سجل مرشح الإساءة

التفاصيل لمدخلة السجل 3٬003٬916

13:00، 25 يناير 2020: عمر خالد 8888 (نقاش | مساهمات) أطلق المرشح 102; مؤديا الفعل "edit" في مد إيراني. الأفعال المتخذة: وسم; وصف المرشح: تعديلات طويلة (افحص | فرق)

التغييرات التي أجريت في التعديل

{{بحث أصلي}}
{{بحث أصلي}}


'''المد الإيراني''' مصطلح سياسي ظهر فعلياً إلى حيز الوجود بعد [[الثورة الإيرانية الإسلامية|الثورة الإيرانية]] عام 1979. تميزت هذه الثورة بوصول رجال الدين المحافظين إلى السلطة في [[إيران]] وإزالة [[نظام الشاه]]. اتبع القادمون الجدد بعد توليهم السلطة سياسة تصدير الثورة إلى خارج حدود الدولة الإيرانية عن طريق استنهاض الروح الطائفية عند شيعة [[العراق]] و[[البحرين]] بالإضافة إلى الأقليات الشيعية في باقي [[دول الخليج العربي]] و[[اليمن]] والترويج إلى فكرة أن الطائفة هي الأساس وليس القومية التي يتبعونها والدعوة إلى [[ولاية الفقيه]] وحفز ولائهم لإيران بطريقة غير مباشرة وهي كون إيران الدولة الإسلامية الشيعية الوحيدة والاستفادة من التضييق والاضطهاد الذي يتعرض له الشيعة في عدة دول عربية.
'''المد الإيراني''' مصطلح سياسي ظهر فعلياً إلى حيز الوجود بعد [[الثورة الإيرانية الإسلامية|الثورة الإيرانية]] عام 1979. تميزت هذه الثورة بوصول رجال الدين المحافظين إلى السلطة في [[إيران]] وإزالة [[محمد رضا بهلوي|نظام الشاه]]. اتبع القادمون الجدد بعد توليهم السلطة سياسة [[تصدير الثورة]] إلى خارج حدود [[إيران|الدولة الإيرانية]] عن طريق استنهاض الروح الطائفية عند شيعة [[العراق]] و[[البحرين]] بالإضافة إلى الأقليات الشيعية في باقي [[دول الخليج العربي]] و[[اليمن]] والترويج إلى فكرة أن الطائفة هي الأساس وليس القومية التي يتبعونها والدعوة إلى [[ولاية الفقيه]] وحفز ولائهم لإيران بطريقة غير مباشرة وهي كون إيران الدولة الإسلامية الشيعية الوحيدة والاستفادة من التضييق والاضطهاد الذي يتعرض له الشيعة في عدة دول عربية.


== جذور المد الإيراني ==
== جذور المد الإيراني ==
بدأ النظام الإيراني نشاطة الذي اطلق عليه تعبير "تصدير الثورة" بتشكيل خلايا داخل تلك الدول لإحداث البلبلة فيها والاستفادة من البعد الطائفي ما أمكن لتحقيق المرامي السياسية والذي يصفه البعض بإحياء أمجاد الدولة الصفوية المبنية أساساً التفوق العرقي الفارسي على العربية. كانت الحرب الإيرانية العرقية واحدة من أهم نتائج تصدير الثورة والتي اعتبرها العراق تخريبا خطيرا لبنيته الاجتماعية لما في المد الإيراني من بعد طائفي خطير اظهر إلى على السطح ظواهر لم تعرفها المجتمعات العربية قبلاً كتعبير السني والشيعي وانتشار أفكار دينية جديدة ذات طابع قومي فارسي حتى لدى الشيعة العرب. لم يكن للمد الإيراني اثر قوي في عهد الرئيس العراقي صدام حسين حيث أن عراق صدام شكلت عملياً جداراً قوياً في طريق هذا المد، إلا أن هذا لم يمنع إيران من الوصول إلى مناطق داخل العمق العربي عن طريق إنشاء ما يسمى حزب الله في لبنان وسيطرة مريديها على سياسة هذا الحزب وبروز الخلل الطائفي بين المسلمين في لبنان بعد أن كانت معدومة تماماً، واستمرت أيضاً في دعم أحزاباً شيعية بحته تنادي بسيادة الطائفة الشيعية كحزب الدعوة في العراق، بالإضافة إلى إثارة القلاقل لطائفية داخل البحرين والكويت. أن هذا النشاط ظل محدوداً حتى العام 1990 الذي تعرض فيه العراق إلى حملة عسكرية أمريكية ضخمة أثرت على البنية العسكرية العراقية بشكل كبير، ثم فرض حصار اقتصادي شديد اضعف من قدرات العراق في مواجهة المد الإيراني. استغلت الولايات المتحدة في سياستها البعد الطائفي لدى شيعة العراق لتقويض النظام العراقي ورفع مستوى التعاون مع إيران لتحقيق مشروعها بعزل العراق وتغير النظام السياسي. ومما لا شك فيه أن التدخل العسكري الإيراني عام 1991 لصالح القوات الأمريكية في العراق والذي كان عن طريق إقحام عشرات الألوف من المليشيا المسماة بقوات بدر إلى لعراق قد اثر على سلامة الأمن العراقي تأثيراً شديدا وزاد من التوتر الطائفية وخصوصاً بعد ردة الفعل العنيفة للجيش العراقي لإخماد الفوضى التي سببتها قوات بدر. استعانة الولايات المتحدة بالنفوذ الإيراني الطائفي أيضاً في أفغانستان عام 2001. وتوج التعاون الأمريكي الإيراني عندما قامت الولايات المتحدة وبريطانيا بغزو العراق وإسقاط النظام السياسي العراقي القائم حيث كانت الولايات المتحدة قد جندت البعد الطائفي مستغلة النفوذ الإيراني على الطائفة الشيعية والتي تعاونت مع أمريكا وحليفته بريطانيا حتى بعد الاحتلال وسقوط بغداد وذلك بوضع النظام السياسي الجديد ولإطفاء الشرعية على الاحتلال بحكم أنهم عراقيين. جلب الاحتلال أمريكي نظاما شيعيا موالياً بالكامل لإيران حيث بدأت أعمال تصفية واسعة للطائفة السنية من أركان الدولة العراقية، فبدأت إيران بتشكيل مليشيا موالية لها وخلق زعامات ومرجعيات قادت هذه المليشيا لتصفية وإقصاء السنة وتفريغ مناطق واسعة وخصوصاً في بغداد من الوجود السني عن طريق القتل على الهوية وتدمير المنازل والتهجير القصري كمثل جيش المهدي وفيلق بدر وقوات المغاوير في وزارة الداخلية التي كان يشرف عليها بيان جبر صولاغ. وتدعم إيران وبقوة فكرة تقسيم العراق لفديراليات كنواة لانفال كلي بحيث يصبح الجنوب العراقي شبة دول شيعية سيكون لإيران فيها السيادة الحقيقية.
بدأ النظام الإيراني نشاطة الذي أطلق عليه تعبير "[[تصدير الثورة]]" بتشكيل خلايا داخل تلك الدول لإحداث البلبلة فيها والاستفادة من البعد الطائفي ما أمكن لتحقيق المرامي السياسية والذي يصفه البعض بإحياء أمجاد [[الدولة الصفوية]] المبنية أساساً التفوق العرقي الفارسي على العربي. كانت [[حرب الخليج الأولى|الحرب الإيرانية العرقية]] واحدة من أهم نتائج تصدير الثورة والتي اعتبرها [[العراق إبان حكم حزب البعث|العراق]] تخريبا خطيرا لبنيته الاجتماعية لما في المد الإيراني من بعد طائفي خطير أظهر إلى على السطح ظواهر لم تعرفها المجتمعات العربية قبلاً، كتعبير السني والشيعي وانتشار أفكار دينية جديدة ذات طابع قومي فارسي حتى لدى الشيعة العرب. لم يكن للمد الإيراني أثر قوي في عهد الرئيس العراقي صدام حسين حيث أن [[العراق إبان حكم حزب البعث|عراق صدام]] شكلت عملياً جداراً قوياً في طريق هذا المد، إلا أن هذا لم يمنع إيران من الوصول إلى مناطق داخل العمق العربي عن طريق إنشاء ما يسمى [[حزب الله]] في لبنان وسيطرة مريديها على سياسة هذا الحزب وبروز الخلل الطائفي بين المسلمين في لبنان بعد أن كانت معدومة تماماً، واستمرت أيضاً في دعم أحزاباً شيعية بحته تنادي بسيادة الطائفة الشيعية [[حزب الدعوة الإسلامية|كحزب الدعوة]] في العراق، و [[حزب الله الحجاز]] في [[السعودية]] والذي يعمل كذراع إيران في [[المنطقة الشرقية (السعودية)|المنطقة الشرقية]]، بالإضافة إلى إثارة القلاقل الطائفية داخل البحرين والكويت. ظل هذا النشاط محدوداً حتى العام 1990 الذي [[الغزو العراقي للكويت|دخل فيه العراق الكويت]] و بدأ [[حرب الخليج الثانية|عملية عاصفة الصحراء]] مما أثر على البنية العسكرية العراقية بشكل كبير، ثم فرض حصار اقتصادي شديد أضعف من قدرات العراق في مواجهة المد الإيراني. استغلت الولايات المتحدة في سياستها البعد الطائفي لدى شيعة العراق لتقويض النظام العراقي ورفع مستوى التعاون مع [[إيران]] لتحقيق مشروعها بعزل العراق وتغير نظامه السياسي. ومما لا شك فيه أن التدخل العسكري الإيراني عام 1991 لصالح القوات الأمريكية في العراق والذي كان عن طريق إقحام عشرات الألوف من المليشيا المسماة بقوات بدر إلى لعراق قد أثر على سلامة الأمن العراقي تأثيراً شديدا وزاد من التوتر الطائفي وخصوصاً بعد ردة الفعل العنيفة للجيش العراقي لإخماد الفوضى التي سببتها قوات بدر. استعانت الولايات المتحدة بالنفوذ الإيراني الطائفي أيضاً في أفغانستان عام 2001. وتوج التعاون الأمريكي الإيراني عندما قامت [[الولايات المتحدة]] و [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] [[غزو العراق|بغزو العراق]] وإسقاط النظام السياسي العراقي القائم حيث كانت الولايات المتحدة قد جندت البعد الطائفي مستغلة النفوذ الإيراني على الطائفة الشيعية والتي تعاونت مع أمريكا وحليفتها بريطانيا حتى بعد الاحتلال و [[سقوط بغداد (2003)|سقوط بغداد]] وذلك بوضع النظام السياسي الجديد ولإضفاء الشرعية على الاحتلال بحكم أنهم عراقيين. جلب الاحتلال أمريكي نظاما شيعيا موالياً بالكامل لإيران حيث بدأت أعمال تصفية واسعة للطائفة السنية من أركان الدولة العراقية، فبدأت إيران بتشكيل مليشيا موالية لها كمليشيا [[الحشد الشعبي]]، وخلق زعامات ومرجعيات قادت هذه المليشيا لتصفية وإقصاء السنة وتفريغ مناطق واسعة وخصوصاً في بغداد من الوجود السني عن طريق القتل على الهوية وتدمير المنازل والتهجير القصري عن طريق [[جيش المهدي]] و<nowiki/>[[منظمة بدر|فيلق بدر]] وقوات المغاوير في وزارة الداخلية التي كان يشرف عليها [[باقر جبر الزبيدي|بيان جبر صولاغ]]. وتدعم إيران وبقوة فكرة تقسيم العراق لفديراليات كنواة لاحتلال كلي بحيث يصبح الجنوب العراقي شبة دول شيعية سيكون لإيران فيها السيادة الحقيقية.


بعد سقوط النظام العراقي وبروز النفوذ الإيراني في العراق امتد اثر ذلك على بقية دول الخليج حيث بدا صوت الشيعة هناك يعلوا لدرجة الدعوة إلى الانفصال في مناطقهم خصوصاً في البحرين والمنطقة الشرقية من السعودية التي تسكنها أقلية شيعية، بالإضافة إلى تزايد نفوذ حزب الله في لبنان والذي بدا وكأنه يمثل ذراعاً لإيران في المنطقة. ومن اشد المظاهر وضوحا للمد الإيراني ظهور أيضاً والذي يشكل ظاهرة خطيرة ما يسمى الفضائيات الشيعية التي لم يكن لها وجود يذكر قبل الاحتلال الأمريكي للعراق. الأمر الذي يوضح حجم هذا النفوذ الإيراني على الطائفة الشيعية.
بعد سقوط النظام العراقي وبروز النفوذ الإيراني في العراق امتد اثر ذلك على بقية دول الخليج العربي حيث بدأ صوت الشيعة هناك يعلوا لدرجة الدعوة إلى الانفصال في مناطقهم خصوصاً في [[البحرين]] والمنطقة الشرقية من السعودية التي تسكنها أقلية شيعية، بالإضافة إلى تزايد نفوذ [[حزب الله]] في [[لبنان]] والذي بدأ وكأنه يمثل ذراعاً لإيران في المنطقة. ومن أشد المظاهر وضوحا للمد الإيراني ظهور ما يسمى الفضائيات الشيعية التي لم يكن لها وجود يذكر قبل الاحتلال الأمريكي للعراق والذي يشكل ظاهرة خطيرة جدا لوحدة الدول العربية وسيادتها. الأمر الذي يوضح حجم هذا النفوذ الإيراني على الطائفة الشيعية.


== الاستراتيجية الإيرانية تجاه العراق ==
== الاستراتيجية الإيرانية تجاه العراق ==
'''-الادوات الاقتصادية'''
'''-الادوات الاقتصادية'''


بالإضافة إلي الادوات السياسية والامنية التي استخدمتها إيران للنفوذ في العراق، كان هناك اهتماماً موازياً بالاختراق الاقتصادي وإضعاف العراق علي هذا المستوي، وهو الأمر الذي استطاعت إحداثه أو عمله من خلال ما يلي<ref name="د. مروة وحيد . مرجع سابق">د. مروة وحيد . مرجع سابق</ref>
بالإضافة إلى الأدوات السياسية والأمنية التي استخدمتها إيران للنفوذ في العراق، كان هناك اهتماماً موازياً بالاختراق الاقتصادي وإضعاف العراق علي هذا المستوى، وهو الأمر الذي استطاعت إحداثه أو عمله من خلال ما يلي<ref name="د. مروة وحيد . مرجع سابق">د. مروة وحيد . مرجع سابق</ref>


1- شراء الاصول ( صناعية وزراعية وعقارية) وجعلها ملاذاً أو مكاناً للمؤيدين لها يسكنون فيها ويبحثون خلالها علي عمل في هذه الاماكن لتوسيع مناطق السيطرة والنفوذ.
1- شراء الأصول ( صناعية وزراعية وعقارية) وجعلها ملاذاً أو مكاناً للمؤيدين لها يسكنون فيها ويبحثون خلالها على عمل في هذه الأماكن لتوسيع مناطق السيطرة والنفوذ.


2- محاولة إيران تخريب الاقتصاد العراقي حيث أصبح العراق سوقا مفتوحة للبضائع الإيرانية بمختلف أنواعها، مما جعل الاقتصاد العراقي تابعا لإيران تبعية مطلقة، ومعتمداً عليها اعتماداً كلياً، كما شجعت إيران التجار على السفر إلى العراق والاستثمار هناك وخصوصا في المدن المقدسة عند الشيعة ودفع أسعار خيالية للاستحواذ على اقتصاد العراق<ref>Aseel Kami, ‘‘Iran Exports to Iraq to Pass& bn in 2010",25 April 2010 www.reuters.com/article//us-iraq-iran-trade-interview-idUSTR</ref>
2- محاولة إيران تخريب الاقتصاد العراقي حيث أصبح العراق سوقا مفتوحة للبضائع الإيرانية بمختلف أنواعها، مما جعل الاقتصاد العراقي تابعا لإيران تبعية مطلقة، ومعتمداً عليها اعتماداً كلياً، كما شجعت إيران التجار على السفر إلى العراق والاستثمار هناك وخصوصا في المدن المقدسة عند الشيعة ودفع أسعار خيالية للاستحواذ على اقتصاد العراق<ref>Aseel Kami, ‘‘Iran Exports to Iraq to Pass& bn in 2010",25 April 2010 www.reuters.com/article//us-iraq-iran-trade-interview-idUSTR</ref>


3- سرقة النفط العراقي من حقول البصرة - قّدّره تقرير (بيكر-هاملتون) بنصف مليون برميل يوميا- وحقول (مجنون والفكة) التي طردت الكوادر الهندسية النفطية العراقية منها أمام مرأى ومسمع حكومة الإحتلال واستخدامها لطريقة الحفر المائل لسحب النفط من داخل عمق الحدود العراقية التي ادعت إنها آبار مشتركة - يقع بعضها داخل الأراضي العراقية بعمق(10) كم<ref>حسام سويلم . مرجع سابق</ref>
3- سرقة النفط العراقي من حقول البصرة - قّدّره تقرير (بيكر-هاملتون) بنصف مليون برميل يوميا- وحقول (مجنون والفكة) التي طردت الكوادر الهندسية النفطية العراقية منها أمام مرأى ومسمع حكومة الإحتلال واستخدام إيران لطريقة الحفر المائل لسحب النفط من داخل عمق الحدود العراقية التي ادعت أنها آبار مشتركة - يقع بعضها داخل الأراضي العراقية بعمق(10) كم<ref>حسام سويلم . مرجع سابق</ref>


4- كما استغلت إيران وجود عملائها في الحكومات المنشأة في ظل الإحتلال وقضمت المزيد من الأراضي العراقية وبالذات في محافظتي ميسان والبصرة حيث تتواجد الحقول النفطية العراقية الكبرى، وهي تحاول حاليا ضم جزيرة أم الرصاص العراقية الغنية بالنفط
4- كما استغلت إيران وجود عملائها في الحكومات المنشأة في ظل الإحتلال وقضمت المزيد من الأراضي العراقية وبالذات في محافظتي ميسان والبصرة حيث تتواجد الحقول النفطية العراقية الكبرى، وهي تحاول حاليا ضم [[جزيرة أم الرصاص]] العراقية الغنية بالنفط.


5- التركيز علي فكرة التوطين للشيعة الإيرانيين في بعض المناطق المختلطة طائفيا إما من خلال شراء منازل والأراضي أو من خلال تهجير سكانها بالمضايقات الأمنية والاقتصادية من خلال أنصارها داخل الدولة العراقية، بما يساعد علي إحداث خلل في التوازن الديموغرافي لهذه المناطق لصالح الشيعة، حيث أشارت بعض التقارير المرتبطة بهذا الموضوع الي ما تم في عهد حكومة الجعفري من تعهده بإقرار خطة توطين الي ما يقرب من مليوني شيعي إيراني في الاراضي العراقية مثل ما يحدث في مناطق ابي الخصيب والزبير في محافظة البصرة<ref>Anoushiravan Ehteshami, “Iran-Iraq Relations after Saddam,” The Washington Quarterly, August 2003, p.123</ref>
5- التركيز علي فكرة التوطين للشيعة الإيرانيين في بعض المناطق المختلطة طائفيا إما من خلال شراء منازل والأراضي أو من خلال تهجير سكانها بالمضايقات الأمنية والاقتصادية من خلال أنصارها داخل الدولة العراقية، بما يساعد علي إحداث خلل في التوازن الديموغرافي لهذه المناطق لصالح الشيعة، حيث أشارت بعض التقارير المرتبطة بهذا الموضوع الي ما تم في عهد حكومة الجعفري من تعهده بإقرار خطة توطين الي ما يقرب من مليوني شيعي إيراني في الاراضي العراقية مثل ما يحدث في مناطق [[أبو الخصيب]] و [[الزبير (العراق)|الزبير]] في [[محافظة البصرة]].<ref>Anoushiravan Ehteshami, “Iran-Iraq Relations after Saddam,” The Washington Quarterly, August 2003, p.123</ref>


'''- الادوات الثقافية والدينية:'''
'''- الادوات الثقافية والدينية:'''
بجانب الادوات السياسية والاقتصادية كان الجانب الديني والثقافي أحد مجالات الاختراق الإيراني للعراق، وهو الأمر الذي تم من خلال ما يلي<ref>Ishtiaq Ali Mehkri “ Religion and Politics in Iran-Iraq Relations” Pakistan Horizon,Vol. 58, No. 4 (October 2005), pp. 33</ref> :
بجانب الادوات السياسية والاقتصادية كان الجانب الديني والثقافي أحد مجالات الاختراق الإيراني للعراق، وهو الأمر الذي تم من خلال ما يلي<ref>Ishtiaq Ali Mehkri “ Religion and Politics in Iran-Iraq Relations” Pakistan Horizon,Vol. 58, No. 4 (October 2005), pp. 33</ref> :


1- العمل علي تغيير المناهج والمواد الدراسية في العراق، من خلال إعادة كتابة تاريخ الحرب العراقية الإيرانية(من1980م إلى 1988م)، وتم حذف الحقيقة التاريخية التي تقول إن القوات الإيرانية هي التي قامت بقصف المدن العراقية، وقصفت المنشآت الاقتصادية والبواخر الراسية في شط العرب، وأن القوات العراقية قامت بالرد على العدوان يوم 22 سبتمبر1980م، أي بعد 18 يوما من التحركات الفعلية الإيرانية لاحتلال العراق <ref>Anoushiravan Ehteshami, “Iran-Iraq Relations after Saddam,” The Washington Quarterly, August 2003, p. 127</ref>
1- العمل علي تغيير المناهج والمواد الدراسية في العراق، من خلال إعادة كتابة تاريخ [[حرب الخليج الأولى|الحرب العراقية الإيرانية]] (من1980م إلى 1988م)، وتم حذف الحقيقة التاريخية التي تقول إن القوات الإيرانية هي التي قامت بقصف المدن العراقية، وقصفت المنشآت الاقتصادية والبواخر الراسية في شط العرب، وأن القوات العراقية قامت بالرد على العدوان يوم 22 سبتمبر1980م، أي بعد 18 يوما من التحركات الفعلية الإيرانية لاحتلال العراق.<ref>Anoushiravan Ehteshami, “Iran-Iraq Relations after Saddam,” The Washington Quarterly, August 2003, p. 127</ref>


كما تم حذف الفقرات التي وردت في الكتب المقررة السابقة حول دور الفرس في إثارة الفتنة بين المسلمين خلال فترة الخلفاء الراشدين، ودورهم في قتل عمر وعثمان بن عفان -رضي الله عنهم-، وحذف الفقرات التي كانت تتحدث عن الدور البطولي للجيش العراقي في حرب 1948م، وحرب أكتوبر 1973م، كما تم تغيير خارطة العراق وحذف (نهر صدام) و(ميناء البكر) وإلغاء تسمية المحافظات وإعادتها إلى أسماءها القديمة، فأعادوا تسمية القادسية بالديوانية والمثنى بالسماوة وذي قار بالناصرية والتأميم بكركوك ونينوى بالموصل..وهكذا، علاوة علي أن معظم المراكز الثقافية والمكتبات الموجودة في العراق أصبحت تقع تحت النفوذ والسيطرة الإيرانية حتي وصل الامر لقيام وزارة التربية العراقية بمنح عقود طباعة الكتب المدرسية في المطابع الإيرانية<ref>Ishtiaq Ali Mehkri “ Religion and Politics in Iran-Iraq Relations” Pakistan Horizon,Vol. 58, No. 4 (October 2005), pp. 33 http://www.jstor.org/stable/41394115</ref>
كما تم حذف الفقرات التي وردت في الكتب المقررة السابقة حول دور الفرس في إثارة الفتنة بين المسلمين خلال فترة [[الخلفاء الراشدون|الخلفاء الراشدين]]، ودورهم في قتل [[عمر بن الخطاب|عمر]] و<nowiki/>[[عثمان بن عفان]] -رضي الله عنهم-، وحذف الفقرات التي كانت تتحدث عن الدور البطولي للجيش العراقي في حرب 1948م، وحرب أكتوبر 1973م، كما تم تغيير خارطة العراق وحذف (نهر صدام) و(ميناء البكر) وإلغاء تسمية المحافظات وإعادتها إلى أسماءها القديمة، فأعادوا تسمية القادسية بالديوانية والمثنى بالسماوة وذي قار بالناصرية والتأميم بكركوك...وهكذا، علاوة علي أن معظم المراكز الثقافية والمكتبات الموجودة في العراق أصبحت تقع تحت النفوذ والسيطرة الإيرانية حتى وصل الأمر لقيام وزارة التربية العراقية بمنح عقود طباعة الكتب المدرسية للمطابع الإيرانية<ref>Ishtiaq Ali Mehkri “ Religion and Politics in Iran-Iraq Relations” Pakistan Horizon,Vol. 58, No. 4 (October 2005), pp. 33 http://www.jstor.org/stable/41394115</ref>


2- التركيز علي مخاطبة الرأي العام العراقي من خلال السيطرة علي بعض وسائل الاعلام، وهو الأمر الذي تم من خلال إنشاء المحطات الفضائية التلفزيونية الطائفية الموجهة إلى الشعب العراقي, والتي بلغت أكثر من عشرين محطة فضائية مثل: السلام والعدل ومحطتا أهل البيت والفرات والفيحاء وآفاق وبلادي والمسمار الأولى والثانية والغدير وكربلاء والفرقان والمهدي والعدالة الأولى والثانية.. وغيرها
2- التركيز علي مخاطبة الرأي العام العراقي من خلال السيطرة علي بعض وسائل الإعلام، وهو الأمر الذي تم من خلال إنشاء المحطات الفضائية التلفزيونية الطائفية الموجهة إلى الشعب العراقي, والتي بلغت أكثر من عشرين محطة فضائية مثل: السلام والعدل ومحطتا أهل البيت والفرات والفيحاء وآفاق وبلادي والمسمار الأولى والثانية والغدير وكربلاء والفرقان والمهدي والعدالة الأولى والثانية.. وغيرها.


3-السعي إلي إحداث اختراق ونفوذ في الجانب الديني، من خلال ربط شريحة واسعه من العراقيين بإيران تحت مسمي التشيع، وذلك من خلال إثارة الفتن المذهبية والطائفية والترويج لفكرة المظلومية، حيث تشير بعض التقارير الي أن إيران ادخلت أكثر من الفي رجل دين في مدارس الحوزة العلمية في محاولة منها للتأثير علي قرارها والاستحواذ عليها.
3- السعي إلى إحداث اختراق ونفوذ في الجانب الديني، من خلال ربط شريحة واسعة من العراقيين بإيران تحت مسمى التشيع، وذلك من خلال إثارة الفتن المذهبية والطائفية والترويج لفكرة المظلومية، حيث تشير بعض التقارير الي أن إيران أدخلت أكثر من ألفي رجل دين في مدارس الحوزة العلمية في محاولة منها للتأثير علي قرارها والاستحواذ عليها.


4-استغلال ما سمي بالسياحة الدينية من أجل محاولة العبث بالتركيبة الديموغرافية والقومية، إذ تشير الاحصائيات الرسمية الي أن حوالي 3000 زائر إيراني يدخلون العراق يومياً، بعضهم يستقر بطريقة غير شرعية، بالإضافة الي اعداد غير مقدرة تدخل الي العراق بطرق سرية، وظهرت مؤشرات علي حجم هذا التواجد علي أرض الواقع منها إمكانية سماع اللغة الفارسية بشكل ملحوظ في بعض المناطق في أسواق بغداد والنجف وكربلاء والبصرة، كما تتداول العمله الإيرانية في هذه الأسواق، وهو الوجود الذي دفع بعض التابعين لايران في مرحلة صياغة الدستور قبل عام 2005 الي الدعوة الي إدراج القومية الفارسية كقومية رابعة بعد العربية والكردية والتركمانية<ref>السيطرة الايرانية علي حوزة النجف في العراق" مركز بغداد للدرسات والاستشارات والاعلام ،ابريل 2012، http://www.baghdadcenter.net/details-138.html</ref>
4- استغلال ما سمي بالسياحة الدينية من أجل محاولة العبث بالتركيبة الديموغرافية والقومية، إذ تشير الاحصائيات الرسمية الي أن حوالي 3000 زائر إيراني يدخلون العراق يومياً، بعضهم يستقر بطريقة غير شرعية، بالإضافة إلى أعداد غير مقدرة تدخل الي العراق بطرق سرية، وظهرت مؤشرات علي حجم هذا التواجد علي أرض الواقع منها إمكانية سماع اللغة الفارسية بشكل ملحوظ في بعض المناطق في أسواق بغداد والنجف وكربلاء والبصرة، كما تتداول العمله الإيرانية في هذه الأسواق، وهو الوجود الذي دفع بعض التابعين لايران في مرحلة صياغة الدستور قبل عام 2005 الي الدعوة إلى إدراج القومية الفارسية كقومية رابعة بعد العربية والكردية والتركمانية<ref>السيطرة الايرانية علي حوزة النجف في العراق" مركز بغداد للدرسات والاستشارات والاعلام ،ابريل 2012، http://www.baghdadcenter.net/details-138.html</ref>


== ردود الفعل ==
== ردود الفعل ==


== التعبير الشيعي ==
== التعبير الشيعي ==
يرفض [[الشيعة]] تسمية حالة النشاط الإعلامي والسياسي الأخيرة وتزايد النفوذ السياسي الشيعي في العراق بالمد الإيراني ويستخدمون بدلاً منه تعبير [[المد الشيعي]]. إلا أن هذا التعبير ليس دقيقا بما يكفي لتوصيف الحالة فهذا المد عملياً يقتصر تأثير فقط في نطاق الطائفة الشيعية التي هي أساساً ترى في [[إيران]] الولاية الدينية والسياسية بما يطلقون عليها "[[ولاية الفقيه]]" والذي تغذيه إيران بقوة ويؤمن به أنصارها من الشيعة العرب ومنهم القيادة في [[حزب الله]]، ولا امتداد للتشيع على الطوائف الأخرى وخصوصاً السنية، فلا يوجد زيادة في أعداد [[الشيعة]] أو زيادة في نفوذهم في غير المناطق التي تسكنها اقليات شيعية، الأمر الذي يجعله مدا إيرانيا بحتاً مستفيداً من البعد الطائفي فيه.
يرفض [[الشيعة]] تسمية حالة النشاط الإعلامي والسياسي الأخيرة وتزايد النفوذ السياسي الشيعي في العراق بالمد الإيراني ويستخدمون بدلاً منه تعبير [[المد الشيعي]]. إلا أن هذا التعبير ليس دقيقا بما يكفي لتوصيف الحالة فهذا المد عملياً يقتصر تأثير فقط في نطاق الطائفة الشيعية التي هي أساساً ترى في [[إيران]] الولاية الدينية والسياسية بما يطلقون عليها "[[ولاية الفقيه]]" والذي تغذيه إيران بقوة ويؤمن بها أنصارها من الشيعة العرب و غير العرب ومنهم القيادة في [[حزب الله]]، ولا يوجد امتداد للتشيع على الطوائف الأخرى وخصوصاً السنية، فلا يوجد زيادة في أعداد [[الشيعة]] أو زيادة في نفوذهم في غير المناطق التي تسكنها اقليات شيعية، الأمر الذي يجعله مدا إيرانيا بحتاً مستفيداً من البعد الطائفي فيه.


== النفوذ الإيراني بعد الانسحاب الأمريكي ==
== النفوذ الإيراني بعد الانسحاب الأمريكي ==


ساعد الانسحاب الأمريكي من العراق علي إتاحة المجال لإيران للتحرك بمزيد من الحرية في الداخل العراقي، كما تواكب هذا الانسحاب مع المتغيرات الاقليمية المهمة، والمتمثلة في ثورات الربيع العربي وما أفرزته من تحدي اساسي لإيران، يتمثل في احتمال تهديد المشروع الإيراني المسمي بالهلال الشيعي، حيث وضح إمكانية ان تفرز هذه الثورات بديلاً لذلك وهو ( الهلال السني )، حيث صعدت أسهم التيار الإسلامي السني في كثير من دول المنطقة، وأصبحت أكثر تهديداً للوجود الإيراني، خاصة وان بعض من فصائل التيار الإسلامي لاسيما التيار السلفي والأصولي يناصب إيران عداءا شديداً من منطلق مذهبي بحت<ref>د.مروة وحيد "مستقبل النفوذ الايراني في العراق الفرص و الاشكاليات".بغداد للدراسات والاستشارات والاعلام http://www.baghdadcenter.net/details-138.html</ref>
ساعد الانسحاب الأمريكي من العراق علي إتاحة المجال لإيران للتحرك بمزيد من الحرية في الداخل العراقي، كما تواكب هذا الانسحاب مع المتغيرات الاقليمية المهمة، والمتمثلة في ثورات الربيع العربي وما أفرزته من تحدي اساسي لإيران، يتمثل في احتمال تهديد المشروع الإيراني المسمي بالهلال الشيعي، حيث وضح إمكانية ان تفرز هذه الثورات بديلاً لذلك وهو ( الهلال السني )، حيث صعدت أسهم التيار الإسلامي السني في كثير من دول المنطقة، وأصبحت أكثر تهديداً للوجود الإيراني، خاصة وان بعض من فصائل التيار الإسلامي لاسيما التيار السلفي والأصولي يناصب إيران عداءا شديداً من منطلق مذهبي بحت<ref>د.مروة وحيد "مستقبل النفوذ الايراني في العراق الفرص و الاشكاليات".بغداد للدراسات والاستشارات والاعلام http://www.baghdadcenter.net/details-138.html</ref> ومع تأزم هذا الوضع ووصول الربيع العربي الي سوريا - العقدة الاساسية لخارطة الطريق نحو تنفيذ الاستراتيجية الإيرانية-، تبدلت بعض المعطيات الإيرانية فيما يتعلق بالعراق دون أن يؤثر ذلك علي اهميته في المشروع الإيراني، بل أن بعض المحللين قد أشاروا الي تضاعف اهمية العراق الآن بالنسبة لإيران أكثر من ذي قبل، خاصة مع تحول الوضع السوري تدريجياً إلي ما يشبه الحرب الأهلية، ووصول الاستقطابات الاقليمية والدولية حيال سوريا الي أعلي مستوي لها<ref>مهينور فواز، " عراق ما بعد الانسحاب الأميركي"، افاق استراتيجية، متاحة علي موقع الجزيرة نت، 2011 http://www.aljazeera.net/portal</ref> وارتباطاً برغبة إيران في الحفاظ على المكتسبات التي تحققت لها في العراق، عملت إيران علي الاستفادة من الفراغ الذي خلفه الانسحاب من أجل تعديل ميزان القوي داخل العراق لصالح القوي السياسية المتحالفة معها، وأشارت بعض الدراسات الإيرانية الصادرة خلال الفترة الاخيرة الي أن إيران بحاجة في هذه المرحلة '''الي عمل ما يلى'''<ref>مرجع سابق . مروة وحيد</ref>''':'''

ومع تأزم هذا الوضع ووصول الربيع العربي الي سوريا - العقدة الاساسية لخارطة الطريق نحو تنفيذ الاستراتيجية الإيرانية-، تبدلت بعض المعطيات الإيرانية فيما يتعلق بالعراق دون أن يؤثر ذلك علي اهميته في المشروع الإيراني، بل أن بعض المحللين قد أشاروا الي تضاعف اهمية العراق الآن بالنسبة لإيران أكثر من ذي قبل، خاصة مع تحول الوضع السوري تدريجياً إلي ما يشبه الحرب الأهلية، ووصول الاستقطابات الاقليمية والدولية حيال سوريا الي أعلي مستوي لها<ref>مهينور فواز، " عراق ما بعد الانسحاب الأميركي"، افاق استراتيجية، متاحة علي موقع الجزيرة نت، 2011 http://www.aljazeera.net/portal</ref>

وارتباطاً برغبة إيران في الحفاظ على المكتسبات التي تحققت لها في العراق، عملت إيران علي الاستفادة من الفراغ الذي خلفه الانسحاب من أجل تعديل ميزان القوي داخل العراق لصالح القوي السياسية المتحالفة معها، وأشارت بعض الدراسات الإيرانية الصادرة خلال الفترة الاخيرة الي أن إيران بحاجة في هذه المرحلة '''الي عمل ما يلى'''<ref>مرجع سابق . مروة وحيد</ref>


'''أولاً''': تحقيق تفاهم مع القوة العسكرية الاولي في المنطقة وهي الولايات المتحدة، يتم بموجبه ضمان استمرار اختلال التوازن السياسي والعسكري في العراق لصالح القوي الشيعية، وتوسيع حقول النفط الإيرانية الي ما رواء الحدود المشتركة مع العراق، في مقابل ضمان إيران لتدفق النفط عبر مضيق هرمز، وابتعاد إيران عن أبار النفط السعودية وتقديم تنازلات بخصوص البرنامج النووي الإيراني، خاصة وأن الإدارة الأمريكية مدركة تماماً أن التوصل الي تفاهم مع إيران ممكناً في حال تم التوصل الي تفاهمات في بعض الملفات الاقليمية الأخرى، وأن هذا التفاهم الإيراني الأمريكي إن لم يقع في المدي القريب، لكنه يظل احتمالاً قائماً علي المدي المنظور<ref>بشير نافع، " العراق: تحديات ما بعد الانسحاب العسكري الأميركي الرسمي"، متاح علي موقع الجزيرة نت، 19/11/2011 http://www.aljazeera.net/portal</ref>
'''أولاً''': تحقيق تفاهم مع القوة العسكرية الاولي في المنطقة وهي الولايات المتحدة، يتم بموجبه ضمان استمرار اختلال التوازن السياسي والعسكري في العراق لصالح القوي الشيعية، وتوسيع حقول النفط الإيرانية الي ما رواء الحدود المشتركة مع العراق، في مقابل ضمان إيران لتدفق النفط عبر مضيق هرمز، وابتعاد إيران عن أبار النفط السعودية وتقديم تنازلات بخصوص البرنامج النووي الإيراني، خاصة وأن الإدارة الأمريكية مدركة تماماً أن التوصل الي تفاهم مع إيران ممكناً في حال تم التوصل الي تفاهمات في بعض الملفات الاقليمية الأخرى، وأن هذا التفاهم الإيراني الأمريكي إن لم يقع في المدي القريب، لكنه يظل احتمالاً قائماً علي المدي المنظور<ref>بشير نافع، " العراق: تحديات ما بعد الانسحاب العسكري الأميركي الرسمي"، متاح علي موقع الجزيرة نت، 19/11/2011 http://www.aljazeera.net/portal</ref>
3-إعطاء الحكومة العراقية الحالية تسهيلات لإيران من شأنها ازدياد النفوذ الإيراني داخل العراق، وذلك عن طريق العديد من المقترحات المقدمة التي من شانها زياده هذا النفوذ مثل ربط موانئها بخط للسكك الحديدية العراقية لزيادة اعتماد العراق على بضائعها، ومعلوم أن العراق قد دأب على رفض هذا المشروع لمدة عامين ونصف العام، ولاسيما أنه يترتب عليه تدمير نشاط الموانئ العراقية. وفي هذا السياق شن وزير النقل العراقي السابق عامر إسماعيل حملة شديدة على هذا المشروع، وانتقد السماح لإيران بتنفيذه مستغلة علاقتها الوثيقة بنوري المالكي<ref name="د. مروة وحيد . مرجع سابق"/>
3-إعطاء الحكومة العراقية الحالية تسهيلات لإيران من شأنها ازدياد النفوذ الإيراني داخل العراق، وذلك عن طريق العديد من المقترحات المقدمة التي من شانها زياده هذا النفوذ مثل ربط موانئها بخط للسكك الحديدية العراقية لزيادة اعتماد العراق على بضائعها، ومعلوم أن العراق قد دأب على رفض هذا المشروع لمدة عامين ونصف العام، ولاسيما أنه يترتب عليه تدمير نشاط الموانئ العراقية. وفي هذا السياق شن وزير النقل العراقي السابق عامر إسماعيل حملة شديدة على هذا المشروع، وانتقد السماح لإيران بتنفيذه مستغلة علاقتها الوثيقة بنوري المالكي<ref name="د. مروة وحيد . مرجع سابق"/>


4-العلاقة التي توطدت بين حزب الدعوة الإسلامي وإيران والتي وصلت الي أعلي مستوياتها علي يد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الامر الذي جعل البعض يعتبر أن الازمة السياسية الراهنة في العراق إنما تعود إلى ما افرزته نتائج الانتخابات التشريعية العراقية في 2010 من تداعيات على المشهد العراقي ومن انقسامات بين القوى السياسية المختلفة حول تشكيل الحكومة والتي لعبت فيها إيران دور المعطل الأساسي لمسألة تشكيل الحكومة واختيار رئيس الوزراء حتى تتمكن من ضمان وصول شخصيات متوافقة مع التوجهات والمصالح الإيرانية وعلى رأسهم نورى المالكي الذي تولى تشكيل الحكومة للمرة الثانية<ref>- Babak Rahimi.” Iran’s Declining Influence in Iraq “ Center for Strategic and International Studies,The Washington Quarterly pp. 25 http://dx.doi.org/10.1080/0163660X.2012.641917</ref>
4-العلاقة التي توطدت بين حزب الدعوة الإسلامي وإيران والتي وصلت الي أعلي مستوياتها علي يد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الامر الذي جعل البعض يعتبر أن الازمة السياسية الراهنة في العراق إنما تعود إلى ما افرزته نتائج الانتخابات التشريعية العراقية في 2010 من تداعيات على المشهد العراقي ومن انقسامات بين القوى السياسية المختلفة حول تشكيل الحكومة والتي لعبت فيها إيران دور المعطل الأساسي لمسألة تشكيل الحكومة واختيار رئيس الوزراء حتى تتمكن من ضمان وصول شخصيات متوافقة مع التوجهات والمصالح الإيرانية وعلى رأسهم نورى المالكي الذي تولى تشكيل الحكومة للمرة الثانية<ref>- Babak Rahimi.” Iran’s Declining Influence in Iraq “ Center for Strategic and International Studies,The Washington Quarterly pp. 25 http://dx.doi.org/10.1080/0163660X.2012.641917</ref> وبالتأكيد فإن إيران تعتبر طرفاً فاعلاً في الأزمة السياسية الاخيرة في العراق، استناداً إلى أن إيران لا تجد مصلحة استراتيجية لها على الاقل على المدى المنظور في تغيير رئيس الوزراء الحالي - الا إذا جاءت تحركاته في صورة متعارضة مع المصالح الإيرانية في العراق او خارجه ( وهو ما لم يحدث حتى الان، من خلال الاعلان عن بعض المشروعات العراقية الإيرانية منها انشاء خط انابيب الغاز من إيران عبر العراق إلى سوريا، بالإضافة إلى خط انابيب النفط من البصرة إلى سوريا، والاجراءات التي اتخذها المالكي ضد بعض القيادات السنية على راسهم طارق الهاشمي في اواخر 2011، بالاضافة إلى موقف المالكي المتوافق مع إيران في دعم نظام بشار الاسد في سوريا)- كما تخشى إيران من تداعيات تغيير الحكومة الحالية على نفوذها داخل العراق، وارتباط ذلك باحتمالية فقدان بعض اوراق الضغط التي تستخدمها طهران في التعامل مع الغرب والولايات المتحدة فيما يتعلق ببرنامجها النووي، ويزداد هذا الامر بعد تزايد احتمالات فقدان إيران للحليف السوري<ref>عبدالوهاب القصاب، "النفوذ الإيراني في العراق الأبعاد والتحديات والتداعيات على الجوار العربي"، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، معهد الدوحة ، 2011</ref>

وبالتأكيد فإن إيران طرفاً فاعلاً في الازمة السياسية الاخيرة في العراق، استناداً إلى أن إيران لا تجد مصلحة استراتيجية لها على الاقل على المدى المنظور في تغيير رئيس الوزراء الحالي - الا إذا جاءت تحركاته في صورة متعارضة مع المصالح الإيرانية في العراق او خارجه ( وهو ما لم يحدث حتى الان، من خلال الاعلان عن بعض المشروعات العراقية الإيرانية منها انشاء خط انابيب الغاز من إيران عبر العراق إلى سوريا، بالإضافة إلى خط انابيب النفط من البصرة إلى سوريا، والاجراءات التي اتخذها المالكي ضد بعض القيادات السنية على راسهم طارق الهاشمي في اواخر 2011، بالاضافة إلى موقف المالكي المتوافق مع إيران في دعم نظام بشار الاسد في سوريا)- كما تخشى إيران من تداعيات تغيير الحكومة الحالية على نفوذها داخل العراق، وارتباط ذلك باحتمالية فقدان بعض اوراق الضغط التي تستخدمها طهران في التعامل مع الغرب والولايات المتحدة فيما يتعلق ببرنامجها النووي، ويزداد هذا الامر بعد تزايد احتمالات فقدان إيران للحليف السوري<ref>عبدالوهاب القصاب، "النفوذ الإيراني في العراق الأبعاد والتحديات والتداعيات على الجوار العربي"، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، معهد الدوحة ، 2011</ref>


5- كما وضح حجم نفوذ إيران من خلال ما قامت به من ممارسة ضغوط على بعض القوى السياسية العراقية حتى تحول دون سحب الثقة من المالكي، وكان ابرز ما قامت به هو الضغط على التيار الصدري وتهديد مقتدى الصدر بقطع المساعدات التي تقدمها إيران له وتهديده بغلق مقراته في إيران( جاء ذلك عقب لقاء الصدر بخامنئي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في يونيو 2012....)، وكذلك رفض إيران لأن يكون للسنة والاكراد الدور الحاسم والمتحكم في مسألة تغيير أو اسقاط أو تعيين رئيس الوزراء العراقي ( كما حدث في تجربة 2006 عندما اعترض الاكراد على تعيين إبراهيم الجعفري كرئيس للوزراء)، حيث أن نجاح السنة أو الاكراد في اسقاط المالكي وتعيين رئيس حكومة جديد يعنى تقليص وإضعاف دور إيران " المتحكم " في بعض جوانب العملية السياسية<ref>د . مروة وحيد . مرجع سابق</ref>
5- كما وضح حجم نفوذ إيران من خلال ما قامت به من ممارسة ضغوط على بعض القوى السياسية العراقية حتى تحول دون سحب الثقة من المالكي، وكان ابرز ما قامت به هو الضغط على التيار الصدري وتهديد مقتدى الصدر بقطع المساعدات التي تقدمها إيران له وتهديده بغلق مقراته في إيران( جاء ذلك عقب لقاء الصدر بخامنئي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في يونيو 2012....)، وكذلك رفض إيران لأن يكون للسنة والاكراد الدور الحاسم والمتحكم في مسألة تغيير أو اسقاط أو تعيين رئيس الوزراء العراقي ( كما حدث في تجربة 2006 عندما اعترض الاكراد على تعيين إبراهيم الجعفري كرئيس للوزراء)، حيث أن نجاح السنة أو الاكراد في اسقاط المالكي وتعيين رئيس حكومة جديد يعنى تقليص وإضعاف دور إيران " المتحكم " في بعض جوانب العملية السياسية<ref>د . مروة وحيد . مرجع سابق</ref>

