هناك، ولا تزال هذه القبة موجودة ملحقة بالركن الجنوبي من المسجد ( الزاوية) وقد جُددت في سنة 1028هـ/1619م. وقد أقيمت إلى جانب تلك المنشآت الخانات والفنادق بسبب القوافل حيث يستريح التجار ودوابهم، وكان يوجد بها خان بركة الحاج. هذا، ولم يتبق من تلك المنشآت أي أثر يعود للعصر المملوكي" .', 29 => 'ولا يفوتني هنا أن أشير -في سياق حديثي عن بركة الحاج- إلى أحد أعلامها المبرزين ألا وهو الأستاذ حِفْني بك ناصِف (1272 - 1338 هـ = 1856 - 1919 م) اسمه حفني (أو محمد حفني) بن إسماعيل بن خليل بن ناصف: قاض أديب، له شعر جيد. ولد ببركة الحج (من أعمال القليوبية - بمصر) وتعلم في الأزهر، وتقلب في مناصب التعليم، ثم في مناصب القضاء، وعين أخيرًا مفتشًا أول للغة العربية بوزارة المعارف المصرية. واشترك في الثورة العرابية بخطب كان يلقيها ويكتبها ويوزعها على خطباء المساجد والشوارع. وكان يكتب في بعض الصحف المصرية باسم (إدريس محمدين) وقام برحلات إلى سوريا والآستانة واليونان ورومانيا والنمسا وألمانيا وسويسرا والسويد وبلاد العرب.', 30 => 'وتولى منصب النائب العمومي والقضاء الأهلي 20 عامًا، وقام برئاسة الجامعة (1908) عند تكونها وكان من أوائل المدرسين فيها، كما شارك في إنشاء المجمع اللغوي الأول.', 31 => 'وله مداعبات شعرية مع (حافظ إبراهيم) وغيره. وكان يتجنب في شعره المدح والاستجداء والفخر. وهو والد (باحثة البادية). توفي بالقاهرة. له (تاريخ الأدب أو حياة اللغة العربية)، و(مميزات لغات العرب) ورسالة في (المقابلة بين لهجات بعض سكان القطر المصري) واشترك في تأليف (الدروس النحوية) وجمع ابنه مجد الدين ناصف شعره، في ديوان سماه (شعر حفني ناصف).', 32 => 'وبعد، فهذا غيض من فيض وقليل من كثير وهذه نواة لكتاب يدور حول نفس الموضوع أسأل الله أن يعين على إكماله', 33 => '|المصادر= <!--اكتب مصادرك التي اعتمدت عليها في كتابة المقالة أسفل هذه الرسالة-->', 34 => 'م الكتاب المؤلف تاريخ الوفاة', 35 => '1. البلدان اليعقوبي 284', 36 => '2. تاريخ ابن يونس المصري عبد الرحمن بن يونس المصري 347', 37 => '3. ولاة مصر أبو عمرو الكندي 350', 38 => '4. المسالك والممالك المهلبي 380', 39 => '5. تاريخ الأنطاکي المعروف بصلة تاريخ أوتيخا يحيى بن سعيد بن يحيى الأنطاكي 458', 40 => '6. الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب علي بن هبة الله بن جعفر بن ماكولا 475', 41 => '7. المسالك والممالك البكري 487', 42 => '8. البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل في المسائل المستخرجة محمد بن أحمد بن رشد القرطبي 520', 43 => '9. شرح التلقين محمد بن علي بن عمر التميمي المازري 536', 44 => '10. نزهة المشتاق في اختراق الآفاق الإدريسي 559', 45 => '11. الأنساب السمعاني 562', 46 => '12. الأماكن (ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الأمكنة) الحازمي 584', 47 => '13. خريدة القصر وجريد العصر العماد الأصفهاني 597', 48 => '14. ديوان العماد الأصفهاني العماد الأصفهاني 597', 49 => '15. الفتح القسي في الفتح القدسي العماد الأصفهاني 597', 50 => '16. رحلة ابن جبير ابن جبير الأندلسي 614', 51 => '17. معجم البلدان ياقوت الحموي 626', 52 => '18. تكملة الإكمال محمد بن عبد الغني البغدادي الحنبلي ابن نقطة 629', 53 => '19. اللباب في تهذيب الأنساب أبو الحسن الجزري 630', 54 => '20. مختصر سنا البرق الشامي الفتح بن علي البنداري الأصفهاني 643', 55 => '21. عيون الروضتين في أخبار النورية والصلاحية أبو شامة المقدسي 665', 56 => '22. ملء العيبة بما جُمع بطول الغَيبة في الوجهة الوجيهة إلى الحرمين مكة وطَيبة أبو عبد الله، محب الدين ابن رشيد الفهري السبتي 721', 57 => '23. نهاية الأرب في فنون الأدب شهاب الدين النويري 722', 58 => '24. ذيل مرآة الزمان اليونيني 726', 59 => '25. كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمة في الفقه ابن تيمية 728', 60 => '26. مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع عبد المؤمن البغدادي 729', 61 => '27. تاريخ أبي الفداء الملك المؤيد إسماعيل بن أبي الفداء 732', 62 => '28. المختصر في أخبار البشر الملك المؤيد 732', 63 => '29. تاريخ ابن الوردي زين الدين عمر بن