انتقل إلى المحتوى

سجل مرشح الإساءة

التفاصيل لمدخلة السجل 1587513

11:30، 6 يناير 2016: Manbej (نقاش | مساهمات) أطلق المرشح 54; مؤديا الفعل "edit" في الشاعر محمد منلا غزيل. الأفعال المتخذة: عدم السماح، ‏وسم; وصف المرشح: إزالة التصنيفات من المقالات (افحص)

التغييرات التي أجريت في التعديل

[[ملف:Munla.jpg|إطار]]
{{مقالة غير مراجعة|تاريخ=أبريل 2015}}
{{نهاية مسدودة|تاريخ=أبريل 2015}}
{{يتيمة|تاريخ=أبريل 2015}}


== مقدمة ==
٭٭محمد منلا غزيل٭٭ (سورية).ولد عام 1936 في منبج.حصل على الشهاد ة الابتدائية من مدرسة نموذج منبج 1950, والإعدادية من حلب 1954, والثانوية من ثانوية إبراهيم هنانو بحلب 1957, وعلى الإجازة في الآداب - قسم اللغة العربية من جامعة دمشق 1961, وعلى دبلوم عامة في التربية من كلية التربية بجامعة دمشق 1962 . عـمــل مدرساً للغة العربية في ثانويات محافظة حلب 62 - 1969, ثم أحيل إلى التقاعد لأسباب صحية.دواوينه الشعرية: في ظلال الدعوة 1956- الصبح القريب 1959 - الله والطاغوت 1962 - اللؤلؤ المكنون 1962 - طاقة الريحان 1974 - البنيان المرصوص 1975 - الأعمال الشعرية الكاملة 1978.عنوانه: شارع الشيخ عقيل المنبجي - منبج.


إن الحركة الأدبية والفكرية في مدينة منبج لم تعش طويلاً بسبب ما حلّ بها من النكبات والكوارث على مرِّ السنين. إلا أننا نرى في تاريخنا المعاصر أنها استعادت مجدها لما تركته تلك البيئة المنبجية الرائعة من آثار في أغراض الشعر وفنونه، وفي خصائصه وسماته، إذ ما فتئ النوابغ في منبج يظهرون من حين إلى آخر في جميع العلوم والفنون عامة ، وفي مجال الشعر والأدب والفكر خاصة.
٭دواوينه الشعرية: في ظلال الدعوة 1956- الصبح القريب 1959 - الله والطاغوت 1962 - اللؤلؤ المكنون 1962 - طاقة الريحان 1974 - البنيان المرصوص 1975 - الأعمال الشعرية الكاملة 1978.عنوانه: شارع الشيخ عقيل المنبجي - منبج....


فمنبج مدينة المجد والأدب وسجلها حافل بالأعلام البارزين في هذا وذاك، كما أن لهذه المدينة مكانةً خاصة في شعرنا العربي، على توالي العصور، فكم تغنى بها الشعراء، وفتنوا بجمال طبيعتها ، وطيب هوائها، ومجالس حسنها .
من قصيدة٭: ٭الـعـطـايـــــا الخــمــــــــس٭
لقد تجلت في مدينة منبج شاعرية الشعراء ، كما تجلت قبل ألف عام شاعرية البحتري وأبي فراس ودوقلة ، الذين أطربوا الدنيا ، وشغلوا الناس ، وجعلوا قصائدهم حليةَ الخلد والمجد ، وبهجةَ العصور والدهور.


وتحتَ سماء منبج ، سار موكبُ الشعر في القرن الحالي فضم عدداً من الشعراء الأمجاد ؛ ففي القرون السابقة ، وفي العصر الحاضر، الشعراء المنبجيون كثيرون ، وهذه المدينة العربية الطيبة الجميلة ، لا توحي الشعر فقط، بل تنجب الشعراء المجيدين الصادقين الذين صاغوا وصانوا منهج سيرة حياتهم بالوعي الخالص لفكرتهم والحب المتفاني لمبدئهم .. وصدق الشاعر المنبجي الأستاذ علي صالح الجاسم إذ يقول :
يا سيدي يا رسول الله يسعدنا_________________________


يا فخرَ منبجَ في رباها أصبحتْ ... تلك الشُّموعُ مناهِلاً للشَّاهِداتْ
في يوم ذكراك إنشاد وتعبيرُ_________________________


ومن هؤلاء الشعراء الذين انتسبوا إلى منبج وكانوا نجوماً في واحة الشعر، منهم من رحل إلى الدار الآخرة وترك لنا أثراً بارزاً ، ومنهم ما زال يواصل مسيرة الحياة بتألق وتميز وإبداع.
نستلهم الهدْي من أسمى مطالبه_________________________
وإذا حُقَّ لأمة أن تباهيَ بعلمٍ من أعلامها وبنابغ من نوابغها، وتعتز بشاعر من عباقرة شعرائها، فمن حق أمتنا العربية والإسلامية عامة ومدينة منبج خاصة أن تفاخر بشاعرها (محمد منلا غزيل) ؛ لأنه رسول الفكر الإسلامي النيّر، وشاعر الحكمة والوجدان الأمثل .. ومن أجمل ما قاله فيه الشاعر عبدالجليل عليان:


بشراك منبج إن ربك باعث ... فيك الغزيل شاعراً وحكيماً
حتى يفيض على آفاقنا النور_________________________


== اسمه ونسبه ==
أوتيت خمسا من الرحمن خالصة_________________________
هو الأديب والمفكر والشاعر الإسلامي الكبير محمد بن منلا (عبدالمولى) بن محمد الدرويش، وغزيل هو لقب شعبي لجده اشتهر به بين الناس، وأمه هي (فضة بنت محمد النعسان) رحـمها الله من عشيرة النعيم، وقد توفيت في عام 1952م، وكان لـفقدها أثـرٌ كبيرٌ في نفسه، وكتب عنها فيما بعد أقصوصة بعنوان (الأم الطيبة)، وفيها وصف حي للحظات الوفاة.


== مولده ونشأته ==
جرى بها بجلال السبق تقدير_________________________
ولد الشاعر في مدينة منبج في شهر كانون الأول عام 1936م، وفيها نشأ، وأحبها كما أحبته، وألقى من على منابرها أشهر قصائده .
وعندما بلغ السابعة من عمره أرسله والده إلى كُتَّاب الشيخ يوسف، ثم تلقى تعليمه الأولي في جامع الشيخ عقيل المنبجي، ثم اهتم بحفظ القرآن وحفظ قصائد من الشعر على يد الشيخ عبد الرحمن الداغستاني ، وما زال يذكر شيخه الذي حفّظه قصيدة حسان بن ثابت رضي الله عنه، وقد كان مطلعها :


أصون عرضي بمالي لا أدنسه ... لا بارك الله بعد العرض بالمال
أوتيت خمسا ولم يُعط الذين خلوْا_________________________


كما حفظ لبشر بن أبي عوانة قصيدته في المقامة البشرية ومطلعها :
ما حازه مجتبًى بالفضل مغمور____________


أفاطم لو شهدت ببطن خبتٍ ... ولقد لاقى الهزبر أخاك بشرا
فلنقتبس في رحاب الأنس جذوتها_________________________


== دراسته وموهبته الشعرية ==
وليشمخ الحق ولتُمحَ الأساطير_________________________
أحب الشعر منذ طفولته ففي عام 1949م عندما كان في الصف الخامس الابتدائي ظهرت موهبته الشعرية والأدبية فكانت له أول تجربة شعرية وهو يتغنى بمنبج بلدته الحبيبة بقصيدة عنوانها «تحية دمشق» قال فيها :


سلامٌ جلَّق مدفن آبائي ... ومنبعَ نهرِ البطولةِ والإباء
   
سلامٌ من محبّ متيّم في ... هوى ذات الهمة القعساء
هو بعيدُ الديار عنك ولكنْ ... مشوق كشوق قيس لليلاء


وقد تعلم الخط ومبادئ الكتابة مما هيأ له دخول الصف الثاني الابتدائي مباشرة عام 1946ـ 1947م في مدرسة نموذج منبج ، وأنهى المرحلة الابتدائية منها عام 1950م بتفوق مما أهلّه للذهاب إلى حلب ليتم دراسته الإعدادية في ثانوية المأمون بين العامين1950 م و 1954م .
هذا نبي البيان السمح خالصه_________________________


وكان لنشأته هذه ولطبيعة منبج أثرهما في تكوين شخصيته ؛ فقد شغفه حبها مفتوناً بأجوائها ودروبها وأطايب أشجارها وأفيائها ، كل ذلك كان محركاً مهماً لشاعريته الفذة .
جوامع الكلم المثلى تباشير_________________________
وكتب قصتين الأولى بعنوان «الوفاء» ، والثانية بعنوان «الجزاء» ، وفي هذه الفترة أكبَّ على قراءة كتب المنفلوطي «العبرات- مجدولين – في سبيل التاج ».


وقد كتب إلى أستاذه عمر كردي الأكرم ، وهو في الصف الأول الإعدادي تحت عنوان «تحية يراع»:
هذا لسان مبين طاب منطقه_________________________
إليه ... إلى مثال النظام ورمزه وعنوان العظمة والعمل .. أرفع هذه النفثة القصيرة من اليراع الطفل والقلم الفتي .. بل هذه الأغرودة النشوانة والنغمة الشجية .. إلى الأستاذ عمر كردي الأكرم :


إن قلت شعراً،قصيد الشعر يخذلني
وليخرس الإفك والبهتان والزور_________________________
فالوصف من اسمه الضواع فوّاحا
والدرّ منظوم إعجاب لمرشــدنا
نحو النظام نظام منه قد لاحا
قد لاح في الليل نبراساً لنهضـتنا
وفي النهار إلى الإبداع مصباحا
مصباح هدي وبالفاروق متشح
نال الجزاء فكلّ النفس أفراحا


وفي الصف الثالث الإعدادي نشر دراسة نقدية لديوان «مع الفجر» للشاعر سليمان العيسى في جريدة الشباب الحلبية، وكانت النسخة هدية من أستاذه فاضل ضياء .
بُعثت للناس كل الناس قاطبة_________________________


وقد أخذت شهرته تزيد يوماً بعد يوم وذلك لما امتاز شعره من حُسن وعذوبة وجمالاً . وفي هذه الفترة كان شعره ينحو نحواً غزلياً ؛ ففي عام 1953م نشر قصيدة بعنوان حُطام «المنديل الأخضر»، ومن أبياتها :
فذاقت الرحمة الحسنى جماهير_________________________


ضمخّتُ قلبي بالشذى وفرشتُ دربي بالمروجْ
بعثت للناس نبراسا يوجههم_________________________
وحملتُ منديل المنى وحدي على الدرب البهيج
كيما أناولَ زهرتي رمزاً لأشــــواقٍ تموج
في خافقي ، بصبابتي بيضاً ويا طهـرالثلوج


وفي عام 1954 م بتاريخ الحادي والثلاثين من كانون الثاني نشرت جريدة الجمهور العربي قصيدته العمودية بعنوان «شعر» قال فيها :
فهل تعوق الهدى تلك الدياجير?_________________________


يا بسمة الفجر من إشراق دنيانا
وكانت الأرض للعبّاد مسجدهم_________________________
يا نغمة الشعر بين الورد سكرانا
قد داعب الحب من قيثارنا وترا
فرتل اللحن , لحن الطهر نشوانا
وغرّد البلبل الصداح منتشياً
فوق الغصون وطاب الهمس ألحانا
حسنا هيّا أقبلي نروي جوانحنا
من خمرة الشوق فالأرواح تهوانا
ورتلّي اللحن , لحنا طال مرقده
بعد الفراق , ولحنا فيه ذكرانا


ثم تابع دراسته في حلب فأتم المرحلة الثانوية في ثانوية المعري ، ثم في ثانوية سيف الدولة ، وأخيراً في ثانوية إبراهيم هنانو .
طاب الصعيد, ودين الله تيسير_________________________
نال شهادة الدراسة الثانوية الأدبية فرع الآداب واللغات سنة 1957م .
وفي ثانوية المأمون درس على يد الشيخ أحمد عزالدين البيانوني واسماعيل حقي والأديب القاص فاضل ضياء الدين رحمهم الله .. وغيرهم من أساتذة حلب الشهباء الكبار.


وقد جذب الأنظار إليه حين بدأ ينشر في الصحف والمجلات مما فطن له أساتذته مستقبلاً باهراً في عالم الشعر .
وكانت الأرض للرواد منطلقاً_________________________
وأطلق عليه أستاذه اسماعيل حقي لقب «البحتري الصغير» وكان سعيداً بهذا اللقب فبدأ ينشر ويوقع به تحت ما ينشر ، وأول مجلة نشرت له تحت اسمه ولقبه كانت مجلة (الصاحب) البيروتية لصاحبها حنا غالب ، فنشرت له قطعة من الشعر المنثور بعنوان (مع الطبيعة)، ثم تتالى نشره بهذا اللقب في عدد من الصحف والمجلات المحلية السورية منها جريدة البريد السوري ، ومجلة الجمهور الجديد البيروتية الذي نشر فيها باسم مستعار آخر هو(البلبل المجهول) قصيدة مطلعها :


عيناك سرٌّ ملهم
نحو الجهاد فتطهير وتحرير_________________________
في خاطري يتلعثم


وفي المرحلة الثانوية كان يكتب إنتاجه الأدبي في جريدة (الشهاب).
نصرت بالرعب فالطغيان منحسر_________________________


ثم انتقل إلى دمشق ليتابع دراسته في جامعة دمشق في قسم اللغة العربية كلية الآداب بين 1958 حتى عام 1961 حيث نال شهادة الإجازة في الآداب (اللغة العربية).
والشرك مندثر والكفر مدحور_________________________
وبعد ذلك في عام 1962م حصل على أهلية التعليم الثانوية في صورة دبلوم عامة في التربية.


== الأعمال التي زاولها ==
نصرت بالرعب فلتعلن مجلجلة_________________________
عمل في مجال التدريس مدة من الزمن حتى أحيل إلى التقاعد لأسباب صحية خاصّة في تاريخ 15 نيسان 1969م ، وانصرف بعد ذلك إلى الإنتاج الأدبي ، وتدريس بعض الساعات في اللغة العربية تكليفاً حتى عام 1977م ، وبعدها اعتزل التدريس تماماً .


== انتاجه الأدبي ==
أصوات جيشك أن الحق منصور_________________________
من أهم أعماله الأدبية المطبوعة عدد من الدواوين الشعرية وهي كالآتي :
1- في ظلال الدعوة ، وقد صدر في حلب عام 1956م وكان الشاعر في العشرين من عمره ، ثم صدرت طبعة ثانية منقحة في حماة بنفس العام .
2- الصبح القريب ، وقد صدر عام 1959 م وهو في السنة الثانية في قسم اللغة العربية ، وقدم له الأستاذ عصام العطار .
3- الله والطاغوت ؛ فقد صدر في 28 آذار 1962 م ، وهو في صف الدبلوم العامة في كلية التربية .
وقد جمع مختارات من شعره في المجموعات الثلاث السابقة بديوان مستقل عنوانه ( اللؤلؤ المكنون ) عام 1962 .
ثم توقف عن الكتابة حتى عام 1971م ؛ فعاد واستأنف إنتاجه الأدبي فأصدر عدداً من المجموعات هي (طاقة الريحان) 1974م، ثم (البنيان المرصوص) عام 1975م ، ثم (اللواء الأبيض) 1978م .