محددات الفعل

متغيرقيمة
عدد التعديلات للمستخدم (user_editcount)
67
اسم حساب المستخدم (user_name)
'عمر خالد 8888'
عمر حساب المستخدم (user_age)
14342510
المجموعات (متضمنة غير المباشرة) التي المستخدم فيها (user_groups)
[ 0 => '*', 1 => 'user', 2 => 'autoconfirmed' ]
المجموعات العامة التي ينتمي إليها الحساب (global_user_groups)
[]
ما إذا كان المستخدم يعدل من تطبيق المحمول (user_app)
false
ما إذا كان المستخدم يعدل عبر واجهة المحمول (user_mobile)
false
هوية الصفحة (page_id)
565152
نطاق الصفحة (page_namespace)
0
عنوان الصفحة (بدون نطاق) (page_title)
'مد إيراني'
عنوان الصفحة الكامل (page_prefixedtitle)
'مد إيراني'
آخر عشرة مساهمين في الصفحة (page_recent_contributors)
[ 0 => 'سامي الرحيلي', 1 => '37.236.160.28', 2 => '37.237.108.4', 3 => 'مصعب العبود', 4 => 'Glory20', 5 => 'Jobas1', 6 => '176.225.26.157', 7 => 'JarBot', 8 => 'ASammourBot', 9 => 'جار الله' ]
فعل (action)
'edit'
ملخص التعديل/السبب (summary)
'إضافة معلومات و وصلات و تنقيحها من بعض الأخطاء الإملائية'
نموذج المحتوى القديم (old_content_model)
'wikitext'
نموذج المحتوى الجديد (new_content_model)
'wikitext'
نص الويكي القديم للصفحة، قبل التعديل (old_wikitext)
'{{تهذ|تاريخ=سبتمبر 2011}} {{حيادية}} {{بحث أصلي}} '''المد الإيراني''' مصطلح سياسي ظهر فعلياً إلى حيز الوجود بعد [[الثورة الإيرانية الإسلامية|الثورة الإيرانية]] عام 1979. تميزت هذه الثورة بوصول رجال الدين المحافظين إلى السلطة في [[إيران]] وإزالة [[نظام الشاه]]. اتبع القادمون الجدد بعد توليهم السلطة سياسة تصدير الثورة إلى خارج حدود الدولة الإيرانية عن طريق استنهاض الروح الطائفية عند شيعة [[العراق]] و[[البحرين]] بالإضافة إلى الأقليات الشيعية في باقي [[دول الخليج العربي]] و[[اليمن]] والترويج إلى فكرة أن الطائفة هي الأساس وليس القومية التي يتبعونها والدعوة إلى [[ولاية الفقيه]] وحفز ولائهم لإيران بطريقة غير مباشرة وهي كون إيران الدولة الإسلامية الشيعية الوحيدة والاستفادة من التضييق والاضطهاد الذي يتعرض له الشيعة في عدة دول عربية. == جذور المد الإيراني == بدأ النظام الإيراني نشاطة الذي اطلق عليه تعبير "تصدير الثورة" بتشكيل خلايا داخل تلك الدول لإحداث البلبلة فيها والاستفادة من البعد الطائفي ما أمكن لتحقيق المرامي السياسية والذي يصفه البعض بإحياء أمجاد الدولة الصفوية المبنية أساساً التفوق العرقي الفارسي على العربية. كانت الحرب الإيرانية العرقية واحدة من أهم نتائج تصدير الثورة والتي اعتبرها العراق تخريبا خطيرا لبنيته الاجتماعية لما في المد الإيراني من بعد طائفي خطير اظهر إلى على السطح ظواهر لم تعرفها المجتمعات العربية قبلاً كتعبير السني والشيعي وانتشار أفكار دينية جديدة ذات طابع قومي فارسي حتى لدى الشيعة العرب. لم يكن للمد الإيراني اثر قوي في عهد الرئيس العراقي صدام حسين حيث أن عراق صدام شكلت عملياً جداراً قوياً في طريق هذا المد، إلا أن هذا لم يمنع إيران من الوصول إلى مناطق داخل العمق العربي عن طريق إنشاء ما يسمى حزب الله في لبنان وسيطرة مريديها على سياسة هذا الحزب وبروز الخلل الطائفي بين المسلمين في لبنان بعد أن كانت معدومة تماماً، واستمرت أيضاً في دعم أحزاباً شيعية بحته تنادي بسيادة الطائفة الشيعية كحزب الدعوة في العراق، بالإضافة إلى إثارة القلاقل لطائفية داخل البحرين والكويت. أن هذا النشاط ظل محدوداً حتى العام 1990 الذي تعرض فيه العراق إلى حملة عسكرية أمريكية ضخمة أثرت على البنية العسكرية العراقية بشكل كبير، ثم فرض حصار اقتصادي شديد اضعف من قدرات العراق في مواجهة المد الإيراني. استغلت الولايات المتحدة في سياستها البعد الطائفي لدى شيعة العراق لتقويض النظام العراقي ورفع مستوى التعاون مع إيران لتحقيق مشروعها بعزل العراق وتغير النظام السياسي. ومما لا شك فيه أن التدخل العسكري الإيراني عام 1991 لصالح القوات الأمريكية في العراق والذي كان عن طريق إقحام عشرات الألوف من المليشيا المسماة بقوات بدر إلى لعراق قد اثر على سلامة الأمن العراقي تأثيراً شديدا وزاد من التوتر الطائفية وخصوصاً بعد ردة الفعل العنيفة للجيش العراقي لإخماد الفوضى التي سببتها قوات بدر. استعانة الولايات المتحدة بالنفوذ الإيراني الطائفي أيضاً في أفغانستان عام 2001. وتوج التعاون الأمريكي الإيراني عندما قامت الولايات المتحدة وبريطانيا بغزو العراق وإسقاط النظام السياسي العراقي القائم حيث كانت الولايات المتحدة قد جندت البعد الطائفي مستغلة النفوذ الإيراني على الطائفة الشيعية والتي تعاونت مع أمريكا وحليفته بريطانيا حتى بعد الاحتلال وسقوط بغداد وذلك بوضع النظام السياسي الجديد ولإطفاء الشرعية على الاحتلال بحكم أنهم عراقيين. جلب الاحتلال أمريكي نظاما شيعيا موالياً بالكامل لإيران حيث بدأت أعمال تصفية واسعة للطائفة السنية من أركان الدولة العراقية، فبدأت إيران بتشكيل مليشيا موالية لها وخلق زعامات ومرجعيات قادت هذه المليشيا لتصفية وإقصاء السنة وتفريغ مناطق واسعة وخصوصاً في بغداد من الوجود السني عن طريق القتل على الهوية وتدمير المنازل والتهجير القصري كمثل جيش المهدي وفيلق بدر وقوات المغاوير في وزارة الداخلية التي كان يشرف عليها بيان جبر صولاغ. وتدعم إيران وبقوة فكرة تقسيم العراق لفديراليات كنواة لانفال كلي بحيث يصبح الجنوب العراقي شبة دول شيعية سيكون لإيران فيها السيادة الحقيقية. بعد سقوط النظام العراقي وبروز النفوذ الإيراني في العراق امتد اثر ذلك على بقية دول الخليج حيث بدا صوت الشيعة هناك يعلوا لدرجة الدعوة إلى الانفصال في مناطقهم خصوصاً في البحرين والمنطقة الشرقية من السعودية التي تسكنها أقلية شيعية، بالإضافة إلى تزايد نفوذ حزب الله في لبنان والذي بدا وكأنه يمثل ذراعاً لإيران في المنطقة. ومن اشد المظاهر وضوحا للمد الإيراني ظهور أيضاً والذي يشكل ظاهرة خطيرة ما يسمى الفضائيات الشيعية التي لم يكن لها وجود يذكر قبل الاحتلال الأمريكي للعراق. الأمر الذي يوضح حجم هذا النفوذ الإيراني على الطائفة الشيعية. == الاستراتيجية الإيرانية تجاه العراق == لاشك أن لإيران اهداف ومصالح استراتيجية في المنطقة بشكل عام وفي العراق على نحو خاص، باعتبار كون العراق المنافس التقليدي لإيران في المنطقة وحائط الصد الذي لعب أدواراً مهمة في السابق للتصدي للتغلغل الإيراني في الخليج وفي دوائر الامن القومي العربي، وذلك ضمن مشروع استراتيجي ايرانى، له من المحددات والاهداف والادوات ما يساعده على تحقيق اهدافه<ref>د.مروة وحيد "مستقبل النفوذ الايراني في العراق الفرص و الاشكاليات".بغداد للدراسات والاستشارات والاعلام http://www.baghdadcenter.net/details-138.html .</ref> مع الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003، وما أحدثه من تغيير في المعادلة السياسية الداخلية في العراق، لصالح القوى الشيعية وعلى حساب السنة التي ظلت لعقود طويلة، المتحكم الأساسي في الأوضاع السياسية في العراق، وما ارتبط بذلك من فتح المجال العراقي لدخول قوى اقليمية عديدة، على رأسها إيران، تحاول تحقيق اجنداتها الخاصة مستعينة في سبيل تحقيق ذلك، ببعض الكتل العراقية الجديدة التي تعاظم دورها بعد اسقاط نظام صدام حسين<ref>[http://www.baghdadcenter.net/details-138.html مركز بغداد للدراسات والإستشارات والإعلام »<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20130715023912/http://www.baghdadcenter.net:80/details-138.html |date=15 يوليو 2013}}</ref> ويمكن القول، أن حدوث الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 كانت نقطة تحول جديدة في التوجهات الإيرانية نحو دول الجوار بشكل عام ونحو العراق علي نحو خاص، من خلال مبدأ تصدير الثورة والتأكيد علي فارسية الخليج، وما تبع ذلك من مرحلة جديدة من مراحل الصراع الإيراني علي العراق والذي وصل الي أشده في الفترة من 1980-1988 <ref>Shahram Chubin “,Iran's strategic predicament The Middle East Journal; Winter 2000; 54, 1; Research Library Core, pg. 10</ref> هذه الفترة من فترات الصراع كانت بداية لتأسيس بعض الادوات الإيرانية، من خلال مؤسسات سياسية وعسكرية للتحرك لتنفيذ اهداف الثورة، والعمل علي تصديرها الي العراق وباقي دول الخليج من خلال قلب أنظمة الحكم وتشكيل أنطمة جديدة تدور في فلك إيران وتدين بالولاء والطاعة لسلطة الولي الفقيهه، وفي هذا الاطار تم تأسيس ما يعرف بالحرس الثوري الإيراني وفيلق بدر واللذان لعبا دوراً مهماً في إدارة الصراع الإيراني مع العراق خاصة بعد عام 1991 من خلال إدخال الالاف من المنتمين الي الحرس الثوري الي العراق، ومحاولة تجنيد بعض العراقيين للعمل في فيلق بدر وغيره في محافظات البصرة وميسان وواسط وذي قار، وهذه العناصر استطاعت أن تقوم بعدد كبير من العمليات العسكرية كالقتل وتخريب الدوائر الحكومية<ref name="ReferenceA">محمد فريد، " تاريخ الدولة العثمانية"، تاريخ العراق الحديث ، القاهرة 2007 ، طبعة الوراق ، ص 57</ref> ومما لاشك فيه أن الاحتلال الأمريكي للعراق في عام 2003 وما تبعه من تداعيات علي هيكل وبنية الدولة العراقية، قد أفسح المجال للحركة الإيرانية في العراق علي نحو غير مسبوق مقارنة بكل الفترات السابقة للاحتلال. '''يمثل العراق قلب الاستراتيجية الإيرانية ومحور الحركة الإيرانية الخارجية لأسباب كثيرة أهمها ما يلي'''<ref name="ReferenceA"/> 1- وجود تصورات إيرانية بأن العراق هو جزء من الامتداد التاريخي والجغرافي والمذهبي لإيران، وبالتالي اعتبار العراق اقليم إيراني أو أحد الأقاليم الإيرانية وليس دولة مستقلة ونشير الي تصريح ابوالحسن بني صدر أول رئيس إيراني بعد الثورة الإيرانية الذي قال فيه أن العراق عبر التاريخ كان جزءاً من فارس، وأن أثار طاق كسري مازالت موجودة قرب بغداد حتي الآن، وما ذكره رئيس أركان الجيش الإيراني فيروز آبادي بأن الخليج والمنطقة كانت دائماً ملكاً لإيران وأن نفط الخليج يقع في مناطق فارسية 2- اعتبار إيران أن العراق بوابة العبور والسيطرة علي باقي دول الخليج ومن ثم بقية العالم العربي لنشر فكر الثورة الإيرانية، علاوة علي أن بقاء العراق بعيداً عن السيطرة الإيرانية يعني عزل إيران عن أماكن التواجد الشيعي في كل من سوريا وجنوب لبنان 3- المراهنة الإيرانية المستمرة علي أن شيعة العراق هم أكثر ولاءً لإيران وأكثر تجاوباً مع توجهاتها الإيديولوجية والمصلحية من ولائهم لحكوماتهم الوطنية، وكذلك المراهنة علي أن وجود الحوزة الدينية في النجف سيسهل من فرص اندماج وتبعية حوزة النجف إلي حوزة قم، وبالتالي الاستفادة من نفوذها الديني في تصدير فتاوي وقرارات تخدم المصلحة الإيرانية. 4- إيلاء إيران أهمية خاصة لمدينة النجف الأشرف وكربلاء، واعتبار أن سيطرة إيران علي هذه المدينة وتحويلها الي قبلة للشيعة في العالم يسمح لايران بمزيد من النفوذ لدي الطوائف الشيعية الأخرى المنتشرة في بعض الدول 5- تصور إيران بأن العراق هو الحجر العثرة الأساسي أمام امتداد النفوذ الإيراني الي الخليج الذي يدين بعض سكانه بالمذهب الشيعي، ووضح ذلك جلياً خلال الفترات التي تكون فيها الدولة العراقية قوية اقتصادياً وعسكرياً . 6- اعتبار إيران أن الخطر الواقع عليها من الحكام الوهابيين أو ذوي الأصول السنية هو أكثر بكثير من الخطر الذي يواجهها من الشرق والغرب، واعتبارها أن اهل السنة هم الاعداء الحقيقين للمذهب. === سبل تحقيق الاستراتيجية === ولتحقيق إيران لاستراتيجيتها في الخليج العربي و خصوصا العراق استخدمت عدة ادوات في العراق اهمها '''احتواء شيعة''' العراق عن طريق <ref>حسام سويلم، " التوجه الايراني في الخليج: المضامين والاحتمالات"، مختارات ايرانية، العدد 48، مركز الدراسات الاستراتيجية، القاهرة، يوليو، 2004</ref> 1 ـ '''احتواء القيادات والتيارات الشيعية المتنافسة''': ويسيطر اليوم على الشارع الشيعي في العراق عدة مرجعيات وتيارات أهمها: مرجعية علي السيستاني، وتيار الصدر الذي يقوده مقتدى الصدر، وجماعة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بزعامةعبدالعزيزالحكيم، وبدرجة أقل حزب الدعوة بفروعه المختلفة، وهناك تيار آخر مدعوم من إيران يعمل بصمت داخل مدن الجنوب وبعيداً عن الضجة الإعلامية كما يمارسها الآخرون وهو تيار المرجع (المدرِّسي) الذي يقود ما يعرف بـ (منظمة العمل الإسلامي) وهذه المنظمة أكثر قوة وتنظيماً، وتمتلك الشرعية الدينية الشيعية التي تؤهلها أن تكون مرجعية دينية قوية مدعومة بمليارات إيران. ولا شك أن السياسة الإيرانية في العموم تقوم على احتواء التيارات الشيعية كلها، والتعامل مع كل فصيل وشخصية قيادية تبرز على الساحة لحصد أي نجاح يحققه أي طرف شيعي. ويبقى التعامل مع هذا الفصيل أو ذاك مرتبطاً إلى حد بعيد بالتداخلات المختلفة داخل الساحة الإيرانية والخلافات بين المحافظين والإصلاحيين، وبقدرة هذا الفصيل على تحقيق الهدف الشيعي بهيمنتهم على أوضاع العراق. ولعل موقف إيران من مقتدى الصدر وحركته يوضح لنا جانباً كبيراً من طبيعة الدور الذي تقوم به إيران في احتواء الشيعة العراقيين؛ فهناك تياران داخل القيادة الإيرانية حول الموقف من العراق: الأول: يقوده الزعيم الإيراني علي خامنئي ويدعمه الرئيس السابق هاشمي (رفسنجاني) ويدعم هذا التيار الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر. ويقود التيار الثاني الرئيس محمد خاتمي والإصلاحيون، وهو يرفض التعامل والتعاون مع مقتدى الصدر إلى حد أن خاتمي رفض استقباله لدى زيارته إلى طهران، كما أن هذا التيار يفضل دعم المرجع علي السيستاني والقيادات والقوى العراقية المؤيدة للتعاون السلمي مع الأمريكيين والبريطانيين على أساس أن ذلك يشكل أفضل ضمانة لحصول الشيعة العراقيين على مطالبهم، وعلى حصة كبيرة في تركيبة الحكم الجديدة.<ref>Vail Nasr” when the Shiites” Foreign Affairs,Vol. 85, No. 4 (Jul. - Aug., 2006), pp. 58</ref> 2 ـ '''تسلل المخابرات الإيرانية إلى العراق''': كانت الأداة الرئيسية لإيران في تنفيذ استراتيجيتها للمخابرات الإيرانية ونتيجة التنسيق الأميركي ـ الإيراني دخلت المخابرات الإيرانية إلى العراق. ونتيجة أبوتها للتنظيمات السياسية المذهبية تسلَّلت إلى مجلس الحكم الانتقالي. وتشير تقارير صحفية إلى أن جهاز مخابرات فيلق القدس الإيراني ومخابرات الحرس الثوري الإيراني يقومان بالدور الأخطر على صعيد أجهزة الاستخبارات داخل العراق، ولعل الكشف عن الدور المزدوج لأحمد الجلبي وعلاقته الطويلة مع المخابرات الإيرانية يوضح إلى أي حد وصل الدور الذي مارسته المخابرات الإيرانية على الساحة العراقية. وتشير معلومات صحفية مؤكدة إلى افتتاح 18 مكتباً للاستخبارات الإيرانية تحت مسميات مختلفة أبرزها الجمعيات الخيرية لمساعدة الفقراء، وتوزيع المال والأدوية والمواد الغذائية، وترتيب الانتقال إلى العتبات المقدسة وضمن ميزانية تتجاوز مئة مليون دولار. وضمن المخطط الإيراني شراء ولاء رجال دين أغلبهم شيعة وأقلية سنية رصد فيه مبلغ 5 ملايين دولار سنوياً للترويج والدفاع عن إيران، وتجميل صورة مواقفها في الشارع العراقي وأحياناً عبر المنابر. وفي المعلومات الاستخباراتية أن إيران استأجرت واشترت 5700 وحدة سكنية من البيوت والشقق والغرف في مختلف أنحاء العراق، وخاصة في النجف، وكربلاء ليسكن فيها رجال الاستخبارات الإيرانية ورجال فيلق القدس الاستخباراتي. ولعل تصريح مدير المخابرات العراقية الحالي، اللواء محمد الشهواني، من أنه لم يتمكن من فتح فرع للمخابرات الحكومية العراقية في المحافظات الجنوبية لأن المخابرات الإيرانية لاتسمحبذلك! خير دليل على حجم التغلغل المخابراتي الإيراني في العراق. 3 ـ '''تدفق الأفراد والأموال على العراق''': ويشير حجم المساعدات النقدية الإيرانية المدفوعة إلى مقتدى الصدر وحده عدا التيارات الأخرى خلال الأشهر الأخيرة أنها تجاوز سقف 80 مليون دولار، إلى جانب تدريب رجاله، وإرسال معونات إنسانية شملت الغذاء والأدوية والمعدات والأثاث. ومثال على ذلك ما ذكرته صحيفة (جمهوري إسلامي) الإيرانية أن إمام جمعة شيراز الشيخ الحائري الشيرازي أرسل 150 حاجاً على حسابه إلى العتبات المقدسة الشيعية وإلى كربلاء، وسيراً على الأقدام بناء على طلبهم. وهذا الاندفاع البشري الإيراني نحو العراق بحيث وصل عددهم إلى مئات الآلاف، كما قامت بلديات إيرانية عديدة أبرزها بلدية طهران بدور كبير في تولي الخدمات في الأماكن المقدسة كالنظافة والتشجير وزرع شتول الزهور، ورش المياه عبر صهاريج قادمة من إيران وعمالة إيرانية يساعدها عمال عراقيون موظفون تدفع لهم بلدية طهران أجورهم.، ومؤسسة الأوقاف وهي مؤسسة غير رسمية أخذت على عاتقها تأمين كل المصاحف الإيرانية وكتب الأدعية المطلوبة للعتبات المقدسة الشيعية، وكل مؤسسة أهلية تقدم للعراق في هذه المناسبة عطاء أو مساعدة تعتبر جزءاً من ميزانيتها الخاصة. هذافضلاً عن حضور الآلاف من الإيرانيين للتطوع لطهي الطعام وتوزيع المياه أو العصائر أو التنظيف في العتبات المقدسة، وأخيراً للخبز الإيراني الساخن وجبة تقدم لزوار العتبات. ونتيجة للضوء الأخضر (الأميركي ـ البريطاني) اكتظَّت الأسواق وغرف التجارة العراقية بالتجار الإيرانيين، ومنه تسلَّلت إلى أجهزة المافيات (سرقة ونهب) بدون النظر إلى عرقها أو مذهبها؛ إذ تشاركت الأحزاب الكردية مع الأحزاب السياسية الشيعية (فيلق بدر وجماعات البرازاني والطالباني) في نهب كل ما طالته أيديهم وباعوه إلى التجار الإيرانيين، وقد وصف أحد العراقيين الدور الإيراني في العراق قائلاً: خرجت إيران ـ بعد احتلال العراق ـ بأكبر حصة من وليمة ذبح الدولة العراقية بما فيها مخلفات الجيش العراقي التي تبرع الحكيم بنقلها إلى إيران. 4 ـ '''السيطرة الإعلامية من خلال الصحف التي تمولها وقنوات البث الفضائي والأرضي'''؛ فقد قامت شركة التلفزيون الرسمية في إيران بافتتاح قناة فضائية على غرار قناة الجزيرة القطرية باسم (العالم) تبث باللغة العربية من محطات تقوية على طول الحدود العراقية لكسب تأييد العراقيين، وكان لها دور هام خلال الغزو الأميركي للعراق حين توقف البث العراقي وبقيت قناة العالم تبث لسائر المدن العراقية ومنها يستقي العراقيون أخبارهم وتحليلاتهم (لعدم وجود إستلام فضائي آنذاك لدى العراقيين) كما أن إيران دعمت إنشاء محطات تلفزيون فضائية موالية لها (مثل الفرات والفيحاء والأنوار) والعشرات من محطات الإذاعة المحلية، وتتحدث تقارير صحفية عن وجود 300 إعلامي إيراني بشكل دائم في العراق. لا يوجد أدنى شك في أن الهدف الإيراني في دعم العناصر الموالية له في العراق ماليا وسياسيا بل وحتى مخابراتياً وعسكريا، قد تحقق حتى الآن واستقوت تلك العناصر بذلك الدعم وساهمت في مجلس الحكم الانتقالي الذي عينته سلطات الاحتلال في العراق (عبد العزيز الحكيم وإبراهيم الجعفري وعز الدين سليم ومحمد بحر العلوم وعبد الكريم المحمداوي) وترمي إيران إلى تهيئة الظروف السياسية من خلال مجموعات تلبس العباءة العراقية لتحقق أهدافها بالإنابة عبر التنسيق مع سلطات الاحتلال الأمريكية - البريطانية == إيران وأمريكا == حيث انهارت مؤسسات الدولة بالكامل، والتي تعاونت مع أمريكا وحليفته [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] حتى بعد الاحتلال وسقوط [[بغداد]]، كمثل [[جيش المهدي]] و[[منظمة بدر|فيلق بدر]] وقوات المغاوير في وزارة الداخلية التي كان يشرف عليها [[بيان جبر صولاغ]] والتي هي عناصر أصلاً من قوات بدر انطوت في صفوف الشرطة. وفي الحقيقة تشير الكثير من المصادر أن التعاون الأمريكي الإيراني بدا في مرحلة مبكرة مع رجال [[الثورة الإيرانية الإسلامية|الثورة الإيرانية]] وقبل قيامها، وفي نهاية الأمر جميع الدبلوماسيين تم الإفراج عنهم. وعلى جميع الأحوال فان حقيقة الدعم الأمريكي الإسرائيلي لإيران خلال الحرب ضد العراق لا يمكن إخفائها بعد كشف ما سمي [[إيران جايت]] أو [[قضية إيران - كونترا|إيران - كونترا]] إبان رئاسة [[رونالد ريغان|رونالد ريجان]]. وبالنسبة للسياسة الأمريكية فأن وصول قيادة ذات أفكار دينية وقومية متطرفة تجاه العرب في إيران يخدم المصالح الأمريكية في منطقة [[الشرق الأوسط]] أكثر من نظام علماني ليس له توجهات عدائية تجاه [[عرب|العرب]] كنظام [[الشاه]]. فالإشارات العدائية الإيرانية تجاة العرب بدأت مبكراً حين وجه [[روح الله مصطفى أحمد الموسوي الخميني|خميني]] رسالة تهديد لحاكم [[البحرين]] الأمير [[عيسى بن سلمان آل خليفة]] يتهمه فيه بإساءة معاملة شعبة، ويقصد بذلك [[الشيعة]] منهم، الأمر الذي أثار غضب الرئيس العراقي [[صدام حسين]] الذي اعتبره تدخلاً سافراً في شؤون [[البحرين]] لا يمكن قبوله، وكان ذلك بداية [[حرب باردة|الحرب الباردة]] بين البلدين تحول إلى حرب مدمرة استمرت ثمانية سنوات. == الدور الإيراني في العراق بعد الاحتلال الأمريكي == ويمكن القول أن فترة ما بعد الاحتلال الأمريكي للعراق كانت فترة التطبيق العملي لكافة الاهداف والاستراتيجيات التي رسمها قادة الفكر في إيران وقادة صنع القرار بخصوص تصدير الثورة والسيطرة علي العراق، حيث استطاعت إيران خلال هذه المرحلة ومن خلال الطابور الخامس الإيراني والمشكل من إيرانيين متواجدين في العراق بصورة شرعية وغير شرعية، ومن عراقيين موالين لها، ومن المنظمات المسلحة مثل فيلق القدس وفيلق بدر، بالإضافة الي عدد كبير من المنظمات العاملة في مجالات مختلفة<ref name="ReferenceB">عبد الوهاب القصاب، " معضلة الحوار بين طهران وواشنطن"، الجامعة الاردنية، مركز الدراسات الاستراتيجية، 2009</ref> '''* الدور الإيراني في التحالف مع أمريكا لاسقاط نظام صدام حسين''' لقد لعبت الحكومة الإيرانية دوراً محوريا في الإعداد لغزو العراق بالتعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة رغم الخلافات المعلنة بين واشنطن وطهران بشأن العديد من القضايا الإقليمية والتسليحية والسياسية ومنها اتهام واشنطن للحكومة الإيرانية بدعم الإرهاب والسعي لامتلاك أسلحة الدمار الشامل والأطماع الإقليمية، غير أن إيران وجدت في الحملة الأمريكية لتغيير نظام حكم الرئيس صدام حسين تحقيقا لهدف مركزي في السياسة الإيرانية حدده الزعيم الإيراني الراحل الخميني الذي قال انه تجرع السم بقبوله قرار مجلس الأمن لإنهاء حرب السنوات الثماني مع العراق عام 1988 الذي يحتفل به العراقيون انتصارا على إيران، فقد سمحت إيران بمشاركة فصيل معارضة رئيسي مقره العاصمة الإيرانية، المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق بقيادة عائلة الحكيم، كانت قد شكلته المخابرات الإيرانية عام 1982 وقدمت له الدعم المالي والعسكري والسياسي، بل أن طهران استضافت لقاءات بين قادة الأكراد العراقيين، مسعود البارزاني وجلال الطالباني ورئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي مع قادة المجلس الأعلى محمد باقر الحكيم وشقيقه عبد العزيز الحكيم الذي شارك في الاجتماعات الرباعية والسداسية مع الإدارة الأمريكية والمخابرات الأمريكية عامي 2002 و2003 في واشنطن وبريطانيا للتخطيط والاتفاق على الأدوار والمهام الموكلة لكل طرف من الأطراف الأربعة/ الستة: المجلس الأعلى والمؤتمر الوطني والفصيلين الكرديين وحركة الوفاق بقيادة أياد علاوي، رئيس الوزراء المؤقت الحالي. وكان الجلبي حلقة الوصل الرئيسية بين الإدارة الأمريكية وبالتحديد وزارة الدفاع ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية والحكومة الإيرانية لتنسيق الجهود ضد حكم الرئيس صدام حسين، وقد تمكن من جمع المتناقضين سياسيا واستراتيجيا، الأكراد الساعين إلى جمهورية مستقلة والشيعة المرتبطين بإيران الباحثين عن دولة شيعية تشكل امتدادا لإيران، وهو الهدف الذي تعارضه واشنطن ودول المنطقة والعلمانيون من ليبراليين وشيوعيين ومستقلين. وكان انضمام المجلس الأعلى جوهريا لإكمال الخطط الأمريكية وحاسما في اتخاذ قرار الحرب والاحتلال إذ أن المجلس الأعلى التزم بتحييد القطاع الشيعي من الشعب العراقي وبالمساهمة المباشرة عسكريا وسياسيا في إنجاح المخطط الأمريكي، وكنت قد أجريت لقاء صحفيا في شهر أكتوبر 2002، مع السيد محمد باقر الحكيم، رئيس المجلس الأعلى، وكان في مدينة قم الإيرانية، أكد فيه أن المجلس الأعلى بعث بألفين وخمسمائة فرد من أفراد لواء بدر، التابع للمجلس، إلى شمال العراق للانطلاق مع قوات البشمركة، الميليشيا الكردية، التابعة للكردي جلال الطالباني، في جبهة من منطقة السليمانية ضد القوات العراقية. وحالما احتلت القوات الأمريكية- البريطانية العراق في ابريل 2003، دخلت قوات بدر من إيران وشمال العراق بينما بعثت إيران بالآلاف من عناصر الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية إلى العراق من الوسط والجنوب لينتشروا في البلاد تحقيقا لثلاثة أهداف رئيسية: دعم التيار الشيعي الإيراني في العراق (المجلس الأعلى بقيادة الحكيم ومكانة السيستاني والدعوة بقيادة إبراهيم الجعفري والعمل الإسلامي بقيادة محمد تقي مدرسي)، وإضعاف التيار الشيعي العربي العراقي (مجموعة مقتدى الصدر) وترسيخ وجود مخابراتي إيراني في العراق مما يضمن ترسيخ الأهداف الإيرانية والتأثير في التطورات السياسية بالتوافق مع تلك الأهداف، والتخلص من العناصر المعارضة للمشروع الإيراني<ref>Ray Turkey “Iran’s new Iraq” Middle East Journal,Vol. 62, No. 1 (Winter, 2008), pp. 13 http://www.jstor.org/stable/25482470</ref> === الادوات التي اتبعتها إيران للسيطرة علي العراق === - '''الادوات السياسية والأمنية:''' استخدمت إيران عدداً من الادوات السياسية والامنية للنفوذ الي الواقع العراقي ووضح ذلك من خلال عدم اعتراض إيران أو إعاقتها للخطط الأمريكية الرامية لضرب العراق وإسقاط نظامه، نظراً لتوافق ذلك مع الهدف الإيراني في ذلك الوقت، والذي يتمثل في تدمير العراق وإزاحة النظام القومي العربي، وخلق نظام جديد يسهل الحركة الإيرانية، وكذلك قيام إيران بعد الاحتلال الأمريكي للعراق بتصفية وقتل المئات من الضباط والطيارين ورجال المخابرات والعلماء العراقيين، ومطاردة وإزاحة القوى العراقية القومية والإسلامية المعادية للتوجه الإيراني، مع تقديم الدعم المالي والمخابراتي للقوى المؤيدة لها خاصة حزب الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية <ref>Yoel Guzansky, ‘‘‘Made in Iran’: The Iranian Involvement in Iraq,’’ Strategic Assessment 13, no. 4 (January 2011): p. 93, http://www.inss.org.il/upload/%28FILE%291295871240</ref> بالإضافة الي محاولة خلخلة الاوضاع السياسية في العراق، والعمل علي إضعاف حكوماته تمهيداً لخلق قيادة سياسية ضعيفة تدين بالولاء والطاعة لإيران، الأمر الذي يسهل لها تحقيق مصالحها بأقل تكلفة ممكنه، ونشير إلي تصريح قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني الذي قال فيه "أن بلاده حاضرة في الجنوب اللبناني وفي العراق وأن هذين البلدين يخضعان بشكل أو بأخر لإرادة طهران وأفكارها"، كما عملت إيران علي الضغط علي الحكومات العراقية المتتالية من أجل تقديم تنازلات مرتبطة بالحدود المشتركة، وفي هذا الاطار استطاعت إيران انتزاع موافقة العراق علي اتفاقية الجزائر عام 1975 التي تحدد الحدود الفاصلة بين البلدين، كما استطاعت ايضاً انتزاع موافقة الحكومة العراقية التي تشكلت بعد الاحتلال الأمريكي علي إعلان مسئوليتها في شن الحرب علي إيران في عام 1980، ومما يستتبع ذلك من آثار قانونية خاصة بالتعويضات وما إلي غير ذلك<ref name="ReferenceB"/> كما تم وضع عنوان للتحرك الإيراني تجاه العراق يخالف حقيقة نواياها، من خلال اختراق منظومة القيادة العراقية من خلال تقديم الاستشارات للمتحكمين في النظام السياسي حول بعض القضايا والمشكلات العراقية السياسية والاقتصادية، وتكثيف الحوار والاتصالات معهم، علاوة علي محاولة إيران التأثير علي الواقع الديموغرافي في العراق وتغيير الوزن النسبي لبعض مكونات الشعب العراقي خاصة من الشيعة، وذلك من خلال الضغط علي الحكومة العراقية لإعطاء الجنسية العراقية الي عدد كبير من الإيرانيين الموجودين في العراق والذين يقدر البعض عددهم ب 2.5 مليون تقريباً<ref>Ray Turkey “Iran’s new Iraq” Middle East Journal,Vol. 62, No. 1 (Winter, 2008), pp. 13</ref> كما عملت إيران علي خلق حالة من الشك والريبة في العلاقة ما بين القيادات السياسية في العراق وعلماء الدين السنه، من خلال ترويج إشاعات عن فساد هذه الشخصيات وقيامهم ببعض الاعمال المخالفة للنظام والدولة، مما يسهم في ابتعاد نسبي لهذه القيادات الدينية عن دوائر صنع القرار، وما يؤدي إليه ذلك من تشويه المذهب السني في العراق، علاوة علي ما يوفره من مناخ للحقد والكراهية بين رجال الدين والحكام بشكل عام وتتبني إيران للطرح الديموقراطي في العراق علي الطراز الغربي، علي اساس أنه النموذج الأفضل لإدارة الوضع العراقي، ارتباطاً بهدف إيراني بعيد المدي وهو أن تطبيق الديموقراطية علي هذا النحو سيساعد علي تقوية الاقاليم الراغبة في الاستقلال، كما أنه سيعمل علي إذكاء سياسة المحاصصة، بما يقود في النهاية إلي إضعاف قوة العراق ومنع عودته مرة أخرى كمعرقل للأهداف الإيرانية في الخليج، وحرصت إيران في تلك الفترة علي الابقاء علي علاقات متميزة مع القادة الكرد، وعدم التفريط فيها كخط استراتيجي عام لإيران يضمن عدم عودة البعثين أو قيام حكم سني مرة أخرى، والإبقاء علي خط اتصال مع بعض الاطراف السنية في العراق، مستغلين سياسة الاغراء والتهديد علي أساس أن الاقتراب من إيران هو أحد متطلبات المشاركة السياسية في الحكم والعكس صحيح<ref>http://www.jstor.org/stable/25482470 Michael knight, “Iran’s Influence in Iraq”, Washington institute for near east, April 2012</ref> هذا بالإضافة الي إتاحة المجال لعمل أجهزة الاستخبارات الإيرانية للعمل السياسي السري والعلني في العراق، من خلال الحرس الثوري الإيراني وجهازي الأمن والاستخبارات الإيرانية ومجموعات من الميليشيات التابعة لها، ومجموعات من الحوزة الدينية في قم، وفي الغالب تعمل هذه الجهات تحت واجهات متعددة ومستترة من خلال وجودها داخل تنظيمات سياسية إسلامية عراقية، وتنظيمات خيرية ودينية، وواجهات دبلوماسية وتجارية ومكاتب صحفية وإعلامية وغيرها، والعمل علي إقامة شبكة واسعة من التنظيمات الخيرية والأحزاب السياسية الإسلامية البديلة التي تعمل لتوسيع نشاطها في كسب المزيد من الناس إلى هذه التنظيمات التابعة بصورة مباشرة أو غير مباشرة لإيران والتي تلتزم بخطها الفكري والسياسي<ref>the Islamic Republic and ‘‘soft war,’’ see Nima Adelkhah, ‘‘Iran Integrates the Concept of the ‘Soft War’ Into its Strategic Planning,’’ Terrorism Monitor no.8 23,June 2010</ref> كما عملت إيران علي وضع الأموال في خدمة الكثير من رجال الدين لصرفها على المحتاجين من الناس من قبل قوى إسلامية سياسية شيعية بالأساس، بغرض التأثير الفكري والسياسي والعملي عليها، بما يتوافق مع التوجهات الإيرانية، وكذلك وضع جانب كبير من هذه الأموال تحت تصرف المليشيات المسلحة التي تمارس التهديد والاختطاف والقتل والتخريب ضد مؤسسات الدولة وضد المجتمع، بما يساعدها على استمرار النشاط الدموي في العراق<ref>Yoel Guzansky, ‘‘‘Made in Iran’: The Iranian Involvement in Iraq,’’ Strategic Assessment 13, no. 4 (January 2011): p. 9,http://www.inss.org.il/upload/%28FILE%291295871240.</ref> '''-الادوات الاقتصادية''' بالإضافة إلي الادوات السياسية والامنية التي استخدمتها إيران للنفوذ في العراق، كان هناك اهتماماً موازياً بالاختراق الاقتصادي وإضعاف العراق علي هذا المستوي، وهو الأمر الذي استطاعت إحداثه أو عمله من خلال ما يلي<ref name="د. مروة وحيد . مرجع سابق">د. مروة وحيد . مرجع سابق</ref> 1- شراء الاصول ( صناعية وزراعية وعقارية) وجعلها ملاذاً أو مكاناً للمؤيدين لها يسكنون فيها ويبحثون خلالها علي عمل في هذه الاماكن لتوسيع مناطق السيطرة والنفوذ. 2- محاولة إيران تخريب الاقتصاد العراقي حيث أصبح العراق سوقا مفتوحة للبضائع الإيرانية بمختلف أنواعها، مما جعل الاقتصاد العراقي تابعا لإيران تبعية مطلقة، ومعتمداً عليها اعتماداً كلياً، كما شجعت إيران التجار على السفر إلى العراق والاستثمار هناك وخصوصا في المدن المقدسة عند الشيعة ودفع أسعار خيالية للاستحواذ على اقتصاد العراق<ref>Aseel Kami, ‘‘Iran Exports to Iraq to Pass& bn in 2010",25 April 2010 www.reuters.com/article//us-iraq-iran-trade-interview-idUSTR</ref> 3- سرقة النفط العراقي من حقول البصرة - قّدّره تقرير (بيكر-هاملتون) بنصف مليون برميل يوميا- وحقول (مجنون والفكة) التي طردت الكوادر الهندسية النفطية العراقية منها أمام مرأى ومسمع حكومة الإحتلال واستخدامها لطريقة الحفر المائل لسحب النفط من داخل عمق الحدود العراقية التي ادعت إنها آبار مشتركة - يقع بعضها داخل الأراضي العراقية بعمق(10) كم<ref>حسام سويلم . مرجع سابق</ref> 4- كما استغلت إيران وجود عملائها في الحكومات المنشأة في ظل الإحتلال وقضمت المزيد من الأراضي العراقية وبالذات في محافظتي ميسان والبصرة حيث تتواجد الحقول النفطية العراقية الكبرى، وهي تحاول حاليا ضم جزيرة أم الرصاص العراقية الغنية بالنفط 5- التركيز علي فكرة التوطين للشيعة الإيرانيين في بعض المناطق المختلطة طائفيا إما من خلال شراء منازل والأراضي أو من خلال تهجير سكانها بالمضايقات الأمنية والاقتصادية من خلال أنصارها داخل الدولة العراقية، بما يساعد علي إحداث خلل في التوازن الديموغرافي لهذه المناطق لصالح الشيعة، حيث أشارت بعض التقارير المرتبطة بهذا الموضوع الي ما تم في عهد حكومة الجعفري من تعهده بإقرار خطة توطين الي ما يقرب من مليوني شيعي إيراني في الاراضي العراقية مثل ما يحدث في مناطق ابي الخصيب والزبير في محافظة البصرة<ref>Anoushiravan Ehteshami, “Iran-Iraq Relations after Saddam,” The Washington Quarterly, August 2003, p.123</ref> '''- الادوات الثقافية والدينية:''' بجانب الادوات السياسية والاقتصادية كان الجانب الديني والثقافي أحد مجالات الاختراق الإيراني للعراق، وهو الأمر الذي تم من خلال ما يلي<ref>Ishtiaq Ali Mehkri “ Religion and Politics in Iran-Iraq Relations” Pakistan Horizon,Vol. 58, No. 4 (October 2005), pp. 33</ref> : 1- العمل علي تغيير المناهج والمواد الدراسية في العراق، من خلال إعادة كتابة تاريخ الحرب العراقية الإيرانية(من1980م إلى 1988م)، وتم حذف الحقيقة التاريخية التي تقول إن القوات الإيرانية هي التي قامت بقصف المدن العراقية، وقصفت المنشآت الاقتصادية والبواخر الراسية في شط العرب، وأن القوات العراقية قامت بالرد على العدوان يوم 22 سبتمبر1980م، أي بعد 18 يوما من التحركات الفعلية الإيرانية لاحتلال العراق <ref>Anoushiravan Ehteshami, “Iran-Iraq Relations after Saddam,” The Washington Quarterly, August 2003, p. 127</ref> كما تم حذف الفقرات التي وردت في الكتب المقررة السابقة حول دور الفرس في إثارة الفتنة بين المسلمين خلال فترة الخلفاء الراشدين، ودورهم في قتل عمر وعثمان بن عفان -رضي الله عنهم-، وحذف الفقرات التي كانت تتحدث عن الدور البطولي للجيش العراقي في حرب 1948م، وحرب أكتوبر 1973م، كما تم تغيير خارطة العراق وحذف (نهر صدام) و(ميناء البكر) وإلغاء تسمية المحافظات وإعادتها إلى أسماءها القديمة، فأعادوا تسمية القادسية بالديوانية والمثنى بالسماوة وذي قار بالناصرية والتأميم بكركوك ونينوى بالموصل..وهكذا، علاوة علي أن معظم المراكز الثقافية والمكتبات الموجودة في العراق أصبحت تقع تحت النفوذ والسيطرة الإيرانية حتي وصل الامر لقيام وزارة التربية العراقية بمنح عقود طباعة الكتب المدرسية في المطابع الإيرانية<ref>Ishtiaq Ali Mehkri “ Religion and Politics in Iran-Iraq Relations” Pakistan Horizon,Vol. 58, No. 4 (October 2005), pp. 33 http://www.jstor.org/stable/41394115</ref> 2- التركيز علي مخاطبة الرأي العام العراقي من خلال السيطرة علي بعض وسائل الاعلام، وهو الأمر الذي تم من خلال إنشاء المحطات الفضائية التلفزيونية الطائفية الموجهة إلى الشعب العراقي, والتي بلغت أكثر من عشرين محطة فضائية مثل: السلام والعدل ومحطتا أهل البيت والفرات والفيحاء وآفاق وبلادي والمسمار الأولى والثانية والغدير وكربلاء والفرقان والمهدي والعدالة الأولى والثانية.. وغيرها 3-السعي إلي إحداث اختراق ونفوذ في الجانب الديني، من خلال ربط شريحة واسعه من العراقيين بإيران تحت مسمي التشيع، وذلك من خلال إثارة الفتن المذهبية والطائفية والترويج لفكرة المظلومية، حيث تشير بعض التقارير الي أن إيران ادخلت أكثر من الفي رجل دين في مدارس الحوزة العلمية في محاولة منها للتأثير علي قرارها والاستحواذ عليها. 4-استغلال ما سمي بالسياحة الدينية من أجل محاولة العبث بالتركيبة الديموغرافية والقومية، إذ تشير الاحصائيات الرسمية الي أن حوالي 3000 زائر إيراني يدخلون العراق يومياً، بعضهم يستقر بطريقة غير شرعية، بالإضافة الي اعداد غير مقدرة تدخل الي العراق بطرق سرية، وظهرت مؤشرات علي حجم هذا التواجد علي أرض الواقع منها إمكانية سماع اللغة الفارسية بشكل ملحوظ في بعض المناطق في أسواق بغداد والنجف وكربلاء والبصرة، كما تتداول العمله الإيرانية في هذه الأسواق، وهو الوجود الذي دفع بعض التابعين لايران في مرحلة صياغة الدستور قبل عام 2005 الي الدعوة الي إدراج القومية الفارسية كقومية رابعة بعد العربية والكردية والتركمانية<ref>السيطرة الايرانية علي حوزة النجف في العراق" مركز بغداد للدرسات والاستشارات والاعلام ،ابريل 2012، http://www.baghdadcenter.net/details-138.html</ref> == ردود الفعل == برزت العديد من التصريحات الرسمية لسياسيين عرب تحذر من هذا المد حيث كشف [[عبد الله الثاني بن الحسين|الملك عبد الله الثاني]] ملك [[الأردن]] عن مخطط إيراني لإقامة [[هلال شيعي]] في المنطقة يبدأ من إيران وينتهي في [[لبنان]]، وتصريحات الرئيس المصري المخلوع [[محمد حسني مبارك|حسني مبارك]] أن الشيعة في العالم العربي ولائهم دائما لإيران، كما حذر الرئيس اليمني من النفوذ الإيراني ودعمهم للفوضى التي قامت في بلاده بسبب [[الحوثيين]] [[زيدية|الزيدية]]. وكان من أهم الإشارات على المد الإيراني خطاب [[الحسين بن طلال|الملك حسين]] بن طلال ملك [[الأردن]] الراحل الذي أكد في خطاب له [[عام 1979]] أي بعد [[الثورة الإيرانية الإسلامية|الثورة الإيرانية]] "انه على العالم الإسلامي أن لا يتفاءل بهذه الثورة ويعي أنها ليست ثورة إسلامية إنما ثورة فارسية شيعية تقصد إحياء مجد فارس عن طريق نشر التشيع". == التعبير الشيعي == يرفض [[الشيعة]] تسمية حالة النشاط الإعلامي والسياسي الأخيرة وتزايد النفوذ السياسي الشيعي في العراق بالمد الإيراني ويستخدمون بدلاً منه تعبير [[المد الشيعي]]. إلا أن هذا التعبير ليس دقيقا بما يكفي لتوصيف الحالة فهذا المد عملياً يقتصر تأثير فقط في نطاق الطائفة الشيعية التي هي أساساً ترى في [[إيران]] الولاية الدينية والسياسية بما يطلقون عليها "[[ولاية الفقيه]]" والذي تغذيه إيران بقوة ويؤمن به أنصارها من الشيعة العرب ومنهم القيادة في [[حزب الله]]، ولا امتداد للتشيع على الطوائف الأخرى وخصوصاً السنية، فلا يوجد زيادة في أعداد [[الشيعة]] أو زيادة في نفوذهم في غير المناطق التي تسكنها اقليات شيعية، الأمر الذي يجعله مدا إيرانيا بحتاً مستفيداً من البعد الطائفي فيه. == النفوذ الإيراني بعد الانسحاب الأمريكي == ساعد الانسحاب الأمريكي من العراق علي إتاحة المجال لإيران للتحرك بمزيد من الحرية في الداخل العراقي، كما تواكب هذا الانسحاب مع المتغيرات الاقليمية المهمة، والمتمثلة في ثورات الربيع العربي وما أفرزته من تحدي اساسي لإيران، يتمثل في احتمال تهديد المشروع الإيراني المسمي بالهلال الشيعي، حيث وضح إمكانية ان تفرز هذه الثورات بديلاً لذلك وهو ( الهلال السني )، حيث صعدت أسهم التيار الإسلامي السني في كثير من دول المنطقة، وأصبحت أكثر تهديداً للوجود الإيراني، خاصة وان بعض من فصائل التيار الإسلامي لاسيما التيار السلفي والأصولي يناصب إيران عداءا شديداً من منطلق مذهبي بحت<ref>د.مروة وحيد "مستقبل النفوذ الايراني في العراق الفرص و الاشكاليات".بغداد للدراسات والاستشارات والاعلام http://www.baghdadcenter.net/details-138.html</ref> ومع تأزم هذا الوضع ووصول الربيع العربي الي سوريا - العقدة الاساسية لخارطة الطريق نحو تنفيذ الاستراتيجية الإيرانية-، تبدلت بعض المعطيات الإيرانية فيما يتعلق بالعراق دون أن يؤثر ذلك علي اهميته في المشروع الإيراني، بل أن بعض المحللين قد أشاروا الي تضاعف اهمية العراق الآن بالنسبة لإيران أكثر من ذي قبل، خاصة مع تحول الوضع السوري تدريجياً إلي ما يشبه الحرب الأهلية، ووصول الاستقطابات الاقليمية والدولية حيال سوريا الي أعلي مستوي لها<ref>مهينور فواز، " عراق ما بعد الانسحاب الأميركي"، افاق استراتيجية، متاحة علي موقع الجزيرة نت، 2011 http://www.aljazeera.net/portal</ref> وارتباطاً برغبة إيران في الحفاظ على المكتسبات التي تحققت لها في العراق، عملت إيران علي الاستفادة من الفراغ الذي خلفه الانسحاب من أجل تعديل ميزان القوي داخل العراق لصالح القوي السياسية المتحالفة معها، وأشارت بعض الدراسات الإيرانية الصادرة خلال الفترة الاخيرة الي أن إيران بحاجة في هذه المرحلة '''الي عمل ما يلى'''<ref>مرجع سابق . مروة وحيد</ref> '''أولاً''': تحقيق تفاهم مع القوة العسكرية الاولي في المنطقة وهي الولايات المتحدة، يتم بموجبه ضمان استمرار اختلال التوازن السياسي والعسكري في العراق لصالح القوي الشيعية، وتوسيع حقول النفط الإيرانية الي ما رواء الحدود المشتركة مع العراق، في مقابل ضمان إيران لتدفق النفط عبر مضيق هرمز، وابتعاد إيران عن أبار النفط السعودية وتقديم تنازلات بخصوص البرنامج النووي الإيراني، خاصة وأن الإدارة الأمريكية مدركة تماماً أن التوصل الي تفاهم مع إيران ممكناً في حال تم التوصل الي تفاهمات في بعض الملفات الاقليمية الأخرى، وأن هذا التفاهم الإيراني الأمريكي إن لم يقع في المدي القريب، لكنه يظل احتمالاً قائماً علي المدي المنظور<ref>بشير نافع، " العراق: تحديات ما بعد الانسحاب العسكري الأميركي الرسمي"، متاح علي موقع الجزيرة نت، 19/11/2011 http://www.aljazeera.net/portal</ref> '''ثانياً''': حاجة إيران لإجراء حوار أو تفاهم مع الدولة الاقليمية الأكبر بعد العراق وهي المملكة العربية السعودية، يقضي بأن تلعب السعودية دوراً في اقناع الدول السنية بأن تخفف من حدة عدائها لايران، خاصة فيما يتعلق بالموقف من البرنامج النووى، بما يعني إجبار القوي السنية الكبري علي الاعتراف بدائرة النفوذ الإيراني الحالية خاصة في ضوء الانشغال الأمريكي بالوضع الاقليمي وبترتيباته، وكذلك أن تبتعد السعودية عن مجابهة الوجود الإيراني في العراق التي تحاول التأثير في مجريات أحداثه وأزماته بالتعاون مع تركيا، واعتبرت هذه الدراسات أن اضطراب الوضع السياسى في البحرين عامل مساعد علي فتح هذا الحوار باعتبار ان التحركات الشيعية في البحرين اداة ضغط إيرانية مهمة علي السعودية لتسوية الوضع في البحرين ومنع انتقال الاضطرابات الي المنطقة الشرقية الغنية بالنفط والمأهولة بالشيعة الموالين لإيران<ref>Mehdi Khalaji, ‘‘The Domestic Logic of Iran’s Foreign Plots,’’ Project Syndicate, November 1, 2011, http://www.project-syndicate.org/commentary/khalaji8/English</ref> === مؤشرات النفوذ الإيراني بعد الانسحاب === وباستقراء النفوذ الإيراني في العراق في مرحلة ما بعد الانسحاب الأمريكي، يمكن ملاحظة عدد من المؤشرات الدالة علي حجم هذا النفوذ 1-التحاق كامل للمواقف الخارجية لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالمواقف الرسمية الإيرانية، ظهر ذلك في اصطفاف المالكي مع الموقف الإيراني الداعم للاضطرابات التي شهدتها البحرين، وتكرر الأمر نفسه مع تأييد النظام الحاكم في سوريا، واقتضى هذا الالتحاق إحداث تطور انقلابي في العلاقات السورية – العراقية، فبعد أن دأب العراق على إدانة تسلل الإرهابيين إلى أراضيه عبر حدوده مع سوريا، وقف العراق إلى جانب نظام بشار الأسد، بل أشارت بعض المصادر إلى تقديمه عشرة بلايين دولار لهذا النظام حتى يواجه أزمته الداخلية بناءً على طلب من إيران. هذا فضلاً عما ترتب على هذا الموقف من فتور في علاقة العراق بتركيا بسبب موقف الأخيرة الداعم للانتفاضة السورية<ref name="د. مروة وحيد . مرجع سابق"/> 2- سكوت الحكومة العراقية عن اتخاذ إيران لقرار وقف تدفق مياه "نهر الوند" الذي ينبع من الأراضي الإيرانية ويتجه إلى محافظة ديالى العراقية تحت ذرائع واهية وما يمثله ذلك من اضرار اقتصادية واجتماعية بالغة لحقت بالعراق نتيجة لهذا الامر، وما ترتب عليه من حرمان الآلاف من أهالي المنطقة من المياه الصالحة للشرب فضلاً عن تبوير الأراضي الزراعية، الامر الذي فسره بعض أهالي مدينة خانقين التي يمر بها النهر هذا الإجراء الإيراني بالضغط عليهم لحملهم على الرحيل، وبالتالي إعادة تشكيل الخريطة السكانية لمحافظة ديالى ذات الأكثرية السنية <ref>نبيل السلمان، " المياه في حوض دجلة والفرات، في حروب المياه من الفرات الي النيل"، مكتبة الصفدي، دمشق، 2004</ref> 3-إعطاء الحكومة العراقية الحالية تسهيلات لإيران من شأنها ازدياد النفوذ الإيراني داخل العراق، وذلك عن طريق العديد من المقترحات المقدمة التي من شانها زياده هذا النفوذ مثل ربط موانئها بخط للسكك الحديدية العراقية لزيادة اعتماد العراق على بضائعها، ومعلوم أن العراق قد دأب على رفض هذا المشروع لمدة عامين ونصف العام، ولاسيما أنه يترتب عليه تدمير نشاط الموانئ العراقية. وفي هذا السياق شن وزير النقل العراقي السابق عامر إسماعيل حملة شديدة على هذا المشروع، وانتقد السماح لإيران بتنفيذه مستغلة علاقتها الوثيقة بنوري المالكي<ref name="د. مروة وحيد . مرجع سابق"/> 4-العلاقة التي توطدت بين حزب الدعوة الإسلامي وإيران والتي وصلت الي أعلي مستوياتها علي يد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الامر الذي جعل البعض يعتبر أن الازمة السياسية الراهنة في العراق إنما تعود إلى ما افرزته نتائج الانتخابات التشريعية العراقية في 2010 من تداعيات على المشهد العراقي ومن انقسامات بين القوى السياسية المختلفة حول تشكيل الحكومة والتي لعبت فيها إيران دور المعطل الأساسي لمسألة تشكيل الحكومة واختيار رئيس الوزراء حتى تتمكن من ضمان وصول شخصيات متوافقة مع التوجهات والمصالح الإيرانية وعلى رأسهم نورى المالكي الذي تولى تشكيل الحكومة للمرة الثانية<ref>- Babak Rahimi.” Iran’s Declining Influence in Iraq “ Center for Strategic and International Studies,The Washington Quarterly pp. 25 http://dx.doi.org/10.1080/0163660X.2012.641917</ref> وبالتأكيد فإن إيران طرفاً فاعلاً في الازمة السياسية الاخيرة في العراق، استناداً إلى أن إيران لا تجد مصلحة استراتيجية لها على الاقل على المدى المنظور في تغيير رئيس الوزراء الحالي - الا إذا جاءت تحركاته في صورة متعارضة مع المصالح الإيرانية في العراق او خارجه ( وهو ما لم يحدث حتى الان، من خلال الاعلان عن بعض المشروعات العراقية الإيرانية منها انشاء خط انابيب الغاز من إيران عبر العراق إلى سوريا، بالإضافة إلى خط انابيب النفط من البصرة إلى سوريا، والاجراءات التي اتخذها المالكي ضد بعض القيادات السنية على راسهم طارق الهاشمي في اواخر 2011، بالاضافة إلى موقف المالكي المتوافق مع إيران في دعم نظام بشار الاسد في سوريا)- كما تخشى إيران من تداعيات تغيير الحكومة الحالية على نفوذها داخل العراق، وارتباط ذلك باحتمالية فقدان بعض اوراق الضغط التي تستخدمها طهران في التعامل مع الغرب والولايات المتحدة فيما يتعلق ببرنامجها النووي، ويزداد هذا الامر بعد تزايد احتمالات فقدان إيران للحليف السوري<ref>عبدالوهاب القصاب، "النفوذ الإيراني في العراق الأبعاد والتحديات والتداعيات على الجوار العربي"، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، معهد الدوحة ، 2011</ref> 5- كما وضح حجم نفوذ إيران من خلال ما قامت به من ممارسة ضغوط على بعض القوى السياسية العراقية حتى تحول دون سحب الثقة من المالكي، وكان ابرز ما قامت به هو الضغط على التيار الصدري وتهديد مقتدى الصدر بقطع المساعدات التي تقدمها إيران له وتهديده بغلق مقراته في إيران( جاء ذلك عقب لقاء الصدر بخامنئي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في يونيو 2012....)، وكذلك رفض إيران لأن يكون للسنة والاكراد الدور الحاسم والمتحكم في مسألة تغيير أو اسقاط أو تعيين رئيس الوزراء العراقي ( كما حدث في تجربة 2006 عندما اعترض الاكراد على تعيين إبراهيم الجعفري كرئيس للوزراء)، حيث أن نجاح السنة أو الاكراد في اسقاط المالكي وتعيين رئيس حكومة جديد يعنى تقليص وإضعاف دور إيران " المتحكم " في بعض جوانب العملية السياسية<ref>د . مروة وحيد . مرجع سابق</ref> و الجدير بالذكر انه عندما أعلنت الولايات المتحدة أنها انسحبت نهائياً من العراق وعدّت ذلك يوماً تاريخياً لها وللعراق، وأنها أنجزت مهمتها، وتركت العراق بلداً ديمقراطياً مستقراً . وقد أشار أوباما إلى أن العراق سيصبح نموذجاً لدول المنطقة، كما أن وزير الدفاع الأمريكي السابق رأى أن الأوضاع في العراق تعد مثالاً للمنطقة، رغم أنها غير مكتملة، وتجاهل حقيقة أن الأوضاع كارثية بكل أبعادها . فالوضع الأمني مترد والعنف مازال يجد طريقه إلى الساحة العراقية، كما أن الوضع الاقتصادي مترد أيضاً، حيث لا تتوافر الخدمات الأساسية في كثير من الأحيان، وتشح المواد المعيشية . ثم إن الديمقراطية التي تتغنى الولايات المتحدة بتحقيقها في العراق، وتعدّ ذلك هدفاً محورياً سعت إلى تحقيقه، هي ديمقراطية صورية مهلهلة، تعتمد على المحاصصة الطائفية القابلة للتفكّك أو الانهيار في أي وقت، فضلاً عن شحذ الانقسام الطائفي في العراق الذي يهدد بتقسيمه <ref>اسامة عبد الرحمن " الانسحاب الامريكي من العراق " السياسة الدولية http://www.siyassa.org.eg/NewsContent/2/132/2128/%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82.aspx</ref> تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة حشدت حملتها لغزو العراق واحتلاله عل أساس التخلص من أسلحة الدمار الشامل، ولم تكن الديمقراطية واردة في أجندة أهدافها المعلنة، واضطرت إلى محورة الهدف في تحقيق الديمقراطية بعد أن انكشف زيف الادعاء بوجود أسلحة دمار شامل .وهكذا أعلنت الولايات المتحدة الحرب على العراق واحتلته من دون غطاء دولي، ومن دون مظلة الشرعية الدولية، وارتكبت فيه جرائم حرب وإبادة، ولم تطلها المساءلة ولا المحاسبة وفق مرجعية القانون الدولي والشرعية الدولية .ومن المفارقات اللافتة للنظر، أن احتلال الولايات المتحدة للعراق مهّد لنفوذ إيراني واسع فيه، رغم الخصومة السياسية بين الدولتين . وبدت إيران مستفيدة إلى حد كبير من الأوضاع التي آل إليها العراق . وبالطبع فإن الانسحاب الأمريكي من العراق يترك المجال مفتوحاً لنفوذ إيراني أكبر في ظل غياب عربي<ref name="مرجع سابق">مرجع سابق</ref> == مستقبل النفوذ الإيراني في العراق == === اولا الفرص المتاحة === تشير بعض العوامل إلى وجود فرصاً متاحة أمام إيران، للاستمرار في تعزيز نفوذها في العراق بمستوياته المختلفة، وذلك استناداً لما يلى<ref name="د. مروة وحيد . مرجع سابق"/> 1-استمرار العراق حتي الآن دولة ضعيفة، حيث لا يملك العراق حكومة مستقرة، كما أنه ليس لديه جيش أو جهاز أمن مؤهل لفرض ارادة الحكومة بالداخل، فضلاً عن قدرته علي حماية البلاد من أي قوي خارجية، واستمرار وجود توجهات انفصالية لبعض الاقاليم العراقية خاصة اقليم كردستان، وتعاظم تحركات معظم القوي السياسية العراقية علي أساس طائفي بحت، وتلاشي فرص إحداث توافق وطني، يضمن استمرار العراق موحداً كما كان في السابق، ما يعني استمرار وجود أرضية مناسبة للنفوذ الإيراني في العراق. 2- التداعيات المحتملة للازمة السورية وظهور مؤشرات علي احتمال سقوط نظام بشار الاسد وتغير طبيعة النظام الحاكم في سوريا، التي ظلت محكومةً لعقود من خلال الاقلية العلوية الشيعية، والتي استطاعت أن تنسج علاقة تحالف واضحة ومعلنه ما بين سوريا وإيران، الامر الذي جعل بعض المراقبين يعتبرون سوريا احدي قواعد المشروع الاستراتيجي الإيراني في المنطقة، وحيث أن سقوط النظام السوري سيؤدي الي فك هذا التحالف، وما يفرضه ذلك علي إيران من ضرورة البحث عن بديل إقليمي عن سوريا، فإن العراق يبدو الآن في ظل النظام الحاكم حالياً من أفضل البدائل الاقليمية لإيران، الامر الذي يعني فرصاً متاحة لاستمرار النفوذ الإيراني في العراق لسنوات قادمة<ref>عبدالوهاب القصاب، "النفوذ الإيراني في العراق الأبعاد والتحديات والتداعيات على الجوار العربي"، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، معهد الدوحة ،2010</ref> 3-بقاء إيران – رغم التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها- دوله قوية اقتصادياً وعسكرياً، علاوة علي الالتزام الايديولوجي لمعظم مؤسسات الدولة، بما يتوافق مع الاستراتيجية الإيرانية للحركة الخارجية، والتي يعتبر اضعاف العراق ومنع عودته كدولة قوية محور اساسي فيها. 4- ما خلفه الانسحاب الأمريكي من العراق من تحول سيكولوجي عميق إزاء توقعات القوي في المنطقة، حيث أن هناك مؤشرات على اتجاه بعض دول المنطقة إلى بالاعتراف بالقوة النسبية لإيران والتسليم لها بالأوراق التي تمتلكها وعلى راسها نفوذها في العراق، الامر الذي قد يدفع هذه الدول لعمل تسوية سياسية معها، بما سينعكس علي الوضع العراقي بصورة سلبية ويسمح بانفراد إيراني بالوضع العراقي علي المدي المنظور. 5-غياب فرص متاحة لمزاحمة اقليمية محتملة للنفوذ الإيراني في العراق، حيث أنه ورغم وضوح دور تركي متزايد في المنطقة وفي العراق علي نحو خاص، إلا أن القيادة التركية الحالية تبدو غير متحمسة حتي الان لتحدي النفوذ الإيراني في العراق، واكتفائها بحصول علي بعض المكتسبات الاقتصادية خاصة من خلال علاقات تركيا المتميزة مع الاكراد 6-بقاء احتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران وإيقاف طموحها الاقليمي مستبعداً علي المدي المنظور، استناداً إلي خشية الولايات المتحدة والغرب من أن خسائر هذه الضربة علي المصالح الغربية إقليمياً ودولياً قد تكون أكبر من حجم المكاسب المتحققة، خاصة في ظل عدم التأكد الغربي من أن توجيه ضربة عسكرية لإيران قد توقف بالفعل مشروعها النووي، علاوة علي تخوف الغرب من التأثير علي سوق الطاقة العالمي في ظل الازمة الاقتصادية الحالية<ref name="opendemocracy.net">Nuh Yilmaz, “New Turkey and the Arab Spring?”, Open Democracy, www.opendemocracy.net/nuh-yilmaz/new-turkey-and-arab-spring</ref> 7-احتمال وصول الولايات المتحدة إلي اتفاق محتمل مع إيران خلال الفترة القادمة، يتم بموجبه تسوية قضايا الخلاف بين البلدين وعلي رأسها الملف النووي وبعض الملفات الاقليمية، التي تملك فيها إيران وجود وتأثير فاعلاً، والذي من المحتمل أن يتضمن تسليماً امريكياً بالنفوذ الإيراني في العراق، طالما لا يتعارض مع مصالحها 8-رغم مراهنة البعض علي دور المكون السني في العراق في إيقاف النفوذ الإيراني المتعاظم هناك، إلا أن عوامل كثيرة قد تقلل من أهمية هذا المحدد، علي رأسها استمرار وجود انقسامات داخل المكون السني نفسه وغياب الاتفاق علي اجندة واحدة للعمل السياسي، علاوة علي الاتجاه الراهن لمعظم الكتل السنية بقبول الوضع الراهن في العراق والحديث عن اقليم سني يبعدهم عن بطش الشيعة، بما يعني بشكل غير مباشر تراجع الهدف الخاص بالعمل علي استعادة العراق كدولة واحدة علي أساس قومي، وما يفرضه ذلك من مواجهه مطلوبة وضرورية مع الجانب الإيراني الرافض لهذا الهدف والداعم لسياسيات تقسيم العراق وإضعافه، علاوة علي اختلاط المقاومة السنية (سواءاً التي كانت في مواجهة الاحتلال الأمريكي قبل الانسحاب أو الآن في مواجهة الميلشيات الشيعية) بتصرفات تنظيمات جهادية وعلي رأسها تنظيم القاعدة في العراق، الأمر الذي قد يحرم أهل السنه من فرص تقديم دعم دولي وإقليمي لهم يساند قضيتهم المركزية ( بفرض اتفاقهم على استعادة وحدة وقوة العراق). 9- ضعف دور قوي الصد الطائفي الاخرى في المجتمع العراقي ( التيارات الليبرالية والقومية والعلمانية)، وتجلي ذلك في الاعلان عن تحول تيار المؤتمر الوطني اليبرالي الذي يقوده أحمد الجلبي إلي حركة سياسية بإسم البيت الشيعي للمشاركة في انتخابات 2005، وكذلك مشاركة الحزب الشيوعي العراقي في مجلس الحكم المؤقت كطرف شيعي 10-استمرار امتلاك إيران لبعض الادوات داخل العراق، يمكن من خلالها دعم جهودها الرامية إلي الحيلولة دون صعود القوميين والبعثيين السابقين إلي قمة السياسات العراقية، والإبقاء علي نفوذها علي أي حكومة جديدة يقودها الشيعة، وذلك من خلال الجماعات الخاصة التي شكلتها إيران داخل العراق كميلشيات عسكرية وشبه عسكرية مثل منظمة بدر وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وكتائب اليوم الموعود وغيرها، وهذه الجماعات كانت من بين المستفيدين من الانسحاب الأمريكي للعراق الذي أدي الي تراجع قدرة القوات العراقية علي التعامل مع التهديد الذي تشكله هذه الجماعات الخاصة، ووضع إيران كذلك لسياسات بديلة للتعامل مع هذه الميليشيات المختلفة من خلال سياسة العصا والجزرة والمتمثلة في امتلاك أدوات التأثير علي توجهات هذه التنظيمات من خلال الدعم المالي والفني، حيث استطاعت إيران وضع بدائل لجيش المهدي الخارج عن السيطرة النسبية لإيران، علاوة علي ما أحدثته إيران من تحول في دعمها السياسي من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية إلي حزب الدعوة الأكثر اقتراباً من التوجهات الإيرانية 11-استغلال إيران لضعف الدولة العراقية خاصة ضعف السيطرة علي الحدود ومنافذ العبور من أجل إدخال افراد وأسلحة الي العراق، وكذلك من خلال المناطق الحدودية المتداخلة 12-محاكاة إيران لحالة النفوذ والارتباط التي استطاعت أن تخلقها سوريا مع لبنان عبر ادوات كثيرة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، ونقل هذا النموذج الي الشكل الراهن والمستقبلي لحالة الارتباط العراقي بايران أو بحجم النفوذ الإيراني في العراق === ثانيا التحديات === رغم توافر فرص لاستمرار النفوذ الإيراني في العراق، كما سبق توضيحه في المطلب السابق، إلا أن قدرة إيران على الحفاظ على هذا النفوذ، تبقى مرتبطة بعدد من العوامل، التي تشكل بعضها أو كلها تحدياً لهذا النفوذ، وذلك على النحو التالي<ref name="د. مروة وحيد . مرجع سابق"/> 1-الوضع الداخلي في إيران، المتمثل في الوضع الاقتصادي المتردي خاصة بعد العقوبات الأمريكية والأوروبية، والوضع السياسي غير المستقر بسبب الصراع بين الجناحين المحافظ والإصلاحي في النظام السياسي الإيراني، ورغبة التيار الاصلاحي في ايصال الربيع العربي الي إيران، علاوة على الوضع الاجتماعي المتشابك، خاصة توزيع السكان بين العرقيات والاثنيات المختلفة والتي يمثل فيها الفرس أقل من نصف عدد السكان، علاوة علي بعض التحديات الداخلية للمؤسسة الدينية، وهي كلها عوامل تقيد نسبياً من حرية حركة إيران وتقلل من فرص استفادتها علي المستوي الخارجي. 