الوردي 749', 64 => '30. أعيان العصر وأعوان النصر الصفدي 764', 65 => '31. الوافي بالوفيات الصفدي 764', 66 => '32. الإحاطة في أخبار غرناطة لسان الدين بن الخطيب 776', 67 => '33. الشامل في فقه الإمام مالك تاج الدين السلمي 805', 68 => '34. العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر ابن خلدون 808', 69 => '35. القاموس المحيط الفيروزآبادي 816', 70 => '36. صبح الأعشى في صناعة الإنشا القلقشندي 821', 71 => '37. توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم المؤلف: محمد بن عبد الله (أبي بكر) بن محمد ابن أحمد بن مجاهد القيسي الدمشقي الشافعي 842', 72 => '38. السلوك لمعرفة دول الملوك المقريزي 845', 73 => '39. المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المقريزي 845', 74 => '40. رسائل المقريزي المقريزي 845', 75 => '41. البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب المقريزي 845', 76 => '42. اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء المقريزي 845', 77 => '43. إنباء الغمر بأنباء العمر ابن حجر العسقلاني 852', 78 => '44. رفع الإصر عن قضاة مصر ابن حجر العسقلاني 852', 79 => '45. عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان بدر الدين العيني 855', 80 => '46. المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي ابن تغري بردي 874', 81 => '47. النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ابن تغري بردي 874', 82 => '48. حوادث الدهور في مدى الأيام والشهور ابن تغري بردي 874', 83 => '49. مورد اللطافة فيمن ولي السلطنة والخلافة ابن تغري بردي 874', 84 => '50. نزهة المجالس ومنتخب النفائس عبد الرحمن بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عثمان الصفوري الشافعي 894', 85 => '51. البلدانيات شمس الدين السخاوي 902', 86 => '52. الضوء اللامع لأهل القرن التاسع شمس الدين السخاوي 902', 87 => '53. شرح التصريح على التوضيح خالد الأزهري 905', 88 => '54. نيل الأمل في ذيل الدول زين الدين عبد الباسط 920', 89 => '55. سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد محمد بن يوسف الصالحي الشامي 942', 90 => '56. لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية عبد الوهاب بن أحمد الشعراني 973', 91 => '57. الخصال المكفرة للذنوب الخطيب الشربيني الشافعي 977', 92 => '58. السيرة الحلبية ابن برهان الدين الحلبي 1044', 93 => '59. دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين محمد بن علان البكري الصديقي 1057', 94 => '60. الكواكب السائرة بأعيان المائة الثامنة النجم الغزي 1061', 95 => '61. كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون حاجي خليفة 1067', 96 => '62. رحلة الشتاء والصيف كبريت 1070', 97 => '63. شذرات الذهب في أخبار من ذهب ابن العماد 1089', 98 => '64. شرح مختصر خليل محمد بن عبد الله الخرشي 1101', 99 => '65. تاج العروس شرح جواهر القاموس مرتضى الزبيدي 1205', 100 => '66. تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار عبد الرحمن الجبرتي 1227', 101 => '67. منح الجليل شرح مختصر خليل محمد بن أحمد عليش 1299', 102 => '68. فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب مالك ابن عليش 1299', 103 => '69. الأعلام الزركلي 1396', 104 => '70. مناهج المفسرين منيع عبد الحليم محمود 1430', 105 => '71. صلاح الدين وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير القدس د/ محمد علي الصلابي معاصر', 106 => '72. الأيوبيون بعد صلاح الدين د/ محمد علي الصلابي معاصر', 107 => '73. بركة الحاج في العصرين المملوكي والعثماني د/ آمال أحمد العمري معاصرة', 108 => '74. متنزهات القاهرة في العصرين المملوكي والعثماني د/ محمد الششتاوي معاصر', 109 => false, 110 => '|التصنيفات=<!--اكتب تصنيفات المقالة أسفل هذه الرسالة عن طريق كتابتها هكذا: [[تصنيف:اسم التصنيف]]--> ', 111 => false, 112 => '}}تصنيف: بلدان' ]
السطور المزالة في التعديل (removed_lines)
[]
ما إذا كان التعديل قد تم عمله من خلال عقدة خروج تور (tor_exit_node)
0
طابع زمن التغيير ليونكس (timestamp)
1451562607