وإلى جانب هذا الإنتاج الشعري كان يكتب في مجلة «حضارة الإسلام» بعض المقالات التي جمعها في ثلاثة كتب نثرية :
أما الشفاعة وا شوقاً لنفحتها_________________________
أولها : بعنوان (على طريق الوعي الحضاري العربي الإسلامي) .
وثانيها: بعنوان (في رحاب الأدب العربي) ويضم عدداً من المحاضرات الأدبية .
وثالثها : بعنوان (كلمات على طريق الوعي الحضاري) ، طبع في حلب بالمكتبة العربية عام 1978م ، 88 صفحة.
وظلَّ يكتب حتى آواخر عام 1977م حيث صدرت أعماله الشعرية في مجلد واحد، وكذلك صدرت أعماله النثرية موزعة على العناوين الثلاثة السابقة.


== شغفه بالقراءة وموسوعيته الثقافية ==
يوم الحساب ويا نُعمى المقادير_________________________


عرف الشاعر بكثرة مطالعاته وقراءاته ؛ فكان يتردد كثيراً منذ شبابه إلى دار الكتب الوطنية في حلب ليقرأ ألواناً مختلفة من الثقافات التاريخية والدينية والأدبية ودواووين الشعراء المحدثين ؛ فكان لذلك الأثر العميق في تنمية موهبته الفطرية المتألقة والمتميزة وزيادة انتاجه الشعري الخصب .
أما الشفاعة فالمختار صاحبها_________________________
ولعل المادة الثقافية التي أسهمت في بناء ثقافته هي المادة المدرسية ولا سيما في ظل بعض الأساتذة الموهوبين مثل فاضل ضياء الدين ، الذي كان له تأثيره الخاص عليه وعلى تشجيعه لاقتحام الميدان الأدبي بجدارة.
وهو من عشاق القراءة ، إذ يقرأ كل شيء يقع تحت يديه في الأدب والفكر والفلسفة والتاريخ والسياسة، ويتنقل بين العلوم الإسلامية جميعها، وله صحبة طويلة مع الكتاب منذ طفولته وحتى أيامه هذه، فكل وقت لا يكون فيه متكلماً أو مشغولاَ بحاجاته الضرورية يشغله بالقراءة.
ومكتبته حاضرة في ذهنه يستحضر منها ما يشاء ومتى شاء، فهو لا يمتلك مكتبة في بيته، ولكنه جعلها في قلبه وعقله، ويحفظ أسماء الكتب وأسماء المؤلفين وكأن ذلك يتراءى له أمام عينيه، و جُلَّ وقته يقضيه في المركز الثقافي في منبج .
وعن مهمة الشعر يقول الشاعرفي مقابلة أجراها معه الشاعر عبد الله عيسى السلامة : « مهمة الشعر عندي أن يكون تعبيراً صادقاً عن نفس قائله شريطة أن تتعلق اهتمامات النفس بمعالي الأمور دون سفاسفها وترّهاتها .. ويسلك التعبير مبيناً عن ذلك مسالك شتى سلباً وإيجاباً هدماً أم بناء ، وليست مهمة الشعر ـ تصويراً وتعبيراً ـ أن ينافس الواعظين في توجيههم النبيل لأن الواعظ يناسبه التفصيل والتبسيط أما الشعر فهو لغة الإيماء والإيحاء والتلميح.. » .


== صفاته وشخصيته ==
وا فرحةَ القلب إن الذنب مغفور_________________________
عرف عنه أنه عفيف النفس ، صادق العاطفة ، رقيق القلب ، ولا غرابة في ذلك ؛ فالشعر مرآة روح الشاعر، وصوت فؤاده ، وهمس وجدانه ، وشعره حافل بكل ما يمتاز به من نبوغ وجرأة ومروءة وشمم وإباء .
وهو صاحب القلب السليم الصافي من الضغائن والأحقاد ؛ فعلاقته طيبة مع أبناء مدينته وكل الدعاة والعلماء وطلاب العلم، يسمع من صغيرهم وكبيرهم، ويشجعهم على الكلام ويحضر مجالسهم ومناسباتهم بكل تواضع وسعة صدر .


إنه بحق شاعرٌ مثاليٌ شجاع ، لم يخفْ قوياً ، ولم يتملقْ ثرياً ، ولم يمجد غير البطولات والمروءات والقيم النبيلة في مجتمعه ، وعاش حياة الكفاف ، ولو أراد لتدفقت تحت قدميه ينابيع الغنى والشهرة والجاه ، ولكنه خُلِقَ عزيزاً أبياً فيه من الإنسانية أكرم هباتها ، وأمتن مقوّماتها .
ياسيدي يارسول الله نطلقها_________________________
وشخصيته تتميز بذكاء وقدرة على الإبداع واستحضار الحجة ، وحافظة جامعة تجمع أرقاماً وتواريخ وأسماء كتب وأسماء مؤلفين وحوادث تاريخية ومناسبات علمية وأدبية وسياسية ؛ فحياة طويلة عاشها مع كتب الأدب والحكمة والشعر وعلوم الشريعة صقلت شخصيته العلمية ورسمت معالم طريقته الدعوية ، حتى أصبح علماً من أعلام شعراء الدعوة الإسلامية ، وصانعاً من صناع الحياة .


كما أنه كثير الاهتمام بطلاب العلم فيقدم لهم الهدايا المفيدة من كتب ومجلات وأشرطة التي تتوفر عنده .
في أفق نجواك شمَّأخ بها الطور_________________________
والوفاء خصلة منه ، ومن ألطف ما يرويه أبيات تحض على خلق الوفاء والإحسان وهي:


رأى المجنون في البيداء كلباً
كأنها النار في أعلى ذؤابتها_________________________
فجرَّ له من الإحسان ظلا
فلاموه على ما كــان منه
وقالوا قد أنلتَ الكلب نيلا
فقال دعوا الملامة إنَّ عيني
رأتْه مرة في حيِّ ليــلى


ولم يتزوج الشاعر ، فقد آثر العلم على الزواج كما هو شأن بعض العلماء السابقين كالإمام النووي والزمخشري وجمال الدين الأفغاني وابن تيمية وسيد قطب وغيرهم.
إشعاعُها الفذ تهليل وتكبير_________________________
ولم يعان أزمة حرية ، لأن الأزمة ليست أزمة حرية إنما هي أزمة أحرار ، ولأن كل مايريد أن يقوله فقد قاله ضمن الشروط التي كانت قائمة في ذلك الزمن ، وعندما ينظر الآن إلى أعماله الشعرية الكاملة ويجد فيها الإشارة إلى بعض الأشخاص أو الرموز التاريخية التي كانت حينها ، أحياناً يتلف هذه النصوص لصلتها بالجانب الشخصي ؛ لأن التجريد عنده أهم بكثير من الشخصنة مهما كان قدرهم ، فأهمية الفكرة أكبر من أهمية الشخص ، إذ لا بد للفكرة من حامل يرفع لوائها .


وهو يردد كثيراً المثل الصيني الذي يقول: (إن ذوي العقول الكبيرة يتناقشون في الأفكار ، وإن ذوي العقول المتوسطة يتناقشون في الأشخاص ، وإن ذوي العقول الصغيرة يتناقشون في الأشياء) ، وقال أحدهم : ( إن العقول إذا ارتقت التقت) .
لئن أضل الهوى عبّاده سفهاً_________________________
ويَعْتبِر الشاعر نفسه رائد التوفيق الثوري بين التراث والمعاصرة , متخذاً بذلك شعاراً من قول الإمام علي كرّم الله وجهه : (خير هذه الأمة النمط الأوسط يلحق به التالي ويرجع إليه الغالي ، اليمين مضلّة والشمال مضلّة والجادة هي الوسطى) ، وهذا تفسير لقوله تعالى : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) [البقرة: 143] ؛ فالوسطية التي تجمع بين محاسن أهل اليمين وأهل الشمال هي ما يتحراه في موقفه الحضاري موفقاً بين الولاء للتراث وبين المعاصرة .


== أسلوبه الأدبي ومنهجه في الدعوة ==
وغرَّ مخمورَهم تلك السمادير_________________________
لقد جمع الشاعر في شخصيته جوانب عدة متنوعة في الأدب والشعر والثقافة والفكر و الدعوة والنشاط الاجتماعي ، وعرف كشاعر وأديب قبل أن يعرف كداعية وخطيب ، إلا أن نشاطه الدعوي غلب على اهتماماته الأخرى ؛ فشغل جلَّ وقته في نشر رسالة الإسلام ، والقيام بدور اجتماعي وتكافلي ضمن حدود استطاعته ، فهو خطيب المجالس وفارس الكلمة وحكيم الدعوة، شغل نفسه بالدعوة على طريقته المميزة بالحكمة والكلمة الطيبة والموعظة الحسنة ، ويسانده في ذلك أدب وفكر وفلسفة وثقافة متنوعة لا يجاريه بها أحد من معاصريه .
ومن يستمع لحديثه يشعر بالمتعة ؛ لسعة اطلاعه وغزارة أفكاره التي يلقيها موثقة مهذبة منمقة ، وهو يمتاز بذاكرة قوية فذة ، فكثيراً ما نجده يستحضر حوادث عاشها منذ زمن طويل وكأنها ماثلة أمام عينيه .
وقد برز في جانب الدعوة إلى الله بشكل كبير ، فهو يعتبر كل مسجد أو مجلس عزاء أو فرح منبراً له ، بكلامه العذب الذي يوقظ الوجدان ويشحن العقول ويهذب النفوس، فإذا تكلم سحر الناس بأدبه وحكمته، بلغة فصيحة وعبارات متناسقة وبلاغة جلية، بلا تكلف أو تصنع ، مردداً قول القائل:


ولست بنحوي يلوك لسانه
لقد عرفنا سبيل الله واضحة_________________________
ولكن سليقي أقول فأعرب


وما عرف عنه أنه تلكأ في الكلام أو تعثر في العبارة أو خطأ في النحو ، فهو أستاذ الأدب ومدرس اللغة العربية سابقاً، وشاعر الكلمة وفارس البيان .
ما غرّنا في خلال التيه تخدير_________________________
وغالباً ما يشتمل حديثه على الرواية و الدراية، فيذكر أحاديث النبي^ التي تناسب المقام الذي هو فيه ، ثم ينتقل إلى جانب الدراية والفهم، وذلك من خلال شرح الأحاديث وبيان دقائق العلم التي تتصل بها.
وله حوارات كثيرة وندوات متعددة ، ولا يخلو يومه من مناسبة أو أكثر يكون فيها متكلماً وداعية، بل ربما تمر عليه أيام يحضر في اليوم الواحد منها أربع أو خمس مناسبات، ولا يحضر مجلساً إلا وله الحظ الأوفر من الكلام .
وقد نهج في السنوات الأخيرة من مسيرة الدعوة طريقة السؤال والجواب ، لإثارة الانتباه ، و ترسيخ العلم ، وتشجيع طلاب العلم على البحث والدراسة وأسلوب الحوار وتبادل الآراء وتوصيل الأفكار بشكلها الصحيح، فكان يطلب من أحد طلاب العلم الموجودين في أي مجلس من المجالس التي يحضرها أن يسأله ، لبيادر بالإجابة بعيداً عن المسائل الخلافية أو دقائق الفقه ، بل في الفكر والدعوة والحضارة ، وكأنه قد بنى أكاديمية يسألونك في الدين والحضارة والحياة .


== نفحات من شعره ==
[[تصنيف:شخصية]]
امتزج شعره باللون الاجتماعي, والسياسي معاً ضمن إطار التزامه بالنهج الإسلامي .
وفي قصيدته العذبة الفتية يروي لنا شاعرنا قصة بدر تحت عنوان «العصبة المسلمة » :

وبدر أي وهج في سناها
أضاء القلبَ فاستوحى هداها
وذكرني بصورة مصطفاها
يقود المؤمنين إلى علاها
إلى الفوز المبين إلى التفاني
إلى قمم الجهاد , إلى ذراها
وذكرني دعاء في لظاها
يموج بلهفة رحبٍ مداها
تهزّ النفسَ حرقة مجتباها
يناجي فاطرَ الكون الإلها
إلهي لستَ تُعبد إن أتاها
هلاك يا إلهي أو عراها
فهذي قلة نذرتْ قواها
لدعوتها , ولن ترضى سواها

وله قصيدة نقدية بعنوان «الله والطاغوت» ضمن ديوانه «اللؤلؤ المكنون»، ومنها اخترت هذه الأبيات :

تاه الدليلُ فلا تعجبْ إذا تاهوا
أو ضيَّعَ الركبَ أشباحٌ وأشباهُ
تاه الدليلُ فلا تعجب إذا تركوا
قصد السبيل وحادوا عن سجاياه
والشعر إن لم تلح في التيه جذوته
نوراً مبيناً فلا كانت عطاياه

وقد تمَّ قبل سنوات تكريمه من قبل مديرية الثقافة بحلب بالتعاون مع المركز الثقافي في منبج في تاريخ 3/12/2007م ، وسميت مكتبة المركز الثقافي بمنبج باسمه .

ومن أجمل ما قال في قصيدته الحرف والمعركة :

رسالة الحرف تأبى أن نضيعها
سدى هباء مع الأوهام لاهينا
لا لن نمرغ في الأوحال فطرتنا
ما دام نور كتاب الله يهدينا

== وفاته ==
توفي رحمه الله تعالى في صباح يوم الثلاثاء 25 ربيع الأول 1437هـ الموافق لـ 5 /1 / 2016م ، ودفن في مقبرة الشيخ عقيل المنبجي في مدينة منبج بريف حلب الشرقي .

== المراجع ==
1- قام بعرض الترجمة على الشاعر معدها (أ/محمود الكسر) من خلال لقائه به في مدينة منبج بتاريخ 22/ 7/ 2007م الموافق 8 رجب 1428هـ .

2- معجم الأدباء الإسلامين المعاصرين (3/1147).

3- كتاب (محمد منلا الغزيل في ظلال الدعوة للأستاذ عبدالله الطنطاوي ).

4- علماء وأعلام تركوا بصماتهم للدكتور إبراهيم الديبو.