2- ما أفرزه المشهد الاقليمي من تغيرات استراتيجية، متمثلة في صعود تيار الاسلام السياسي السني في بعض البلدان والمعروف بعداءة للتوجه الشيعي لإيران، علاوة علي ان هذا الصعود الإسلامي قد يجيء مستقبلاً علي حساب الوجود الشيعي في المنطقة (سوريا ولبنان واليمن) باعتبار هذه الدول من الاوراق المهمة للمشروع الإيراني في المنطقة، بالإضافة إلي ما أفرزه هذا المشهد من تقاربات أو تحالفات سياسية جديدة خاصة ما بين بعض الدول العربية المتزعمة للتيار السني خاصة (مصر والسعودية) مع تركيا، التي لعبت وما تزال دور القوة الموازنة لإيران في المنطقة<ref name="opendemocracy.net"/> 3-عدم التأكد الإيراني من إمكانية بقاء المعادلة السياسية في العراق علي النحو الذي هي عليه الآن، والذي تسيطر فيه القوى الشيعة علي النظام السياسي العراقي، حيث كشفت الأزمة السياسية الدائرة منذ ما يقرب من العام عن احتمال حدوث تغير ممكن في النظام السياسي العراقي في حال نجاح قوي المعارضة في سحب الثقة من المالكي أو نجاحها في الانتخابات القادمة، وما يتبع ذلك من تداعيات علي نفوذ إيران في العراق، حيث أن بقاء قدر كبير من النفوذ الإيراني في العراق وخاصة علي مستوي النظام السياسي وعلي مستوي الاجهزة الامنية والجيش، مرهوناً بقدرة المالكي وحزب الدعوة علي تجاوز أزمته الحالية 4-تنامي الاتجاهات الدولية تجاه عزل إيران والضغط عليها ومنعها من الوصول للعتبة النووية، خاصة وأن الولايات المتحدة وإسرائيل يعتبرون ذلك خطاً أحمر ينبغي لإيران عدم تجاوزه، علاوة علي التقاطع الواضح بين المصالح الإيرانية في المنطقة ومصالح الولايات المتحدة، ما يعني إمكانية حدوث مواجهه علي هذا المستوي مع النفوذ الإيراني في المنطقة بشكل عام، بما سينعكس علي نفوذها في العراق علي نحو خاص<ref>Abdullah Toukan and Anthony H. Cordesman, “Options in Dealing with Iran’s Nuclear Program”, March 2010, center for international and strategic studies</ref> 5-احتمال حدوث تغيرات في طبيعة العلاقة القائمة حالياً بين المالكي وإيران والتي هي مرتكز الاختراق الإيراني للعراق، علي خلفية اختلاف محتمل لمواقف الطرفين ازاء إدارة الشأن الداخلي العراقي أو ازاء التعامل مع بعض القضايا الإقليمية، ونشير الي تصريح نوري المالكي في 13 يناير 2010 في تعليق له علي احتلال إيران للبئر الرابعة في حقل الفكة النفطي في شرق نيسان الذي قال فيه " أن ما اقدمت عليه إيران قد خرب جهود سبعة أعوام من البناء"، خاصة في ضوء حالة الرفض الشعبي العراقي لبعض التعديات السافرة علي العراق 6-ما وفره الانسحاب الأمريكي من العراق 2011، من حرية حركة لبعض القوي الإقليمية لمنافسة الوجود والنفوذ الإيراني في العراق، حيث أنه حدث تغير في الموقف السعودي الرسمي من العراق - الذي التزم فيه الملك عبد الله للرئيس الأمريكي السابق بوش بعدم التدخل في الشأن العراقي لدعم العشائر والشخصيات السنية بالمال والسلاح لمجابهة النفوذ الإيراني المتمادي، واقتصر دول المملكة أثناء فترة الاحتلال علي سياسة تخفيف الاحتقان بين السنه والشيعة في العراق والسعي لعقد مصالحة بين الجانبين- وهو الامر الذي نتج عنه توجه سعودي نحو الانخراط بشكل مباشر في الشأن العراقي من خلال الاتصال السعودي ببعض الشخصيات السنية ومن ضمنهم شخصيات بعثية وتقديم الدعم السياسي والمادي لهم، وإن كان هذا الدور السعودي في العراق ورغم أهميته كعنصر داعم للعشائر السنية، إلا أنه يظل مكبلاً بعدد من العوائق، قد يكون أهمها خشية السعودية من أن تؤدي سياساتها في العراق الي مواجهه مباشرة بينها وبين إيران وما لذلك من خطورة علي أمن المملكة علاوة علي وجود ثغرات للأمن القومي السعودي خاصة في اليمن وفي البحرين قد تستغلهما إيران للتأثير علي الموقف السعودي، وإن يظل الالتزام الأمريكي بحماية أمن الخليج عنصر داعم للسعودية في ممارسة أي سياسة اقليمية طالما لم تتعارض مع المصالح الأمريكية، خاصة وأن دوائر صنع القرار الاميركية قد اشارت علي الإدارة الأمريكية بتغيير استراتيجيتها حيال بعض الصراعات في العالم والابتعاد عن محاولة السيطرة علي الاحداث في كل مكان واختيار سياسة الاهمال الحذر التي تعني ترك الصراعات الاقليمية لتحل نفسها بنفسها والسماح للحلفاء وللقوي الاقليمية والأكثر تأثراً للمشكلة بالتصدي لها ويظل الموقف الأمريكي مراقباً للوضع ولا يتدخل في الصراع الا عندما تقتضي المصلحة الأمريكية وقد وضح هذا في الموقف الأمريكي من الثورة الليبية<ref>Marc Lynch,” U.S. Policy Toward Iran in a Changing Middle East”, June 2 0 1 1, center for a new American security</ref> 7-إن المحاولات الإيراني لخلق واستنساخ نموذج حزب الله اللبناني في العراق ليس بالأمر السهل كما أنه صعب التحقق، في ظل اختلاف البيئة السياسية العراقية عن البيئة السياسية في لبنان، حيث ظلت لبنان لعقود دولة ضعيفة تحكم بقيادات طائفية وبتنظيمات فئوية بدلاً من الحكومة الفيدرالية، الأمر الذي مكن إيران من تحويل حزب الله ليكون دولة داخل دولة، وهو الأمر الذي يصعب تكراره في الحالة العراقية التي تختلف كلية عن الحالة اللبنانية، فالعراق لم يشهد هذه الحالة من الانقسام الطائفي إلا بعد الاحتلال الأمريكي، إلا انه ورغم كل التحديات التي تواجهه ما زال دولة قوية وفقاً لمعطيات القوة الشاملة<ref>Steven Heydemann, “Iran’s Alternative Allies”, in Robin Wright (ed.), The Iran Primer, 2011 p. 195</ref> 8-صعوبة ضمان استمرار إيران في استخدام الاحزاب والكتل الشيعية الموجودة في العراق في تحقيق أجندتها، نظراً لوجود اختلافات حقيقة بين الاطراف الشيعية ويتضح ذلك في الخلاف بين المجلس الأعلى وحزب الدعوة وكذلك التحول الذي حدث في موقف التيار الصدري من حزب الدعوة الذي تحول من علاقات وثيقة الي صراع ضد الحزب مع تولية نوري المالكي رئاسة الوزراء ( معارك البصرة بين الصدريين والقوات الحكومية في صيف 2006)، علاوة علي أن معظم الجماعات الشيعية الموجودة في العراق تفتقر الي مستوي الانضباط والتنظيم الذي تميز به حزب الله في لبنان، علاوة علي أن العدد الكبير لهذه الميلشيات قد يخلق خلافات في أساليب العمل ويُصعب من فرص توحدها حول الخط العام للمصالح الإيرانية<ref>Charlotte McDonald-Gibson, ‘‘Iraq Repairs Saddam’s Triumphal Sword Arch,’’ The Independent, February 7, 2011, http://www.independent.co.uk/news/world/middle-east/ iraq-repairs-saddams-triumphal-sword-arch-2206361.html</ref> 9-افتقاد إيران الي عناصر جذب سياسية أو اقتصادية أو ثقافية يمكن أن تمثل عنصر مساعد لتنفيذ المشروع الإيراني في المنطقة بشكل عام وفي العراق علي نحو خاص، وإدراك معظم القوي السياسية العراقية - بخلاف المكون الشيعي- لحقيقة النوايا الإيرانية وحقيقة استهدافها لوحدة العراق واستقراره 10-تنامى رفض شعبي عراقي لهذا النفوذ الإيراني، وقد وضح ذلك من عدد من المؤشرات منها قيام حملة في أربيل لمقاطعة البضائع الإيرانية على خلفية منع تدفق مياه نهر الوند، وقيام بعض أعضاء برلمان كردستان بمطالبة الحكومة المركزية بالطلب من إيران دفع تعويضات للمتضررين من القصف الإيراني لمواقع " حزب الحرية الكردي" في كردستان العراق، وكذلك تحدِّي المقيمين في بغداد نمط الحياة الإيرانية التي يسعى المتشددون إلى زرعها عنوة في المدينة من خلال فرض زى معين، ومنع الأهالي من ممارسة حياتهم العادية، علاوة على أن انتقاد النفوذ الإيراني في العراق لا يقتصر على المدنيين فقط، لكنه يمتد أيضًا إلى بعض رجال الدين المعممين، وقد جرت محاولات إسكات الأصوات الناقدة كما حدث مع استهداف رجل الدين الشيعي إياد جمال الدين، وهو ما يعنى أنه بينما تمضي إيران في تعزيز نفوذها في العراق على السطح فإن عوامل تآكل هذا الدور آخذة في التراكم، وهذا معناه أن فصلاً جديدًا في تاريخ العراق سوف يبدأ لكن بعد حين<ref>Decrease of Iranian supplies to Iraqi Kurdistan,’’ BBC Persia, October 1, 2011 http://www.bbc.co.uk/persian/iran/2011/10/111001_l78_ir_krg_trade.shtm</ref> == الموقف الإيراني وشيعة العراق من التقسيم والانسحاب == منذ اليوم الأول الذي إحتلت فيه القوات الأمريكية العراق في عام 2003 كانت المعلومات والتحليلات الأمريكية تتفق على أن القوات الأمريكية لن تترك العراق حتى لو جاء الموعد المحدد لإنسحابها في عام 2011، وأنها يمكن أن تختفي من خطوط المواجهة الرئيسية في المدن وتحتفظ بمواقع في قواعد خلفية. لكن أوباما قرر سحب قواته بسبب تطورات في أوضاع دولية لم تكن محسوبة وقت غزو العراق ودفعت إلى هذا التغير<ref>شريف الغمري "خفايا الانسحاب الامريكي من العراق ". الاهرام الرقمي . يناير 2012 http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=766757&eid=461</ref> يمكن القول إن الانسحاب العسكري الأمريكي من العراق يدشن بداية مرحلة جديدة من تاريخ العراق، سياسيا وأمنيا واقتصاديا، ويضع منطقة الشرق الأوسط برمتها علي المحك السياسي، بما تحملها هذه المرحلة من تحديات وفرص للعراق كدولة وللمنطقة ككل، بل يضع منظومة الأمن في العالم أجمع في اختبار جديد، الأمر الذي يدعو إلي تأكيد أن بناء النظم، سياسيا وأمنيا، لابد أن يكون مرتكزا علي بنية الدولة ذاتها، بعيدا عن محاولات فرض النظم المستوردة، أو علي الأقل المهجنة من الخارج.<ref>السياسة الدولية . 1 يناير 2012 احمد السيد تركي " اعراض ما بعد الاحتلال: التداعيات السياسية والأمنية للانسحاب الامريكي من العراق</ref> === التحديات امام العراق === ان الانسحاب الأمريكي من العراق لم يكن بالامر الهين فلقد ترك 4 تحديات تواجه الدولة العراقية<ref>جوست هيلترمون "ما وراء الانسحاب الامريكي من العراق " القدس العربية .ديسمبر 2012 http://www.crisisgroup.org/en/regions/middle-east-north-africa/iraq-iran-gulf/iraq/op-eds/beyond-us-withdrawal.aspx</ref> يرجع '''التحدي الأول''' إلى القرار الإستراتيجي النافذ منذ انتخابات عام 2005 بتشكيل حكومة ائتلافية واسعة لطمأنة جميع الأطراف الرئيسية بأن لديهم كرسي على طاولة المفاوضات فضلاً عن أنهم سيكتسبون صوتاً، ما سيجعل عملية صياغة السياسات واتخاذ القرارات شديدة الصعوبة، ونتيجة لذلك فإن سجل العراق في الإدارة كان سيئاً للغاية. وفي حين تم بالفعل تجنب صراعات كبرى، إلا أن حكومة المالكي ستواجه شكوكاً متعاظمة من قبل المواطنين إذا لم يتم تحسين تقديم الخدمات، وخصوصاً مع ارتفاع عائدات النفط. ونظراً إلى أنهم يرون للفساد المستشري، فإن العراقيين سيضعون الحكومة تحت مطرقة المساءلة، وشهدنا بالفعل علامات على ذلك على شكل احتجاجات شعبية متقطعة جاءت كصدى للربيع العربي في العراق<ref name="مرجع سابق"/> '''ثانياً'''، ورغم الوجود الرسمي للوحدة الوطنية إلا أن النظام السياسي لا يزال منقسماً على نحو عميق. قد يكون هناك ائتلاف حاكم، ولكن يبدو أن حلفاء المالكي هم كذلك بالاسم فقط، إذ يبدو أنهم أكثر اهتماماً بالإطاحة برئيس الوزراء من العمل معه، لولا افتقارهم لوسيـــلة ناجعة لتحقيق ذلك. يعكس ذلك ما كان عليه الوضع ما قبل الانتخابات البرلمانية لعام 2010، وبالتالي يشير إلى وجود خلل عميق في الجسد السياسي. الأمر الوحيد الذي يمكنه كسر هذا الجمــود السياسي هو الصعود التدريجي، ولكن الحتمي، لفئة جديدة من القادة في المعارضة للأحزاب الموجودة التي يقود معظمها منفيين سابقين<ref name="مرجع سابق"/> '''ثالثاً،''' في حين أن الوضع ظل سلمياً إلى حد كبير منذ عام 2003، إلا أن الصراع بين بغداد وإربيل، أو باللغة الإثنية بين العرب والأكراد، ما زال ينتظر الفرج، كما ثمة توترات تكفي لتصعيد الحوادث المحلية وتحويلها إلى صراع مفتوح. يدور النزاع حول الأرض والسلطة والموارد، واجتمعت هذه الأبعاد الثلاثة في القرار الذي اتخذته مؤخراً شركة إكسون موبِل لتوقيع عقد مع حكومة إقليم كردستان، واعتبرت بغداد ذلك غير قانوني وفقاً للدستور، لاستكشاف قطاعات نفطية تقع ثلاثة منها في الأراضي المتنازع عليها<ref name="مرجع سابق"/> ''أخيراً،'' ما دامت الدولة العراقية ضعيفة فإن قبضة نفوذ القوى الإقليمية كإيران وتركيا ستبقى مطبقة عليها. ومع أن احتمال التدخل المسلح غير وارد على المدى القصير، إلا أن من شأن التنافس على النفوذ والحروب بالوكالة أن تبقيه في حالة عدم استقرار لزمن طويل وتمنعه من استعادة قوته، وتدخله في حلقة مفرغة.<ref name="مرجع سابق"/> === الموقف من تقسيم العراق === وقبل الانسحاب الأمريكي يجب تناول موضوع تقسيم العراق الذي أثير خاصة عقب تبني مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قرار غير ملزم لتقسيم العراق الي 3 اقاليم فيدرالية في 26/9/2007 <ref>شادي محمد " تقسيم العراق .. الصيغ المطروحة وامكانيات التنفيذ " . المركز القومي لدراسات الشرق الاوسط . العدد 39</ref> ما لبث ان اعلنت الولايات المتحدة عن نيتها عن تقسيم العراق حتي بدأت كل القوي في ابداء رأيها علي هذا التقسيم سواء خارجية ام داخلية ==== موقف أهم القوي الخارجية إيران ==== يمكن القول ان الموقف الإيراني يؤيد اقامة فيدرالية في العراق تتبع الخطوط المذهبية والعرقية ولكن لا يؤيد تقسيمه علي هذة الخطوط فأهداف إيران في العراق تتمثل في الاتي: 1-ضمان عدم استخدام العراق كقاعدة للهجوم علي إيران وضمان الا يمثل العراق خطرا مستقبليا علي إيران و ذلك عن طريق ضمان عدم قيام حكومة قوية في بغداد موالية للغرب و معادية لايران تسمح بوجود قواعد أمريكية دائمة علي اراضيها او بروز حكومة شيعية قوية في بغداد تنافس إيران <ref>Geoffery Kemp , Iran &Iraq : The shia connection ,soft power & nuclear factor, United states Institution of peace ,report no.156, November 2005, p.p 2</ref> 2-تسعي إيران الي تكون قوة اقليمية مهيمنة اذ طالما كان لايران مشروعها الاقليمي تجاه الوطن العربي فمنذ قيام الثورة الإيرانية كان حلم اية الله روح الله الخميني هو تصدير الثورة الإسلامية لبقية العالم الإسلامي وقد حاولت إيران خلال عقد الثمانينيات مساعدة العناصر الثورية في كل من العراق و السعودية و الكويت و البحرين ولبنان من اجل تحقيق ذلك الهدف <ref>Kenneth Pollak , Bringing Iran to the Baraging table , Current History Journal , Publication no.0011-3530, November 2006 , p 367</ref> و قد ارتأت إيران ان السبيل الوحيد لتحقيق هذين الهدفين هو دعم الفيدرالية في العراق وذلك من خلال دعمها للاحزاب الموالية لها و بخاصة المجلس الأعلى الإسلامي والذي انشأته إيران خلال الحرب العراقية الإيرانية فقد قامت إيران بتأييد عبد العزيز الحكيم في دعوته لاقامة فيدرالية شيعية في العراق حيث صرح وزير الخارجية الإيراني مونشهر متقي ."ان إيران قد تفضل خلق دولة فيدرالية في العراق<ref name="شادي محمد . مرجع سابق">شادي محمد . مرجع سابق</ref> و بعد ذلك استمرت مساعي الحكيم لتطبيق الفيدرالية في العراق وذلك من خلال الدفع بقانون تكوين الاقاليم في العراق و الذي يحدد اليات تشكيل مناطق فيدرالية في العراق وقد تم تمرير هذا القانون علي الرغم من معاارضة السنة و بعض الشيعة <ref>البرلمان العراقي يقر قانون الفيدرالية . اسلام اون لاين . 11 نوفمبر 2006</ref> و بمراجعة نصوص هذا القانون نجد ان المادة التاسعه منه تنص علي " انه في حالة عدم نجاح الاستفتاء يجوز اعادته بعد مرور سنه من تاريخ اعلان النتيجة و باتباع الاجراءات ذاتها" ومن ثم فان هناك اصرار علي تحويل جنوب العراق الي فيدرالية فاذا اخذنا في الاعتبار كذلك ان ميليشيات بدر المدربة و المدعومة ماديا من إيران و التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية فضلا عن المليشيات التي اخترقتها إيران والتي كانت تتبع جيش المهدي هي المسئولة عن العنف الطائفي ضد السنة و ما يترتب علي هذا العنف من نزوح سني من المناطق الشيعية و تكوين مناطق سنية لاتسكنها الشيعة و تكوين مناطق شيعية لاتقطنها السنة فاكتشفنا ان هذة العمليات تؤدي الي دعم خلق فيدرالية علي اسس طائفية <ref>شادي محمد . مرجع سابق ص 55</ref> و علي الرغم من تأييد إيران و مصلحتها في اقامة فيدرالية في جنوب ووسط العراق تهيمن عليها اقتصاديا و سياسيا فانه في حالة تقسيم العراق فان ضررا قد يعود عليها اذ ان تقسيم العراق سيفضي الي قيام دولة كردية في شمال العراق قد تساعد علي زيادة الرغبة الانفصالية لدي اكراد إيران الذين يمثلون 10% من عدد السكان البالغ عددهم حوالي 69 مليون نسمة <ref>خليل العناني . " النفوذ الايراني في العراق " . السياسة الدولية . العدد 165 . يوليو 2006. ص 107</ref> و خاصة في ظل تزايد التوتر في المناطق الكردية الإيرانية و حشد الجيش الإيراني قوته ضد حزب الحياة الكردي الإيراني <ref>شادي محمد . مرجع سابق ص 56</ref> ولذلك فان إيران لن تدفع باتجاه تقسيم العراق ومن ثم فان موقف إيران الرسمي قد اعلن رفض تقسيم العراق وذلك علي لسان الناطق باسم الوزارة محمد علي حسيني اذ اعتبر ان تصويت الشيوخ الأمريكي علي القرار يشكل " خطأ جديد ترتكبه الولايات المتحدة و اضاف ان " هذا التصويت تدخل واضح من الولايات المتحدة في شئون العراق الداخلية و هو مخالف لوحدة هذا البلد و سلامة اراضيه "<ref name="شادي محمد . مرجع سابق"/> و لهذا يمكن القول ان إيران لا ترغب في تقسيم العراق و انما اقامة كونفدرالية عراقية ضعيفة تقوم علي اسس دينية و عرقية تهيمن فيها علي الجنوب العراقي تماما و تضبط التطورات في الشمال الكردي ==== المواقف الداخلية ==== '''الموقف الشيعي من التقسيم''' : ا) الائتلاف العراقي الموحد : يمكن القول ان الموقف المعلن هو رفض تقسيم غير الملزم لمجلس الشيوخ و ذلك كما جاء علي لسان عمار الحكيم نائب رئيس المجلس الأعلى الإسلامي. فقد اكد ان مشروع المجلس لانشاء اقليم فيدرالي في الوسط و الجنوب لا يتطابق مع قرار مجلس الشيوخ القاضي بانشاء اقليمين شيعي و سني مع ابقاء بغداد منطقة مستقلة فضلا عن اقليم مردستان القائم بالفعل . و قضي الحكيم " الإشارة الي موضوع التقسيم هي قضية مرفوضة من الكثير من القوي و نحن من ضمنها وذلك جاء لينظر علي قضية الاقاليم علي خلفيات طائفية و اثنية و هي الاخري مسأله مرفوضة من ناحيتنا . نحن نعتقد ان النظام القيدرالي يمثل حقيقة دستورية مفروضة و تم حسمها بارادة الشعب العراقي و التصويت علي الدستور و لابد من الرجوع الي الشعب العراقي في اصل اقامة هذة الاقاليم و في حجمها و لابد ان يكون ذلك علي اساس جغرافي و ليس طائفيا " و نفي ان يكون المجلس الأعلى قد قام باي تنسيق مع مجلس الشيوخ حول القرار المذكور<ref name="شادي محمد . مرجع سابق ص 57">شادي محمد . مرجع سابق ص 57</ref> غير انه يلاحظ ان محاولة انكار المجلس الأعلى الإسلامي اي علاقة بين مشروعه لفيدرالية الجنوب و الوسط و القرار غير الملزم لمجلس الشيوخ لا تستند الي حجة قوية ذلك ان قرار مجلس الشيوخ يقوم علي اساس اقامة اقامة اقاليم فيدرالية علي اسس طائفية . و يقوم مشروع المجلس الأعلى الإسلامي علي نفس الاسس اذ يسعي الس ضم التسع اقاليم الشيعية في الجنوب و الوسط معا في اقليم فيدرالي . فضلا عن دعوة عمار الحكيم لعشائر الانبار لاقامة اقليم فيدرالي سني خاص بهم . بالاضافة لدور المجلس في اقرار قانون تكوين الاقاليم الفيدرالية علي نجو ما سبق الإشارة اليه <ref name="شادي محمد . مرجع سابق"/> و من ثم يتضح لنا ان المجلس من القوي المؤيدة لقرار الكونجرس و ان رفضه علنا . ب) التيار الصدري : اعلن التيار الصدري رفضه لقرار التقسيم حيث صرح عضو المكتب الاعلامي لمكتب الصدر . عصام الموسوي " نرفض هذا القرار جملة و تفصيلا كونه لايعبر عن تطلعات شعبنا العراقي العراقي بكافة فئاته . و طالب "الحكومة العراقية باعلان رفضها للمشروع و اتخاذ موقف واضح في هذا الشأن وادانته بصورة رسمية " . كما اعتبر القرار " تدخلا مرفوضا و سافرا في شئون العراق الداخلية <ref>[http://wwwalwatan.com/printit.asp?news=outstate&tdate=20070930. 502 Bad Gateway<!-- عنوان مولد بالبوت -->]</ref> وكان قد سبق للتيار الصدري ان قاطع جلسات مجلس النواب حين تم مناقشة موضوع الاقاليم الفيدرالية كما قاطع جلسات التصويت علي هذا القرار <ref name="شادي محمد . مرجع سابق ص 57"/> كما يعارض الطرح الفيدرالي للحكيم و يأتي هذا الموقف نظرا للتوجه العربي للتيار المذكور فضلا عن تركز انصاره في مدينة الصدر ببغداد<ref name="شادي محمد . مرجع سابق"/> ج) حزب الفضيلة : كان الحزب من الاحزاب الرافضة لتقسيم العراق حيث كان من الكتل التي وقعت علي بيان الكتل السياسية التي اعلنت رفضها لقرار التقسيم <ref>مرجع سابق ص 58</ref> و قاطع جلسة التصويت علي مشروع قانون تشكيل الاقاليم . كما يناوئ توجهات الحكيم الرامية الي اقامة اقليم شيعي يضم المحافظات التتسع العراقية الجنوبية <ref>http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&issue=387104&issue=10181</ref> د) القائمة العراقية : أدانت القائمة العراقية قرار الكونجرس الأمريكي الداعي الي تقسيم العراق بل واضافت بأن "مشروع بايدن " حول تقسيم العراق الي اقاليم فيدرالية ينسجم مع مشروع المجلس الأعلى الإسلامي حول الفيدرالية . وقد جاء هذا الموقف من قبل القائمة العراقية علي الرغم من تصويت عددا من المنتمين لها لصالح مشروع قانون الاقاليم الفيدرالية وذلك بالمخالفة لاوامر اياد علوي – رئيس القائمة العراقية- الذي كان قد دعا النواب التابعين لقائمته بعدم التصويت لصالح مشروع القرار <ref name="مرجع سابق"/> وبذلك نري ان قرار التقسيم كان مفروض من كلا من إيران و شيعة العراق و لعب كلا منهما دورا في منع تقسيم العراق و لكن دعوا الي ان تصبح العراق دولة فيدرالية ==== معوقات التقسيم ==== ولكن عند تناول موضوع تقسيم العراق يجب ان نتناول معوقات هذا التقسيم التي أدت الي فشل هذا المشروع الأمريكي : '''اولا : وجود رأي عام قوي رافض للتقسيم''' تظهر معظم استطلاعات الرأي ان معظم العرب الشيعة لايؤيدون تقسيم البلاد او اي فيدرالية تقسيمية حيث ان معظم الشيعة ينظرون الي انفسهم كقوميين و لايقبلون بالممارسات الدينية المتطرفة التي تقوم بها الاحزاب الشيعية كما تشير استطلاعات الرأي كذلك الي ان معظم العراقيين ينظرون الي انفسهم علي انهم عراقيين او مسلمين وليس عرب سنة او شيعة ويعد الاكراد الاستثناء من ذلك غير ان استطلاعات الرأي لاتسأل الاكراد ما هي الاراضي التي يرغبون في الاستقلال بها واذا ما كانوا سيفضلوا الانفصال بدون كركوك ام لا<ref>Anthony H.Cordesman, Pandora’s box: Iraqi Federalism , Separation, “Hard” Partitioning and US policy , Center for Strategic and International Studies , October 26 2007, p 4.</ref> '''ثانيا : المناطق المختلطة و القبائل العربية متعددة الانتماء الطائفي و الزواج المختلط''' لا توجد في العراق خطوط ديموغرافية متجانسة بشكل كامل يمكن علي اساسها اجراء التقسيم بين سنة و شيعة و اكراد فهناك العديد من المحافظات المختلطة سواء بين الشيعة و السنة كما في حالة محافظة بغداد و بابل و البصرة و العمارة و الناصرية وواسط وصلاح الدين او الاكراد و السنة كما هو الحال في محافظة كركوك او الاكراد و الشيعة و السنة كما هو الحال في محافظة ديالي . كما ان التركمان ينتشرون في العديد من المناطق مثل تلعفر و كروكوك وغيرها . فضلا عن وجود أقليات في الاقاليم المختلفة وزيجات مختلطة بحيث لا يكون الوسط سني خالص و لا الجنوب شيعي خالص و لا الشمال كردي خالص بالاضافة الي ان معظم القبائل الربية في العراق متعددة الانتماء الطائفي حيث ان هناك العديد من القبائل التي ينقسم المنتمين اليها الي الطائفتين ( سنة و شيعة ) و أهم هذة القبائل هي شمر و الجبور و الدليم و الزبيدة و العزة و بني زيد و الحسني و الاسدي و عنزة و العبيد و البو دراج و بني تميم و البو عامر و غيرهم <ref>وليد الزبيدي " عوامل كبح حرب العراق الطائفية " الجزيرة نت http://www.aljazeera.net/NR/exeres/4D171D5B-4872-4486-803C-C530D391B5E7.html</ref> . كما ان الشيعة ليسوا عربا فحسب بل فيهم الاكراد الفيالي و كذلك علي الرغم من ان غالبية التركمان من السنة الا ان هناك جزء منهم شيعي و فضلا عن ذلك فان بغداد لا يزال بها شيعة و سنة فضلا عن الاكراد كما ان المحافظات الشيعية الجنوبية لا تزال تضم أقليات سنية علي الرغم من عمليات التطهير العرقي<ref>عبد الحسين شعبان " المشهد العراقي بعد عامين من الاحتلال : الاحتقان الطائفي و التوتر الاثني الي اين ؟" الجزيرة نت</ref> '''ثالثا : قضية اقتسام مرافق البنية التحتية و تصدير البترول''' ان نظام الطرق و نظام الكة الحديد و محطات الكهرباء و نظام الري و المياه تعد كلها من الامور التي يصعب تقسيمها وفقا للخطوط الطائفية و العرقية كما ان تطور البلاد اقتصاديا سوف يسير علي وتيرة أفضل لو ظلت العراق دولة موحدة بدون قيود الفيدرالية و علي الرغم من ان حكومة اقليم كردستان وضعت خطة لزيادة قدرتها علي انتاج الطاقة الا انه من المتوقع ان تظل معتمدة علي الواردات من تركيا و سوريا و إيران و العراق حتي عام 2015 كما انه لا يوجد منفذ امام اقليم الشمال لتصدير النفط الذي يشكل المصدر الوحيد للعملة الصعبة سوي عن طريق تركيا او عن طريق مواني الجنوب <ref>Anthony H.Cordesman, ob.cit.,p.p.29</ref> == الخاتمة == ان الغزو الأمريكي قد أتاح فرصة لتمكين الأحزاب السياسية الشيعية والسيطرة على السلطة، مما أثر على النفوذ الإيراني في العراق فقد كان لإيران النصيب الأكبر نظرًا لولاء الشيعة وأحزابهم السياسية الذي حظت به، بينما لم يعد للولايات المتحدة نصيبًا في العراق إلا عدد محدود من الليبراليين والوطنيين. امتلكت إيران بعض الادوات داخل العراق، وتمكنت من خلالها دعم جهودها الرامية لمنع صعود القوميين والبعثيين السابقين إلي قمة السياسات العراقية، والإبقاء علي نفوذها علي أي حكومة جديدة يقودها الشيعة، وذلك من خلال الجماعات الخاصة التي شكلتها إيران داخل العراق كميلشيات عسكرية وشبه عسكرية مثل منظمة بدر وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وكتائب اليوم الموعود وغيرها، وهذه الجماعات كانت من بين المستفيدين من الانسحاب الأمريكي للعراق الذي أدي الي تراجع قدرة القوات العراقية علي التعامل مع التهديد الذي تشكله هذه الجماعات الخاصة، ووضع إيران كذلك لسياسات بديلة للتعامل مع هذه الميليشيات المختلفة من خلال سياسة العصا والجزرة والمتمثلة في امتلاك أدوات التأثير علي توجهات هذه التنظيمات من خلال الدعم المالي والفني. وظهر جليا النفوذ الإيراني بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما جعل البعض يرى أن العراق قد وقعت تحت الاحتلال الإيراني بعد الانسحاب الأمريكي . فايران استخدمت نفوذها لتقوية نفوذ الشيعة في العراق حتي تضمن ولائهم لها. في ختام الدراسة نري إيران و مدي سيطرتها علي ربوع العراق مستخدمة في ذلك طائفة الشيعة وعن طريق السيطرة علي العراق بدأت إيران تتسرب الي باقي الوطن العربي و بقوة لتلعب الدور الاقليمي الأكبر في الشرق الأوسط . == مراجع == {{مراجع}} {{شريط بوابات|الوطن العربي|إيران}} [[تصنيف:مصطلحات سياسية]]'
نص الويكي الجديد للصفحة، بعد التعديل (new_wikitext)
'{{تهذ|تاريخ=سبتمبر 2011}} {{حيادية}} {{بحث أصلي}} '''المد الإيراني''' مصطلح سياسي ظهر فعلياً إلى حيز الوجود بعد [[الثورة الإيرانية الإسلامية|الثورة الإيرانية]] عام 1979. تميزت هذه الثورة بوصول رجال الدين المحافظين إلى السلطة في [[إيران]] وإزالة [[محمد رضا بهلوي|نظام الشاه]]. اتبع القادمون الجدد بعد توليهم السلطة سياسة [[تصدير الثورة]] إلى خارج حدود [[إيران|الدولة الإيرانية]] عن طريق استنهاض الروح الطائفية عند شيعة [[العراق]] و[[البحرين]] بالإضافة إلى الأقليات الشيعية في باقي [[دول الخليج العربي]] و[[اليمن]] والترويج إلى فكرة أن الطائفة هي الأساس وليس القومية التي يتبعونها والدعوة إلى [[ولاية الفقيه]] وحفز ولائهم لإيران بطريقة غير مباشرة وهي كون إيران الدولة الإسلامية الشيعية الوحيدة والاستفادة من التضييق والاضطهاد الذي يتعرض له الشيعة في عدة دول عربية. == جذور المد الإيراني == بدأ النظام الإيراني نشاطة الذي أطلق عليه تعبير "[[تصدير الثورة]]" بتشكيل خلايا داخل تلك الدول لإحداث البلبلة فيها والاستفادة من البعد الطائفي ما أمكن لتحقيق المرامي السياسية والذي يصفه البعض بإحياء أمجاد [[الدولة الصفوية]] المبنية أساساً التفوق العرقي الفارسي على العربي. كانت [[حرب الخليج الأولى|الحرب الإيرانية العرقية]] واحدة من أهم نتائج تصدير الثورة والتي اعتبرها [[العراق إبان حكم حزب البعث|العراق]] تخريبا خطيرا لبنيته الاجتماعية لما في المد الإيراني من بعد طائفي خطير أظهر إلى على السطح ظواهر لم تعرفها المجتمعات العربية قبلاً، كتعبير السني والشيعي وانتشار أفكار دينية جديدة ذات طابع قومي فارسي حتى لدى الشيعة العرب. لم يكن للمد الإيراني أثر قوي في عهد الرئيس العراقي صدام حسين حيث أن [[العراق إبان حكم حزب البعث|عراق صدام]] شكلت عملياً جداراً قوياً في طريق هذا المد، إلا أن هذا لم يمنع إيران من الوصول إلى مناطق داخل العمق العربي عن طريق إنشاء ما يسمى [[حزب الله]] في لبنان وسيطرة مريديها على سياسة هذا الحزب وبروز الخلل الطائفي بين المسلمين في لبنان بعد أن كانت معدومة تماماً، واستمرت أيضاً في دعم أحزاباً شيعية بحته تنادي بسيادة الطائفة الشيعية [[حزب الدعوة الإسلامية|كحزب الدعوة]] في العراق، و [[حزب الله الحجاز]] في [[السعودية]] والذي يعمل كذراع إيران في [[المنطقة الشرقية (السعودية)|المنطقة الشرقية]]، بالإضافة إلى إثارة القلاقل الطائفية داخل البحرين والكويت. ظل هذا النشاط محدوداً حتى العام 1990 الذي [[الغزو العراقي للكويت|دخل فيه العراق الكويت]] و بدأ [[حرب الخليج الثانية|عملية عاصفة الصحراء]] مما أثر على البنية العسكرية العراقية بشكل كبير، ثم فرض حصار اقتصادي شديد أضعف من قدرات العراق في مواجهة المد الإيراني. استغلت الولايات المتحدة في سياستها البعد الطائفي لدى شيعة العراق لتقويض النظام العراقي ورفع مستوى التعاون مع [[إيران]] لتحقيق مشروعها بعزل العراق وتغير نظامه السياسي. ومما لا شك فيه أن التدخل العسكري الإيراني عام 1991 لصالح القوات الأمريكية في العراق والذي كان عن طريق إقحام عشرات الألوف من المليشيا المسماة بقوات بدر إلى لعراق قد أثر على سلامة الأمن العراقي تأثيراً شديدا وزاد من التوتر الطائفي وخصوصاً بعد ردة الفعل العنيفة للجيش العراقي لإخماد الفوضى التي سببتها قوات بدر. استعانت الولايات المتحدة بالنفوذ الإيراني الطائفي أيضاً في أفغانستان عام 2001. وتوج التعاون الأمريكي الإيراني عندما قامت [[الولايات المتحدة]] و [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] [[غزو العراق|بغزو العراق]] وإسقاط النظام السياسي العراقي القائم حيث كانت الولايات المتحدة قد جندت البعد الطائفي مستغلة النفوذ الإيراني على الطائفة الشيعية والتي تعاونت مع أمريكا وحليفتها بريطانيا حتى بعد الاحتلال و [[سقوط بغداد (2003)|سقوط بغداد]] وذلك بوضع النظام السياسي الجديد ولإضفاء الشرعية على الاحتلال بحكم أنهم عراقيين. جلب الاحتلال أمريكي نظاما شيعيا موالياً بالكامل لإيران حيث بدأت أعمال تصفية واسعة للطائفة السنية من أركان الدولة العراقية، فبدأت إيران بتشكيل مليشيا موالية لها كمليشيا [[الحشد الشعبي]]، وخلق زعامات ومرجعيات قادت هذه المليشيا لتصفية وإقصاء السنة وتفريغ مناطق واسعة وخصوصاً في بغداد من الوجود السني عن طريق القتل على الهوية وتدمير المنازل والتهجير القصري عن طريق [[جيش المهدي]] و<nowiki/>[[منظمة بدر|فيلق بدر]] وقوات المغاوير في وزارة الداخلية التي كان يشرف عليها [[باقر جبر الزبيدي|بيان جبر صولاغ]]. وتدعم إيران وبقوة فكرة تقسيم العراق لفديراليات كنواة لاحتلال كلي بحيث يصبح الجنوب العراقي شبة دول شيعية سيكون لإيران فيها السيادة الحقيقية. بعد سقوط النظام العراقي وبروز النفوذ الإيراني في العراق امتد اثر ذلك على بقية دول الخليج العربي حيث بدأ صوت الشيعة هناك يعلوا لدرجة الدعوة إلى الانفصال في مناطقهم خصوصاً في [[البحرين]] والمنطقة الشرقية من السعودية التي تسكنها أقلية شيعية، بالإضافة إلى تزايد نفوذ [[حزب الله]] في [[لبنان]] والذي بدأ وكأنه يمثل ذراعاً لإيران في المنطقة. ومن أشد المظاهر وضوحا للمد الإيراني ظهور ما يسمى الفضائيات الشيعية التي لم يكن لها وجود يذكر قبل الاحتلال الأمريكي للعراق والذي يشكل ظاهرة خطيرة جدا لوحدة الدول العربية وسيادتها. الأمر الذي يوضح حجم هذا النفوذ الإيراني على الطائفة الشيعية. == الاستراتيجية الإيرانية تجاه العراق == لاشك أن لإيران اهداف ومصالح استراتيجية في المنطقة بشكل عام وفي العراق على نحو خاص، باعتبار كون العراق المنافس التقليدي لإيران في المنطقة وحائط الصد الذي لعب أدواراً مهمة في السابق للتصدي للتغلغل الإيراني في الخليج وفي دوائر الامن القومي العربي، وذلك ضمن مشروع استراتيجي ايرانى، له من المحددات والاهداف والادوات ما يساعده على تحقيق اهدافه<ref>د.مروة وحيد "مستقبل النفوذ الايراني في العراق الفرص و الاشكاليات".بغداد للدراسات والاستشارات والاعلام http://www.baghdadcenter.net/details-138.html .</ref> مع الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003، وما أحدثه من تغيير في المعادلة السياسية الداخلية في العراق، لصالح القوى الشيعية وعلى حساب السنة التي ظلت لعقود طويلة، المتحكم الأساسي في الأوضاع السياسية في العراق، وما ارتبط بذلك من فتح المجال العراقي لدخول قوى اقليمية عديدة، على رأسها إيران، تحاول تحقيق اجنداتها الخاصة مستعينة في سبيل تحقيق ذلك، ببعض الكتل العراقية الجديدة التي تعاظم دورها بعد اسقاط نظام صدام حسين<ref>[http://www.baghdadcenter.net/details-138.html مركز بغداد للدراسات والإستشارات والإعلام »<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20130715023912/http://www.baghdadcenter.net:80/details-138.html |date=15 يوليو 2013}}</ref> ويمكن القول، أن حدوث الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 كانت نقطة تحول جديدة في التوجهات الإيرانية نحو دول الجوار بشكل عام ونحو العراق علي نحو خاص، من خلال مبدأ تصدير الثورة والتأكيد علي فارسية الخليج، وما تبع ذلك من مرحلة جديدة من مراحل الصراع الإيراني علي العراق والذي وصل الي أشده في الفترة من 1980-1988 <ref>Shahram Chubin “,Iran's strategic predicament The Middle East Journal; Winter 2000; 54, 1; Research Library Core, pg. 10</ref> هذه الفترة من فترات الصراع كانت بداية لتأسيس بعض الادوات الإيرانية، من خلال مؤسسات سياسية وعسكرية للتحرك لتنفيذ اهداف الثورة، والعمل علي تصديرها الي العراق وباقي دول الخليج من خلال قلب أنظمة الحكم وتشكيل أنطمة جديدة تدور في فلك إيران وتدين بالولاء والطاعة لسلطة الولي الفقيهه، وفي هذا الاطار تم تأسيس ما يعرف بالحرس الثوري الإيراني وفيلق بدر واللذان لعبا دوراً مهماً في إدارة الصراع الإيراني مع العراق خاصة بعد عام 1991 من خلال إدخال الالاف من المنتمين الي الحرس الثوري الي العراق، ومحاولة تجنيد بعض العراقيين للعمل في فيلق بدر وغيره في محافظات البصرة وميسان وواسط وذي قار، وهذه العناصر استطاعت أن تقوم بعدد كبير من العمليات العسكرية كالقتل وتخريب الدوائر الحكومية<ref name="ReferenceA">محمد فريد، " تاريخ الدولة العثمانية"، تاريخ العراق الحديث ، القاهرة 2007 ، طبعة الوراق ، ص 57</ref> ومما لاشك فيه أن الاحتلال الأمريكي للعراق في عام 2003 وما تبعه من تداعيات علي هيكل وبنية الدولة العراقية، قد أفسح المجال للحركة الإيرانية في العراق علي نحو غير مسبوق مقارنة بكل الفترات السابقة للاحتلال. '''يمثل العراق قلب الاستراتيجية الإيرانية ومحور الحركة الإيرانية الخارجية لأسباب كثيرة أهمها ما يلي'''<ref name="ReferenceA"/> 1- وجود تصورات إيرانية بأن العراق هو جزء من الامتداد التاريخي والجغرافي والمذهبي لإيران، وبالتالي اعتبار العراق اقليم إيراني أو أحد الأقاليم الإيرانية وليس دولة مستقلة ونشير الي تصريح ابوالحسن بني صدر أول رئيس إيراني بعد الثورة الإيرانية الذي قال فيه أن العراق عبر التاريخ كان جزءاً من فارس، وأن أثار طاق كسري مازالت موجودة قرب بغداد حتي الآن، وما ذكره رئيس أركان الجيش الإيراني فيروز آبادي بأن الخليج والمنطقة كانت دائماً ملكاً لإيران وأن نفط الخليج يقع في مناطق فارسية 2- اعتبار إيران أن العراق بوابة العبور والسيطرة علي باقي دول الخليج ومن ثم بقية العالم العربي لنشر فكر الثورة الإيرانية، علاوة علي أن بقاء العراق بعيداً عن السيطرة الإيرانية يعني عزل إيران عن أماكن التواجد الشيعي في كل من سوريا وجنوب لبنان 3- المراهنة الإيرانية المستمرة علي أن شيعة العراق هم أكثر ولاءً لإيران وأكثر تجاوباً مع توجهاتها الإيديولوجية والمصلحية من ولائهم لحكوماتهم الوطنية، وكذلك المراهنة علي أن وجود الحوزة الدينية في النجف سيسهل من فرص اندماج وتبعية حوزة النجف إلي حوزة قم، وبالتالي الاستفادة من نفوذها الديني في تصدير فتاوي وقرارات تخدم المصلحة الإيرانية. 4- إيلاء إيران أهمية خاصة لمدينة النجف الأشرف وكربلاء، واعتبار أن سيطرة إيران علي هذه المدينة وتحويلها الي قبلة للشيعة في العالم يسمح لايران بمزيد من النفوذ لدي الطوائف الشيعية الأخرى المنتشرة في بعض الدول 5- تصور إيران بأن العراق هو الحجر العثرة الأساسي أمام امتداد النفوذ الإيراني الي الخليج الذي يدين بعض سكانه بالمذهب الشيعي، ووضح ذلك جلياً خلال الفترات التي تكون فيها الدولة العراقية قوية اقتصادياً وعسكرياً . 6- اعتبار إيران أن الخطر الواقع عليها من الحكام الوهابيين أو ذوي الأصول السنية هو أكثر بكثير من الخطر الذي يواجهها من الشرق والغرب، واعتبارها أن اهل السنة هم الاعداء الحقيقين للمذهب. === سبل تحقيق الاستراتيجية === ولتحقيق إيران لاستراتيجيتها في الخليج العربي و خصوصا العراق استخدمت عدة ادوات في العراق اهمها '''احتواء شيعة''' العراق عن طريق <ref>حسام سويلم، " التوجه الايراني في الخليج: المضامين والاحتمالات"، مختارات ايرانية، العدد 48، مركز الدراسات الاستراتيجية، القاهرة، يوليو، 2004</ref> 1 ـ '''احتواء القيادات والتيارات الشيعية المتنافسة''': ويسيطر اليوم على الشارع الشيعي في العراق عدة مرجعيات وتيارات أهمها: مرجعية علي السيستاني، وتيار الصدر الذي يقوده مقتدى الصدر، وجماعة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بزعامةعبدالعزيزالحكيم، وبدرجة أقل حزب الدعوة بفروعه المختلفة، وهناك تيار آخر مدعوم من إيران يعمل بصمت داخل مدن الجنوب وبعيداً عن الضجة الإعلامية كما يمارسها الآخرون وهو تيار المرجع (المدرِّسي) الذي يقود ما يعرف بـ (منظمة العمل الإسلامي) وهذه المنظمة أكثر قوة وتنظيماً، وتمتلك الشرعية الدينية الشيعية التي تؤهلها أن تكون مرجعية دينية قوية مدعومة بمليارات إيران. ولا شك أن السياسة الإيرانية في العموم تقوم على احتواء التيارات الشيعية كلها، والتعامل مع كل فصيل وشخصية قيادية تبرز على الساحة لحصد أي نجاح يحققه أي طرف شيعي. ويبقى التعامل مع هذا الفصيل أو ذاك مرتبطاً إلى حد بعيد بالتداخلات المختلفة داخل الساحة الإيرانية والخلافات بين المحافظين والإصلاحيين، وبقدرة هذا الفصيل على تحقيق الهدف الشيعي بهيمنتهم على أوضاع العراق. ولعل موقف إيران من مقتدى الصدر وحركته يوضح لنا جانباً كبيراً من طبيعة الدور الذي تقوم به إيران في احتواء الشيعة العراقيين؛ فهناك تياران داخل القيادة الإيرانية حول الموقف من العراق: الأول: يقوده الزعيم الإيراني علي خامنئي ويدعمه الرئيس السابق هاشمي (رفسنجاني) ويدعم هذا التيار الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر. ويقود التيار الثاني الرئيس محمد خاتمي والإصلاحيون، وهو يرفض التعامل والتعاون مع مقتدى الصدر إلى حد أن خاتمي رفض استقباله لدى زيارته إلى طهران، كما أن هذا التيار يفضل دعم المرجع علي السيستاني والقيادات والقوى العراقية المؤيدة للتعاون السلمي مع الأمريكيين والبريطانيين على أساس أن ذلك يشكل أفضل ضمانة لحصول الشيعة العراقيين على مطالبهم، وعلى حصة كبيرة في تركيبة الحكم الجديدة.<ref>Vail Nasr” when the Shiites” Foreign Affairs,Vol. 85, No. 4 (Jul. - Aug., 2006), pp. 58</ref> 2 ـ '''تسلل المخابرات الإيرانية إلى العراق''': كانت الأداة الرئيسية لإيران في تنفيذ استراتيجيتها للمخابرات الإيرانية ونتيجة التنسيق الأميركي ـ الإيراني دخلت المخابرات الإيرانية إلى العراق. ونتيجة أبوتها للتنظيمات السياسية المذهبية تسلَّلت إلى مجلس الحكم الانتقالي. وتشير تقارير صحفية إلى أن جهاز مخابرات فيلق القدس الإيراني ومخابرات الحرس الثوري الإيراني يقومان بالدور الأخطر على صعيد أجهزة الاستخبارات داخل العراق، ولعل الكشف عن الدور المزدوج لأحمد الجلبي وعلاقته الطويلة مع المخابرات الإيرانية يوضح إلى أي حد وصل الدور الذي مارسته المخابرات الإيرانية على الساحة العراقية. وتشير معلومات صحفية مؤكدة إلى افتتاح 18 مكتباً للاستخبارات الإيرانية تحت مسميات مختلفة أبرزها الجمعيات الخيرية لمساعدة الفقراء، وتوزيع المال والأدوية والمواد الغذائية، وترتيب الانتقال إلى العتبات المقدسة وضمن ميزانية تتجاوز مئة مليون دولار. وضمن المخطط الإيراني شراء ولاء رجال دين أغلبهم شيعة وأقلية سنية رصد فيه مبلغ 5 ملايين دولار سنوياً للترويج والدفاع عن إيران، وتجميل صورة مواقفها في الشارع العراقي وأحياناً عبر المنابر. وفي المعلومات الاستخباراتية أن إيران استأجرت واشترت 5700 وحدة سكنية من البيوت والشقق والغرف في مختلف أنحاء العراق، وخاصة في النجف، وكربلاء ليسكن فيها رجال الاستخبارات الإيرانية ورجال فيلق القدس الاستخباراتي. ولعل تصريح مدير المخابرات العراقية الحالي، اللواء محمد الشهواني، من أنه لم يتمكن من فتح فرع للمخابرات الحكومية العراقية في المحافظات الجنوبية لأن المخابرات الإيرانية لاتسمحبذلك! خير دليل على حجم التغلغل المخابراتي الإيراني في العراق. 3 ـ '''تدفق الأفراد والأموال على العراق''': ويشير حجم المساعدات النقدية الإيرانية المدفوعة إلى مقتدى الصدر وحده عدا التيارات الأخرى خلال الأشهر الأخيرة أنها تجاوز سقف 80 مليون دولار، إلى جانب تدريب رجاله، وإرسال معونات إنسانية شملت الغذاء والأدوية والمعدات والأثاث. ومثال على ذلك ما ذكرته صحيفة (جمهوري إسلامي) الإيرانية أن إمام جمعة شيراز الشيخ الحائري الشيرازي أرسل 150 حاجاً على حسابه إلى العتبات المقدسة الشيعية وإلى كربلاء، وسيراً على الأقدام بناء على طلبهم. وهذا الاندفاع البشري الإيراني نحو العراق بحيث وصل عددهم إلى مئات الآلاف، كما قامت بلديات إيرانية عديدة أبرزها بلدية طهران بدور كبير في تولي الخدمات في الأماكن المقدسة كالنظافة والتشجير وزرع شتول الزهور، ورش المياه عبر صهاريج قادمة من إيران وعمالة إيرانية يساعدها عمال عراقيون موظفون تدفع لهم بلدية طهران أجورهم.، ومؤسسة الأوقاف وهي مؤسسة غير رسمية أخذت على عاتقها تأمين كل المصاحف الإيرانية وكتب الأدعية المطلوبة للعتبات المقدسة الشيعية، وكل مؤسسة أهلية تقدم للعراق في هذه المناسبة عطاء أو مساعدة تعتبر جزءاً من ميزانيتها الخاصة. هذافضلاً عن حضور الآلاف من الإيرانيين للتطوع لطهي الطعام وتوزيع المياه أو العصائر أو التنظيف في العتبات المقدسة، وأخيراً للخبز الإيراني الساخن وجبة تقدم لزوار العتبات. ونتيجة للضوء الأخضر (الأميركي ـ البريطاني) اكتظَّت الأسواق وغرف التجارة العراقية بالتجار الإيرانيين، ومنه تسلَّلت إلى أجهزة المافيات (سرقة ونهب) بدون النظر إلى عرقها أو مذهبها؛ إذ تشاركت الأحزاب الكردية مع الأحزاب السياسية الشيعية (فيلق بدر وجماعات البرازاني والطالباني) في نهب كل ما طالته أيديهم وباعوه إلى التجار الإيرانيين، وقد وصف أحد العراقيين الدور الإيراني في العراق قائلاً: خرجت إيران ـ بعد احتلال العراق ـ بأكبر حصة من وليمة ذبح الدولة العراقية بما فيها مخلفات الجيش العراقي التي تبرع الحكيم بنقلها إلى إيران. 4 ـ '''السيطرة الإعلامية من خلال الصحف التي تمولها وقنوات البث الفضائي والأرضي'''؛ فقد قامت شركة التلفزيون الرسمية في إيران بافتتاح قناة فضائية على غرار قناة الجزيرة القطرية باسم (العالم) تبث باللغة العربية من محطات تقوية على طول الحدود العراقية لكسب تأييد العراقيين، وكان لها دور هام خلال الغزو الأميركي للعراق حين توقف البث العراقي وبقيت قناة العالم تبث لسائر المدن العراقية ومنها يستقي العراقيون أخبارهم وتحليلاتهم (لعدم وجود إستلام فضائي آنذاك لدى العراقيين) كما أن إيران دعمت إنشاء محطات تلفزيون فضائية موالية لها (مثل الفرات والفيحاء والأنوار) والعشرات من محطات الإذاعة المحلية، وتتحدث تقارير صحفية عن وجود 300 إعلامي إيراني بشكل دائم في العراق. لا يوجد أدنى شك في أن الهدف الإيراني في دعم العناصر الموالية له في العراق ماليا وسياسيا بل وحتى مخابراتياً وعسكريا، قد تحقق حتى الآن واستقوت تلك العناصر بذلك الدعم وساهمت في مجلس الحكم الانتقالي الذي عينته سلطات الاحتلال في العراق (عبد العزيز الحكيم وإبراهيم الجعفري وعز الدين سليم ومحمد بحر العلوم وعبد الكريم المحمداوي) وترمي إيران إلى تهيئة الظروف السياسية من خلال مجموعات تلبس العباءة العراقية لتحقق أهدافها بالإنابة عبر التنسيق مع سلطات الاحتلال الأمريكية - البريطانية == إيران وأمريكا == حيث انهارت مؤسسات الدولة بالكامل، والتي تعاونت مع أمريكا وحليفته [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] حتى بعد الاحتلال وسقوط [[بغداد]]، كمثل [[جيش المهدي]] و[[منظمة بدر|فيلق بدر]] وقوات المغاوير في وزارة الداخلية التي كان يشرف عليها [[بيان جبر صولاغ]] والتي هي عناصر أصلاً من قوات بدر انطوت في صفوف الشرطة. وفي الحقيقة تشير الكثير من المصادر أن التعاون الأمريكي الإيراني بدا في مرحلة مبكرة مع رجال [[الثورة الإيرانية الإسلامية|الثورة الإيرانية]] وقبل قيامها، وفي نهاية الأمر جميع الدبلوماسيين تم الإفراج عنهم. وعلى جميع الأحوال فان حقيقة الدعم الأمريكي الإسرائيلي لإيران خلال الحرب ضد العراق لا يمكن إخفائها بعد كشف ما سمي [[إيران جايت]] أو [[قضية إيران - كونترا|إيران - كونترا]] إبان رئاسة [[رونالد ريغان|رونالد ريجان]]. وبالنسبة للسياسة الأمريكية فأن وصول قيادة ذات أفكار دينية وقومية متطرفة تجاه العرب في إيران يخدم المصالح الأمريكية في منطقة [[الشرق الأوسط]] أكثر من نظام علماني ليس له توجهات عدائية تجاه [[عرب|العرب]] كنظام [[الشاه]]. فالإشارات العدائية الإيرانية تجاة العرب بدأت مبكراً حين وجه [[روح الله مصطفى أحمد الموسوي الخميني|خميني]] رسالة تهديد لحاكم [[البحرين]] الأمير [[عيسى بن سلمان آل خليفة]] يتهمه فيه بإساءة معاملة شعبة، ويقصد بذلك [[الشيعة]] منهم، الأمر الذي أثار غضب الرئيس العراقي [[صدام حسين]] الذي اعتبره تدخلاً سافراً في شؤون [[البحرين]] لا يمكن قبوله، وكان ذلك بداية [[حرب باردة|الحرب الباردة]] بين البلدين تحول إلى حرب مدمرة استمرت ثمانية سنوات. == الدور الإيراني في العراق بعد الاحتلال الأمريكي == ويمكن القول أن فترة ما بعد الاحتلال الأمريكي للعراق كانت فترة التطبيق العملي لكافة الاهداف والاستراتيجيات التي رسمها قادة الفكر في إيران وقادة صنع القرار بخصوص تصدير الثورة والسيطرة علي العراق، حيث استطاعت إيران خلال هذه المرحلة ومن خلال الطابور الخامس الإيراني والمشكل من إيرانيين متواجدين في العراق بصورة شرعية وغير شرعية، ومن عراقيين موالين لها، ومن المنظمات المسلحة مثل فيلق القدس وفيلق بدر، بالإضافة الي عدد كبير من المنظمات العاملة في مجالات مختلفة<ref name="ReferenceB">عبد الوهاب القصاب، " معضلة الحوار بين طهران وواشنطن"، الجامعة الاردنية، مركز الدراسات الاستراتيجية، 2009</ref> '''* الدور الإيراني في التحالف مع أمريكا لاسقاط نظام صدام حسين''' لقد لعبت الحكومة الإيرانية دوراً محوريا في الإعداد لغزو العراق بالتعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة رغم الخلافات المعلنة بين واشنطن وطهران بشأن العديد من القضايا الإقليمية والتسليحية والسياسية ومنها اتهام واشنطن للحكومة الإيرانية بدعم الإرهاب والسعي لامتلاك أسلحة الدمار الشامل والأطماع الإقليمية، غير أن إيران وجدت في الحملة الأمريكية لتغيير نظام حكم الرئيس صدام حسين تحقيقا لهدف مركزي في السياسة الإيرانية حدده الزعيم الإيراني الراحل الخميني الذي قال انه تجرع السم بقبوله قرار مجلس الأمن لإنهاء حرب السنوات الثماني مع العراق عام 1988 الذي يحتفل به العراقيون انتصارا على إيران، فقد سمحت إيران بمشاركة فصيل معارضة رئيسي مقره العاصمة الإيرانية، المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق بقيادة عائلة الحكيم، كانت قد شكلته المخابرات الإيرانية عام 1982 وقدمت له الدعم المالي والعسكري والسياسي، بل أن طهران استضافت لقاءات بين قادة الأكراد العراقيين، مسعود البارزاني وجلال الطالباني ورئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي مع قادة المجلس الأعلى محمد باقر الحكيم وشقيقه عبد العزيز الحكيم الذي شارك في الاجتماعات الرباعية والسداسية مع الإدارة الأمريكية والمخابرات الأمريكية عامي 2002 و2003 في واشنطن وبريطانيا للتخطيط والاتفاق على الأدوار والمهام الموكلة لكل طرف من الأطراف الأربعة/ الستة: المجلس الأعلى والمؤتمر الوطني والفصيلين الكرديين وحركة الوفاق بقيادة أياد علاوي، رئيس الوزراء المؤقت الحالي. وكان الجلبي حلقة الوصل الرئيسية بين الإدارة الأمريكية وبالتحديد وزارة الدفاع ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية والحكومة الإيرانية لتنسيق الجهود ضد حكم الرئيس صدام حسين، وقد تمكن من جمع المتناقضين سياسيا واستراتيجيا، الأكراد الساعين إلى جمهورية مستقلة والشيعة المرتبطين بإيران الباحثين عن دولة شيعية تشكل امتدادا لإيران، وهو الهدف الذي تعارضه واشنطن ودول المنطقة والعلمانيون من ليبراليين وشيوعيين ومستقلين. وكان انضمام المجلس الأعلى جوهريا لإكمال الخطط الأمريكية وحاسما في اتخاذ قرار الحرب والاحتلال إذ أن المجلس الأعلى التزم بتحييد القطاع الشيعي من الشعب العراقي وبالمساهمة المباشرة عسكريا وسياسيا في إنجاح المخطط الأمريكي، وكنت قد أجريت لقاء صحفيا في شهر أكتوبر 2002، مع السيد محمد باقر الحكيم، رئيس المجلس الأعلى، وكان في مدينة قم الإيرانية، أكد فيه أن المجلس الأعلى بعث بألفين وخمسمائة فرد من أفراد لواء بدر، التابع للمجلس، إلى شمال العراق للانطلاق مع قوات البشمركة، الميليشيا الكردية، التابعة للكردي جلال الطالباني، في جبهة من منطقة السليمانية ضد القوات العراقية. وحالما احتلت القوات الأمريكية- البريطانية العراق في ابريل 2003، دخلت قوات بدر من إيران وشمال العراق بينما بعثت إيران بالآلاف من عناصر الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية إلى العراق من الوسط والجنوب لينتشروا في البلاد تحقيقا لثلاثة أهداف رئيسية: دعم التيار الشيعي الإيراني في العراق (المجلس الأعلى بقيادة الحكيم ومكانة السيستاني والدعوة بقيادة إبراهيم الجعفري والعمل الإسلامي بقيادة محمد تقي مدرسي)، وإضعاف التيار الشيعي العربي العراقي (مجموعة مقتدى الصدر) وترسيخ وجود مخابراتي إيراني في العراق مما يضمن ترسيخ الأهداف الإيرانية والتأثير في التطورات السياسية بالتوافق مع تلك الأهداف، والتخلص من العناصر المعارضة للمشروع الإيراني<ref>Ray Turkey “Iran’s new Iraq” Middle East Journal,Vol. 62, No. 1 (Winter, 2008), pp. 13 http://www.jstor.org/stable/25482470</ref> === الادوات التي اتبعتها إيران للسيطرة علي العراق === - '''الادوات السياسية والأمنية:''' استخدمت إيران عدداً من الادوات السياسية والامنية للنفوذ الي الواقع العراقي ووضح ذلك من خلال عدم اعتراض إيران أو إعاقتها للخطط الأمريكية الرامية لضرب العراق وإسقاط نظامه، نظراً لتوافق ذلك مع الهدف الإيراني في ذلك الوقت، والذي يتمثل في تدمير العراق وإزاحة النظام القومي العربي، وخلق نظام جديد يسهل الحركة الإيرانية، وكذلك قيام إيران بعد الاحتلال الأمريكي للعراق بتصفية وقتل المئات من الضباط والطيارين ورجال المخابرات والعلماء العراقيين، ومطاردة وإزاحة القوى العراقية القومية والإسلامية المعادية للتوجه الإيراني، مع تقديم الدعم المالي والمخابراتي للقوى المؤيدة لها خاصة حزب الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية <ref>Yoel Guzansky, ‘‘‘Made in Iran’: The Iranian Involvement in Iraq,’’ Strategic Assessment 13, no. 4 (January 2011): p. 93, http://www.inss.org.il/upload/%28FILE%291295871240</ref> بالإضافة الي محاولة خلخلة الاوضاع السياسية في العراق، والعمل علي إضعاف حكوماته تمهيداً لخلق قيادة سياسية ضعيفة تدين بالولاء والطاعة لإيران، الأمر الذي يسهل لها تحقيق مصالحها بأقل تكلفة ممكنه، ونشير إلي تصريح قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني الذي قال فيه "أن بلاده حاضرة في الجنوب اللبناني وفي العراق وأن هذين البلدين يخضعان بشكل أو بأخر لإرادة طهران وأفكارها"، كما عملت إيران علي الضغط علي الحكومات العراقية المتتالية من أجل تقديم تنازلات مرتبطة بالحدود المشتركة، وفي هذا الاطار استطاعت إيران انتزاع موافقة العراق علي اتفاقية الجزائر عام 1975 التي تحدد الحدود الفاصلة بين البلدين، كما استطاعت ايضاً انتزاع موافقة الحكومة العراقية التي تشكلت بعد الاحتلال الأمريكي علي إعلان مسئوليتها في شن الحرب علي إيران في عام 1980، ومما يستتبع ذلك من آثار قانونية خاصة بالتعويضات وما إلي غير ذلك<ref name="ReferenceB"/> كما تم وضع عنوان للتحرك الإيراني تجاه العراق يخالف حقيقة نواياها، من خلال اختراق منظومة القيادة العراقية من خلال تقديم الاستشارات للمتحكمين في النظام السياسي حول بعض القضايا والمشكلات العراقية السياسية والاقتصادية، وتكثيف الحوار والاتصالات معهم، علاوة علي محاولة إيران التأثير علي الواقع الديموغرافي في العراق وتغيير الوزن النسبي لبعض مكونات الشعب العراقي خاصة من الشيعة، وذلك من خلال الضغط علي الحكومة العراقية لإعطاء الجنسية العراقية الي عدد كبير من الإيرانيين الموجودين في العراق والذين يقدر البعض عددهم ب 2.5 مليون تقريباً<ref>Ray Turkey “Iran’s new Iraq” Middle East Journal,Vol. 62, No. 1 (Winter, 2008), pp. 13</ref> كما عملت إيران علي خلق حالة من الشك والريبة في العلاقة ما بين القيادات السياسية في العراق وعلماء الدين السنه، من خلال ترويج إشاعات عن فساد هذه الشخصيات وقيامهم ببعض الاعمال المخالفة للنظام والدولة، مما يسهم في ابتعاد نسبي لهذه القيادات الدينية عن دوائر صنع القرار، وما يؤدي إليه ذلك من تشويه المذهب السني في العراق، علاوة علي ما يوفره من مناخ للحقد والكراهية بين رجال الدين والحكام بشكل عام وتتبني إيران للطرح الديموقراطي في العراق علي الطراز الغربي، علي اساس أنه النموذج الأفضل لإدارة الوضع العراقي، ارتباطاً بهدف إيراني بعيد المدي وهو أن تطبيق الديموقراطية علي هذا النحو سيساعد علي تقوية الاقاليم الراغبة في الاستقلال، كما أنه سيعمل علي إذكاء سياسة المحاصصة، بما يقود في النهاية إلي إضعاف قوة العراق ومنع عودته مرة أخرى كمعرقل للأهداف الإيرانية في الخليج، وحرصت إيران في تلك الفترة علي الابقاء علي علاقات متميزة مع القادة الكرد، وعدم التفريط فيها كخط استراتيجي عام لإيران يضمن عدم عودة البعثين أو قيام حكم سني مرة أخرى، والإبقاء علي خط اتصال مع بعض الاطراف السنية في العراق، مستغلين سياسة الاغراء والتهديد علي أساس أن الاقتراب من إيران هو أحد متطلبات المشاركة السياسية في الحكم والعكس صحيح<ref>http://www.jstor.org/stable/25482470 Michael knight, “Iran’s Influence in Iraq”, Washington institute for near east, April 2012</ref> هذا بالإضافة الي إتاحة المجال لعمل أجهزة الاستخبارات الإيرانية للعمل السياسي السري والعلني في العراق، من خلال الحرس الثوري الإيراني وجهازي الأمن والاستخبارات الإيرانية ومجموعات من الميليشيات التابعة لها، ومجموعات من الحوزة الدينية في قم، وفي الغالب تعمل هذه الجهات تحت واجهات متعددة ومستترة من خلال وجودها داخل تنظيمات سياسية إسلامية عراقية، وتنظيمات خيرية ودينية، وواجهات دبلوماسية وتجارية ومكاتب صحفية وإعلامية وغيرها، والعمل علي إقامة شبكة واسعة من التنظيمات الخيرية والأحزاب السياسية الإسلامية البديلة التي تعمل لتوسيع نشاطها في كسب المزيد من الناس إلى هذه التنظيمات التابعة بصورة مباشرة أو غير مباشرة لإيران والتي تلتزم بخطها الفكري والسياسي<ref>the Islamic Republic and ‘‘soft war,’’ see Nima Adelkhah, ‘‘Iran Integrates the Concept of the ‘Soft War’ Into its Strategic Planning,’’ Terrorism Monitor no.8 23,June 2010</ref> كما عملت إيران علي وضع الأموال في خدمة الكثير من رجال الدين لصرفها على المحتاجين من الناس من قبل قوى إسلامية سياسية شيعية بالأساس، بغرض التأثير الفكري والسياسي والعملي عليها، بما يتوافق مع التوجهات الإيرانية، وكذلك وضع جانب كبير من هذه الأموال تحت تصرف المليشيات المسلحة التي تمارس التهديد والاختطاف والقتل والتخريب ضد مؤسسات الدولة وضد المجتمع، بما يساعدها على استمرار النشاط الدموي في العراق<ref>Yoel Guzansky, ‘‘‘Made in Iran’: The Iranian Involvement in Iraq,’’ Strategic Assessment 13, no. 4 (January 2011): p. 9,http://www.inss.org.il/upload/%28FILE%291295871240.</ref> '''-الادوات الاقتصادية''' بالإضافة إلى الأدوات السياسية والأمنية التي استخدمتها إيران للنفوذ في العراق، كان هناك اهتماماً موازياً بالاختراق الاقتصادي وإضعاف العراق علي هذا المستوى، وهو الأمر الذي استطاعت إحداثه أو عمله من خلال ما يلي<ref name="د. مروة وحيد . مرجع سابق">د. مروة وحيد . مرجع سابق</ref> 1- شراء الأصول ( صناعية وزراعية وعقارية) وجعلها ملاذاً أو مكاناً للمؤيدين لها يسكنون فيها ويبحثون خلالها على عمل في هذه الأماكن لتوسيع مناطق السيطرة والنفوذ. 2- محاولة إيران تخريب الاقتصاد العراقي حيث أصبح العراق سوقا مفتوحة للبضائع الإيرانية بمختلف أنواعها، مما جعل الاقتصاد العراقي تابعا لإيران تبعية مطلقة، ومعتمداً عليها اعتماداً كلياً، كما شجعت إيران التجار على السفر إلى العراق والاستثمار هناك وخصوصا في المدن المقدسة عند الشيعة ودفع أسعار خيالية للاستحواذ على اقتصاد العراق<ref>Aseel Kami, ‘‘Iran Exports to Iraq to Pass& bn in 2010",25 April 2010 www.reuters.com/article//us-iraq-iran-trade-interview-idUSTR</ref> 3- سرقة النفط العراقي من حقول البصرة - قّدّره تقرير (بيكر-هاملتون) بنصف مليون برميل يوميا- وحقول (مجنون والفكة) التي طردت الكوادر الهندسية النفطية العراقية منها أمام مرأى ومسمع حكومة الإحتلال واستخدام إيران لطريقة الحفر المائل لسحب النفط من داخل عمق الحدود العراقية التي ادعت أنها آبار مشتركة - يقع بعضها داخل الأراضي العراقية بعمق(10) كم<ref>حسام سويلم . مرجع سابق</ref> 4- كما استغلت إيران وجود عملائها في الحكومات المنشأة في ظل الإحتلال وقضمت المزيد من الأراضي العراقية وبالذات في محافظتي ميسان والبصرة حيث تتواجد الحقول النفطية العراقية الكبرى، وهي تحاول حاليا ضم [[جزيرة أم الرصاص]] العراقية الغنية بالنفط. 5- التركيز علي فكرة التوطين للشيعة الإيرانيين في بعض المناطق المختلطة طائفيا إما من خلال شراء منازل والأراضي أو من خلال تهجير سكانها بالمضايقات الأمنية والاقتصادية من خلال أنصارها داخل الدولة العراقية، بما يساعد علي إحداث خلل في التوازن الديموغرافي لهذه المناطق لصالح الشيعة، حيث أشارت بعض التقارير المرتبطة بهذا الموضوع الي ما تم في عهد حكومة الجعفري من تعهده بإقرار خطة توطين الي ما يقرب من مليوني شيعي إيراني في الاراضي العراقية مثل ما يحدث في مناطق [[أبو الخصيب]] و [[الزبير (العراق)|الزبير]] في [[محافظة البصرة]].<ref>Anoushiravan Ehteshami, “Iran-Iraq Relations after Saddam,” The Washington Quarterly, August 2003, p.123</ref> '''- الادوات الثقافية والدينية:''' بجانب الادوات السياسية والاقتصادية كان الجانب الديني والثقافي أحد مجالات الاختراق الإيراني للعراق، وهو الأمر الذي تم من خلال ما يلي<ref>Ishtiaq Ali Mehkri “ Religion and Politics in Iran-Iraq Relations” Pakistan Horizon,Vol. 58, No. 4 (October 2005), pp. 33</ref> : 1- العمل علي تغيير المناهج والمواد الدراسية في العراق، من خلال إعادة كتابة تاريخ [[حرب الخليج الأولى|الحرب العراقية الإيرانية]] (من1980م إلى 1988م)، وتم حذف الحقيقة التاريخية التي تقول إن القوات الإيرانية هي التي قامت بقصف المدن العراقية، وقصفت المنشآت الاقتصادية والبواخر الراسية في شط العرب، وأن القوات العراقية قامت بالرد على العدوان يوم 22 سبتمبر1980م، أي بعد 18 يوما من التحركات الفعلية الإيرانية لاحتلال العراق.<ref>Anoushiravan Ehteshami, “Iran-Iraq Relations after Saddam,” The Washington Quarterly, August 2003, p. 127</ref> كما تم حذف الفقرات التي وردت في الكتب المقررة السابقة حول دور الفرس في إثارة الفتنة بين المسلمين خلال فترة [[الخلفاء الراشدون|الخلفاء الراشدين]]، ودورهم في قتل [[عمر بن الخطاب|عمر]] و<nowiki/>[[عثمان بن عفان]] -رضي الله عنهم-، وحذف الفقرات التي كانت تتحدث عن الدور البطولي للجيش العراقي في حرب 1948م، وحرب أكتوبر 1973م، كما تم تغيير خارطة العراق وحذف (نهر صدام) و(ميناء البكر) وإلغاء تسمية المحافظات وإعادتها إلى أسماءها القديمة، فأعادوا تسمية القادسية بالديوانية والمثنى بالسماوة وذي قار بالناصرية والتأميم بكركوك...وهكذا، علاوة علي أن معظم المراكز الثقافية والمكتبات الموجودة في العراق أصبحت تقع تحت النفوذ والسيطرة الإيرانية حتى وصل الأمر لقيام وزارة التربية العراقية بمنح عقود طباعة الكتب المدرسية للمطابع الإيرانية<ref>Ishtiaq Ali Mehkri “ Religion and Politics in Iran-Iraq Relations” Pakistan Horizon,Vol. 58, No. 4 (October 2005), pp. 33 http://www.jstor.org/stable/41394115</ref> 2- التركيز علي مخاطبة الرأي العام العراقي من خلال السيطرة علي بعض وسائل الإعلام، وهو الأمر الذي تم من خلال إنشاء المحطات الفضائية التلفزيونية الطائفية الموجهة إلى الشعب العراقي, والتي بلغت أكثر من عشرين محطة فضائية مثل: السلام والعدل ومحطتا أهل البيت والفرات والفيحاء وآفاق وبلادي والمسمار الأولى والثانية والغدير وكربلاء والفرقان والمهدي والعدالة الأولى والثانية.. وغيرها. 3- السعي إلى إحداث اختراق ونفوذ في الجانب الديني، من خلال ربط شريحة واسعة من العراقيين بإيران تحت مسمى التشيع، وذلك من خلال إثارة الفتن المذهبية والطائفية والترويج لفكرة المظلومية، حيث تشير بعض التقارير الي أن إيران أدخلت أكثر من ألفي رجل دين في مدارس الحوزة العلمية في محاولة منها للتأثير علي قرارها والاستحواذ عليها. 4- استغلال ما سمي بالسياحة الدينية من أجل محاولة العبث بالتركيبة الديموغرافية والقومية، إذ تشير الاحصائيات الرسمية الي أن حوالي 3000 زائر إيراني يدخلون العراق يومياً، بعضهم يستقر بطريقة غير شرعية، بالإضافة إلى أعداد غير مقدرة تدخل الي العراق بطرق سرية، وظهرت مؤشرات علي حجم هذا التواجد علي أرض الواقع منها إمكانية سماع اللغة الفارسية بشكل ملحوظ في بعض المناطق في أسواق بغداد والنجف وكربلاء والبصرة، كما تتداول العمله الإيرانية في هذه الأسواق، وهو الوجود الذي دفع بعض التابعين لايران في مرحلة صياغة الدستور قبل عام 2005 الي الدعوة إلى إدراج القومية الفارسية كقومية رابعة بعد العربية والكردية والتركمانية<ref>السيطرة الايرانية علي حوزة النجف في العراق" مركز بغداد للدرسات والاستشارات والاعلام ،ابريل 2012، http://www.baghdadcenter.net/details-138.html</ref> == ردود الفعل == برزت العديد من التصريحات الرسمية لسياسيين عرب تحذر من هذا المد حيث كشف [[عبد الله الثاني بن الحسين|الملك عبد الله الثاني]] ملك [[الأردن]] عن مخطط إيراني لإقامة [[هلال شيعي]] في المنطقة يبدأ من إيران وينتهي في [[لبنان]]، وتصريحات الرئيس المصري المخلوع [[محمد حسني مبارك|حسني مبارك]] أن الشيعة في العالم العربي ولائهم دائما لإيران، كما حذر الرئيس اليمني من النفوذ الإيراني ودعمهم للفوضى التي قامت في بلاده بسبب [[الحوثيين]] [[زيدية|الزيدية]]. وكان من أهم الإشارات على المد الإيراني خطاب [[الحسين بن طلال|الملك حسين]] بن طلال ملك [[الأردن]] الراحل الذي أكد في خطاب له [[عام 1979]] أي بعد [[الثورة الإيرانية الإسلامية|الثورة الإيرانية]] "انه على العالم الإسلامي أن لا يتفاءل بهذه الثورة ويعي أنها ليست ثورة إسلامية إنما ثورة فارسية شيعية تقصد إحياء مجد فارس عن طريق نشر التشيع". == التعبير الشيعي == يرفض [[الشيعة]] تسمية حالة النشاط الإعلامي والسياسي الأخيرة وتزايد النفوذ السياسي الشيعي في العراق بالمد الإيراني ويستخدمون بدلاً منه تعبير [[المد الشيعي]]. إلا أن هذا التعبير ليس دقيقا بما يكفي لتوصيف الحالة فهذا المد عملياً يقتصر تأثير فقط في نطاق الطائفة الشيعية التي هي أساساً ترى في [[إيران]] الولاية الدينية والسياسية بما يطلقون عليها "[[ولاية الفقيه]]" والذي تغذيه إيران بقوة ويؤمن بها أنصارها من الشيعة العرب و غير العرب ومنهم القيادة في [[حزب الله]]، ولا يوجد امتداد للتشيع على الطوائف الأخرى وخصوصاً السنية، فلا يوجد زيادة في أعداد [[الشيعة]] أو زيادة في نفوذهم في غير المناطق التي تسكنها اقليات شيعية، الأمر الذي يجعله مدا إيرانيا بحتاً مستفيداً من البعد الطائفي فيه. == النفوذ الإيراني بعد الانسحاب الأمريكي == ساعد الانسحاب الأمريكي من العراق علي إتاحة المجال لإيران للتحرك بمزيد من الحرية في الداخل العراقي، كما تواكب هذا الانسحاب مع المتغيرات الاقليمية المهمة، والمتمثلة في ثورات الربيع العربي وما أفرزته من تحدي اساسي لإيران، يتمثل في احتمال تهديد المشروع الإيراني المسمي بالهلال الشيعي، حيث وضح إمكانية ان تفرز هذه الثورات بديلاً لذلك وهو ( الهلال السني )، حيث صعدت أسهم التيار الإسلامي السني في كثير من دول المنطقة، وأصبحت أكثر تهديداً للوجود الإيراني، خاصة وان بعض من فصائل التيار الإسلامي لاسيما التيار السلفي والأصولي يناصب إيران عداءا شديداً من منطلق مذهبي بحت<ref>د.مروة وحيد "مستقبل النفوذ الايراني في العراق الفرص و الاشكاليات".