|
|
|
[13] عوض خليفات – نشأة الحركة الإباضية</ref><ref>الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 134) ط دار الكتب العلمية – بيروت.</ref> |
|
[13] عوض خليفات – نشأة الحركة الإباضية</ref><ref>الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 134) ط دار الكتب العلمية – بيروت.</ref> |
|
|
|
|
|
|
<ref>التاريخ الكبير للبخارى (2/1/204)</ref><ref>سير أعلام النبلاء (4/481، 483)</ref><ref>تهذيب التهذيب لابن حجر (2/38، 39)</ref> وقال ابن حجر: "الجوفي بفتح الجيم وسكون الواو بعدها فاء البصري مشهور بكنيته ثقة فقيه من الثالثة مات دون المائة سنة ثلاث وتسعين ويقال ثلاث ومائة"<ref>تقريب التهذيب (865)</ref> |
|
== نشأته == |
|
|
ولد عام 21 هجري '''على الأرجح''' زمن خلافة [[عمر بن الخطاب]] '''''رضي الله عنه''''' في منطقة تسمى الجوف، قيل إنها في عمان وقيل إنها في البصرة، وكان استقراره بالبصرة كعادة كثير من أهل بلاده، متنقلا بينها وبين الحجاز حتى اختلط بأهلها وعاينهم وعاينوه.<ref>التاريخ الكبير للبخارى (2/1/204)</ref><ref>سير أعلام النبلاء (4/481، 483)</ref><ref>تهذيب التهذيب لابن حجر (2/38، 39)</ref> وقال ابن حجر: "الجوفي بفتح الجيم وسكون الواو بعدها فاء البصري مشهور بكنيته ثقة فقيه من الثالثة مات دون المائة سنة ثلاث وتسعين ويقال ثلاث ومائة"<ref>تقريب التهذيب (865)</ref> |
|
|
|
|
|
|
== شيوخه == |
|
== شيوخه == |
|
|
|
|
|
|
في البصرة أخذ يتزود بالعلم والمعرفة وخصوصا ما يتعلق بعلوم القرآن والحديث وما يتصل بهما وقد تتلمذ على أيدي كثير من الصحابة والتابعين وأخذ عنهم الحديث والتفسير واللغة والأدب. ومن أبرز الصحابة الذين أخذ عنهم عائشة أم المؤمنين، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن مسعود، وأنس بن مالك، وأبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله وغيرهم. اشتهر بالحرص الشديد في طلب العلم فكان يكثر من الأسفار في سبيل ذلك، وكان ينتهز موسم الحج للقاء الصحابة والعلماء، فقد ذكر الدرجيني[1] أنه كان يحج كل سنة، وكانت له ناقة سافر عليها أربعة وعشرين سفرة ما بين حجة وعمرة. |
|
كانت البصرة آنذاك من حواضر العالم الإسلامي التي سكن بها جملة من الصحابة والتابعين، فأخذ الإمام جابر ينهل من معين الصحابة منتقلا بين البصرة والحجاز لطلب العلم حتى قال عنه عبد الله بن عباس '''"لو نزل أهل البصرة عند قول جابر بن زيد لأوسعهم عما في كتاب الله علما"'''، وكان جابر من أخص تلاميذ عبد الله بن عباس، وممن أخذ عنهم عائشة أم المؤمنين، ، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن مسعود، وأنس بن مالك، وأبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله وغيرهم. اشتهر بالحرص الشديد في طلب العلم فكان يكثر من الأسفار في سبيل ذلك، وكان ينتهز موسم الحج للقاء الصحابة والعلماء،. وهو صاحب صلات قوية بعلماء عصره كعكرمة مولى ابن عباس ومحمد بن سيرين وصديقه الحميم الحسن البصري. حتى أنه سئل عند موته ما تشتهي ، عن ثابت البناني قال دخلت على جابر بن زيد وقد ثقل قال فقلت له ما تشتهي قال نظرة من الحسن قال فأتيت الحسن وهو في منزل أبي خليفة فذكرت ذلك له فقال اخرج بنا إليه قال قلت إني أخاف عليك قال إن الله سيصرف عني أبصارهم قال فانطلقنا حتى دخلنا عليه قال فقال له الحسن يا أبا الشعثاء قل لا إله إلا الله قال فقال يوم يأتي بعض آيات ربك قال فتلا هذه الآية قال فقال له الحسن إن الإباضية تتولاك قال فقال أبرا إلى الله منهم قال فما تقول في أهل النهر قال فقال أبرأ إلى الله منهم قال ثم خرجنا من عنده فجيء له به، ولما دُفِن وقف الحسن البصري على قبره فقال:" اليوم دفن رباني هذه الأمة.<ref>الطبقات الكبرى - ابن سعد (7/ 182)</ref><ref>الطبقات الكبرى - ابن سعد (7/ 179)</ref><ref>تهذيب الكمال - المزي (4/ 435)</ref> |