محددات الفعل

متغيرقيمة
عدد التعديلات للمستخدم (user_editcount)
0
اسم حساب المستخدم (user_name)
'Manbej'
عمر حساب المستخدم (user_age)
5826
المجموعات (متضمنة غير المباشرة) التي المستخدم فيها (user_groups)
[ 0 => '*', 1 => 'user' ]
ما إذا كان المستخدم يعدل عبر واجهة المحمول (user_mobile)
false
هوية الصفحة (page_id)
2637131
نطاق الصفحة (page_namespace)
0
عنوان الصفحة (بدون نطاق) (page_title)
'الشاعر محمد منلا غزيل'
عنوان الصفحة الكامل (page_prefixedtitle)
'الشاعر محمد منلا غزيل'
آخر عشرة مساهمين في الصفحة (page_recent_contributors)
[ 0 => 'SHBot', 1 => 'Opdire657', 2 => 'Touzrimounir', 3 => 'ZkBot', 4 => 'ولد ببال', 5 => 'صدام الشلوح' ]
فعل (action)
'edit'
ملخص التعديل/السبب (summary)
''
ما إذا كان التعديل معلم عليه كطفيف (لا مزيد من الاستخدام) (minor_edit)
false
نص الويكي القديم للصفحة، قبل التعديل (old_wikitext)
'{{مقالة غير مراجعة|تاريخ=أبريل 2015}} {{نهاية مسدودة|تاريخ=أبريل 2015}} {{يتيمة|تاريخ=أبريل 2015}} ٭٭محمد منلا غزيل٭٭ (سورية).ولد عام 1936 في منبج.حصل على الشهاد ة الابتدائية من مدرسة نموذج منبج 1950, والإعدادية من حلب 1954, والثانوية من ثانوية إبراهيم هنانو بحلب 1957, وعلى الإجازة في الآداب - قسم اللغة العربية من جامعة دمشق 1961, وعلى دبلوم عامة في التربية من كلية التربية بجامعة دمشق 1962 . عـمــل مدرساً للغة العربية في ثانويات محافظة حلب 62 - 1969, ثم أحيل إلى التقاعد لأسباب صحية.دواوينه الشعرية: في ظلال الدعوة 1956- الصبح القريب 1959 - الله والطاغوت 1962 - اللؤلؤ المكنون 1962 - طاقة الريحان 1974 - البنيان المرصوص 1975 - الأعمال الشعرية الكاملة 1978.عنوانه: شارع الشيخ عقيل المنبجي - منبج. ٭دواوينه الشعرية: في ظلال الدعوة 1956- الصبح القريب 1959 - الله والطاغوت 1962 - اللؤلؤ المكنون 1962 - طاقة الريحان 1974 - البنيان المرصوص 1975 - الأعمال الشعرية الكاملة 1978.عنوانه: شارع الشيخ عقيل المنبجي - منبج.... من قصيدة٭: ٭الـعـطـايـــــا الخــمــــــــس٭ يا سيدي يا رسول الله يسعدنا_________________________ في يوم ذكراك إنشاد وتعبيرُ_________________________ نستلهم الهدْي من أسمى مطالبه_________________________ حتى يفيض على آفاقنا النور_________________________ أوتيت خمسا من الرحمن خالصة_________________________ جرى بها بجلال السبق تقدير_________________________ أوتيت خمسا ولم يُعط الذين خلوْا_________________________ ما حازه مجتبًى بالفضل مغمور____________ فلنقتبس في رحاب الأنس جذوتها_________________________ وليشمخ الحق ولتُمحَ الأساطير_________________________     هذا نبي البيان السمح خالصه_________________________ جوامع الكلم المثلى تباشير_________________________ هذا لسان مبين طاب منطقه_________________________ وليخرس الإفك والبهتان والزور_________________________ بُعثت للناس كل الناس قاطبة_________________________ فذاقت الرحمة الحسنى جماهير_________________________ بعثت للناس نبراسا يوجههم_________________________ فهل تعوق الهدى تلك الدياجير?_________________________ وكانت الأرض للعبّاد مسجدهم_________________________ طاب الصعيد, ودين الله تيسير_________________________ وكانت الأرض للرواد منطلقاً_________________________ نحو الجهاد فتطهير وتحرير_________________________ نصرت بالرعب فالطغيان منحسر_________________________ والشرك مندثر والكفر مدحور_________________________ نصرت بالرعب فلتعلن مجلجلة_________________________ أصوات جيشك أن الحق منصور_________________________ أما الشفاعة وا شوقاً لنفحتها_________________________ يوم الحساب ويا نُعمى المقادير_________________________ أما الشفاعة فالمختار صاحبها_________________________ وا فرحةَ القلب إن الذنب مغفور_________________________ ياسيدي يارسول الله نطلقها_________________________ في أفق نجواك شمَّأخ بها الطور_________________________ كأنها النار في أعلى ذؤابتها_________________________ إشعاعُها الفذ تهليل وتكبير_________________________ لئن أضل الهوى عبّاده سفهاً_________________________ وغرَّ مخمورَهم تلك السمادير_________________________ لقد عرفنا سبيل الله واضحة_________________________ ما غرّنا في خلال التيه تخدير_________________________ [[تصنيف:شخصية]]'
نص الويكي الجديد للصفحة، بعد التعديل (new_wikitext)
'[[ملف:Munla.jpg|إطار]] == مقدمة == إن الحركة الأدبية والفكرية في مدينة منبج لم تعش طويلاً بسبب ما حلّ بها من النكبات والكوارث على مرِّ السنين. إلا أننا نرى في تاريخنا المعاصر أنها استعادت مجدها لما تركته تلك البيئة المنبجية الرائعة من آثار في أغراض الشعر وفنونه، وفي خصائصه وسماته، إذ ما فتئ النوابغ في منبج يظهرون من حين إلى آخر في جميع العلوم والفنون عامة ، وفي مجال الشعر والأدب والفكر خاصة. فمنبج مدينة المجد والأدب وسجلها حافل بالأعلام البارزين في هذا وذاك، كما أن لهذه المدينة مكانةً خاصة في شعرنا العربي، على توالي العصور، فكم تغنى بها الشعراء، وفتنوا بجمال طبيعتها ، وطيب هوائها، ومجالس حسنها . لقد تجلت في مدينة منبج شاعرية الشعراء ، كما تجلت قبل ألف عام شاعرية البحتري وأبي فراس ودوقلة ، الذين أطربوا الدنيا ، وشغلوا الناس ، وجعلوا قصائدهم حليةَ الخلد والمجد ، وبهجةَ العصور والدهور. وتحتَ سماء منبج ، سار موكبُ الشعر في القرن الحالي فضم عدداً من الشعراء الأمجاد ؛ ففي القرون السابقة ، وفي العصر الحاضر، الشعراء المنبجيون كثيرون ، وهذه المدينة العربية الطيبة الجميلة ، لا توحي الشعر فقط، بل تنجب الشعراء المجيدين الصادقين الذين صاغوا وصانوا منهج سيرة حياتهم بالوعي الخالص لفكرتهم والحب المتفاني لمبدئهم .. وصدق الشاعر المنبجي الأستاذ علي صالح الجاسم إذ يقول : يا فخرَ منبجَ في رباها أصبحتْ ... تلك الشُّموعُ مناهِلاً للشَّاهِداتْ ومن هؤلاء الشعراء الذين انتسبوا إلى منبج وكانوا نجوماً في واحة الشعر، منهم من رحل إلى الدار الآخرة وترك لنا أثراً بارزاً ، ومنهم ما زال يواصل مسيرة الحياة بتألق وتميز وإبداع. وإذا حُقَّ لأمة أن تباهيَ بعلمٍ من أعلامها وبنابغ من نوابغها، وتعتز بشاعر من عباقرة شعرائها، فمن حق أمتنا العربية والإسلامية عامة ومدينة منبج خاصة أن تفاخر بشاعرها (محمد منلا غزيل) ؛ لأنه رسول الفكر الإسلامي النيّر، وشاعر الحكمة والوجدان الأمثل .. ومن أجمل ما قاله فيه الشاعر عبدالجليل عليان: بشراك منبج إن ربك باعث ... فيك الغزيل شاعراً وحكيماً == اسمه ونسبه == هو الأديب والمفكر والشاعر الإسلامي الكبير محمد بن منلا (عبدالمولى) بن محمد الدرويش، وغزيل هو لقب شعبي لجده اشتهر به بين الناس، وأمه هي (فضة بنت محمد النعسان) رحـمها الله من عشيرة النعيم، وقد توفيت في عام 1952م، وكان لـفقدها أثـرٌ كبيرٌ في نفسه، وكتب عنها فيما بعد أقصوصة بعنوان (الأم الطيبة)، وفيها وصف حي للحظات الوفاة. == مولده ونشأته == ولد الشاعر في مدينة منبج في شهر كانون الأول عام 1936م، وفيها نشأ، وأحبها كما أحبته، وألقى من على منابرها أشهر قصائده . وعندما بلغ السابعة من عمره أرسله والده إلى كُتَّاب الشيخ يوسف، ثم تلقى تعليمه الأولي في جامع الشيخ عقيل المنبجي، ثم اهتم بحفظ القرآن وحفظ قصائد من الشعر على يد الشيخ عبد الرحمن الداغستاني ، وما زال يذكر شيخه الذي حفّظه قصيدة حسان بن ثابت رضي الله عنه، وقد كان مطلعها : أصون عرضي بمالي لا أدنسه ... لا بارك الله بعد العرض بالمال كما حفظ لبشر بن أبي عوانة قصيدته في المقامة البشرية ومطلعها : أفاطم لو شهدت ببطن خبتٍ ... ولقد لاقى الهزبر أخاك بشرا == دراسته وموهبته الشعرية == أحب الشعر منذ طفولته ففي عام 1949م عندما كان في الصف الخامس الابتدائي ظهرت موهبته الشعرية والأدبية فكانت له أول تجربة شعرية وهو يتغنى بمنبج بلدته الحبيبة بقصيدة عنوانها «تحية دمشق» قال فيها : سلامٌ جلَّق مدفن آبائي ... ومنبعَ نهرِ البطولةِ والإباء سلامٌ من محبّ متيّم في ... هوى ذات الهمة القعساء هو بعيدُ الديار عنك ولكنْ ... مشوق كشوق قيس لليلاء وقد تعلم الخط ومبادئ الكتابة مما هيأ له دخول الصف الثاني الابتدائي مباشرة عام 1946ـ 1947م في مدرسة نموذج منبج ، وأنهى المرحلة الابتدائية منها عام 1950م بتفوق مما أهلّه للذهاب إلى حلب ليتم دراسته الإعدادية في ثانوية المأمون بين العامين1950 م و 1954م . وكان لنشأته هذه ولطبيعة منبج أثرهما في تكوين شخصيته ؛ فقد شغفه حبها مفتوناً بأجوائها ودروبها وأطايب أشجارها وأفيائها ، كل ذلك كان محركاً مهماً لشاعريته الفذة . وكتب قصتين الأولى بعنوان «الوفاء» ، والثانية بعنوان «الجزاء» ، وفي هذه الفترة أكبَّ على قراءة كتب المنفلوطي «العبرات- مجدولين – في سبيل التاج ». وقد كتب إلى أستاذه عمر كردي الأكرم ، وهو في الصف الأول الإعدادي تحت عنوان «تحية يراع»: إليه ... إلى مثال النظام ورمزه وعنوان العظمة والعمل .. أرفع هذه النفثة القصيرة من اليراع الطفل والقلم الفتي .. بل هذه الأغرودة النشوانة والنغمة الشجية .. إلى الأستاذ عمر كردي الأكرم : إن قلت شعراً،قصيد الشعر يخذلني فالوصف من اسمه الضواع فوّاحا والدرّ منظوم إعجاب لمرشــدنا نحو النظام نظام منه قد لاحا قد لاح في الليل نبراساً لنهضـتنا وفي النهار إلى الإبداع مصباحا مصباح هدي وبالفاروق متشح نال الجزاء فكلّ النفس أفراحا وفي الصف الثالث الإعدادي نشر دراسة نقدية لديوان «مع الفجر» للشاعر سليمان العيسى في جريدة الشباب الحلبية، وكانت النسخة هدية من أستاذه فاضل ضياء . وقد أخذت شهرته تزيد يوماً بعد يوم وذلك لما امتاز شعره من حُسن وعذوبة وجمالاً . وفي هذه الفترة كان شعره ينحو نحواً غزلياً ؛ ففي عام 1953م نشر قصيدة بعنوان حُطام «المنديل الأخضر»، ومن أبياتها : ضمخّتُ قلبي بالشذى وفرشتُ دربي بالمروجْ وحملتُ منديل المنى وحدي على الدرب البهيج كيما أناولَ زهرتي رمزاً لأشــــواقٍ تموج في خافقي ، بصبابتي بيضاً ويا طهـرالثلوج وفي عام 1954 م بتاريخ الحادي والثلاثين من كانون الثاني نشرت جريدة الجمهور العربي قصيدته العمودية بعنوان «شعر» قال فيها : يا بسمة الفجر من إشراق دنيانا يا نغمة الشعر بين الورد سكرانا قد داعب الحب من قيثارنا وترا فرتل اللحن , لحن الطهر نشوانا وغرّد البلبل الصداح منتشياً فوق الغصون وطاب الهمس ألحانا حسنا هيّا أقبلي نروي جوانحنا من خمرة الشوق فالأرواح تهوانا ورتلّي اللحن , لحنا طال مرقده بعد الفراق , ولحنا فيه ذكرانا ثم تابع دراسته في حلب فأتم المرحلة الثانوية في ثانوية المعري ، ثم في ثانوية سيف الدولة ، وأخيراً في ثانوية إبراهيم هنانو . نال شهادة الدراسة الثانوية الأدبية فرع الآداب واللغات سنة 1957م . وفي ثانوية المأمون درس على يد الشيخ أحمد عزالدين البيانوني واسماعيل حقي والأديب القاص فاضل ضياء الدين رحمهم الله .. وغيرهم من أساتذة حلب الشهباء الكبار. وقد جذب الأنظار إليه حين بدأ ينشر في الصحف والمجلات مما فطن له أساتذته مستقبلاً باهراً في عالم الشعر . وأطلق عليه أستاذه اسماعيل حقي لقب «البحتري الصغير» وكان سعيداً بهذا اللقب فبدأ ينشر ويوقع به تحت ما ينشر ، وأول مجلة نشرت له تحت اسمه ولقبه كانت مجلة (الصاحب) البيروتية لصاحبها حنا غالب ، فنشرت له قطعة من الشعر المنثور بعنوان (مع الطبيعة)، ثم تتالى نشره بهذا اللقب في عدد من الصحف والمجلات المحلية السورية منها جريدة البريد السوري ، ومجلة الجمهور الجديد البيروتية الذي نشر فيها باسم مستعار آخر هو(البلبل المجهول) قصيدة مطلعها : عيناك سرٌّ ملهم في خاطري يتلعثم وفي المرحلة الثانوية كان يكتب إنتاجه الأدبي في جريدة (الشهاب). ثم انتقل إلى دمشق ليتابع دراسته في جامعة دمشق في قسم اللغة العربية كلية الآداب بين 1958 حتى عام 1961 حيث نال شهادة الإجازة في الآداب (اللغة العربية). وبعد ذلك في عام 1962م حصل على أهلية التعليم الثانوية في صورة دبلوم عامة في التربية. == الأعمال التي زاولها == عمل في مجال التدريس مدة من الزمن حتى أحيل إلى التقاعد لأسباب صحية خاصّة في تاريخ 15 نيسان 1969م ، وانصرف بعد ذلك إلى الإنتاج الأدبي ، وتدريس بعض الساعات في اللغة العربية تكليفاً حتى عام 1977م ، وبعدها اعتزل التدريس تماماً . == انتاجه الأدبي == من أهم أعماله الأدبية المطبوعة عدد من الدواوين الشعرية وهي كالآتي : 1- في ظلال الدعوة ، وقد صدر في حلب عام 1956م وكان الشاعر في العشرين من عمره ، ثم صدرت طبعة ثانية منقحة في حماة بنفس العام . 