بغداد للدراسات والاستشارات والاعلام http://www.baghdadcenter.net/details-138.html</ref> ومع تأزم هذا الوضع ووصول الربيع العربي الي سوريا - العقدة الاساسية لخارطة الطريق نحو تنفيذ الاستراتيجية الإيرانية-، تبدلت بعض المعطيات الإيرانية فيما يتعلق بالعراق دون أن يؤثر ذلك علي اهميته في المشروع الإيراني، بل أن بعض المحللين قد أشاروا الي تضاعف اهمية العراق الآن بالنسبة لإيران أكثر من ذي قبل، خاصة مع تحول الوضع السوري تدريجياً إلي ما يشبه الحرب الأهلية، ووصول الاستقطابات الاقليمية والدولية حيال سوريا الي أعلي مستوي لها<ref>مهينور فواز، " عراق ما بعد الانسحاب الأميركي"، افاق استراتيجية، متاحة علي موقع الجزيرة نت، 2011 http://www.aljazeera.net/portal</ref> وارتباطاً برغبة إيران في الحفاظ على المكتسبات التي تحققت لها في العراق، عملت إيران علي الاستفادة من الفراغ الذي خلفه الانسحاب من أجل تعديل ميزان القوي داخل العراق لصالح القوي السياسية المتحالفة معها، وأشارت بعض الدراسات الإيرانية الصادرة خلال الفترة الاخيرة الي أن إيران بحاجة في هذه المرحلة '''الي عمل ما يلى'''<ref>مرجع سابق . مروة وحيد</ref>''':''' '''أولاً''': تحقيق تفاهم مع القوة العسكرية الاولي في المنطقة وهي الولايات المتحدة، يتم بموجبه ضمان استمرار اختلال التوازن السياسي والعسكري في العراق لصالح القوي الشيعية، وتوسيع حقول النفط الإيرانية الي ما رواء الحدود المشتركة مع العراق، في مقابل ضمان إيران لتدفق النفط عبر مضيق هرمز، وابتعاد إيران عن أبار النفط السعودية وتقديم تنازلات بخصوص البرنامج النووي الإيراني، خاصة وأن الإدارة الأمريكية مدركة تماماً أن التوصل الي تفاهم مع إيران ممكناً في حال تم التوصل الي تفاهمات في بعض الملفات الاقليمية الأخرى، وأن هذا التفاهم الإيراني الأمريكي إن لم يقع في المدي القريب، لكنه يظل احتمالاً قائماً علي المدي المنظور<ref>بشير نافع، " العراق: تحديات ما بعد الانسحاب العسكري الأميركي الرسمي"، متاح علي موقع الجزيرة نت، 19/11/2011 http://www.aljazeera.net/portal</ref> '''ثانياً''': حاجة إيران لإجراء حوار أو تفاهم مع الدولة الاقليمية الأكبر بعد العراق وهي المملكة العربية السعودية، يقضي بأن تلعب السعودية دوراً في اقناع الدول السنية بأن تخفف من حدة عدائها لايران، خاصة فيما يتعلق بالموقف من البرنامج النووى، بما يعني إجبار القوي السنية الكبري علي الاعتراف بدائرة النفوذ الإيراني الحالية خاصة في ضوء الانشغال الأمريكي بالوضع الاقليمي وبترتيباته، وكذلك أن تبتعد السعودية عن مجابهة الوجود الإيراني في العراق التي تحاول التأثير في مجريات أحداثه وأزماته بالتعاون مع تركيا، واعتبرت هذه الدراسات أن اضطراب الوضع السياسى في البحرين عامل مساعد علي فتح هذا الحوار باعتبار ان التحركات الشيعية في البحرين اداة ضغط إيرانية مهمة علي السعودية لتسوية الوضع في البحرين ومنع انتقال الاضطرابات الي المنطقة الشرقية الغنية بالنفط والمأهولة بالشيعة الموالين لإيران<ref>Mehdi Khalaji, ‘‘The Domestic Logic of Iran’s Foreign Plots,’’ Project Syndicate, November 1, 2011, http://www.project-syndicate.org/commentary/khalaji8/English</ref> === مؤشرات النفوذ الإيراني بعد الانسحاب === وباستقراء النفوذ الإيراني في العراق في مرحلة ما بعد الانسحاب الأمريكي، يمكن ملاحظة عدد من المؤشرات الدالة علي حجم هذا النفوذ 1-التحاق كامل للمواقف الخارجية لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالمواقف الرسمية الإيرانية، ظهر ذلك في اصطفاف المالكي مع الموقف الإيراني الداعم للاضطرابات التي شهدتها البحرين، وتكرر الأمر نفسه مع تأييد النظام الحاكم في سوريا، واقتضى هذا الالتحاق إحداث تطور انقلابي في العلاقات السورية – العراقية، فبعد أن دأب العراق على إدانة تسلل الإرهابيين إلى أراضيه عبر حدوده مع سوريا، وقف العراق إلى جانب نظام بشار الأسد، بل أشارت بعض المصادر إلى تقديمه عشرة بلايين دولار لهذا النظام حتى يواجه أزمته الداخلية بناءً على طلب من إيران. هذا فضلاً عما ترتب على هذا الموقف من فتور في علاقة العراق بتركيا بسبب موقف الأخيرة الداعم للانتفاضة السورية<ref name="د. مروة وحيد . مرجع سابق"/> 2- سكوت الحكومة العراقية عن اتخاذ إيران لقرار وقف تدفق مياه "نهر الوند" الذي ينبع من الأراضي الإيرانية ويتجه إلى محافظة ديالى العراقية تحت ذرائع واهية وما يمثله ذلك من اضرار اقتصادية واجتماعية بالغة لحقت بالعراق نتيجة لهذا الامر، وما ترتب عليه من حرمان الآلاف من أهالي المنطقة من المياه الصالحة للشرب فضلاً عن تبوير الأراضي الزراعية، الامر الذي فسره بعض أهالي مدينة خانقين التي يمر بها النهر هذا الإجراء الإيراني بالضغط عليهم لحملهم على الرحيل، وبالتالي إعادة تشكيل الخريطة السكانية لمحافظة ديالى ذات الأكثرية السنية <ref>نبيل السلمان، " المياه في حوض دجلة والفرات، في حروب المياه من الفرات الي النيل"، مكتبة الصفدي، دمشق، 2004</ref> 3-إعطاء الحكومة العراقية الحالية تسهيلات لإيران من شأنها ازدياد النفوذ الإيراني داخل العراق، وذلك عن طريق العديد من المقترحات المقدمة التي من شانها زياده هذا النفوذ مثل ربط موانئها بخط للسكك الحديدية العراقية لزيادة اعتماد العراق على بضائعها، ومعلوم أن العراق قد دأب على رفض هذا المشروع لمدة عامين ونصف العام، ولاسيما أنه يترتب عليه تدمير نشاط الموانئ العراقية. وفي هذا السياق شن وزير النقل العراقي السابق عامر إسماعيل حملة شديدة على هذا المشروع، وانتقد السماح لإيران بتنفيذه مستغلة علاقتها الوثيقة بنوري المالكي<ref name="د. مروة وحيد . مرجع سابق"/> 4-العلاقة التي توطدت بين حزب الدعوة الإسلامي وإيران والتي وصلت الي أعلي مستوياتها علي يد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الامر الذي جعل البعض يعتبر أن الازمة السياسية الراهنة في العراق إنما تعود إلى ما افرزته نتائج الانتخابات التشريعية العراقية في 2010 من تداعيات على المشهد العراقي ومن انقسامات بين القوى السياسية المختلفة حول تشكيل الحكومة والتي لعبت فيها إيران دور المعطل الأساسي لمسألة تشكيل الحكومة واختيار رئيس الوزراء حتى تتمكن من ضمان وصول شخصيات متوافقة مع التوجهات والمصالح الإيرانية وعلى رأسهم نورى المالكي الذي تولى تشكيل الحكومة للمرة الثانية<ref>- Babak Rahimi.” Iran’s Declining Influence in Iraq “ Center for Strategic and International Studies,The Washington Quarterly pp. 25 http://dx.doi.org/10.1080/0163660X.2012.641917</ref> وبالتأكيد فإن إيران تعتبر طرفاً فاعلاً في الأزمة السياسية الاخيرة في العراق، استناداً إلى أن إيران لا تجد مصلحة استراتيجية لها على الاقل على المدى المنظور في تغيير رئيس الوزراء الحالي - الا إذا جاءت تحركاته في صورة متعارضة مع المصالح الإيرانية في العراق او خارجه ( وهو ما لم يحدث حتى الان، من خلال الاعلان عن بعض المشروعات العراقية الإيرانية منها انشاء خط انابيب الغاز من إيران عبر العراق إلى سوريا، بالإضافة إلى خط انابيب النفط من البصرة إلى سوريا، والاجراءات التي اتخذها المالكي ضد بعض القيادات السنية على راسهم طارق الهاشمي في اواخر 2011، بالاضافة إلى موقف المالكي المتوافق مع إيران في دعم نظام بشار الاسد في سوريا)- كما تخشى إيران من تداعيات تغيير الحكومة الحالية على نفوذها داخل العراق، وارتباط ذلك باحتمالية فقدان بعض اوراق الضغط التي تستخدمها طهران في التعامل مع الغرب والولايات المتحدة فيما يتعلق ببرنامجها النووي، ويزداد هذا الامر بعد تزايد احتمالات فقدان إيران للحليف السوري<ref>عبدالوهاب القصاب، "النفوذ الإيراني في العراق الأبعاد والتحديات والتداعيات على الجوار العربي"، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، معهد الدوحة ، 2011</ref> 5- كما وضح حجم نفوذ إيران من خلال ما قامت به من ممارسة ضغوط على بعض القوى السياسية العراقية حتى تحول دون سحب الثقة من المالكي، وكان ابرز ما قامت به هو الضغط على التيار الصدري وتهديد مقتدى الصدر بقطع المساعدات التي تقدمها إيران له وتهديده بغلق مقراته في إيران( جاء ذلك عقب لقاء الصدر بخامنئي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في يونيو 2012....)، وكذلك رفض إيران لأن يكون للسنة والاكراد الدور الحاسم والمتحكم في مسألة تغيير أو اسقاط أو تعيين رئيس الوزراء العراقي ( كما حدث في تجربة 2006 عندما اعترض الاكراد على تعيين إبراهيم الجعفري كرئيس للوزراء)، حيث أن نجاح السنة أو الاكراد في اسقاط المالكي وتعيين رئيس حكومة جديد يعنى تقليص وإضعاف دور إيران " المتحكم " في بعض جوانب العملية السياسية<ref>د . مروة وحيد . مرجع سابق</ref> و الجدير بالذكر انه عندما أعلنت الولايات المتحدة أنها انسحبت نهائياً من العراق وعدّت ذلك يوماً تاريخياً لها وللعراق، وأنها أنجزت مهمتها، وتركت العراق بلداً ديمقراطياً مستقراً . وقد أشار أوباما إلى أن العراق سيصبح نموذجاً لدول المنطقة، كما أن وزير الدفاع الأمريكي السابق رأى أن الأوضاع في العراق تعد مثالاً للمنطقة، رغم أنها غير مكتملة، وتجاهل حقيقة أن الأوضاع كارثية بكل أبعادها . فالوضع الأمني مترد والعنف مازال يجد طريقه إلى الساحة العراقية، كما أن الوضع الاقتصادي مترد أيضاً، حيث لا تتوافر الخدمات الأساسية في كثير من الأحيان، وتشح المواد المعيشية . ثم إن الديمقراطية التي تتغنى الولايات المتحدة بتحقيقها في العراق، وتعدّ ذلك هدفاً محورياً سعت إلى تحقيقه، هي ديمقراطية صورية مهلهلة، تعتمد على المحاصصة الطائفية القابلة للتفكّك أو الانهيار في أي وقت، فضلاً عن شحذ الانقسام الطائفي في العراق الذي يهدد بتقسيمه <ref>اسامة عبد الرحمن " الانسحاب الامريكي من العراق " السياسة الدولية http://www.siyassa.org.eg/NewsContent/2/132/2128/%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82.aspx</ref> تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة حشدت حملتها لغزو العراق واحتلاله عل أساس التخلص من أسلحة الدمار الشامل، ولم تكن الديمقراطية واردة في أجندة أهدافها المعلنة، واضطرت إلى محورة الهدف في تحقيق الديمقراطية بعد أن انكشف زيف الادعاء بوجود أسلحة دمار شامل .وهكذا أعلنت الولايات المتحدة الحرب على العراق واحتلته من دون غطاء دولي، ومن دون مظلة الشرعية الدولية، وارتكبت فيه جرائم حرب وإبادة، ولم تطلها المساءلة ولا المحاسبة وفق مرجعية القانون الدولي والشرعية الدولية .ومن المفارقات اللافتة للنظر، أن احتلال الولايات المتحدة للعراق مهّد لنفوذ إيراني واسع فيه، رغم الخصومة السياسية بين الدولتين . وبدت إيران مستفيدة إلى حد كبير من الأوضاع التي آل إليها العراق . وبالطبع فإن الانسحاب الأمريكي من العراق يترك المجال مفتوحاً لنفوذ إيراني أكبر في ظل غياب عربي<ref name="مرجع سابق">مرجع سابق</ref> == مستقبل النفوذ الإيراني في العراق == === اولا الفرص المتاحة === تشير بعض العوامل إلى وجود فرصاً متاحة أمام إيران، للاستمرار في تعزيز نفوذها في العراق بمستوياته المختلفة، وذلك استناداً لما يلى<ref name="د. مروة وحيد . مرجع سابق"/> 1-استمرار العراق حتي الآن دولة ضعيفة، حيث لا يملك العراق حكومة مستقرة، كما أنه ليس لديه جيش أو جهاز أمن مؤهل لفرض ارادة الحكومة بالداخل، فضلاً عن قدرته علي حماية البلاد من أي قوي خارجية، واستمرار وجود توجهات انفصالية لبعض الاقاليم العراقية خاصة اقليم كردستان، وتعاظم تحركات معظم القوي السياسية العراقية علي أساس طائفي بحت، وتلاشي فرص إحداث توافق وطني، يضمن استمرار العراق موحداً كما كان في السابق، ما يعني استمرار وجود أرضية مناسبة للنفوذ الإيراني في العراق. 2- التداعيات المحتملة للازمة السورية وظهور مؤشرات علي احتمال سقوط نظام بشار الاسد وتغير طبيعة النظام الحاكم في سوريا، التي ظلت محكومةً لعقود من خلال الاقلية العلوية الشيعية، والتي استطاعت أن تنسج علاقة تحالف واضحة ومعلنه ما بين سوريا وإيران، الامر الذي جعل بعض المراقبين يعتبرون سوريا احدي قواعد المشروع الاستراتيجي الإيراني في المنطقة، وحيث أن سقوط النظام السوري سيؤدي الي فك هذا التحالف، وما يفرضه ذلك علي إيران من ضرورة البحث عن بديل إقليمي عن سوريا، فإن العراق يبدو الآن في ظل النظام الحاكم حالياً من أفضل البدائل الاقليمية لإيران، الامر الذي يعني فرصاً متاحة لاستمرار النفوذ الإيراني في العراق لسنوات قادمة<ref>عبدالوهاب القصاب، "النفوذ الإيراني في العراق الأبعاد والتحديات والتداعيات على الجوار العربي"، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، معهد الدوحة ،2010</ref> 3-بقاء إيران – رغم التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها- دوله قوية اقتصادياً وعسكرياً، علاوة علي الالتزام الايديولوجي لمعظم مؤسسات الدولة، بما يتوافق مع الاستراتيجية الإيرانية للحركة الخارجية، والتي يعتبر اضعاف العراق ومنع عودته كدولة قوية محور اساسي فيها. 4- ما خلفه الانسحاب الأمريكي من العراق من تحول سيكولوجي عميق إزاء توقعات القوي في المنطقة، حيث أن هناك مؤشرات على اتجاه بعض دول المنطقة إلى بالاعتراف بالقوة النسبية لإيران والتسليم لها بالأوراق التي تمتلكها وعلى راسها نفوذها في العراق، الامر الذي قد يدفع هذه الدول لعمل تسوية سياسية معها، بما سينعكس علي الوضع العراقي بصورة سلبية ويسمح بانفراد إيراني بالوضع العراقي علي المدي المنظور. 5-غياب فرص متاحة لمزاحمة اقليمية محتملة للنفوذ الإيراني في العراق، حيث أنه ورغم وضوح دور تركي متزايد في المنطقة وفي العراق علي نحو خاص، إلا أن القيادة التركية الحالية تبدو غير متحمسة حتي الان لتحدي النفوذ الإيراني في العراق، واكتفائها بحصول علي بعض المكتسبات الاقتصادية خاصة من خلال علاقات تركيا المتميزة مع الاكراد 6-بقاء احتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران وإيقاف طموحها الاقليمي مستبعداً علي المدي المنظور، استناداً إلي خشية الولايات المتحدة والغرب من أن خسائر هذه الضربة علي المصالح الغربية إقليمياً ودولياً قد تكون أكبر من حجم المكاسب المتحققة، خاصة في ظل عدم التأكد الغربي من أن توجيه ضربة عسكرية لإيران قد توقف بالفعل مشروعها النووي، علاوة علي تخوف الغرب من التأثير علي سوق الطاقة العالمي في ظل الازمة الاقتصادية الحالية<ref name="opendemocracy.net">Nuh Yilmaz, “New Turkey and the Arab Spring?”, Open Democracy, www.opendemocracy.net/nuh-yilmaz/new-turkey-and-arab-spring</ref> 7-احتمال وصول الولايات المتحدة إلي اتفاق محتمل مع إيران خلال الفترة القادمة، يتم بموجبه تسوية قضايا الخلاف بين البلدين وعلي رأسها الملف النووي وبعض الملفات الاقليمية، التي تملك فيها إيران وجود وتأثير فاعلاً، والذي من المحتمل أن يتضمن تسليماً امريكياً بالنفوذ الإيراني في العراق، طالما لا يتعارض مع مصالحها 8-رغم مراهنة البعض علي دور المكون السني في العراق في إيقاف النفوذ الإيراني المتعاظم هناك، إلا أن عوامل كثيرة قد تقلل من أهمية هذا المحدد، علي رأسها استمرار وجود انقسامات داخل المكون السني نفسه وغياب الاتفاق علي اجندة واحدة للعمل السياسي، علاوة علي الاتجاه الراهن لمعظم الكتل السنية بقبول الوضع الراهن في العراق والحديث عن اقليم سني يبعدهم عن بطش الشيعة، بما يعني بشكل غير مباشر تراجع الهدف الخاص بالعمل علي استعادة العراق كدولة واحدة علي أساس قومي، وما يفرضه ذلك من مواجهه مطلوبة وضرورية مع الجانب الإيراني الرافض لهذا الهدف والداعم لسياسيات تقسيم العراق وإضعافه، علاوة علي اختلاط المقاومة السنية (سواءاً التي كانت في مواجهة الاحتلال الأمريكي قبل الانسحاب أو الآن في مواجهة الميلشيات الشيعية) بتصرفات تنظيمات جهادية وعلي رأسها تنظيم القاعدة في العراق، الأمر الذي قد يحرم أهل السنه من فرص تقديم دعم دولي وإقليمي لهم يساند قضيتهم المركزية ( بفرض اتفاقهم على استعادة وحدة وقوة العراق). 9- ضعف دور قوي الصد الطائفي الاخرى في المجتمع العراقي ( التيارات الليبرالية والقومية والعلمانية)، وتجلي ذلك في الاعلان عن تحول تيار المؤتمر الوطني اليبرالي الذي يقوده أحمد الجلبي إلي حركة سياسية بإسم البيت الشيعي للمشاركة في انتخابات 2005، وكذلك مشاركة الحزب الشيوعي العراقي في مجلس الحكم المؤقت كطرف شيعي 10-استمرار امتلاك إيران لبعض الادوات داخل العراق، يمكن من خلالها دعم جهودها الرامية إلي الحيلولة دون صعود القوميين والبعثيين السابقين إلي قمة السياسات العراقية، والإبقاء علي نفوذها علي أي حكومة جديدة يقودها الشيعة، وذلك من خلال الجماعات الخاصة التي شكلتها إيران داخل العراق كميلشيات عسكرية وشبه عسكرية مثل منظمة بدر وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وكتائب اليوم الموعود وغيرها، وهذه الجماعات كانت من بين المستفيدين من الانسحاب الأمريكي للعراق الذي أدي الي تراجع قدرة القوات العراقية علي التعامل مع التهديد الذي تشكله هذه الجماعات الخاصة، ووضع إيران كذلك لسياسات بديلة للتعامل مع هذه الميليشيات المختلفة من خلال سياسة العصا والجزرة والمتمثلة في امتلاك أدوات التأثير علي توجهات هذه التنظيمات من خلال الدعم المالي والفني، حيث استطاعت إيران وضع بدائل لجيش المهدي الخارج عن السيطرة النسبية لإيران، علاوة علي ما أحدثته إيران من تحول في دعمها السياسي من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية إلي حزب الدعوة الأكثر اقتراباً من التوجهات الإيرانية 11-استغلال إيران لضعف الدولة العراقية خاصة ضعف السيطرة علي الحدود ومنافذ العبور من أجل إدخال افراد وأسلحة الي العراق، وكذلك من خلال المناطق الحدودية المتداخلة 12-محاكاة إيران لحالة النفوذ والارتباط التي استطاعت أن تخلقها سوريا مع لبنان عبر ادوات كثيرة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، ونقل هذا النموذج الي الشكل الراهن والمستقبلي لحالة الارتباط العراقي بايران أو بحجم النفوذ الإيراني في العراق === ثانيا التحديات === رغم توافر فرص لاستمرار النفوذ الإيراني في العراق، كما سبق توضيحه في المطلب السابق، إلا أن قدرة إيران على الحفاظ على هذا النفوذ، تبقى مرتبطة بعدد من العوامل، التي تشكل بعضها أو كلها تحدياً لهذا النفوذ، وذلك على النحو التالي<ref name="د. مروة وحيد . مرجع سابق"/> 1-الوضع الداخلي في إيران، المتمثل في الوضع الاقتصادي المتردي خاصة بعد العقوبات الأمريكية والأوروبية، والوضع السياسي غير المستقر بسبب الصراع بين الجناحين المحافظ والإصلاحي في النظام السياسي الإيراني، ورغبة التيار الاصلاحي في ايصال الربيع العربي الي إيران، علاوة على الوضع الاجتماعي المتشابك، خاصة توزيع السكان بين العرقيات والاثنيات المختلفة والتي يمثل فيها الفرس أقل من نصف عدد السكان، علاوة علي بعض التحديات الداخلية للمؤسسة الدينية، وهي كلها عوامل تقيد نسبياً من حرية حركة إيران وتقلل من فرص استفادتها علي المستوي الخارجي. 2- ما أفرزه المشهد الاقليمي من تغيرات استراتيجية، متمثلة في صعود تيار الاسلام السياسي السني في بعض البلدان والمعروف بعداءة للتوجه الشيعي لإيران، علاوة علي ان هذا الصعود الإسلامي قد يجيء مستقبلاً علي حساب الوجود الشيعي في المنطقة (سوريا ولبنان واليمن) باعتبار هذه الدول من الاوراق المهمة للمشروع الإيراني في المنطقة، بالإضافة إلي ما أفرزه هذا المشهد من تقاربات أو تحالفات سياسية جديدة خاصة ما بين بعض الدول العربية المتزعمة للتيار السني خاصة (مصر والسعودية) مع تركيا، التي لعبت وما تزال دور القوة الموازنة لإيران في المنطقة<ref name="opendemocracy.net"/> 3-عدم التأكد الإيراني من إمكانية بقاء المعادلة السياسية في العراق علي النحو الذي هي عليه الآن، والذي تسيطر فيه القوى الشيعة علي النظام السياسي العراقي، حيث كشفت الأزمة السياسية الدائرة منذ ما يقرب من العام عن احتمال حدوث تغير ممكن في النظام السياسي العراقي في حال نجاح قوي المعارضة في سحب الثقة من المالكي أو نجاحها في الانتخابات القادمة، وما يتبع ذلك من تداعيات علي نفوذ إيران في العراق، حيث أن بقاء قدر كبير من النفوذ الإيراني في العراق وخاصة علي مستوي النظام السياسي وعلي مستوي الاجهزة الامنية والجيش، مرهوناً بقدرة المالكي وحزب الدعوة علي تجاوز أزمته الحالية 4-تنامي الاتجاهات الدولية تجاه عزل إيران والضغط عليها ومنعها من الوصول للعتبة النووية، خاصة وأن الولايات المتحدة وإسرائيل يعتبرون ذلك خطاً أحمر ينبغي لإيران عدم تجاوزه، علاوة علي التقاطع الواضح بين المصالح الإيرانية في المنطقة ومصالح الولايات المتحدة، ما يعني إمكانية حدوث مواجهه علي هذا المستوي مع النفوذ الإيراني في المنطقة بشكل عام، بما سينعكس علي نفوذها في العراق علي نحو خاص<ref>Abdullah Toukan and Anthony H. Cordesman, “Options in Dealing with Iran’s Nuclear Program”, March 2010, center for international and strategic studies</ref> 5-احتمال حدوث تغيرات في طبيعة العلاقة القائمة حالياً بين المالكي وإيران والتي هي مرتكز الاختراق الإيراني للعراق، علي خلفية اختلاف محتمل لمواقف الطرفين ازاء إدارة الشأن الداخلي العراقي أو ازاء التعامل مع بعض القضايا الإقليمية، ونشير الي تصريح نوري المالكي في 13 يناير 2010 في تعليق له علي احتلال إيران للبئر الرابعة في حقل الفكة النفطي في شرق نيسان الذي قال فيه " أن ما اقدمت عليه إيران قد خرب جهود سبعة أعوام من البناء"، خاصة في ضوء حالة الرفض الشعبي العراقي لبعض التعديات السافرة علي العراق 6-ما وفره الانسحاب الأمريكي من العراق 2011، من حرية حركة لبعض القوي الإقليمية لمنافسة الوجود والنفوذ الإيراني في العراق، حيث أنه حدث تغير في الموقف السعودي الرسمي من العراق - الذي التزم فيه الملك عبد الله للرئيس الأمريكي السابق بوش بعدم التدخل في الشأن العراقي لدعم العشائر والشخصيات السنية بالمال والسلاح لمجابهة النفوذ الإيراني المتمادي، واقتصر دول المملكة أثناء فترة الاحتلال علي سياسة تخفيف الاحتقان بين السنه والشيعة في العراق والسعي لعقد مصالحة بين الجانبين- وهو الامر الذي نتج عنه توجه سعودي نحو الانخراط بشكل مباشر في الشأن العراقي من خلال الاتصال السعودي ببعض الشخصيات السنية ومن ضمنهم شخصيات بعثية وتقديم الدعم السياسي والمادي لهم، وإن كان هذا الدور السعودي في العراق ورغم أهميته كعنصر داعم للعشائر السنية، إلا أنه يظل مكبلاً بعدد من العوائق، قد يكون أهمها خشية السعودية من أن تؤدي سياساتها في العراق الي مواجهه مباشرة بينها وبين إيران وما لذلك من خطورة علي أمن المملكة علاوة علي وجود ثغرات للأمن القومي السعودي خاصة في اليمن وفي البحرين قد تستغلهما إيران للتأثير علي الموقف السعودي، وإن يظل الالتزام الأمريكي بحماية أمن الخليج عنصر داعم للسعودية في ممارسة أي سياسة اقليمية طالما لم تتعارض مع المصالح الأمريكية، خاصة وأن دوائر صنع القرار الاميركية قد اشارت علي الإدارة الأمريكية بتغيير استراتيجيتها حيال بعض الصراعات في العالم والابتعاد عن محاولة السيطرة علي الاحداث في كل مكان واختيار سياسة الاهمال الحذر التي تعني ترك الصراعات الاقليمية لتحل نفسها بنفسها والسماح للحلفاء وللقوي الاقليمية والأكثر تأثراً للمشكلة بالتصدي لها ويظل الموقف الأمريكي مراقباً للوضع ولا يتدخل في الصراع الا عندما تقتضي المصلحة الأمريكية وقد وضح هذا في الموقف الأمريكي من الثورة الليبية<ref>Marc Lynch,” U.S. Policy Toward Iran in a Changing Middle East”, June 2 0 1 1, center for a new American security</ref> 7-إن المحاولات الإيراني لخلق واستنساخ نموذج حزب الله اللبناني في العراق ليس بالأمر السهل كما أنه صعب التحقق، في ظل اختلاف البيئة السياسية العراقية عن البيئة السياسية في لبنان، حيث ظلت لبنان لعقود دولة ضعيفة تحكم بقيادات طائفية وبتنظيمات فئوية بدلاً من الحكومة الفيدرالية، الأمر الذي مكن إيران من تحويل حزب الله ليكون دولة داخل دولة، وهو الأمر الذي يصعب تكراره في الحالة العراقية التي تختلف كلية عن الحالة اللبنانية، فالعراق لم يشهد هذه الحالة من الانقسام الطائفي إلا بعد الاحتلال الأمريكي، إلا انه ورغم كل التحديات التي تواجهه ما زال دولة قوية وفقاً لمعطيات القوة الشاملة<ref>Steven Heydemann, “Iran’s Alternative Allies”, in Robin Wright (ed.), The Iran Primer, 2011 p. 195</ref> 8-صعوبة ضمان استمرار إيران في استخدام الاحزاب والكتل الشيعية الموجودة في العراق في تحقيق أجندتها، نظراً لوجود اختلافات حقيقة بين الاطراف الشيعية ويتضح ذلك في الخلاف بين المجلس الأعلى وحزب الدعوة وكذلك التحول الذي حدث في موقف التيار الصدري من حزب الدعوة الذي تحول من علاقات وثيقة الي صراع ضد الحزب مع تولية نوري المالكي رئاسة الوزراء ( معارك البصرة بين الصدريين والقوات الحكومية في صيف 2006)، علاوة علي أن معظم الجماعات الشيعية الموجودة في العراق تفتقر الي مستوي الانضباط والتنظيم الذي تميز به حزب الله في لبنان، علاوة علي أن العدد الكبير لهذه الميلشيات قد يخلق خلافات في أساليب العمل ويُصعب من فرص توحدها حول الخط العام للمصالح الإيرانية<ref>Charlotte McDonald-Gibson, ‘‘Iraq Repairs Saddam’s Triumphal Sword Arch,’’ The Independent, February 7, 2011, http://www.independent.co.uk/news/world/middle-east/ iraq-repairs-saddams-triumphal-sword-arch-2206361.html</ref> 9-افتقاد إيران الي عناصر جذب سياسية أو اقتصادية أو ثقافية يمكن أن تمثل عنصر مساعد لتنفيذ المشروع الإيراني في المنطقة بشكل عام وفي العراق علي نحو خاص، وإدراك معظم القوي السياسية العراقية - بخلاف المكون الشيعي- لحقيقة النوايا الإيرانية وحقيقة استهدافها لوحدة العراق واستقراره 10-تنامى رفض شعبي عراقي لهذا النفوذ الإيراني، وقد وضح ذلك من عدد من المؤشرات منها قيام حملة في أربيل لمقاطعة البضائع الإيرانية على خلفية منع تدفق مياه نهر الوند، وقيام بعض أعضاء برلمان كردستان بمطالبة الحكومة المركزية بالطلب من إيران دفع تعويضات للمتضررين من القصف الإيراني لمواقع " حزب الحرية الكردي" في كردستان العراق، وكذلك تحدِّي المقيمين في بغداد نمط الحياة الإيرانية التي يسعى المتشددون إلى زرعها عنوة في المدينة من خلال فرض زى معين، ومنع الأهالي من ممارسة حياتهم العادية، علاوة على أن انتقاد النفوذ الإيراني في العراق لا يقتصر على المدنيين فقط، لكنه يمتد أيضًا إلى بعض رجال الدين المعممين، وقد جرت محاولات إسكات الأصوات الناقدة كما حدث مع استهداف رجل الدين الشيعي إياد جمال الدين، وهو ما يعنى أنه بينما تمضي إيران في تعزيز نفوذها في العراق على السطح فإن عوامل تآكل هذا الدور آخذة في التراكم، وهذا معناه أن فصلاً جديدًا في تاريخ العراق سوف يبدأ لكن بعد حين<ref>Decrease of Iranian supplies to Iraqi Kurdistan,’’ BBC Persia, October 1, 2011 http://www.bbc.co.uk/persian/iran/2011/10/111001_l78_ir_krg_trade.shtm</ref> == الموقف الإيراني وشيعة العراق من التقسيم والانسحاب == منذ اليوم الأول الذي إحتلت فيه القوات الأمريكية العراق في عام 2003 كانت المعلومات والتحليلات الأمريكية تتفق على أن القوات الأمريكية لن تترك العراق حتى لو جاء الموعد المحدد لإنسحابها في عام 2011، وأنها يمكن أن تختفي من خطوط المواجهة الرئيسية في المدن وتحتفظ بمواقع في قواعد خلفية. لكن أوباما قرر سحب قواته بسبب تطورات في أوضاع دولية لم تكن محسوبة وقت غزو العراق ودفعت إلى هذا التغير<ref>شريف الغمري "خفايا الانسحاب الامريكي من العراق ". الاهرام الرقمي . يناير 2012 http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=766757&eid=461</ref> يمكن القول إن الانسحاب العسكري الأمريكي من العراق يدشن بداية مرحلة جديدة من تاريخ العراق، سياسيا وأمنيا واقتصاديا، ويضع منطقة الشرق الأوسط برمتها علي المحك السياسي، بما تحملها هذه المرحلة من تحديات وفرص للعراق كدولة وللمنطقة ككل، بل يضع منظومة الأمن في العالم أجمع في اختبار جديد، الأمر الذي يدعو إلي تأكيد أن بناء النظم، سياسيا وأمنيا، لابد أن يكون مرتكزا علي بنية الدولة ذاتها، بعيدا عن محاولات فرض النظم المستوردة، أو علي الأقل المهجنة من الخارج.<ref>السياسة الدولية . 1 يناير 2012 احمد السيد تركي " اعراض ما بعد الاحتلال: التداعيات السياسية والأمنية للانسحاب الامريكي من العراق</ref> === التحديات امام العراق === ان الانسحاب الأمريكي من العراق لم يكن بالامر الهين فلقد ترك 4 تحديات تواجه الدولة العراقية<ref>جوست هيلترمون "ما وراء الانسحاب الامريكي من العراق " القدس العربية .ديسمبر 2012 http://www.crisisgroup.org/en/regions/middle-east-north-africa/iraq-iran-gulf/iraq/op-eds/beyond-us-withdrawal.aspx</ref> يرجع '''التحدي الأول''' إلى القرار الإستراتيجي النافذ منذ انتخابات عام 2005 بتشكيل حكومة ائتلافية واسعة لطمأنة جميع الأطراف الرئيسية بأن لديهم كرسي على طاولة المفاوضات فضلاً عن أنهم سيكتسبون صوتاً، ما سيجعل عملية صياغة السياسات واتخاذ القرارات شديدة الصعوبة، ونتيجة لذلك فإن سجل العراق في الإدارة كان سيئاً للغاية. وفي حين تم بالفعل تجنب صراعات كبرى، إلا أن حكومة المالكي ستواجه شكوكاً متعاظمة من قبل المواطنين إذا لم يتم تحسين تقديم الخدمات، وخصوصاً مع ارتفاع عائدات النفط. ونظراً إلى أنهم يرون للفساد المستشري، فإن العراقيين سيضعون الحكومة تحت مطرقة المساءلة، وشهدنا بالفعل علامات على ذلك على شكل احتجاجات شعبية متقطعة جاءت كصدى للربيع العربي في العراق<ref name="مرجع سابق"/> '''ثانياً'''، ورغم الوجود الرسمي للوحدة الوطنية إلا أن النظام السياسي لا يزال منقسماً على نحو عميق. قد يكون هناك ائتلاف حاكم، ولكن يبدو أن حلفاء المالكي هم كذلك بالاسم فقط، إذ يبدو أنهم أكثر اهتماماً بالإطاحة برئيس الوزراء من العمل معه، لولا افتقارهم لوسيـــلة ناجعة لتحقيق ذلك. يعكس ذلك ما كان عليه الوضع ما قبل الانتخابات البرلمانية لعام 2010، وبالتالي يشير إلى وجود خلل عميق في الجسد السياسي. الأمر الوحيد الذي يمكنه كسر هذا الجمــود السياسي هو الصعود التدريجي، ولكن الحتمي، لفئة جديدة من القادة في المعارضة للأحزاب الموجودة التي يقود معظمها منفيين سابقين<ref name="مرجع سابق"/> '''ثالثاً،''' في حين أن الوضع ظل سلمياً إلى حد كبير منذ عام 2003، إلا أن الصراع بين بغداد وإربيل، أو باللغة الإثنية بين العرب والأكراد، ما زال ينتظر الفرج، كما ثمة توترات تكفي لتصعيد الحوادث المحلية وتحويلها إلى صراع مفتوح. يدور النزاع حول الأرض والسلطة والموارد، واجتمعت هذه الأبعاد الثلاثة في القرار الذي اتخذته مؤخراً شركة إكسون موبِل لتوقيع عقد مع حكومة إقليم كردستان، واعتبرت بغداد ذلك غير قانوني وفقاً للدستور، لاستكشاف قطاعات نفطية تقع ثلاثة منها في الأراضي المتنازع عليها<ref name="مرجع سابق"/> ''أخيراً،'' ما دامت الدولة العراقية ضعيفة فإن قبضة نفوذ القوى الإقليمية كإيران وتركيا ستبقى مطبقة عليها. ومع أن احتمال التدخل المسلح غير وارد على المدى القصير، إلا أن من شأن التنافس على النفوذ والحروب بالوكالة أن تبقيه في حالة عدم استقرار لزمن طويل وتمنعه من استعادة قوته، وتدخله في حلقة مفرغة.<ref name="مرجع سابق"/> === الموقف من تقسيم العراق === وقبل الانسحاب الأمريكي يجب تناول موضوع تقسيم العراق الذي أثير خاصة عقب تبني مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قرار غير ملزم لتقسيم العراق الي 3 اقاليم فيدرالية في 26/9/2007 <ref>شادي محمد " تقسيم العراق .. الصيغ المطروحة وامكانيات التنفيذ " . المركز القومي لدراسات الشرق الاوسط . العدد 39</ref> ما لبث ان اعلنت الولايات المتحدة عن نيتها عن تقسيم العراق حتي بدأت كل القوي في ابداء رأيها علي هذا التقسيم سواء خارجية ام داخلية ==== موقف أهم القوي الخارجية إيران ==== يمكن القول ان الموقف الإيراني يؤيد اقامة فيدرالية في العراق تتبع الخطوط المذهبية والعرقية ولكن لا يؤيد تقسيمه علي هذة الخطوط فأهداف إيران في العراق تتمثل في الاتي: 1-ضمان عدم استخدام العراق كقاعدة للهجوم علي إيران وضمان الا يمثل العراق خطرا مستقبليا علي إيران و ذلك عن طريق ضمان عدم قيام حكومة قوية في بغداد موالية للغرب و معادية لايران تسمح بوجود قواعد أمريكية دائمة علي اراضيها او بروز حكومة شيعية قوية في بغداد تنافس إيران <ref>Geoffery Kemp , Iran &Iraq : The shia connection ,soft power & nuclear factor, United states Institution of peace ,report no.156, November 2005, p.p 2</ref> 2-تسعي إيران الي تكون قوة اقليمية مهيمنة اذ طالما كان لايران مشروعها الاقليمي تجاه الوطن العربي فمنذ قيام الثورة الإيرانية كان حلم اية الله روح الله الخميني هو تصدير الثورة الإسلامية لبقية العالم الإسلامي وقد حاولت إيران خلال عقد الثمانينيات مساعدة العناصر الثورية في كل من العراق و السعودية و الكويت و البحرين ولبنان من اجل تحقيق ذلك الهدف <ref>Kenneth Pollak , Bringing Iran to the Baraging table , Current History Journal , Publication no.0011-3530, November 2006 , p 367</ref> و قد ارتأت إيران ان السبيل الوحيد لتحقيق هذين الهدفين هو دعم الفيدرالية في العراق وذلك من خلال دعمها للاحزاب الموالية لها و بخاصة المجلس الأعلى الإسلامي والذي انشأته إيران خلال الحرب العراقية الإيرانية فقد قامت إيران بتأييد عبد العزيز الحكيم في دعوته لاقامة فيدرالية شيعية في العراق حيث صرح وزير الخارجية الإيراني مونشهر متقي ."ان إيران قد تفضل خلق دولة فيدرالية في العراق<ref name="شادي محمد . مرجع سابق">شادي محمد . مرجع سابق</ref> و بعد ذلك استمرت مساعي الحكيم لتطبيق الفيدرالية في العراق وذلك من خلال الدفع بقانون تكوين الاقاليم في العراق و الذي يحدد اليات تشكيل مناطق فيدرالية في العراق وقد تم تمرير هذا القانون علي الرغم من معاارضة السنة و بعض الشيعة <ref>البرلمان العراقي يقر قانون الفيدرالية . اسلام اون لاين . 11 نوفمبر 2006</ref> و بمراجعة نصوص هذا القانون نجد ان المادة التاسعه منه تنص علي " انه في حالة عدم نجاح الاستفتاء يجوز اعادته بعد مرور سنه من تاريخ اعلان النتيجة و باتباع الاجراءات ذاتها" ومن ثم فان هناك اصرار علي تحويل جنوب العراق الي فيدرالية فاذا اخذنا في الاعتبار كذلك ان ميليشيات بدر المدربة و المدعومة ماديا من إيران و التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية فضلا عن المليشيات التي اخترقتها إيران والتي كانت تتبع جيش المهدي هي المسئولة عن العنف الطائفي ضد السنة و ما يترتب علي هذا العنف من نزوح سني من المناطق الشيعية و تكوين مناطق سنية لاتسكنها الشيعة و تكوين مناطق شيعية لاتقطنها السنة فاكتشفنا ان هذة العمليات تؤدي الي دعم خلق فيدرالية علي اسس طائفية <ref>شادي محمد . مرجع سابق ص 55</ref> و علي الرغم من تأييد إيران و مصلحتها في اقامة فيدرالية في جنوب ووسط العراق تهيمن عليها اقتصاديا و سياسيا فانه في حالة تقسيم العراق فان ضررا قد يعود عليها اذ ان تقسيم العراق سيفضي الي قيام دولة كردية في شمال العراق قد تساعد علي زيادة الرغبة الانفصالية لدي اكراد إيران الذين يمثلون 10% من عدد السكان البالغ عددهم حوالي 69 مليون نسمة <ref>خليل العناني . " النفوذ الايراني في العراق " . السياسة الدولية . العدد 165 . يوليو 2006. ص 107</ref> و خاصة في ظل تزايد التوتر في المناطق الكردية الإيرانية و حشد الجيش الإيراني قوته ضد حزب الحياة الكردي الإيراني <ref>شادي محمد . مرجع سابق ص 56</ref> ولذلك فان إيران لن تدفع باتجاه تقسيم العراق ومن ثم فان موقف إيران الرسمي قد اعلن رفض تقسيم العراق وذلك علي لسان الناطق باسم الوزارة محمد علي حسيني اذ اعتبر ان تصويت الشيوخ الأمريكي علي القرار يشكل " خطأ جديد ترتكبه الولايات المتحدة و اضاف ان " هذا التصويت تدخل واضح من الولايات المتحدة في شئون العراق الداخلية و هو مخالف لوحدة هذا البلد و سلامة اراضيه "<ref name="شادي محمد . مرجع سابق"/> و لهذا يمكن القول ان إيران لا ترغب في تقسيم العراق و انما اقامة كونفدرالية عراقية ضعيفة تقوم علي اسس دينية و عرقية تهيمن فيها علي الجنوب العراقي تماما و تضبط التطورات في الشمال الكردي ==== المواقف الداخلية ==== '''الموقف الشيعي من التقسيم''' : ا) الائتلاف العراقي الموحد : يمكن القول ان الموقف المعلن هو رفض تقسيم غير الملزم لمجلس الشيوخ و ذلك كما جاء علي لسان عمار الحكيم نائب رئيس المجلس الأعلى الإسلامي. فقد اكد ان مشروع المجلس لانشاء اقليم فيدرالي في الوسط و الجنوب لا يتطابق مع قرار مجلس الشيوخ القاضي بانشاء اقليمين شيعي و سني مع ابقاء بغداد منطقة مستقلة فضلا عن اقليم مردستان القائم بالفعل . و قضي الحكيم " الإشارة الي موضوع التقسيم هي قضية مرفوضة من الكثير من القوي و نحن من ضمنها وذلك جاء لينظر علي قضية الاقاليم علي خلفيات طائفية و اثنية و هي الاخري مسأله مرفوضة من ناحيتنا . نحن نعتقد ان النظام القيدرالي يمثل حقيقة دستورية مفروضة و تم حسمها بارادة الشعب العراقي و التصويت علي الدستور و لابد من الرجوع الي الشعب العراقي في اصل اقامة هذة الاقاليم و في حجمها و لابد ان يكون ذلك علي اساس جغرافي و ليس طائفيا " و نفي ان يكون المجلس الأعلى قد قام باي تنسيق مع مجلس الشيوخ حول القرار المذكور<ref name="شادي محمد . مرجع سابق ص 57">شادي محمد . مرجع سابق ص 57</ref> غير انه يلاحظ ان محاولة انكار المجلس الأعلى الإسلامي اي علاقة بين مشروعه لفيدرالية الجنوب و الوسط و القرار غير الملزم لمجلس الشيوخ لا تستند الي حجة قوية ذلك ان قرار مجلس الشيوخ يقوم علي اساس اقامة اقامة اقاليم فيدرالية علي اسس طائفية . و يقوم مشروع المجلس الأعلى الإسلامي علي نفس الاسس اذ يسعي الس ضم التسع اقاليم الشيعية في الجنوب و الوسط معا في اقليم فيدرالي . فضلا عن دعوة عمار الحكيم لعشائر الانبار لاقامة اقليم فيدرالي سني خاص بهم . بالاضافة لدور المجلس في اقرار قانون تكوين الاقاليم الفيدرالية علي نجو ما سبق الإشارة اليه <ref name="شادي محمد . مرجع سابق"/> و من ثم يتضح لنا ان المجلس من القوي المؤيدة لقرار الكونجرس و ان رفضه علنا . ب) التيار الصدري : اعلن التيار الصدري رفضه لقرار التقسيم حيث صرح عضو المكتب الاعلامي لمكتب الصدر . عصام الموسوي " نرفض هذا القرار جملة و تفصيلا كونه لايعبر عن تطلعات شعبنا العراقي العراقي بكافة فئاته . و طالب "الحكومة العراقية باعلان رفضها للمشروع و اتخاذ موقف واضح في هذا الشأن وادانته بصورة رسمية " . كما اعتبر القرار " تدخلا مرفوضا و سافرا في شئون العراق الداخلية <ref>[http://wwwalwatan.com/printit.asp?news=outstate&tdate=20070930. 502 Bad Gateway<!-- عنوان مولد بالبوت -->]</ref> وكان قد سبق للتيار الصدري ان قاطع جلسات مجلس النواب حين تم مناقشة موضوع الاقاليم الفيدرالية كما قاطع جلسات التصويت علي هذا القرار <ref name="شادي محمد . مرجع سابق ص 57"/> كما يعارض الطرح الفيدرالي للحكيم و يأتي هذا الموقف نظرا للتوجه العربي للتيار المذكور فضلا عن تركز انصاره في مدينة الصدر ببغداد<ref name="شادي محمد . مرجع سابق"/> ج) حزب الفضيلة : كان الحزب من الاحزاب الرافضة لتقسيم العراق حيث كان من الكتل التي وقعت علي بيان الكتل السياسية التي اعلنت رفضها لقرار التقسيم <ref>مرجع سابق ص 58</ref> و قاطع جلسة التصويت علي مشروع قانون تشكيل الاقاليم . كما يناوئ توجهات الحكيم الرامية الي اقامة اقليم شيعي يضم المحافظات التتسع العراقية الجنوبية <ref>http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&issue=387104&issue=10181</ref> د) القائمة العراقية : أدانت القائمة العراقية قرار الكونجرس الأمريكي الداعي الي تقسيم العراق بل واضافت بأن "مشروع بايدن " حول تقسيم العراق الي اقاليم فيدرالية ينسجم مع مشروع المجلس الأعلى الإسلامي حول الفيدرالية . وقد جاء هذا الموقف من قبل القائمة العراقية علي الرغم من تصويت عددا من المنتمين لها لصالح مشروع قانون الاقاليم الفيدرالية وذلك بالمخالفة لاوامر اياد علوي – رئيس القائمة العراقية- الذي كان قد دعا النواب التابعين لقائمته بعدم التصويت لصالح مشروع القرار <ref name="مرجع سابق"/> وبذلك نري ان قرار التقسيم كان مفروض من كلا من إيران و شيعة العراق و لعب كلا منهما دورا في منع تقسيم العراق و لكن دعوا الي ان تصبح العراق دولة فيدرالية ==== معوقات التقسيم ==== ولكن عند تناول موضوع تقسيم العراق يجب ان نتناول معوقات هذا التقسيم التي أدت الي فشل هذا المشروع الأمريكي : '''اولا : وجود رأي عام قوي رافض للتقسيم''' تظهر معظم استطلاعات الرأي ان معظم العرب الشيعة لايؤيدون تقسيم البلاد او اي فيدرالية تقسيمية حيث ان معظم الشيعة ينظرون الي انفسهم كقوميين و لايقبلون بالممارسات الدينية المتطرفة التي تقوم بها الاحزاب الشيعية كما تشير استطلاعات الرأي كذلك الي ان معظم العراقيين ينظرون الي انفسهم علي انهم عراقيين او مسلمين وليس عرب سنة او شيعة ويعد الاكراد الاستثناء من ذلك غير ان استطلاعات الرأي لاتسأل الاكراد ما هي الاراضي التي يرغبون في الاستقلال بها واذا ما كانوا سيفضلوا الانفصال بدون كركوك ام لا<ref>Anthony H.Cordesman, Pandora’s box: Iraqi Federalism , Separation, “Hard” Partitioning and US policy , Center for Strategic and International Studies , October 26 2007, p 4.</ref> '''ثانيا : المناطق المختلطة و القبائل العربية متعددة الانتماء الطائفي و الزواج المختلط''' لا توجد في العراق خطوط ديموغرافية متجانسة بشكل كامل يمكن علي اساسها اجراء التقسيم بين سنة و شيعة و اكراد فهناك العديد من المحافظات المختلطة سواء بين الشيعة و السنة كما في حالة محافظة بغداد و بابل و البصرة و العمارة و الناصرية وواسط وصلاح الدين او الاكراد و السنة كما هو الحال في محافظة كركوك او الاكراد و الشيعة و السنة كما هو الحال في محافظة ديالي . كما ان التركمان ينتشرون في العديد من المناطق مثل تلعفر و كروكوك وغيرها . فضلا عن وجود أقليات في الاقاليم المختلفة وزيجات مختلطة بحيث لا يكون الوسط سني خالص و لا الجنوب شيعي خالص و لا الشمال كردي خالص بالاضافة الي ان معظم القبائل الربية في العراق متعددة الانتماء الطائفي حيث ان هناك العديد من القبائل التي ينقسم المنتمين اليها الي الطائفتين ( سنة و شيعة ) و أهم هذة القبائل هي شمر و الجبور و الدليم و الزبيدة و العزة و بني زيد و الحسني و الاسدي و عنزة و العبيد و البو دراج و بني تميم و البو عامر و غيرهم <ref>وليد الزبيدي " عوامل كبح حرب العراق الطائفية " الجزيرة نت http://www.aljazeera.net/NR/exeres/4D171D5B-4872-4486-803C-C530D391B5E7.html</ref> . كما ان الشيعة ليسوا عربا فحسب بل فيهم الاكراد الفيالي و كذلك علي الرغم من ان غالبية التركمان من السنة الا ان هناك جزء منهم شيعي و فضلا عن ذلك فان بغداد لا يزال بها شيعة و سنة فضلا عن الاكراد كما ان المحافظات الشيعية الجنوبية لا تزال تضم أقليات سنية علي الرغم من عمليات التطهير العرقي<ref>عبد الحسين شعبان " المشهد العراقي بعد عامين من الاحتلال : الاحتقان الطائفي و التوتر الاثني الي اين ؟" الجزيرة نت</ref> '''ثالثا : قضية اقتسام مرافق البنية التحتية و تصدير البترول''' ان نظام الطرق و نظام الكة الحديد و محطات الكهرباء و نظام الري و المياه تعد كلها من الامور التي يصعب تقسيمها وفقا للخطوط الطائفية و العرقية كما ان تطور البلاد اقتصاديا سوف يسير علي وتيرة أفضل لو ظلت العراق دولة موحدة بدون قيود الفيدرالية و علي الرغم من ان حكومة اقليم كردستان وضعت خطة لزيادة قدرتها علي انتاج الطاقة الا انه من المتوقع ان تظل معتمدة علي الواردات من تركيا و سوريا و إيران و العراق حتي عام 2015 كما انه لا يوجد منفذ امام اقليم الشمال لتصدير النفط الذي يشكل المصدر الوحيد للعملة الصعبة سوي عن طريق تركيا او عن طريق مواني الجنوب <ref>Anthony H.Cordesman, ob.cit.,p.p.29</ref> == الخاتمة == ان الغزو الأمريكي قد أتاح فرصة لتمكين الأحزاب السياسية الشيعية والسيطرة على السلطة، مما أثر على النفوذ الإيراني في العراق فقد كان لإيران النصيب الأكبر نظرًا لولاء الشيعة وأحزابهم السياسية الذي حظت به، بينما لم يعد للولايات المتحدة نصيبًا في العراق إلا عدد محدود من الليبراليين والوطنيين. امتلكت إيران بعض الادوات داخل العراق، وتمكنت من خلالها دعم جهودها الرامية لمنع صعود القوميين والبعثيين السابقين إلي قمة السياسات العراقية، والإبقاء علي نفوذها علي أي حكومة جديدة يقودها الشيعة، وذلك من خلال الجماعات الخاصة التي شكلتها إيران داخل العراق كميلشيات عسكرية وشبه عسكرية مثل منظمة بدر وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وكتائب اليوم الموعود وغيرها، وهذه الجماعات كانت من بين المستفيدين من الانسحاب الأمريكي للعراق الذي أدي الي تراجع قدرة القوات العراقية علي التعامل مع التهديد الذي تشكله هذه الجماعات الخاصة، ووضع إيران كذلك لسياسات بديلة للتعامل مع هذه الميليشيات المختلفة من خلال سياسة العصا والجزرة والمتمثلة في امتلاك أدوات التأثير علي توجهات هذه التنظيمات من خلال الدعم المالي والفني. وظهر جليا النفوذ الإيراني بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما جعل البعض يرى أن العراق قد وقعت تحت الاحتلال الإيراني بعد الانسحاب الأمريكي . فايران استخدمت نفوذها لتقوية نفوذ الشيعة في العراق حتي تضمن ولائهم لها. في ختام الدراسة نري إيران و مدي سيطرتها علي ربوع العراق مستخدمة في ذلك طائفة الشيعة وعن طريق السيطرة علي العراق بدأت إيران تتسرب الي باقي الوطن العربي و بقوة لتلعب الدور الاقليمي الأكبر في الشرق الأوسط . == مراجع == {{مراجع}} {{شريط بوابات|الوطن العربي|إيران}} [[تصنيف:مصطلحات سياسية]]'
فرق موحد للتغييرات المصنوعة بواسطة التعديل (edit_diff)
'@@ -3,11 +3,11 @@ {{بحث أصلي}} -'''المد الإيراني''' مصطلح سياسي ظهر فعلياً إلى حيز الوجود بعد [[الثورة الإيرانية الإسلامية|الثورة الإيرانية]] عام 1979. تميزت هذه الثورة بوصول رجال الدين المحافظين إلى السلطة في [[إيران]] وإزالة [[نظام الشاه]]. اتبع القادمون الجدد بعد توليهم السلطة سياسة تصدير الثورة إلى خارج حدود الدولة الإيرانية عن طريق استنهاض الروح الطائفية عند شيعة [[العراق]] و[[البحرين]] بالإضافة إلى الأقليات الشيعية في باقي [[دول الخليج العربي]] و[[اليمن]] والترويج إلى فكرة أن الطائفة هي الأساس وليس القومية التي يتبعونها والدعوة إلى [[ولاية الفقيه]] وحفز ولائهم لإيران بطريقة غير مباشرة وهي كون إيران الدولة الإسلامية الشيعية الوحيدة والاستفادة من التضييق والاضطهاد الذي يتعرض له الشيعة في عدة دول عربية. +'''المد الإيراني''' مصطلح سياسي ظهر فعلياً إلى حيز الوجود بعد [[الثورة الإيرانية الإسلامية|الثورة الإيرانية]] عام 1979. تميزت هذه الثورة بوصول رجال الدين المحافظين إلى السلطة في [[إيران]] وإزالة [[محمد رضا بهلوي|نظام الشاه]]. اتبع القادمون الجدد بعد توليهم السلطة سياسة [[تصدير الثورة]] إلى خارج حدود [[إيران|الدولة الإيرانية]] عن طريق استنهاض الروح الطائفية عند شيعة [[العراق]] و[[البحرين]] بالإضافة إلى الأقليات الشيعية في باقي [[دول الخليج العربي]] و[[اليمن]] والترويج إلى فكرة أن الطائفة هي الأساس وليس القومية التي يتبعونها والدعوة إلى [[ولاية الفقيه]] وحفز ولائهم لإيران بطريقة غير مباشرة وهي كون إيران الدولة الإسلامية الشيعية الوحيدة والاستفادة من التضييق والاضطهاد الذي يتعرض له الشيعة في عدة دول عربية. == جذور المد الإيراني == -بدأ النظام الإيراني نشاطة الذي اطلق عليه تعبير "تصدير الثورة" بتشكيل خلايا داخل تلك الدول لإحداث البلبلة فيها والاستفادة من البعد الطائفي ما أمكن لتحقيق المرامي السياسية والذي يصفه البعض بإحياء أمجاد الدولة الصفوية المبنية أساساً التفوق العرقي الفارسي على العربية. كانت الحرب الإيرانية العرقية واحدة من أهم نتائج تصدير الثورة والتي اعتبرها العراق تخريبا خطيرا لبنيته الاجتماعية لما في المد الإيراني من بعد طائفي خطير اظهر إلى على السطح ظواهر لم تعرفها المجتمعات العربية قبلاً كتعبير السني والشيعي وانتشار أفكار دينية جديدة ذات طابع قومي فارسي حتى لدى الشيعة العرب. لم يكن للمد الإيراني اثر قوي في عهد الرئيس العراقي صدام حسين حيث أن عراق صدام شكلت عملياً جداراً قوياً في طريق هذا المد، إلا أن هذا لم يمنع إيران من الوصول إلى مناطق داخل العمق العربي عن طريق إنشاء ما يسمى حزب الله في لبنان وسيطرة مريديها على سياسة هذا الحزب وبروز الخلل الطائفي بين المسلمين في لبنان بعد أن كانت معدومة تماماً، واستمرت أيضاً في دعم أحزاباً شيعية بحته تنادي بسيادة الطائفة الشيعية كحزب الدعوة في العراق، بالإضافة إلى إثارة القلاقل لطائفية داخل البحرين والكويت. أن هذا النشاط ظل محدوداً حتى العام 1990 الذي تعرض فيه العراق إلى حملة عسكرية أمريكية ضخمة أثرت على البنية العسكرية العراقية بشكل كبير، ثم فرض حصار اقتصادي شديد اضعف من قدرات العراق في مواجهة المد الإيراني. استغلت الولايات المتحدة في سياستها البعد الطائفي لدى شيعة العراق لتقويض النظام العراقي ورفع مستوى التعاون مع إيران لتحقيق مشروعها بعزل العراق وتغير النظام السياسي. ومما لا شك فيه أن التدخل العسكري الإيراني عام 1991 لصالح القوات الأمريكية في العراق والذي كان عن طريق إقحام عشرات الألوف من المليشيا المسماة بقوات بدر إلى لعراق قد اثر على سلامة الأمن العراقي تأثيراً شديدا وزاد من التوتر الطائفية وخصوصاً بعد ردة الفعل العنيفة للجيش العراقي لإخماد الفوضى التي سببتها قوات بدر. استعانة الولايات المتحدة بالنفوذ الإيراني الطائفي أيضاً في أفغانستان عام 2001. وتوج التعاون الأمريكي الإيراني عندما قامت الولايات المتحدة وبريطانيا بغزو العراق وإسقاط النظام السياسي العراقي القائم حيث كانت الولايات المتحدة قد جندت البعد الطائفي مستغلة النفوذ الإيراني على الطائفة الشيعية والتي تعاونت مع أمريكا وحليفته بريطانيا حتى بعد الاحتلال وسقوط بغداد وذلك بوضع النظام السياسي الجديد ولإطفاء الشرعية على الاحتلال بحكم أنهم عراقيين. جلب الاحتلال أمريكي نظاما شيعيا موالياً بالكامل لإيران حيث بدأت أعمال تصفية واسعة للطائفة السنية من أركان الدولة العراقية، فبدأت إيران بتشكيل مليشيا موالية لها وخلق زعامات ومرجعيات قادت هذه المليشيا لتصفية وإقصاء السنة وتفريغ مناطق واسعة وخصوصاً في بغداد من الوجود السني عن طريق القتل على الهوية وتدمير المنازل والتهجير القصري كمثل جيش المهدي وفيلق بدر وقوات المغاوير في وزارة الداخلية التي كان يشرف عليها بيان جبر صولاغ. وتدعم إيران وبقوة فكرة تقسيم العراق لفديراليات كنواة لانفال كلي بحيث يصبح الجنوب العراقي شبة دول شيعية سيكون لإيران فيها السيادة الحقيقية. +بدأ النظام الإيراني نشاطة الذي أطلق عليه تعبير "[[تصدير الثورة]]" بتشكيل خلايا داخل تلك الدول لإحداث البلبلة فيها والاستفادة من البعد الطائفي ما أمكن لتحقيق المرامي السياسية والذي يصفه البعض بإحياء أمجاد [[الدولة الصفوية]] المبنية أساساً التفوق العرقي الفارسي على العربي. كانت [[حرب الخليج الأولى|الحرب الإيرانية العرقية]] واحدة من أهم نتائج تصدير الثورة والتي اعتبرها [[العراق إبان حكم حزب البعث|العراق]] تخريبا خطيرا لبنيته الاجتماعية لما في المد الإيراني من بعد طائفي خطير أظهر إلى على السطح ظواهر لم تعرفها المجتمعات العربية قبلاً، كتعبير السني والشيعي وانتشار أفكار دينية جديدة ذات طابع قومي فارسي حتى لدى الشيعة العرب. لم يكن للمد الإيراني أثر قوي في عهد الرئيس العراقي صدام حسين حيث أن [[العراق إبان حكم حزب البعث|عراق صدام]] شكلت عملياً جداراً قوياً في طريق هذا المد، إلا أن هذا لم يمنع إيران من الوصول إلى مناطق داخل العمق العربي عن طريق إنشاء ما يسمى [[حزب الله]] في لبنان وسيطرة مريديها على سياسة هذا الحزب وبروز الخلل الطائفي بين المسلمين في لبنان بعد أن كانت معدومة تماماً، واستمرت أيضاً في دعم أحزاباً شيعية بحته تنادي بسيادة الطائفة الشيعية [[حزب الدعوة الإسلامية|كحزب الدعوة]] في العراق، و [[حزب الله الحجاز]] في [[السعودية]] والذي يعمل كذراع إيران في [[المنطقة الشرقية (السعودية)|المنطقة الشرقية]]، بالإضافة إلى إثارة القلاقل الطائفية داخل البحرين والكويت. ظل هذا النشاط محدوداً حتى العام 1990 الذي [[الغزو العراقي للكويت|دخل فيه العراق الكويت]] و بدأ [[حرب الخليج الثانية|عملية عاصفة الصحراء]] مما أثر على البنية العسكرية العراقية بشكل كبير، ثم فرض حصار اقتصادي شديد أضعف من قدرات العراق في مواجهة المد الإيراني. استغلت الولايات المتحدة في سياستها البعد الطائفي لدى شيعة العراق لتقويض النظام العراقي ورفع مستوى التعاون مع [[إيران]] لتحقيق مشروعها بعزل العراق وتغير نظامه السياسي. ومما لا شك فيه أن التدخل العسكري الإيراني عام 1991 لصالح القوات الأمريكية في العراق والذي كان عن طريق إقحام عشرات الألوف من المليشيا المسماة بقوات بدر إلى لعراق قد أثر على سلامة الأمن العراقي تأثيراً شديدا وزاد من التوتر الطائفي وخصوصاً بعد ردة الفعل العنيفة للجيش العراقي لإخماد الفوضى التي سببتها قوات بدر. استعانت الولايات المتحدة بالنفوذ الإيراني الطائفي أيضاً في أفغانستان عام 2001. وتوج التعاون الأمريكي الإيراني عندما قامت [[الولايات المتحدة]] و [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] [[غزو العراق|بغزو العراق]] وإسقاط النظام السياسي العراقي القائم حيث كانت الولايات المتحدة قد جندت البعد الطائفي مستغلة النفوذ الإيراني على الطائفة الشيعية والتي تعاونت مع أمريكا وحليفتها بريطانيا حتى بعد الاحتلال و [[سقوط بغداد (2003)|سقوط بغداد]] وذلك بوضع النظام السياسي الجديد ولإضفاء الشرعية على الاحتلال بحكم أنهم عراقيين. جلب الاحتلال أمريكي نظاما شيعيا موالياً بالكامل لإيران حيث بدأت أعمال تصفية واسعة للطائفة السنية من أركان الدولة العراقية، فبدأت إيران بتشكيل مليشيا موالية لها كمليشيا [[الحشد الشعبي]]، وخلق زعامات ومرجعيات قادت هذه المليشيا لتصفية وإقصاء السنة وتفريغ مناطق واسعة وخصوصاً في بغداد من الوجود السني عن طريق القتل على الهوية وتدمير المنازل والتهجير القصري عن طريق [[جيش المهدي]] و<nowiki/>[[منظمة بدر|فيلق بدر]] وقوات المغاوير في وزارة الداخلية التي كان يشرف عليها [[باقر جبر الزبيدي|بيان جبر صولاغ]]. وتدعم إيران وبقوة فكرة تقسيم العراق لفديراليات كنواة لاحتلال كلي بحيث يصبح الجنوب العراقي شبة دول شيعية سيكون لإيران فيها السيادة الحقيقية. -بعد سقوط النظام العراقي وبروز النفوذ الإيراني في العراق امتد اثر ذلك على بقية دول الخليج حيث بدا صوت الشيعة هناك يعلوا لدرجة الدعوة إلى الانفصال في مناطقهم خصوصاً في البحرين والمنطقة الشرقية من السعودية التي تسكنها أقلية شيعية، بالإضافة إلى تزايد نفوذ حزب الله في لبنان والذي بدا وكأنه يمثل ذراعاً لإيران في المنطقة. ومن اشد المظاهر وضوحا للمد الإيراني ظهور أيضاً والذي يشكل ظاهرة خطيرة ما يسمى الفضائيات الشيعية التي لم يكن لها وجود يذكر قبل الاحتلال الأمريكي للعراق. الأمر الذي يوضح حجم هذا النفوذ الإيراني على الطائفة الشيعية. +بعد سقوط النظام العراقي وبروز النفوذ الإيراني في العراق امتد اثر ذلك على بقية دول الخليج العربي حيث بدأ صوت الشيعة هناك يعلوا لدرجة الدعوة إلى الانفصال في مناطقهم خصوصاً في [[البحرين]] والمنطقة الشرقية من السعودية التي تسكنها أقلية شيعية، بالإضافة إلى تزايد نفوذ [[حزب الله]] في [[لبنان]] والذي بدأ وكأنه يمثل ذراعاً لإيران في المنطقة. ومن أشد المظاهر وضوحا للمد الإيراني ظهور ما يسمى الفضائيات الشيعية التي لم يكن لها وجود يذكر قبل الاحتلال الأمريكي للعراق والذي يشكل ظاهرة خطيرة جدا لوحدة الدول العربية وسيادتها. الأمر الذي يوضح حجم هذا النفوذ الإيراني على الطائفة الشيعية. == الاستراتيجية الإيرانية تجاه العراق == @@ -88,15 +88,15 @@ '''-الادوات الاقتصادية''' -بالإضافة إلي الادوات السياسية والامنية التي استخدمتها إيران للنفوذ في العراق، كان هناك اهتماماً موازياً بالاختراق الاقتصادي وإضعاف العراق علي هذا المستوي، وهو الأمر الذي استطاعت إحداثه أو عمله من خلال ما يلي<ref name="د. مروة وحيد . مرجع سابق">د. مروة وحيد . مرجع سابق</ref> +بالإضافة إلى الأدوات السياسية والأمنية التي استخدمتها إيران للنفوذ في العراق، كان هناك اهتماماً موازياً بالاختراق الاقتصادي وإضعاف العراق علي هذا المستوى، وهو الأمر الذي استطاعت إحداثه أو عمله من خلال ما يلي<ref name="د. مروة وحيد . مرجع سابق">د. مروة وحيد . مرجع سابق</ref> -1- شراء الاصول ( صناعية وزراعية وعقارية) وجعلها ملاذاً أو مكاناً للمؤيدين لها يسكنون فيها ويبحثون خلالها علي عمل في هذه الاماكن لتوسيع مناطق السيطرة والنفوذ. +1- شراء الأصول ( صناعية وزراعية وعقارية) وجعلها ملاذاً أو مكاناً للمؤيدين لها يسكنون فيها ويبحثون خلالها على عمل في هذه الأماكن لتوسيع مناطق السيطرة والنفوذ. 2- محاولة إيران تخريب الاقتصاد العراقي حيث أصبح العراق سوقا مفتوحة للبضائع الإيرانية بمختلف أنواعها، مما جعل الاقتصاد العراقي تابعا لإيران تبعية مطلقة، ومعتمداً عليها اعتماداً كلياً، كما شجعت إيران التجار على السفر إلى العراق والاستثمار هناك وخصوصا في المدن المقدسة عند الشيعة ودفع أسعار خيالية للاستحواذ على اقتصاد العراق<ref>Aseel Kami, ‘‘Iran Exports to Iraq to Pass& bn in 2010",25 April 2010 www.reuters.com/article//us-iraq-iran-trade-interview-idUSTR</ref> -3- سرقة النفط العراقي من حقول البصرة - قّدّره تقرير (بيكر-هاملتون) بنصف مليون برميل يوميا- وحقول (مجنون والفكة) التي طردت الكوادر الهندسية النفطية العراقية منها أمام مرأى ومسمع حكومة الإحتلال واستخدامها لطريقة الحفر المائل لسحب النفط من داخل عمق الحدود العراقية التي ادعت إنها آبار مشتركة - يقع بعضها داخل الأراضي العراقية بعمق(10) كم<ref>حسام سويلم . مرجع سابق</ref> +3- سرقة النفط العراقي من حقول البصرة - قّدّره تقرير (بيكر-هاملتون) بنصف مليون برميل يوميا- وحقول (مجنون والفكة) التي طردت الكوادر الهندسية النفطية العراقية منها أمام مرأى ومسمع حكومة الإحتلال واستخدام إيران لطريقة الحفر المائل لسحب النفط من داخل عمق الحدود العراقية التي ادعت أنها آبار مشتركة - يقع بعضها داخل الأراضي العراقية بعمق(10) كم<ref>حسام سويلم . مرجع سابق</ref> -4- كما استغلت إيران وجود عملائها في الحكومات المنشأة في ظل الإحتلال وقضمت المزيد من الأراضي العراقية وبالذات في محافظتي ميسان والبصرة حيث تتواجد الحقول النفطية العراقية الكبرى، وهي تحاول حاليا ضم جزيرة أم الرصاص العراقية الغنية بالنفط +4- كما استغلت إيران وجود عملائها في الحكومات المنشأة في ظل الإحتلال وقضمت المزيد من الأراضي العراقية وبالذات في محافظتي ميسان والبصرة حيث تتواجد الحقول النفطية العراقية الكبرى، وهي تحاول حاليا ضم [[جزيرة أم الرصاص]] العراقية الغنية بالنفط. -5- التركيز علي فكرة التوطين للشيعة الإيرانيين في بعض المناطق المختلطة طائفيا إما من خلال شراء منازل والأراضي أو من خلال تهجير سكانها بالمضايقات الأمنية والاقتصادية من خلال أنصارها داخل الدولة العراقية، بما يساعد علي إحداث خلل في التوازن الديموغرافي لهذه المناطق لصالح الشيعة، حيث أشارت بعض التقارير المرتبطة بهذا الموضوع الي ما تم في عهد حكومة الجعفري من تعهده بإقرار خطة توطين الي ما يقرب من مليوني شيعي إيراني في الاراضي العراقية مثل ما يحدث في مناطق ابي الخصيب والزبير في محافظة البصرة<ref>Anoushiravan Ehteshami, “Iran-Iraq Relations after Saddam,” The Washington Quarterly, August 2003, p.123</ref> +5- التركيز علي فكرة التوطين للشيعة الإيرانيين في بعض المناطق المختلطة طائفيا إما من خلال شراء منازل والأراضي أو من خلال تهجير سكانها بالمضايقات الأمنية والاقتصادية من خلال أنصارها داخل الدولة العراقية، بما يساعد علي إحداث خلل في التوازن الديموغرافي لهذه المناطق لصالح الشيعة، حيث أشارت بعض التقارير المرتبطة بهذا الموضوع الي ما تم في عهد حكومة الجعفري من تعهده بإقرار خطة توطين الي ما يقرب من مليوني شيعي إيراني في الاراضي العراقية مثل ما يحدث في مناطق [[أبو الخصيب]] و [[الزبير (العراق)|الزبير]] في [[محافظة البصرة]].<ref>Anoushiravan Ehteshami, “Iran-Iraq Relations after Saddam,” The Washington Quarterly, August 2003, p.123</ref> '''- الادوات الثقافية والدينية:''' @@ -104,13 +104,13 @@ بجانب الادوات السياسية والاقتصادية كان الجانب الديني والثقافي أحد مجالات الاختراق الإيراني للعراق، وهو الأمر الذي تم من خلال ما يلي<ref>Ishtiaq Ali Mehkri “ Religion and Politics in Iran-Iraq Relations” Pakistan Horizon,Vol. 58, No. 4 (October 2005), pp. 33</ref> : -1- العمل علي تغيير المناهج والمواد الدراسية في العراق، من خلال إعادة كتابة تاريخ الحرب العراقية الإيرانية(من1980م إلى 1988م)، وتم حذف الحقيقة التاريخية التي تقول إن القوات الإيرانية هي التي قامت بقصف المدن العراقية، وقصفت المنشآت الاقتصادية والبواخر الراسية في شط العرب، وأن القوات العراقية قامت بالرد على العدوان يوم 22 سبتمبر1980م، أي بعد 18 يوما من التحركات الفعلية الإيرانية لاحتلال العراق <ref>Anoushiravan Ehteshami, “Iran-Iraq Relations after Saddam,” The Washington Quarterly, August 2003, p. 127</ref> +1- العمل علي تغيير المناهج والمواد الدراسية في العراق، من خلال إعادة كتابة تاريخ [[حرب الخليج الأولى|الحرب العراقية الإيرانية]] (من1980م إلى 1988م)، وتم حذف الحقيقة التاريخية التي تقول إن القوات الإيرانية هي التي قامت بقصف المدن العراقية، وقصفت المنشآت الاقتصادية والبواخر الراسية في شط العرب، وأن القوات العراقية قامت بالرد على العدوان يوم 22 سبتمبر1980م، أي بعد 18 يوما من التحركات الفعلية الإيرانية لاحتلال العراق.<ref>Anoushiravan Ehteshami, “Iran-Iraq Relations after Saddam,” The Washington Quarterly, August 2003, p. 127</ref> -كما تم حذف الفقرات التي وردت في الكتب المقررة السابقة حول دور الفرس في إثارة الفتنة بين المسلمين خلال فترة الخلفاء الراشدين، ودورهم في قتل عمر وعثمان بن عفان -رضي الله عنهم-، وحذف الفقرات التي كانت تتحدث عن الدور البطولي للجيش العراقي في حرب 1948م، وحرب أكتوبر 1973م، كما تم تغيير خارطة العراق وحذف (نهر صدام) و(ميناء البكر) وإلغاء تسمية المحافظات وإعادتها إلى أسماءها القديمة، فأعادوا تسمية القادسية بالديوانية والمثنى بالسماوة وذي قار بالناصرية والتأميم بكركوك ونينوى بالموصل..وهكذا، علاوة علي أن معظم المراكز الثقافية والمكتبات الموجودة في العراق أصبحت تقع تحت النفوذ والسيطرة الإيرانية حتي وصل الامر لقيام وزارة التربية العراقية بمنح عقود طباعة الكتب المدرسية في المطابع الإيرانية<ref>Ishtiaq Ali Mehkri “ Religion and Politics in Iran-Iraq Relations” Pakistan Horizon,Vol. 58, No. 4 (October 2005), pp. 33 http://www.jstor.org/stable/41394115</ref> +كما تم حذف الفقرات التي وردت في الكتب المقررة السابقة حول دور الفرس في إثارة الفتنة بين المسلمين خلال فترة [[الخلفاء الراشدون|الخلفاء الراشدين]]، ودورهم في قتل [[عمر بن الخطاب|عمر]] و<nowiki/>[[عثمان بن عفان]] -رضي الله عنهم-، وحذف الفقرات التي كانت تتحدث عن الدور البطولي للجيش العراقي في حرب 1948م، وحرب أكتوبر 1973م، كما تم تغيير خارطة العراق وحذف (نهر صدام) و(ميناء البكر) وإلغاء تسمية المحافظات وإعادتها إلى أسماءها القديمة، فأعادوا تسمية القادسية بالديوانية والمثنى بالسماوة وذي قار بالناصرية والتأميم بكركوك...