|
|
|
|
|
|
عاش في زمن الحسن البصري وعمرو بن دينار، وكان صديقا حميما للحسن البصري حتى أنه سئل عند موته ما تشتهي قال (إني لأشتهى رؤية الحسن البصري قبل أن أموت) فجيء له بالحسن البصري.<ref>أبو العباس الدرجيني: كتاب الطبقات. الجزء الثاني |
|
|
|
|
|
[2] أبو نعيم: حلية الأولياء . الجزء الثالث صفحة 85 |
|
|
|
|
|
[3] ابن القيم: أعلام الموقعين |
|
|
|
|
|
[4] عوض خليفات : نشأة الحركة الإباضية صفحة 93 -95 |
|
|
|
|
|
[5] عوض خليفات : نشأة الحركة الإباضية صفحة 95 |
|
|
|
|
|
[6] يحي بكوش – فقه الإمام جابر |
|
|
|
|
|
[7] يحي بكوش – فقه الإمام جابر |
|
|
|
|
|
[8] رسائل الإمام جابر – مخطوطة |
|
|
|
|
|
[9] أبويعقوب الوارجلاني – من وارجلان بالجزائر، من علماء الإباضية البارزين له عدة مؤلفات منها الدليل والبرهان والعدل والإنصاف وهو الذي رتب مسند الإمام الربيع على النحو المعروف الآن. |
|
|
|
|
|
[10] الدليل والبرهان – الوارجلاني :تقر عن فقه جابر بن زيد ليحي بكوش |
|
|
|
|
|
[11] عمرو خليفة النامي: مقدمة أجوبة ابن خلفون |
|
|
|
|
|
[12] أبو زكرياء: السير ة وأخبار الأئمة وكذلك طبقات الدرجيني |
|
|
|
|
|
[13] عوض خليفات – نشأة الحركة الإباضية</ref><ref>الطبقات الكبرى - ابن سعد (7/ 182)</ref><ref>الطبقات الكبرى - ابن سعد (7/ 179)</ref><ref>تهذيب الكمال - المزي (4/ 435)</ref> |
|
|
|
|
|
== مكانته العلمية وتلاميذه == |
|
== مكانته العلمية وتلاميذه == |
|
|
|
|
|
روى أبو نعيم في الحلية أقوالا لكثير ممن عاصروه تشيد بمكانته العلمية وزهده في الدنيا ومن ذلك ما قاله [[عمرو بن دينار]] وهو أحد علماء التابعين : (ما رأيت أحدا أعلم بالفتوى من '''جابر بن زيد''')، وكان [[إياس بن معاوية]] وهو قاضي [[البصرة]] في عهد [[عمر بن عبد العزيز]] يقول : (أدركت أهل [[البصرة]] ومفتيهم '''جابر بن زيد'''). أما [[عبد الله ابن عباس]] فكان يقول : (لو أن أهل [[البصرة]] نزلوا عند قول '''جابر بن زيد''' لأوسعهم علما عما في كتاب الله)، كما وصفه (ابن عمر) أنه من فقهاء [[البصرة]] البارزين بينما قال عنه قتادة: (إنه عالم العرب). ويصفه [[أبو نعيم الأصبهاني]] بقوله : (كان للعلم عينا معينا، وركنا مكينا، وكان إلى الحق آيبا، ومن الخلق هاربا). |
|
روى أبو نعيم في الحلية أقوالا لكثير ممن عاصروه تشيد بمكانته العلمية وزهده في الدنيا ومن ذلك ما قاله عمرو بن دينار وهو أحد علماء التابعين : (ما رأيت أحدا أعلم بالفتوى من جابر بن زيد)، وكان إياس بن معاوية وهو قاضي البصرة في عهد عمر بن عبد العزيز يقول : (أدركت أهل البصرة ومفتيهم جابر بن زيد). أما ابن عباس فكان يقول : (لو أن أهل البصرة نزلوا عند قول جابر بن زيد لأوسعهم علما عما في كتاب الله)، كما وصفه ابن عمر (أنه من فقهاء البصرة البارزين) بينما قال عنه قتادة: (إنه عالم العرب) . ويصفه أبو نعيم الأصبهاني بقوله : (كان للعلم عينا معينا، وركنا مكينا، وكان إلى الحق آيبا، ومن الخلق هاربا)[2]. |