2- الصبح القريب ، وقد صدر عام 1959 م وهو في السنة الثانية في قسم اللغة العربية ، وقدم له الأستاذ عصام العطار . 3- الله والطاغوت ؛ فقد صدر في 28 آذار 1962 م ، وهو في صف الدبلوم العامة في كلية التربية . وقد جمع مختارات من شعره في المجموعات الثلاث السابقة بديوان مستقل عنوانه ( اللؤلؤ المكنون ) عام 1962 . ثم توقف عن الكتابة حتى عام 1971م ؛ فعاد واستأنف إنتاجه الأدبي فأصدر عدداً من المجموعات هي (طاقة الريحان) 1974م، ثم (البنيان المرصوص) عام 1975م ، ثم (اللواء الأبيض) 1978م . وإلى جانب هذا الإنتاج الشعري كان يكتب في مجلة «حضارة الإسلام» بعض المقالات التي جمعها في ثلاثة كتب نثرية : أولها : بعنوان (على طريق الوعي الحضاري العربي الإسلامي) . وثانيها: بعنوان (في رحاب الأدب العربي) ويضم عدداً من المحاضرات الأدبية . وثالثها : بعنوان (كلمات على طريق الوعي الحضاري) ، طبع في حلب بالمكتبة العربية عام 1978م ، 88 صفحة. وظلَّ يكتب حتى آواخر عام 1977م حيث صدرت أعماله الشعرية في مجلد واحد، وكذلك صدرت أعماله النثرية موزعة على العناوين الثلاثة السابقة. == شغفه بالقراءة وموسوعيته الثقافية == عرف الشاعر بكثرة مطالعاته وقراءاته ؛ فكان يتردد كثيراً منذ شبابه إلى دار الكتب الوطنية في حلب ليقرأ ألواناً مختلفة من الثقافات التاريخية والدينية والأدبية ودواووين الشعراء المحدثين ؛ فكان لذلك الأثر العميق في تنمية موهبته الفطرية المتألقة والمتميزة وزيادة انتاجه الشعري الخصب . ولعل المادة الثقافية التي أسهمت في بناء ثقافته هي المادة المدرسية ولا سيما في ظل بعض الأساتذة الموهوبين مثل فاضل ضياء الدين ، الذي كان له تأثيره الخاص عليه وعلى تشجيعه لاقتحام الميدان الأدبي بجدارة. وهو من عشاق القراءة ، إذ يقرأ كل شيء يقع تحت يديه في الأدب والفكر والفلسفة والتاريخ والسياسة، ويتنقل بين العلوم الإسلامية جميعها، وله صحبة طويلة مع الكتاب منذ طفولته وحتى أيامه هذه، فكل وقت لا يكون فيه متكلماً أو مشغولاَ بحاجاته الضرورية يشغله بالقراءة. ومكتبته حاضرة في ذهنه يستحضر منها ما يشاء ومتى شاء، فهو لا يمتلك مكتبة في بيته، ولكنه جعلها في قلبه وعقله، ويحفظ أسماء الكتب وأسماء المؤلفين وكأن ذلك يتراءى له أمام عينيه، و جُلَّ وقته يقضيه في المركز الثقافي في منبج . وعن مهمة الشعر يقول الشاعرفي مقابلة أجراها معه الشاعر عبد الله عيسى السلامة : « مهمة الشعر عندي أن يكون تعبيراً صادقاً عن نفس قائله شريطة أن تتعلق اهتمامات النفس بمعالي الأمور دون سفاسفها وترّهاتها .. ويسلك التعبير مبيناً عن ذلك مسالك شتى سلباً وإيجاباً هدماً أم بناء ، وليست مهمة الشعر ـ تصويراً وتعبيراً ـ أن ينافس الواعظين في توجيههم النبيل لأن الواعظ يناسبه التفصيل والتبسيط أما الشعر فهو لغة الإيماء والإيحاء والتلميح.. » . == صفاته وشخصيته == عرف عنه أنه عفيف النفس ، صادق العاطفة ، رقيق القلب ، ولا غرابة في ذلك ؛ فالشعر مرآة روح الشاعر، وصوت فؤاده ، وهمس وجدانه ، وشعره حافل بكل ما يمتاز به من نبوغ وجرأة ومروءة وشمم وإباء . وهو صاحب القلب السليم الصافي من الضغائن والأحقاد ؛ فعلاقته طيبة مع أبناء مدينته وكل الدعاة والعلماء وطلاب العلم، يسمع من صغيرهم وكبيرهم، ويشجعهم على الكلام ويحضر مجالسهم ومناسباتهم بكل تواضع وسعة صدر . إنه بحق شاعرٌ مثاليٌ شجاع ، لم يخفْ قوياً ، ولم يتملقْ ثرياً ، ولم يمجد غير البطولات والمروءات والقيم النبيلة في مجتمعه ، وعاش حياة الكفاف ، ولو أراد لتدفقت تحت قدميه ينابيع الغنى والشهرة والجاه ، ولكنه خُلِقَ عزيزاً أبياً فيه من الإنسانية أكرم هباتها ، وأمتن مقوّماتها . وشخصيته تتميز بذكاء وقدرة على الإبداع واستحضار الحجة ، وحافظة جامعة تجمع أرقاماً وتواريخ وأسماء كتب وأسماء مؤلفين وحوادث تاريخية ومناسبات علمية وأدبية وسياسية ؛ فحياة طويلة عاشها مع كتب الأدب والحكمة والشعر وعلوم الشريعة صقلت شخصيته العلمية ورسمت معالم طريقته الدعوية ، حتى أصبح علماً من أعلام شعراء الدعوة الإسلامية ، وصانعاً من صناع الحياة . كما أنه كثير الاهتمام بطلاب العلم فيقدم لهم الهدايا المفيدة من كتب ومجلات وأشرطة التي تتوفر عنده . والوفاء خصلة منه ، ومن ألطف ما يرويه أبيات تحض على خلق الوفاء والإحسان وهي: رأى المجنون في البيداء كلباً فجرَّ له من الإحسان ظلا فلاموه على ما كــان منه وقالوا قد أنلتَ الكلب نيلا فقال دعوا الملامة إنَّ عيني رأتْه مرة في حيِّ ليــلى ولم يتزوج الشاعر ، فقد آثر العلم على الزواج كما هو شأن بعض العلماء السابقين كالإمام النووي والزمخشري وجمال الدين الأفغاني وابن تيمية وسيد قطب وغيرهم. ولم يعان أزمة حرية ، لأن الأزمة ليست أزمة حرية إنما هي أزمة أحرار ، ولأن كل مايريد أن يقوله فقد قاله ضمن الشروط التي كانت قائمة في ذلك الزمن ، وعندما ينظر الآن إلى أعماله الشعرية الكاملة ويجد فيها الإشارة إلى بعض الأشخاص أو الرموز التاريخية التي كانت حينها ، أحياناً يتلف هذه النصوص لصلتها بالجانب الشخصي ؛ لأن التجريد عنده أهم بكثير من الشخصنة مهما كان قدرهم ، فأهمية الفكرة أكبر من أهمية الشخص ، إذ لا بد للفكرة من حامل يرفع لوائها . وهو يردد كثيراً المثل الصيني الذي يقول: (إن ذوي العقول الكبيرة يتناقشون في الأفكار ، وإن ذوي العقول المتوسطة يتناقشون في الأشخاص ، وإن ذوي العقول الصغيرة يتناقشون في الأشياء) ، وقال أحدهم : ( إن العقول إذا ارتقت التقت) . ويَعْتبِر الشاعر نفسه رائد التوفيق الثوري بين التراث والمعاصرة , متخذاً بذلك شعاراً من قول الإمام علي كرّم الله وجهه : (خير هذه الأمة النمط الأوسط يلحق به التالي ويرجع إليه الغالي ، اليمين مضلّة والشمال مضلّة والجادة هي الوسطى) ، وهذا تفسير لقوله تعالى : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) [البقرة: 143] ؛ فالوسطية التي تجمع بين محاسن أهل اليمين وأهل الشمال هي ما يتحراه في موقفه الحضاري موفقاً بين الولاء للتراث وبين المعاصرة . == أسلوبه الأدبي ومنهجه في الدعوة == لقد جمع الشاعر في شخصيته جوانب عدة متنوعة في الأدب والشعر والثقافة والفكر و الدعوة والنشاط الاجتماعي ، وعرف كشاعر وأديب قبل أن يعرف كداعية وخطيب ، إلا أن نشاطه الدعوي غلب على اهتماماته الأخرى ؛ فشغل جلَّ وقته في نشر رسالة الإسلام ، والقيام بدور اجتماعي وتكافلي ضمن حدود استطاعته ، فهو خطيب المجالس وفارس الكلمة وحكيم الدعوة، شغل نفسه بالدعوة على طريقته المميزة بالحكمة والكلمة الطيبة والموعظة الحسنة ، ويسانده في ذلك أدب وفكر وفلسفة وثقافة متنوعة لا يجاريه بها أحد من معاصريه . ومن يستمع لحديثه يشعر بالمتعة ؛ لسعة اطلاعه وغزارة أفكاره التي يلقيها موثقة مهذبة منمقة ، وهو يمتاز بذاكرة قوية فذة ، فكثيراً ما نجده يستحضر حوادث عاشها منذ زمن طويل وكأنها ماثلة أمام عينيه . وقد برز في جانب الدعوة إلى الله بشكل كبير ، فهو يعتبر كل مسجد أو مجلس عزاء أو فرح منبراً له ، بكلامه العذب الذي يوقظ الوجدان ويشحن العقول ويهذب النفوس، فإذا تكلم سحر الناس بأدبه وحكمته، بلغة فصيحة وعبارات متناسقة وبلاغة جلية، بلا تكلف أو تصنع ، مردداً قول القائل: ولست بنحوي يلوك لسانه ولكن سليقي أقول فأعرب وما عرف عنه أنه تلكأ في الكلام أو تعثر في العبارة أو خطأ في النحو ، فهو أستاذ الأدب ومدرس اللغة العربية سابقاً، وشاعر الكلمة وفارس البيان . وغالباً ما يشتمل حديثه على الرواية و الدراية، فيذكر أحاديث النبي^ التي تناسب المقام الذي هو فيه ، ثم ينتقل إلى جانب الدراية والفهم، وذلك من خلال شرح الأحاديث وبيان دقائق العلم التي تتصل بها. وله حوارات كثيرة وندوات متعددة ، ولا يخلو يومه من مناسبة أو أكثر يكون فيها متكلماً وداعية، بل ربما تمر عليه أيام يحضر في اليوم الواحد منها أربع أو خمس مناسبات، ولا يحضر مجلساً إلا وله الحظ الأوفر من الكلام . وقد نهج في السنوات الأخيرة من مسيرة الدعوة طريقة السؤال والجواب ، لإثارة الانتباه ، و ترسيخ العلم ، وتشجيع طلاب العلم على البحث والدراسة وأسلوب الحوار وتبادل الآراء وتوصيل الأفكار بشكلها الصحيح، فكان يطلب من أحد طلاب العلم الموجودين في أي مجلس من المجالس التي يحضرها أن يسأله ، لبيادر بالإجابة بعيداً عن المسائل الخلافية أو دقائق الفقه ، بل في الفكر والدعوة والحضارة ، وكأنه قد بنى أكاديمية يسألونك في الدين والحضارة والحياة . == نفحات من شعره == امتزج شعره باللون الاجتماعي, والسياسي معاً ضمن إطار التزامه بالنهج الإسلامي . وفي قصيدته العذبة الفتية يروي لنا شاعرنا قصة بدر تحت عنوان «العصبة المسلمة » : وبدر أي وهج في سناها أضاء القلبَ فاستوحى هداها وذكرني بصورة مصطفاها يقود المؤمنين إلى علاها إلى الفوز المبين إلى التفاني إلى قمم الجهاد , إلى ذراها وذكرني دعاء في لظاها يموج بلهفة رحبٍ مداها تهزّ النفسَ حرقة مجتباها يناجي فاطرَ الكون الإلها إلهي لستَ تُعبد إن أتاها هلاك يا إلهي أو عراها فهذي قلة نذرتْ قواها لدعوتها , ولن ترضى سواها وله قصيدة نقدية بعنوان «الله والطاغوت» ضمن ديوانه «اللؤلؤ المكنون»، ومنها اخترت هذه الأبيات : تاه الدليلُ فلا تعجبْ إذا تاهوا أو ضيَّعَ الركبَ أشباحٌ وأشباهُ تاه الدليلُ فلا تعجب إذا تركوا قصد السبيل وحادوا عن سجاياه والشعر إن لم تلح في التيه جذوته نوراً مبيناً فلا كانت عطاياه وقد تمَّ قبل سنوات تكريمه من قبل مديرية الثقافة بحلب بالتعاون مع المركز الثقافي في منبج في تاريخ 3/12/2007م ، وسميت مكتبة المركز الثقافي بمنبج باسمه . ومن أجمل ما قال في قصيدته الحرف والمعركة : رسالة الحرف تأبى أن نضيعها سدى هباء مع الأوهام لاهينا لا لن نمرغ في الأوحال فطرتنا ما دام نور كتاب الله يهدينا == وفاته == توفي رحمه الله تعالى في صباح يوم الثلاثاء 25 ربيع الأول 1437هـ الموافق لـ 5 /1 / 2016م ، ودفن في مقبرة الشيخ عقيل المنبجي في مدينة منبج بريف حلب الشرقي . == المراجع == 1- قام بعرض الترجمة على الشاعر معدها (أ/محمود الكسر) من خلال لقائه به في مدينة منبج بتاريخ 22/ 7/ 2007م الموافق 8 رجب 1428هـ . 2- معجم الأدباء الإسلامين المعاصرين (3/1147). 3- كتاب (محمد منلا الغزيل في ظلال الدعوة للأستاذ عبدالله الطنطاوي ). 4- علماء وأعلام تركوا بصماتهم للدكتور إبراهيم الديبو.'
فرق موحد للتغييرات المصنوعة بواسطة التعديل (edit_diff)