وهكذا، علاوة علي أن معظم المراكز الثقافية والمكتبات الموجودة في العراق أصبحت تقع تحت النفوذ والسيطرة الإيرانية حتى وصل الأمر لقيام وزارة التربية العراقية بمنح عقود طباعة الكتب المدرسية للمطابع الإيرانية<ref>Ishtiaq Ali Mehkri “ Religion and Politics in Iran-Iraq Relations” Pakistan Horizon,Vol. 58, No. 4 (October 2005), pp. 33 http://www.jstor.org/stable/41394115</ref> -2- التركيز علي مخاطبة الرأي العام العراقي من خلال السيطرة علي بعض وسائل الاعلام، وهو الأمر الذي تم من خلال إنشاء المحطات الفضائية التلفزيونية الطائفية الموجهة إلى الشعب العراقي, والتي بلغت أكثر من عشرين محطة فضائية مثل: السلام والعدل ومحطتا أهل البيت والفرات والفيحاء وآفاق وبلادي والمسمار الأولى والثانية والغدير وكربلاء والفرقان والمهدي والعدالة الأولى والثانية.. وغيرها +2- التركيز علي مخاطبة الرأي العام العراقي من خلال السيطرة علي بعض وسائل الإعلام، وهو الأمر الذي تم من خلال إنشاء المحطات الفضائية التلفزيونية الطائفية الموجهة إلى الشعب العراقي, والتي بلغت أكثر من عشرين محطة فضائية مثل: السلام والعدل ومحطتا أهل البيت والفرات والفيحاء وآفاق وبلادي والمسمار الأولى والثانية والغدير وكربلاء والفرقان والمهدي والعدالة الأولى والثانية.. وغيرها. -3-السعي إلي إحداث اختراق ونفوذ في الجانب الديني، من خلال ربط شريحة واسعه من العراقيين بإيران تحت مسمي التشيع، وذلك من خلال إثارة الفتن المذهبية والطائفية والترويج لفكرة المظلومية، حيث تشير بعض التقارير الي أن إيران ادخلت أكثر من الفي رجل دين في مدارس الحوزة العلمية في محاولة منها للتأثير علي قرارها والاستحواذ عليها. +3- السعي إلى إحداث اختراق ونفوذ في الجانب الديني، من خلال ربط شريحة واسعة من العراقيين بإيران تحت مسمى التشيع، وذلك من خلال إثارة الفتن المذهبية والطائفية والترويج لفكرة المظلومية، حيث تشير بعض التقارير الي أن إيران أدخلت أكثر من ألفي رجل دين في مدارس الحوزة العلمية في محاولة منها للتأثير علي قرارها والاستحواذ عليها. -4-استغلال ما سمي بالسياحة الدينية من أجل محاولة العبث بالتركيبة الديموغرافية والقومية، إذ تشير الاحصائيات الرسمية الي أن حوالي 3000 زائر إيراني يدخلون العراق يومياً، بعضهم يستقر بطريقة غير شرعية، بالإضافة الي اعداد غير مقدرة تدخل الي العراق بطرق سرية، وظهرت مؤشرات علي حجم هذا التواجد علي أرض الواقع منها إمكانية سماع اللغة الفارسية بشكل ملحوظ في بعض المناطق في أسواق بغداد والنجف وكربلاء والبصرة، كما تتداول العمله الإيرانية في هذه الأسواق، وهو الوجود الذي دفع بعض التابعين لايران في مرحلة صياغة الدستور قبل عام 2005 الي الدعوة الي إدراج القومية الفارسية كقومية رابعة بعد العربية والكردية والتركمانية<ref>السيطرة الايرانية علي حوزة النجف في العراق" مركز بغداد للدرسات والاستشارات والاعلام ،ابريل 2012، http://www.baghdadcenter.net/details-138.html</ref> +4- استغلال ما سمي بالسياحة الدينية من أجل محاولة العبث بالتركيبة الديموغرافية والقومية، إذ تشير الاحصائيات الرسمية الي أن حوالي 3000 زائر إيراني يدخلون العراق يومياً، بعضهم يستقر بطريقة غير شرعية، بالإضافة إلى أعداد غير مقدرة تدخل الي العراق بطرق سرية، وظهرت مؤشرات علي حجم هذا التواجد علي أرض الواقع منها إمكانية سماع اللغة الفارسية بشكل ملحوظ في بعض المناطق في أسواق بغداد والنجف وكربلاء والبصرة، كما تتداول العمله الإيرانية في هذه الأسواق، وهو الوجود الذي دفع بعض التابعين لايران في مرحلة صياغة الدستور قبل عام 2005 الي الدعوة إلى إدراج القومية الفارسية كقومية رابعة بعد العربية والكردية والتركمانية<ref>السيطرة الايرانية علي حوزة النجف في العراق" مركز بغداد للدرسات والاستشارات والاعلام ،ابريل 2012، http://www.baghdadcenter.net/details-138.html</ref> == ردود الفعل == @@ -118,13 +118,9 @@ == التعبير الشيعي == -يرفض [[الشيعة]] تسمية حالة النشاط الإعلامي والسياسي الأخيرة وتزايد النفوذ السياسي الشيعي في العراق بالمد الإيراني ويستخدمون بدلاً منه تعبير [[المد الشيعي]]. إلا أن هذا التعبير ليس دقيقا بما يكفي لتوصيف الحالة فهذا المد عملياً يقتصر تأثير فقط في نطاق الطائفة الشيعية التي هي أساساً ترى في [[إيران]] الولاية الدينية والسياسية بما يطلقون عليها "[[ولاية الفقيه]]" والذي تغذيه إيران بقوة ويؤمن به أنصارها من الشيعة العرب ومنهم القيادة في [[حزب الله]]، ولا امتداد للتشيع على الطوائف الأخرى وخصوصاً السنية، فلا يوجد زيادة في أعداد [[الشيعة]] أو زيادة في نفوذهم في غير المناطق التي تسكنها اقليات شيعية، الأمر الذي يجعله مدا إيرانيا بحتاً مستفيداً من البعد الطائفي فيه. +يرفض [[الشيعة]] تسمية حالة النشاط الإعلامي والسياسي الأخيرة وتزايد النفوذ السياسي الشيعي في العراق بالمد الإيراني ويستخدمون بدلاً منه تعبير [[المد الشيعي]]. إلا أن هذا التعبير ليس دقيقا بما يكفي لتوصيف الحالة فهذا المد عملياً يقتصر تأثير فقط في نطاق الطائفة الشيعية التي هي أساساً ترى في [[إيران]] الولاية الدينية والسياسية بما يطلقون عليها "[[ولاية الفقيه]]" والذي تغذيه إيران بقوة ويؤمن بها أنصارها من الشيعة العرب و غير العرب ومنهم القيادة في [[حزب الله]]، ولا يوجد امتداد للتشيع على الطوائف الأخرى وخصوصاً السنية، فلا يوجد زيادة في أعداد [[الشيعة]] أو زيادة في نفوذهم في غير المناطق التي تسكنها اقليات شيعية، الأمر الذي يجعله مدا إيرانيا بحتاً مستفيداً من البعد الطائفي فيه. == النفوذ الإيراني بعد الانسحاب الأمريكي == -ساعد الانسحاب الأمريكي من العراق علي إتاحة المجال لإيران للتحرك بمزيد من الحرية في الداخل العراقي، كما تواكب هذا الانسحاب مع المتغيرات الاقليمية المهمة، والمتمثلة في ثورات الربيع العربي وما أفرزته من تحدي اساسي لإيران، يتمثل في احتمال تهديد المشروع الإيراني المسمي بالهلال الشيعي، حيث وضح إمكانية ان تفرز هذه الثورات بديلاً لذلك وهو ( الهلال السني )، حيث صعدت أسهم التيار الإسلامي السني في كثير من دول المنطقة، وأصبحت أكثر تهديداً للوجود الإيراني، خاصة وان بعض من فصائل التيار الإسلامي لاسيما التيار السلفي والأصولي يناصب إيران عداءا شديداً من منطلق مذهبي بحت<ref>د.مروة وحيد "مستقبل النفوذ الايراني في العراق الفرص و الاشكاليات".بغداد للدراسات والاستشارات والاعلام http://www.baghdadcenter.net/details-138.html</ref> - - ومع تأزم هذا الوضع ووصول الربيع العربي الي سوريا - العقدة الاساسية لخارطة الطريق نحو تنفيذ الاستراتيجية الإيرانية-، تبدلت بعض المعطيات الإيرانية فيما يتعلق بالعراق دون أن يؤثر ذلك علي اهميته في المشروع الإيراني، بل أن بعض المحللين قد أشاروا الي تضاعف اهمية العراق الآن بالنسبة لإيران أكثر من ذي قبل، خاصة مع تحول الوضع السوري تدريجياً إلي ما يشبه الحرب الأهلية، ووصول الاستقطابات الاقليمية والدولية حيال سوريا الي أعلي مستوي لها<ref>مهينور فواز، " عراق ما بعد الانسحاب الأميركي"، افاق استراتيجية، متاحة علي موقع الجزيرة نت، 2011 http://www.aljazeera.net/portal</ref> - - وارتباطاً برغبة إيران في الحفاظ على المكتسبات التي تحققت لها في العراق، عملت إيران علي الاستفادة من الفراغ الذي خلفه الانسحاب من أجل تعديل ميزان القوي داخل العراق لصالح القوي السياسية المتحالفة معها، وأشارت بعض الدراسات الإيرانية الصادرة خلال الفترة الاخيرة الي أن إيران بحاجة في هذه المرحلة '''الي عمل ما يلى'''<ref>مرجع سابق . مروة وحيد</ref> +ساعد الانسحاب الأمريكي من العراق علي إتاحة المجال لإيران للتحرك بمزيد من الحرية في الداخل العراقي، كما تواكب هذا الانسحاب مع المتغيرات الاقليمية المهمة، والمتمثلة في ثورات الربيع العربي وما أفرزته من تحدي اساسي لإيران، يتمثل في احتمال تهديد المشروع الإيراني المسمي بالهلال الشيعي، حيث وضح إمكانية ان تفرز هذه الثورات بديلاً لذلك وهو ( الهلال السني )، حيث صعدت أسهم التيار الإسلامي السني في كثير من دول المنطقة، وأصبحت أكثر تهديداً للوجود الإيراني، خاصة وان بعض من فصائل التيار الإسلامي لاسيما التيار السلفي والأصولي يناصب إيران عداءا شديداً من منطلق مذهبي بحت<ref>د.مروة وحيد "مستقبل النفوذ الايراني في العراق الفرص و الاشكاليات".بغداد للدراسات والاستشارات والاعلام http://www.baghdadcenter.net/details-138.html</ref> ومع تأزم هذا الوضع ووصول الربيع العربي الي سوريا - العقدة الاساسية لخارطة الطريق نحو تنفيذ الاستراتيجية الإيرانية-، تبدلت بعض المعطيات الإيرانية فيما يتعلق بالعراق دون أن يؤثر ذلك علي اهميته في المشروع الإيراني، بل أن بعض المحللين قد أشاروا الي تضاعف اهمية العراق الآن بالنسبة لإيران أكثر من ذي قبل، خاصة مع تحول الوضع السوري تدريجياً إلي ما يشبه الحرب الأهلية، ووصول الاستقطابات الاقليمية والدولية حيال سوريا الي أعلي مستوي لها<ref>مهينور فواز، " عراق ما بعد الانسحاب الأميركي"، افاق استراتيجية، متاحة علي موقع الجزيرة نت، 2011 http://www.aljazeera.net/portal</ref> وارتباطاً برغبة إيران في الحفاظ على المكتسبات التي تحققت لها في العراق، عملت إيران علي الاستفادة من الفراغ الذي خلفه الانسحاب من أجل تعديل ميزان القوي داخل العراق لصالح القوي السياسية المتحالفة معها، وأشارت بعض الدراسات الإيرانية الصادرة خلال الفترة الاخيرة الي أن إيران بحاجة في هذه المرحلة '''الي عمل ما يلى'''<ref>مرجع سابق . مروة وحيد</ref>''':''' '''أولاً''': تحقيق تفاهم مع القوة العسكرية الاولي في المنطقة وهي الولايات المتحدة، يتم بموجبه ضمان استمرار اختلال التوازن السياسي والعسكري في العراق لصالح القوي الشيعية، وتوسيع حقول النفط الإيرانية الي ما رواء الحدود المشتركة مع العراق، في مقابل ضمان إيران لتدفق النفط عبر مضيق هرمز، وابتعاد إيران عن أبار النفط السعودية وتقديم تنازلات بخصوص البرنامج النووي الإيراني، خاصة وأن الإدارة الأمريكية مدركة تماماً أن التوصل الي تفاهم مع إيران ممكناً في حال تم التوصل الي تفاهمات في بعض الملفات الاقليمية الأخرى، وأن هذا التفاهم الإيراني الأمريكي إن لم يقع في المدي القريب، لكنه يظل احتمالاً قائماً علي المدي المنظور<ref>بشير نافع، " العراق: تحديات ما بعد الانسحاب العسكري الأميركي الرسمي"، متاح علي موقع الجزيرة نت، 19/11/2011 http://www.aljazeera.net/portal</ref> @@ -142,7 +138,5 @@ 3-إعطاء الحكومة العراقية الحالية تسهيلات لإيران من شأنها ازدياد النفوذ الإيراني داخل العراق، وذلك عن طريق العديد من المقترحات المقدمة التي من شانها زياده هذا النفوذ مثل ربط موانئها بخط للسكك الحديدية العراقية لزيادة اعتماد العراق على بضائعها، ومعلوم أن العراق قد دأب على رفض هذا المشروع لمدة عامين ونصف العام، ولاسيما أنه يترتب عليه تدمير نشاط الموانئ العراقية. وفي هذا السياق شن وزير النقل العراقي السابق عامر إسماعيل حملة شديدة على هذا المشروع، وانتقد السماح لإيران بتنفيذه مستغلة علاقتها الوثيقة بنوري المالكي<ref name="د. مروة وحيد . مرجع سابق"/> -4-العلاقة التي توطدت بين حزب الدعوة الإسلامي وإيران والتي وصلت الي أعلي مستوياتها علي يد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الامر الذي جعل البعض يعتبر أن الازمة السياسية الراهنة في العراق إنما تعود إلى ما افرزته نتائج الانتخابات التشريعية العراقية في 2010 من تداعيات على المشهد العراقي ومن انقسامات بين القوى السياسية المختلفة حول تشكيل الحكومة والتي لعبت فيها إيران دور المعطل الأساسي لمسألة تشكيل الحكومة واختيار رئيس الوزراء حتى تتمكن من ضمان وصول شخصيات متوافقة مع التوجهات والمصالح الإيرانية وعلى رأسهم نورى المالكي الذي تولى تشكيل الحكومة للمرة الثانية<ref>- Babak Rahimi.” Iran’s Declining Influence in Iraq “ Center for Strategic and International Studies,The Washington Quarterly pp. 25 http://dx.doi.org/10.1080/0163660X.2012.641917</ref> - - وبالتأكيد فإن إيران طرفاً فاعلاً في الازمة السياسية الاخيرة في العراق، استناداً إلى أن إيران لا تجد مصلحة استراتيجية لها على الاقل على المدى المنظور في تغيير رئيس الوزراء الحالي - الا إذا جاءت تحركاته في صورة متعارضة مع المصالح الإيرانية في العراق او خارجه ( وهو ما لم يحدث حتى الان، من خلال الاعلان عن بعض المشروعات العراقية الإيرانية منها انشاء خط انابيب الغاز من إيران عبر العراق إلى سوريا، بالإضافة إلى خط انابيب النفط من البصرة إلى سوريا، والاجراءات التي اتخذها المالكي ضد بعض القيادات السنية على راسهم طارق الهاشمي في اواخر 2011، بالاضافة إلى موقف المالكي المتوافق مع إيران في دعم نظام بشار الاسد في سوريا)- كما تخشى إيران من تداعيات تغيير الحكومة الحالية على نفوذها داخل العراق، وارتباط ذلك باحتمالية فقدان بعض اوراق الضغط التي تستخدمها طهران في التعامل مع الغرب والولايات المتحدة فيما يتعلق ببرنامجها النووي، ويزداد هذا الامر بعد تزايد احتمالات فقدان إيران للحليف السوري<ref>عبدالوهاب القصاب، "النفوذ الإيراني في العراق الأبعاد والتحديات والتداعيات على الجوار العربي"، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، معهد الدوحة ، 2011</ref> +4-العلاقة التي توطدت بين حزب الدعوة الإسلامي وإيران والتي وصلت الي أعلي مستوياتها علي يد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الامر الذي جعل البعض يعتبر أن الازمة السياسية الراهنة في العراق إنما تعود إلى ما افرزته نتائج الانتخابات التشريعية العراقية في 2010 من تداعيات على المشهد العراقي ومن انقسامات بين القوى السياسية المختلفة حول تشكيل الحكومة والتي لعبت فيها إيران دور المعطل الأساسي لمسألة تشكيل الحكومة واختيار رئيس الوزراء حتى تتمكن من ضمان وصول شخصيات متوافقة مع التوجهات والمصالح الإيرانية وعلى رأسهم نورى المالكي الذي تولى تشكيل الحكومة للمرة الثانية<ref>- Babak Rahimi.” Iran’s Declining Influence in Iraq “ Center for Strategic and International Studies,The Washington Quarterly pp. 25 http://dx.doi.org/10.1080/0163660X.2012.641917</ref> وبالتأكيد فإن إيران تعتبر طرفاً فاعلاً في الأزمة السياسية الاخيرة في العراق، استناداً إلى أن إيران لا تجد مصلحة استراتيجية لها على الاقل على المدى المنظور في تغيير رئيس الوزراء الحالي - الا إذا جاءت تحركاته في صورة متعارضة مع المصالح الإيرانية في العراق او خارجه ( وهو ما لم يحدث حتى الان، من خلال الاعلان عن بعض المشروعات العراقية الإيرانية منها انشاء خط انابيب الغاز من إيران عبر العراق إلى سوريا، بالإضافة إلى خط انابيب النفط من البصرة إلى سوريا، والاجراءات التي اتخذها المالكي ضد بعض القيادات السنية على راسهم طارق الهاشمي في اواخر 2011، بالاضافة إلى موقف المالكي المتوافق مع إيران في دعم نظام بشار الاسد في سوريا)- كما تخشى إيران من تداعيات تغيير الحكومة الحالية على نفوذها داخل العراق، وارتباط ذلك باحتمالية فقدان بعض اوراق الضغط التي تستخدمها طهران في التعامل مع الغرب والولايات المتحدة فيما يتعلق ببرنامجها النووي، ويزداد هذا الامر بعد تزايد احتمالات فقدان إيران للحليف السوري<ref>عبدالوهاب القصاب، "النفوذ الإيراني في العراق الأبعاد والتحديات والتداعيات على الجوار العربي"، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، معهد الدوحة ، 2011</ref> 5- كما وضح حجم نفوذ إيران من خلال ما قامت به من ممارسة ضغوط على بعض القوى السياسية العراقية حتى تحول دون سحب الثقة من المالكي، وكان ابرز ما قامت به هو الضغط على التيار الصدري وتهديد مقتدى الصدر بقطع المساعدات التي تقدمها إيران له وتهديده بغلق مقراته في إيران( جاء ذلك عقب لقاء الصدر بخامنئي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في يونيو 2012....)، وكذلك رفض إيران لأن يكون للسنة والاكراد الدور الحاسم والمتحكم في مسألة تغيير أو اسقاط أو تعيين رئيس الوزراء العراقي ( كما حدث في تجربة 2006 عندما اعترض الاكراد على تعيين إبراهيم الجعفري كرئيس للوزراء)، حيث أن نجاح السنة أو الاكراد في اسقاط المالكي وتعيين رئيس حكومة جديد يعنى تقليص وإضعاف دور إيران " المتحكم " في بعض جوانب العملية السياسية<ref>د . مروة وحيد . مرجع سابق</ref> '
حجم الصفحة الجديد (new_size)
124602
حجم الصفحة القديم (old_size)
123600
الحجم المتغير في التعديل (edit_delta)
1002
السطور المضافة في التعديل (added_lines)
[ 0 => ''''المد الإيراني''' مصطلح سياسي ظهر فعلياً إلى حيز الوجود بعد [[الثورة الإيرانية الإسلامية|الثورة الإيرانية]] عام 1979. تميزت هذه الثورة بوصول رجال الدين المحافظين إلى السلطة في [[إيران]] وإزالة [[محمد رضا بهلوي|نظام الشاه]]. اتبع القادمون الجدد بعد توليهم السلطة سياسة [[تصدير الثورة]] إلى خارج حدود [[إيران|الدولة الإيرانية]] عن طريق استنهاض الروح الطائفية عند شيعة [[العراق]] و[[البحرين]] بالإضافة إلى الأقليات الشيعية في باقي [[دول الخليج العربي]] و[[اليمن]] والترويج إلى فكرة أن الطائفة هي الأساس وليس القومية التي يتبعونها والدعوة إلى [[ولاية الفقيه]] وحفز ولائهم لإيران بطريقة غير مباشرة وهي كون إيران الدولة الإسلامية الشيعية الوحيدة والاستفادة من التضييق والاضطهاد الذي يتعرض له الشيعة في عدة دول عربية.', 1 => 'بدأ النظام الإيراني نشاطة الذي أطلق عليه تعبير "[[تصدير الثورة]]" بتشكيل خلايا داخل تلك الدول لإحداث البلبلة فيها والاستفادة من البعد الطائفي ما أمكن لتحقيق المرامي السياسية والذي يصفه البعض بإحياء أمجاد [[الدولة الصفوية]] المبنية أساساً التفوق العرقي الفارسي على العربي. كانت [[حرب الخليج الأولى|الحرب الإيرانية العرقية]] واحدة من أهم نتائج تصدير الثورة والتي اعتبرها [[العراق إبان حكم حزب البعث|العراق]] تخريبا خطيرا لبنيته الاجتماعية لما في المد الإيراني من بعد طائفي خطير أظهر إلى على السطح ظواهر لم تعرفها المجتمعات العربية قبلاً، كتعبير السني والشيعي وانتشار أفكار دينية جديدة ذات طابع قومي فارسي حتى لدى الشيعة العرب. لم يكن للمد الإيراني أثر قوي في عهد الرئيس العراقي صدام حسين حيث أن [[العراق إبان حكم حزب البعث|عراق صدام]] شكلت عملياً جداراً قوياً في طريق هذا المد، إلا أن هذا لم يمنع إيران من الوصول إلى مناطق داخل العمق العربي عن طريق إنشاء ما يسمى [[حزب الله]] في لبنان وسيطرة مريديها على سياسة هذا الحزب وبروز الخلل الطائفي بين المسلمين في لبنان بعد أن كانت معدومة تماماً، واستمرت أيضاً في دعم أحزاباً شيعية بحته تنادي بسيادة الطائفة الشيعية [[حزب الدعوة الإسلامية|كحزب الدعوة]] في العراق، و [[حزب الله الحجاز]] في [[السعودية]] والذي يعمل كذراع إيران في [[المنطقة الشرقية (السعودية)|المنطقة الشرقية]]، بالإضافة إلى إثارة القلاقل الطائفية داخل البحرين والكويت. ظل هذا النشاط محدوداً حتى العام 1990 الذي [[الغزو العراقي للكويت|دخل فيه العراق الكويت]] و بدأ [[حرب الخليج الثانية|عملية عاصفة الصحراء]] مما أثر على البنية العسكرية العراقية بشكل كبير، ثم فرض حصار اقتصادي شديد أضعف من قدرات العراق في مواجهة المد الإيراني. استغلت الولايات المتحدة في سياستها البعد الطائفي لدى شيعة العراق لتقويض النظام العراقي ورفع مستوى التعاون مع [[إيران]] لتحقيق مشروعها بعزل العراق وتغير نظامه السياسي. ومما لا شك فيه أن التدخل العسكري الإيراني عام 1991 لصالح القوات الأمريكية في العراق والذي كان عن طريق إقحام عشرات الألوف من المليشيا المسماة بقوات بدر إلى لعراق قد أثر على سلامة الأمن العراقي تأثيراً شديدا وزاد من التوتر الطائفي وخصوصاً بعد ردة الفعل العنيفة للجيش العراقي لإخماد الفوضى التي سببتها قوات بدر. استعانت الولايات المتحدة بالنفوذ الإيراني الطائفي أيضاً في أفغانستان عام 2001. وتوج التعاون الأمريكي الإيراني عندما قامت [[الولايات المتحدة]] و [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] [[غزو العراق|بغزو العراق]] وإسقاط النظام السياسي العراقي القائم حيث كانت الولايات المتحدة قد جندت البعد الطائفي مستغلة النفوذ الإيراني على الطائفة الشيعية والتي تعاونت مع أمريكا وحليفتها بريطانيا حتى بعد الاحتلال و [[سقوط بغداد (2003)|سقوط بغداد]] وذلك بوضع النظام السياسي الجديد ولإضفاء الشرعية على الاحتلال بحكم أنهم عراقيين. جلب الاحتلال أمريكي نظاما شيعيا موالياً بالكامل لإيران حيث بدأت أعمال تصفية واسعة للطائفة السنية من أركان الدولة العراقية، فبدأت إيران بتشكيل مليشيا موالية لها كمليشيا [[الحشد الشعبي]]، وخلق زعامات ومرجعيات قادت هذه المليشيا لتصفية وإقصاء السنة وتفريغ مناطق واسعة وخصوصاً في بغداد من الوجود السني عن طريق القتل على الهوية وتدمير المنازل والتهجير القصري عن طريق [[جيش المهدي]] و<nowiki/>[[منظمة بدر|فيلق بدر]] وقوات المغاوير في وزارة الداخلية التي كان يشرف عليها [[باقر جبر الزبيدي|بيان جبر صولاغ]]. وتدعم إيران وبقوة فكرة تقسيم العراق لفديراليات كنواة لاحتلال كلي بحيث يصبح الجنوب العراقي شبة دول شيعية سيكون لإيران فيها السيادة الحقيقية.', 2 => 'بعد سقوط النظام العراقي وبروز النفوذ الإيراني في العراق امتد اثر ذلك على بقية دول الخليج العربي حيث بدأ صوت الشيعة هناك يعلوا لدرجة الدعوة إلى الانفصال في مناطقهم خصوصاً في [[البحرين]] والمنطقة الشرقية من السعودية التي تسكنها أقلية شيعية، بالإضافة إلى تزايد نفوذ [[حزب الله]] في [[لبنان]] والذي بدأ وكأنه يمثل ذراعاً لإيران في المنطقة. ومن أشد المظاهر وضوحا للمد الإيراني ظهور ما يسمى الفضائيات الشيعية التي لم يكن لها وجود يذكر قبل الاحتلال الأمريكي للعراق والذي يشكل ظاهرة خطيرة جدا لوحدة الدول العربية وسيادتها. الأمر الذي يوضح حجم هذا النفوذ الإيراني على الطائفة الشيعية.', 3 => 'بالإضافة إلى الأدوات السياسية والأمنية التي استخدمتها إيران للنفوذ في العراق، كان هناك اهتماماً موازياً بالاختراق الاقتصادي وإضعاف العراق علي هذا المستوى، وهو الأمر الذي استطاعت إحداثه أو عمله من خلال ما يلي<ref name="د. مروة وحيد . مرجع سابق">د. مروة وحيد . مرجع سابق</ref>', 4 => '1- شراء الأصول ( صناعية وزراعية وعقارية) وجعلها ملاذاً أو مكاناً للمؤيدين لها يسكنون فيها ويبحثون خلالها على عمل في هذه الأماكن لتوسيع مناطق السيطرة والنفوذ.', 5 => '3- سرقة النفط العراقي من حقول البصرة - قّدّره تقرير (بيكر-هاملتون) بنصف مليون برميل يوميا- وحقول (مجنون والفكة) التي طردت الكوادر الهندسية النفطية العراقية منها أمام مرأى ومسمع حكومة الإحتلال واستخدام إيران لطريقة الحفر المائل لسحب النفط من داخل عمق الحدود العراقية التي ادعت أنها آبار مشتركة - يقع بعضها داخل الأراضي العراقية بعمق(10) كم<ref>حسام سويلم . مرجع سابق</ref>', 6 => '4- كما استغلت إيران وجود عملائها في الحكومات المنشأة في ظل الإحتلال وقضمت المزيد من الأراضي العراقية وبالذات في محافظتي ميسان والبصرة حيث تتواجد الحقول النفطية العراقية الكبرى، وهي تحاول حاليا ضم [[جزيرة أم الرصاص]] العراقية الغنية بالنفط.', 7 => '5- التركيز علي فكرة التوطين للشيعة الإيرانيين في بعض المناطق المختلطة طائفيا إما من خلال شراء منازل والأراضي أو من خلال تهجير سكانها بالمضايقات الأمنية والاقتصادية من خلال أنصارها داخل الدولة العراقية، بما يساعد علي إحداث خلل في التوازن الديموغرافي لهذه المناطق لصالح الشيعة، حيث أشارت بعض التقارير المرتبطة بهذا الموضوع الي ما تم في عهد حكومة الجعفري من تعهده بإقرار خطة توطين الي ما يقرب من مليوني شيعي إيراني في الاراضي العراقية مثل ما يحدث في مناطق [[أبو الخصيب]] و [[الزبير (العراق)|الزبير]] في [[محافظة البصرة]].<ref>Anoushiravan Ehteshami, “Iran-Iraq Relations after Saddam,” The Washington Quarterly, August 2003, p.123</ref>', 8 => '1- العمل علي تغيير المناهج والمواد الدراسية في العراق، من خلال إعادة كتابة تاريخ [[حرب الخليج الأولى|الحرب العراقية الإيرانية]] (من1980م إلى 1988م)، وتم حذف الحقيقة التاريخية التي تقول إن القوات الإيرانية هي التي قامت بقصف المدن العراقية، وقصفت المنشآت الاقتصادية والبواخر الراسية في شط العرب، وأن القوات العراقية قامت بالرد على العدوان يوم 22 سبتمبر1980م، أي بعد 18 يوما من التحركات الفعلية الإيرانية لاحتلال العراق.<ref>Anoushiravan Ehteshami, “Iran-Iraq Relations after Saddam,” The Washington Quarterly, August 2003, p. 127</ref>', 9 => 'كما تم حذف الفقرات التي وردت في الكتب المقررة السابقة حول دور الفرس في إثارة الفتنة بين المسلمين خلال فترة [[الخلفاء الراشدون|الخلفاء الراشدين]]، ودورهم في قتل [[عمر بن الخطاب|عمر]] و<nowiki/>[[عثمان بن عفان]] -رضي الله عنهم-، وحذف الفقرات التي كانت تتحدث عن الدور البطولي للجيش العراقي في حرب 1948م، وحرب أكتوبر 1973م، كما تم تغيير خارطة العراق وحذف (نهر صدام) و(ميناء البكر) وإلغاء تسمية المحافظات وإعادتها إلى أسماءها القديمة، فأعادوا تسمية القادسية بالديوانية والمثنى بالسماوة وذي قار بالناصرية والتأميم بكركوك...وهكذا، علاوة علي أن معظم المراكز الثقافية والمكتبات الموجودة في العراق أصبحت تقع تحت النفوذ والسيطرة الإيرانية حتى وصل الأمر لقيام وزارة التربية العراقية بمنح عقود طباعة الكتب المدرسية للمطابع الإيرانية<ref>Ishtiaq Ali Mehkri “ Religion and Politics in Iran-Iraq Relations” Pakistan Horizon,Vol. 58, No. 4 (October 2005), pp. 33 http://www.jstor.org/stable/41394115</ref>', 10 => '2- التركيز علي مخاطبة الرأي العام العراقي من خلال السيطرة علي بعض وسائل الإعلام، وهو الأمر الذي تم من خلال إنشاء المحطات الفضائية التلفزيونية الطائفية الموجهة إلى الشعب العراقي, والتي بلغت أكثر من عشرين محطة فضائية مثل: السلام والعدل ومحطتا أهل البيت والفرات والفيحاء وآفاق وبلادي والمسمار الأولى والثانية والغدير وكربلاء والفرقان والمهدي والعدالة الأولى والثانية.. وغيرها.', 11 => '3- السعي إلى إحداث اختراق ونفوذ في الجانب الديني، من خلال ربط شريحة واسعة من العراقيين بإيران تحت مسمى التشيع، وذلك من خلال إثارة الفتن المذهبية والطائفية والترويج لفكرة المظلومية، حيث تشير بعض التقارير الي أن إيران أدخلت أكثر من ألفي رجل دين في مدارس الحوزة العلمية في محاولة منها للتأثير علي قرارها والاستحواذ عليها.', 12 => '4- استغلال ما سمي بالسياحة الدينية من أجل محاولة العبث بالتركيبة الديموغرافية والقومية، إذ تشير الاحصائيات الرسمية الي أن حوالي 3000 زائر إيراني يدخلون العراق يومياً، بعضهم يستقر بطريقة غير شرعية، بالإضافة إلى أعداد غير مقدرة تدخل الي العراق بطرق سرية، وظهرت مؤشرات علي حجم هذا التواجد علي أرض الواقع منها إمكانية سماع اللغة الفارسية بشكل ملحوظ في بعض المناطق في أسواق بغداد والنجف وكربلاء والبصرة، كما تتداول العمله الإيرانية في هذه الأسواق، وهو الوجود الذي دفع بعض التابعين لايران في مرحلة صياغة الدستور قبل عام 2005 الي الدعوة إلى إدراج القومية الفارسية كقومية رابعة بعد العربية والكردية والتركمانية<ref>السيطرة الايرانية علي حوزة النجف في العراق" مركز بغداد للدرسات والاستشارات والاعلام ،ابريل 2012، http://www.baghdadcenter.net/details-138.html</ref>', 13 => 'يرفض [[الشيعة]] تسمية حالة النشاط الإعلامي والسياسي الأخيرة وتزايد النفوذ السياسي الشيعي في العراق بالمد الإيراني ويستخدمون بدلاً منه تعبير [[المد الشيعي]]. إلا أن هذا التعبير ليس دقيقا بما يكفي لتوصيف الحالة فهذا المد عملياً يقتصر تأثير فقط في نطاق الطائفة الشيعية التي هي أساساً ترى في [[إيران]] الولاية الدينية والسياسية بما يطلقون عليها "[[ولاية الفقيه]]" والذي تغذيه إيران بقوة ويؤمن بها أنصارها من الشيعة العرب و غير العرب ومنهم القيادة في [[حزب الله]]، ولا يوجد امتداد للتشيع على الطوائف الأخرى وخصوصاً السنية، فلا يوجد زيادة في أعداد [[الشيعة]] أو زيادة في نفوذهم في غير المناطق التي تسكنها اقليات شيعية، الأمر الذي يجعله مدا إيرانيا بحتاً مستفيداً من البعد الطائفي فيه.', 14 => 'ساعد الانسحاب الأمريكي من العراق علي إتاحة المجال لإيران للتحرك بمزيد من الحرية في الداخل العراقي، كما تواكب هذا الانسحاب مع المتغيرات الاقليمية المهمة، والمتمثلة في ثورات الربيع العربي وما أفرزته من تحدي اساسي لإيران، يتمثل في احتمال تهديد المشروع الإيراني المسمي بالهلال الشيعي، حيث وضح إمكانية ان تفرز هذه الثورات بديلاً لذلك وهو ( الهلال السني )، حيث صعدت أسهم التيار الإسلامي السني في كثير من دول المنطقة، وأصبحت أكثر تهديداً للوجود الإيراني، خاصة وان بعض من فصائل التيار الإسلامي لاسيما التيار السلفي والأصولي يناصب إيران عداءا شديداً من منطلق مذهبي بحت<ref>د.مروة وحيد "مستقبل النفوذ الايراني في العراق الفرص و الاشكاليات".بغداد للدراسات والاستشارات والاعلام http://www.baghdadcenter.net/details-138.html</ref> ومع تأزم هذا الوضع ووصول الربيع العربي الي سوريا - العقدة الاساسية لخارطة الطريق نحو تنفيذ الاستراتيجية الإيرانية-، تبدلت بعض المعطيات الإيرانية فيما يتعلق بالعراق دون أن يؤثر ذلك علي اهميته في المشروع الإيراني، بل أن بعض المحللين قد أشاروا الي تضاعف اهمية العراق الآن بالنسبة لإيران أكثر من ذي قبل، خاصة مع تحول الوضع السوري تدريجياً إلي ما يشبه الحرب الأهلية، ووصول الاستقطابات الاقليمية والدولية حيال سوريا الي أعلي مستوي لها<ref>مهينور فواز، " عراق ما بعد الانسحاب الأميركي"، افاق استراتيجية، متاحة علي موقع الجزيرة نت، 2011 http://www.aljazeera.net/portal</ref> وارتباطاً برغبة إيران في الحفاظ على المكتسبات التي تحققت لها في العراق، عملت إيران علي الاستفادة من الفراغ الذي خلفه الانسحاب من أجل تعديل ميزان القوي داخل العراق لصالح القوي السياسية المتحالفة معها، وأشارت بعض الدراسات الإيرانية الصادرة خلال الفترة الاخيرة الي أن إيران بحاجة في هذه المرحلة '''الي عمل ما يلى'''<ref>مرجع سابق . مروة وحيد</ref>''':'''', 15 => '4-العلاقة التي توطدت بين حزب الدعوة الإسلامي وإيران والتي وصلت الي أعلي مستوياتها علي يد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الامر الذي جعل البعض يعتبر أن الازمة السياسية الراهنة في العراق إنما تعود إلى ما افرزته نتائج الانتخابات التشريعية العراقية في 2010 من تداعيات على المشهد العراقي ومن انقسامات بين القوى السياسية المختلفة حول تشكيل الحكومة والتي لعبت فيها إيران دور المعطل الأساسي لمسألة تشكيل الحكومة واختيار رئيس الوزراء حتى تتمكن من ضمان وصول شخصيات متوافقة مع التوجهات والمصالح الإيرانية وعلى رأسهم نورى المالكي الذي تولى تشكيل الحكومة للمرة الثانية<ref>- Babak Rahimi.” Iran’s Declining Influence in Iraq “ Center for Strategic and International Studies,The Washington Quarterly pp. 25 http://dx.doi.org/10.1080/0163660X.2012.641917</ref> وبالتأكيد فإن إيران تعتبر طرفاً فاعلاً في الأزمة السياسية الاخيرة في العراق، استناداً إلى أن إيران لا تجد مصلحة استراتيجية لها على الاقل على المدى المنظور في تغيير رئيس الوزراء الحالي - الا إذا جاءت تحركاته في صورة متعارضة مع المصالح الإيرانية في العراق او خارجه ( وهو ما لم يحدث حتى الان، من خلال الاعلان عن بعض المشروعات العراقية الإيرانية منها انشاء خط انابيب الغاز من إيران عبر العراق إلى سوريا، بالإضافة إلى خط انابيب النفط من البصرة إلى سوريا، والاجراءات التي اتخذها المالكي ضد بعض القيادات السنية على راسهم طارق الهاشمي في اواخر 2011، بالاضافة إلى موقف المالكي المتوافق مع إيران في دعم نظام بشار الاسد في سوريا)- كما تخشى إيران من تداعيات تغيير الحكومة الحالية على نفوذها داخل العراق، وارتباط ذلك باحتمالية فقدان بعض اوراق الضغط التي تستخدمها طهران في التعامل مع الغرب والولايات المتحدة فيما يتعلق ببرنامجها النووي، ويزداد هذا الامر بعد تزايد احتمالات فقدان إيران للحليف السوري<ref>عبدالوهاب القصاب، "النفوذ الإيراني في العراق الأبعاد والتحديات والتداعيات على الجوار العربي"، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، معهد الدوحة ، 2011</ref>' ]
السطور المزالة في التعديل (removed_lines)
[ 0 => ''''المد الإيراني''' مصطلح سياسي ظهر فعلياً إلى حيز الوجود بعد [[الثورة الإيرانية الإسلامية|الثورة الإيرانية]] عام 1979. تميزت هذه الثورة بوصول رجال الدين المحافظين إلى السلطة في [[إيران]] وإزالة [[نظام الشاه]]. اتبع القادمون الجدد بعد توليهم السلطة سياسة تصدير الثورة إلى خارج حدود الدولة الإيرانية عن طريق استنهاض الروح الطائفية عند شيعة [[العراق]] و[[البحرين]] بالإضافة إلى الأقليات الشيعية في باقي [[دول الخليج العربي]] و[[اليمن]] والترويج إلى فكرة أن الطائفة هي الأساس وليس القومية التي يتبعونها والدعوة إلى [[ولاية الفقيه]] وحفز ولائهم لإيران بطريقة غير مباشرة وهي كون إيران الدولة الإسلامية الشيعية الوحيدة والاستفادة من التضييق والاضطهاد الذي يتعرض له الشيعة في عدة دول عربية.', 1 => 'بدأ النظام الإيراني نشاطة الذي اطلق عليه تعبير "تصدير الثورة" بتشكيل خلايا داخل تلك الدول لإحداث البلبلة فيها والاستفادة من البعد الطائفي ما أمكن لتحقيق المرامي السياسية والذي يصفه البعض بإحياء أمجاد الدولة الصفوية المبنية أساساً التفوق العرقي الفارسي على العربية. كانت الحرب الإيرانية العرقية واحدة من أهم نتائج تصدير الثورة والتي اعتبرها العراق تخريبا خطيرا لبنيته الاجتماعية لما في المد الإيراني من بعد طائفي خطير اظهر إلى على السطح ظواهر لم تعرفها المجتمعات العربية قبلاً كتعبير السني والشيعي وانتشار أفكار دينية جديدة ذات طابع قومي فارسي حتى لدى الشيعة العرب. لم يكن للمد الإيراني اثر قوي في عهد الرئيس العراقي صدام حسين حيث أن عراق صدام شكلت عملياً جداراً قوياً في طريق هذا المد، إلا أن هذا لم يمنع إيران من الوصول إلى مناطق داخل العمق العربي عن طريق إنشاء ما يسمى حزب الله في لبنان وسيطرة مريديها على سياسة هذا الحزب وبروز الخلل الطائفي بين المسلمين في لبنان بعد أن كانت معدومة تماماً، واستمرت أيضاً في دعم أحزاباً شيعية بحته تنادي بسيادة الطائفة الشيعية كحزب الدعوة في العراق، بالإضافة إلى إثارة القلاقل لطائفية داخل البحرين والكويت. أن هذا النشاط ظل محدوداً حتى العام 1990 الذي تعرض فيه العراق إلى حملة عسكرية أمريكية ضخمة أثرت على البنية العسكرية العراقية بشكل كبير، ثم فرض حصار اقتصادي شديد اضعف من قدرات العراق في مواجهة المد الإيراني. استغلت الولايات المتحدة في سياستها البعد الطائفي لدى شيعة العراق لتقويض النظام العراقي ورفع مستوى التعاون مع إيران لتحقيق مشروعها بعزل العراق وتغير النظام السياسي. ومما لا شك فيه أن التدخل العسكري الإيراني عام 1991 لصالح القوات الأمريكية في العراق والذي كان عن طريق إقحام عشرات الألوف من المليشيا المسماة بقوات بدر إلى لعراق قد اثر على سلامة الأمن العراقي تأثيراً شديدا وزاد من التوتر الطائفية وخصوصاً بعد ردة الفعل العنيفة للجيش العراقي لإخماد الفوضى التي سببتها قوات بدر. استعانة الولايات المتحدة بالنفوذ الإيراني الطائفي أيضاً في أفغانستان عام 2001. وتوج التعاون الأمريكي الإيراني عندما قامت الولايات المتحدة وبريطانيا بغزو العراق وإسقاط النظام السياسي العراقي القائم حيث كانت الولايات المتحدة قد جندت البعد الطائفي مستغلة النفوذ الإيراني على الطائفة الشيعية والتي تعاونت مع أمريكا وحليفته بريطانيا حتى بعد الاحتلال وسقوط بغداد وذلك بوضع النظام السياسي الجديد ولإطفاء الشرعية على الاحتلال بحكم أنهم عراقيين. جلب الاحتلال أمريكي نظاما شيعيا موالياً بالكامل لإيران حيث بدأت أعمال تصفية واسعة للطائفة السنية من أركان الدولة العراقية، فبدأت إيران بتشكيل مليشيا موالية لها وخلق زعامات ومرجعيات قادت هذه المليشيا لتصفية وإقصاء السنة وتفريغ مناطق واسعة وخصوصاً في بغداد من الوجود السني عن طريق القتل على الهوية وتدمير المنازل والتهجير القصري كمثل جيش المهدي وفيلق بدر وقوات المغاوير في وزارة الداخلية التي كان يشرف عليها بيان جبر صولاغ. وتدعم إيران وبقوة فكرة تقسيم العراق لفديراليات كنواة لانفال كلي بحيث يصبح الجنوب العراقي شبة دول شيعية سيكون لإيران فيها السيادة الحقيقية.', 2 => 'بعد سقوط النظام العراقي وبروز النفوذ الإيراني في العراق امتد اثر ذلك على بقية دول الخليج حيث بدا صوت الشيعة هناك يعلوا لدرجة الدعوة إلى الانفصال في مناطقهم خصوصاً في البحرين والمنطقة الشرقية من السعودية التي تسكنها أقلية شيعية، بالإضافة إلى تزايد نفوذ حزب الله في لبنان والذي بدا وكأنه يمثل ذراعاً لإيران في المنطقة. ومن اشد المظاهر وضوحا للمد الإيراني ظهور أيضاً والذي يشكل ظاهرة خطيرة ما يسمى الفضائيات الشيعية التي لم يكن لها وجود يذكر قبل الاحتلال الأمريكي للعراق. الأمر الذي يوضح حجم هذا النفوذ الإيراني على الطائفة الشيعية.', 3 => 'بالإضافة إلي الادوات السياسية والامنية التي استخدمتها إيران للنفوذ في العراق، كان هناك اهتماماً موازياً بالاختراق الاقتصادي وإضعاف العراق علي هذا المستوي، وهو الأمر الذي استطاعت إحداثه أو عمله من خلال ما يلي<ref name="د. مروة وحيد . مرجع سابق">د. مروة وحيد . مرجع سابق</ref>', 4 => '1- شراء الاصول ( صناعية وزراعية وعقارية) وجعلها ملاذاً أو مكاناً للمؤيدين لها يسكنون فيها ويبحثون خلالها علي عمل في هذه الاماكن لتوسيع مناطق السيطرة والنفوذ.', 5 => '3- سرقة النفط العراقي من حقول البصرة - قّدّره تقرير (بيكر-هاملتون) بنصف مليون برميل يوميا- وحقول (مجنون والفكة) التي طردت الكوادر الهندسية النفطية العراقية منها أمام مرأى ومسمع حكومة الإحتلال واستخدامها لطريقة الحفر المائل لسحب النفط من داخل عمق الحدود العراقية التي ادعت إنها آبار مشتركة - يقع بعضها داخل الأراضي العراقية بعمق(10) كم<ref>حسام سويلم . مرجع سابق</ref>', 6 => '4- كما استغلت إيران وجود عملائها في الحكومات المنشأة في ظل الإحتلال وقضمت المزيد من الأراضي العراقية وبالذات في محافظتي ميسان والبصرة حيث تتواجد الحقول النفطية العراقية الكبرى، وهي تحاول حاليا ضم جزيرة أم الرصاص العراقية الغنية بالنفط', 7 => '5- التركيز علي فكرة التوطين للشيعة الإيرانيين في بعض المناطق المختلطة طائفيا إما من خلال شراء منازل والأراضي أو من خلال تهجير سكانها بالمضايقات الأمنية والاقتصادية من خلال أنصارها داخل الدولة العراقية، بما يساعد علي إحداث خلل في التوازن الديموغرافي لهذه المناطق لصالح الشيعة، حيث أشارت بعض التقارير المرتبطة بهذا الموضوع الي ما تم في عهد حكومة الجعفري من تعهده بإقرار خطة توطين الي ما يقرب من مليوني شيعي إيراني في الاراضي العراقية مثل ما يحدث في مناطق ابي الخصيب والزبير في محافظة البصرة<ref>Anoushiravan Ehteshami, “Iran-Iraq Relations after Saddam,” The Washington Quarterly, August 2003, p.123</ref>', 8 => '1- العمل علي تغيير المناهج والمواد الدراسية في العراق، من خلال إعادة كتابة تاريخ الحرب العراقية الإيرانية(من1980م إلى 1988م)، وتم حذف الحقيقة التاريخية التي تقول إن القوات الإيرانية هي التي قامت بقصف المدن العراقية، وقصفت المنشآت الاقتصادية والبواخر الراسية في شط العرب، وأن القوات العراقية قامت بالرد على العدوان يوم 22 سبتمبر1980م، أي بعد 18 يوما من التحركات الفعلية الإيرانية لاحتلال العراق <ref>Anoushiravan Ehteshami, “Iran-Iraq Relations after Saddam,” The Washington Quarterly, August 2003, p. 127</ref>', 9 => 'كما تم حذف الفقرات التي وردت في الكتب المقررة السابقة حول دور الفرس في إثارة الفتنة بين المسلمين خلال فترة الخلفاء الراشدين، ودورهم في قتل عمر وعثمان بن عفان -رضي الله عنهم-، وحذف الفقرات التي كانت تتحدث عن الدور البطولي للجيش العراقي في حرب 1948م، وحرب أكتوبر 1973م، كما تم تغيير خارطة العراق وحذف (نهر صدام) و(ميناء البكر) وإلغاء تسمية المحافظات وإعادتها إلى أسماءها القديمة، فأعادوا تسمية القادسية بالديوانية والمثنى بالسماوة وذي قار بالناصرية والتأميم بكركوك ونينوى بالموصل..وهكذا، علاوة علي أن معظم المراكز الثقافية والمكتبات الموجودة في العراق أصبحت تقع تحت النفوذ والسيطرة الإيرانية حتي وصل الامر لقيام وزارة التربية العراقية بمنح عقود طباعة الكتب المدرسية في المطابع الإيرانية<ref>Ishtiaq Ali Mehkri “ Religion and Politics in Iran-Iraq Relations” Pakistan Horizon,Vol. 58, No. 4 (October 2005), pp. 33 http://www.jstor.org/stable/41394115</ref>', 10 => '2- التركيز علي مخاطبة الرأي العام العراقي من خلال السيطرة علي بعض وسائل الاعلام، وهو الأمر الذي تم من خلال إنشاء المحطات الفضائية التلفزيونية الطائفية الموجهة إلى الشعب العراقي, والتي بلغت أكثر من عشرين محطة فضائية مثل: السلام والعدل ومحطتا أهل البيت والفرات والفيحاء وآفاق وبلادي والمسمار الأولى والثانية والغدير وكربلاء والفرقان والمهدي والعدالة الأولى والثانية.. وغيرها', 11 => '3-السعي إلي إحداث اختراق ونفوذ في الجانب الديني، من خلال ربط شريحة واسعه من العراقيين بإيران تحت مسمي التشيع، وذلك من خلال إثارة الفتن المذهبية والطائفية والترويج لفكرة المظلومية، حيث تشير بعض التقارير الي أن إيران ادخلت أكثر من الفي رجل دين في مدارس الحوزة العلمية في محاولة منها للتأثير علي قرارها والاستحواذ عليها.', 12 => '4-استغلال ما سمي بالسياحة الدينية من أجل محاولة العبث بالتركيبة الديموغرافية والقومية، إذ تشير الاحصائيات الرسمية الي أن حوالي 3000 زائر إيراني يدخلون العراق يومياً، بعضهم يستقر بطريقة غير شرعية، بالإضافة الي اعداد غير مقدرة تدخل الي العراق بطرق سرية، وظهرت مؤشرات علي حجم هذا التواجد علي أرض الواقع منها إمكانية سماع اللغة الفارسية بشكل ملحوظ في بعض المناطق في أسواق بغداد والنجف وكربلاء والبصرة، كما تتداول العمله الإيرانية في هذه الأسواق، وهو الوجود الذي دفع بعض التابعين لايران في مرحلة صياغة الدستور قبل عام 2005 الي الدعوة الي إدراج القومية الفارسية كقومية رابعة بعد العربية والكردية والتركمانية<ref>السيطرة الايرانية علي حوزة النجف في العراق" مركز بغداد للدرسات والاستشارات والاعلام ،ابريل 2012، http://www.baghdadcenter.net/details-138.html</ref>', 13 => 'يرفض [[الشيعة]] تسمية حالة النشاط الإعلامي والسياسي الأخيرة وتزايد النفوذ السياسي الشيعي في العراق بالمد الإيراني ويستخدمون بدلاً منه تعبير [[المد الشيعي]]. إلا أن هذا التعبير ليس دقيقا بما يكفي لتوصيف الحالة فهذا المد عملياً يقتصر تأثير فقط في نطاق الطائفة الشيعية التي هي أساساً ترى في [[إيران]] الولاية الدينية والسياسية بما يطلقون عليها "[[ولاية الفقيه]]" والذي تغذيه إيران بقوة ويؤمن به أنصارها من الشيعة العرب ومنهم القيادة في [[حزب الله]]، ولا امتداد للتشيع على الطوائف الأخرى وخصوصاً السنية، فلا يوجد زيادة في أعداد [[الشيعة]] أو زيادة في نفوذهم في غير المناطق التي تسكنها اقليات شيعية، الأمر الذي يجعله مدا إيرانيا بحتاً مستفيداً من البعد الطائفي فيه.', 14 => 'ساعد الانسحاب الأمريكي من العراق علي إتاحة المجال لإيران للتحرك بمزيد من الحرية في الداخل العراقي، كما تواكب هذا الانسحاب مع المتغيرات الاقليمية المهمة، والمتمثلة في ثورات الربيع العربي وما أفرزته من تحدي اساسي لإيران، يتمثل في احتمال تهديد المشروع الإيراني المسمي بالهلال الشيعي، حيث وضح إمكانية ان تفرز هذه الثورات بديلاً لذلك وهو ( الهلال السني )، حيث صعدت أسهم التيار الإسلامي السني في كثير من دول المنطقة، وأصبحت أكثر تهديداً للوجود الإيراني، خاصة وان بعض من فصائل التيار الإسلامي لاسيما التيار السلفي والأصولي يناصب إيران عداءا شديداً من منطلق مذهبي بحت<ref>د.مروة وحيد "مستقبل النفوذ الايراني في العراق الفرص و الاشكاليات".بغداد للدراسات والاستشارات والاعلام http://www.baghdadcenter.net/details-138.html</ref>', 15 => '', 16 => ' ومع تأزم هذا الوضع ووصول الربيع العربي الي سوريا - العقدة الاساسية لخارطة الطريق نحو تنفيذ الاستراتيجية الإيرانية-، تبدلت بعض المعطيات الإيرانية فيما يتعلق بالعراق دون أن يؤثر ذلك علي اهميته في المشروع الإيراني، بل أن بعض المحللين قد أشاروا الي تضاعف اهمية العراق الآن بالنسبة لإيران أكثر من ذي قبل، خاصة مع تحول الوضع السوري تدريجياً إلي ما يشبه الحرب الأهلية، ووصول الاستقطابات الاقليمية والدولية حيال سوريا الي أعلي مستوي لها<ref>مهينور فواز، " عراق ما بعد الانسحاب الأميركي"، افاق استراتيجية، متاحة علي موقع الجزيرة نت، 2011 http://www.aljazeera.net/portal</ref>', 17 => '', 18 => ' وارتباطاً برغبة إيران في الحفاظ على المكتسبات التي تحققت لها في العراق، عملت إيران علي الاستفادة من الفراغ الذي خلفه الانسحاب من أجل تعديل ميزان القوي داخل العراق لصالح القوي السياسية المتحالفة معها، وأشارت بعض الدراسات الإيرانية الصادرة خلال الفترة الاخيرة الي أن إيران بحاجة في هذه المرحلة '''الي عمل ما يلى'''<ref>مرجع سابق . مروة وحيد</ref>', 19 => '4-العلاقة التي توطدت بين حزب الدعوة الإسلامي وإيران والتي وصلت الي أعلي مستوياتها علي يد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الامر الذي جعل البعض يعتبر أن الازمة السياسية الراهنة في العراق إنما تعود إلى ما افرزته نتائج الانتخابات التشريعية العراقية في 2010 من تداعيات على المشهد العراقي ومن انقسامات بين القوى السياسية المختلفة حول تشكيل الحكومة والتي لعبت فيها إيران دور المعطل الأساسي لمسألة تشكيل الحكومة واختيار رئيس الوزراء حتى تتمكن من ضمان وصول شخصيات متوافقة مع التوجهات والمصالح الإيرانية وعلى رأسهم نورى المالكي الذي تولى تشكيل الحكومة للمرة الثانية<ref>- Babak Rahimi.” Iran’s Declining Influence in Iraq “ Center for Strategic and International Studies,The Washington Quarterly pp. 25 http://dx.doi.org/10.1080/0163660X.2012.641917</ref>', 20 => '', 21 => ' وبالتأكيد فإن إيران طرفاً فاعلاً في الازمة السياسية الاخيرة في العراق، استناداً إلى أن إيران لا تجد مصلحة استراتيجية لها على الاقل على المدى المنظور في تغيير رئيس الوزراء الحالي - الا إذا جاءت تحركاته في صورة متعارضة مع المصالح الإيرانية في العراق او خارجه ( وهو ما لم يحدث حتى الان، من خلال الاعلان عن بعض المشروعات العراقية الإيرانية منها انشاء خط انابيب الغاز من إيران عبر العراق إلى سوريا، بالإضافة إلى خط انابيب النفط من البصرة إلى سوريا، والاجراءات التي اتخذها المالكي ضد بعض القيادات السنية على راسهم طارق الهاشمي في اواخر 2011، بالاضافة إلى موقف المالكي المتوافق مع إيران في دعم نظام بشار الاسد في سوريا)- كما تخشى إيران من تداعيات تغيير الحكومة الحالية على نفوذها داخل العراق، وارتباط ذلك باحتمالية فقدان بعض اوراق الضغط التي تستخدمها طهران في التعامل مع الغرب والولايات المتحدة فيما يتعلق ببرنامجها النووي، ويزداد هذا الامر بعد تزايد احتمالات فقدان إيران للحليف السوري<ref>عبدالوهاب القصاب، "النفوذ الإيراني في العراق الأبعاد والتحديات والتداعيات على الجوار العربي"، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، معهد الدوحة ، 2011</ref>' ]
نص الصفحة الجديد، مجردا من أية تهيئة (new_text)
' هذه المقالة ربما تحتاج إلى تهذيب لتتناسب مع دليل الأسلوب في ويكيبيديا. لم يُحدد أي سبب للتهذيب. فضلًا هذّب المقالة إن كان بإمكانك ذلك، أو غيّر القالب ليُحدد المشكلة التي تحتاج إلى تهذيب.(سبتمبر 2011) إن حيادية وصحة هذه المقالة أو هذا القسم مختلف عليها. رجاء طالع الخلاف في صفحة النقاش. هذه المقالة ربما تحتوي بحثًا أصليًّا. ربما تجد نقاشًا حول هذا في صفحة نقاش المقالة. فضلًا ساعد في تحسينها بالتحقق من الادعاءات وإضافة الهوامش إليها. يجب إزالة المعلومات التي تُعد بحوثًا أصلية. المد الإيراني مصطلح سياسي ظهر فعلياً إلى حيز الوجود بعد الثورة الإيرانية عام 1979. تميزت هذه الثورة بوصول رجال الدين المحافظين إلى السلطة في إيران وإزالة نظام الشاه. اتبع القادمون الجدد بعد توليهم السلطة سياسة تصدير الثورة إلى خارج حدود الدولة الإيرانية عن طريق استنهاض الروح الطائفية عند شيعة العراق والبحرين بالإضافة إلى الأقليات الشيعية في باقي دول الخليج العربي واليمن والترويج إلى فكرة أن الطائفة هي الأساس وليس القومية التي يتبعونها والدعوة إلى ولاية الفقيه وحفز ولائهم لإيران بطريقة غير مباشرة وهي كون إيران الدولة الإسلامية الشيعية الوحيدة والاستفادة من التضييق والاضطهاد الذي يتعرض له الشيعة في عدة دول عربية. محتويات 1 جذور المد الإيراني 2 الاستراتيجية الإيرانية تجاه العراق 2.1 سبل تحقيق الاستراتيجية 3 إيران وأمريكا 4 الدور الإيراني في العراق بعد الاحتلال الأمريكي 4.1 الادوات التي اتبعتها إيران للسيطرة علي العراق 5 ردود الفعل 6 التعبير الشيعي 7 النفوذ الإيراني بعد الانسحاب الأمريكي 7.1 مؤشرات النفوذ الإيراني بعد الانسحاب 8 مستقبل النفوذ الإيراني في العراق 8.1 اولا الفرص المتاحة 8.2 ثانيا التحديات 9 الموقف الإيراني وشيعة العراق من التقسيم والانسحاب 9.1 التحديات امام العراق 9.2 الموقف من تقسيم العراق 9.2.1 موقف أهم القوي الخارجية إيران 9.2.2 المواقف الداخلية 9.2.3 معوقات التقسيم 10 الخاتمة 11 مراجع جذور المد الإيراني[عدل] بدأ النظام الإيراني نشاطة الذي أطلق عليه تعبير "تصدير الثورة" بتشكيل خلايا داخل تلك الدول لإحداث البلبلة فيها والاستفادة من البعد الطائفي ما أمكن لتحقيق المرامي السياسية والذي يصفه البعض بإحياء أمجاد الدولة الصفوية المبنية أساساً التفوق العرقي الفارسي على العربي. كانت الحرب الإيرانية العرقية واحدة من أهم نتائج تصدير الثورة والتي اعتبرها العراق تخريبا خطيرا لبنيته الاجتماعية لما في المد الإيراني من بعد طائفي خطير أظهر إلى على السطح ظواهر لم تعرفها المجتمعات العربية قبلاً، كتعبير السني والشيعي وانتشار أفكار دينية جديدة ذات طابع قومي فارسي حتى لدى الشيعة العرب. لم يكن للمد الإيراني أثر قوي في عهد الرئيس العراقي صدام حسين حيث أن عراق صدام شكلت عملياً جداراً قوياً في طريق هذا المد، إلا أن هذا لم يمنع إيران من الوصول إلى مناطق داخل العمق العربي عن طريق إنشاء ما يسمى حزب الله في لبنان وسيطرة مريديها على سياسة هذا الحزب وبروز الخلل الطائفي بين المسلمين في لبنان بعد أن كانت معدومة تماماً، واستمرت أيضاً في دعم أحزاباً شيعية بحته تنادي بسيادة الطائفة الشيعية كحزب الدعوة في العراق، و حزب الله الحجاز في السعودية والذي يعمل كذراع إيران في المنطقة الشرقية، بالإضافة إلى إثارة القلاقل الطائفية داخل البحرين والكويت. ظل هذا النشاط محدوداً حتى العام 1990 الذي دخل فيه العراق الكويت و بدأ عملية عاصفة الصحراء مما أثر على البنية العسكرية العراقية بشكل كبير، ثم فرض حصار اقتصادي شديد أضعف من قدرات العراق في مواجهة المد الإيراني. استغلت الولايات المتحدة في سياستها البعد الطائفي لدى شيعة العراق لتقويض النظام العراقي ورفع مستوى التعاون مع إيران لتحقيق مشروعها بعزل العراق وتغير نظامه السياسي. ومما لا شك فيه أن التدخل العسكري الإيراني عام 1991 لصالح القوات الأمريكية في العراق والذي كان عن طريق إقحام عشرات الألوف من المليشيا المسماة بقوات بدر إلى لعراق قد أثر على سلامة الأمن العراقي تأثيراً شديدا وزاد من التوتر الطائفي وخصوصاً بعد ردة الفعل العنيفة للجيش العراقي لإخماد الفوضى التي سببتها قوات بدر. استعانت الولايات المتحدة بالنفوذ الإيراني الطائفي أيضاً في أفغانستان عام 2001. وتوج التعاون الأمريكي الإيراني عندما قامت الولايات المتحدة و بريطانيا بغزو العراق وإسقاط النظام السياسي العراقي القائم حيث كانت الولايات المتحدة قد جندت البعد الطائفي مستغلة النفوذ الإيراني على الطائفة الشيعية والتي تعاونت مع أمريكا وحليفتها بريطانيا حتى بعد الاحتلال و سقوط بغداد وذلك بوضع النظام السياسي الجديد ولإضفاء الشرعية على الاحتلال بحكم أنهم عراقيين. جلب الاحتلال أمريكي نظاما شيعيا موالياً بالكامل لإيران حيث بدأت أعمال تصفية واسعة للطائفة السنية من أركان الدولة العراقية، فبدأت إيران بتشكيل مليشيا موالية لها كمليشيا الحشد الشعبي، وخلق زعامات ومرجعيات قادت هذه المليشيا لتصفية وإقصاء السنة وتفريغ مناطق واسعة وخصوصاً في بغداد من الوجود السني عن طريق القتل على الهوية وتدمير المنازل والتهجير القصري عن طريق جيش المهدي وفيلق بدر وقوات المغاوير في وزارة الداخلية التي كان يشرف عليها بيان جبر صولاغ. وتدعم إيران وبقوة فكرة تقسيم العراق لفديراليات كنواة لاحتلال كلي بحيث يصبح الجنوب العراقي شبة دول شيعية سيكون لإيران فيها السيادة الحقيقية. بعد سقوط النظام العراقي وبروز النفوذ الإيراني في العراق امتد اثر ذلك على بقية دول الخليج العربي حيث بدأ صوت الشيعة هناك يعلوا لدرجة الدعوة إلى الانفصال في مناطقهم خصوصاً في البحرين والمنطقة الشرقية من السعودية التي تسكنها أقلية شيعية، بالإضافة إلى تزايد نفوذ حزب الله في لبنان والذي بدأ وكأنه يمثل ذراعاً لإيران في المنطقة. ومن أشد المظاهر وضوحا للمد الإيراني ظهور ما يسمى الفضائيات الشيعية التي لم يكن لها وجود يذكر قبل الاحتلال الأمريكي للعراق والذي يشكل ظاهرة خطيرة جدا لوحدة الدول العربية وسيادتها. الأمر الذي يوضح حجم هذا النفوذ الإيراني على الطائفة الشيعية. الاستراتيجية الإيرانية تجاه العراق[عدل] لاشك أن لإيران اهداف ومصالح استراتيجية في المنطقة بشكل عام وفي العراق على نحو خاص، باعتبار كون العراق المنافس التقليدي لإيران في المنطقة وحائط الصد الذي لعب أدواراً مهمة في السابق للتصدي للتغلغل الإيراني في الخليج وفي دوائر الامن القومي العربي، وذلك ضمن مشروع استراتيجي ايرانى، له من المحددات والاهداف والادوات ما يساعده على تحقيق اهدافه&#91;1&#93; مع الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003، وما أحدثه من تغيير في المعادلة السياسية الداخلية في العراق، لصالح القوى الشيعية وعلى حساب السنة التي ظلت لعقود طويلة، المتحكم الأساسي في الأوضاع السياسية في العراق، وما ارتبط بذلك من فتح المجال العراقي لدخول قوى اقليمية عديدة، على رأسها إيران، تحاول تحقيق اجنداتها الخاصة مستعينة في سبيل تحقيق ذلك، ببعض الكتل العراقية الجديدة التي تعاظم دورها بعد اسقاط نظام صدام حسين&#91;2&#93; ويمكن القول، أن حدوث الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 كانت نقطة تحول جديدة في التوجهات الإيرانية نحو دول الجوار بشكل عام ونحو العراق علي نحو خاص، من خلال مبدأ تصدير الثورة والتأكيد علي فارسية الخليج، وما تبع ذلك من مرحلة جديدة من مراحل الصراع الإيراني علي العراق والذي وصل الي أشده في الفترة من 1980-1988 &#91;3&#93; هذه الفترة من فترات الصراع كانت بداية لتأسيس بعض الادوات الإيرانية، من خلال مؤسسات سياسية وعسكرية للتحرك لتنفيذ اهداف الثورة، والعمل علي تصديرها الي العراق وباقي دول الخليج من خلال قلب أنظمة الحكم وتشكيل أنطمة جديدة تدور في فلك إيران وتدين بالولاء والطاعة لسلطة الولي الفقيهه، وفي هذا الاطار تم تأسيس ما يعرف بالحرس الثوري الإيراني وفيلق بدر واللذان لعبا دوراً مهماً في إدارة الصراع الإيراني مع العراق خاصة بعد عام 1991 من خلال إدخال الالاف من المنتمين الي الحرس الثوري الي العراق، ومحاولة تجنيد بعض العراقيين للعمل في فيلق بدر وغيره في محافظات البصرة وميسان وواسط وذي قار، وهذه العناصر استطاعت أن تقوم بعدد كبير من العمليات العسكرية كالقتل وتخريب الدوائر الحكومية&#91;4&#93; ومما لاشك فيه أن الاحتلال الأمريكي للعراق في عام 2003 وما تبعه من تداعيات علي هيكل وبنية الدولة العراقية، قد أفسح المجال للحركة الإيرانية في العراق علي نحو غير مسبوق مقارنة بكل الفترات السابقة للاحتلال. يمثل العراق قلب الاستراتيجية الإيرانية ومحور الحركة الإيرانية الخارجية لأسباب كثيرة أهمها ما يلي&#91;4&#93; 1- وجود تصورات إيرانية بأن العراق هو جزء من الامتداد التاريخي والجغرافي والمذهبي لإيران، وبالتالي اعتبار العراق اقليم إيراني أو أحد الأقاليم الإيرانية وليس دولة مستقلة ونشير الي تصريح ابوالحسن بني صدر أول رئيس إيراني بعد الثورة الإيرانية الذي قال فيه أن العراق عبر التاريخ كان جزءاً من فارس، وأن أثار طاق كسري مازالت موجودة قرب بغداد حتي الآن، وما ذكره رئيس أركان الجيش الإيراني فيروز آبادي بأن الخليج والمنطقة كانت دائماً ملكاً لإيران وأن نفط الخليج يقع في مناطق فارسية 2- اعتبار إيران أن العراق بوابة العبور والسيطرة علي باقي دول الخليج ومن ثم بقية العالم العربي لنشر فكر الثورة الإيرانية، علاوة علي أن بقاء العراق بعيداً عن السيطرة الإيرانية يعني عزل إيران عن أماكن التواجد الشيعي في كل من سوريا وجنوب لبنان 3- المراهنة الإيرانية المستمرة علي أن شيعة العراق هم أكثر ولاءً لإيران وأكثر تجاوباً مع توجهاتها الإيديولوجية والمصلحية من ولائهم لحكوماتهم الوطنية، وكذلك المراهنة علي أن وجود الحوزة الدينية في النجف سيسهل من فرص اندماج وتبعية حوزة النجف إلي حوزة قم، وبالتالي الاستفادة من نفوذها الديني في تصدير فتاوي وقرارات تخدم المصلحة الإيرانية. 4- إيلاء إيران أهمية خاصة لمدينة النجف الأشرف وكربلاء، واعتبار أن سيطرة إيران علي هذه المدينة وتحويلها الي قبلة للشيعة في العالم يسمح لايران بمزيد من النفوذ لدي الطوائف الشيعية الأخرى المنتشرة في بعض الدول 5- تصور إيران بأن العراق هو الحجر العثرة الأساسي أمام امتداد النفوذ الإيراني الي الخليج الذي يدين بعض سكانه بالمذهب الشيعي، ووضح ذلك جلياً خلال الفترات التي تكون فيها الدولة العراقية قوية اقتصادياً وعسكرياً . 6- اعتبار إيران أن الخطر الواقع عليها من الحكام الوهابيين أو ذوي الأصول السنية هو أكثر بكثير من الخطر الذي يواجهها من الشرق والغرب، واعتبارها أن اهل السنة هم الاعداء الحقيقين للمذهب. سبل تحقيق الاستراتيجية[عدل] ولتحقيق إيران لاستراتيجيتها في الخليج العربي و خصوصا العراق استخدمت عدة ادوات في العراق اهمها احتواء شيعة العراق عن طريق &#91;5&#93; 1 ـ احتواء القيادات والتيارات الشيعية المتنافسة: ويسيطر اليوم على الشارع الشيعي في العراق عدة مرجعيات وتيارات أهمها: مرجعية علي السيستاني، وتيار الصدر الذي يقوده مقتدى الصدر، وجماعة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بزعامةعبدالعزيزالحكيم، وبدرجة أقل حزب الدعوة بفروعه المختلفة، وهناك تيار آخر مدعوم من إيران يعمل بصمت داخل مدن الجنوب وبعيداً عن الضجة الإعلامية كما يمارسها الآخرون وهو تيار المرجع (المدرِّسي) الذي يقود ما يعرف بـ (منظمة العمل الإسلامي) وهذه المنظمة أكثر قوة وتنظيماً، وتمتلك الشرعية الدينية الشيعية التي تؤهلها أن تكون مرجعية دينية قوية مدعومة بمليارات إيران. ولا شك أن السياسة الإيرانية في العموم تقوم على احتواء التيارات الشيعية كلها، والتعامل مع كل فصيل وشخصية قيادية تبرز على الساحة لحصد أي نجاح يحققه أي طرف شيعي. ويبقى التعامل مع هذا الفصيل أو ذاك مرتبطاً إلى حد بعيد بالتداخلات المختلفة داخل الساحة الإيرانية والخلافات بين المحافظين والإصلاحيين، وبقدرة هذا الفصيل على تحقيق الهدف الشيعي بهيمنتهم على أوضاع العراق. ولعل موقف إيران من مقتدى الصدر وحركته يوضح لنا جانباً كبيراً من طبيعة الدور الذي تقوم به إيران في احتواء الشيعة العراقيين؛ فهناك تياران داخل القيادة الإيرانية حول الموقف من العراق: الأول: يقوده الزعيم الإيراني علي خامنئي ويدعمه الرئيس السابق هاشمي (رفسنجاني) ويدعم هذا التيار الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر. ويقود التيار الثاني الرئيس محمد خاتمي والإصلاحيون، وهو يرفض التعامل والتعاون مع مقتدى الصدر إلى حد أن خاتمي رفض استقباله لدى زيارته إلى طهران، كما أن هذا التيار يفضل دعم المرجع علي السيستاني والقيادات والقوى العراقية المؤيدة للتعاون السلمي مع الأمريكيين والبريطانيين على أساس أن ذلك يشكل أفضل ضمانة لحصول الشيعة العراقيين على مطالبهم، وعلى حصة كبيرة في تركيبة الحكم الجديدة.&#91;6&#93; 2 ـ تسلل المخابرات الإيرانية إلى العراق: كانت الأداة الرئيسية لإيران في تنفيذ استراتيجيتها للمخابرات الإيرانية ونتيجة التنسيق الأميركي ـ الإيراني دخلت المخابرات الإيرانية إلى العراق. ونتيجة أبوتها للتنظيمات السياسية المذهبية تسلَّلت إلى مجلس الحكم الانتقالي. وتشير تقارير صحفية إلى أن جهاز مخابرات فيلق القدس الإيراني ومخابرات الحرس الثوري الإيراني يقومان بالدور الأخطر على صعيد أجهزة الاستخبارات داخل العراق، ولعل الكشف عن الدور المزدوج لأحمد الجلبي وعلاقته الطويلة مع المخابرات الإيرانية يوضح إلى أي حد وصل الدور الذي مارسته المخابرات الإيرانية على الساحة العراقية. وتشير معلومات صحفية مؤكدة إلى افتتاح 18 مكتباً للاستخبارات الإيرانية تحت مسميات مختلفة أبرزها الجمعيات الخيرية لمساعدة الفقراء، وتوزيع المال والأدوية والمواد الغذائية، وترتيب الانتقال إلى العتبات المقدسة وضمن ميزانية تتجاوز مئة مليون دولار. وضمن المخطط الإيراني شراء ولاء رجال دين أغلبهم شيعة وأقلية سنية رصد فيه مبلغ 5 ملايين دولار سنوياً للترويج والدفاع عن إيران، وتجميل صورة مواقفها في الشارع العراقي وأحياناً عبر المنابر. وفي المعلومات الاستخباراتية أن إيران استأجرت واشترت 5700 وحدة سكنية من البيوت والشقق والغرف في مختلف أنحاء العراق، وخاصة في النجف، وكربلاء ليسكن فيها رجال الاستخبارات الإيرانية ورجال فيلق القدس الاستخباراتي. ولعل تصريح مدير المخابرات العراقية الحالي، اللواء محمد الشهواني، من أنه لم يتمكن من فتح فرع للمخابرات الحكومية العراقية في المحافظات الجنوبية لأن المخابرات الإيرانية لاتسمحبذلك! خير دليل على حجم التغلغل المخابراتي الإيراني في العراق. 3 ـ تدفق الأفراد والأموال على العراق: ويشير حجم المساعدات النقدية الإيرانية المدفوعة إلى مقتدى الصدر وحده عدا التيارات الأخرى خلال الأشهر الأخيرة أنها تجاوز سقف 80 مليون دولار، إلى جانب تدريب رجاله، وإرسال معونات إنسانية شملت الغذاء والأدوية والمعدات والأثاث. ومثال على ذلك ما ذكرته صحيفة (جمهوري إسلامي) الإيرانية أن إمام جمعة شيراز الشيخ الحائري الشيرازي أرسل 150 حاجاً على حسابه إلى العتبات المقدسة الشيعية وإلى كربلاء، وسيراً على الأقدام بناء على طلبهم. وهذا الاندفاع البشري الإيراني نحو العراق بحيث وصل عددهم إلى مئات الآلاف، كما قامت بلديات إيرانية عديدة أبرزها بلدية طهران بدور كبير في تولي الخدمات في الأماكن المقدسة كالنظافة والتشجير وزرع شتول الزهور، ورش المياه عبر صهاريج قادمة من إيران وعمالة إيرانية يساعدها عمال عراقيون موظفون تدفع لهم بلدية طهران أجورهم.