|
|
|
|
كما ذكره (ابن القيم) في أعلام الموقعين عند ذكره للبصرة فذكر من فقهائها المفتين '''جابر بن زيد'''. |
|
|
|
كما ذكره ابن القيم في أعلام الموقعين بعد ما ذكر المفتين من الصحابة ذكر المفتين من التابعين فابتدأ بالمدينة وفقهائها، وثنى بمكة المكرمة وفقهائها ثم ثلّث بالبصرة وذكر من فقهائها المفتين جابر بن زيد[3]. |
|
ووردت إشارات بمكانته العلمية عند '''السيوطي''' و'''ابن حجر''' وقال عنه '''ابن تيمية''' بأنه أعلم الناس في زمانه. |
|
|
|
|
|
|
ولذلك يعتبر جابر بن زيد من أبرز علماء البصرة في عصره وأجمع علماء الحديث على عدالته وضبطه. فقد روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ومجموعة من المفسرين. ووردت إشارات بمكانته العلمية عند السيوطي وابن حجر وقال عنه ابن تيمية بأنه أعلم الناس في زمانه. |
|
|
|
|
|
ونظرا لهذه المكانة العلمية لجابر بن زيد فلم يستطع أحد أن يقدح فيه إلا أن بعض المؤرخين أنكروا علاقته بالإباضية واستندوا على روايات ضعيفة أو مكذوبة تقول بأنه تبرأ من الإباضية قبل موته، واستند كل متحامل على الإباضية على هذه الروايات ليبعد الإباضية عن جابر بن زيد. ومنهم من قال بأن جابر بن زيد المحدث والتابعي المشهور غير جابر بن زيد شيخ الإباضية. وقد قام الدكتور عوض خليفات في كتابه " نشأة الحركة الإباضية" بالرد على هذه الشبهات وتحليلها[4] وانتهى إلى القول : (بعد هذا العرض والتحليل يبدو أن إنكار جابر لعلاقته بالإباضية كما توردها بعض المصادر السنية إنما اخترعت من بعض رواة السّنة الذين يرون جابر شيخا جليلا ومحدثا ثقة، وبالتالي فيجب عدم إلصاق تهمة الإباضية به حتى يعتبر مجروحا، وخاصة أن نقدة الحديث قد رفضوا روايات "أصحاب البدع"، ثم قال يتضح مما سبق أن جابر بن زيد كان وثيق الصلة بالحركة الإباضية منذ وقت مبكر، وكان له دور كبير في تنظيم الحركة وتطورها[5]. |
|
|
تتلمذ على يده الكثير من العلماء من أمثال: أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة، وتميم بن حويص الأزدي، وعاتكة بنت أبي صفرة. |
|
|
|
|
|
<ref>أبو العباس الدرجيني: كتاب الطبقات. الجزء الثاني |
|
|
|
|
|
[2] أبو نعيم: حلية الأولياء . الجزء الثالث صفحة 85 |
|
|
|
|
|
[3] ابن القيم: أعلام الموقعين |
|
|
|
|
|
[4] عوض خليفات : نشأة الحركة الإباضية صفحة 93 -95 |
|
|
|
|
|
[5] عوض خليفات : نشأة الحركة الإباضية صفحة 95 |
|
|
|
|
|
[6] يحي بكوش – فقه الإمام جابر |
|
|
|
|
|
[7] يحي بكوش – فقه الإمام جابر |
|
|
|
|
|
[8] رسائل الإمام جابر – مخطوطة |
|
|
|
|
|
[9] أبويعقوب الوارجلاني – من وارجلان بالجزائر، من علماء الإباضية البارزين له عدة مؤلفات منها الدليل والبرهان والعدل والإنصاف وهو الذي رتب مسند الإمام الربيع على النحو المعروف الآن. |
|
|
|
|
|
[10] الدليل والبرهان – الوارجلاني :تقر عن فقه جابر بن زيد ليحي بكوش |
|
|
|
|
|
[11] عمرو خليفة النامي: مقدمة أجوبة ابن خلفون |
|
|
|
|
|
[12] أبو زكرياء: السير ة وأخبار الأئمة وكذلك طبقات الدرجيني |
|
|
|
|
|
[13] عوض خليفات – نشأة الحركة الإباضية |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
</ref><ref>"التاريخ الكبير" (2 / 204).</ref> |
|