'@@ -1,90 +1,202 @@ -{{مقالة غير مراجعة|تاريخ=أبريل 2015}} -{{نهاية مسدودة|تاريخ=أبريل 2015}} -{{يتيمة|تاريخ=أبريل 2015}} +[[ملف:Munla.jpg|إطار]] -٭٭محمد منلا غزيل٭٭ (سورية).ولد عام 1936 في منبج.حصل على الشهاد ة الابتدائية من مدرسة نموذج منبج 1950, والإعدادية من حلب 1954, والثانوية من ثانوية إبراهيم هنانو بحلب 1957, وعلى الإجازة في الآداب - قسم اللغة العربية من جامعة دمشق 1961, وعلى دبلوم عامة في التربية من كلية التربية بجامعة دمشق 1962 . عـمــل مدرساً للغة العربية في ثانويات محافظة حلب 62 - 1969, ثم أحيل إلى التقاعد لأسباب صحية.دواوينه الشعرية: في ظلال الدعوة 1956- الصبح القريب 1959 - الله والطاغوت 1962 - اللؤلؤ المكنون 1962 - طاقة الريحان 1974 - البنيان المرصوص 1975 - الأعمال الشعرية الكاملة 1978.عنوانه: شارع الشيخ عقيل المنبجي - منبج. +== مقدمة == -٭دواوينه الشعرية: في ظلال الدعوة 1956- الصبح القريب 1959 - الله والطاغوت 1962 - اللؤلؤ المكنون 1962 - طاقة الريحان 1974 - البنيان المرصوص 1975 - الأعمال الشعرية الكاملة 1978.عنوانه: شارع الشيخ عقيل المنبجي - منبج.... +إن الحركة الأدبية والفكرية في مدينة منبج لم تعش طويلاً بسبب ما حلّ بها من النكبات والكوارث على مرِّ السنين. إلا أننا نرى في تاريخنا المعاصر أنها استعادت مجدها لما تركته تلك البيئة المنبجية الرائعة من آثار في أغراض الشعر وفنونه، وفي خصائصه وسماته، إذ ما فتئ النوابغ في منبج يظهرون من حين إلى آخر في جميع العلوم والفنون عامة ، وفي مجال الشعر والأدب والفكر خاصة. -من قصيدة٭: ٭الـعـطـايـــــا الخــمــــــــس٭ +فمنبج مدينة المجد والأدب وسجلها حافل بالأعلام البارزين في هذا وذاك، كما أن لهذه المدينة مكانةً خاصة في شعرنا العربي، على توالي العصور، فكم تغنى بها الشعراء، وفتنوا بجمال طبيعتها ، وطيب هوائها، ومجالس حسنها . +لقد تجلت في مدينة منبج شاعرية الشعراء ، كما تجلت قبل ألف عام شاعرية البحتري وأبي فراس ودوقلة ، الذين أطربوا الدنيا ، وشغلوا الناس ، وجعلوا قصائدهم حليةَ الخلد والمجد ، وبهجةَ العصور والدهور. -يا سيدي يا رسول الله يسعدنا_________________________ +وتحتَ سماء منبج ، سار موكبُ الشعر في القرن الحالي فضم عدداً من الشعراء الأمجاد ؛ ففي القرون السابقة ، وفي العصر الحاضر، الشعراء المنبجيون كثيرون ، وهذه المدينة العربية الطيبة الجميلة ، لا توحي الشعر فقط، بل تنجب الشعراء المجيدين الصادقين الذين صاغوا وصانوا منهج سيرة حياتهم بالوعي الخالص لفكرتهم والحب المتفاني لمبدئهم .. وصدق الشاعر المنبجي الأستاذ علي صالح الجاسم إذ يقول : -في يوم ذكراك إنشاد وتعبيرُ_________________________ +يا فخرَ منبجَ في رباها أصبحتْ ... تلك الشُّموعُ مناهِلاً للشَّاهِداتْ -نستلهم الهدْي من أسمى مطالبه_________________________ +ومن هؤلاء الشعراء الذين انتسبوا إلى منبج وكانوا نجوماً في واحة الشعر، منهم من رحل إلى الدار الآخرة وترك لنا أثراً بارزاً ، ومنهم ما زال يواصل مسيرة الحياة بتألق وتميز وإبداع. +وإذا حُقَّ لأمة أن تباهيَ بعلمٍ من أعلامها وبنابغ من نوابغها، وتعتز بشاعر من عباقرة شعرائها، فمن حق أمتنا العربية والإسلامية عامة ومدينة منبج خاصة أن تفاخر بشاعرها (محمد منلا غزيل) ؛ لأنه رسول الفكر الإسلامي النيّر، وشاعر الحكمة والوجدان الأمثل .. ومن أجمل ما قاله فيه الشاعر عبدالجليل عليان: -حتى يفيض على آفاقنا النور_________________________ +بشراك منبج إن ربك باعث ... فيك الغزيل شاعراً وحكيماً -أوتيت خمسا من الرحمن خالصة_________________________ +== اسمه ونسبه == +هو الأديب والمفكر والشاعر الإسلامي الكبير محمد بن منلا (عبدالمولى) بن محمد الدرويش، وغزيل هو لقب شعبي لجده اشتهر به بين الناس، وأمه هي (فضة بنت محمد النعسان) رحـمها الله من عشيرة النعيم، وقد توفيت في عام 1952م، وكان لـفقدها أثـرٌ كبيرٌ في نفسه، وكتب عنها فيما بعد أقصوصة بعنوان (الأم الطيبة)، وفيها وصف حي للحظات الوفاة. -جرى بها بجلال السبق تقدير_________________________ +== مولده ونشأته == +ولد الشاعر في مدينة منبج في شهر كانون الأول عام 1936م، وفيها نشأ، وأحبها كما أحبته، وألقى من على منابرها أشهر قصائده . +وعندما بلغ السابعة من عمره أرسله والده إلى كُتَّاب الشيخ يوسف، ثم تلقى تعليمه الأولي في جامع الشيخ عقيل المنبجي، ثم اهتم بحفظ القرآن وحفظ قصائد من الشعر على يد الشيخ عبد الرحمن الداغستاني ، وما زال يذكر شيخه الذي حفّظه قصيدة حسان بن ثابت رضي الله عنه، وقد كان مطلعها : -أوتيت خمسا ولم يُعط الذين خلوْا_________________________ +أصون عرضي بمالي لا أدنسه ... لا بارك الله بعد العرض بالمال -ما حازه مجتبًى بالفضل مغمور____________ +كما حفظ لبشر بن أبي عوانة قصيدته في المقامة البشرية ومطلعها : -فلنقتبس في رحاب الأنس جذوتها_________________________ +أفاطم لو شهدت ببطن خبتٍ ... ولقد لاقى الهزبر أخاك بشرا -وليشمخ الحق ولتُمحَ الأساطير_________________________ +== دراسته وموهبته الشعرية == +أحب الشعر منذ طفولته ففي عام 1949م عندما كان في الصف الخامس الابتدائي ظهرت موهبته الشعرية والأدبية فكانت له أول تجربة شعرية وهو يتغنى بمنبج بلدته الحبيبة بقصيدة عنوانها «تحية دمشق» قال فيها : -    +سلامٌ جلَّق مدفن آبائي ... ومنبعَ نهرِ البطولةِ والإباء +سلامٌ من محبّ متيّم في ... هوى ذات الهمة القعساء +هو بعيدُ الديار عنك ولكنْ ... مشوق كشوق قيس لليلاء -هذا نبي البيان السمح خالصه_________________________ +وقد تعلم الخط ومبادئ الكتابة مما هيأ له دخول الصف الثاني الابتدائي مباشرة عام 1946ـ 1947م في مدرسة نموذج منبج ، وأنهى المرحلة الابتدائية منها عام 1950م بتفوق مما أهلّه للذهاب إلى حلب ليتم دراسته الإعدادية في ثانوية المأمون بين العامين1950 م و 1954م . -جوامع الكلم المثلى تباشير_________________________ +وكان لنشأته هذه ولطبيعة منبج أثرهما في تكوين شخصيته ؛ فقد شغفه حبها مفتوناً بأجوائها ودروبها وأطايب أشجارها وأفيائها ، كل ذلك كان محركاً مهماً لشاعريته الفذة . +وكتب قصتين الأولى بعنوان «الوفاء» ، والثانية بعنوان «الجزاء» ، وفي هذه الفترة أكبَّ على قراءة كتب المنفلوطي «العبرات- مجدولين – في سبيل التاج ». -هذا لسان مبين طاب منطقه_________________________ +وقد كتب إلى أستاذه عمر كردي الأكرم ، وهو في الصف الأول الإعدادي تحت عنوان «تحية يراع»: +إليه ... إلى مثال النظام ورمزه وعنوان العظمة والعمل .. أرفع هذه النفثة القصيرة من اليراع الطفل والقلم الفتي .. بل هذه الأغرودة النشوانة والنغمة الشجية .. إلى الأستاذ عمر كردي الأكرم : -وليخرس الإفك والبهتان والزور_________________________ +إن قلت شعراً،قصيد الشعر يخذلني +فالوصف من اسمه الضواع فوّاحا +والدرّ منظوم إعجاب لمرشــدنا +نحو النظام نظام منه قد لاحا +قد لاح في الليل نبراساً لنهضـتنا +وفي النهار إلى الإبداع مصباحا +مصباح هدي وبالفاروق متشح +نال الجزاء فكلّ النفس أفراحا -بُعثت للناس كل الناس قاطبة_________________________ +وفي الصف الثالث الإعدادي نشر دراسة نقدية لديوان «مع الفجر» للشاعر سليمان العيسى في جريدة الشباب الحلبية، وكانت النسخة هدية من أستاذه فاضل ضياء . -فذاقت الرحمة الحسنى جماهير_________________________ +وقد أخذت شهرته تزيد يوماً بعد يوم وذلك لما امتاز شعره من حُسن وعذوبة وجمالاً . وفي هذه الفترة كان شعره ينحو نحواً غزلياً ؛ ففي عام 1953م نشر قصيدة بعنوان حُطام «المنديل الأخضر»، ومن أبياتها : -بعثت للناس نبراسا يوجههم_________________________ +ضمخّتُ قلبي بالشذى وفرشتُ دربي بالمروجْ +وحملتُ منديل المنى وحدي على الدرب البهيج +كيما أناولَ زهرتي رمزاً لأشــــواقٍ تموج +في خافقي ، بصبابتي بيضاً ويا طهـرالثلوج -فهل تعوق الهدى تلك الدياجير?_________________________ +وفي عام 1954 م بتاريخ الحادي والثلاثين من كانون الثاني نشرت جريدة الجمهور العربي قصيدته العمودية بعنوان «شعر» قال فيها : -وكانت الأرض للعبّاد مسجدهم_________________________ +يا بسمة الفجر من إشراق دنيانا +يا نغمة الشعر بين الورد سكرانا +قد داعب الحب من قيثارنا وترا +فرتل اللحن , لحن الطهر نشوانا +وغرّد البلبل الصداح منتشياً +فوق الغصون وطاب الهمس ألحانا +حسنا هيّا أقبلي نروي جوانحنا +من خمرة الشوق فالأرواح تهوانا +ورتلّي اللحن , لحنا طال مرقده +بعد الفراق , ولحنا فيه ذكرانا -طاب الصعيد, ودين الله تيسير_________________________ +ثم تابع دراسته في حلب فأتم المرحلة الثانوية في ثانوية المعري ، ثم في ثانوية سيف الدولة ، وأخيراً في ثانوية إبراهيم هنانو . +نال شهادة الدراسة الثانوية الأدبية فرع الآداب واللغات سنة 1957م . +وفي ثانوية المأمون درس على يد الشيخ أحمد عزالدين البيانوني واسماعيل حقي والأديب القاص فاضل ضياء الدين رحمهم الله .. وغيرهم من أساتذة حلب الشهباء الكبار. -وكانت الأرض للرواد منطلقاً_________________________ +وقد جذب الأنظار إليه حين بدأ ينشر في الصحف والمجلات مما فطن له أساتذته مستقبلاً باهراً في عالم الشعر . +وأطلق عليه أستاذه اسماعيل حقي لقب «البحتري الصغير» وكان سعيداً بهذا اللقب فبدأ ينشر ويوقع به تحت ما ينشر ، وأول مجلة نشرت له تحت اسمه ولقبه كانت مجلة (الصاحب) البيروتية لصاحبها حنا غالب ، فنشرت له قطعة من الشعر المنثور بعنوان (مع الطبيعة)، ثم تتالى نشره بهذا اللقب في عدد من الصحف والمجلات المحلية السورية منها جريدة البريد السوري ، ومجلة الجمهور الجديد البيروتية الذي نشر فيها باسم مستعار آخر هو(البلبل المجهول) قصيدة مطلعها : -نحو الجهاد فتطهير وتحرير_________________________ +عيناك سرٌّ ملهم +في خاطري يتلعثم -نصرت بالرعب فالطغيان منحسر_________________________ +وفي المرحلة الثانوية كان يكتب إنتاجه الأدبي في جريدة (الشهاب). -والشرك مندثر والكفر مدحور_________________________ +ثم انتقل إلى دمشق ليتابع دراسته في جامعة دمشق في قسم اللغة العربية كلية الآداب بين 1958 حتى عام 1961 حيث نال شهادة الإجازة في الآداب (اللغة العربية). +وبعد ذلك في عام 1962م حصل على أهلية التعليم الثانوية في صورة دبلوم عامة في التربية. -نصرت بالرعب فلتعلن مجلجلة_________________________ +== الأعمال التي زاولها == +عمل في مجال التدريس مدة من الزمن حتى أحيل إلى التقاعد لأسباب صحية خاصّة في تاريخ 15 نيسان 1969م ، وانصرف بعد ذلك إلى الإنتاج الأدبي ، وتدريس بعض الساعات في اللغة العربية تكليفاً حتى عام 1977م ، وبعدها اعتزل التدريس تماماً . -أصوات جيشك أن الحق منصور_________________________ +== انتاجه الأدبي == +من أهم أعماله الأدبية المطبوعة عدد من الدواوين الشعرية وهي كالآتي : +1- في ظلال الدعوة ، وقد صدر في حلب عام 1956م وكان الشاعر في العشرين من عمره ، ثم صدرت طبعة ثانية منقحة في حماة بنفس العام . +2- الصبح القريب ، وقد صدر عام 1959 م وهو في السنة الثانية في قسم اللغة العربية ، وقدم له الأستاذ عصام العطار . +3- الله والطاغوت ؛ فقد صدر في 28 آذار 1962 م ، وهو في صف الدبلوم العامة في كلية التربية . +وقد جمع مختارات من شعره في المجموعات الثلاث السابقة بديوان مستقل عنوانه ( اللؤلؤ المكنون ) عام 1962 . +ثم توقف عن الكتابة حتى عام 1971م ؛ فعاد واستأنف إنتاجه الأدبي فأصدر عدداً من المجموعات هي (طاقة الريحان) 1974م، ثم (البنيان المرصوص) عام 1975م ، ثم (اللواء الأبيض) 1978م . -أما الشفاعة وا شوقاً لنفحتها_________________________ +وإلى جانب هذا الإنتاج الشعري كان يكتب في مجلة «حضارة الإسلام» بعض المقالات التي جمعها في ثلاثة كتب نثرية : +أولها : بعنوان (على طريق الوعي الحضاري العربي الإسلامي) . +وثانيها: بعنوان (في رحاب الأدب