، ومؤسسة الأوقاف وهي مؤسسة غير رسمية أخذت على عاتقها تأمين كل المصاحف الإيرانية وكتب الأدعية المطلوبة للعتبات المقدسة الشيعية، وكل مؤسسة أهلية تقدم للعراق في هذه المناسبة عطاء أو مساعدة تعتبر جزءاً من ميزانيتها الخاصة. هذافضلاً عن حضور الآلاف من الإيرانيين للتطوع لطهي الطعام وتوزيع المياه أو العصائر أو التنظيف في العتبات المقدسة، وأخيراً للخبز الإيراني الساخن وجبة تقدم لزوار العتبات. ونتيجة للضوء الأخضر (الأميركي ـ البريطاني) اكتظَّت الأسواق وغرف التجارة العراقية بالتجار الإيرانيين، ومنه تسلَّلت إلى أجهزة المافيات (سرقة ونهب) بدون النظر إلى عرقها أو مذهبها؛ إذ تشاركت الأحزاب الكردية مع الأحزاب السياسية الشيعية (فيلق بدر وجماعات البرازاني والطالباني) في نهب كل ما طالته أيديهم وباعوه إلى التجار الإيرانيين، وقد وصف أحد العراقيين الدور الإيراني في العراق قائلاً: خرجت إيران ـ بعد احتلال العراق ـ بأكبر حصة من وليمة ذبح الدولة العراقية بما فيها مخلفات الجيش العراقي التي تبرع الحكيم بنقلها إلى إيران. 4 ـ السيطرة الإعلامية من خلال الصحف التي تمولها وقنوات البث الفضائي والأرضي؛ فقد قامت شركة التلفزيون الرسمية في إيران بافتتاح قناة فضائية على غرار قناة الجزيرة القطرية باسم (العالم) تبث باللغة العربية من محطات تقوية على طول الحدود العراقية لكسب تأييد العراقيين، وكان لها دور هام خلال الغزو الأميركي للعراق حين توقف البث العراقي وبقيت قناة العالم تبث لسائر المدن العراقية ومنها يستقي العراقيون أخبارهم وتحليلاتهم (لعدم وجود إستلام فضائي آنذاك لدى العراقيين) كما أن إيران دعمت إنشاء محطات تلفزيون فضائية موالية لها (مثل الفرات والفيحاء والأنوار) والعشرات من محطات الإذاعة المحلية، وتتحدث تقارير صحفية عن وجود 300 إعلامي إيراني بشكل دائم في العراق. لا يوجد أدنى شك في أن الهدف الإيراني في دعم العناصر الموالية له في العراق ماليا وسياسيا بل وحتى مخابراتياً وعسكريا، قد تحقق حتى الآن واستقوت تلك العناصر بذلك الدعم وساهمت في مجلس الحكم الانتقالي الذي عينته سلطات الاحتلال في العراق (عبد العزيز الحكيم وإبراهيم الجعفري وعز الدين سليم ومحمد بحر العلوم وعبد الكريم المحمداوي) وترمي إيران إلى تهيئة الظروف السياسية من خلال مجموعات تلبس العباءة العراقية لتحقق أهدافها بالإنابة عبر التنسيق مع سلطات الاحتلال الأمريكية - البريطانية إيران وأمريكا[عدل] حيث انهارت مؤسسات الدولة بالكامل، والتي تعاونت مع أمريكا وحليفته بريطانيا حتى بعد الاحتلال وسقوط بغداد، كمثل جيش المهدي وفيلق بدر وقوات المغاوير في وزارة الداخلية التي كان يشرف عليها بيان جبر صولاغ والتي هي عناصر أصلاً من قوات بدر انطوت في صفوف الشرطة. وفي الحقيقة تشير الكثير من المصادر أن التعاون الأمريكي الإيراني بدا في مرحلة مبكرة مع رجال الثورة الإيرانية وقبل قيامها، وفي نهاية الأمر جميع الدبلوماسيين تم الإفراج عنهم. وعلى جميع الأحوال فان حقيقة الدعم الأمريكي الإسرائيلي لإيران خلال الحرب ضد العراق لا يمكن إخفائها بعد كشف ما سمي إيران جايت أو إيران - كونترا إبان رئاسة رونالد ريجان. وبالنسبة للسياسة الأمريكية فأن وصول قيادة ذات أفكار دينية وقومية متطرفة تجاه العرب في إيران يخدم المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط أكثر من نظام علماني ليس له توجهات عدائية تجاه العرب كنظام الشاه. فالإشارات العدائية الإيرانية تجاة العرب بدأت مبكراً حين وجه خميني رسالة تهديد لحاكم البحرين الأمير عيسى بن سلمان آل خليفة يتهمه فيه بإساءة معاملة شعبة، ويقصد بذلك الشيعة منهم، الأمر الذي أثار غضب الرئيس العراقي صدام حسين الذي اعتبره تدخلاً سافراً في شؤون البحرين لا يمكن قبوله، وكان ذلك بداية الحرب الباردة بين البلدين تحول إلى حرب مدمرة استمرت ثمانية سنوات. الدور الإيراني في العراق بعد الاحتلال الأمريكي[عدل] ويمكن القول أن فترة ما بعد الاحتلال الأمريكي للعراق كانت فترة التطبيق العملي لكافة الاهداف والاستراتيجيات التي رسمها قادة الفكر في إيران وقادة صنع القرار بخصوص تصدير الثورة والسيطرة علي العراق، حيث استطاعت إيران خلال هذه المرحلة ومن خلال الطابور الخامس الإيراني والمشكل من إيرانيين متواجدين في العراق بصورة شرعية وغير شرعية، ومن عراقيين موالين لها، ومن المنظمات المسلحة مثل فيلق القدس وفيلق بدر، بالإضافة الي عدد كبير من المنظمات العاملة في مجالات مختلفة&#91;7&#93; * الدور الإيراني في التحالف مع أمريكا لاسقاط نظام صدام حسين لقد لعبت الحكومة الإيرانية دوراً محوريا في الإعداد لغزو العراق بالتعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة رغم الخلافات المعلنة بين واشنطن وطهران بشأن العديد من القضايا الإقليمية والتسليحية والسياسية ومنها اتهام واشنطن للحكومة الإيرانية بدعم الإرهاب والسعي لامتلاك أسلحة الدمار الشامل والأطماع الإقليمية، غير أن إيران وجدت في الحملة الأمريكية لتغيير نظام حكم الرئيس صدام حسين تحقيقا لهدف مركزي في السياسة الإيرانية حدده الزعيم الإيراني الراحل الخميني الذي قال انه تجرع السم بقبوله قرار مجلس الأمن لإنهاء حرب السنوات الثماني مع العراق عام 1988 الذي يحتفل به العراقيون انتصارا على إيران، فقد سمحت إيران بمشاركة فصيل معارضة رئيسي مقره العاصمة الإيرانية، المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق بقيادة عائلة الحكيم، كانت قد شكلته المخابرات الإيرانية عام 1982 وقدمت له الدعم المالي والعسكري والسياسي، بل أن طهران استضافت لقاءات بين قادة الأكراد العراقيين، مسعود البارزاني وجلال الطالباني ورئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي مع قادة المجلس الأعلى محمد باقر الحكيم وشقيقه عبد العزيز الحكيم الذي شارك في الاجتماعات الرباعية والسداسية مع الإدارة الأمريكية والمخابرات الأمريكية عامي 2002 و2003 في واشنطن وبريطانيا للتخطيط والاتفاق على الأدوار والمهام الموكلة لكل طرف من الأطراف الأربعة/ الستة: المجلس الأعلى والمؤتمر الوطني والفصيلين الكرديين وحركة الوفاق بقيادة أياد علاوي، رئيس الوزراء المؤقت الحالي. وكان الجلبي حلقة الوصل الرئيسية بين الإدارة الأمريكية وبالتحديد وزارة الدفاع ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية والحكومة الإيرانية لتنسيق الجهود ضد حكم الرئيس صدام حسين، وقد تمكن من جمع المتناقضين سياسيا واستراتيجيا، الأكراد الساعين إلى جمهورية مستقلة والشيعة المرتبطين بإيران الباحثين عن دولة شيعية تشكل امتدادا لإيران، وهو الهدف الذي تعارضه واشنطن ودول المنطقة والعلمانيون من ليبراليين وشيوعيين ومستقلين. وكان انضمام المجلس الأعلى جوهريا لإكمال الخطط الأمريكية وحاسما في اتخاذ قرار الحرب والاحتلال إذ أن المجلس الأعلى التزم بتحييد القطاع الشيعي من الشعب العراقي وبالمساهمة المباشرة عسكريا وسياسيا في إنجاح المخطط الأمريكي، وكنت قد أجريت لقاء صحفيا في شهر أكتوبر 2002، مع السيد محمد باقر الحكيم، رئيس المجلس الأعلى، وكان في مدينة قم الإيرانية، أكد فيه أن المجلس الأعلى بعث بألفين وخمسمائة فرد من أفراد لواء بدر، التابع للمجلس، إلى شمال العراق للانطلاق مع قوات البشمركة، الميليشيا الكردية، التابعة للكردي جلال الطالباني، في جبهة من منطقة السليمانية ضد القوات العراقية. وحالما احتلت القوات الأمريكية- البريطانية العراق في ابريل 2003، دخلت قوات بدر من إيران وشمال العراق بينما بعثت إيران بالآلاف من عناصر الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية إلى العراق من الوسط والجنوب لينتشروا في البلاد تحقيقا لثلاثة أهداف رئيسية: دعم التيار الشيعي الإيراني في العراق (المجلس الأعلى بقيادة الحكيم ومكانة السيستاني والدعوة بقيادة إبراهيم الجعفري والعمل الإسلامي بقيادة محمد تقي مدرسي)، وإضعاف التيار الشيعي العربي العراقي (مجموعة مقتدى الصدر) وترسيخ وجود مخابراتي إيراني في العراق مما يضمن ترسيخ الأهداف الإيرانية والتأثير في التطورات السياسية بالتوافق مع تلك الأهداف، والتخلص من العناصر المعارضة للمشروع الإيراني&#91;8&#93; الادوات التي اتبعتها إيران للسيطرة علي العراق[عدل] - الادوات السياسية والأمنية: استخدمت إيران عدداً من الادوات السياسية والامنية للنفوذ الي الواقع العراقي ووضح ذلك من خلال عدم اعتراض إيران أو إعاقتها للخطط الأمريكية الرامية لضرب العراق وإسقاط نظامه، نظراً لتوافق ذلك مع الهدف الإيراني في ذلك الوقت، والذي يتمثل في تدمير العراق وإزاحة النظام القومي العربي، وخلق نظام جديد يسهل الحركة الإيرانية، وكذلك قيام إيران بعد الاحتلال الأمريكي للعراق بتصفية وقتل المئات من الضباط والطيارين ورجال المخابرات والعلماء العراقيين، ومطاردة وإزاحة القوى العراقية القومية والإسلامية المعادية للتوجه الإيراني، مع تقديم الدعم المالي والمخابراتي للقوى المؤيدة لها خاصة حزب الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية &#91;9&#93; بالإضافة الي محاولة خلخلة الاوضاع السياسية في العراق، والعمل علي إضعاف حكوماته تمهيداً لخلق قيادة سياسية ضعيفة تدين بالولاء والطاعة لإيران، الأمر الذي يسهل لها تحقيق مصالحها بأقل تكلفة ممكنه، ونشير إلي تصريح قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني الذي قال فيه "أن بلاده حاضرة في الجنوب اللبناني وفي العراق وأن هذين البلدين يخضعان بشكل أو بأخر لإرادة طهران وأفكارها"، كما عملت إيران علي الضغط علي الحكومات العراقية المتتالية من أجل تقديم تنازلات مرتبطة بالحدود المشتركة، وفي هذا الاطار استطاعت إيران انتزاع موافقة العراق علي اتفاقية الجزائر عام 1975 التي تحدد الحدود الفاصلة بين البلدين، كما استطاعت ايضاً انتزاع موافقة الحكومة العراقية التي تشكلت بعد الاحتلال الأمريكي علي إعلان مسئوليتها في شن الحرب علي إيران في عام 1980، ومما يستتبع ذلك من آثار قانونية خاصة بالتعويضات وما إلي غير ذلك&#91;7&#93; كما تم وضع عنوان للتحرك الإيراني تجاه العراق يخالف حقيقة نواياها، من خلال اختراق منظومة القيادة العراقية من خلال تقديم الاستشارات للمتحكمين في النظام السياسي حول بعض القضايا والمشكلات العراقية السياسية والاقتصادية، وتكثيف الحوار والاتصالات معهم، علاوة علي محاولة إيران التأثير علي الواقع الديموغرافي في العراق وتغيير الوزن النسبي لبعض مكونات الشعب العراقي خاصة من الشيعة، وذلك من خلال الضغط علي الحكومة العراقية لإعطاء الجنسية العراقية الي عدد كبير من الإيرانيين الموجودين في العراق والذين يقدر البعض عددهم ب 2.5 مليون تقريباً&#91;10&#93; كما عملت إيران علي خلق حالة من الشك والريبة في العلاقة ما بين القيادات السياسية في العراق وعلماء الدين السنه، من خلال ترويج إشاعات عن فساد هذه الشخصيات وقيامهم ببعض الاعمال المخالفة للنظام والدولة، مما يسهم في ابتعاد نسبي لهذه القيادات الدينية عن دوائر صنع القرار، وما يؤدي إليه ذلك من تشويه المذهب السني في العراق، علاوة علي ما يوفره من مناخ للحقد والكراهية بين رجال الدين والحكام بشكل عام وتتبني إيران للطرح الديموقراطي في العراق علي الطراز الغربي، علي اساس أنه النموذج الأفضل لإدارة الوضع العراقي، ارتباطاً بهدف إيراني بعيد المدي وهو أن تطبيق الديموقراطية علي هذا النحو سيساعد علي تقوية الاقاليم الراغبة في الاستقلال، كما أنه سيعمل علي إذكاء سياسة المحاصصة، بما يقود في النهاية إلي إضعاف قوة العراق ومنع عودته مرة أخرى كمعرقل للأهداف الإيرانية في الخليج، وحرصت إيران في تلك الفترة علي الابقاء علي علاقات متميزة مع القادة الكرد، وعدم التفريط فيها كخط استراتيجي عام لإيران يضمن عدم عودة البعثين أو قيام حكم سني مرة أخرى، والإبقاء علي خط اتصال مع بعض الاطراف السنية في العراق، مستغلين سياسة الاغراء والتهديد علي أساس أن الاقتراب من إيران هو أحد متطلبات المشاركة السياسية في الحكم والعكس صحيح&#91;11&#93; هذا بالإضافة الي إتاحة المجال لعمل أجهزة الاستخبارات الإيرانية للعمل السياسي السري والعلني في العراق، من خلال الحرس الثوري الإيراني وجهازي الأمن والاستخبارات الإيرانية ومجموعات من الميليشيات التابعة لها، ومجموعات من الحوزة الدينية في قم، وفي الغالب تعمل هذه الجهات تحت واجهات متعددة ومستترة من خلال وجودها داخل تنظيمات سياسية إسلامية عراقية، وتنظيمات خيرية ودينية، وواجهات دبلوماسية وتجارية ومكاتب صحفية وإعلامية وغيرها، والعمل علي إقامة شبكة واسعة من التنظيمات الخيرية والأحزاب السياسية الإسلامية البديلة التي تعمل لتوسيع نشاطها في كسب المزيد من الناس إلى هذه التنظيمات التابعة بصورة مباشرة أو غير مباشرة لإيران والتي تلتزم بخطها الفكري والسياسي&#91;12&#93; كما عملت إيران علي وضع الأموال في خدمة الكثير من رجال الدين لصرفها على المحتاجين من الناس من قبل قوى إسلامية سياسية شيعية بالأساس، بغرض التأثير الفكري والسياسي والعملي عليها، بما يتوافق مع التوجهات الإيرانية، وكذلك وضع جانب كبير من هذه الأموال تحت تصرف المليشيات المسلحة التي تمارس التهديد والاختطاف والقتل والتخريب ضد مؤسسات الدولة وضد المجتمع، بما يساعدها على استمرار النشاط الدموي في العراق&#91;13&#93; -الادوات الاقتصادية بالإضافة إلى الأدوات السياسية والأمنية التي استخدمتها إيران للنفوذ في العراق، كان هناك اهتماماً موازياً بالاختراق الاقتصادي وإضعاف العراق علي هذا المستوى، وهو الأمر الذي استطاعت إحداثه أو عمله من خلال ما يلي&#91;14&#93; 1- شراء الأصول ( صناعية وزراعية وعقارية) وجعلها ملاذاً أو مكاناً للمؤيدين لها يسكنون فيها ويبحثون خلالها على عمل في هذه الأماكن لتوسيع مناطق السيطرة والنفوذ. 2- محاولة إيران تخريب الاقتصاد العراقي حيث أصبح العراق سوقا مفتوحة للبضائع الإيرانية بمختلف أنواعها، مما جعل الاقتصاد العراقي تابعا لإيران تبعية مطلقة، ومعتمداً عليها اعتماداً كلياً، كما شجعت إيران التجار على السفر إلى العراق والاستثمار هناك وخصوصا في المدن المقدسة عند الشيعة ودفع أسعار خيالية للاستحواذ على اقتصاد العراق&#91;15&#93; 3- سرقة النفط العراقي من حقول البصرة - قّدّره تقرير (بيكر-هاملتون) بنصف مليون برميل يوميا- وحقول (مجنون والفكة) التي طردت الكوادر الهندسية النفطية العراقية منها أمام مرأى ومسمع حكومة الإحتلال واستخدام إيران لطريقة الحفر المائل لسحب النفط من داخل عمق الحدود العراقية التي ادعت أنها آبار مشتركة - يقع بعضها داخل الأراضي العراقية بعمق(10) كم&#91;16&#93; 4- كما استغلت إيران وجود عملائها في الحكومات المنشأة في ظل الإحتلال وقضمت المزيد من الأراضي العراقية وبالذات في محافظتي ميسان والبصرة حيث تتواجد الحقول النفطية العراقية الكبرى، وهي تحاول حاليا ضم جزيرة أم الرصاص العراقية الغنية بالنفط. 5- التركيز علي فكرة التوطين للشيعة الإيرانيين في بعض المناطق المختلطة طائفيا إما من خلال شراء منازل والأراضي أو من خلال تهجير سكانها بالمضايقات الأمنية والاقتصادية من خلال أنصارها داخل الدولة العراقية، بما يساعد علي إحداث خلل في التوازن الديموغرافي لهذه المناطق لصالح الشيعة، حيث أشارت بعض التقارير المرتبطة بهذا الموضوع الي ما تم في عهد حكومة الجعفري من تعهده بإقرار خطة توطين الي ما يقرب من مليوني شيعي إيراني في الاراضي العراقية مثل ما يحدث في مناطق أبو الخصيب و الزبير في محافظة البصرة.&#91;17&#93; - الادوات الثقافية والدينية: بجانب الادوات السياسية والاقتصادية كان الجانب الديني والثقافي أحد مجالات الاختراق الإيراني للعراق، وهو الأمر الذي تم من خلال ما يلي&#91;18&#93;&#160;: 1- العمل علي تغيير المناهج والمواد الدراسية في العراق، من خلال إعادة كتابة تاريخ الحرب العراقية الإيرانية (من1980م إلى 1988م)، وتم حذف الحقيقة التاريخية التي تقول إن القوات الإيرانية هي التي قامت بقصف المدن العراقية، وقصفت المنشآت الاقتصادية والبواخر الراسية في شط العرب، وأن القوات العراقية قامت بالرد على العدوان يوم 22 سبتمبر1980م، أي بعد 18 يوما من التحركات الفعلية الإيرانية لاحتلال العراق.&#91;19&#93; كما تم حذف الفقرات التي وردت في الكتب المقررة السابقة حول دور الفرس في إثارة الفتنة بين المسلمين خلال فترة الخلفاء الراشدين، ودورهم في قتل عمر وعثمان بن عفان -رضي الله عنهم-، وحذف الفقرات التي كانت تتحدث عن الدور البطولي للجيش العراقي في حرب 1948م، وحرب أكتوبر 1973م، كما تم تغيير خارطة العراق وحذف (نهر صدام) و(ميناء البكر) وإلغاء تسمية المحافظات وإعادتها إلى أسماءها القديمة، فأعادوا تسمية القادسية بالديوانية والمثنى بالسماوة وذي قار بالناصرية والتأميم بكركوك...وهكذا، علاوة علي أن معظم المراكز الثقافية والمكتبات الموجودة في العراق أصبحت تقع تحت النفوذ والسيطرة الإيرانية حتى وصل الأمر لقيام وزارة التربية العراقية بمنح عقود طباعة الكتب المدرسية للمطابع الإيرانية&#91;20&#93; 2- التركيز علي مخاطبة الرأي العام العراقي من خلال السيطرة علي بعض وسائل الإعلام، وهو الأمر الذي تم من خلال إنشاء المحطات الفضائية التلفزيونية الطائفية الموجهة إلى الشعب العراقي, والتي بلغت أكثر من عشرين محطة فضائية مثل: السلام والعدل ومحطتا أهل البيت والفرات والفيحاء وآفاق وبلادي والمسمار الأولى والثانية والغدير وكربلاء والفرقان والمهدي والعدالة الأولى والثانية.. وغيرها. 3- السعي إلى إحداث اختراق ونفوذ في الجانب الديني، من خلال ربط شريحة واسعة من العراقيين بإيران تحت مسمى التشيع، وذلك من خلال إثارة الفتن المذهبية والطائفية والترويج لفكرة المظلومية، حيث تشير بعض التقارير الي أن إيران أدخلت أكثر من ألفي رجل دين في مدارس الحوزة العلمية في محاولة منها للتأثير علي قرارها والاستحواذ عليها. 4- استغلال ما سمي بالسياحة الدينية من أجل محاولة العبث بالتركيبة الديموغرافية والقومية، إذ تشير الاحصائيات الرسمية الي أن حوالي 3000 زائر إيراني يدخلون العراق يومياً، بعضهم يستقر بطريقة غير شرعية، بالإضافة إلى أعداد غير مقدرة تدخل الي العراق بطرق سرية، وظهرت مؤشرات علي حجم هذا التواجد علي أرض الواقع منها إمكانية سماع اللغة الفارسية بشكل ملحوظ في بعض المناطق في أسواق بغداد والنجف وكربلاء والبصرة، كما تتداول العمله الإيرانية في هذه الأسواق، وهو الوجود الذي دفع بعض التابعين لايران في مرحلة صياغة الدستور قبل عام 2005 الي الدعوة إلى إدراج القومية الفارسية كقومية رابعة بعد العربية والكردية والتركمانية&#91;21&#93; ردود الفعل[عدل] برزت العديد من التصريحات الرسمية لسياسيين عرب تحذر من هذا المد حيث كشف الملك عبد الله الثاني ملك الأردن عن مخطط إيراني لإقامة هلال شيعي في المنطقة يبدأ من إيران وينتهي في لبنان، وتصريحات الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك أن الشيعة في العالم العربي ولائهم دائما لإيران، كما حذر الرئيس اليمني من النفوذ الإيراني ودعمهم للفوضى التي قامت في بلاده بسبب الحوثيين الزيدية. وكان من أهم الإشارات على المد الإيراني خطاب الملك حسين بن طلال ملك الأردن الراحل الذي أكد في خطاب له عام 1979 أي بعد الثورة الإيرانية "انه على العالم الإسلامي أن لا يتفاءل بهذه الثورة ويعي أنها ليست ثورة إسلامية إنما ثورة فارسية شيعية تقصد إحياء مجد فارس عن طريق نشر التشيع". التعبير الشيعي[عدل] يرفض الشيعة تسمية حالة النشاط الإعلامي والسياسي الأخيرة وتزايد النفوذ السياسي الشيعي في العراق بالمد الإيراني ويستخدمون بدلاً منه تعبير المد الشيعي. إلا أن هذا التعبير ليس دقيقا بما يكفي لتوصيف الحالة فهذا المد عملياً يقتصر تأثير فقط في نطاق الطائفة الشيعية التي هي أساساً ترى في إيران الولاية الدينية والسياسية بما يطلقون عليها "ولاية الفقيه" والذي تغذيه إيران بقوة ويؤمن بها أنصارها من الشيعة العرب و غير العرب ومنهم القيادة في حزب الله، ولا يوجد امتداد للتشيع على الطوائف الأخرى وخصوصاً السنية، فلا يوجد زيادة في أعداد الشيعة أو زيادة في نفوذهم في غير المناطق التي تسكنها اقليات شيعية، الأمر الذي يجعله مدا إيرانيا بحتاً مستفيداً من البعد الطائفي فيه. النفوذ الإيراني بعد الانسحاب الأمريكي[عدل] ساعد الانسحاب الأمريكي من العراق علي إتاحة المجال لإيران للتحرك بمزيد من الحرية في الداخل العراقي، كما تواكب هذا الانسحاب مع المتغيرات الاقليمية المهمة، والمتمثلة في ثورات الربيع العربي وما أفرزته من تحدي اساسي لإيران، يتمثل في احتمال تهديد المشروع الإيراني المسمي بالهلال الشيعي، حيث وضح إمكانية ان تفرز هذه الثورات بديلاً لذلك وهو ( الهلال السني )، حيث صعدت أسهم التيار الإسلامي السني في كثير من دول المنطقة، وأصبحت أكثر تهديداً للوجود الإيراني، خاصة وان بعض من فصائل التيار الإسلامي لاسيما التيار السلفي والأصولي يناصب إيران عداءا شديداً من منطلق مذهبي بحت&#91;22&#93; ومع تأزم هذا الوضع ووصول الربيع العربي الي سوريا - العقدة الاساسية لخارطة الطريق نحو تنفيذ الاستراتيجية الإيرانية-، تبدلت بعض المعطيات الإيرانية فيما يتعلق بالعراق دون أن يؤثر ذلك علي اهميته في المشروع الإيراني، بل أن بعض المحللين قد أشاروا الي تضاعف اهمية العراق الآن بالنسبة لإيران أكثر من ذي قبل، خاصة مع تحول الوضع السوري تدريجياً إلي ما يشبه الحرب الأهلية، ووصول الاستقطابات الاقليمية والدولية حيال سوريا الي أعلي مستوي لها&#91;23&#93; وارتباطاً برغبة إيران في الحفاظ على المكتسبات التي تحققت لها في العراق، عملت إيران علي الاستفادة من الفراغ الذي خلفه الانسحاب من أجل تعديل ميزان القوي داخل العراق لصالح القوي السياسية المتحالفة معها، وأشارت بعض الدراسات الإيرانية الصادرة خلال الفترة الاخيرة الي أن إيران بحاجة في هذه المرحلة الي عمل ما يلى&#91;24&#93;: أولاً: تحقيق تفاهم مع القوة العسكرية الاولي في المنطقة وهي الولايات المتحدة، يتم بموجبه ضمان استمرار اختلال التوازن السياسي والعسكري في العراق لصالح القوي الشيعية، وتوسيع حقول النفط الإيرانية الي ما رواء الحدود المشتركة مع العراق، في مقابل ضمان إيران لتدفق النفط عبر مضيق هرمز، وابتعاد إيران عن أبار النفط السعودية وتقديم تنازلات بخصوص البرنامج النووي الإيراني، خاصة وأن الإدارة الأمريكية مدركة تماماً أن التوصل الي تفاهم مع إيران ممكناً في حال تم التوصل الي تفاهمات في بعض الملفات الاقليمية الأخرى، وأن هذا التفاهم الإيراني الأمريكي إن لم يقع في المدي القريب، لكنه يظل احتمالاً قائماً علي المدي المنظور&#91;25&#93; ثانياً: حاجة إيران لإجراء حوار أو تفاهم مع الدولة الاقليمية الأكبر بعد العراق وهي المملكة العربية السعودية، يقضي بأن تلعب السعودية دوراً في اقناع الدول السنية بأن تخفف من حدة عدائها لايران، خاصة فيما يتعلق بالموقف من البرنامج النووى، بما يعني إجبار القوي السنية الكبري علي الاعتراف بدائرة النفوذ الإيراني الحالية خاصة في ضوء الانشغال الأمريكي بالوضع الاقليمي وبترتيباته، وكذلك أن تبتعد السعودية عن مجابهة الوجود الإيراني في العراق التي تحاول التأثير في مجريات أحداثه وأزماته بالتعاون مع تركيا، واعتبرت هذه الدراسات أن اضطراب الوضع السياسى في البحرين عامل مساعد علي فتح هذا الحوار باعتبار ان التحركات الشيعية في البحرين اداة ضغط إيرانية مهمة علي السعودية لتسوية الوضع في البحرين ومنع انتقال الاضطرابات الي المنطقة الشرقية الغنية بالنفط والمأهولة بالشيعة الموالين لإيران&#91;26&#93; مؤشرات النفوذ الإيراني بعد الانسحاب[عدل] وباستقراء النفوذ الإيراني في العراق في مرحلة ما بعد الانسحاب الأمريكي، يمكن ملاحظة عدد من المؤشرات الدالة علي حجم هذا النفوذ 1-التحاق كامل للمواقف الخارجية لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالمواقف الرسمية الإيرانية، ظهر ذلك في اصطفاف المالكي مع الموقف الإيراني الداعم للاضطرابات التي شهدتها البحرين، وتكرر الأمر نفسه مع تأييد النظام الحاكم في سوريا، واقتضى هذا الالتحاق إحداث تطور انقلابي في العلاقات السورية – العراقية، فبعد أن دأب العراق على إدانة تسلل الإرهابيين إلى أراضيه عبر حدوده مع سوريا، وقف العراق إلى جانب نظام بشار الأسد، بل أشارت بعض المصادر إلى تقديمه عشرة بلايين دولار لهذا النظام حتى يواجه أزمته الداخلية بناءً على طلب من إيران. هذا فضلاً عما ترتب على هذا الموقف من فتور في علاقة العراق بتركيا بسبب موقف الأخيرة الداعم للانتفاضة السورية&#91;14&#93; 2- سكوت الحكومة العراقية عن اتخاذ إيران لقرار وقف تدفق مياه "نهر الوند" الذي ينبع من الأراضي الإيرانية ويتجه إلى محافظة ديالى العراقية تحت ذرائع واهية وما يمثله ذلك من اضرار اقتصادية واجتماعية بالغة لحقت بالعراق نتيجة لهذا الامر، وما ترتب عليه من حرمان الآلاف من أهالي المنطقة من المياه الصالحة للشرب فضلاً عن تبوير الأراضي الزراعية، الامر الذي فسره بعض أهالي مدينة خانقين التي يمر بها النهر هذا الإجراء الإيراني بالضغط عليهم لحملهم على الرحيل، وبالتالي إعادة تشكيل الخريطة السكانية لمحافظة ديالى ذات الأكثرية السنية &#91;27&#93; 3-إعطاء الحكومة العراقية الحالية تسهيلات لإيران من شأنها ازدياد النفوذ الإيراني داخل العراق، وذلك عن طريق العديد من المقترحات المقدمة التي من شانها زياده هذا النفوذ مثل ربط موانئها بخط للسكك الحديدية العراقية لزيادة اعتماد العراق على بضائعها، ومعلوم أن العراق قد دأب على رفض هذا المشروع لمدة عامين ونصف العام، ولاسيما أنه يترتب عليه تدمير نشاط الموانئ العراقية. وفي هذا السياق شن وزير النقل العراقي السابق عامر إسماعيل حملة شديدة على هذا المشروع، وانتقد السماح لإيران بتنفيذه مستغلة علاقتها الوثيقة بنوري المالكي&#91;14&#93; 4-العلاقة التي توطدت بين حزب الدعوة الإسلامي وإيران والتي وصلت الي أعلي مستوياتها علي يد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الامر الذي جعل البعض يعتبر أن الازمة السياسية الراهنة في العراق إنما تعود إلى ما افرزته نتائج الانتخابات التشريعية العراقية في 2010 من تداعيات على المشهد العراقي ومن انقسامات بين القوى السياسية المختلفة حول تشكيل الحكومة والتي لعبت فيها إيران دور المعطل الأساسي لمسألة تشكيل الحكومة واختيار رئيس الوزراء حتى تتمكن من ضمان وصول شخصيات متوافقة مع التوجهات والمصالح الإيرانية وعلى رأسهم نورى المالكي الذي تولى تشكيل الحكومة للمرة الثانية&#91;28&#93; وبالتأكيد فإن إيران تعتبر طرفاً فاعلاً في الأزمة السياسية الاخيرة في العراق، استناداً إلى أن إيران لا تجد مصلحة استراتيجية لها على الاقل على المدى المنظور في تغيير رئيس الوزراء الحالي - الا إذا جاءت تحركاته في صورة متعارضة مع المصالح الإيرانية في العراق او خارجه ( وهو ما لم يحدث حتى الان، من خلال الاعلان عن بعض المشروعات العراقية الإيرانية منها انشاء خط انابيب الغاز من إيران عبر العراق إلى سوريا، بالإضافة إلى خط انابيب النفط من البصرة إلى سوريا، والاجراءات التي اتخذها المالكي ضد بعض القيادات السنية على راسهم طارق الهاشمي في اواخر 2011، بالاضافة إلى موقف المالكي المتوافق مع إيران في دعم نظام بشار الاسد في سوريا)- كما تخشى إيران من تداعيات تغيير الحكومة الحالية على نفوذها داخل العراق، وارتباط ذلك باحتمالية فقدان بعض اوراق الضغط التي تستخدمها طهران في التعامل مع الغرب والولايات المتحدة فيما يتعلق ببرنامجها النووي، ويزداد هذا الامر بعد تزايد احتمالات فقدان إيران للحليف السوري&#91;29&#93; 5- كما وضح حجم نفوذ إيران من خلال ما قامت به من ممارسة ضغوط على بعض القوى السياسية العراقية حتى تحول دون سحب الثقة من المالكي، وكان ابرز ما قامت به هو الضغط على التيار الصدري وتهديد مقتدى الصدر بقطع المساعدات التي تقدمها إيران له وتهديده بغلق مقراته في إيران( جاء ذلك عقب لقاء الصدر بخامنئي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في يونيو 2012....)، وكذلك رفض إيران لأن يكون للسنة والاكراد الدور الحاسم والمتحكم في مسألة تغيير أو اسقاط أو تعيين رئيس الوزراء العراقي ( كما حدث في تجربة 2006 عندما اعترض الاكراد على تعيين إبراهيم الجعفري كرئيس للوزراء)، حيث أن نجاح السنة أو الاكراد في اسقاط المالكي وتعيين رئيس حكومة جديد يعنى تقليص وإضعاف دور إيران " المتحكم " في بعض جوانب العملية السياسية&#91;30&#93; و الجدير بالذكر انه عندما أعلنت الولايات المتحدة أنها انسحبت نهائياً من العراق وعدّت ذلك يوماً تاريخياً لها وللعراق، وأنها أنجزت مهمتها، وتركت العراق بلداً ديمقراطياً مستقراً . وقد أشار أوباما إلى أن العراق سيصبح نموذجاً لدول المنطقة، كما أن وزير الدفاع الأمريكي السابق رأى أن الأوضاع في العراق تعد مثالاً للمنطقة، رغم أنها غير مكتملة، وتجاهل حقيقة أن الأوضاع كارثية بكل أبعادها . فالوضع الأمني مترد والعنف مازال يجد طريقه إلى الساحة العراقية، كما أن الوضع الاقتصادي مترد أيضاً، حيث لا تتوافر الخدمات الأساسية في كثير من الأحيان، وتشح المواد المعيشية . ثم إن الديمقراطية التي تتغنى الولايات المتحدة بتحقيقها في العراق، وتعدّ ذلك هدفاً محورياً سعت إلى تحقيقه، هي ديمقراطية صورية مهلهلة، تعتمد على المحاصصة الطائفية القابلة للتفكّك أو الانهيار في أي وقت، فضلاً عن شحذ الانقسام الطائفي في العراق الذي يهدد بتقسيمه &#91;31&#93; تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة حشدت حملتها لغزو العراق واحتلاله عل أساس التخلص من أسلحة الدمار الشامل، ولم تكن الديمقراطية واردة في أجندة أهدافها المعلنة، واضطرت إلى محورة الهدف في تحقيق الديمقراطية بعد أن انكشف زيف الادعاء بوجود أسلحة دمار شامل .وهكذا أعلنت الولايات المتحدة الحرب على العراق واحتلته من دون غطاء دولي، ومن دون مظلة الشرعية الدولية، وارتكبت فيه جرائم حرب وإبادة، ولم تطلها المساءلة ولا المحاسبة وفق مرجعية القانون الدولي والشرعية الدولية .ومن المفارقات اللافتة للنظر، أن احتلال الولايات المتحدة للعراق مهّد لنفوذ إيراني واسع فيه، رغم الخصومة السياسية بين الدولتين . وبدت إيران مستفيدة إلى حد كبير من الأوضاع التي آل إليها العراق . وبالطبع فإن الانسحاب الأمريكي من العراق يترك المجال مفتوحاً لنفوذ إيراني أكبر في ظل غياب عربي&#91;32&#93; مستقبل النفوذ الإيراني في العراق[عدل] اولا الفرص المتاحة[عدل] تشير بعض العوامل إلى وجود فرصاً متاحة أمام إيران، للاستمرار في تعزيز نفوذها في العراق بمستوياته المختلفة، وذلك استناداً لما يلى&#91;14&#93; 1-استمرار العراق حتي الآن دولة ضعيفة، حيث لا يملك العراق حكومة مستقرة، كما أنه ليس لديه جيش أو جهاز أمن مؤهل لفرض ارادة الحكومة بالداخل، فضلاً عن قدرته علي حماية البلاد من أي قوي خارجية، واستمرار وجود توجهات انفصالية لبعض الاقاليم العراقية خاصة اقليم كردستان، وتعاظم تحركات معظم القوي السياسية العراقية علي أساس طائفي بحت، وتلاشي فرص إحداث توافق وطني، يضمن استمرار العراق موحداً كما كان في السابق، ما يعني استمرار وجود أرضية مناسبة للنفوذ الإيراني في العراق. 2- التداعيات المحتملة للازمة السورية وظهور مؤشرات علي احتمال سقوط نظام بشار الاسد وتغير طبيعة النظام الحاكم في سوريا، التي ظلت محكومةً لعقود من خلال الاقلية العلوية الشيعية، والتي استطاعت أن تنسج علاقة تحالف واضحة ومعلنه ما بين سوريا وإيران، الامر الذي جعل بعض المراقبين يعتبرون سوريا احدي قواعد المشروع الاستراتيجي الإيراني في المنطقة، وحيث أن سقوط النظام السوري سيؤدي الي فك هذا التحالف، وما يفرضه ذلك علي إيران من ضرورة البحث عن بديل إقليمي عن سوريا، فإن العراق يبدو الآن في ظل النظام الحاكم حالياً من أفضل البدائل الاقليمية لإيران، الامر الذي يعني فرصاً متاحة لاستمرار النفوذ الإيراني في العراق لسنوات قادمة&#91;33&#93; 3-بقاء إيران – رغم التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها- دوله قوية اقتصادياً وعسكرياً، علاوة علي الالتزام الايديولوجي لمعظم مؤسسات الدولة، بما يتوافق مع الاستراتيجية الإيرانية للحركة الخارجية، والتي يعتبر اضعاف العراق ومنع عودته كدولة قوية محور اساسي فيها. 4- ما خلفه الانسحاب الأمريكي من العراق من تحول سيكولوجي عميق إزاء توقعات القوي في المنطقة، حيث أن هناك مؤشرات على اتجاه بعض دول المنطقة إلى بالاعتراف بالقوة النسبية لإيران والتسليم لها بالأوراق التي تمتلكها وعلى راسها نفوذها في العراق، الامر الذي قد يدفع هذه الدول لعمل تسوية سياسية معها، بما سينعكس علي الوضع العراقي بصورة سلبية ويسمح بانفراد إيراني بالوضع العراقي علي المدي المنظور. 5-غياب فرص متاحة لمزاحمة اقليمية محتملة للنفوذ الإيراني في العراق، حيث أنه ورغم وضوح دور تركي متزايد في المنطقة وفي العراق علي نحو خاص، إلا أن القيادة التركية الحالية تبدو غير متحمسة حتي الان لتحدي النفوذ الإيراني في العراق، واكتفائها بحصول علي بعض المكتسبات الاقتصادية خاصة من خلال علاقات تركيا المتميزة مع الاكراد 6-بقاء احتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران وإيقاف طموحها الاقليمي مستبعداً علي المدي المنظور، استناداً إلي خشية الولايات المتحدة والغرب من أن خسائر هذه الضربة علي المصالح الغربية إقليمياً ودولياً قد تكون أكبر من حجم المكاسب المتحققة، خاصة في ظل عدم التأكد الغربي من أن توجيه ضربة عسكرية لإيران قد توقف بالفعل مشروعها النووي، علاوة علي تخوف الغرب من التأثير علي سوق الطاقة العالمي في ظل الازمة الاقتصادية الحالية&#91;34&#93; 7-احتمال وصول الولايات المتحدة إلي اتفاق محتمل مع إيران خلال الفترة القادمة، يتم بموجبه تسوية قضايا الخلاف بين البلدين وعلي رأسها الملف النووي وبعض الملفات الاقليمية، التي تملك فيها إيران وجود وتأثير فاعلاً، والذي من المحتمل أن يتضمن تسليماً امريكياً بالنفوذ الإيراني في العراق، طالما لا يتعارض مع مصالحها 8-رغم مراهنة البعض علي دور المكون السني في العراق في إيقاف النفوذ الإيراني المتعاظم هناك، إلا أن عوامل كثيرة قد تقلل من أهمية هذا المحدد، علي رأسها استمرار وجود انقسامات داخل المكون السني نفسه وغياب الاتفاق علي اجندة واحدة للعمل السياسي، علاوة علي الاتجاه الراهن لمعظم الكتل السنية بقبول الوضع الراهن في العراق والحديث عن اقليم سني يبعدهم عن بطش الشيعة، بما يعني بشكل غير مباشر تراجع الهدف الخاص بالعمل علي استعادة العراق كدولة واحدة علي أساس قومي، وما يفرضه ذلك من مواجهه مطلوبة وضرورية مع الجانب الإيراني الرافض لهذا الهدف والداعم لسياسيات تقسيم العراق وإضعافه، علاوة علي اختلاط المقاومة السنية (سواءاً التي كانت في مواجهة الاحتلال الأمريكي قبل الانسحاب أو الآن في مواجهة الميلشيات الشيعية) بتصرفات تنظيمات جهادية وعلي رأسها تنظيم القاعدة في العراق، الأمر الذي قد يحرم أهل السنه من فرص تقديم دعم دولي وإقليمي لهم يساند قضيتهم المركزية ( بفرض اتفاقهم على استعادة وحدة وقوة العراق). 9- ضعف دور قوي الصد الطائفي الاخرى في المجتمع العراقي ( التيارات الليبرالية والقومية والعلمانية)، وتجلي ذلك في الاعلان عن تحول تيار المؤتمر الوطني اليبرالي الذي يقوده أحمد الجلبي إلي حركة سياسية بإسم البيت الشيعي للمشاركة في انتخابات 2005، وكذلك مشاركة الحزب الشيوعي العراقي في مجلس الحكم المؤقت كطرف شيعي 10-استمرار امتلاك إيران لبعض الادوات داخل العراق، يمكن من خلالها دعم جهودها الرامية إلي الحيلولة دون صعود القوميين والبعثيين السابقين إلي قمة السياسات العراقية، والإبقاء علي نفوذها علي أي حكومة جديدة يقودها الشيعة، وذلك من خلال الجماعات الخاصة التي شكلتها إيران داخل العراق كميلشيات عسكرية وشبه عسكرية مثل منظمة بدر وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وكتائب اليوم الموعود وغيرها، وهذه الجماعات كانت من بين المستفيدين من الانسحاب الأمريكي للعراق الذي أدي الي تراجع قدرة القوات العراقية علي التعامل مع التهديد الذي تشكله هذه الجماعات الخاصة، ووضع إيران كذلك لسياسات بديلة للتعامل مع هذه الميليشيات المختلفة من خلال سياسة العصا والجزرة والمتمثلة في امتلاك أدوات التأثير علي توجهات هذه التنظيمات من خلال الدعم المالي والفني، حيث استطاعت إيران وضع بدائل لجيش المهدي الخارج عن السيطرة النسبية لإيران، علاوة علي ما أحدثته إيران من تحول في دعمها السياسي من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية إلي حزب الدعوة الأكثر اقتراباً من التوجهات الإيرانية 11-استغلال إيران لضعف الدولة العراقية خاصة ضعف السيطرة علي الحدود ومنافذ العبور من أجل إدخال افراد وأسلحة الي العراق، وكذلك من خلال المناطق الحدودية المتداخلة 12-محاكاة إيران لحالة النفوذ والارتباط التي استطاعت أن تخلقها سوريا مع لبنان عبر ادوات كثيرة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، ونقل هذا النموذج الي الشكل الراهن والمستقبلي لحالة الارتباط العراقي بايران أو بحجم النفوذ الإيراني في العراق ثانيا التحديات[عدل] رغم توافر فرص لاستمرار النفوذ الإيراني في العراق، كما سبق توضيحه في المطلب السابق، إلا أن قدرة إيران على الحفاظ على هذا النفوذ، تبقى مرتبطة بعدد من العوامل، التي تشكل بعضها أو كلها تحدياً لهذا النفوذ، وذلك على النحو التالي&#91;14&#93; 1-الوضع الداخلي في إيران، المتمثل في الوضع الاقتصادي المتردي خاصة بعد العقوبات الأمريكية والأوروبية، والوضع السياسي غير المستقر بسبب الصراع بين الجناحين المحافظ والإصلاحي في النظام السياسي الإيراني، ورغبة التيار الاصلاحي في ايصال الربيع العربي الي إيران، علاوة على الوضع الاجتماعي المتشابك، خاصة توزيع السكان بين العرقيات والاثنيات المختلفة والتي يمثل فيها الفرس أقل من نصف عدد السكان، علاوة علي بعض التحديات الداخلية للمؤسسة الدينية، وهي كلها عوامل تقيد نسبياً من حرية حركة إيران وتقلل من فرص استفادتها علي المستوي الخارجي. 2- ما أفرزه المشهد الاقليمي من تغيرات استراتيجية، متمثلة في صعود تيار الاسلام السياسي السني في بعض البلدان والمعروف بعداءة للتوجه الشيعي لإيران، علاوة علي ان هذا الصعود الإسلامي قد يجيء مستقبلاً علي حساب الوجود الشيعي في المنطقة (سوريا ولبنان واليمن) باعتبار هذه الدول من الاوراق المهمة للمشروع الإيراني في المنطقة، بالإضافة إلي ما أفرزه هذا المشهد من تقاربات أو تحالفات سياسية جديدة خاصة ما بين بعض الدول العربية المتزعمة للتيار السني خاصة (مصر والسعودية) مع تركيا، التي لعبت وما تزال دور القوة الموازنة لإيران في المنطقة&#91;34&#93; 3-عدم التأكد الإيراني من إمكانية بقاء المعادلة السياسية في العراق علي النحو الذي هي عليه الآن، والذي تسيطر فيه القوى الشيعة علي النظام السياسي العراقي، حيث كشفت الأزمة السياسية الدائرة منذ ما يقرب من العام عن احتمال حدوث تغير ممكن في النظام السياسي العراقي في حال نجاح قوي المعارضة في سحب الثقة من المالكي أو نجاحها في الانتخابات القادمة، وما يتبع ذلك من تداعيات علي نفوذ إيران في العراق، حيث أن بقاء قدر كبير من النفوذ الإيراني في العراق وخاصة علي مستوي النظام السياسي وعلي مستوي الاجهزة الامنية والجيش، مرهوناً بقدرة المالكي وحزب الدعوة علي تجاوز أزمته الحالية 4-تنامي الاتجاهات الدولية تجاه عزل إيران والضغط عليها ومنعها من الوصول للعتبة النووية، خاصة وأن الولايات المتحدة وإسرائيل يعتبرون ذلك خطاً أحمر ينبغي لإيران عدم تجاوزه، علاوة علي التقاطع الواضح بين المصالح الإيرانية في المنطقة ومصالح الولايات المتحدة، ما يعني إمكانية حدوث مواجهه علي هذا المستوي مع النفوذ الإيراني في المنطقة بشكل عام، بما سينعكس علي نفوذها في العراق علي نحو خاص&#91;35&#93; 5-احتمال حدوث تغيرات في طبيعة العلاقة القائمة حالياً بين المالكي وإيران والتي هي مرتكز الاختراق الإيراني للعراق، علي خلفية اختلاف محتمل لمواقف الطرفين ازاء إدارة الشأن الداخلي العراقي أو ازاء التعامل مع بعض القضايا الإقليمية، ونشير الي تصريح نوري المالكي في 13 يناير 2010 في تعليق له علي احتلال إيران للبئر الرابعة في حقل الفكة النفطي في شرق نيسان الذي قال فيه " أن ما اقدمت عليه إيران قد خرب جهود سبعة أعوام من البناء"، خاصة في ضوء حالة الرفض الشعبي العراقي لبعض التعديات السافرة علي العراق 6-ما وفره الانسحاب الأمريكي من العراق 2011، من حرية حركة لبعض القوي الإقليمية لمنافسة الوجود والنفوذ الإيراني في العراق، حيث أنه حدث تغير في الموقف السعودي الرسمي من العراق - الذي التزم فيه الملك عبد الله للرئيس الأمريكي السابق بوش بعدم التدخل في الشأن العراقي لدعم العشائر والشخصيات السنية بالمال والسلاح لمجابهة النفوذ الإيراني المتمادي، واقتصر دول المملكة أثناء فترة الاحتلال علي سياسة تخفيف الاحتقان بين السنه والشيعة في العراق والسعي لعقد مصالحة بين الجانبين- وهو الامر الذي نتج عنه توجه سعودي نحو الانخراط بشكل مباشر في الشأن العراقي من خلال الاتصال السعودي ببعض الشخصيات السنية ومن ضمنهم شخصيات بعثية وتقديم الدعم السياسي والمادي لهم، وإن كان هذا الدور السعودي في العراق ورغم أهميته كعنصر داعم للعشائر السنية، إلا أنه يظل مكبلاً بعدد من العوائق، قد يكون أهمها خشية السعودية من أن تؤدي سياساتها في العراق الي مواجهه مباشرة بينها وبين إيران وما لذلك من خطورة علي أمن المملكة علاوة علي وجود ثغرات للأمن القومي السعودي خاصة في اليمن وفي البحرين قد تستغلهما إيران للتأثير علي الموقف السعودي، وإن يظل الالتزام الأمريكي بحماية أمن الخليج عنصر داعم للسعودية في ممارسة أي سياسة اقليمية طالما لم تتعارض مع المصالح الأمريكية، خاصة وأن دوائر صنع القرار الاميركية قد اشارت علي الإدارة الأمريكية بتغيير استراتيجيتها حيال بعض الصراعات في العالم والابتعاد عن محاولة السيطرة علي الاحداث في كل مكان واختيار سياسة الاهمال الحذر التي تعني ترك الصراعات الاقليمية لتحل نفسها بنفسها والسماح للحلفاء وللقوي الاقليمية والأكثر تأثراً للمشكلة بالتصدي لها ويظل الموقف الأمريكي مراقباً للوضع ولا يتدخل في الصراع الا عندما تقتضي المصلحة الأمريكية وقد وضح هذا في الموقف الأمريكي من الثورة الليبية&#91;36&#93; 7-إن المحاولات الإيراني لخلق واستنساخ نموذج حزب الله اللبناني في العراق ليس بالأمر السهل كما أنه صعب التحقق، في ظل اختلاف البيئة السياسية العراقية عن البيئة السياسية في لبنان، حيث ظلت لبنان لعقود دولة ضعيفة تحكم بقيادات طائفية وبتنظيمات فئوية بدلاً من الحكومة الفيدرالية، الأمر الذي مكن إيران من تحويل حزب الله ليكون دولة داخل دولة، وهو الأمر الذي يصعب تكراره في الحالة العراقية التي تختلف كلية عن الحالة اللبنانية، فالعراق لم يشهد هذه الحالة من الانقسام الطائفي إلا بعد الاحتلال الأمريكي، إلا انه ورغم كل التحديات التي تواجهه ما زال دولة قوية وفقاً لمعطيات القوة الشاملة&#91;37&#93; 8-صعوبة ضمان استمرار إيران في استخدام الاحزاب والكتل الشيعية الموجودة في العراق في تحقيق أجندتها، نظراً لوجود اختلافات حقيقة بين الاطراف الشيعية ويتضح ذلك في الخلاف بين المجلس الأعلى وحزب الدعوة وكذلك التحول الذي حدث في موقف التيار الصدري من حزب الدعوة الذي تحول من علاقات وثيقة الي صراع ضد الحزب مع تولية نوري المالكي رئاسة الوزراء ( معارك البصرة بين الصدريين والقوات الحكومية في صيف 2006)، علاوة علي أن معظم الجماعات الشيعية الموجودة في العراق تفتقر الي مستوي الانضباط والتنظيم الذي تميز به حزب الله في لبنان، علاوة علي أن العدد الكبير لهذه الميلشيات قد يخلق خلافات في أساليب العمل ويُصعب من فرص توحدها حول الخط العام للمصالح الإيرانية&#91;38&#93; 9-افتقاد إيران الي عناصر جذب سياسية أو اقتصادية أو ثقافية يمكن أن تمثل عنصر مساعد لتنفيذ المشروع الإيراني في المنطقة بشكل عام وفي العراق علي نحو خاص، وإدراك معظم القوي السياسية العراقية - بخلاف المكون الشيعي- لحقيقة النوايا الإيرانية وحقيقة استهدافها لوحدة العراق واستقراره 10-تنامى رفض شعبي عراقي لهذا النفوذ الإيراني، وقد وضح ذلك من عدد من المؤشرات منها قيام حملة في أربيل لمقاطعة البضائع الإيرانية على خلفية منع تدفق مياه نهر الوند، وقيام بعض أعضاء برلمان كردستان بمطالبة الحكومة المركزية بالطلب من إيران دفع تعويضات للمتضررين من القصف الإيراني لمواقع " حزب الحرية الكردي" في كردستان العراق، وكذلك تحدِّي المقيمين في بغداد نمط الحياة الإيرانية التي يسعى المتشددون إلى زرعها عنوة في المدينة من خلال فرض زى معين، ومنع الأهالي من ممارسة حياتهم العادية، علاوة على أن انتقاد النفوذ الإيراني في العراق لا يقتصر على المدنيين فقط، لكنه يمتد أيضًا إلى بعض رجال الدين المعممين، وقد جرت محاولات إسكات الأصوات الناقدة كما حدث مع استهداف رجل الدين الشيعي إياد جمال الدين، وهو ما يعنى أنه بينما تمضي إيران في تعزيز نفوذها في العراق على السطح فإن عوامل تآكل هذا الدور آخذة في التراكم، وهذا معناه أن فصلاً جديدًا في تاريخ العراق سوف يبدأ لكن بعد حين&#91;39&#93; الموقف الإيراني وشيعة العراق من التقسيم والانسحاب[عدل] منذ اليوم الأول الذي إحتلت فيه القوات الأمريكية العراق في عام 2003 كانت المعلومات والتحليلات الأمريكية تتفق على أن القوات الأمريكية لن تترك العراق حتى لو جاء الموعد المحدد لإنسحابها في عام 2011، وأنها يمكن أن تختفي من خطوط المواجهة الرئيسية في المدن وتحتفظ بمواقع في قواعد خلفية. لكن أوباما قرر سحب قواته بسبب تطورات في أوضاع دولية لم تكن محسوبة وقت غزو العراق ودفعت إلى هذا التغير&#91;40&#93; يمكن القول إن الانسحاب العسكري الأمريكي من العراق يدشن بداية مرحلة جديدة من تاريخ العراق، سياسيا وأمنيا واقتصاديا، ويضع منطقة الشرق الأوسط برمتها علي المحك السياسي، بما تحملها هذه المرحلة من تحديات وفرص للعراق كدولة وللمنطقة ككل، بل يضع منظومة الأمن في العالم أجمع في اختبار جديد، الأمر الذي يدعو إلي تأكيد أن بناء النظم، سياسيا وأمنيا، لابد أن يكون مرتكزا علي بنية الدولة ذاتها، بعيدا عن محاولات فرض النظم المستوردة، أو علي الأقل المهجنة من الخارج.&#91;41&#93; التحديات امام العراق[عدل] ان الانسحاب الأمريكي من العراق لم يكن بالامر الهين فلقد ترك 4 تحديات تواجه الدولة العراقية&#91;42&#93; يرجع التحدي الأول إلى القرار الإستراتيجي النافذ منذ انتخابات عام 2005 بتشكيل حكومة ائتلافية واسعة لطمأنة جميع الأطراف الرئيسية بأن لديهم كرسي على طاولة المفاوضات فضلاً عن أنهم سيكتسبون صوتاً، ما سيجعل عملية صياغة السياسات واتخاذ القرارات شديدة الصعوبة، ونتيجة لذلك فإن سجل العراق في الإدارة كان سيئاً للغاية. وفي حين تم بالفعل تجنب صراعات كبرى، إلا أن حكومة المالكي ستواجه شكوكاً متعاظمة من قبل المواطنين إذا لم يتم تحسين تقديم الخدمات، وخصوصاً مع ارتفاع عائدات النفط. ونظراً إلى أنهم يرون للفساد المستشري، فإن العراقيين سيضعون الحكومة تحت مطرقة المساءلة، وشهدنا بالفعل علامات على ذلك على شكل احتجاجات شعبية متقطعة جاءت كصدى للربيع العربي في العراق&#91;32&#93; ثانياً، ورغم الوجود الرسمي للوحدة الوطنية إلا أن النظام السياسي لا يزال منقسماً على نحو عميق. قد يكون هناك ائتلاف حاكم، ولكن يبدو أن حلفاء المالكي هم كذلك بالاسم فقط، إذ يبدو أنهم أكثر اهتماماً بالإطاحة برئيس الوزراء من العمل معه، لولا افتقارهم لوسيـــلة ناجعة لتحقيق ذلك. يعكس ذلك ما كان عليه الوضع ما قبل الانتخابات البرلمانية لعام 2010، وبالتالي يشير إلى وجود خلل عميق في الجسد السياسي. الأمر الوحيد الذي يمكنه كسر هذا الجمــود السياسي هو الصعود التدريجي، ولكن الحتمي، لفئة جديدة من القادة في المعارضة للأحزاب الموجودة التي يقود معظمها منفيين سابقين&#91;32&#93; ثالثاً، في حين أن الوضع ظل سلمياً إلى حد كبير منذ عام 2003، إلا أن الصراع بين بغداد وإربيل، أو باللغة الإثنية بين العرب والأكراد، ما زال ينتظر الفرج، كما ثمة توترات تكفي لتصعيد الحوادث المحلية وتحويلها إلى صراع مفتوح. يدور النزاع حول الأرض والسلطة والموارد، واجتمعت هذه الأبعاد الثلاثة في القرار الذي اتخذته مؤخراً شركة إكسون موبِل لتوقيع عقد مع حكومة إقليم كردستان، واعتبرت بغداد ذلك غير قانوني وفقاً للدستور، لاستكشاف قطاعات نفطية تقع ثلاثة منها في الأراضي المتنازع عليها&#91;32&#93; أخيراً، ما دامت الدولة العراقية ضعيفة فإن قبضة نفوذ القوى الإقليمية كإيران وتركيا ستبقى مطبقة عليها. ومع أن احتمال التدخل المسلح غير وارد على المدى القصير، إلا أن من شأن التنافس على النفوذ والحروب بالوكالة أن تبقيه في حالة عدم استقرار لزمن طويل وتمنعه من استعادة قوته، وتدخله في حلقة مفرغة.&#91;32&#93; الموقف من تقسيم العراق[عدل] وقبل الانسحاب الأمريكي يجب تناول موضوع تقسيم العراق الذي أثير خاصة عقب تبني مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قرار غير ملزم لتقسيم العراق الي 3 اقاليم فيدرالية في 26/9/2007 &#91;43&#93; ما لبث ان اعلنت الولايات المتحدة عن نيتها عن تقسيم العراق حتي بدأت كل القوي في ابداء رأيها علي هذا التقسيم سواء خارجية ام داخلية موقف أهم القوي الخارجية إيران[عدل] يمكن القول ان الموقف الإيراني يؤيد اقامة فيدرالية في العراق تتبع الخطوط المذهبية والعرقية ولكن لا يؤيد تقسيمه علي هذة الخطوط فأهداف إيران في العراق تتمثل في الاتي: 1-ضمان عدم استخدام العراق كقاعدة للهجوم علي إيران وضمان الا يمثل العراق خطرا مستقبليا علي إيران و ذلك عن طريق ضمان عدم قيام حكومة قوية في بغداد موالية للغرب و معادية لايران تسمح بوجود قواعد أمريكية دائمة علي اراضيها او بروز حكومة شيعية قوية في بغداد تنافس إيران &#91;44&#93; 2-تسعي إيران الي تكون قوة اقليمية مهيمنة اذ طالما كان لايران مشروعها الاقليمي تجاه الوطن العربي فمنذ قيام الثورة الإيرانية كان حلم اية الله روح الله الخميني هو تصدير الثورة الإسلامية لبقية العالم الإسلامي وقد حاولت إيران خلال عقد الثمانينيات مساعدة العناصر الثورية في كل من العراق و السعودية و الكويت و البحرين ولبنان من اجل تحقيق ذلك الهدف &#91;45&#93; و قد ارتأت إيران ان السبيل الوحيد لتحقيق هذين الهدفين هو دعم الفيدرالية في العراق وذلك من خلال دعمها للاحزاب الموالية لها و بخاصة المجلس الأعلى الإسلامي والذي انشأته إيران خلال الحرب العراقية الإيرانية فقد قامت إيران بتأييد عبد العزيز الحكيم في دعوته لاقامة فيدرالية شيعية في العراق حيث صرح وزير الخارجية الإيراني مونشهر متقي ."ان إيران قد تفضل خلق دولة فيدرالية في العراق&#91;46&#93; و بعد ذلك استمرت مساعي الحكيم لتطبيق الفيدرالية في العراق وذلك من خلال الدفع بقانون تكوين الاقاليم في العراق و الذي يحدد اليات تشكيل مناطق فيدرالية في العراق وقد تم تمرير هذا القانون علي الرغم من معاارضة السنة و بعض الشيعة &#91;47&#93; و بمراجعة نصوص هذا القانون نجد ان المادة التاسعه منه تنص علي " انه في حالة عدم نجاح الاستفتاء يجوز اعادته بعد مرور سنه من تاريخ اعلان النتيجة و باتباع الاجراءات ذاتها" ومن ثم فان هناك اصرار علي تحويل جنوب العراق الي فيدرالية فاذا اخذنا في الاعتبار كذلك ان ميليشيات بدر المدربة و المدعومة ماديا من إيران و التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية فضلا عن المليشيات التي اخترقتها إيران والتي كانت تتبع جيش المهدي هي المسئولة عن العنف الطائفي ضد السنة و ما يترتب علي هذا العنف من نزوح سني من المناطق الشيعية و تكوين مناطق سنية لاتسكنها الشيعة و تكوين مناطق شيعية لاتقطنها السنة فاكتشفنا ان هذة العمليات تؤدي الي دعم خلق فيدرالية علي اسس طائفية &#91;48&#93; و علي الرغم من تأييد إيران و مصلحتها في اقامة فيدرالية في جنوب ووسط العراق تهيمن عليها اقتصاديا و سياسيا فانه في حالة تقسيم العراق فان ضررا قد يعود عليها اذ ان تقسيم العراق سيفضي الي قيام دولة كردية في شمال العراق قد تساعد علي زيادة الرغبة الانفصالية لدي اكراد إيران الذين يمثلون 10% من عدد السكان البالغ عددهم حوالي 69 مليون نسمة &#91;49&#93; و خاصة في ظل تزايد التوتر في المناطق الكردية الإيرانية و حشد الجيش الإيراني قوته ضد حزب الحياة الكردي الإيراني &#91;50&#93; ولذلك فان إيران لن تدفع باتجاه تقسيم العراق ومن ثم فان موقف إيران الرسمي قد اعلن رفض تقسيم العراق وذلك علي لسان الناطق باسم الوزارة محمد علي حسيني اذ اعتبر ان تصويت الشيوخ الأمريكي علي القرار يشكل " خطأ جديد ترتكبه الولايات المتحدة و اضاف ان " هذا التصويت تدخل واضح من الولايات المتحدة في شئون العراق الداخلية و هو مخالف لوحدة هذا البلد و سلامة اراضيه "&#91;46&#93; و لهذا يمكن القول ان إيران لا ترغب في تقسيم العراق و انما اقامة كونفدرالية عراقية ضعيفة تقوم علي اسس دينية و عرقية تهيمن فيها علي الجنوب العراقي تماما و تضبط التطورات في الشمال الكردي المواقف الداخلية[عدل] الموقف الشيعي من التقسيم&#160;: ا) الائتلاف العراقي الموحد&#160;: يمكن القول ان الموقف المعلن هو رفض تقسيم غير الملزم لمجلس الشيوخ و ذلك كما جاء علي لسان عمار الحكيم نائب رئيس المجلس الأعلى الإسلامي. فقد اكد ان مشروع المجلس لانشاء اقليم فيدرالي في الوسط و الجنوب لا يتطابق مع قرار مجلس الشيوخ القاضي بانشاء اقليمين شيعي و سني مع ابقاء بغداد منطقة مستقلة فضلا عن اقليم مردستان القائم بالفعل . و قضي الحكيم " الإشارة الي موضوع التقسيم هي قضية مرفوضة من الكثير من القوي و نحن من ضمنها وذلك جاء لينظر علي قضية الاقاليم علي خلفيات طائفية و اثنية و هي الاخري مسأله مرفوضة من ناحيتنا . نحن نعتقد ان النظام القيدرالي يمثل حقيقة دستورية مفروضة و تم حسمها بارادة الشعب العراقي و التصويت علي الدستور و لابد من الرجوع الي الشعب العراقي في اصل اقامة هذة الاقاليم و في حجمها و لابد ان يكون ذلك علي اساس جغرافي و ليس طائفيا " و نفي ان يكون المجلس الأعلى قد قام باي تنسيق مع مجلس الشيوخ حول القرار المذكور&#91;51&#93; غير انه يلاحظ ان محاولة انكار المجلس الأعلى الإسلامي اي علاقة بين مشروعه لفيدرالية الجنوب و الوسط و القرار غير الملزم لمجلس الشيوخ لا تستند الي حجة قوية ذلك ان قرار مجلس الشيوخ يقوم علي اساس اقامة اقامة اقاليم فيدرالية علي اسس طائفية . و يقوم مشروع المجلس الأعلى الإسلامي علي نفس الاسس اذ يسعي الس ضم التسع اقاليم الشيعية في الجنوب و الوسط معا في اقليم فيدرالي . فضلا عن دعوة عمار الحكيم لعشائر الانبار لاقامة اقليم فيدرالي سني خاص بهم . بالاضافة لدور المجلس في اقرار قانون تكوين الاقاليم الفيدرالية علي نجو ما سبق الإشارة اليه &#91;46&#93; و من ثم يتضح لنا ان المجلس من القوي المؤيدة لقرار الكونجرس و ان رفضه علنا . ب) التيار الصدري&#160;: اعلن التيار الصدري رفضه لقرار التقسيم حيث صرح عضو المكتب الاعلامي لمكتب الصدر . عصام الموسوي " نرفض هذا القرار جملة و تفصيلا كونه لايعبر عن تطلعات شعبنا العراقي العراقي بكافة فئاته . و طالب "الحكومة العراقية باعلان رفضها للمشروع و اتخاذ موقف واضح في هذا الشأن وادانته بصورة رسمية " . كما اعتبر القرار " تدخلا مرفوضا و سافرا في شئون العراق الداخلية &#91;52&#93; وكان قد سبق للتيار الصدري ان قاطع جلسات مجلس النواب حين تم مناقشة موضوع الاقاليم الفيدرالية كما قاطع جلسات التصويت علي هذا القرار &#91;51&#93; كما يعارض الطرح الفيدرالي للحكيم و يأتي هذا الموقف نظرا للتوجه العربي للتيار المذكور فضلا عن تركز انصاره في مدينة الصدر ببغداد&#91;46&#93; ج) حزب الفضيلة&#160;: كان الحزب من الاحزاب الرافضة لتقسيم العراق حيث كان من الكتل التي وقعت علي بيان الكتل السياسية التي اعلنت رفضها لقرار التقسيم &#91;53&#93; و قاطع جلسة التصويت علي مشروع قانون تشكيل الاقاليم . كما يناوئ توجهات الحكيم الرامية الي اقامة اقليم شيعي يضم المحافظات التتسع العراقية الجنوبية &#91;54&#93; د) القائمة العراقية&#160;: أدانت القائمة العراقية قرار الكونجرس الأمريكي الداعي الي تقسيم العراق بل واضافت بأن "مشروع بايدن " حول تقسيم العراق الي اقاليم فيدرالية ينسجم مع مشروع المجلس الأعلى الإسلامي حول الفيدرالية . وقد جاء هذا الموقف من قبل القائمة العراقية علي الرغم من تصويت عددا من المنتمين لها لصالح مشروع قانون الاقاليم الفيدرالية وذلك بالمخالفة لاوامر اياد علوي – رئيس القائمة العراقية- الذي كان قد دعا النواب التابعين لقائمته بعدم التصويت لصالح مشروع القرار &#91;32&#93; وبذلك نري ان قرار التقسيم كان مفروض من كلا من إيران و شيعة العراق و لعب كلا منهما دورا في منع تقسيم العراق و لكن دعوا الي ان تصبح العراق دولة فيدرالية معوقات التقسيم[عدل] ولكن عند تناول موضوع تقسيم العراق يجب ان نتناول معوقات هذا التقسيم التي أدت الي فشل هذا المشروع الأمريكي&#160;: اولا&#160;: وجود رأي عام قوي رافض للتقسيم تظهر معظم استطلاعات الرأي ان معظم العرب الشيعة لايؤيدون تقسيم البلاد او اي فيدرالية تقسيمية حيث ان معظم الشيعة ينظرون الي انفسهم كقوميين و لايقبلون بالممارسات الدينية المتطرفة التي تقوم بها الاحزاب الشيعية كما تشير استطلاعات الرأي كذلك الي ان معظم العراقيين ينظرون الي انفسهم علي انهم عراقيين او مسلمين وليس عرب سنة او شيعة ويعد الاكراد الاستثناء من ذلك غير ان استطلاعات الرأي لاتسأل الاكراد ما هي الاراضي التي يرغبون في الاستقلال بها واذا ما كانوا سيفضلوا الانفصال بدون كركوك ام لا&#91;55&#93; ثانيا&#160;: المناطق المختلطة و القبائل العربية متعددة الانتماء الطائفي و الزواج المختلط لا توجد في العراق خطوط ديموغرافية متجانسة بشكل كامل يمكن علي اساسها اجراء التقسيم بين سنة و شيعة و اكراد فهناك العديد من المحافظات المختلطة سواء بين الشيعة و السنة كما في حالة محافظة بغداد و بابل و البصرة و العمارة و الناصرية وواسط وصلاح الدين او الاكراد و السنة كما هو الحال في محافظة كركوك او الاكراد و الشيعة و السنة كما هو الحال في محافظة ديالي . كما ان التركمان ينتشرون في العديد من المناطق مثل تلعفر و كروكوك وغيرها . فضلا عن وجود أقليات في الاقاليم المختلفة وزيجات مختلطة بحيث لا يكون الوسط سني خالص و لا الجنوب شيعي خالص و لا الشمال كردي خالص بالاضافة الي ان معظم القبائل الربية في العراق متعددة الانتماء الطائفي حيث ان هناك العديد من القبائل التي ينقسم المنتمين اليها الي الطائفتين ( سنة و شيعة ) و أهم هذة القبائل هي شمر و الجبور و الدليم و الزبيدة و العزة و بني زيد و الحسني و الاسدي و عنزة و العبيد و البو دراج و بني تميم و البو عامر و غيرهم &#91;56&#93; . كما ان الشيعة ليسوا عربا فحسب بل فيهم الاكراد الفيالي و كذلك علي الرغم من ان غالبية التركمان من السنة الا ان هناك جزء منهم شيعي و فضلا عن ذلك فان بغداد لا يزال بها شيعة و سنة فضلا عن الاكراد كما ان المحافظات الشيعية الجنوبية لا تزال تضم أقليات سنية علي الرغم من عمليات التطهير العرقي&#91;57&#93; ثالثا&#160;: قضية اقتسام مرافق البنية التحتية و تصدير البترول ان نظام الطرق و نظام الكة الحديد و محطات الكهرباء و نظام الري و المياه تعد كلها من الامور التي يصعب تقسيمها وفقا للخطوط الطائفية و العرقية كما ان تطور البلاد اقتصاديا سوف يسير علي وتيرة أفضل لو ظلت العراق دولة موحدة بدون قيود الفيدرالية و علي الرغم من ان حكومة اقليم كردستان وضعت خطة لزيادة قدرتها علي انتاج الطاقة الا انه من المتوقع ان تظل معتمدة علي الواردات من تركيا و سوريا و إيران و العراق حتي عام 2015 كما انه لا يوجد منفذ امام اقليم الشمال لتصدير النفط الذي يشكل المصدر الوحيد للعملة الصعبة سوي عن طريق تركيا او عن طريق مواني الجنوب &#91;58&#93; الخاتمة[عدل] ان الغزو الأمريكي قد أتاح فرصة لتمكين الأحزاب السياسية الشيعية والسيطرة على السلطة، مما أثر على النفوذ الإيراني في العراق فقد كان لإيران النصيب الأكبر نظرًا لولاء الشيعة وأحزابهم السياسية الذي حظت به، بينما لم يعد للولايات المتحدة نصيبًا في العراق إلا عدد محدود من الليبراليين والوطنيين. امتلكت إيران بعض الادوات داخل العراق، وتمكنت من خلالها دعم جهودها الرامية لمنع صعود القوميين والبعثيين السابقين إلي قمة السياسات العراقية، والإبقاء علي نفوذها علي أي حكومة جديدة يقودها الشيعة، وذلك من خلال الجماعات الخاصة التي شكلتها إيران داخل العراق كميلشيات عسكرية وشبه عسكرية مثل منظمة بدر وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وكتائب اليوم الموعود وغيرها، وهذه الجماعات كانت من بين المستفيدين من الانسحاب الأمريكي للعراق الذي أدي الي تراجع قدرة القوات العراقية علي التعامل مع التهديد الذي تشكله هذه الجماعات الخاصة، ووضع إيران كذلك لسياسات بديلة للتعامل مع هذه الميليشيات المختلفة من خلال سياسة العصا والجزرة والمتمثلة في امتلاك أدوات التأثير علي توجهات هذه التنظيمات من خلال الدعم المالي والفني. وظهر جليا النفوذ الإيراني بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما جعل البعض يرى أن العراق قد وقعت تحت الاحتلال الإيراني بعد الانسحاب الأمريكي . فايران استخدمت نفوذها لتقوية نفوذ الشيعة في العراق حتي تضمن ولائهم لها. في ختام الدراسة نري إيران و مدي سيطرتها علي ربوع العراق مستخدمة في ذلك طائفة الشيعة وعن طريق السيطرة علي العراق بدأت إيران تتسرب الي باقي الوطن العربي و بقوة لتلعب الدور الاقليمي الأكبر في الشرق الأوسط . مراجع[عدل] ^ د.مروة وحيد "مستقبل النفوذ الايراني في العراق الفرص و الاشكاليات".بغداد للدراسات والاستشارات والاعلام http://www.baghdadcenter.net/details-138.html . ^ مركز بغداد للدراسات والإستشارات والإعلام&#160;» نسخة محفوظة 15 يوليو 2013 على موقع واي باك مشين. ^ Shahram Chubin “,Iran's strategic predicament The Middle East Journal; Winter 2000; 54, 1; Research Library Core, pg. 10 ↑ أ ب محمد فريد، " تاريخ الدولة العثمانية"، تاريخ العراق الحديث ، القاهرة 2007 ، طبعة الوراق ، ص 57 ^ حسام سويلم، " التوجه الايراني في الخليج: المضامين والاحتمالات"، مختارات ايرانية، العدد 48، مركز الدراسات الاستراتيجية، القاهرة، يوليو، 2004 ^ Vail Nasr” when the Shiites” Foreign Affairs,Vol. 85, No. 4 (Jul. - Aug., 2006), pp. 58 ↑ أ ب عبد الوهاب القصاب، " معضلة الحوار بين طهران وواشنطن"، الجامعة الاردنية، مركز الدراسات الاستراتيجية، 2009 ^ Ray Turkey “Iran’s new Iraq” Middle East Journal,Vol. 62, No. 1 (Winter, 2008), pp. 13 http://www.jstor.org/stable/25482470 ^ Yoel Guzansky, ‘‘‘Made in Iran’: The Iranian Involvement in Iraq,’’ Strategic Assessment 13, no. 4 (January 2011): p. 93, http://www.inss.org.il/upload/%28FILE%291295871240 ^ Ray Turkey “Iran’s new Iraq” Middle East Journal,Vol. 62, No. 1 (Winter, 2008), pp. 13 ^ http://www.jstor.org/stable/25482470 Michael knight, “Iran’s Influence in Iraq”, Washington institute for near east, April 2012 ^ the Islamic Republic and ‘‘soft war,’’ see Nima Adelkhah, ‘‘Iran Integrates the Concept of the ‘Soft War’ Into its Strategic Planning,’’ Terrorism Monitor no.8 23,June 2010 ^ Yoel Guzansky, ‘‘‘Made in Iran’: The Iranian Involvement in Iraq,’’ Strategic Assessment 13, no. 4 (January 2011): p. 9,http://www.inss.org.il/upload/%28FILE%291295871240. ↑ أ ب ت ث ج د. مروة وحيد . مرجع سابق ^ Aseel Kami, ‘‘Iran Exports to Iraq to Pass&amp; bn in 2010",25 April 2010 www.reuters.com/article//us-iraq-iran-trade-interview-idUSTR ^ حسام سويلم . مرجع سابق ^ Anoushiravan Ehteshami, “Iran-Iraq Relations after Saddam,” The Washington Quarterly, August 2003, p.123 ^ Ishtiaq Ali Mehkri “ Religion and Politics in Iran-Iraq Relations” Pakistan Horizon,Vol. 58, No. 4 (October 2005), pp. 33 ^ Anoushiravan Ehteshami, “Iran-Iraq Relations after Saddam,” The Washington Quarterly, August 2003, p. 127 ^ Ishtiaq Ali Mehkri “ Religion and Politics in Iran-Iraq Relations” Pakistan Horizon,Vol. 58, No. 4 (October 2005), pp. 33 http://www.jstor.org/stable/41394115 ^ السيطرة الايرانية علي حوزة النجف في العراق" مركز بغداد للدرسات والاستشارات والاعلام ،ابريل 2012، http://www.baghdadcenter.net/details-138.html ^ د.مروة وحيد "مستقبل النفوذ الايراني في العراق الفرص و الاشكاليات".بغداد للدراسات والاستشارات والاعلام http://www.baghdadcenter.net/details-138.html ^ مهينور فواز، " عراق ما بعد الانسحاب الأميركي"، افاق استراتيجية، متاحة علي موقع الجزيرة نت، 2011 http://www.aljazeera.net/portal ^ مرجع سابق . مروة وحيد ^ بشير نافع، " العراق: تحديات ما بعد الانسحاب العسكري الأميركي الرسمي"، متاح علي موقع الجزيرة نت، 19/11/2011 http://www.aljazeera.net/portal ^ Mehdi Khalaji, ‘‘The Domestic Logic of Iran’s Foreign Plots,’’ Project Syndicate, November 1, 2011, http://www.project-syndicate.org/commentary/khalaji8/English ^ نبيل السلمان، " المياه في حوض دجلة والفرات، في حروب المياه من الفرات الي النيل"، مكتبة الصفدي، دمشق، 2004 ^ - Babak Rahimi.” Iran’s Declining Influence in Iraq “ Center for Strategic and International Studies,The Washington Quarterly pp. 25 http://dx.doi.org/10.1080/0163660X.2012.641917 ^ عبدالوهاب القصاب، "النفوذ الإيراني في العراق الأبعاد والتحديات والتداعيات على الجوار العربي"، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، معهد الدوحة ، 2011 ^ د . مروة وحيد . مرجع سابق ^ اسامة عبد الرحمن " الانسحاب الامريكي من العراق " السياسة الدولية http://www.siyassa.org.eg/NewsContent/2/132/2128/%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82.aspx ↑ أ ب ت ث ج ح مرجع سابق ^ عبدالوهاب القصاب، "النفوذ الإيراني في العراق الأبعاد والتحديات والتداعيات على الجوار العربي"، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، معهد الدوحة ،2010 ↑ أ ب Nuh Yilmaz, “New Turkey and the Arab Spring?”, Open Democracy, www.opendemocracy.net/nuh-yilmaz/new-turkey-and-arab-spring ^ Abdullah Toukan and Anthony H. Cordesman, “Options in Dealing with Iran’s Nuclear Program”, March 2010, center for international and strategic studies ^ Marc Lynch,” U.S. Policy Toward Iran in a Changing Middle East”, June 2 0 1 1, center for a new American security ^ Steven Heydemann, “Iran’s Alternative Allies”, in Robin Wright (ed.), The Iran Primer, 2011 p. 195 ^ Charlotte McDonald-Gibson, ‘‘Iraq Repairs Saddam’s Triumphal Sword Arch,’’ The Independent, February 7, 2011, http://www.independent.co.uk/news/world/middle-east/ iraq-repairs-saddams-triumphal-sword-arch-2206361.html ^ Decrease of Iranian supplies to Iraqi Kurdistan,’’ BBC Persia, October 1, 2011 http://www.bbc.co.uk/persian/iran/2011/10/111001_l78_ir_krg_trade.shtm ^ شريف الغمري "خفايا الانسحاب الامريكي من العراق ". الاهرام الرقمي . يناير 2012 http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=766757&amp;eid=461 ^ السياسة الدولية . 1 يناير 2012 احمد السيد تركي " اعراض ما بعد الاحتلال: التداعيات السياسية والأمنية للانسحاب الامريكي من العراق ^ جوست هيلترمون "ما وراء الانسحاب الامريكي من العراق " القدس العربية .ديسمبر 2012 http://www.crisisgroup.org/en/regions/middle-east-north-africa/iraq-iran-gulf/iraq/op-eds/beyond-us-withdrawal.aspx ^ شادي محمد " تقسيم العراق .. الصيغ المطروحة وامكانيات التنفيذ " . المركز القومي لدراسات الشرق الاوسط . العدد 39 ^ Geoffery Kemp , Iran &amp;Iraq&#160;: The shia connection ,soft power &amp; nuclear factor, United states Institution of peace ,report no.156, November 2005, p.p 2 ^ Kenneth Pollak , Bringing Iran to the Baraging table , Current History Journal , Publication no.0011-3530, November 2006 , p 367 ↑ أ ب ت ث شادي محمد . مرجع سابق ^ البرلمان العراقي يقر قانون الفيدرالية . اسلام اون لاين . 11 نوفمبر 2006 ^ شادي محمد . مرجع سابق ص 55 ^ خليل العناني . " النفوذ الايراني في العراق " . السياسة الدولية . العدد 165 . يوليو 2006. ص 107 ^ شادي محمد . مرجع سابق ص 56 ↑ أ ب شادي محمد . مرجع سابق ص 57 ^ 502 Bad Gateway ^ مرجع سابق ص 58 ^ http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&amp;issue=387104&amp;issue=10181 ^ Anthony H.Cordesman, Pandora’s box: Iraqi Federalism , Separation, “Hard” Partitioning and US policy , Center for Strategic and International Studies , October 26 2007, p 4. ^ وليد الزبيدي " عوامل كبح حرب العراق الطائفية " الجزيرة نت http://www.aljazeera.net/NR/exeres/4D171D5B-4872-4486-803C-C530D391B5E7.html ^ عبد الحسين شعبان " المشهد العراقي بعد عامين من الاحتلال&#160;: الاحتقان الطائفي و التوتر الاثني الي اين ؟" الجزيرة نت ^ Anthony H.Cordesman, ob.cit.,p.p.29 بوابة الوطن العربي بوابة إيران '