ونظرا لهذه المكانة العلمية '''لجابر بن زيد''' فلم يستطع أحد أن يقدح فيه إلا أن المؤرخين أنكروا علاقته ب[[إباضية|الإباضية]] واستندوا على روايات صحيحة ومسندة تقول بأنه تبرأ من [[إباضية|الإباضية]] ومن هذه الروايات قال الإمام [[محمد بن إسماعيل البخاري|البخاري]]: وَقَالَ لنا علي حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: قلت لعمرو: سمعت من أَبِي الشعثاء من أمر [[إباضية|الإباضية]] ، أو شيئا مما يَقُولُون؟ فَقَالَ: ما سمعت منه شيئا قط ، وما أدركتُ أحدا أعلم بالفتيا من '''جَابِر بْن زيد'''.<ref>"التاريخ الكبير" (2 / 204).</ref> |
|
|
|
|
|
|
|
<ref>{{مرجع ويب |
|
من أشهر تلامذته: عامر بن شراحيل الشعبي و وإبراهيم النخعي وشعبة بن الحجاج وعمرو بن دينار الجمحي وإسماعيل بن ثوبان الأسدي وجامع بن شداد المحاربي وخالد الحذاء البصري وسالم بن أبي الجعد الأشجعي وسليمان بن طرخان التيمي وسماك بن حرب الذهلي<ref>{{مرجع ويب |
|
|
| url = http://library.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=2063 |
|
| url = http://library.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=2063 |
|
| title = معلومات الراوي - إسلام ويب islamweb.net |
|
| title = معلومات الراوي - إسلام ويب islamweb.net |
|
|
|
== دور الإمام جابر السياسي والدعوي == |
|
== دور الإمام جابر السياسي والدعوي == |
|
|
|
|
|
عاصر '''جابر بن ''زيد''' الظروف السياسية التي مرت بالأمة الإسلامية منذ الثلث الثاني من القرن الأول الهجري، فقد كان في سن الإدراك عندما حدثت الفتن بين الصحابة ابتداء من قتل الخليفة [[عثمان (توضيح)|عثمان]]، ثم [[معركة الجمل|موقعة الجمل]] و[[وقعة صفين|صفين]] والتحكيم وعندما بدأ الخط الإسلامي ينحرف عن مساره الصحيح، بدأ في وقت مبكر يدعو إلى القضاء على بدعة الملك ال[[خلافة أموية|أموي]] وإلى التمسك بنظام الشورى. |
|
عاصر جابر بن زيد الظروف السياسية التي مرت بالأمة الإسلامية منذ الثلث الثاني من القرن الأول الهجري، فقد كان في سن الإدراك عندما حدثت الفتن بين الصحابة ابتداء من قتل الخليفة عثمان رضي الله عنه، ثم موقعة الجمل وصفين والتحكيم وعندما بدأ الخط الإسلامي ينحرف عن مساره الصحيح، بدأ في وقت مبكر يدعو إلى القضاء على بدعة الملك الأموي وإلى التمسك بنظام الشورى . |
|
|
|
|
|
|
توجد عدة روايات في كتب التاريخ الإباضي تشير إلى وجود علاقات متينة بين أبي بلال مرداس وجابر بن زيد حتى أن كثيرا من المصادر الإباضية تجمع على أنهما كانا قليلا ما يفترقان. وبعض الروايات تفيد أن أبا بلال كان لا يبرم أمرا إلا بعد استشارة جابر. فكانا يخرجان سويا إلى مكة ويلتقيان بابن عباس وعائشة أم المؤمنين. ويبدو مما سبق أن جابر بن زيد انضم في وقت مبكر إلى جماعة القعدة التي كان يتزعمها أبو بلال مرداس بن أدية والتي كان من أهم مبادئها الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة دون التعرض للناس أو رفع السيف في وجه أحد. ورغم العلاقة الوطيدة بينهما إلا أن جابر بن زيد لم يشترك في الأحداث السياسية التي جرت في تلك الفترة من التاريخ الإسلامي فقد تجنب أي احتكاك معاد مع السلطة الأموية، ولم ينقل أنه تعرض لأي أذى قبل أن يتولى الحجاج ولاية العراق على الرغم من أن كثيرا من أصحابه أمثال أبي بلال وأبي سفيان قد تعرضوا لأذى الأمويين منذ عهد زياد بن أبيه. |
|
كان اشتغال الإمام جابر بالفقه والتنظير فانصرف لذلك عن ظهوره أمام الناس زعيما سياسيا، ومع ذلك لم يغب عن المشهد السياسي في عصره، فارتبط جابر بن زيد بالمحكمة الأوائل كالإمام أبي بلال مرداس بن حدير، وقد كان بلال من شوقه يخرج من عند أبي الشعثاء جابر بن زيد بعد العتمة، ثمَّ يأتيه قبل الصبح فيصلي معه، فيقول له جابر: يا أخي شققت على نفسك! فيقول: والله لقد طال ما هبت نفسي بلقاك شوقًا إليك حتى آتيك<ref>بيان الشرع؛محمد بن إبراهيم الكندي ، ج5</ref>، |
|
|
وبعض الروايات تفيد أن '''أبا بلال''' كان لا يبرم أمرا إلا بعد استشارة جابر. فكانا يخرجان سويا إلى [[مكة]] ويلتقيان ب[[عبد الله ابن عباس]] و[[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]] أم المؤمنين،يقول أبو سفيان محبوب بن الرُّحَيل: “دخل جابر وأبو بلال على عائشة فعاتباها على ما كان منها يوم الجمل فاستغفرت وتابت”. كما أنَّ عبد الله بن إباض لا يصدر إلا عن رأيه<ref>السير؛ أبي العباس أحمد الشماخي.</ref>. |
|
|
ويبدو مما سبق أن '''جابر بن زيد''' انضم في وقت مبكر إلى جماعة القعدة التي كان يتزعمها [[أبو بلال مرداس]] بن أدية والتي كان من أهم مبادئها الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة دون التعرض للناس أو رفع السيف في وجه أحد، |
|
|
|
|
|
|
|
واستمر جابر بن زيد يدعو إلى الإلتزام بالدين الإسلامي بالحكمة ويندد بالمنحرفين عنه بهدوء دون إثارة شغب أو دعوة إلى الثورة فكان يواجه الانحراف في الفكر والسلوك الذي ظهر في تلك الفترة، فقد عاش في فترة اتسمت بالبطش والظلم في البصرة منذ أن تولي العراق عبيد الله بن زياد إلى أن جاء الحجاج بن يوسف الثقفي. ومع التزامه الحكمة في الدعوة إلا أنه لم ينج من بطش الحجاج فسجنه فترة ثم نفاه إلى عُمان. |
|
يقول يحيى بن معين: “وكان جابر بن زيد إباضِيَّا"<ref>الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ( جزء 5،صفحة 93 )</ref>، فالإمام جابر صاحب مدرسة فكرية مستقلة تعد أقدم المذاهب الإسلاميَّة، فإليه ترجع جذور تنظير قواعد أهل الحق والاستقامة أو ما عرفت بعد ذلك بالإباضِيَّة وفق أسس علمية رصينة ومنهج مدروس وتنظيم محكم قائم على السرية والكتمان وإعداد الدعاة، وعدم الاصطدام المباشر بالدولة الأموية،وقد عرض له الحجاج والي العراق القضاء فأبى، ورغم ذلك فقد تعرض الإمام للسجن والأذى والنفي من قبل ولاتها. |
|
|
ومع سياسة الإمام جابر الحذرة تجاه الدولة كان حريصًا على وحدة المسلمين وجمع شملهم فكان يصلي الجمعة خلف الجبابرة ويأمر أصحابه بذلك ويقول: إنها صلاة جامعة وسنة متبعة. |
|
|
|
|
|
|
|
ونظرا لمكانة جابر العلمية فقد أصبح له دور في توجيه الأحداث من مدينة البصرة وكان كثير الاتصال بأهل الدعوة رجالا ونساء يزورهم في بيوتهم ومساجدهم لغرض تعليمهم وتعهدهم بالموعظة والدعوة إلى الله. |
|
لم تقتصر جهود '''جابر بن زيد''' على الرجال وحدهم بل تعداهم إلى النساء، تقول هند بنت المهلب: “كان جابر بن زيد أشد الناس انقطاعًا إلي وإلى أمي، وكان لا يعلم شيء يقربني إلى الله -عزَّ وجلَّ- إلا أمرني به، ولا شيء يباعدني عنه إلا نهاني عنه، وكان ليأمرني أين أضع الخمار”، وتضع يدها على جبهتها. |
|
|
|
|
|
|
|
وقد وجه جابر بن زيد قسما من جهوده إلى إقناع بعض آل المهلب للانضمام إلى دعوته، وهذه القبيلة هي زعيمة الأزد العُمانيين في العراق وقد بلغوا بكفاءتهم أن تولوا مناصب في أجهزة الدولة الأموية، ولعل ذلك أكسبه تغطية إزاء أمراء الأمويين، وسترا يقيه من أن يتعرضوا له بأذى، واستمر الحال كذلك إلى أن انقلب الحجاج على آل المهلب فانكشف جابر وأدخل السجن[6]. |