العربي) ويضم عدداً من المحاضرات الأدبية . +وثالثها : بعنوان (كلمات على طريق الوعي الحضاري) ، طبع في حلب بالمكتبة العربية عام 1978م ، 88 صفحة. +وظلَّ يكتب حتى آواخر عام 1977م حيث صدرت أعماله الشعرية في مجلد واحد، وكذلك صدرت أعماله النثرية موزعة على العناوين الثلاثة السابقة. -يوم الحساب ويا نُعمى المقادير_________________________ +== شغفه بالقراءة وموسوعيته الثقافية == -أما الشفاعة فالمختار صاحبها_________________________ +عرف الشاعر بكثرة مطالعاته وقراءاته ؛ فكان يتردد كثيراً منذ شبابه إلى دار الكتب الوطنية في حلب ليقرأ ألواناً مختلفة من الثقافات التاريخية والدينية والأدبية ودواووين الشعراء المحدثين ؛ فكان لذلك الأثر العميق في تنمية موهبته الفطرية المتألقة والمتميزة وزيادة انتاجه الشعري الخصب . +ولعل المادة الثقافية التي أسهمت في بناء ثقافته هي المادة المدرسية ولا سيما في ظل بعض الأساتذة الموهوبين مثل فاضل ضياء الدين ، الذي كان له تأثيره الخاص عليه وعلى تشجيعه لاقتحام الميدان الأدبي بجدارة. +وهو من عشاق القراءة ، إذ يقرأ كل شيء يقع تحت يديه في الأدب والفكر والفلسفة والتاريخ والسياسة، ويتنقل بين العلوم الإسلامية جميعها، وله صحبة طويلة مع الكتاب منذ طفولته وحتى أيامه هذه، فكل وقت لا يكون فيه متكلماً أو مشغولاَ بحاجاته الضرورية يشغله بالقراءة. +ومكتبته حاضرة في ذهنه يستحضر منها ما يشاء ومتى شاء، فهو لا يمتلك مكتبة في بيته، ولكنه جعلها في قلبه وعقله، ويحفظ أسماء الكتب وأسماء المؤلفين وكأن ذلك يتراءى له أمام عينيه، و جُلَّ وقته يقضيه في المركز الثقافي في منبج . +وعن مهمة الشعر يقول الشاعرفي مقابلة أجراها معه الشاعر عبد الله عيسى السلامة : « مهمة الشعر عندي أن يكون تعبيراً صادقاً عن نفس قائله شريطة أن تتعلق اهتمامات النفس بمعالي الأمور دون سفاسفها وترّهاتها .. ويسلك التعبير مبيناً عن ذلك مسالك شتى سلباً وإيجاباً هدماً أم بناء ، وليست مهمة الشعر ـ تصويراً وتعبيراً ـ أن ينافس الواعظين في توجيههم النبيل لأن الواعظ يناسبه التفصيل والتبسيط أما الشعر فهو لغة الإيماء والإيحاء والتلميح.. » . -وا فرحةَ القلب إن الذنب مغفور_________________________ +== صفاته وشخصيته == +عرف عنه أنه عفيف النفس ، صادق العاطفة ، رقيق القلب ، ولا غرابة في ذلك ؛ فالشعر مرآة روح الشاعر، وصوت فؤاده ، وهمس وجدانه ، وشعره حافل بكل ما يمتاز به من نبوغ وجرأة ومروءة وشمم وإباء . +وهو صاحب القلب السليم الصافي من الضغائن والأحقاد ؛ فعلاقته طيبة مع أبناء مدينته وكل الدعاة والعلماء وطلاب العلم، يسمع من صغيرهم وكبيرهم، ويشجعهم على الكلام ويحضر مجالسهم ومناسباتهم بكل تواضع وسعة صدر . -ياسيدي يارسول الله نطلقها_________________________ +إنه بحق شاعرٌ مثاليٌ شجاع ، لم يخفْ قوياً ، ولم يتملقْ ثرياً ، ولم يمجد غير البطولات والمروءات والقيم النبيلة في مجتمعه ، وعاش حياة الكفاف ، ولو أراد لتدفقت تحت قدميه ينابيع الغنى والشهرة والجاه ، ولكنه خُلِقَ عزيزاً أبياً فيه من الإنسانية أكرم هباتها ، وأمتن مقوّماتها . +وشخصيته تتميز بذكاء وقدرة على الإبداع واستحضار الحجة ، وحافظة جامعة تجمع أرقاماً وتواريخ وأسماء كتب وأسماء مؤلفين وحوادث تاريخية ومناسبات علمية وأدبية وسياسية ؛ فحياة طويلة عاشها مع كتب الأدب والحكمة والشعر وعلوم الشريعة صقلت شخصيته العلمية ورسمت معالم طريقته الدعوية ، حتى أصبح علماً من أعلام شعراء الدعوة الإسلامية ، وصانعاً من صناع الحياة . -في أفق نجواك شمَّأخ بها الطور_________________________ +كما أنه كثير الاهتمام بطلاب العلم فيقدم لهم الهدايا المفيدة من كتب ومجلات وأشرطة التي تتوفر عنده . +والوفاء خصلة منه ، ومن ألطف ما يرويه أبيات تحض على خلق الوفاء والإحسان وهي: -كأنها النار في أعلى ذؤابتها_________________________ +رأى المجنون في البيداء كلباً +فجرَّ له من الإحسان ظلا +فلاموه على ما كــان منه +وقالوا قد أنلتَ الكلب نيلا +فقال دعوا الملامة إنَّ عيني +رأتْه مرة في حيِّ ليــلى -إشعاعُها الفذ تهليل وتكبير_________________________ +ولم يتزوج الشاعر ، فقد آثر العلم على الزواج كما هو شأن بعض العلماء السابقين كالإمام النووي والزمخشري وجمال الدين الأفغاني وابن تيمية وسيد قطب وغيرهم. +ولم يعان أزمة حرية ، لأن الأزمة ليست أزمة حرية إنما هي أزمة أحرار ، ولأن كل مايريد أن يقوله فقد قاله ضمن الشروط التي كانت قائمة في ذلك الزمن ، وعندما ينظر الآن إلى أعماله الشعرية الكاملة ويجد فيها الإشارة إلى بعض الأشخاص أو الرموز التاريخية التي كانت حينها ، أحياناً يتلف هذه النصوص لصلتها بالجانب الشخصي ؛ لأن التجريد عنده أهم بكثير من الشخصنة مهما كان قدرهم ، فأهمية الفكرة أكبر من أهمية الشخص ، إذ لا بد للفكرة من حامل يرفع لوائها . -لئن أضل الهوى عبّاده سفهاً_________________________ +وهو يردد كثيراً المثل الصيني الذي يقول: (إن ذوي العقول الكبيرة يتناقشون في الأفكار ، وإن ذوي العقول المتوسطة يتناقشون في الأشخاص ، وإن ذوي العقول الصغيرة يتناقشون في الأشياء) ، وقال أحدهم : ( إن العقول إذا ارتقت التقت) . +ويَعْتبِر الشاعر نفسه رائد التوفيق الثوري بين التراث والمعاصرة , متخذاً بذلك شعاراً من قول الإمام علي كرّم الله وجهه : (خير هذه الأمة النمط الأوسط يلحق به التالي ويرجع إليه الغالي ، اليمين مضلّة والشمال مضلّة والجادة هي الوسطى) ، وهذا تفسير لقوله تعالى : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) [البقرة: 143] ؛ فالوسطية التي تجمع بين محاسن أهل اليمين وأهل الشمال هي ما يتحراه في موقفه الحضاري موفقاً بين الولاء للتراث وبين المعاصرة . -وغرَّ مخمورَهم تلك السمادير_________________________ +== أسلوبه الأدبي ومنهجه في الدعوة == +لقد جمع الشاعر في شخصيته جوانب عدة متنوعة في الأدب والشعر والثقافة والفكر و الدعوة والنشاط الاجتماعي ، وعرف كشاعر وأديب قبل أن يعرف كداعية وخطيب ، إلا أن نشاطه الدعوي غلب على اهتماماته الأخرى ؛ فشغل جلَّ وقته في نشر رسالة الإسلام ، والقيام بدور اجتماعي وتكافلي ضمن حدود استطاعته ، فهو خطيب المجالس وفارس الكلمة وحكيم الدعوة، شغل نفسه بالدعوة على طريقته المميزة بالحكمة والكلمة الطيبة والموعظة الحسنة ، ويسانده في ذلك أدب وفكر وفلسفة وثقافة متنوعة لا يجاريه بها أحد من معاصريه . +ومن يستمع لحديثه يشعر بالمتعة ؛ لسعة اطلاعه وغزارة أفكاره التي يلقيها موثقة مهذبة منمقة ، وهو يمتاز بذاكرة قوية فذة ، فكثيراً ما نجده يستحضر حوادث عاشها منذ زمن طويل وكأنها ماثلة أمام عينيه . +وقد برز في جانب الدعوة إلى الله بشكل كبير ، فهو يعتبر كل مسجد أو مجلس عزاء أو فرح منبراً له ، بكلامه العذب الذي يوقظ الوجدان ويشحن العقول ويهذب النفوس، فإذا تكلم سحر الناس بأدبه وحكمته، بلغة فصيحة وعبارات متناسقة وبلاغة جلية، بلا تكلف أو تصنع ، مردداً قول القائل: -لقد عرفنا سبيل الله واضحة_________________________ +ولست بنحوي يلوك لسانه +ولكن سليقي أقول فأعرب -ما غرّنا في خلال التيه تخدير_________________________ +وما عرف عنه أنه تلكأ في الكلام أو تعثر في العبارة أو خطأ في النحو ، فهو أستاذ الأدب ومدرس اللغة العربية سابقاً، وشاعر الكلمة وفارس البيان . +وغالباً ما يشتمل حديثه على الرواية و الدراية، فيذكر أحاديث النبي^ التي تناسب المقام الذي هو فيه ، ثم ينتقل إلى جانب الدراية والفهم، وذلك من خلال شرح الأحاديث وبيان دقائق العلم التي تتصل بها. +وله حوارات كثيرة وندوات متعددة ، ولا يخلو يومه من مناسبة أو أكثر يكون فيها متكلماً وداعية، بل ربما تمر عليه أيام يحضر في اليوم الواحد منها أربع أو خمس مناسبات، ولا يحضر مجلساً إلا وله الحظ الأوفر من الكلام . +وقد نهج في السنوات الأخيرة من مسيرة الدعوة طريقة السؤال والجواب ، لإثارة الانتباه ، و ترسيخ العلم ، وتشجيع طلاب العلم على البحث والدراسة وأسلوب الحوار وتبادل الآراء وتوصيل الأفكار بشكلها الصحيح، فكان يطلب من أحد طلاب العلم الموجودين في أي مجلس من المجالس التي يحضرها أن يسأله ، لبيادر بالإجابة بعيداً عن المسائل الخلافية أو دقائق الفقه ، بل في الفكر والدعوة والحضارة ، وكأنه قد بنى أكاديمية يسألونك في الدين والحضارة والحياة . -[[تصنيف:شخصية]] +== نفحات من شعره == +امتزج شعره باللون الاجتماعي, والسياسي معاً ضمن إطار التزامه بالنهج الإسلامي . +وفي قصيدته العذبة الفتية يروي لنا شاعرنا قصة بدر تحت عنوان «العصبة المسلمة » : + +وبدر أي وهج في سناها +أضاء القلبَ فاستوحى هداها +وذكرني بصورة مصطفاها +يقود المؤمنين إلى علاها +إلى الفوز المبين إلى التفاني +إلى قمم الجهاد , إلى ذراها +وذكرني دعاء في لظاها +يموج بلهفة رحبٍ مداها +تهزّ النفسَ حرقة مجتباها +يناجي فاطرَ الكون الإلها +إلهي لستَ تُعبد إن أتاها +هلاك يا إلهي أو عراها +فهذي قلة نذرتْ قواها +لدعوتها , ولن ترضى سواها + +وله قصيدة نقدية بعنوان «الله والطاغوت» ضمن ديوانه «اللؤلؤ المكنون»، ومنها اخترت هذه الأبيات : + +تاه الدليلُ فلا تعجبْ إذا تاهوا +أو ضيَّعَ الركبَ أشباحٌ وأشباهُ +تاه الدليلُ فلا تعجب إذا تركوا +قصد السبيل وحادوا عن سجاياه +والشعر إن لم تلح في التيه جذوته +نوراً مبيناً فلا كانت عطاياه + +وقد تمَّ قبل سنوات تكريمه من قبل مديرية الثقافة بحلب بالتعاون مع المركز الثقافي في منبج في تاريخ 3/12/2007م ، وسميت مكتبة المركز الثقافي بمنبج باسمه . + +ومن أجمل ما قال في قصيدته الحرف والمعركة : + +رسالة الحرف تأبى أن نضيعها +سدى هباء مع الأوهام لاهينا +لا لن نمرغ في الأوحال فطرتنا +ما دام نور كتاب الله يهدينا + +== وفاته == +توفي رحمه الله تعالى في صباح يوم الثلاثاء 25 ربيع الأول 1437هـ الموافق لـ 5 /1 / 2016م ، ودفن في مقبرة الشيخ عقيل المنبجي في مدينة منبج بريف حلب الشرقي . + +== المراجع == +1- قام بعرض الترجمة على الشاعر معدها (أ/محمود الكسر) من خلال لقائه به في مدينة منبج بتاريخ 22/ 7/ 2007م الموافق 8 رجب 1428هـ . + +2- معجم الأدباء الإسلامين المعاصرين (3/1147). + +3- كتاب (محمد منلا الغزيل في ظلال الدعوة للأستاذ عبدالله الطنطاوي ). + +4- علماء وأعلام تركوا بصماتهم للدكتور إبراهيم الديبو. '
حجم الصفحة الجديد (new_size)
27357
حجم الصفحة القديم (old_size)
4547
الحجم المتغير في التعديل (edit_delta)
22810
السطور المضافة في التعديل (added_lines)