مصدر HTML المعروض للمراجعة الجديدة (new_html)
'<div class="mw-parser-output"><div class="إعلام أسلوب" style=""><div class="صورة" style="display:inline"><img alt="Edit-clear.svg" src="//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/f2/Edit-clear.svg/25px-Edit-clear.svg.png" decoding="async" width="25" height="25" srcset="//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/f2/Edit-clear.svg/38px-Edit-clear.svg.png 1.5x, //upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/f2/Edit-clear.svg/50px-Edit-clear.svg.png 2x" data-file-width="48" data-file-height="48" /></div> <div style="display:inline">هذه المقالة ربما تحتاج <b>إلى تهذيب لتتناسب مع <a href="/wiki/%D9%88%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A7:%D8%AF%D9%84%D9%8A%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%84%D9%88%D8%A8" title="ويكيبيديا:دليل الأسلوب">دليل الأسلوب في ويكيبيديا</a></b>. لم يُحدد أي <a href="/wiki/%D9%88%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A7:%D9%82%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8_%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84/%D8%AA%D9%87%D8%B0%D9%8A%D8%A8" title="ويكيبيديا:قوالب رسائل/تهذيب">سبب للتهذيب</a>. فضلًا <a class="external text" href="https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D8%AF_%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A&amp;action=edit">هذّب المقالة</a> إن كان بإمكانك ذلك، أو غيّر القالب ليُحدد المشكلة التي تحتاج إلى تهذيب.<small>(سبتمبر 2011)</small></div></div> <div class="إعلام حذف" style=""><div class="صورة" style="display:inline"><img alt="Emblem-scales-red.svg" src="//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/94/Emblem-scales-red.svg/25px-Emblem-scales-red.svg.png" decoding="async" width="25" height="25" srcset="//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/94/Emblem-scales-red.svg/38px-Emblem-scales-red.svg.png 1.5x, //upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/94/Emblem-scales-red.svg/50px-Emblem-scales-red.svg.png 2x" data-file-width="48" data-file-height="48" /></div> <div style="display:inline">إن <a href="/wiki/%D9%88%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A7:%D9%88%D8%AC%D9%87%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%8A%D8%AF%D8%A9" title="ويكيبيديا:وجهة النظر المحايدة"><b>حيادية وصحة</b></a> هذه المقالة أو هذا القسم مختلف عليها. رجاء طالع الخلاف في <a href="/wiki/%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4:%D9%85%D8%AF_%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A" title="نقاش:مد إيراني">صفحة النقاش</a>.</div></div> <div class="إعلام محتوى" style=""><div class="صورة" style="display:inline"><img alt="Edit-find-replace.svg" src="//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/f9/Edit-find-replace.svg/25px-Edit-find-replace.svg.png" decoding="async" width="25" height="25" srcset="//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/f9/Edit-find-replace.svg/38px-Edit-find-replace.svg.png 1.5x, //upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/f9/Edit-find-replace.svg/50px-Edit-find-replace.svg.png 2x" data-file-width="48" data-file-height="48" /></div> <div style="display:inline">هذه المقالة <b>ربما تحتوي <a href="/wiki/%D9%88%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A7:%D9%84%D8%A7_%D8%A3%D8%A8%D8%AD%D8%A7%D8%AB_%D8%A3%D8%B5%D9%84%D9%8A%D8%A9" title="ويكيبيديا:لا أبحاث أصلية">بحثًا أصليًّا</a></b>. ربما تجد نقاشًا حول هذا في <a href="/wiki/%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4:%D9%85%D8%AF_%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A" title="نقاش:مد إيراني">صفحة نقاش المقالة</a>. فضلًا <a class="external text" href="https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D8%AF_%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A&amp;action=edit">ساعد</a> في تحسينها <a href="/wiki/%D9%88%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A7:%D8%A5%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%82" class="mw-redirect" title="ويكيبيديا:إمكان التحقق">بالتحقق</a> من الادعاءات وإضافة <a href="/wiki/%D9%88%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A7:%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%AF_%D8%A8%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1#نظام_الهوامش" title="ويكيبيديا:الاستشهاد بمصادر">الهوامش إليها</a>. يجب إزالة المعلومات التي تُعد بحوثًا أصلية.</div></div> <p><br /> <b>المد الإيراني</b> مصطلح سياسي ظهر فعلياً إلى حيز الوجود بعد <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9" class="mw-redirect" title="الثورة الإيرانية الإسلامية">الثورة الإيرانية</a> عام 1979. تميزت هذه الثورة بوصول رجال الدين المحافظين إلى السلطة في <a href="/wiki/%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86" title="إيران">إيران</a> وإزالة <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B1%D8%B6%D8%A7_%D8%A8%D9%87%D9%84%D9%88%D9%8A" title="محمد رضا بهلوي">نظام الشاه</a>. اتبع القادمون الجدد بعد توليهم السلطة سياسة <a href="/wiki/%D8%AA%D8%B5%D8%AF%D9%8A%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9" title="تصدير الثورة">تصدير الثورة</a> إلى خارج حدود <a href="/wiki/%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86" title="إيران">الدولة الإيرانية</a> عن طريق استنهاض الروح الطائفية عند شيعة <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82" title="العراق">العراق</a> <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%86" title="البحرين">والبحرين</a> بالإضافة إلى الأقليات الشيعية في باقي <a href="/wiki/%D8%AF%D9%88%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A" class="mw-redirect" title="دول الخليج العربي">دول الخليج العربي</a> <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86" title="اليمن">واليمن</a> والترويج إلى فكرة أن الطائفة هي الأساس وليس القومية التي يتبعونها والدعوة إلى <a href="/wiki/%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D9%8A%D9%87" title="ولاية الفقيه">ولاية الفقيه</a> وحفز ولائهم لإيران بطريقة غير مباشرة وهي كون إيران الدولة الإسلامية الشيعية الوحيدة والاستفادة من التضييق والاضطهاد الذي يتعرض له الشيعة في عدة دول عربية. </p> <div id="toc" class="toc"><input type="checkbox" role="button" id="toctogglecheckbox" class="toctogglecheckbox" style="display:none" /><div class="toctitle" lang="ar" dir="rtl"><h2>محتويات</h2><span class="toctogglespan"><label class="toctogglelabel" for="toctogglecheckbox"></label></span></div> <ul> <li class="toclevel-1 tocsection-1"><a href="#جذور_المد_الإيراني"><span class="tocnumber">1</span> <span class="toctext">جذور المد الإيراني</span></a></li> <li class="toclevel-1 tocsection-2"><a href="#الاستراتيجية_الإيرانية_تجاه_العراق"><span class="tocnumber">2</span> <span class="toctext">الاستراتيجية الإيرانية تجاه العراق</span></a> <ul> <li class="toclevel-2 tocsection-3"><a href="#سبل_تحقيق_الاستراتيجية"><span class="tocnumber">2.1</span> <span class="toctext">سبل تحقيق الاستراتيجية</span></a></li> </ul> </li> <li class="toclevel-1 tocsection-4"><a href="#إيران_وأمريكا"><span class="tocnumber">3</span> <span class="toctext">إيران وأمريكا</span></a></li> <li class="toclevel-1 tocsection-5"><a href="#الدور_الإيراني_في_العراق_بعد_الاحتلال_الأمريكي"><span class="tocnumber">4</span> <span class="toctext">الدور الإيراني في العراق بعد الاحتلال الأمريكي</span></a> <ul> <li class="toclevel-2 tocsection-6"><a href="#الادوات_التي_اتبعتها_إيران_للسيطرة_علي_العراق"><span class="tocnumber">4.1</span> <span class="toctext">الادوات التي اتبعتها إيران للسيطرة علي العراق</span></a></li> </ul> </li> <li class="toclevel-1 tocsection-7"><a href="#ردود_الفعل"><span class="tocnumber">5</span> <span class="toctext">ردود الفعل</span></a></li> <li class="toclevel-1 tocsection-8"><a href="#التعبير_الشيعي"><span class="tocnumber">6</span> <span class="toctext">التعبير الشيعي</span></a></li> <li class="toclevel-1 tocsection-9"><a href="#النفوذ_الإيراني_بعد_الانسحاب_الأمريكي"><span class="tocnumber">7</span> <span class="toctext">النفوذ الإيراني بعد الانسحاب الأمريكي</span></a> <ul> <li class="toclevel-2 tocsection-10"><a href="#مؤشرات_النفوذ_الإيراني_بعد_الانسحاب"><span class="tocnumber">7.1</span> <span class="toctext">مؤشرات النفوذ الإيراني بعد الانسحاب</span></a></li> </ul> </li> <li class="toclevel-1 tocsection-11"><a href="#مستقبل_النفوذ_الإيراني_في_العراق"><span class="tocnumber">8</span> <span class="toctext">مستقبل النفوذ الإيراني في العراق</span></a> <ul> <li class="toclevel-2 tocsection-12"><a href="#اولا_الفرص_المتاحة"><span class="tocnumber">8.1</span> <span class="toctext">اولا الفرص المتاحة</span></a></li> <li class="toclevel-2 tocsection-13"><a href="#ثانيا_التحديات"><span class="tocnumber">8.2</span> <span class="toctext">ثانيا التحديات</span></a></li> </ul> </li> <li class="toclevel-1 tocsection-14"><a href="#الموقف_الإيراني_وشيعة_العراق_من_التقسيم_والانسحاب"><span class="tocnumber">9</span> <span class="toctext">الموقف الإيراني وشيعة العراق من التقسيم والانسحاب</span></a> <ul> <li class="toclevel-2 tocsection-15"><a href="#التحديات_امام_العراق"><span class="tocnumber">9.1</span> <span class="toctext">التحديات امام العراق</span></a></li> <li class="toclevel-2 tocsection-16"><a href="#الموقف_من_تقسيم_العراق"><span class="tocnumber">9.2</span> <span class="toctext">الموقف من تقسيم العراق</span></a> <ul> <li class="toclevel-3 tocsection-17"><a href="#موقف_أهم_القوي_الخارجية_إيران"><span class="tocnumber">9.2.1</span> <span class="toctext">موقف أهم القوي الخارجية إيران</span></a></li> <li class="toclevel-3 tocsection-18"><a href="#المواقف_الداخلية"><span class="tocnumber">9.2.2</span> <span class="toctext">المواقف الداخلية</span></a></li> <li class="toclevel-3 tocsection-19"><a href="#معوقات_التقسيم"><span class="tocnumber">9.2.3</span> <span class="toctext">معوقات التقسيم</span></a></li> </ul> </li> </ul> </li> <li class="toclevel-1 tocsection-20"><a href="#الخاتمة"><span class="tocnumber">10</span> <span class="toctext">الخاتمة</span></a></li> <li class="toclevel-1 tocsection-21"><a href="#مراجع"><span class="tocnumber">11</span> <span class="toctext">مراجع</span></a></li> </ul> </div> <h2><span id=".D8.AC.D8.B0.D9.88.D8.B1_.D8.A7.D9.84.D9.85.D8.AF_.D8.A7.D9.84.D8.A5.D9.8A.D8.B1.D8.A7.D9.86.D9.8A"></span><span class="mw-headline" id="جذور_المد_الإيراني">جذور المد الإيراني</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AF_%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A&amp;action=edit&amp;section=1" title="عدل القسم: جذور المد الإيراني">عدل</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2> <p>بدأ النظام الإيراني نشاطة الذي أطلق عليه تعبير "<a href="/wiki/%D8%AA%D8%B5%D8%AF%D9%8A%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9" title="تصدير الثورة">تصدير الثورة</a>" بتشكيل خلايا داخل تلك الدول لإحداث البلبلة فيها والاستفادة من البعد الطائفي ما أمكن لتحقيق المرامي السياسية والذي يصفه البعض بإحياء أمجاد <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D9%88%D9%8A%D8%A9" title="الدولة الصفوية">الدولة الصفوية</a> المبنية أساساً التفوق العرقي الفارسي على العربي. كانت <a href="/wiki/%D8%AD%D8%B1%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89" title="حرب الخليج الأولى">الحرب الإيرانية العرقية</a> واحدة من أهم نتائج تصدير الثورة والتي اعتبرها <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82_%D8%A5%D8%A8%D8%A7%D9%86_%D8%AD%D9%83%D9%85_%D8%AD%D8%B2%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B9%D8%AB" title="العراق إبان حكم حزب البعث">العراق</a> تخريبا خطيرا لبنيته الاجتماعية لما في المد الإيراني من بعد طائفي خطير أظهر إلى على السطح ظواهر لم تعرفها المجتمعات العربية قبلاً، كتعبير السني والشيعي وانتشار أفكار دينية جديدة ذات طابع قومي فارسي حتى لدى الشيعة العرب. لم يكن للمد الإيراني أثر قوي في عهد الرئيس العراقي صدام حسين حيث أن <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82_%D8%A5%D8%A8%D8%A7%D9%86_%D8%AD%D9%83%D9%85_%D8%AD%D8%B2%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B9%D8%AB" title="العراق إبان حكم حزب البعث">عراق صدام</a> شكلت عملياً جداراً قوياً في طريق هذا المد، إلا أن هذا لم يمنع إيران من الوصول إلى مناطق داخل العمق العربي عن طريق إنشاء ما يسمى <a href="/wiki/%D8%AD%D8%B2%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87" title="حزب الله">حزب الله</a> في لبنان وسيطرة مريديها على سياسة هذا الحزب وبروز الخلل الطائفي بين المسلمين في لبنان بعد أن كانت معدومة تماماً، واستمرت أيضاً في دعم أحزاباً شيعية بحته تنادي بسيادة الطائفة الشيعية <a href="/wiki/%D8%AD%D8%B2%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9" title="حزب الدعوة الإسلامية">كحزب الدعوة</a> في العراق، و <a href="/wiki/%D8%AD%D8%B2%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%B2" title="حزب الله الحجاز">حزب الله الحجاز</a> في <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9" title="السعودية">السعودية</a> والذي يعمل كذراع إيران في <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82%D9%8A%D8%A9_(%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9)" title="المنطقة الشرقية (السعودية)">المنطقة الشرقية</a>، بالإضافة إلى إثارة القلاقل الطائفية داخل البحرين والكويت. ظل هذا النشاط محدوداً حتى العام 1990 الذي <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B2%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A_%D9%84%D9%84%D9%83%D9%88%D9%8A%D8%AA" title="الغزو العراقي للكويت">دخل فيه العراق الكويت</a> و بدأ <a href="/wiki/%D8%AD%D8%B1%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9" title="حرب الخليج الثانية">عملية عاصفة الصحراء</a> مما أثر على البنية العسكرية العراقية بشكل كبير، ثم فرض حصار اقتصادي شديد أضعف من قدرات العراق في مواجهة المد الإيراني. استغلت الولايات المتحدة في سياستها البعد الطائفي لدى شيعة العراق لتقويض النظام العراقي ورفع مستوى التعاون مع <a href="/wiki/%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86" title="إيران">إيران</a> لتحقيق مشروعها بعزل العراق وتغير نظامه السياسي. ومما لا شك فيه أن التدخل العسكري الإيراني عام 1991 لصالح القوات الأمريكية في العراق والذي كان عن طريق إقحام عشرات الألوف من المليشيا المسماة بقوات بدر إلى لعراق قد أثر على سلامة الأمن العراقي تأثيراً شديدا وزاد من التوتر الطائفي وخصوصاً بعد ردة الفعل العنيفة للجيش العراقي لإخماد الفوضى التي سببتها قوات بدر. استعانت الولايات المتحدة بالنفوذ الإيراني الطائفي أيضاً في أفغانستان عام 2001. وتوج التعاون الأمريكي الإيراني عندما قامت <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9" title="الولايات المتحدة">الولايات المتحدة</a> و <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9" title="المملكة المتحدة">بريطانيا</a> <a href="/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82" title="غزو العراق">بغزو العراق</a> وإسقاط النظام السياسي العراقي القائم حيث كانت الولايات المتحدة قد جندت البعد الطائفي مستغلة النفوذ الإيراني على الطائفة الشيعية والتي تعاونت مع أمريكا وحليفتها بريطانيا حتى بعد الاحتلال و <a href="/wiki/%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7_%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF_(2003)" title="سقوط بغداد (2003)">سقوط بغداد</a> وذلك بوضع النظام السياسي الجديد ولإضفاء الشرعية على الاحتلال بحكم أنهم عراقيين. جلب الاحتلال أمريكي نظاما شيعيا موالياً بالكامل لإيران حيث بدأت أعمال تصفية واسعة للطائفة السنية من أركان الدولة العراقية، فبدأت إيران بتشكيل مليشيا موالية لها كمليشيا <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B4%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8%D9%8A" title="الحشد الشعبي">الحشد الشعبي</a>، وخلق زعامات ومرجعيات قادت هذه المليشيا لتصفية وإقصاء السنة وتفريغ مناطق واسعة وخصوصاً في بغداد من الوجود السني عن طريق القتل على الهوية وتدمير المنازل والتهجير القصري عن طريق <a href="/wiki/%D8%AC%D9%8A%D8%B4_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%AF%D9%8A" title="جيش المهدي">جيش المهدي</a> و<a href="/wiki/%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%85%D8%A9_%D8%A8%D8%AF%D8%B1" title="منظمة بدر">فيلق بدر</a> وقوات المغاوير في وزارة الداخلية التي كان يشرف عليها <a href="/wiki/%D8%A8%D8%A7%D9%82%D8%B1_%D8%AC%D8%A8%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%8A" title="باقر جبر الزبيدي">بيان جبر صولاغ</a>. وتدعم إيران وبقوة فكرة تقسيم العراق لفديراليات كنواة لاحتلال كلي بحيث يصبح الجنوب العراقي شبة دول شيعية سيكون لإيران فيها السيادة الحقيقية. </p><p>بعد سقوط النظام العراقي وبروز النفوذ الإيراني في العراق امتد اثر ذلك على بقية دول الخليج العربي حيث بدأ صوت الشيعة هناك يعلوا لدرجة الدعوة إلى الانفصال في مناطقهم خصوصاً في <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%86" title="البحرين">البحرين</a> والمنطقة الشرقية من السعودية التي تسكنها أقلية شيعية، بالإضافة إلى تزايد نفوذ <a href="/wiki/%D8%AD%D8%B2%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87" title="حزب الله">حزب الله</a> في <a href="/wiki/%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86" title="لبنان">لبنان</a> والذي بدأ وكأنه يمثل ذراعاً لإيران في المنطقة. ومن أشد المظاهر وضوحا للمد الإيراني ظهور ما يسمى الفضائيات الشيعية التي لم يكن لها وجود يذكر قبل الاحتلال الأمريكي للعراق والذي يشكل ظاهرة خطيرة جدا لوحدة الدول العربية وسيادتها. الأمر الذي يوضح حجم هذا النفوذ الإيراني على الطائفة الشيعية. </p> <h2><span id=".D8.A7.D9.84.D8.A7.D8.B3.D8.AA.D8.B1.D8.A7.D8.AA.D9.8A.D8.AC.D9.8A.D8.A9_.D8.A7.D9.84.D8.A5.D9.8A.D8.B1.D8.A7.D9.86.D9.8A.D8.A9_.D8.AA.D8.AC.D8.A7.D9.87_.D8.A7.D9.84.D8.B9.D8.B1.D8.A7.D9.82"></span><span class="mw-headline" id="الاستراتيجية_الإيرانية_تجاه_العراق">الاستراتيجية الإيرانية تجاه العراق</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AF_%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A&amp;action=edit&amp;section=2" title="عدل القسم: الاستراتيجية الإيرانية تجاه العراق">عدل</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2> <p>لاشك أن لإيران اهداف ومصالح استراتيجية في المنطقة بشكل عام وفي العراق على نحو خاص، باعتبار كون العراق المنافس التقليدي لإيران في المنطقة وحائط الصد الذي لعب أدواراً مهمة في السابق للتصدي للتغلغل الإيراني في الخليج وفي دوائر الامن القومي العربي، وذلك ضمن مشروع استراتيجي ايرانى، له من المحددات والاهداف والادوات ما يساعده على تحقيق اهدافه<sup id="cite_ref-1" class="reference"><a href="#cite_note-1">&#91;1&#93;</a></sup> </p><p>مع الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003، وما أحدثه من تغيير في المعادلة السياسية الداخلية في العراق، لصالح القوى الشيعية وعلى حساب السنة التي ظلت لعقود طويلة، المتحكم الأساسي في الأوضاع السياسية في العراق، وما ارتبط بذلك من فتح المجال العراقي لدخول قوى اقليمية عديدة، على رأسها إيران، تحاول تحقيق اجنداتها الخاصة مستعينة في سبيل تحقيق ذلك، ببعض الكتل العراقية الجديدة التي تعاظم دورها بعد اسقاط نظام صدام حسين<sup id="cite_ref-2" class="reference"><a href="#cite_note-2">&#91;2&#93;</a></sup> </p><p>ويمكن القول، أن حدوث الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 كانت نقطة تحول جديدة في التوجهات الإيرانية نحو دول الجوار بشكل عام ونحو العراق علي نحو خاص، من خلال مبدأ تصدير الثورة والتأكيد علي فارسية الخليج، وما تبع ذلك من مرحلة جديدة من مراحل الصراع الإيراني علي العراق والذي وصل الي أشده في الفترة من 1980-1988 <sup id="cite_ref-3" class="reference"><a href="#cite_note-3">&#91;3&#93;</a></sup> </p><p>هذه الفترة من فترات الصراع كانت بداية لتأسيس بعض الادوات الإيرانية، من خلال مؤسسات سياسية وعسكرية للتحرك لتنفيذ اهداف الثورة، والعمل علي تصديرها الي العراق وباقي دول الخليج من خلال قلب أنظمة الحكم وتشكيل أنطمة جديدة تدور في فلك إيران وتدين بالولاء والطاعة لسلطة الولي الفقيهه، وفي هذا الاطار تم تأسيس ما يعرف بالحرس الثوري الإيراني وفيلق بدر واللذان لعبا دوراً مهماً في إدارة الصراع الإيراني مع العراق خاصة بعد عام 1991 من خلال إدخال الالاف من المنتمين الي الحرس الثوري الي العراق، ومحاولة تجنيد بعض العراقيين للعمل في فيلق بدر وغيره في محافظات البصرة وميسان وواسط وذي قار، وهذه العناصر استطاعت أن تقوم بعدد كبير من العمليات العسكرية كالقتل وتخريب الدوائر الحكومية<sup id="cite_ref-ReferenceA_4-0" class="reference"><a href="#cite_note-ReferenceA-4">&#91;4&#93;</a></sup> </p><p>ومما لاشك فيه أن الاحتلال الأمريكي للعراق في عام 2003 وما تبعه من تداعيات علي هيكل وبنية الدولة العراقية، قد أفسح المجال للحركة الإيرانية في العراق علي نحو غير مسبوق مقارنة بكل الفترات السابقة للاحتلال. </p><p><b>يمثل العراق قلب الاستراتيجية الإيرانية ومحور الحركة الإيرانية الخارجية لأسباب كثيرة أهمها ما يلي</b><sup id="cite_ref-ReferenceA_4-1" class="reference"><a href="#cite_note-ReferenceA-4">&#91;4&#93;</a></sup> </p><p>1- وجود تصورات إيرانية بأن العراق هو جزء من الامتداد التاريخي والجغرافي والمذهبي لإيران، وبالتالي اعتبار العراق اقليم إيراني أو أحد الأقاليم الإيرانية وليس دولة مستقلة ونشير الي تصريح ابوالحسن بني صدر أول رئيس إيراني بعد الثورة الإيرانية الذي قال فيه أن العراق عبر التاريخ كان جزءاً من فارس، وأن أثار طاق كسري مازالت موجودة قرب بغداد حتي الآن، وما ذكره رئيس أركان الجيش الإيراني فيروز آبادي بأن الخليج والمنطقة كانت دائماً ملكاً لإيران وأن نفط الخليج يقع في مناطق فارسية </p><p>2- اعتبار إيران أن العراق بوابة العبور والسيطرة علي باقي دول الخليج ومن ثم بقية العالم العربي لنشر فكر الثورة الإيرانية، علاوة علي أن بقاء العراق بعيداً عن السيطرة الإيرانية يعني عزل إيران عن أماكن التواجد الشيعي في كل من سوريا وجنوب لبنان </p><p>3- المراهنة الإيرانية المستمرة علي أن شيعة العراق هم أكثر ولاءً لإيران وأكثر تجاوباً مع توجهاتها الإيديولوجية والمصلحية من ولائهم لحكوماتهم الوطنية، وكذلك المراهنة علي أن وجود الحوزة الدينية في النجف سيسهل من فرص اندماج وتبعية حوزة النجف إلي حوزة قم، وبالتالي الاستفادة من نفوذها الديني في تصدير فتاوي وقرارات تخدم المصلحة الإيرانية. </p><p>4- إيلاء إيران أهمية خاصة لمدينة النجف الأشرف وكربلاء، واعتبار أن سيطرة إيران علي هذه المدينة وتحويلها الي قبلة للشيعة في العالم يسمح لايران بمزيد من النفوذ لدي الطوائف الشيعية الأخرى المنتشرة في بعض الدول </p><p>5- تصور إيران بأن العراق هو الحجر العثرة الأساسي أمام امتداد النفوذ الإيراني الي الخليج الذي يدين بعض سكانه بالمذهب الشيعي، ووضح ذلك جلياً خلال الفترات التي تكون فيها الدولة العراقية قوية اقتصادياً وعسكرياً . </p><p>6- اعتبار إيران أن الخطر الواقع عليها من الحكام الوهابيين أو ذوي الأصول السنية هو أكثر بكثير من الخطر الذي يواجهها من الشرق والغرب، واعتبارها أن اهل السنة هم الاعداء الحقيقين للمذهب. </p> <h3><span id=".D8.B3.D8.A8.D9.84_.D8.AA.D8.AD.D9.82.D9.8A.D9.82_.D8.A7.D9.84.D8.A7.D8.B3.D8.AA.D8.B1.D8.A7.D8.AA.D9.8A.D8.AC.D9.8A.D8.A9"></span><span class="mw-headline" id="سبل_تحقيق_الاستراتيجية">سبل تحقيق الاستراتيجية</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AF_%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A&amp;action=edit&amp;section=3" title="عدل القسم: سبل تحقيق الاستراتيجية">عدل</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3> <p>ولتحقيق إيران لاستراتيجيتها في الخليج العربي و خصوصا العراق استخدمت عدة ادوات في العراق اهمها <b>احتواء شيعة</b> العراق عن طريق <sup id="cite_ref-5" class="reference"><a href="#cite_note-5">&#91;5&#93;</a></sup> </p><p>1 ـ <b>احتواء القيادات والتيارات الشيعية المتنافسة</b>: ويسيطر اليوم على الشارع الشيعي في العراق عدة مرجعيات وتيارات أهمها: مرجعية علي السيستاني، وتيار الصدر الذي يقوده مقتدى الصدر، وجماعة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بزعامةعبدالعزيزالحكيم، وبدرجة أقل حزب الدعوة بفروعه المختلفة، وهناك تيار آخر مدعوم من إيران يعمل بصمت داخل مدن الجنوب وبعيداً عن الضجة الإعلامية كما يمارسها الآخرون وهو تيار المرجع (المدرِّسي) الذي يقود ما يعرف بـ (منظمة العمل الإسلامي) وهذه المنظمة أكثر قوة وتنظيماً، وتمتلك الشرعية الدينية الشيعية التي تؤهلها أن تكون مرجعية دينية قوية مدعومة بمليارات إيران. ولا شك أن السياسة الإيرانية في العموم تقوم على احتواء التيارات الشيعية كلها، والتعامل مع كل فصيل وشخصية قيادية تبرز على الساحة لحصد أي نجاح يحققه أي طرف شيعي. ويبقى التعامل مع هذا الفصيل أو ذاك مرتبطاً إلى حد بعيد بالتداخلات المختلفة داخل الساحة الإيرانية والخلافات بين المحافظين والإصلاحيين، وبقدرة هذا الفصيل على تحقيق الهدف الشيعي بهيمنتهم على أوضاع العراق. ولعل موقف إيران من مقتدى الصدر وحركته يوضح لنا جانباً كبيراً من طبيعة الدور الذي تقوم به إيران في احتواء الشيعة العراقيين؛ فهناك تياران داخل القيادة الإيرانية حول الموقف من العراق: الأول: يقوده الزعيم الإيراني علي خامنئي ويدعمه الرئيس السابق هاشمي (رفسنجاني) ويدعم هذا التيار الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر. ويقود التيار الثاني الرئيس محمد خاتمي والإصلاحيون، وهو يرفض التعامل والتعاون مع مقتدى الصدر إلى حد أن خاتمي رفض استقباله لدى زيارته إلى طهران، كما أن هذا التيار يفضل دعم المرجع علي السيستاني والقيادات والقوى العراقية المؤيدة للتعاون السلمي مع الأمريكيين والبريطانيين على أساس أن ذلك يشكل أفضل ضمانة لحصول الشيعة العراقيين على مطالبهم، وعلى حصة كبيرة في تركيبة الحكم الجديدة.<sup id="cite_ref-6" class="reference"><a href="#cite_note-6">&#91;6&#93;</a></sup> </p><p>2 ـ <b>تسلل المخابرات الإيرانية إلى العراق</b>: كانت الأداة الرئيسية لإيران في تنفيذ استراتيجيتها للمخابرات الإيرانية ونتيجة التنسيق الأميركي ـ الإيراني دخلت المخابرات الإيرانية إلى العراق. ونتيجة أبوتها للتنظيمات السياسية المذهبية تسلَّلت إلى مجلس الحكم الانتقالي. وتشير تقارير صحفية إلى أن جهاز مخابرات فيلق القدس الإيراني ومخابرات الحرس الثوري الإيراني يقومان بالدور الأخطر على صعيد أجهزة الاستخبارات داخل العراق، ولعل الكشف عن الدور المزدوج لأحمد الجلبي وعلاقته الطويلة مع المخابرات الإيرانية يوضح إلى أي حد وصل الدور الذي مارسته المخابرات الإيرانية على الساحة العراقية. وتشير معلومات صحفية مؤكدة إلى افتتاح 18 مكتباً للاستخبارات الإيرانية تحت مسميات مختلفة أبرزها الجمعيات الخيرية لمساعدة الفقراء، وتوزيع المال والأدوية والمواد الغذائية، وترتيب الانتقال إلى العتبات المقدسة وضمن ميزانية تتجاوز مئة مليون دولار. وضمن المخطط الإيراني شراء ولاء رجال دين أغلبهم شيعة وأقلية سنية رصد فيه مبلغ 5 ملايين دولار سنوياً للترويج والدفاع عن إيران، وتجميل صورة مواقفها في الشارع العراقي وأحياناً عبر المنابر. وفي المعلومات الاستخباراتية أن إيران استأجرت واشترت 5700 وحدة سكنية من البيوت والشقق والغرف في مختلف أنحاء العراق، وخاصة في النجف، وكربلاء ليسكن فيها رجال الاستخبارات الإيرانية ورجال فيلق القدس الاستخباراتي. ولعل تصريح مدير المخابرات العراقية الحالي، اللواء محمد الشهواني، من أنه لم يتمكن من فتح فرع للمخابرات الحكومية العراقية في المحافظات الجنوبية لأن المخابرات الإيرانية لاتسمحبذلك! خير دليل على حجم التغلغل المخابراتي الإيراني في العراق. </p><p>3 ـ <b>تدفق الأفراد والأموال على العراق</b>: ويشير حجم المساعدات النقدية الإيرانية المدفوعة إلى مقتدى الصدر وحده عدا التيارات الأخرى خلال الأشهر الأخيرة أنها تجاوز سقف 80 مليون دولار، إلى جانب تدريب رجاله، وإرسال معونات إنسانية شملت الغذاء والأدوية والمعدات والأثاث. ومثال على ذلك ما ذكرته صحيفة (جمهوري إسلامي) الإيرانية أن إمام جمعة شيراز الشيخ الحائري الشيرازي أرسل 150 حاجاً على حسابه إلى العتبات المقدسة الشيعية وإلى كربلاء، وسيراً على الأقدام بناء على طلبهم. وهذا الاندفاع البشري الإيراني نحو العراق بحيث وصل عددهم إلى مئات الآلاف، كما قامت بلديات إيرانية عديدة أبرزها بلدية طهران بدور كبير في تولي الخدمات في الأماكن المقدسة كالنظافة والتشجير وزرع شتول الزهور، ورش المياه عبر صهاريج قادمة من إيران وعمالة إيرانية يساعدها عمال عراقيون موظفون تدفع لهم بلدية طهران أجورهم.، ومؤسسة الأوقاف وهي مؤسسة غير رسمية أخذت على عاتقها تأمين كل المصاحف الإيرانية وكتب الأدعية المطلوبة للعتبات المقدسة الشيعية، وكل مؤسسة أهلية تقدم للعراق في هذه المناسبة عطاء أو مساعدة تعتبر جزءاً من ميزانيتها الخاصة. هذافضلاً عن حضور الآلاف من الإيرانيين للتطوع لطهي الطعام وتوزيع المياه أو العصائر أو التنظيف في العتبات المقدسة، وأخيراً للخبز الإيراني الساخن وجبة تقدم لزوار العتبات. </p><p>ونتيجة للضوء الأخضر (الأميركي ـ البريطاني) اكتظَّت الأسواق وغرف التجارة العراقية بالتجار الإيرانيين، ومنه تسلَّلت إلى أجهزة المافيات (سرقة ونهب) بدون النظر إلى عرقها أو مذهبها؛ إذ تشاركت الأحزاب الكردية مع الأحزاب السياسية الشيعية (فيلق بدر وجماعات البرازاني والطالباني) في نهب كل ما طالته أيديهم وباعوه إلى التجار الإيرانيين، وقد وصف أحد العراقيين الدور الإيراني في العراق قائلاً: خرجت إيران ـ بعد احتلال العراق ـ بأكبر حصة من وليمة ذبح الدولة العراقية بما فيها مخلفات الجيش العراقي التي تبرع الحكيم بنقلها إلى إيران. </p><p>4 ـ <b>السيطرة الإعلامية من خلال الصحف التي تمولها وقنوات البث الفضائي والأرضي</b>؛ فقد قامت شركة التلفزيون الرسمية في إيران بافتتاح قناة فضائية على غرار قناة الجزيرة القطرية باسم (العالم) تبث باللغة العربية من محطات تقوية على طول الحدود العراقية لكسب تأييد العراقيين، وكان لها دور هام خلال الغزو الأميركي للعراق حين توقف البث العراقي وبقيت قناة العالم تبث لسائر المدن العراقية ومنها يستقي العراقيون أخبارهم وتحليلاتهم (لعدم وجود إستلام فضائي آنذاك لدى العراقيين) كما أن إيران دعمت إنشاء محطات تلفزيون فضائية موالية لها (مثل الفرات والفيحاء والأنوار) والعشرات من محطات الإذاعة المحلية، وتتحدث تقارير صحفية عن وجود 300 إعلامي إيراني بشكل دائم في العراق. لا يوجد أدنى شك في أن الهدف الإيراني في دعم العناصر الموالية له في العراق ماليا وسياسيا بل وحتى مخابراتياً وعسكريا، قد تحقق حتى الآن واستقوت تلك العناصر بذلك الدعم وساهمت في مجلس الحكم الانتقالي الذي عينته سلطات الاحتلال في العراق (عبد العزيز الحكيم وإبراهيم الجعفري وعز الدين سليم ومحمد بحر العلوم وعبد الكريم المحمداوي) وترمي إيران إلى تهيئة الظروف السياسية من خلال مجموعات تلبس العباءة العراقية لتحقق أهدافها بالإنابة عبر التنسيق مع سلطات الاحتلال الأمريكية - البريطانية </p> <h2><span id=".D8.A5.D9.8A.D8.B1.D8.A7.D9.86_.D9.88.D8.A3.D9.85.D8.B1.D9.8A.D9.83.D8.A7"></span><span class="mw-headline" id="إيران_وأمريكا">إيران وأمريكا</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AF_%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A&amp;action=edit&amp;section=4" title="عدل القسم: إيران وأمريكا">عدل</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2> <p>حيث انهارت مؤسسات الدولة بالكامل، والتي تعاونت مع أمريكا وحليفته <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9" title="المملكة المتحدة">بريطانيا</a> حتى بعد الاحتلال وسقوط <a href="/wiki/%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF" title="بغداد">بغداد</a>، كمثل <a href="/wiki/%D8%AC%D9%8A%D8%B4_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%AF%D9%8A" title="جيش المهدي">جيش المهدي</a> <a href="/wiki/%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%85%D8%A9_%D8%A8%D8%AF%D8%B1" title="منظمة بدر">وفيلق بدر</a> وقوات المغاوير في وزارة الداخلية التي كان يشرف عليها <a href="/wiki/%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86_%D8%AC%D8%A8%D8%B1_%D8%B5%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%BA" class="mw-redirect" title="بيان جبر صولاغ">بيان جبر صولاغ</a> والتي هي عناصر أصلاً من قوات بدر انطوت في صفوف الشرطة. </p><p>وفي الحقيقة تشير الكثير من المصادر أن التعاون الأمريكي الإيراني بدا في مرحلة مبكرة مع رجال <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9" class="mw-redirect" title="الثورة الإيرانية الإسلامية">الثورة الإيرانية</a> وقبل قيامها، وفي نهاية الأمر جميع الدبلوماسيين تم الإفراج عنهم. وعلى جميع الأحوال فان حقيقة الدعم الأمريكي الإسرائيلي لإيران خلال الحرب ضد العراق لا يمكن إخفائها بعد كشف ما سمي <a href="/w/index.php?title=%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86_%D8%AC%D8%A7%D9%8A%D8%AA&amp;action=edit&amp;redlink=1" class="new" title="إيران جايت (الصفحة غير موجودة)">إيران جايت</a> أو <a href="/wiki/%D9%82%D8%B6%D9%8A%D8%A9_%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86_-_%D9%83%D9%88%D9%86%D8%AA%D8%B1%D8%A7" class="mw-redirect" title="قضية إيران - كونترا">إيران - كونترا</a> إبان رئاسة <a href="/wiki/%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%B1%D9%8A%D8%BA%D8%A7%D9%86" title="رونالد ريغان">رونالد ريجان</a>. وبالنسبة للسياسة الأمريكية فأن وصول قيادة ذات أفكار دينية وقومية متطرفة تجاه العرب في إيران يخدم المصالح الأمريكية في منطقة <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7" title="الشرق الأوسط">الشرق الأوسط</a> أكثر من نظام علماني ليس له توجهات عدائية تجاه <a href="/wiki/%D8%B9%D8%B1%D8%A8" title="عرب">العرب</a> كنظام <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%87" class="mw-redirect" title="الشاه">الشاه</a>. </p><p>فالإشارات العدائية الإيرانية تجاة العرب بدأت مبكراً حين وجه <a href="/wiki/%D8%B1%D9%88%D8%AD_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%81%D9%89_%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%85%D9%8A%D9%86%D9%8A" class="mw-redirect" title="روح الله مصطفى أحمد الموسوي الخميني">خميني</a> رسالة تهديد لحاكم <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%86" title="البحرين">البحرين</a> الأمير <a href="/wiki/%D8%B9%D9%8A%D8%B3%D9%89_%D8%A8%D9%86_%D8%B3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86_%D8%A2%D9%84_%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%81%D8%A9" title="عيسى بن سلمان آل خليفة">عيسى بن سلمان آل خليفة</a> يتهمه فيه بإساءة معاملة شعبة، ويقصد بذلك <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D8%A9" title="الشيعة">الشيعة</a> منهم، الأمر الذي أثار غضب الرئيس العراقي <a href="/wiki/%D8%B5%D8%AF%D8%A7%D9%85_%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86" title="صدام حسين">صدام حسين</a> الذي اعتبره تدخلاً سافراً في شؤون <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%86" title="البحرين">البحرين</a> لا يمكن قبوله، وكان ذلك بداية <a href="/wiki/%D8%AD%D8%B1%D8%A8_%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%AF%D8%A9" class="mw-redirect" title="حرب باردة">الحرب الباردة</a> بين البلدين تحول إلى حرب مدمرة استمرت ثمانية سنوات. </p> <h2><span id=".D8.A7.D9.84.D8.AF.D9.88.D8.B1_.D8.A7.D9.84.D8.A5.D9.8A.D8.B1.D8.A7.D9.86.D9.8A_.D9.81.D9.8A_.D8.A7.D9.84.D8.B9.D8.B1.D8.A7.D9.82_.D8.A8.D8.B9.D8.AF_.D8.A7.D9.84.D8.A7.D8.AD.D8.AA.D9.84.D8.A7.D9.84_.D8.A7.D9.84.D8.A3.D9.85.D8.B1.D9.8A.D9.83.D9.8A"></span><span class="mw-headline" id="الدور_الإيراني_في_العراق_بعد_الاحتلال_الأمريكي">الدور الإيراني في العراق بعد الاحتلال الأمريكي</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AF_%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A&amp;action=edit&amp;section=5" title="عدل القسم: الدور الإيراني في العراق بعد الاحتلال الأمريكي">عدل</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2> <p>ويمكن القول أن فترة ما بعد الاحتلال الأمريكي للعراق كانت فترة التطبيق العملي لكافة الاهداف والاستراتيجيات التي رسمها قادة الفكر في إيران وقادة صنع القرار بخصوص تصدير الثورة والسيطرة علي العراق، حيث استطاعت إيران خلال هذه المرحلة ومن خلال الطابور الخامس الإيراني والمشكل من إيرانيين متواجدين في العراق بصورة شرعية وغير شرعية، ومن عراقيين موالين لها، ومن المنظمات المسلحة مثل فيلق القدس وفيلق بدر، بالإضافة الي عدد كبير من المنظمات العاملة في مجالات مختلفة<sup id="cite_ref-ReferenceB_7-0" class="reference"><a href="#cite_note-ReferenceB-7">&#91;7&#93;</a></sup> </p><p><b>* الدور الإيراني في التحالف مع أمريكا لاسقاط نظام صدام حسين</b> </p><p>لقد لعبت الحكومة الإيرانية دوراً محوريا في الإعداد لغزو العراق بالتعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة رغم الخلافات المعلنة بين واشنطن وطهران بشأن العديد من القضايا الإقليمية والتسليحية والسياسية ومنها اتهام واشنطن للحكومة الإيرانية بدعم الإرهاب والسعي لامتلاك أسلحة الدمار الشامل والأطماع الإقليمية، غير أن إيران وجدت في الحملة الأمريكية لتغيير نظام حكم الرئيس صدام حسين تحقيقا لهدف مركزي في السياسة الإيرانية حدده الزعيم الإيراني الراحل الخميني الذي قال انه تجرع السم بقبوله قرار مجلس الأمن لإنهاء حرب السنوات الثماني مع العراق عام 1988 الذي يحتفل به العراقيون انتصارا على إيران، فقد سمحت إيران بمشاركة فصيل معارضة رئيسي مقره العاصمة الإيرانية، المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق بقيادة عائلة الحكيم، كانت قد شكلته المخابرات الإيرانية عام 1982 وقدمت له الدعم المالي والعسكري والسياسي، بل أن طهران استضافت لقاءات بين قادة الأكراد العراقيين، مسعود البارزاني وجلال الطالباني ورئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي مع قادة المجلس الأعلى محمد باقر الحكيم وشقيقه عبد العزيز الحكيم الذي شارك في الاجتماعات الرباعية والسداسية مع الإدارة الأمريكية والمخابرات الأمريكية عامي 2002 و2003 في واشنطن وبريطانيا للتخطيط والاتفاق على الأدوار والمهام الموكلة لكل طرف من الأطراف الأربعة/ الستة: المجلس الأعلى والمؤتمر الوطني والفصيلين الكرديين وحركة الوفاق بقيادة أياد علاوي، رئيس الوزراء المؤقت الحالي. وكان الجلبي حلقة الوصل الرئيسية بين الإدارة الأمريكية وبالتحديد وزارة الدفاع ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية والحكومة الإيرانية لتنسيق الجهود ضد حكم الرئيس صدام حسين، وقد تمكن من جمع المتناقضين سياسيا واستراتيجيا، الأكراد الساعين إلى جمهورية مستقلة والشيعة المرتبطين بإيران الباحثين عن دولة شيعية تشكل امتدادا لإيران، وهو الهدف الذي تعارضه واشنطن ودول المنطقة والعلمانيون من ليبراليين وشيوعيين ومستقلين. وكان انضمام المجلس الأعلى جوهريا لإكمال الخطط الأمريكية وحاسما في اتخاذ قرار الحرب والاحتلال إذ أن المجلس الأعلى التزم بتحييد القطاع الشيعي من الشعب العراقي وبالمساهمة المباشرة عسكريا وسياسيا في إنجاح المخطط الأمريكي، وكنت قد أجريت لقاء صحفيا في شهر أكتوبر 2002، مع السيد محمد باقر الحكيم، رئيس المجلس الأعلى، وكان في مدينة قم الإيرانية، أكد فيه أن المجلس الأعلى بعث بألفين وخمسمائة فرد من أفراد لواء بدر، التابع للمجلس، إلى شمال العراق للانطلاق مع قوات البشمركة، الميليشيا الكردية، التابعة للكردي جلال الطالباني، في جبهة من منطقة السليمانية ضد القوات العراقية. </p><p>وحالما احتلت القوات الأمريكية- البريطانية العراق في ابريل 2003، دخلت قوات بدر من إيران وشمال العراق بينما بعثت إيران بالآلاف من عناصر الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية إلى العراق من الوسط والجنوب لينتشروا في البلاد تحقيقا لثلاثة أهداف رئيسية: دعم التيار الشيعي الإيراني في العراق (المجلس الأعلى بقيادة الحكيم ومكانة السيستاني والدعوة بقيادة إبراهيم الجعفري والعمل الإسلامي بقيادة محمد تقي مدرسي)، وإضعاف التيار الشيعي العربي العراقي (مجموعة مقتدى الصدر) وترسيخ وجود مخابراتي إيراني في العراق مما يضمن ترسيخ الأهداف الإيرانية والتأثير في التطورات السياسية بالتوافق مع تلك الأهداف، والتخلص من العناصر المعارضة للمشروع الإيراني<sup id="cite_ref-8" class="reference"><a href="#cite_note-8">&#91;8&#93;</a></sup> </p> <h3><span id=".D8.A7.D9.84.D8.A7.D8.AF.D9.88.D8.A7.D8.AA_.D8.A7.D9.84.D8.AA.D9.8A_.D8.A7.D8.AA.D8.A8.D8.B9.D8.AA.D9.87.D8.A7_.D8.A5.D9.8A.D8.B1.D8.A7.D9.86_.D9.84.D9.84.D8.B3.D9.8A.D8.B7.D8.B1.D8.A9_.D8.B9.D9.84.D9.8A_.D8.A7.D9.84.D8.B9.D8.B1.D8.A7.D9.82"></span><span class="mw-headline" id="الادوات_التي_اتبعتها_إيران_للسيطرة_علي_العراق">الادوات التي اتبعتها إيران للسيطرة علي العراق</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AF_%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A&amp;action=edit&amp;section=6" title="عدل القسم: الادوات التي اتبعتها إيران للسيطرة علي العراق">عدل</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3> <p>- <b>الادوات السياسية والأمنية:</b> </p><p>استخدمت إيران عدداً من الادوات السياسية والامنية للنفوذ الي الواقع العراقي ووضح ذلك من خلال عدم اعتراض إيران أو إعاقتها للخطط الأمريكية الرامية لضرب العراق وإسقاط نظامه، نظراً لتوافق ذلك مع الهدف الإيراني في ذلك الوقت، والذي يتمثل في تدمير العراق وإزاحة النظام القومي العربي، وخلق نظام جديد يسهل الحركة الإيرانية، وكذلك قيام إيران بعد الاحتلال الأمريكي للعراق بتصفية وقتل المئات من الضباط والطيارين ورجال المخابرات والعلماء العراقيين، ومطاردة وإزاحة القوى العراقية القومية والإسلامية المعادية للتوجه الإيراني، مع تقديم الدعم المالي والمخابراتي للقوى المؤيدة لها خاصة حزب الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية <sup id="cite_ref-9" class="reference"><a href="#cite_note-9">&#91;9&#93;</a></sup> </p><p>بالإضافة الي محاولة خلخلة الاوضاع السياسية في العراق، والعمل علي إضعاف حكوماته تمهيداً لخلق قيادة سياسية ضعيفة تدين بالولاء والطاعة لإيران، الأمر الذي يسهل لها تحقيق مصالحها بأقل تكلفة ممكنه، ونشير إلي تصريح قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني الذي قال فيه "أن بلاده حاضرة في الجنوب اللبناني وفي العراق وأن هذين البلدين يخضعان بشكل أو بأخر لإرادة طهران وأفكارها"، كما عملت إيران علي الضغط علي الحكومات العراقية المتتالية من أجل تقديم تنازلات مرتبطة بالحدود المشتركة، وفي هذا الاطار استطاعت إيران انتزاع موافقة العراق علي اتفاقية الجزائر عام 1975 التي تحدد الحدود الفاصلة بين البلدين، كما استطاعت ايضاً انتزاع موافقة الحكومة العراقية التي تشكلت بعد الاحتلال الأمريكي علي إعلان مسئوليتها في شن الحرب علي إيران في عام 1980، ومما يستتبع ذلك من آثار قانونية خاصة بالتعويضات وما إلي غير ذلك<sup id="cite_ref-ReferenceB_7-1" class="reference"><a href="#cite_note-ReferenceB-7">&#91;7&#93;</a></sup> </p><p>كما تم وضع عنوان للتحرك الإيراني تجاه العراق يخالف حقيقة نواياها، من خلال اختراق منظومة القيادة العراقية من خلال تقديم الاستشارات للمتحكمين في النظام السياسي حول بعض القضايا والمشكلات العراقية السياسية والاقتصادية، وتكثيف الحوار والاتصالات معهم، علاوة علي محاولة إيران التأثير علي الواقع الديموغرافي في العراق وتغيير الوزن النسبي لبعض مكونات الشعب العراقي خاصة من الشيعة، وذلك من خلال الضغط علي الحكومة العراقية لإعطاء الجنسية العراقية الي عدد كبير من الإيرانيين الموجودين في العراق والذين يقدر البعض عددهم ب 2.5 مليون تقريباً<sup id="cite_ref-10" class="reference"><a href="#cite_note-10">&#91;10&#93;</a></sup> </p><p>كما عملت إيران علي خلق حالة من الشك والريبة في العلاقة ما بين القيادات السياسية في العراق وعلماء الدين السنه، من خلال ترويج إشاعات عن فساد هذه الشخصيات وقيامهم ببعض الاعمال المخالفة للنظام والدولة، مما يسهم في ابتعاد نسبي لهذه القيادات الدينية عن دوائر صنع القرار، وما يؤدي إليه ذلك من تشويه المذهب السني في العراق، علاوة علي ما يوفره من مناخ للحقد والكراهية بين رجال الدين والحكام بشكل عام وتتبني إيران للطرح الديموقراطي في العراق علي الطراز الغربي، علي اساس أنه النموذج الأفضل لإدارة الوضع العراقي، ارتباطاً بهدف إيراني بعيد المدي وهو أن تطبيق الديموقراطية علي هذا النحو سيساعد علي تقوية الاقاليم الراغبة في الاستقلال، كما أنه سيعمل علي إذكاء سياسة المحاصصة، بما يقود في النهاية إلي إضعاف قوة العراق ومنع عودته مرة أخرى كمعرقل للأهداف الإيرانية في الخليج، وحرصت إيران في تلك الفترة علي الابقاء علي علاقات متميزة مع القادة الكرد، وعدم التفريط فيها كخط استراتيجي عام لإيران يضمن عدم عودة البعثين أو قيام حكم سني مرة أخرى، والإبقاء علي خط اتصال مع بعض الاطراف السنية في العراق، مستغلين سياسة الاغراء والتهديد علي أساس أن الاقتراب من إيران هو أحد متطلبات المشاركة السياسية في الحكم والعكس صحيح<sup id="cite_ref-11" class="reference"><a href="#cite_note-11">&#91;11&#93;</a></sup> </p><p>هذا بالإضافة الي إتاحة المجال لعمل أجهزة الاستخبارات الإيرانية للعمل السياسي السري والعلني في العراق، من خلال الحرس الثوري الإيراني وجهازي الأمن والاستخبارات الإيرانية ومجموعات من الميليشيات التابعة لها، ومجموعات من الحوزة الدينية في قم، وفي الغالب تعمل هذه الجهات تحت واجهات متعددة ومستترة من خلال وجودها داخل تنظيمات سياسية إسلامية عراقية، وتنظيمات خيرية ودينية، وواجهات دبلوماسية وتجارية ومكاتب صحفية وإعلامية وغيرها، والعمل علي إقامة شبكة واسعة من التنظيمات الخيرية والأحزاب السياسية الإسلامية البديلة التي تعمل لتوسيع نشاطها في كسب المزيد من الناس إلى هذه التنظيمات التابعة بصورة مباشرة أو غير مباشرة لإيران والتي تلتزم بخطها الفكري والسياسي<sup id="cite_ref-12" class="reference"><a href="#cite_note-12">&#91;12&#93;</a></sup> </p><p>كما عملت إيران علي وضع الأموال في خدمة الكثير من رجال الدين لصرفها على المحتاجين من الناس من قبل قوى إسلامية سياسية شيعية بالأساس، بغرض التأثير الفكري والسياسي والعملي عليها، بما يتوافق مع التوجهات الإيرانية، وكذلك وضع جانب كبير من هذه الأموال تحت تصرف المليشيات المسلحة التي تمارس التهديد والاختطاف والقتل والتخريب ضد مؤسسات الدولة وضد المجتمع، بما يساعدها على استمرار النشاط الدموي في العراق<sup id="cite_ref-13" class="reference"><a href="#cite_note-13">&#91;13&#93;</a></sup> </p><p><b>-الادوات الاقتصادية</b> </p><p>بالإضافة إلى الأدوات السياسية والأمنية التي استخدمتها إيران للنفوذ في العراق، كان هناك اهتماماً موازياً بالاختراق الاقتصادي وإضعاف العراق علي هذا المستوى، وهو الأمر الذي استطاعت إحداثه أو عمله من خلال ما يلي<sup id="cite_ref-د._مروة_وحيد_._مرجع_سابق_14-0" class="reference"><a href="#cite_note-د._مروة_وحيد_._مرجع_سابق-14">&#91;14&#93;</a></sup> </p><p>1- شراء الأصول ( صناعية وزراعية وعقارية) وجعلها ملاذاً أو مكاناً للمؤيدين لها يسكنون فيها ويبحثون خلالها على عمل في هذه الأماكن لتوسيع مناطق السيطرة والنفوذ. </p><p>2- محاولة إيران تخريب الاقتصاد العراقي حيث أصبح العراق سوقا مفتوحة للبضائع الإيرانية بمختلف أنواعها، مما جعل الاقتصاد العراقي تابعا لإيران تبعية مطلقة، ومعتمداً عليها اعتماداً كلياً، كما شجعت إيران التجار على السفر إلى العراق والاستثمار هناك وخصوصا في المدن المقدسة عند الشيعة ودفع أسعار خيالية للاستحواذ على اقتصاد العراق<sup id="cite_ref-15" class="reference"><a href="#cite_note-15">&#91;15&#93;</a></sup> </p><p>3- سرقة النفط العراقي من حقول البصرة - قّدّره تقرير (بيكر-هاملتون) بنصف مليون برميل يوميا- وحقول (مجنون والفكة) التي طردت الكوادر الهندسية النفطية العراقية منها أمام مرأى ومسمع حكومة الإحتلال واستخدام إيران لطريقة الحفر المائل لسحب النفط من داخل عمق الحدود العراقية التي ادعت أنها آبار مشتركة - يقع بعضها داخل الأراضي العراقية بعمق(10) كم<sup id="cite_ref-16" class="reference"><a href="#cite_note-16">&#91;16&#93;</a></sup> </p><p>4- كما استغلت إيران وجود عملائها في الحكومات المنشأة في ظل الإحتلال وقضمت المزيد من الأراضي العراقية وبالذات في محافظتي ميسان والبصرة حيث تتواجد الحقول النفطية العراقية الكبرى، وهي تحاول حاليا ضم <a href="/wiki/%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%A3%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B5%D8%A7%D8%B5" title="جزيرة أم الرصاص">جزيرة أم الرصاص</a> العراقية الغنية بالنفط. </p><p>5- التركيز علي فكرة التوطين للشيعة الإيرانيين في بعض المناطق المختلطة طائفيا إما من خلال شراء منازل والأراضي أو من خلال تهجير سكانها بالمضايقات الأمنية والاقتصادية من خلال أنصارها داخل الدولة العراقية، بما يساعد علي إحداث خلل في التوازن الديموغرافي لهذه المناطق لصالح الشيعة، حيث أشارت بعض التقارير المرتبطة بهذا الموضوع الي ما تم في عهد حكومة الجعفري من تعهده بإقرار خطة توطين الي ما يقرب من مليوني شيعي إيراني في الاراضي العراقية مثل ما يحدث في مناطق <a href="/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B5%D9%8A%D8%A8" title="أبو الخصيب">أبو الخصيب</a> و <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%A8%D9%8A%D8%B1_(%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82)" title="الزبير (العراق)">الزبير</a> في <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B5%D8%B1%D8%A9" title="محافظة البصرة">محافظة البصرة</a>.<sup id="cite_ref-17" class="reference"><a href="#cite_note-17">&#91;17&#93;</a></sup> </p><p><b>- الادوات الثقافية والدينية:</b> </p><p>بجانب الادوات السياسية والاقتصادية كان الجانب الديني والثقافي أحد مجالات الاختراق الإيراني للعراق، وهو الأمر الذي تم من خلال ما يلي<sup id="cite_ref-18" class="reference"><a href="#cite_note-18">&#91;18&#93;</a></sup>&#160;: </p><p>1- العمل علي تغيير المناهج والمواد الدراسية في العراق، من خلال إعادة كتابة تاريخ <a href="/wiki/%D8%AD%D8%B1%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89" title="حرب الخليج الأولى">الحرب العراقية الإيرانية</a> (من1980م إلى 1988م)، وتم حذف الحقيقة التاريخية التي تقول إن القوات الإيرانية هي التي قامت بقصف المدن العراقية، وقصفت المنشآت الاقتصادية والبواخر الراسية في شط العرب، وأن القوات العراقية قامت بالرد على العدوان يوم 22 سبتمبر1980م، أي بعد 18 يوما من التحركات الفعلية الإيرانية لاحتلال العراق.<sup id="cite_ref-19" class="reference"><a href="#cite_note-19">&#91;19&#93;</a></sup> </p><p>كما تم حذف الفقرات التي وردت في الكتب المقررة السابقة حول دور الفرس في إثارة الفتنة بين المسلمين خلال فترة <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%B4%D8%AF%D9%88%D9%86" title="الخلفاء الراشدون">الخلفاء الراشدين</a>، ودورهم في قتل <a href="/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8" title="عمر بن الخطاب">عمر</a> و<a href="/wiki/%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D9%81%D8%A7%D9%86" title="عثمان بن عفان">عثمان بن عفان</a> -رضي الله عنهم-، وحذف الفقرات التي كانت تتحدث عن الدور البطولي للجيش العراقي في حرب 1948م، وحرب أكتوبر 1973م، كما تم تغيير خارطة العراق وحذف (نهر صدام) و(ميناء البكر) وإلغاء تسمية المحافظات وإعادتها إلى أسماءها القديمة، فأعادوا تسمية القادسية بالديوانية والمثنى بالسماوة وذي قار بالناصرية والتأميم بكركوك...