|
وله مراسلات مع كثير من أصحابه وتلاميذه في مختلف البقاع تظهر فيها حكمته وحسن تدبيره، وكانت تتخلل رسائله المواعظ الإيمانية والتذكرة بالآخرة والاستعداد للحساب. يبدو ذلك من رسائله إلى [[سالم بن ذكوان]] و[[طريف بن خليد]] و[[الحارث بن عمر]] و[[عبد الملك بن المهلب]] و [[عبد الله بن يحيى الكندي]]، ومع ذلك كان شديد الحذر في اتصاله بأصحابه حتى لا يتنبه إليه أحد من السلطة الأموية فكان مما كتب إلى [[عبد الملك بن المهلب]] في إحدى رسائله: (اكتب إلي بما كانت لك من حاجة في سر وثقة، فإنك قد علمت الذي نحن فيه وما نتخوف من الذي يطلب العلل علينا). وفي رسالته إلى [[الحارث بن عمر]] كتب يقول: (واعلم أنك أصلحك الله بأرض أكره أن تذكر لي فيها اسما، فلا ترو شيئا مما كتبت إليك). |
|
|
|
|
|
|
|
لم تقتصر جهود جابر بن زيد على الرجال وحدهم بل تعداهم إلى النساء، فتوجد معلومات تدل على وجود عدد من المهلبيات في صفوف الحركة وأنهن بذلن أموالا طائلة وجهودا كبيرة لنصرتها وكان الإمام جابر يزورهن ويستفتينه ويجيب على أسئلتهن، وممن كان يزورهن عاتكة بنت المهلب بن أبي صفرة وكانت تسأله عن مسائل في الدين[7]. |
|
كما كانت له رسائل إلى العلماء يأمرهم فيها بالمعروف وينهاهم عن المنكر. فقد ذكر [[أبو يعقوب الوارجلاني]] في الدليل والبرهان أن [[ابن شهاب الزهري]] عندما أخذ يدخل إلى بيوت الأمراء ويتردد عليهم استنكر العلماء ذلك عليه وخاصة عندما أصبح وزيرا لل[[الوليد بن عبد الملك|وليد بن عبد الملك]] فقد أرسل إليه '''جابر بن زيد''' رسالة يؤنبه على فعلته تلك. وذكر أن ممن كتب إليه وهب بن منبه، وأبو حازم فقيه المدينة من جملة مائة وعشرين فقيها من الفقهاء. وقال أبو يعقوب : (وقفت على كتب هؤلاء الثلاثة)]. |
|
|
|
|
|
|
كما كانت له مراسلات مع كثير من أصحابه وتلاميذه في مختلف البقاع، فكان يجيب على أسئلتهم التي ترده منهم، وكانت تتخلل رسائله المواعظ الإيمانية والتذكرة بالآخرة والاستعداد للحساب. يبدو ذلك من رسائله إلى سالم بن ذكوان وطريف بن خليد والحارث بن عمر وعبد الملك بن المهلب وغيرهم. وكان شديد الحذر في اتصاله بأصحابه حتى لا يتنبه إليه أحد من أهل البغي فكان مما كتب إلى عبد الملك بن المهلب في إحدى رسائله: (اكتب إلي بما كانت لك من حاجة في سر وثقة، فإنك قد علمت الذي نحن فيه وما نتخوف من الذي يطلب العلل علينا). وفي رسالته إلى الحارث بن عمر كتب يقول: (واعلم أنك أصلحك الله بأرض أكره أن تذكر لي فيها اسما، فلا ترو شيئا مما كتبت إليك) [8]. |
|
|
|
|
|
كما كانت له رسائل إلى العلماء يأمرهم فيها بالمعروف وينهاهم عن المنكر. فقد ذكر أبو يعقوب الوارجلاني في الدليل والبرهان أن ابن شهاب الزهري عندما أخذ يدخل إلى بيوت الأمراء ويتردد عليهم استنكر العلماء ذلك عليه وخاصة عندما أصبح وزيرا للوليد بن عبد الملك فقد أرسل إليه جابر بن زيد رسالة يؤنبه على فعلته تلك. وذكر أن ممن كتب إليه وهب بن منبه، وأبو حازم فقيه المدينة من جملة مائة وعشرين فقيها من الفقهاء. وقال أبو يعقوب[9] : (وقفت على كتب هؤلاء الثلاثة)[10]. |
|
|
|
|
|
كان يصلي الجمعة خلف زياد بن أبيه وولده عبيد الله وخلف الحجاج وعاتبه أصحابه حضور الصلاة خلف الحجاج فقال إنها صلاة جامعة وسنة متبعة. |