[ 0 => '[[ملف:Munla.jpg|إطار]]', 1 => '== مقدمة ==', 2 => 'إن الحركة الأدبية والفكرية في مدينة منبج لم تعش طويلاً بسبب ما حلّ بها من النكبات والكوارث على مرِّ السنين. إلا أننا نرى في تاريخنا المعاصر أنها استعادت مجدها لما تركته تلك البيئة المنبجية الرائعة من آثار في أغراض الشعر وفنونه، وفي خصائصه وسماته، إذ ما فتئ النوابغ في منبج يظهرون من حين إلى آخر في جميع العلوم والفنون عامة ، وفي مجال الشعر والأدب والفكر خاصة.', 3 => 'فمنبج مدينة المجد والأدب وسجلها حافل بالأعلام البارزين في هذا وذاك، كما أن لهذه المدينة مكانةً خاصة في شعرنا العربي، على توالي العصور، فكم تغنى بها الشعراء، وفتنوا بجمال طبيعتها ، وطيب هوائها، ومجالس حسنها .', 4 => 'لقد تجلت في مدينة منبج شاعرية الشعراء ، كما تجلت قبل ألف عام شاعرية البحتري وأبي فراس ودوقلة ، الذين أطربوا الدنيا ، وشغلوا الناس ، وجعلوا قصائدهم حليةَ الخلد والمجد ، وبهجةَ العصور والدهور.', 5 => 'وتحتَ سماء منبج ، سار موكبُ الشعر في القرن الحالي فضم عدداً من الشعراء الأمجاد ؛ ففي القرون السابقة ، وفي العصر الحاضر، الشعراء المنبجيون كثيرون ، وهذه المدينة العربية الطيبة الجميلة ، لا توحي الشعر فقط، بل تنجب الشعراء المجيدين الصادقين الذين صاغوا وصانوا منهج سيرة حياتهم بالوعي الخالص لفكرتهم والحب المتفاني لمبدئهم .. وصدق الشاعر المنبجي الأستاذ علي صالح الجاسم إذ يقول : ', 6 => 'يا فخرَ منبجَ في رباها أصبحتْ ... تلك الشُّموعُ مناهِلاً للشَّاهِداتْ', 7 => 'ومن هؤلاء الشعراء الذين انتسبوا إلى منبج وكانوا نجوماً في واحة الشعر، منهم من رحل إلى الدار الآخرة وترك لنا أثراً بارزاً ، ومنهم ما زال يواصل مسيرة الحياة بتألق وتميز وإبداع.', 8 => 'وإذا حُقَّ لأمة أن تباهيَ بعلمٍ من أعلامها وبنابغ من نوابغها، وتعتز بشاعر من عباقرة شعرائها، فمن حق أمتنا العربية والإسلامية عامة ومدينة منبج خاصة أن تفاخر بشاعرها (محمد منلا غزيل) ؛ لأنه رسول الفكر الإسلامي النيّر، وشاعر الحكمة والوجدان الأمثل .. ومن أجمل ما قاله فيه الشاعر عبدالجليل عليان:', 9 => 'بشراك منبج إن ربك باعث ... فيك الغزيل شاعراً وحكيماً', 10 => '== اسمه ونسبه ==', 11 => 'هو الأديب والمفكر والشاعر الإسلامي الكبير محمد بن منلا (عبدالمولى) بن محمد الدرويش، وغزيل هو لقب شعبي لجده اشتهر به بين الناس، وأمه هي (فضة بنت محمد النعسان) رحـمها الله من عشيرة النعيم، وقد توفيت في عام 1952م، وكان لـفقدها أثـرٌ كبيرٌ في نفسه، وكتب عنها فيما بعد أقصوصة بعنوان (الأم الطيبة)، وفيها وصف حي للحظات الوفاة.', 12 => '== مولده ونشأته ==', 13 => 'ولد الشاعر في مدينة منبج في شهر كانون الأول عام 1936م، وفيها نشأ، وأحبها كما أحبته، وألقى من على منابرها أشهر قصائده . ', 14 => 'وعندما بلغ السابعة من عمره أرسله والده إلى كُتَّاب الشيخ يوسف، ثم تلقى تعليمه الأولي في جامع الشيخ عقيل المنبجي، ثم اهتم بحفظ القرآن وحفظ قصائد من الشعر على يد الشيخ عبد الرحمن الداغستاني ، وما زال يذكر شيخه الذي حفّظه قصيدة حسان بن ثابت رضي الله عنه، وقد كان مطلعها :', 15 => 'أصون عرضي بمالي لا أدنسه ... لا بارك الله بعد العرض بالمال', 16 => 'كما حفظ لبشر بن أبي عوانة قصيدته في المقامة البشرية ومطلعها :', 17 => 'أفاطم لو شهدت ببطن خبتٍ ... ولقد لاقى الهزبر أخاك بشرا', 18 => '== دراسته وموهبته الشعرية ==', 19 => 'أحب الشعر منذ طفولته ففي عام 1949م عندما كان في الصف الخامس الابتدائي ظهرت موهبته الشعرية والأدبية فكانت له أول تجربة شعرية وهو يتغنى بمنبج بلدته الحبيبة بقصيدة عنوانها «تحية دمشق» قال فيها :', 20 => 'سلامٌ جلَّق مدفن آبائي ... ومنبعَ نهرِ البطولةِ والإباء', 21 => 'سلامٌ من محبّ متيّم في ... هوى ذات الهمة القعساء', 22 => 'هو بعيدُ الديار عنك ولكنْ ... مشوق كشوق قيس لليلاء', 23 => 'وقد تعلم الخط ومبادئ الكتابة مما هيأ له دخول الصف الثاني الابتدائي مباشرة عام 1946ـ 1947م في مدرسة نموذج منبج ، وأنهى المرحلة الابتدائية منها عام 1950م بتفوق مما أهلّه للذهاب إلى حلب ليتم دراسته الإعدادية في ثانوية المأمون بين العامين1950 م و 1954م .', 24 => 'وكان لنشأته هذه ولطبيعة منبج أثرهما في تكوين شخصيته ؛ فقد شغفه حبها مفتوناً بأجوائها ودروبها وأطايب أشجارها وأفيائها ، كل ذلك كان محركاً مهماً لشاعريته الفذة .', 25 => 'وكتب قصتين الأولى بعنوان «الوفاء» ، والثانية بعنوان «الجزاء» ، وفي هذه الفترة أكبَّ على قراءة كتب المنفلوطي «العبرات- مجدولين – في سبيل التاج ».', 26 => 'وقد كتب إلى أستاذه عمر كردي الأكرم ، وهو في الصف الأول الإعدادي تحت عنوان «تحية يراع»: ', 27 => 'إليه ... إلى مثال النظام ورمزه وعنوان العظمة والعمل .. أرفع هذه النفثة القصيرة من اليراع الطفل والقلم الفتي .. بل هذه الأغرودة النشوانة والنغمة الشجية .. إلى الأستاذ عمر كردي الأكرم :', 28 => 'إن قلت شعراً،قصيد الشعر يخذلني', 29 => 'فالوصف من اسمه الضواع فوّاحا', 30 => 'والدرّ منظوم إعجاب لمرشــدنا', 31 => 'نحو النظام نظام منه قد لاحا', 32 => 'قد لاح في الليل نبراساً لنهضـتنا', 33 => 'وفي النهار إلى الإبداع مصباحا', 34 => 'مصباح هدي وبالفاروق متشح', 35 => 'نال الجزاء فكلّ النفس أفراحا', 36 => 'وفي الصف الثالث الإعدادي نشر دراسة نقدية لديوان «مع الفجر» للشاعر سليمان العيسى في جريدة الشباب الحلبية، وكانت النسخة هدية من أستاذه فاضل ضياء .', 37 => 'وقد أخذت شهرته تزيد يوماً بعد يوم وذلك لما امتاز شعره من حُسن وعذوبة وجمالاً . وفي هذه الفترة كان شعره ينحو نحواً غزلياً ؛ ففي عام 1953م نشر قصيدة بعنوان حُطام «المنديل الأخضر»، ومن أبياتها :', 38 => 'ضمخّتُ قلبي بالشذى وفرشتُ دربي بالمروجْ', 39 => 'وحملتُ منديل المنى وحدي على الدرب البهيج', 40 => 'كيما أناولَ زهرتي رمزاً لأشــــواقٍ تموج', 41 => 'في خافقي ، بصبابتي بيضاً ويا طهـرالثلوج', 42 => 'وفي عام 1954 م بتاريخ الحادي والثلاثين من كانون الثاني نشرت جريدة الجمهور العربي قصيدته العمودية بعنوان «شعر» قال فيها :', 43 => 'يا بسمة الفجر من إشراق دنيانا', 44 => 'يا نغمة الشعر بين الورد سكرانا', 45 => 'قد داعب الحب من قيثارنا وترا', 46 => 'فرتل اللحن , لحن الطهر نشوانا', 47 => 'وغرّد البلبل الصداح منتشياً', 48 => 'فوق الغصون وطاب الهمس ألحانا', 49 => 'حسنا هيّا أقبلي نروي جوانحنا', 50 => 'من خمرة الشوق فالأرواح تهوانا', 51 => 'ورتلّي اللحن , لحنا طال مرقده', 52 => 'بعد الفراق , ولحنا فيه ذكرانا', 53 => 'ثم تابع دراسته في حلب فأتم المرحلة الثانوية في ثانوية المعري ، ثم في ثانوية سيف الدولة ، وأخيراً في ثانوية إبراهيم هنانو .', 54 => 'نال شهادة الدراسة الثانوية الأدبية فرع الآداب واللغات سنة 1957م .', 55 => 'وفي ثانوية المأمون درس على يد الشيخ أحمد عزالدين البيانوني واسماعيل حقي والأديب القاص فاضل ضياء الدين رحمهم الله .. وغيرهم من أساتذة حلب الشهباء الكبار.', 56 => 'وقد جذب الأنظار إليه حين بدأ ينشر في الصحف والمجلات مما فطن له أساتذته مستقبلاً باهراً في عالم الشعر .', 57 => 'وأطلق عليه أستاذه اسماعيل حقي لقب «البحتري الصغير» وكان سعيداً بهذا اللقب فبدأ ينشر ويوقع به تحت ما ينشر ، وأول مجلة نشرت له تحت اسمه ولقبه كانت مجلة (الصاحب) البيروتية لصاحبها حنا غالب ، فنشرت له قطعة من الشعر المنثور بعنوان (مع الطبيعة)، ثم تتالى نشره بهذا اللقب في عدد من الصحف والمجلات المحلية السورية منها جريدة البريد السوري ، ومجلة الجمهور الجديد البيروتية الذي نشر فيها باسم مستعار آخر هو(البلبل المجهول) قصيدة مطلعها :', 58 => 'عيناك سرٌّ ملهم ', 59 => 'في خاطري يتلعثم', 60 => 'وفي المرحلة الثانوية كان يكتب إنتاجه الأدبي في جريدة (الشهاب).', 61 => 'ثم انتقل إلى دمشق ليتابع دراسته في جامعة دمشق في قسم اللغة العربية كلية الآداب بين 1958 حتى عام 1961 حيث نال شهادة الإجازة في الآداب (اللغة العربية).', 62 => 'وبعد ذلك في عام 1962م حصل على أهلية التعليم الثانوية في صورة دبلوم عامة في التربية.', 63 => '== الأعمال التي زاولها ==', 64 => 'عمل في مجال التدريس مدة من الزمن حتى أحيل إلى التقاعد لأسباب صحية خاصّة في تاريخ 15 نيسان 1969م ، وانصرف بعد ذلك إلى الإنتاج الأدبي ، وتدريس بعض الساعات في اللغة العربية تكليفاً حتى عام 1977م ، وبعدها اعتزل التدريس تماماً .', 65 => '== انتاجه الأدبي ==', 66 => 'من أهم أعماله الأدبية المطبوعة عدد من الدواوين الشعرية وهي كالآتي :', 67 => '1- في ظلال الدعوة ، وقد صدر في حلب عام 1956م وكان الشاعر في العشرين من عمره ، ثم صدرت طبعة ثانية منقحة في حماة بنفس العام .', 68 => '2- الصبح القريب ، وقد صدر عام 1959 م وهو في السنة الثانية في قسم اللغة العربية ، وقدم له الأستاذ عصام العطار .', 69 => '3- الله والطاغوت ؛ فقد صدر في 28 آذار 1962 م ، وهو في صف الدبلوم العامة في كلية التربية .', 70 => 'وقد جمع مختارات من شعره في المجموعات الثلاث السابقة بديوان مستقل عنوانه ( اللؤلؤ المكنون ) عام 1962 .', 71 => 'ثم توقف عن الكتابة حتى عام 1971م ؛ فعاد واستأنف إنتاجه الأدبي فأصدر عدداً من المجموعات هي (طاقة الريحان) 1974م، ثم (البنيان المرصوص) عام 1975م ، ثم (اللواء الأبيض) 1978م .', 72 => 'وإلى جانب هذا الإنتاج الشعري كان يكتب في مجلة «حضارة الإسلام» بعض المقالات التي جمعها في ثلاثة كتب نثرية :', 73 => 'أولها : بعنوان (على طريق الوعي الحضاري العربي الإسلامي) .', 74 => 'وثانيها: بعنوان (في رحاب الأدب العربي) ويضم عدداً من المحاضرات الأدبية .', 75 => 'وثالثها : بعنوان (كلمات على طريق الوعي الحضاري) ، طبع في حلب بالمكتبة العربية عام 1978م ، 88 صفحة.', 76 => 'وظلَّ يكتب حتى آواخر عام 1977م حيث صدرت أعماله الشعرية في مجلد واحد، وكذلك صدرت أعماله النثرية موزعة على العناوين الثلاثة السابقة.', 77 => '== شغفه بالقراءة وموسوعيته الثقافية ==', 78 => 'عرف الشاعر بكثرة مطالعاته وقراءاته ؛ فكان يتردد كثيراً منذ شبابه إلى دار الكتب الوطنية في حلب ليقرأ ألواناً مختلفة من الثقافات التاريخية والدينية والأدبية ودواووين الشعراء المحدثين ؛ فكان لذلك الأثر العميق في تنمية موهبته الفطرية المتألقة والمتميزة وزيادة انتاجه الشعري الخصب .', 79 => 'ولعل المادة الثقافية التي أسهمت في بناء ثقافته هي المادة المدرسية ولا سيما في ظل بعض الأساتذة الموهوبين مثل فاضل ضياء الدين ، الذي كان له تأثيره الخاص عليه وعلى تشجيعه لاقتحام الميدان الأدبي بجدارة.', 80 => 'وهو من عشاق القراءة ، إذ يقرأ كل شيء يقع تحت يديه في الأدب والفكر والفلسفة والتاريخ والسياسة، ويتنقل بين العلوم الإسلامية جميعها، وله صحبة طويلة مع الكتاب منذ طفولته وحتى أيامه هذه، فكل وقت لا يكون فيه متكلماً أو مشغولاَ بحاجاته الضرورية يشغله بالقراءة.', 81 => 'ومكتبته حاضرة في ذهنه يستحضر منها ما يشاء ومتى شاء، فهو لا يمتلك مكتبة في بيته، ولكنه جعلها في قلبه وعقله، ويحفظ أسماء الكتب وأسماء المؤلفين وكأن ذلك يتراءى له أمام عينيه، و جُلَّ وقته يقضيه في المركز الثقافي في منبج . ', 82 => 'وعن مهمة الشعر يقول الشاعرفي مقابلة أجراها معه الشاعر عبد الله عيسى السلامة : « مهمة الشعر عندي أن يكون تعبيراً صادقاً عن نفس قائله شريطة أن تتعلق اهتمامات النفس بمعالي الأمور دون سفاسفها وترّهاتها .. ويسلك التعبير مبيناً عن ذلك مسالك شتى سلباً وإيجاباً هدماً أم بناء ، وليست مهمة الشعر ـ تصويراً وتعبيراً ـ أن ينافس الواعظين في توجيههم النبيل لأن الواعظ يناسبه التفصيل والتبسيط أما الشعر فهو لغة الإيماء والإيحاء والتلميح.. » .', 83 => '== صفاته وشخصيته ==', 84 => 'عرف عنه أنه عفيف النفس ، صادق العاطفة ، رقيق القلب ، ولا غرابة في ذلك ؛ فالشعر مرآة روح الشاعر، وصوت فؤاده ، وهمس وجدانه ، وشعره حافل بكل ما يمتاز به من نبوغ وجرأة ومروءة وشمم وإباء .', 85 => 'وهو صاحب القلب السليم الصافي من الضغائن والأحقاد ؛ فعلاقته طيبة مع أبناء مدينته وكل الدعاة والعلماء وطلاب العلم، يسمع من صغيرهم وكبيرهم، ويشجعهم على الكلام ويحضر مجالسهم ومناسباتهم بكل تواضع وسعة صدر .', 86 => 'إنه بحق شاعرٌ مثاليٌ شجاع ، لم يخفْ قوياً ، ولم يتملقْ ثرياً ، ولم يمجد غير البطولات والمروءات والقيم النبيلة في مجتمعه ، وعاش حياة الكفاف ، ولو أراد لتدفقت تحت قدميه ينابيع الغنى والشهرة والجاه ، ولكنه خُلِقَ عزيزاً أبياً فيه من الإنسانية أكرم هباتها ، وأمتن مقوّماتها .', 87 => 'وشخصيته تتميز بذكاء وقدرة على الإبداع واستحضار الحجة ، وحافظة جامعة تجمع أرقاماً وتواريخ وأسماء كتب وأسماء مؤلفين وحوادث تاريخية ومناسبات علمية وأدبية وسياسية ؛ فحياة طويلة عاشها مع كتب الأدب والحكمة والشعر وعلوم الشريعة صقلت شخصيته العلمية ورسمت معالم طريقته الدعوية ، حتى أصبح علماً من أعلام شعراء الدعوة الإسلامية ، وصانعاً من صناع الحياة .', 88 => 'كما أنه كثير الاهتمام بطلاب العلم فيقدم لهم الهدايا المفيدة من كتب ومجلات وأشرطة التي تتوفر عنده . ', 89 => 'والوفاء خصلة منه ، ومن ألطف ما يرويه أبيات تحض على خلق الوفاء والإحسان وهي: ', 90 => 'رأى المجنون في البيداء كلباً ', 91 => 'فجرَّ له من الإحسان ظلا', 92 => 'فلاموه على ما كــان منه', 93 => 'وقالوا قد أنلتَ الكلب نيلا', 94 => 'فقال دعوا الملامة إنَّ عيني', 95 => 'رأتْه مرة في حيِّ ليــلى', 96 => 'ولم يتزوج الشاعر ، فقد آثر العلم على الزواج كما هو شأن بعض العلماء السابقين كالإمام النووي والزمخشري وجمال الدين الأفغاني وابن تيمية وسيد قطب وغيرهم.', 97 => 'ولم يعان أزمة حرية ، لأن الأزمة ليست أزمة حرية إنما هي أزمة أحرار ، ولأن كل مايريد أن يقوله فقد قاله ضمن الشروط التي كانت قائمة في ذلك الزمن ، وعندما ينظر الآن إلى أعماله الشعرية الكاملة ويجد فيها الإشارة إلى بعض الأشخاص أو الرموز التاريخية التي كانت حينها ، أحياناً يتلف هذه النصوص لصلتها بالجانب الشخصي ؛ لأن التجريد عنده أهم بكثير من الشخصنة مهما كان قدرهم ، فأهمية الفكرة أكبر من أهمية الشخص ، إذ لا بد للفكرة من حامل يرفع لوائها .', 98 => 'وهو يردد كثيراً المثل الصيني الذي يقول: (إن ذوي العقول الكبيرة يتناقشون في الأفكار ، وإن ذوي العقول المتوسطة يتناقشون في الأشخاص ، وإن ذوي العقول الصغيرة يتناقشون في الأشياء) ، وقال أحدهم : ( إن العقول إذا ارتقت التقت) .', 99 => 'ويَعْتبِر الشاعر نفسه رائد التوفيق الثوري بين التراث والمعاصرة , متخذاً بذلك شعاراً من قول الإمام علي كرّم الله وجهه : (خير هذه الأمة النمط الأوسط يلحق به التالي ويرجع إليه الغالي ، اليمين مضلّة والشمال مضلّة والجادة هي الوسطى) ، وهذا تفسير لقوله تعالى : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) [البقرة: 143] ؛ فالوسطية التي تجمع بين محاسن أهل اليمين وأهل الشمال هي ما يتحراه في موقفه الحضاري موفقاً بين الولاء للتراث وبين المعاصرة .', 100 => '== أسلوبه الأدبي ومنهجه في الدعوة ==', 101 => 'لقد جمع الشاعر في شخصيته جوانب عدة متنوعة في الأدب والشعر والثقافة والفكر و الدعوة والنشاط الاجتماعي ، وعرف كشاعر وأديب قبل أن يعرف كداعية وخطيب ، إلا أن نشاطه الدعوي غلب على اهتماماته الأخرى ؛ فشغل جلَّ وقته في نشر رسالة الإسلام ، والقيام بدور اجتماعي وتكافلي ضمن حدود استطاعته ، فهو خطيب المجالس وفارس الكلمة وحكيم الدعوة، شغل نفسه بالدعوة على طريقته المميزة بالحكمة والكلمة الطيبة والموعظة الحسنة ، ويسانده في ذلك أدب وفكر وفلسفة وثقافة متنوعة لا يجاريه بها أحد من معاصريه .', 102 => 'ومن يستمع لحديثه يشعر بالمتعة ؛ لسعة اطلاعه وغزارة أفكاره التي يلقيها موثقة مهذبة منمقة ، وهو يمتاز بذاكرة قوية فذة ، فكثيراً ما نجده يستحضر حوادث عاشها منذ زمن طويل وكأنها ماثلة أمام عينيه .', 103 => 'وقد برز في جانب الدعوة إلى الله بشكل كبير ، فهو يعتبر كل مسجد أو مجلس عزاء أو فرح منبراً له ، بكلامه العذب الذي يوقظ الوجدان ويشحن العقول ويهذب النفوس، فإذا تكلم سحر الناس بأدبه وحكمته، بلغة فصيحة وعبارات متناسقة وبلاغة جلية، بلا تكلف أو تصنع ، مردداً قول القائل: ', 104 => 'ولست بنحوي يلوك لسانه ', 105 => 'ولكن سليقي أقول فأعرب', 106 => 'وما عرف عنه أنه تلكأ في الكلام أو تعثر في العبارة أو خطأ في النحو ، فهو أستاذ الأدب ومدرس اللغة العربية سابقاً، وشاعر الكلمة وفارس البيان .', 107 => 'وغالباً ما يشتمل حديثه على الرواية و الدراية، فيذكر أحاديث النبي^ التي تناسب المقام الذي هو فيه ، ثم ينتقل إلى جانب الدراية والفهم، وذلك من خلال شرح الأحاديث وبيان دقائق العلم التي تتصل بها. ', 108 => 'وله حوارات كثيرة وندوات متعددة ، ولا يخلو يومه من مناسبة أو أكثر يكون فيها متكلماً وداعية، بل ربما تمر عليه أيام يحضر في اليوم الواحد منها أربع أو خمس مناسبات، ولا يحضر مجلساً إلا وله الحظ الأوفر من الكلام .', 109 => 'وقد نهج في السنوات الأخيرة من مسيرة الدعوة طريقة السؤال والجواب ، لإثارة الانتباه ، و ترسيخ العلم ، وتشجيع طلاب العلم على البحث والدراسة وأسلوب الحوار وتبادل الآراء وتوصيل الأفكار بشكلها الصحيح، فكان يطلب من أحد طلاب العلم الموجودين في أي مجلس من المجالس التي يحضرها أن يسأله ، لبيادر بالإجابة بعيداً عن المسائل الخلافية أو دقائق الفقه ، بل في الفكر والدعوة والحضارة ، وكأنه قد بنى أكاديمية يسألونك في الدين والحضارة والحياة .', 110 => '== نفحات من شعره ==', 111 => 'امتزج شعره باللون الاجتماعي, والسياسي معاً ضمن إطار التزامه بالنهج الإسلامي .', 112 => 'وفي قصيدته العذبة الفتية يروي لنا شاعرنا قصة بدر تحت عنوان «العصبة المسلمة » :', 113 => false, 114 => 'وبدر أي وهج في سناها', 115 => 'أضاء القلبَ فاستوحى هداها', 116 => 'وذكرني بصورة مصطفاها', 117 => 'يقود المؤمنين إلى علاها', 118 => 'إلى الفوز المبين إلى التفاني', 119 => 'إلى قمم الجهاد , إلى ذراها', 120 => 'وذكرني دعاء في لظاها', 121 => 'يموج بلهفة رحبٍ مداها', 122 => 'تهزّ النفسَ حرقة مجتباها', 123 => 'يناجي فاطرَ الكون الإلها', 124 => 'إلهي لستَ تُعبد إن أتاها', 125 => 'هلاك يا إلهي أو عراها', 126 => 'فهذي قلة نذرتْ قواها', 127 => 'لدعوتها , ولن ترضى سواها', 128 => false, 129 => 'وله قصيدة نقدية بعنوان «الله والطاغوت» ضمن ديوانه «اللؤلؤ المكنون»، ومنها اخترت هذه الأبيات :', 130 => false, 131 => 'تاه الدليلُ فلا تعجبْ إذا تاهوا', 132 => 'أو ضيَّعَ الركبَ أشباحٌ وأشباهُ', 133 => 'تاه الدليلُ فلا تعجب إذا تركوا', 134 => 'قصد السبيل وحادوا عن سجاياه', 135 => 'والشعر إن لم تلح في التيه جذوته', 136 => 'نوراً مبيناً فلا كانت عطاياه', 137 => false, 138 => 'وقد تمَّ قبل سنوات تكريمه من قبل مديرية الثقافة بحلب بالتعاون مع المركز الثقافي في منبج في تاريخ 3/12/2007م ، وسميت مكتبة المركز الثقافي بمنبج باسمه .', 139 => false, 140 => 'ومن أجمل ما قال في قصيدته الحرف والمعركة :', 141 => false, 142 => 'رسالة الحرف تأبى أن نضيعها ', 143 => 'سدى هباء مع الأوهام لاهينا', 144 => 'لا لن نمرغ في الأوحال فطرتنا', 145 => 'ما دام نور كتاب الله يهدينا', 146 => false, 147 => '== وفاته ==', 148 => 'توفي رحمه الله تعالى في صباح يوم الثلاثاء 25 ربيع الأول 1437هـ الموافق لـ 5 /1 / 2016م ، ودفن في مقبرة الشيخ عقيل المنبجي في مدينة منبج بريف حلب الشرقي .', 149 => false, 150 => '== المراجع ==', 151 => '1- قام بعرض الترجمة على الشاعر معدها (أ/محمود الكسر) من خلال لقائه به في مدينة منبج بتاريخ 22/ 7/ 2007م الموافق 8 رجب 1428هـ .', 152 => false, 153 => '2- معجم الأدباء الإسلامين المعاصرين (3/1147). ', 154 => false, 155 => '3- كتاب (محمد منلا الغزيل في ظلال الدعوة للأستاذ عبدالله الطنطاوي ).', 156 => false, 157 => '4- علماء وأعلام تركوا بصماتهم للدكتور إبراهيم الديبو.' ]
السطور المزالة في التعديل (removed_lines)
[ 0 => '{{مقالة غير مراجعة|تاريخ=أبريل 2015}}', 1 => '{{نهاية مسدودة|تاريخ=أبريل 2015}}', 2 => '{{يتيمة|تاريخ=أبريل 2015}}', 3 => '٭٭محمد منلا غزيل٭٭ (سورية).ولد عام 1936 في منبج.حصل على الشهاد ة الابتدائية من مدرسة نموذج منبج 1950, والإعدادية من حلب 1954, والثانوية من ثانوية إبراهيم هنانو بحلب 1957, وعلى الإجازة في الآداب - قسم اللغة العربية من جامعة دمشق 1961, وعلى دبلوم عامة في التربية من كلية التربية بجامعة دمشق 1962 . عـمــل مدرساً للغة العربية في ثانويات محافظة حلب 62 - 1969, ثم أحيل إلى التقاعد لأسباب صحية.دواوينه الشعرية: في ظلال الدعوة 1956- الصبح القريب 1959 - الله والطاغوت 1962 - اللؤلؤ المكنون 1962 - طاقة الريحان 1974 - البنيان المرصوص 1975 - الأعمال الشعرية الكاملة 1978.عنوانه: شارع الشيخ عقيل المنبجي - منبج.', 4 => '٭دواوينه الشعرية: في ظلال الدعوة 1956- الصبح القريب 1959 - الله والطاغوت 1962 - اللؤلؤ المكنون 1962 - طاقة الريحان 1974 - البنيان المرصوص 1975 - الأعمال الشعرية الكاملة 1978.عنوانه: شارع الشيخ عقيل المنبجي - منبج....', 5 => 'من قصيدة٭: ٭الـعـطـايـــــا الخــمــــــــس٭', 6 => 'يا سيدي يا رسول الله يسعدنا_________________________', 7 => 'في يوم ذكراك إنشاد وتعبيرُ_________________________', 8 => 'نستلهم الهدْي من أسمى مطالبه_________________________', 9 => 'حتى يفيض على آفاقنا النور_________________________', 10 => 'أوتيت خمسا من الرحمن خالصة_________________________', 11 => 'جرى بها بجلال السبق تقدير_________________________', 12 => 'أوتيت خمسا ولم يُعط الذين خلوْا_________________________', 13 => 'ما حازه مجتبًى بالفضل مغمور____________', 14 => 'فلنقتبس في رحاب الأنس جذوتها_________________________', 15 => 'وليشمخ الحق ولتُمحَ الأساطير_________________________', 16 => '   ', 17 => 'هذا نبي البيان السمح خالصه_________________________', 18 => 'جوامع الكلم المثلى تباشير_________________________', 19 => 'هذا لسان مبين طاب منطقه_________________________', 20 => 'وليخرس الإفك والبهتان والزور_________________________', 21 => 'بُعثت للناس كل الناس قاطبة_________________________', 22 => 'فذاقت الرحمة الحسنى جماهير_________________________', 23 => 'بعثت للناس نبراسا يوجههم_________________________', 24 => 'فهل تعوق الهدى تلك الدياجير?_________________________', 25 => 'وكانت الأرض للعبّاد مسجدهم_________________________', 26 => 'طاب الصعيد, ودين الله تيسير_________________________', 27 => 'وكانت الأرض للرواد منطلقاً_________________________', 28 => 'نحو الجهاد فتطهير وتحرير_________________________', 29 => 'نصرت بالرعب فالطغيان منحسر_________________________', 30 => 'والشرك مندثر والكفر مدحور_________________________', 31 => 'نصرت بالرعب فلتعلن مجلجلة_________________________', 32 => 'أصوات جيشك أن الحق منصور_________________________', 33 => 'أما الشفاعة وا شوقاً لنفحتها_________________________', 34 => 'يوم الحساب ويا نُعمى المقادير_________________________', 35 => 'أما الشفاعة فالمختار صاحبها_________________________', 36 => 'وا فرحةَ القلب إن الذنب مغفور_________________________', 37 => 'ياسيدي يارسول الله نطلقها_________________________', 38 => 'في أفق نجواك شمَّأخ بها الطور_________________________', 39 => 'كأنها النار في أعلى ذؤابتها_________________________', 40 => 'إشعاعُها الفذ تهليل وتكبير_________________________', 41 => 'لئن أضل الهوى عبّاده سفهاً_________________________', 42 => 'وغرَّ مخمورَهم تلك السمادير_________________________', 43 => 'لقد عرفنا سبيل الله واضحة_________________________', 44 => 'ما غرّنا في خلال التيه تخدير_________________________', 45 => '[[تصنيف:شخصية]]' ]
ما إذا كان التعديل قد تم عمله من خلال عقدة خروج تور (tor_exit_node)
0
طابع زمن التغيير ليونكس (timestamp)
1452079824