|
|
|
|
|
== آثاره العلمية == |
|
|
|
|
|
يقول الدكتور عمرو خليفة النامي : (وقد توزع علم جابر بن زيد في روافد كثيرة لعل أخصبها وأثراها هو ما أثره عنه تلاميذه الذين انتشر المذهب الإباضي على أيديهم، أبوعبيدة مسلم بن أبي كريمة، وضمام بن السائب وغيرهم، وقد تم تدوين ذلك الفقه في فترة مبكرة وكان جابر ابن زيد نفسه ممن استعمل الكتابة والمراسلة، فكتب بأجوبته إلى تلاميذه وأصحابه، وبين أيدينا اليوم قدر صالح منها) [11]. |
|
|
والذي بين أيدينا من آثاره العلمية : كتاب النكاح وكتاب الصلاة وكثير من الروايات عن تلميذيه عمرو بن هرم وعمرو بن دينار بالإضافة إلى حديثه الذي جمعه الربيع بن حبيب في مسنده, هذا بالإضافة إلى مراسلاته مع تلاميذه أمثال سالم بن ذكوان وطريف بن خليد والحارث بن عمر وعبد الملك بن المهلب وغيرهم. كما أن الأخبار التي وصلتنا تذكر أن الإمام جابرا ألف كتابا ضخما في الحديث والفقه سمي بديوان جابر تعرض فيها لمسائل الأحكام وضمنه الأحاديث التي رواها عن الصحابة والتابعين. وكان لهذا الكتاب قيمة كبرى لما فيه من علم وهدى، ولقربه من عصر النبوة ولأخذه من أفواه الصحابة رضوان الله عليهم. وبقيت هذه النسخة في حوزة تلميذه أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة ثم توارثها أئمة الإباضية في البصرة إلى أن استقرت في مكتبة بغداد التي أحرقها التتار فيما بعد. |
|
|
|
|
|
== أخلاقه == |
|
== أخلاقه == |
|
|
|
|
|
|
لم يكن جابر ابن زيد ممن يجمع الأموال، بل تدل الأخبار على أنه كان قنوعا عفيفا، متواضعا، زاهدا في الدنيا، مقبلا على الآخرة. يروى أنه قال سألت ربي ثلاثا : امرأة مؤمنة وراحلة صالحة ورزقا كفافا فأعطانيهن. وقال يوما لأصحابه: ليس منكم أغنى مني ليس عندي درهم ولا علي دين. وقد قال في حقه ابن سيرين: كان أبو الشعثاء مسلما في الدينار والدرهم. |
|
عُرِف الإمام جابر بالزهد والورع، وكان كما وصفه ابن سيرين: “مسلمًا عند الدينار والدرهم”، همُّه الدعوة إلى سبيل الله وطلب العلم ونشره، وكثرة الأسفار في سبيله، شهد له خلق كثير بعلمه وفضله. |
|
|
|
|
|
كان غاية في الأخلاق وحسن العشرة، فذات مرة: خرجت زوجه آمنة إلى الحج ولم يخرج معها تلك السنة، فلَمَّا رجعت سألها عن كريها (صاحب القافلة) فذكرت سوء الصحبة ولم تثن عليه بخير، فخرج إليه جابر وأدخله دارًا، واشترى لإبله علفًا وعولج له طعام، واشترى له ثوبين كساه بهمًا، ودفع له ما كان مع آمنة من قربة وأداة وغير ذلك، فقالت آمنة لزوجها جابر: أخبرتُكَ بسوء الصحبة ففعلتَ ما أرى، فقال لها: أفنكافئه بمثلِ فِعله فنكون مثله، لا بل نكافيه بالإساءة إحسانًا وبالسوء خيرًا. |
|
|
|
وقد توفي الإمام جابر في سنة 93 هـ على أرجح الروايات واستلم قيادة الإباضية بعده الإمام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة. |
|
ويروى أنه قال سألت [[الله|ربي]] ثلاثا : امرأة مؤمنة وراحلة صالحة ورزقا كفافا فأعطانيهن. وقال يوما لأصحابه: ليس منكم أغنى مني ليس عندي درهم ولا علي دين. |
|
|
|
|
|
|
== وفاته == |
|
== وفاته == |
|
|
|
قال الصحابيُّ الجليل أنس بن مالك بعد وفاته -وقد تُوفِّيَا في أسبوع واحد- سنة 93هـ<ref>[[سير أعلام النبلاء]]، للإمام الذهبي</ref> : “مات أعلم من على ظهر الأرض”. |
|
قال الصحابيُّ الجليل أنس بن مالك بعد وفاته -وقد تُوفِّيَا في أسبوع واحد- سنة 93هـ<ref>[[سير أعلام النبلاء]]، للإمام الذهبي</ref> : “مات أعلم من على ظهر الأرض”. |
|
وقال قتادة: “اليوم مات عالم العرب”، وصلى عليه قطن بن مدرك الكلابي. |
|
وقال قتادة: “اليوم مات عالم العرب”، وصلى عليه قطن بن مدرك الكلابي. |
|
وقد استلم قيادة [[الإباضية]] بعده الإمام [[أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة]]. |
|
وقد استلم قيادة [[الإباضية]] بعده الإمام [[أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة]].<ref>أبو العباس الدرجيني: كتاب الطبقات. الجزء الثاني |
|
|
|
|
|
[2] أبو نعيم: حلية الأولياء . الجزء الثالث صفحة 85 |
|
|
|
|
|
[3] ابن القيم: أعلام الموقعين |
|
|
|
|
|
[4] عوض خليفات : نشأة الحركة الإباضية صفحة 93 -95 |
|
|
|
|
|
[5] عوض خليفات : نشأة الحركة الإباضية صفحة 95 |
|
|
|
|
|
[6] يحي بكوش – فقه الإمام جابر |
|
|
|
|
|
[7] يحي بكوش – فقه الإمام جابر |
|
|
|
|
|
[8] رسائل الإمام جابر – مخطوطة |
|
|
|
|
|
[9] أبويعقوب الوارجلاني – من وارجلان بالجزائر، من علماء الإباضية البارزين له عدة مؤلفات منها الدليل والبرهان والعدل والإنصاف وهو الذي رتب مسند الإمام الربيع على النحو المعروف الآن. |
|
|
|
|
|
[10] الدليل والبرهان – الوارجلاني :تقر عن فقه جابر بن زيد ليحي بكوش |
|
|
|
|
|
[11] عمرو خليفة النامي: مقدمة أجوبة ابن خلفون |
|
|
|
|
|
[12] أبو زكرياء: السير ة وأخبار الأئمة وكذلك طبقات الدرجيني |
|
|
|
|
|
[13] عوض خليفات – نشأة الحركة الإباضية</ref> |
|
|
|
|
|
|
"<ref name="مولد تلقائيا1" /> و</ref> "<ref>تاريخ دمشق لابن عساكر (70/ 192) </ref> <ref>"التاريخ الكبير" (2 / 204)</ref> |
|
== نفي بعض علماء السنة علاقته بمذهب الإباضية == |
|
|
صرح علماء عصره بأنه لا علاقة له بهذا المذهب الخارجي قال [[علاء الدين مغلطاي]] " وقال [[ابن عبد البر|أبو عمر بن عبد البر]] عن '''جابر بن زيد''' : كان أحد الفقهاء العلماء الفضلاء، أثنى عليه ابن عباس بالعلم، وحسبك بذلك، انتحلته الإباضية، وادعته وأسندت مذهبها إليه. وهذا لا يصح عليه، قال [[محمد بن سيرين|ابن سيرين]]: "قد برأه الله تعالى منهم."<ref name="مولد تلقائيا1" /> وعَنْ عَزْرَةَ الْكُوفِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ فَقُلْتُ: إِنَّ هَؤُلاءِ يَنْتَحِلُونَكَ. فَقَالَ: "أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ."<ref>[[الطبقات الكبرى ط العلمية (7/ 134)]]</ref> وقال [[ابن عساكر]] بسنده عن هند بنت المهلب '''البصرية''' وذكروا عندها جابر بن زيد قالوا إنه كان إباضيا قالت كان جابر بن زيد أشد الناس انقطاعا إلي وإلى أمي فما أعلم شيئا كان يقربني إلى الله إلا أمرني به ولا شيئا يباعدني عن الله إلا نهاني عنه وما دعاني إلى الإباضية قط ولا أمرني بها وإن كان ليأمرني أين أضع الخمار ووضعت يدها على الجبهة."<ref>تاريخ دمشق لابن عساكر (70/ 192) </ref> وقال [[محمد بن إسماعيل البخاري|الإمام البخاري]]: قَالَ لنا علي حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: قلت لعمرو: سمعت من أَبِي الشعثاء من أمر [[إباضية|الإباضية]] ، أو شيئا مما يَقُولُون؟ فَقَالَ: ما سمعت منه شيئا قط ، وما أدركتُ أحدا أعلم بالفتيا من جَابِر بْن زيد.<ref>"التاريخ الكبير" (2 / 204)</ref> |
|
|
|
|
|
|
== المراجع == |
|
== المراجع == |