وهكذا، علاوة علي أن معظم المراكز الثقافية والمكتبات الموجودة في العراق أصبحت تقع تحت النفوذ والسيطرة الإيرانية حتى وصل الأمر لقيام وزارة التربية العراقية بمنح عقود طباعة الكتب المدرسية للمطابع الإيرانية<sup id="cite_ref-20" class="reference"><a href="#cite_note-20">&#91;20&#93;</a></sup> </p><p>2- التركيز علي مخاطبة الرأي العام العراقي من خلال السيطرة علي بعض وسائل الإعلام، وهو الأمر الذي تم من خلال إنشاء المحطات الفضائية التلفزيونية الطائفية الموجهة إلى الشعب العراقي, والتي بلغت أكثر من عشرين محطة فضائية مثل: السلام والعدل ومحطتا أهل البيت والفرات والفيحاء وآفاق وبلادي والمسمار الأولى والثانية والغدير وكربلاء والفرقان والمهدي والعدالة الأولى والثانية.. وغيرها. </p><p>3- السعي إلى إحداث اختراق ونفوذ في الجانب الديني، من خلال ربط شريحة واسعة من العراقيين بإيران تحت مسمى التشيع، وذلك من خلال إثارة الفتن المذهبية والطائفية والترويج لفكرة المظلومية، حيث تشير بعض التقارير الي أن إيران أدخلت أكثر من ألفي رجل دين في مدارس الحوزة العلمية في محاولة منها للتأثير علي قرارها والاستحواذ عليها. </p><p>4- استغلال ما سمي بالسياحة الدينية من أجل محاولة العبث بالتركيبة الديموغرافية والقومية، إذ تشير الاحصائيات الرسمية الي أن حوالي 3000 زائر إيراني يدخلون العراق يومياً، بعضهم يستقر بطريقة غير شرعية، بالإضافة إلى أعداد غير مقدرة تدخل الي العراق بطرق سرية، وظهرت مؤشرات علي حجم هذا التواجد علي أرض الواقع منها إمكانية سماع اللغة الفارسية بشكل ملحوظ في بعض المناطق في أسواق بغداد والنجف وكربلاء والبصرة، كما تتداول العمله الإيرانية في هذه الأسواق، وهو الوجود الذي دفع بعض التابعين لايران في مرحلة صياغة الدستور قبل عام 2005 الي الدعوة إلى إدراج القومية الفارسية كقومية رابعة بعد العربية والكردية والتركمانية<sup id="cite_ref-21" class="reference"><a href="#cite_note-21">&#91;21&#93;</a></sup> </p> <h2><span id=".D8.B1.D8.AF.D9.88.D8.AF_.D8.A7.D9.84.D9.81.D8.B9.D9.84"></span><span class="mw-headline" id="ردود_الفعل">ردود الفعل</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AF_%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A&amp;action=edit&amp;section=7" title="عدل القسم: ردود الفعل">عدل</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2> <p>برزت العديد من التصريحات الرسمية لسياسيين عرب تحذر من هذا المد حيث كشف <a href="/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86" title="عبد الله الثاني بن الحسين">الملك عبد الله الثاني</a> ملك <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%86" title="الأردن">الأردن</a> عن مخطط إيراني لإقامة <a href="/w/index.php?title=%D9%87%D9%84%D8%A7%D9%84_%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D9%8A&amp;action=edit&amp;redlink=1" class="new" title="هلال شيعي (الصفحة غير موجودة)">هلال شيعي</a> في المنطقة يبدأ من إيران وينتهي في <a href="/wiki/%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86" title="لبنان">لبنان</a>، وتصريحات الرئيس المصري المخلوع <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%AD%D8%B3%D9%86%D9%8A_%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%83" class="mw-redirect" title="محمد حسني مبارك">حسني مبارك</a> أن الشيعة في العالم العربي ولائهم دائما لإيران، كما حذر الرئيس اليمني من النفوذ الإيراني ودعمهم للفوضى التي قامت في بلاده بسبب <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%8A%D9%86" class="mw-redirect" title="الحوثيين">الحوثيين</a> <a href="/wiki/%D8%B2%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A9" title="زيدية">الزيدية</a>. وكان من أهم الإشارات على المد الإيراني خطاب <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86_%D8%A8%D9%86_%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%84" title="الحسين بن طلال">الملك حسين</a> بن طلال ملك <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%86" title="الأردن">الأردن</a> الراحل الذي أكد في خطاب له <a href="/w/index.php?title=%D8%B9%D8%A7%D9%85_1979&amp;action=edit&amp;redlink=1" class="new" title="عام 1979 (الصفحة غير موجودة)">عام 1979</a> أي بعد <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9" class="mw-redirect" title="الثورة الإيرانية الإسلامية">الثورة الإيرانية</a> "انه على العالم الإسلامي أن لا يتفاءل بهذه الثورة ويعي أنها ليست ثورة إسلامية إنما ثورة فارسية شيعية تقصد إحياء مجد فارس عن طريق نشر التشيع". </p> <h2><span id=".D8.A7.D9.84.D8.AA.D8.B9.D8.A8.D9.8A.D8.B1_.D8.A7.D9.84.D8.B4.D9.8A.D8.B9.D9.8A"></span><span class="mw-headline" id="التعبير_الشيعي">التعبير الشيعي</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AF_%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A&amp;action=edit&amp;section=8" title="عدل القسم: التعبير الشيعي">عدل</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2> <p>يرفض <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D8%A9" title="الشيعة">الشيعة</a> تسمية حالة النشاط الإعلامي والسياسي الأخيرة وتزايد النفوذ السياسي الشيعي في العراق بالمد الإيراني ويستخدمون بدلاً منه تعبير <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D9%8A" title="المد الشيعي">المد الشيعي</a>. إلا أن هذا التعبير ليس دقيقا بما يكفي لتوصيف الحالة فهذا المد عملياً يقتصر تأثير فقط في نطاق الطائفة الشيعية التي هي أساساً ترى في <a href="/wiki/%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86" title="إيران">إيران</a> الولاية الدينية والسياسية بما يطلقون عليها "<a href="/wiki/%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D9%8A%D9%87" title="ولاية الفقيه">ولاية الفقيه</a>" والذي تغذيه إيران بقوة ويؤمن بها أنصارها من الشيعة العرب و غير العرب ومنهم القيادة في <a href="/wiki/%D8%AD%D8%B2%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87" title="حزب الله">حزب الله</a>، ولا يوجد امتداد للتشيع على الطوائف الأخرى وخصوصاً السنية، فلا يوجد زيادة في أعداد <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D8%A9" title="الشيعة">الشيعة</a> أو زيادة في نفوذهم في غير المناطق التي تسكنها اقليات شيعية، الأمر الذي يجعله مدا إيرانيا بحتاً مستفيداً من البعد الطائفي فيه. </p> <h2><span id=".D8.A7.D9.84.D9.86.D9.81.D9.88.D8.B0_.D8.A7.D9.84.D8.A5.D9.8A.D8.B1.D8.A7.D9.86.D9.8A_.D8.A8.D8.B9.D8.AF_.D8.A7.D9.84.D8.A7.D9.86.D8.B3.D8.AD.D8.A7.D8.A8_.D8.A7.D9.84.D8.A3.D9.85.D8.B1.D9.8A.D9.83.D9.8A"></span><span class="mw-headline" id="النفوذ_الإيراني_بعد_الانسحاب_الأمريكي">النفوذ الإيراني بعد الانسحاب الأمريكي</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AF_%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A&amp;action=edit&amp;section=9" title="عدل القسم: النفوذ الإيراني بعد الانسحاب الأمريكي">عدل</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2> <p>ساعد الانسحاب الأمريكي من العراق علي إتاحة المجال لإيران للتحرك بمزيد من الحرية في الداخل العراقي، كما تواكب هذا الانسحاب مع المتغيرات الاقليمية المهمة، والمتمثلة في ثورات الربيع العربي وما أفرزته من تحدي اساسي لإيران، يتمثل في احتمال تهديد المشروع الإيراني المسمي بالهلال الشيعي، حيث وضح إمكانية ان تفرز هذه الثورات بديلاً لذلك وهو ( الهلال السني )، حيث صعدت أسهم التيار الإسلامي السني في كثير من دول المنطقة، وأصبحت أكثر تهديداً للوجود الإيراني، خاصة وان بعض من فصائل التيار الإسلامي لاسيما التيار السلفي والأصولي يناصب إيران عداءا شديداً من منطلق مذهبي بحت<sup id="cite_ref-22" class="reference"><a href="#cite_note-22">&#91;22&#93;</a></sup> ومع تأزم هذا الوضع ووصول الربيع العربي الي سوريا - العقدة الاساسية لخارطة الطريق نحو تنفيذ الاستراتيجية الإيرانية-، تبدلت بعض المعطيات الإيرانية فيما يتعلق بالعراق دون أن يؤثر ذلك علي اهميته في المشروع الإيراني، بل أن بعض المحللين قد أشاروا الي تضاعف اهمية العراق الآن بالنسبة لإيران أكثر من ذي قبل، خاصة مع تحول الوضع السوري تدريجياً إلي ما يشبه الحرب الأهلية، ووصول الاستقطابات الاقليمية والدولية حيال سوريا الي أعلي مستوي لها<sup id="cite_ref-23" class="reference"><a href="#cite_note-23">&#91;23&#93;</a></sup> وارتباطاً برغبة إيران في الحفاظ على المكتسبات التي تحققت لها في العراق، عملت إيران علي الاستفادة من الفراغ الذي خلفه الانسحاب من أجل تعديل ميزان القوي داخل العراق لصالح القوي السياسية المتحالفة معها، وأشارت بعض الدراسات الإيرانية الصادرة خلال الفترة الاخيرة الي أن إيران بحاجة في هذه المرحلة <b>الي عمل ما يلى</b><sup id="cite_ref-24" class="reference"><a href="#cite_note-24">&#91;24&#93;</a></sup><b>:</b> </p><p><b>أولاً</b>: تحقيق تفاهم مع القوة العسكرية الاولي في المنطقة وهي الولايات المتحدة، يتم بموجبه ضمان استمرار اختلال التوازن السياسي والعسكري في العراق لصالح القوي الشيعية، وتوسيع حقول النفط الإيرانية الي ما رواء الحدود المشتركة مع العراق، في مقابل ضمان إيران لتدفق النفط عبر مضيق هرمز، وابتعاد إيران عن أبار النفط السعودية وتقديم تنازلات بخصوص البرنامج النووي الإيراني، خاصة وأن الإدارة الأمريكية مدركة تماماً أن التوصل الي تفاهم مع إيران ممكناً في حال تم التوصل الي تفاهمات في بعض الملفات الاقليمية الأخرى، وأن هذا التفاهم الإيراني الأمريكي إن لم يقع في المدي القريب، لكنه يظل احتمالاً قائماً علي المدي المنظور<sup id="cite_ref-25" class="reference"><a href="#cite_note-25">&#91;25&#93;</a></sup> </p><p><b>ثانياً</b>: حاجة إيران لإجراء حوار أو تفاهم مع الدولة الاقليمية الأكبر بعد العراق وهي المملكة العربية السعودية، يقضي بأن تلعب السعودية دوراً في اقناع الدول السنية بأن تخفف من حدة عدائها لايران، خاصة فيما يتعلق بالموقف من البرنامج النووى، بما يعني إجبار القوي السنية الكبري علي الاعتراف بدائرة النفوذ الإيراني الحالية خاصة في ضوء الانشغال الأمريكي بالوضع الاقليمي وبترتيباته، وكذلك أن تبتعد السعودية عن مجابهة الوجود الإيراني في العراق التي تحاول التأثير في مجريات أحداثه وأزماته بالتعاون مع تركيا، واعتبرت هذه الدراسات أن اضطراب الوضع السياسى في البحرين عامل مساعد علي فتح هذا الحوار باعتبار ان التحركات الشيعية في البحرين اداة ضغط إيرانية مهمة علي السعودية لتسوية الوضع في البحرين ومنع انتقال الاضطرابات الي المنطقة الشرقية الغنية بالنفط والمأهولة بالشيعة الموالين لإيران<sup id="cite_ref-26" class="reference"><a href="#cite_note-26">&#91;26&#93;</a></sup> </p> <h3><span id=".D9.85.D8.A4.D8.B4.D8.B1.D8.A7.D8.AA_.D8.A7.D9.84.D9.86.D9.81.D9.88.D8.B0_.D8.A7.D9.84.D8.A5.D9.8A.D8.B1.D8.A7.D9.86.D9.8A_.D8.A8.D8.B9.D8.AF_.D8.A7.D9.84.D8.A7.D9.86.D8.B3.D8.AD.D8.A7.D8.A8"></span><span class="mw-headline" id="مؤشرات_النفوذ_الإيراني_بعد_الانسحاب">مؤشرات النفوذ الإيراني بعد الانسحاب</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AF_%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A&amp;action=edit&amp;section=10" title="عدل القسم: مؤشرات النفوذ الإيراني بعد الانسحاب">عدل</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3> <p>وباستقراء النفوذ الإيراني في العراق في مرحلة ما بعد الانسحاب الأمريكي، يمكن ملاحظة عدد من المؤشرات الدالة علي حجم هذا النفوذ </p><p>1-التحاق كامل للمواقف الخارجية لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالمواقف الرسمية الإيرانية، ظهر ذلك في اصطفاف المالكي مع الموقف الإيراني الداعم للاضطرابات التي شهدتها البحرين، وتكرر الأمر نفسه مع تأييد النظام الحاكم في سوريا، واقتضى هذا الالتحاق إحداث تطور انقلابي في العلاقات السورية – العراقية، فبعد أن دأب العراق على إدانة تسلل الإرهابيين إلى أراضيه عبر حدوده مع سوريا، وقف العراق إلى جانب نظام بشار الأسد، بل أشارت بعض المصادر إلى تقديمه عشرة بلايين دولار لهذا النظام حتى يواجه أزمته الداخلية بناءً على طلب من إيران. هذا فضلاً عما ترتب على هذا الموقف من فتور في علاقة العراق بتركيا بسبب موقف الأخيرة الداعم للانتفاضة السورية<sup id="cite_ref-د._مروة_وحيد_._مرجع_سابق_14-1" class="reference"><a href="#cite_note-د._مروة_وحيد_._مرجع_سابق-14">&#91;14&#93;</a></sup> </p><p>2- سكوت الحكومة العراقية عن اتخاذ إيران لقرار وقف تدفق مياه "نهر الوند" الذي ينبع من الأراضي الإيرانية ويتجه إلى محافظة ديالى العراقية تحت ذرائع واهية وما يمثله ذلك من اضرار اقتصادية واجتماعية بالغة لحقت بالعراق نتيجة لهذا الامر، وما ترتب عليه من حرمان الآلاف من أهالي المنطقة من المياه الصالحة للشرب فضلاً عن تبوير الأراضي الزراعية، الامر الذي فسره بعض أهالي مدينة خانقين التي يمر بها النهر هذا الإجراء الإيراني بالضغط عليهم لحملهم على الرحيل، وبالتالي إعادة تشكيل الخريطة السكانية لمحافظة ديالى ذات الأكثرية السنية <sup id="cite_ref-27" class="reference"><a href="#cite_note-27">&#91;27&#93;</a></sup> </p><p>3-إعطاء الحكومة العراقية الحالية تسهيلات لإيران من شأنها ازدياد النفوذ الإيراني داخل العراق، وذلك عن طريق العديد من المقترحات المقدمة التي من شانها زياده هذا النفوذ مثل ربط موانئها بخط للسكك الحديدية العراقية لزيادة اعتماد العراق على بضائعها، ومعلوم أن العراق قد دأب على رفض هذا المشروع لمدة عامين ونصف العام، ولاسيما أنه يترتب عليه تدمير نشاط الموانئ العراقية. وفي هذا السياق شن وزير النقل العراقي السابق عامر إسماعيل حملة شديدة على هذا المشروع، وانتقد السماح لإيران بتنفيذه مستغلة علاقتها الوثيقة بنوري المالكي<sup id="cite_ref-د._مروة_وحيد_._مرجع_سابق_14-2" class="reference"><a href="#cite_note-د._مروة_وحيد_._مرجع_سابق-14">&#91;14&#93;</a></sup> </p><p>4-العلاقة التي توطدت بين حزب الدعوة الإسلامي وإيران والتي وصلت الي أعلي مستوياتها علي يد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الامر الذي جعل البعض يعتبر أن الازمة السياسية الراهنة في العراق إنما تعود إلى ما افرزته نتائج الانتخابات التشريعية العراقية في 2010 من تداعيات على المشهد العراقي ومن انقسامات بين القوى السياسية المختلفة حول تشكيل الحكومة والتي لعبت فيها إيران دور المعطل الأساسي لمسألة تشكيل الحكومة واختيار رئيس الوزراء حتى تتمكن من ضمان وصول شخصيات متوافقة مع التوجهات والمصالح الإيرانية وعلى رأسهم نورى المالكي الذي تولى تشكيل الحكومة للمرة الثانية<sup id="cite_ref-28" class="reference"><a href="#cite_note-28">&#91;28&#93;</a></sup> وبالتأكيد فإن إيران تعتبر طرفاً فاعلاً في الأزمة السياسية الاخيرة في العراق، استناداً إلى أن إيران لا تجد مصلحة استراتيجية لها على الاقل على المدى المنظور في تغيير رئيس الوزراء الحالي - الا إذا جاءت تحركاته في صورة متعارضة مع المصالح الإيرانية في العراق او خارجه ( وهو ما لم يحدث حتى الان، من خلال الاعلان عن بعض المشروعات العراقية الإيرانية منها انشاء خط انابيب الغاز من إيران عبر العراق إلى سوريا، بالإضافة إلى خط انابيب النفط من البصرة إلى سوريا، والاجراءات التي اتخذها المالكي ضد بعض القيادات السنية على راسهم طارق الهاشمي في اواخر 2011، بالاضافة إلى موقف المالكي المتوافق مع إيران في دعم نظام بشار الاسد في سوريا)- كما تخشى إيران من تداعيات تغيير الحكومة الحالية على نفوذها داخل العراق، وارتباط ذلك باحتمالية فقدان بعض اوراق الضغط التي تستخدمها طهران في التعامل مع الغرب والولايات المتحدة فيما يتعلق ببرنامجها النووي، ويزداد هذا الامر بعد تزايد احتمالات فقدان إيران للحليف السوري<sup id="cite_ref-29" class="reference"><a href="#cite_note-29">&#91;29&#93;</a></sup> </p><p>5- كما وضح حجم نفوذ إيران من خلال ما قامت به من ممارسة ضغوط على بعض القوى السياسية العراقية حتى تحول دون سحب الثقة من المالكي، وكان ابرز ما قامت به هو الضغط على التيار الصدري وتهديد مقتدى الصدر بقطع المساعدات التي تقدمها إيران له وتهديده بغلق مقراته في إيران( جاء ذلك عقب لقاء الصدر بخامنئي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في يونيو 2012....)، وكذلك رفض إيران لأن يكون للسنة والاكراد الدور الحاسم والمتحكم في مسألة تغيير أو اسقاط أو تعيين رئيس الوزراء العراقي ( كما حدث في تجربة 2006 عندما اعترض الاكراد على تعيين إبراهيم الجعفري كرئيس للوزراء)، حيث أن نجاح السنة أو الاكراد في اسقاط المالكي وتعيين رئيس حكومة جديد يعنى تقليص وإضعاف دور إيران " المتحكم " في بعض جوانب العملية السياسية<sup id="cite_ref-30" class="reference"><a href="#cite_note-30">&#91;30&#93;</a></sup> </p><p>و الجدير بالذكر انه عندما أعلنت الولايات المتحدة أنها انسحبت نهائياً من العراق وعدّت ذلك يوماً تاريخياً لها وللعراق، وأنها أنجزت مهمتها، وتركت العراق بلداً ديمقراطياً مستقراً . وقد أشار أوباما إلى أن العراق سيصبح نموذجاً لدول المنطقة، كما أن وزير الدفاع الأمريكي السابق رأى أن الأوضاع في العراق تعد مثالاً للمنطقة، رغم أنها غير مكتملة، وتجاهل حقيقة أن الأوضاع كارثية بكل أبعادها . فالوضع الأمني مترد والعنف مازال يجد طريقه إلى الساحة العراقية، كما أن الوضع الاقتصادي مترد أيضاً، حيث لا تتوافر الخدمات الأساسية في كثير من الأحيان، وتشح المواد المعيشية . ثم إن الديمقراطية التي تتغنى الولايات المتحدة بتحقيقها في العراق، وتعدّ ذلك هدفاً محورياً سعت إلى تحقيقه، هي ديمقراطية صورية مهلهلة، تعتمد على المحاصصة الطائفية القابلة للتفكّك أو الانهيار في أي وقت، فضلاً عن شحذ الانقسام الطائفي في العراق الذي يهدد بتقسيمه <sup id="cite_ref-31" class="reference"><a href="#cite_note-31">&#91;31&#93;</a></sup> </p><p>تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة حشدت حملتها لغزو العراق واحتلاله عل أساس التخلص من أسلحة الدمار الشامل، ولم تكن الديمقراطية واردة في أجندة أهدافها المعلنة، واضطرت إلى محورة الهدف في تحقيق الديمقراطية بعد أن انكشف زيف الادعاء بوجود أسلحة دمار شامل .وهكذا أعلنت الولايات المتحدة الحرب على العراق واحتلته من دون غطاء دولي، ومن دون مظلة الشرعية الدولية، وارتكبت فيه جرائم حرب وإبادة، ولم تطلها المساءلة ولا المحاسبة وفق مرجعية القانون الدولي والشرعية الدولية .ومن المفارقات اللافتة للنظر، أن احتلال الولايات المتحدة للعراق مهّد لنفوذ إيراني واسع فيه، رغم الخصومة السياسية بين الدولتين . وبدت إيران مستفيدة إلى حد كبير من الأوضاع التي آل إليها العراق . وبالطبع فإن الانسحاب الأمريكي من العراق يترك المجال مفتوحاً لنفوذ إيراني أكبر في ظل غياب عربي<sup id="cite_ref-مرجع_سابق_32-0" class="reference"><a href="#cite_note-مرجع_سابق-32">&#91;32&#93;</a></sup> </p> <h2><span id=".D9.85.D8.B3.D8.AA.D9.82.D8.A8.D9.84_.D8.A7.D9.84.D9.86.D9.81.D9.88.D8.B0_.D8.A7.D9.84.D8.A5.D9.8A.D8.B1.D8.A7.D9.86.D9.8A_.D9.81.D9.8A_.D8.A7.D9.84.D8.B9.D8.B1.D8.A7.D9.82"></span><span class="mw-headline" id="مستقبل_النفوذ_الإيراني_في_العراق">مستقبل النفوذ الإيراني في العراق</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AF_%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A&amp;action=edit&amp;section=11" title="عدل القسم: مستقبل النفوذ الإيراني في العراق">عدل</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2> <h3><span id=".D8.A7.D9.88.D9.84.D8.A7_.D8.A7.D9.84.D9.81.D8.B1.D8.B5_.D8.A7.D9.84.D9.85.D8.AA.D8.A7.D8.AD.D8.A9"></span><span class="mw-headline" id="اولا_الفرص_المتاحة">اولا الفرص المتاحة</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AF_%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A&amp;action=edit&amp;section=12" title="عدل القسم: اولا الفرص المتاحة">عدل</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3> <p>تشير بعض العوامل إلى وجود فرصاً متاحة أمام إيران، للاستمرار في تعزيز نفوذها في العراق بمستوياته المختلفة، وذلك استناداً لما يلى<sup id="cite_ref-د._مروة_وحيد_._مرجع_سابق_14-3" class="reference"><a href="#cite_note-د._مروة_وحيد_._مرجع_سابق-14">&#91;14&#93;</a></sup> </p><p>1-استمرار العراق حتي الآن دولة ضعيفة، حيث لا يملك العراق حكومة مستقرة، كما أنه ليس لديه جيش أو جهاز أمن مؤهل لفرض ارادة الحكومة بالداخل، فضلاً عن قدرته علي حماية البلاد من أي قوي خارجية، واستمرار وجود توجهات انفصالية لبعض الاقاليم العراقية خاصة اقليم كردستان، وتعاظم تحركات معظم القوي السياسية العراقية علي أساس طائفي بحت، وتلاشي فرص إحداث توافق وطني، يضمن استمرار العراق موحداً كما كان في السابق، ما يعني استمرار وجود أرضية مناسبة للنفوذ الإيراني في العراق. </p><p>2- التداعيات المحتملة للازمة السورية وظهور مؤشرات علي احتمال سقوط نظام بشار الاسد وتغير طبيعة النظام الحاكم في سوريا، التي ظلت محكومةً لعقود من خلال الاقلية العلوية الشيعية، والتي استطاعت أن تنسج علاقة تحالف واضحة ومعلنه ما بين سوريا وإيران، الامر الذي جعل بعض المراقبين يعتبرون سوريا احدي قواعد المشروع الاستراتيجي الإيراني في المنطقة، وحيث أن سقوط النظام السوري سيؤدي الي فك هذا التحالف، وما يفرضه ذلك علي إيران من ضرورة البحث عن بديل إقليمي عن سوريا، فإن العراق يبدو الآن في ظل النظام الحاكم حالياً من أفضل البدائل الاقليمية لإيران، الامر الذي يعني فرصاً متاحة لاستمرار النفوذ الإيراني في العراق لسنوات قادمة<sup id="cite_ref-33" class="reference"><a href="#cite_note-33">&#91;33&#93;</a></sup> </p><p>3-بقاء إيران – رغم التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها- دوله قوية اقتصادياً وعسكرياً، علاوة علي الالتزام الايديولوجي لمعظم مؤسسات الدولة، بما يتوافق مع الاستراتيجية الإيرانية للحركة الخارجية، والتي يعتبر اضعاف العراق ومنع عودته كدولة قوية محور اساسي فيها. </p><p>4- ما خلفه الانسحاب الأمريكي من العراق من تحول سيكولوجي عميق إزاء توقعات القوي في المنطقة، حيث أن هناك مؤشرات على اتجاه بعض دول المنطقة إلى بالاعتراف بالقوة النسبية لإيران والتسليم لها بالأوراق التي تمتلكها وعلى راسها نفوذها في العراق، الامر الذي قد يدفع هذه الدول لعمل تسوية سياسية معها، بما سينعكس علي الوضع العراقي بصورة سلبية ويسمح بانفراد إيراني بالوضع العراقي علي المدي المنظور. </p><p>5-غياب فرص متاحة لمزاحمة اقليمية محتملة للنفوذ الإيراني في العراق، حيث أنه ورغم وضوح دور تركي متزايد في المنطقة وفي العراق علي نحو خاص، إلا أن القيادة التركية الحالية تبدو غير متحمسة حتي الان لتحدي النفوذ الإيراني في العراق، واكتفائها بحصول علي بعض المكتسبات الاقتصادية خاصة من خلال علاقات تركيا المتميزة مع الاكراد </p><p>6-بقاء احتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران وإيقاف طموحها الاقليمي مستبعداً علي المدي المنظور، استناداً إلي خشية الولايات المتحدة والغرب من أن خسائر هذه الضربة علي المصالح الغربية إقليمياً ودولياً قد تكون أكبر من حجم المكاسب المتحققة، خاصة في ظل عدم التأكد الغربي من أن توجيه ضربة عسكرية لإيران قد توقف بالفعل مشروعها النووي، علاوة علي تخوف الغرب من التأثير علي سوق الطاقة العالمي في ظل الازمة الاقتصادية الحالية<sup id="cite_ref-opendemocracy.net_34-0" class="reference"><a href="#cite_note-opendemocracy.net-34">&#91;34&#93;</a></sup> </p><p>7-احتمال وصول الولايات المتحدة إلي اتفاق محتمل مع إيران خلال الفترة القادمة، يتم بموجبه تسوية قضايا الخلاف بين البلدين وعلي رأسها الملف النووي وبعض الملفات الاقليمية، التي تملك فيها إيران وجود وتأثير فاعلاً، والذي من المحتمل أن يتضمن تسليماً امريكياً بالنفوذ الإيراني في العراق، طالما لا يتعارض مع مصالحها </p><p>8-رغم مراهنة البعض علي دور المكون السني في العراق في إيقاف النفوذ الإيراني المتعاظم هناك، إلا أن عوامل كثيرة قد تقلل من أهمية هذا المحدد، علي رأسها استمرار وجود انقسامات داخل المكون السني نفسه وغياب الاتفاق علي اجندة واحدة للعمل السياسي، علاوة علي الاتجاه الراهن لمعظم الكتل السنية بقبول الوضع الراهن في العراق والحديث عن اقليم سني يبعدهم عن بطش الشيعة، بما يعني بشكل غير مباشر تراجع الهدف الخاص بالعمل علي استعادة العراق كدولة واحدة علي أساس قومي، وما يفرضه ذلك من مواجهه مطلوبة وضرورية مع الجانب الإيراني الرافض لهذا الهدف والداعم لسياسيات تقسيم العراق وإضعافه، علاوة علي اختلاط المقاومة السنية (سواءاً التي كانت في مواجهة الاحتلال الأمريكي قبل الانسحاب أو الآن في مواجهة الميلشيات الشيعية) بتصرفات تنظيمات جهادية وعلي رأسها تنظيم القاعدة في العراق، الأمر الذي قد يحرم أهل السنه من فرص تقديم دعم دولي وإقليمي لهم يساند قضيتهم المركزية ( بفرض اتفاقهم على استعادة وحدة وقوة العراق). </p><p>9- ضعف دور قوي الصد الطائفي الاخرى في المجتمع العراقي ( التيارات الليبرالية والقومية والعلمانية)، وتجلي ذلك في الاعلان عن تحول تيار المؤتمر الوطني اليبرالي الذي يقوده أحمد الجلبي إلي حركة سياسية بإسم البيت الشيعي للمشاركة في انتخابات 2005، وكذلك مشاركة الحزب الشيوعي العراقي في مجلس الحكم المؤقت كطرف شيعي </p><p>10-استمرار امتلاك إيران لبعض الادوات داخل العراق، يمكن من خلالها دعم جهودها الرامية إلي الحيلولة دون صعود القوميين والبعثيين السابقين إلي قمة السياسات العراقية، والإبقاء علي نفوذها علي أي حكومة جديدة يقودها الشيعة، وذلك من خلال الجماعات الخاصة التي شكلتها إيران داخل العراق كميلشيات عسكرية وشبه عسكرية مثل منظمة بدر وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وكتائب اليوم الموعود وغيرها، وهذه الجماعات كانت من بين المستفيدين من الانسحاب الأمريكي للعراق الذي أدي الي تراجع قدرة القوات العراقية علي التعامل مع التهديد الذي تشكله هذه الجماعات الخاصة، ووضع إيران كذلك لسياسات بديلة للتعامل مع هذه الميليشيات المختلفة من خلال سياسة العصا والجزرة والمتمثلة في امتلاك أدوات التأثير علي توجهات هذه التنظيمات من خلال الدعم المالي والفني، حيث استطاعت إيران وضع بدائل لجيش المهدي الخارج عن السيطرة النسبية لإيران، علاوة علي ما أحدثته إيران من تحول في دعمها السياسي من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية إلي حزب الدعوة الأكثر اقتراباً من التوجهات الإيرانية </p><p>11-استغلال إيران لضعف الدولة العراقية خاصة ضعف السيطرة علي الحدود ومنافذ العبور من أجل إدخال افراد وأسلحة الي العراق، وكذلك من خلال المناطق الحدودية المتداخلة </p><p>12-محاكاة إيران لحالة النفوذ والارتباط التي استطاعت أن تخلقها سوريا مع لبنان عبر ادوات كثيرة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، ونقل هذا النموذج الي الشكل الراهن والمستقبلي لحالة الارتباط العراقي بايران أو بحجم النفوذ الإيراني في العراق </p> <h3><span id=".D8.AB.D8.A7.D9.86.D9.8A.D8.A7_.D8.A7.D9.84.D8.AA.D8.AD.D8.AF.D9.8A.D8.A7.D8.AA"></span><span class="mw-headline" id="ثانيا_التحديات">ثانيا التحديات</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AF_%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A&amp;action=edit&amp;section=13" title="عدل القسم: ثانيا التحديات">عدل</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3> <p>رغم توافر فرص لاستمرار النفوذ الإيراني في العراق، كما سبق توضيحه في المطلب السابق، إلا أن قدرة إيران على الحفاظ على هذا النفوذ، تبقى مرتبطة بعدد من العوامل، التي تشكل بعضها أو كلها تحدياً لهذا النفوذ، وذلك على النحو التالي<sup id="cite_ref-د._مروة_وحيد_._مرجع_سابق_14-4" class="reference"><a href="#cite_note-د._مروة_وحيد_._مرجع_سابق-14">&#91;14&#93;</a></sup> </p><p>1-الوضع الداخلي في إيران، المتمثل في الوضع الاقتصادي المتردي خاصة بعد العقوبات الأمريكية والأوروبية، والوضع السياسي غير المستقر بسبب الصراع بين الجناحين المحافظ والإصلاحي في النظام السياسي الإيراني، ورغبة التيار الاصلاحي في ايصال الربيع العربي الي إيران، علاوة على الوضع الاجتماعي المتشابك، خاصة توزيع السكان بين العرقيات والاثنيات المختلفة والتي يمثل فيها الفرس أقل من نصف عدد السكان، علاوة علي بعض التحديات الداخلية للمؤسسة الدينية، وهي كلها عوامل تقيد نسبياً من حرية حركة إيران وتقلل من فرص استفادتها علي المستوي الخارجي. </p><p>2- ما أفرزه المشهد الاقليمي من تغيرات استراتيجية، متمثلة في صعود تيار الاسلام السياسي السني في بعض البلدان والمعروف بعداءة للتوجه الشيعي لإيران، علاوة علي ان هذا الصعود الإسلامي قد يجيء مستقبلاً علي حساب الوجود الشيعي في المنطقة (سوريا ولبنان واليمن) باعتبار هذه الدول من الاوراق المهمة للمشروع الإيراني في المنطقة، بالإضافة إلي ما أفرزه هذا المشهد من تقاربات أو تحالفات سياسية جديدة خاصة ما بين بعض الدول العربية المتزعمة للتيار السني خاصة (مصر والسعودية) مع تركيا، التي لعبت وما تزال دور القوة الموازنة لإيران في المنطقة<sup id="cite_ref-opendemocracy.net_34-1" class="reference"><a href="#cite_note-opendemocracy.net-34">&#91;34&#93;</a></sup> </p><p>3-عدم التأكد الإيراني من إمكانية بقاء المعادلة السياسية في العراق علي النحو الذي هي عليه الآن، والذي تسيطر فيه القوى الشيعة علي النظام السياسي العراقي، حيث كشفت الأزمة السياسية الدائرة منذ ما يقرب من العام عن احتمال حدوث تغير ممكن في النظام السياسي العراقي في حال نجاح قوي المعارضة في سحب الثقة من المالكي أو نجاحها في الانتخابات القادمة، وما يتبع ذلك من تداعيات علي نفوذ إيران في العراق، حيث أن بقاء قدر كبير من النفوذ الإيراني في العراق وخاصة علي مستوي النظام السياسي وعلي مستوي الاجهزة الامنية والجيش، مرهوناً بقدرة المالكي وحزب الدعوة علي تجاوز أزمته الحالية </p><p>4-تنامي الاتجاهات الدولية تجاه عزل إيران والضغط عليها ومنعها من الوصول للعتبة النووية، خاصة وأن الولايات المتحدة وإسرائيل يعتبرون ذلك خطاً أحمر ينبغي لإيران عدم تجاوزه، علاوة علي التقاطع الواضح بين المصالح الإيرانية في المنطقة ومصالح الولايات المتحدة، ما يعني إمكانية حدوث مواجهه علي هذا المستوي مع النفوذ الإيراني في المنطقة بشكل عام، بما سينعكس علي نفوذها في العراق علي نحو خاص<sup id="cite_ref-35" class="reference"><a href="#cite_note-35">&#91;35&#93;</a></sup> </p><p>5-احتمال حدوث تغيرات في طبيعة العلاقة القائمة حالياً بين المالكي وإيران والتي هي مرتكز الاختراق الإيراني للعراق، علي خلفية اختلاف محتمل لمواقف الطرفين ازاء إدارة الشأن الداخلي العراقي أو ازاء التعامل مع بعض القضايا الإقليمية، ونشير الي تصريح نوري المالكي في 13 يناير 2010 في تعليق له علي احتلال إيران للبئر الرابعة في حقل الفكة النفطي في شرق نيسان الذي قال فيه " أن ما اقدمت عليه إيران قد خرب جهود سبعة أعوام من البناء"، خاصة في ضوء حالة الرفض الشعبي العراقي لبعض التعديات السافرة علي العراق </p><p>6-ما وفره الانسحاب الأمريكي من العراق 2011، من حرية حركة لبعض القوي الإقليمية لمنافسة الوجود والنفوذ الإيراني في العراق، حيث أنه حدث تغير في الموقف السعودي الرسمي من العراق - الذي التزم فيه الملك عبد الله للرئيس الأمريكي السابق بوش بعدم التدخل في الشأن العراقي لدعم العشائر والشخصيات السنية بالمال والسلاح لمجابهة النفوذ الإيراني المتمادي، واقتصر دول المملكة أثناء فترة الاحتلال علي سياسة تخفيف الاحتقان بين السنه والشيعة في العراق والسعي لعقد مصالحة بين الجانبين- وهو الامر الذي نتج عنه توجه سعودي نحو الانخراط بشكل مباشر في الشأن العراقي من خلال الاتصال السعودي ببعض الشخصيات السنية ومن ضمنهم شخصيات بعثية وتقديم الدعم السياسي والمادي لهم، وإن كان هذا الدور السعودي في العراق ورغم أهميته كعنصر داعم للعشائر السنية، إلا أنه يظل مكبلاً بعدد من العوائق، قد يكون أهمها خشية السعودية من أن تؤدي سياساتها في العراق الي مواجهه مباشرة بينها وبين إيران وما لذلك من خطورة علي أمن المملكة علاوة علي وجود ثغرات للأمن القومي السعودي خاصة في اليمن وفي البحرين قد تستغلهما إيران للتأثير علي الموقف السعودي، وإن يظل الالتزام الأمريكي بحماية أمن الخليج عنصر داعم للسعودية في ممارسة أي سياسة اقليمية طالما لم تتعارض مع المصالح الأمريكية، خاصة وأن دوائر صنع القرار الاميركية قد اشارت علي الإدارة الأمريكية بتغيير استراتيجيتها حيال بعض الصراعات في العالم والابتعاد عن محاولة السيطرة علي الاحداث في كل مكان واختيار سياسة الاهمال الحذر التي تعني ترك الصراعات الاقليمية لتحل نفسها بنفسها والسماح للحلفاء وللقوي الاقليمية والأكثر تأثراً للمشكلة بالتصدي لها ويظل الموقف الأمريكي مراقباً للوضع ولا يتدخل في الصراع الا عندما تقتضي المصلحة الأمريكية وقد وضح هذا في الموقف الأمريكي من الثورة الليبية<sup id="cite_ref-36" class="reference"><a href="#cite_note-36">&#91;36&#93;</a></sup> </p><p>7-إن المحاولات الإيراني لخلق واستنساخ نموذج حزب الله اللبناني في العراق ليس بالأمر السهل كما أنه صعب التحقق، في ظل اختلاف البيئة السياسية العراقية عن البيئة السياسية في لبنان، حيث ظلت لبنان لعقود دولة ضعيفة تحكم بقيادات طائفية وبتنظيمات فئوية بدلاً من الحكومة الفيدرالية، الأمر الذي مكن إيران من تحويل حزب الله ليكون دولة داخل دولة، وهو الأمر الذي يصعب تكراره في الحالة العراقية التي تختلف كلية عن الحالة اللبنانية، فالعراق لم يشهد هذه الحالة من الانقسام الطائفي إلا بعد الاحتلال الأمريكي، إلا انه ورغم كل التحديات التي تواجهه ما زال دولة قوية وفقاً لمعطيات القوة الشاملة<sup id="cite_ref-37" class="reference"><a href="#cite_note-37">&#91;37&#93;</a></sup> </p><p>8-صعوبة ضمان استمرار إيران في استخدام الاحزاب والكتل الشيعية الموجودة في العراق في تحقيق أجندتها، نظراً لوجود اختلافات حقيقة بين الاطراف الشيعية ويتضح ذلك في الخلاف بين المجلس الأعلى وحزب الدعوة وكذلك التحول الذي حدث في موقف التيار الصدري من حزب الدعوة الذي تحول من علاقات وثيقة الي صراع ضد الحزب مع تولية نوري المالكي رئاسة الوزراء ( معارك البصرة بين الصدريين والقوات الحكومية في صيف 2006)، علاوة علي أن معظم الجماعات الشيعية الموجودة في العراق تفتقر الي مستوي الانضباط والتنظيم الذي تميز به حزب الله في لبنان، علاوة علي أن العدد الكبير لهذه الميلشيات قد يخلق خلافات في أساليب العمل ويُصعب من فرص توحدها حول الخط العام للمصالح الإيرانية<sup id="cite_ref-38" class="reference"><a href="#cite_note-38">&#91;38&#93;</a></sup> </p><p>9-افتقاد إيران الي عناصر جذب سياسية أو اقتصادية أو ثقافية يمكن أن تمثل عنصر مساعد لتنفيذ المشروع الإيراني في المنطقة بشكل عام وفي العراق علي نحو خاص، وإدراك معظم القوي السياسية العراقية - بخلاف المكون الشيعي- لحقيقة النوايا الإيرانية وحقيقة استهدافها لوحدة العراق واستقراره </p><p>10-تنامى رفض شعبي عراقي لهذا النفوذ الإيراني، وقد وضح ذلك من عدد من المؤشرات منها قيام حملة في أربيل لمقاطعة البضائع الإيرانية على خلفية منع تدفق مياه نهر الوند، وقيام بعض أعضاء برلمان كردستان بمطالبة الحكومة المركزية بالطلب من إيران دفع تعويضات للمتضررين من القصف الإيراني لمواقع " حزب الحرية الكردي" في كردستان العراق، وكذلك تحدِّي المقيمين في بغداد نمط الحياة الإيرانية التي يسعى المتشددون إلى زرعها عنوة في المدينة من خلال فرض زى معين، ومنع الأهالي من ممارسة حياتهم العادية، علاوة على أن انتقاد النفوذ الإيراني في العراق لا يقتصر على المدنيين فقط، لكنه يمتد أيضًا إلى بعض رجال الدين المعممين، وقد جرت محاولات إسكات الأصوات الناقدة كما حدث مع استهداف رجل الدين الشيعي إياد جمال الدين، وهو ما يعنى أنه بينما تمضي إيران في تعزيز نفوذها في العراق على السطح فإن عوامل تآكل هذا الدور آخذة في التراكم، وهذا معناه أن فصلاً جديدًا في تاريخ العراق سوف يبدأ لكن بعد حين<sup id="cite_ref-39" class="reference"><a href="#cite_note-39">&#91;39&#93;</a></sup> </p> <h2><span id=".D8.A7.D9.84.D9.85.D9.88.D9.82.D9.81_.D8.A7.D9.84.D8.A5.D9.8A.D8.B1.D8.A7.D9.86.D9.8A_.D9.88.D8.B4.D9.8A.D8.B9.D8.A9_.D8.A7.D9.84.D8.B9.D8.B1.D8.A7.D9.82_.D9.85.D9.86_.D8.A7.D9.84.D8.AA.D9.82.D8.B3.D9.8A.D9.85_.D9.88.D8.A7.D9.84.D8.A7.D9.86.D8.B3.D8.AD.D8.A7.D8.A8"></span><span class="mw-headline" id="الموقف_الإيراني_وشيعة_العراق_من_التقسيم_والانسحاب">الموقف الإيراني وشيعة العراق من التقسيم والانسحاب</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AF_%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A&amp;action=edit&amp;section=14" title="عدل القسم: الموقف الإيراني وشيعة العراق من التقسيم والانسحاب">عدل</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2> <p>منذ اليوم الأول الذي إحتلت فيه القوات الأمريكية العراق في عام 2003 كانت المعلومات والتحليلات الأمريكية تتفق على أن القوات الأمريكية لن تترك العراق حتى لو جاء الموعد المحدد لإنسحابها في عام 2011، وأنها يمكن أن تختفي من خطوط المواجهة الرئيسية في المدن وتحتفظ بمواقع في قواعد خلفية. لكن أوباما قرر سحب قواته بسبب تطورات في أوضاع دولية لم تكن محسوبة وقت غزو العراق ودفعت إلى هذا التغير<sup id="cite_ref-40" class="reference"><a href="#cite_note-40">&#91;40&#93;</a></sup> </p><p>يمكن القول إن الانسحاب العسكري الأمريكي من العراق يدشن بداية مرحلة جديدة من تاريخ العراق، سياسيا وأمنيا واقتصاديا، ويضع منطقة الشرق الأوسط برمتها علي المحك السياسي، بما تحملها هذه المرحلة من تحديات وفرص للعراق كدولة وللمنطقة ككل، بل يضع منظومة الأمن في العالم أجمع في اختبار جديد، الأمر الذي يدعو إلي تأكيد أن بناء النظم، سياسيا وأمنيا، لابد أن يكون مرتكزا علي بنية الدولة ذاتها، بعيدا عن محاولات فرض النظم المستوردة، أو علي الأقل المهجنة من الخارج.<sup id="cite_ref-41" class="reference"><a href="#cite_note-41">&#91;41&#93;</a></sup> </p> <h3><span id=".D8.A7.D9.84.D8.AA.D8.AD.D8.AF.D9.8A.D8.A7.D8.AA_.D8.A7.D9.85.D8.A7.D9.85_.D8.A7.D9.84.D8.B9.D8.B1.D8.A7.D9.82"></span><span class="mw-headline" id="التحديات_امام_العراق">التحديات امام العراق</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AF_%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A&amp;action=edit&amp;section=15" title="عدل القسم: التحديات امام العراق">عدل</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3> <p>ان الانسحاب الأمريكي من العراق لم يكن بالامر الهين فلقد ترك 4 تحديات تواجه الدولة العراقية<sup id="cite_ref-42" class="reference"><a href="#cite_note-42">&#91;42&#93;</a></sup> </p><p>يرجع <b>التحدي الأول</b> إلى القرار الإستراتيجي النافذ منذ انتخابات عام 2005 بتشكيل حكومة ائتلافية واسعة لطمأنة جميع الأطراف الرئيسية بأن لديهم كرسي على طاولة المفاوضات فضلاً عن أنهم سيكتسبون صوتاً، ما سيجعل عملية صياغة السياسات واتخاذ القرارات شديدة الصعوبة، ونتيجة لذلك فإن سجل العراق في الإدارة كان سيئاً للغاية. وفي حين تم بالفعل تجنب صراعات كبرى، إلا أن حكومة المالكي ستواجه شكوكاً متعاظمة من قبل المواطنين إذا لم يتم تحسين تقديم الخدمات، وخصوصاً مع ارتفاع عائدات النفط. ونظراً إلى أنهم يرون للفساد المستشري، فإن العراقيين سيضعون الحكومة تحت مطرقة المساءلة، وشهدنا بالفعل علامات على ذلك على شكل احتجاجات شعبية متقطعة جاءت كصدى للربيع العربي في العراق<sup id="cite_ref-مرجع_سابق_32-1" class="reference"><a href="#cite_note-مرجع_سابق-32">&#91;32&#93;</a></sup> </p><p><b>ثانياً</b>، ورغم الوجود الرسمي للوحدة الوطنية إلا أن النظام السياسي لا يزال منقسماً على نحو عميق. قد يكون هناك ائتلاف حاكم، ولكن يبدو أن حلفاء المالكي هم كذلك بالاسم فقط، إذ يبدو أنهم أكثر اهتماماً بالإطاحة برئيس الوزراء من العمل معه، لولا افتقارهم لوسيـــلة ناجعة لتحقيق ذلك. يعكس ذلك ما كان عليه الوضع ما قبل الانتخابات البرلمانية لعام 2010، وبالتالي يشير إلى وجود خلل عميق في الجسد السياسي. الأمر الوحيد الذي يمكنه كسر هذا الجمــود السياسي هو الصعود التدريجي، ولكن الحتمي، لفئة جديدة من القادة في المعارضة للأحزاب الموجودة التي يقود معظمها منفيين سابقين<sup id="cite_ref-مرجع_سابق_32-2" class="reference"><a href="#cite_note-مرجع_سابق-32">&#91;32&#93;</a></sup> </p><p><b>ثالثاً،</b> في حين أن الوضع ظل سلمياً إلى حد كبير منذ عام 2003، إلا أن الصراع بين بغداد وإربيل، أو باللغة الإثنية بين العرب والأكراد، ما زال ينتظر الفرج، كما ثمة توترات تكفي لتصعيد الحوادث المحلية وتحويلها إلى صراع مفتوح. يدور النزاع حول الأرض والسلطة والموارد، واجتمعت هذه الأبعاد الثلاثة في القرار الذي اتخذته مؤخراً شركة إكسون موبِل لتوقيع عقد مع حكومة إقليم كردستان، واعتبرت بغداد ذلك غير قانوني وفقاً للدستور، لاستكشاف قطاعات نفطية تقع ثلاثة منها في الأراضي المتنازع عليها<sup id="cite_ref-مرجع_سابق_32-3" class="reference"><a href="#cite_note-مرجع_سابق-32">&#91;32&#93;</a></sup> </p><p><i>أخيراً،</i> ما دامت الدولة العراقية ضعيفة فإن قبضة نفوذ القوى الإقليمية كإيران وتركيا ستبقى مطبقة عليها. ومع أن احتمال التدخل المسلح غير وارد على المدى القصير، إلا أن من شأن التنافس على النفوذ والحروب بالوكالة أن تبقيه في حالة عدم استقرار لزمن طويل وتمنعه من استعادة قوته، وتدخله في حلقة مفرغة.<sup id="cite_ref-مرجع_سابق_32-4" class="reference"><a href="#cite_note-مرجع_سابق-32">&#91;32&#93;</a></sup> </p> <h3><span id=".D8.A7.D9.84.D9.85.D9.88.D9.82.D9.81_.D9.85.D9.86_.D8.AA.D9.82.D8.B3.D9.8A.D9.85_.D8.A7.D9.84.D8.B9.D8.B1.D8.A7.D9.82"></span><span class="mw-headline" id="الموقف_من_تقسيم_العراق">الموقف من تقسيم العراق</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AF_%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A&amp;action=edit&amp;section=16" title="عدل القسم: الموقف من تقسيم العراق">عدل</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3> <p>وقبل الانسحاب الأمريكي يجب تناول موضوع تقسيم العراق الذي أثير خاصة عقب تبني مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قرار غير ملزم لتقسيم العراق الي 3 اقاليم فيدرالية في 26/9/2007 <sup id="cite_ref-43" class="reference"><a href="#cite_note-43">&#91;43&#93;</a></sup> </p><p>ما لبث ان اعلنت الولايات المتحدة عن نيتها عن تقسيم العراق حتي بدأت كل القوي في ابداء رأيها علي هذا التقسيم سواء خارجية ام داخلية </p> <h4><span id=".D9.85.D9.88.D9.82.D9.81_.D8.A3.D9.87.D9.85_.D8.A7.D9.84.D9.82.D9.88.D9.8A_.D8.A7.D9.84.D8.AE.D8.A7.D8.B1.D8.AC.D9.8A.D8.A9_.D8.A5.D9.8A.D8.B1.D8.A7.D9.86"></span><span class="mw-headline" id="موقف_أهم_القوي_الخارجية_إيران">موقف أهم القوي الخارجية إيران</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AF_%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A&amp;action=edit&amp;section=17" title="عدل القسم: موقف أهم القوي الخارجية إيران">عدل</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h4> <p>يمكن القول ان الموقف الإيراني يؤيد اقامة فيدرالية في العراق تتبع الخطوط المذهبية والعرقية ولكن لا يؤيد تقسيمه علي هذة الخطوط فأهداف إيران في العراق تتمثل في الاتي: </p><p>1-ضمان عدم استخدام العراق كقاعدة للهجوم علي إيران وضمان الا يمثل العراق خطرا مستقبليا علي إيران و ذلك عن طريق ضمان عدم قيام حكومة قوية في بغداد موالية للغرب و معادية لايران تسمح بوجود قواعد أمريكية دائمة علي اراضيها او بروز حكومة شيعية قوية في بغداد تنافس إيران <sup id="cite_ref-44" class="reference"><a href="#cite_note-44">&#91;44&#93;</a></sup> </p><p>2-تسعي إيران الي تكون قوة اقليمية مهيمنة اذ طالما كان لايران مشروعها الاقليمي تجاه الوطن العربي فمنذ قيام الثورة الإيرانية كان حلم اية الله روح الله الخميني هو تصدير الثورة الإسلامية لبقية العالم الإسلامي وقد حاولت إيران خلال عقد الثمانينيات مساعدة العناصر الثورية في كل من العراق و السعودية و الكويت و البحرين ولبنان من اجل تحقيق ذلك الهدف <sup id="cite_ref-45" class="reference"><a href="#cite_note-45">&#91;45&#93;</a></sup> </p><p>و قد ارتأت إيران ان السبيل الوحيد لتحقيق هذين الهدفين هو دعم الفيدرالية في العراق وذلك من خلال دعمها للاحزاب الموالية لها و بخاصة المجلس الأعلى الإسلامي والذي انشأته إيران خلال الحرب العراقية الإيرانية فقد قامت إيران بتأييد عبد العزيز الحكيم في دعوته لاقامة فيدرالية شيعية في العراق حيث صرح وزير الخارجية الإيراني مونشهر متقي ."ان إيران قد تفضل خلق دولة فيدرالية في العراق<sup id="cite_ref-شادي_محمد_._مرجع_سابق_46-0" class="reference"><a href="#cite_note-شادي_محمد_._مرجع_سابق-46">&#91;46&#93;</a></sup> </p><p>و بعد ذلك استمرت مساعي الحكيم لتطبيق الفيدرالية في العراق وذلك من خلال الدفع بقانون تكوين الاقاليم في العراق و الذي يحدد اليات تشكيل مناطق فيدرالية في العراق وقد تم تمرير هذا القانون علي الرغم من معاارضة السنة و بعض الشيعة <sup id="cite_ref-47" class="reference"><a href="#cite_note-47">&#91;47&#93;</a></sup> </p> <pre>و بمراجعة نصوص هذا القانون نجد ان المادة التاسعه منه تنص علي " انه في حالة عدم نجاح الاستفتاء يجوز اعادته بعد مرور سنه من تاريخ اعلان النتيجة و باتباع الاجراءات ذاتها" ومن ثم فان هناك اصرار علي تحويل جنوب العراق الي فيدرالية فاذا اخذنا في الاعتبار كذلك ان ميليشيات بدر المدربة و المدعومة ماديا من إيران و التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية فضلا عن المليشيات التي اخترقتها إيران والتي كانت تتبع جيش المهدي هي المسئولة عن العنف الطائفي ضد السنة و ما يترتب علي هذا العنف من نزوح سني من المناطق الشيعية و تكوين مناطق سنية لاتسكنها الشيعة و تكوين مناطق شيعية لاتقطنها السنة فاكتشفنا ان هذة العمليات تؤدي الي دعم خلق فيدرالية علي اسس طائفية <sup id="cite_ref-48" class="reference"><a href="#cite_note-48">&#91;48&#93;</a></sup> </pre> <p>و علي الرغم من تأييد إيران و مصلحتها في اقامة فيدرالية في جنوب ووسط العراق تهيمن عليها اقتصاديا و سياسيا فانه في حالة تقسيم العراق فان ضررا قد يعود عليها اذ ان تقسيم العراق سيفضي الي قيام دولة كردية في شمال العراق قد تساعد علي زيادة الرغبة الانفصالية لدي اكراد إيران الذين يمثلون 10% من عدد السكان البالغ عددهم حوالي 69 مليون نسمة <sup id="cite_ref-49" class="reference"><a href="#cite_note-49">&#91;49&#93;</a></sup> و خاصة في ظل تزايد التوتر في المناطق الكردية الإيرانية و حشد الجيش الإيراني قوته ضد حزب الحياة الكردي الإيراني <sup id="cite_ref-50" class="reference"><a href="#cite_note-50">&#91;50&#93;</a></sup> ولذلك فان إيران لن تدفع باتجاه تقسيم العراق ومن ثم فان موقف إيران الرسمي قد اعلن رفض تقسيم العراق وذلك علي لسان الناطق باسم الوزارة محمد علي حسيني اذ اعتبر ان تصويت الشيوخ الأمريكي علي القرار يشكل " خطأ جديد ترتكبه الولايات المتحدة و اضاف ان " هذا التصويت تدخل واضح من الولايات المتحدة في شئون العراق الداخلية و هو مخالف لوحدة هذا البلد و سلامة اراضيه "<sup id="cite_ref-شادي_محمد_._مرجع_سابق_46-1" class="reference"><a href="#cite_note-شادي_محمد_._مرجع_سابق-46">&#91;46&#93;</a></sup> و لهذا يمكن القول ان إيران لا ترغب في تقسيم العراق و انما اقامة كونفدرالية عراقية ضعيفة تقوم علي اسس دينية و عرقية تهيمن فيها علي الجنوب العراقي تماما و تضبط التطورات في الشمال الكردي </p> <h4><span id=".D8.A7.D9.84.D9.85.D9.88.D8.A7.D9.82.D9.81_.D8.A7.D9.84.D8.AF.D8.A7.D8.AE.D9.84.D9.8A.D8.A9"></span><span class="mw-headline" id="المواقف_الداخلية">المواقف الداخلية</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AF_%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A&amp;action=edit&amp;section=18" title="عدل القسم: المواقف الداخلية">عدل</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h4> <pre><b>الموقف الشيعي من التقسيم</b>&#160;: </pre> <p>ا) الائتلاف العراقي الموحد&#160;: يمكن القول ان الموقف المعلن هو رفض تقسيم غير الملزم لمجلس الشيوخ و ذلك كما جاء علي لسان عمار الحكيم نائب رئيس المجلس الأعلى الإسلامي. فقد اكد ان مشروع المجلس لانشاء اقليم فيدرالي في الوسط و الجنوب لا يتطابق مع قرار مجلس الشيوخ القاضي بانشاء اقليمين شيعي و سني مع ابقاء بغداد منطقة مستقلة فضلا عن اقليم مردستان القائم بالفعل . و قضي الحكيم " الإشارة الي موضوع التقسيم هي قضية مرفوضة من الكثير من القوي و نحن من ضمنها وذلك جاء لينظر علي قضية الاقاليم علي خلفيات طائفية و اثنية و هي الاخري مسأله مرفوضة من ناحيتنا . نحن نعتقد ان النظام القيدرالي يمثل حقيقة دستورية مفروضة و تم حسمها بارادة الشعب العراقي و التصويت علي الدستور و لابد من الرجوع الي الشعب العراقي في اصل اقامة هذة الاقاليم و في حجمها و لابد ان يكون ذلك علي اساس جغرافي و ليس طائفيا " و نفي ان يكون المجلس الأعلى قد قام باي تنسيق مع مجلس الشيوخ حول القرار المذكور<sup id="cite_ref-شادي_محمد_._مرجع_سابق_ص_57_51-0" class="reference"><a href="#cite_note-شادي_محمد_._مرجع_سابق_ص_57-51">&#91;51&#93;</a></sup> غير انه يلاحظ ان محاولة انكار المجلس الأعلى الإسلامي اي علاقة بين مشروعه لفيدرالية الجنوب و الوسط و القرار غير الملزم لمجلس الشيوخ لا تستند الي حجة قوية ذلك ان قرار مجلس الشيوخ يقوم علي اساس اقامة اقامة اقاليم فيدرالية علي اسس طائفية . و يقوم مشروع المجلس الأعلى الإسلامي علي نفس الاسس اذ يسعي الس ضم التسع اقاليم الشيعية في الجنوب و الوسط معا في اقليم فيدرالي . فضلا عن دعوة عمار الحكيم لعشائر الانبار لاقامة اقليم فيدرالي سني خاص بهم . بالاضافة لدور المجلس في اقرار قانون تكوين الاقاليم الفيدرالية علي نجو ما سبق الإشارة اليه <sup id="cite_ref-شادي_محمد_._مرجع_سابق_46-2" class="reference"><a href="#cite_note-شادي_محمد_._مرجع_سابق-46">&#91;46&#93;</a></sup> و من ثم يتضح لنا ان المجلس من القوي المؤيدة لقرار الكونجرس و ان رفضه علنا . </p><p>ب) التيار الصدري&#160;: اعلن التيار الصدري رفضه لقرار التقسيم حيث صرح عضو المكتب الاعلامي لمكتب الصدر . عصام الموسوي " نرفض هذا القرار جملة و تفصيلا كونه لايعبر عن تطلعات شعبنا العراقي العراقي بكافة فئاته . و طالب "الحكومة العراقية باعلان رفضها للمشروع و اتخاذ موقف واضح في هذا الشأن وادانته بصورة رسمية " . كما اعتبر القرار " تدخلا مرفوضا و سافرا في شئون العراق الداخلية <sup id="cite_ref-52" class="reference"><a href="#cite_note-52">&#91;52&#93;</a></sup> </p><p>وكان قد سبق للتيار الصدري ان قاطع جلسات مجلس النواب حين تم مناقشة موضوع الاقاليم الفيدرالية كما قاطع جلسات التصويت علي هذا القرار <sup id="cite_ref-شادي_محمد_._مرجع_سابق_ص_57_51-1" class="reference"><a href="#cite_note-شادي_محمد_._مرجع_سابق_ص_57-51">&#91;51&#93;</a></sup> كما يعارض الطرح الفيدرالي للحكيم و يأتي هذا الموقف نظرا للتوجه العربي للتيار المذكور فضلا عن تركز انصاره في مدينة الصدر ببغداد<sup id="cite_ref-شادي_محمد_._مرجع_سابق_46-3" class="reference"><a href="#cite_note-شادي_محمد_._مرجع_سابق-46">&#91;46&#93;</a></sup> </p><p>ج) حزب الفضيلة&#160;: كان الحزب من الاحزاب الرافضة لتقسيم العراق حيث كان من الكتل التي وقعت علي بيان الكتل السياسية التي اعلنت رفضها لقرار التقسيم <sup id="cite_ref-53" class="reference"><a href="#cite_note-53">&#91;53&#93;</a></sup> و قاطع جلسة التصويت علي مشروع قانون تشكيل الاقاليم . كما يناوئ توجهات الحكيم الرامية الي اقامة اقليم شيعي يضم المحافظات التتسع العراقية الجنوبية <sup id="cite_ref-54" class="reference"><a href="#cite_note-54">&#91;54&#93;</a></sup> </p><p>د) القائمة العراقية&#160;: أدانت القائمة العراقية قرار الكونجرس الأمريكي الداعي الي تقسيم العراق بل واضافت بأن "مشروع بايدن " حول تقسيم العراق الي اقاليم فيدرالية ينسجم مع مشروع المجلس الأعلى الإسلامي حول الفيدرالية . وقد جاء هذا الموقف من قبل القائمة العراقية علي الرغم من تصويت عددا من المنتمين لها لصالح مشروع قانون الاقاليم الفيدرالية وذلك بالمخالفة لاوامر اياد علوي – رئيس القائمة العراقية- الذي كان قد دعا النواب التابعين لقائمته بعدم التصويت لصالح مشروع القرار <sup id="cite_ref-مرجع_سابق_32-5" class="reference"><a href="#cite_note-مرجع_سابق-32">&#91;32&#93;</a></sup> </p><p>وبذلك نري ان قرار التقسيم كان مفروض من كلا من إيران و شيعة العراق و لعب كلا منهما دورا في منع تقسيم العراق و لكن دعوا الي ان تصبح العراق دولة فيدرالية </p> <h4><span id=".D9.85.D8.B9.D9.88.D9.82.D8.A7.D8.AA_.D8.A7.D9.84.D8.AA.D9.82.D8.B3.D9.8A.D9.85"></span><span class="mw-headline" id="معوقات_التقسيم">معوقات التقسيم</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AF_%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A&amp;action=edit&amp;section=19" title="عدل القسم: معوقات التقسيم">عدل</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h4> <p>ولكن عند تناول موضوع تقسيم العراق يجب ان نتناول معوقات هذا التقسيم التي أدت الي فشل هذا المشروع الأمريكي&#160;: </p><p><b>اولا&#160;: وجود رأي عام قوي رافض للتقسيم</b> </p><p>تظهر معظم استطلاعات الرأي ان معظم العرب الشيعة لايؤيدون تقسيم البلاد او اي فيدرالية تقسيمية حيث ان معظم الشيعة ينظرون الي انفسهم كقوميين و لايقبلون بالممارسات الدينية المتطرفة التي تقوم بها الاحزاب الشيعية كما تشير استطلاعات الرأي كذلك الي ان معظم العراقيين ينظرون الي انفسهم علي انهم عراقيين او مسلمين وليس عرب سنة او شيعة ويعد الاكراد الاستثناء من ذلك غير ان استطلاعات الرأي لاتسأل الاكراد ما هي الاراضي التي يرغبون في الاستقلال بها واذا ما كانوا سيفضلوا الانفصال بدون كركوك ام لا<sup id="cite_ref-55" class="reference"><a href="#cite_note-55">&#91;55&#93;</a></sup> </p><p><b>ثانيا&#160;: المناطق المختلطة و القبائل العربية متعددة الانتماء الطائفي و الزواج المختلط</b> </p><p>لا توجد في العراق خطوط ديموغرافية متجانسة بشكل كامل يمكن علي اساسها اجراء التقسيم بين سنة و شيعة و اكراد فهناك العديد من المحافظات المختلطة سواء بين الشيعة و السنة كما في حالة محافظة بغداد و بابل و البصرة و العمارة و الناصرية وواسط وصلاح الدين او الاكراد و السنة كما هو الحال في محافظة كركوك او الاكراد و الشيعة و السنة كما هو الحال في محافظة ديالي . كما ان التركمان ينتشرون في العديد من المناطق مثل تلعفر و كروكوك وغيرها . فضلا عن وجود أقليات في الاقاليم المختلفة وزيجات مختلطة بحيث لا يكون الوسط سني خالص و لا الجنوب شيعي خالص و لا الشمال كردي خالص بالاضافة الي ان معظم القبائل الربية في العراق متعددة الانتماء الطائفي حيث ان هناك العديد من القبائل التي ينقسم المنتمين اليها الي الطائفتين ( سنة و شيعة ) و أهم هذة القبائل هي شمر و الجبور و الدليم و الزبيدة و العزة و بني زيد و الحسني و الاسدي و عنزة و العبيد و البو دراج و بني تميم و البو عامر و غيرهم <sup id="cite_ref-56" class="reference"><a href="#cite_note-56">&#91;56&#93;</a></sup> </p><p>. كما ان الشيعة ليسوا عربا فحسب بل فيهم الاكراد الفيالي و كذلك علي الرغم من ان غالبية التركمان من السنة الا ان هناك جزء منهم شيعي و فضلا عن ذلك فان بغداد لا يزال بها شيعة و سنة فضلا عن الاكراد كما ان المحافظات الشيعية الجنوبية لا تزال تضم أقليات سنية علي الرغم من عمليات التطهير العرقي<sup id="cite_ref-57" class="reference"><a href="#cite_note-57">&#91;57&#93;</a></sup> </p><p><b>ثالثا&#160;: قضية اقتسام مرافق البنية التحتية و تصدير البترول</b> </p><p>ان نظام الطرق و نظام الكة الحديد و محطات الكهرباء و نظام الري و المياه تعد كلها من الامور التي يصعب تقسيمها وفقا للخطوط الطائفية و العرقية كما ان تطور البلاد اقتصاديا سوف يسير علي وتيرة أفضل لو ظلت العراق دولة موحدة بدون قيود الفيدرالية و علي الرغم من ان حكومة اقليم كردستان وضعت خطة لزيادة قدرتها علي انتاج الطاقة الا انه من المتوقع ان تظل معتمدة علي الواردات من تركيا و سوريا و إيران و العراق حتي عام 2015 كما انه لا يوجد منفذ امام اقليم الشمال لتصدير النفط الذي يشكل المصدر الوحيد للعملة الصعبة سوي عن طريق تركيا او عن طريق مواني الجنوب <sup id="cite_ref-58" class="reference"><a href="#cite_note-58">&#91;58&#93;</a></sup> </p> <h2><span id=".D8.A7.D9.84.D8.AE.D8.A7.D8.AA.D9.85.D8.A9"></span><span class="mw-headline" id="الخاتمة">الخاتمة</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AF_%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A&amp;action=edit&amp;section=20" title="عدل القسم: الخاتمة">عدل</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2> <p>ان الغزو الأمريكي قد أتاح فرصة لتمكين الأحزاب السياسية الشيعية والسيطرة على السلطة، مما أثر على النفوذ الإيراني في العراق فقد كان لإيران النصيب الأكبر نظرًا لولاء الشيعة وأحزابهم السياسية الذي حظت به، بينما لم يعد للولايات المتحدة نصيبًا في العراق إلا عدد محدود من الليبراليين والوطنيين. امتلكت إيران بعض الادوات داخل العراق، وتمكنت من خلالها دعم جهودها الرامية لمنع صعود القوميين والبعثيين السابقين إلي قمة السياسات العراقية، والإبقاء علي نفوذها علي أي حكومة جديدة يقودها الشيعة، وذلك من خلال الجماعات الخاصة التي شكلتها إيران داخل العراق كميلشيات عسكرية وشبه عسكرية مثل منظمة بدر وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وكتائب اليوم الموعود وغيرها، وهذه الجماعات كانت من بين المستفيدين من الانسحاب الأمريكي للعراق الذي أدي الي تراجع قدرة القوات العراقية علي التعامل مع التهديد الذي تشكله هذه الجماعات الخاصة، ووضع إيران كذلك لسياسات بديلة للتعامل مع هذه الميليشيات المختلفة من خلال سياسة العصا والجزرة والمتمثلة في امتلاك أدوات التأثير علي توجهات هذه التنظيمات من خلال الدعم المالي والفني. </p><p>وظهر جليا النفوذ الإيراني بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما جعل البعض يرى أن العراق قد وقعت تحت الاحتلال الإيراني بعد الانسحاب الأمريكي . فايران استخدمت نفوذها لتقوية نفوذ الشيعة في العراق حتي تضمن ولائهم لها. في ختام الدراسة نري إيران و مدي سيطرتها علي ربوع العراق مستخدمة في ذلك طائفة الشيعة وعن طريق السيطرة علي العراق بدأت إيران تتسرب الي باقي الوطن العربي و بقوة لتلعب الدور الاقليمي الأكبر في الشرق الأوسط . </p> <h2><span id=".D9.85.D8.B1.D8.A7.D8.AC.D8.B9"></span><span class="mw-headline" id="مراجع">مراجع</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AF_%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A&amp;action=edit&amp;section=21" title="عدل القسم: مراجع">عدل</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2> <div class="reflist"><ol class="references"> <li id="cite_note-1"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-1">^</a></b></span> <span class="reference-text">د.مروة وحيد "مستقبل النفوذ الايراني في العراق الفرص و الاشكاليات".بغداد للدراسات والاستشارات والاعلام <a rel="nofollow" class="external free" href="http://www.baghdadcenter.net/details-138.html">http://www.baghdadcenter.net/details-138.html</a> .</span> </li> <li id="cite_note-2"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-2">^</a></b></span> <span class="reference-text"><a rel="nofollow" class="external text" href="http://www.baghdadcenter.net/details-138.html">مركز بغداد للدراسات والإستشارات والإعلام&#160;»</a> <a rel="nofollow" class="external text" href="https://web.archive.org/web/20130715023912/http://www.baghdadcenter.net:80/details-138.html">نسخة محفوظة</a> 15 يوليو 2013 على موقع <a href="/wiki/%D9%88%D8%A7%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D9%83_%D9%85%D8%B4%D9%8A%D9%86" title="واي باك مشين">واي باك مشين</a>.</span> </li> <li id="cite_note-3"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-3">^</a></b></span> <span class="reference-text">Shahram Chubin “,Iran's strategic predicament The Middle East Journal; Winter 2000; 54, 1; Research Library Core, pg. 10</span> </li> <li id="cite_note-ReferenceA-4"><span class="mw-cite-backlink">↑ <a href="#cite_ref-ReferenceA_4-0"><sup><i><b>أ</b></i></sup></a> <a href="#cite_ref-ReferenceA_4-1"><sup><i><b>ب</b></i></sup></a></span> <span class="reference-text">محمد فريد، " تاريخ الدولة العثمانية"، تاريخ العراق الحديث ، القاهرة 2007 ، طبعة الوراق ، ص 57</span> </li> <li id="cite_note-5"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-5">^</a></b></span> <span class="reference-text">حسام سويلم، " التوجه الايراني في الخليج: المضامين والاحتمالات"، مختارات ايرانية، العدد 48، مركز الدراسات الاستراتيجية، القاهرة، يوليو، 2004</span> </li> <li id="cite_note-6"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-6">^</a></b></span> <span class="reference-text">Vail Nasr” when the Shiites” Foreign Affairs,Vol. 85, No. 4 (Jul. - Aug., 2006), pp. 58</span> </li> <li id="cite_note-ReferenceB-7"><span class="mw-cite-backlink">↑ <a href="#cite_ref-ReferenceB_7-0"><sup><i><b>أ</b></i></sup></a> <a href="#cite_ref-ReferenceB_7-1"><sup><i><b>ب</b></i></sup></a></span> <span class="reference-text">عبد الوهاب القصاب، " معضلة الحوار بين طهران وواشنطن"، الجامعة الاردنية، مركز الدراسات الاستراتيجية، 2009</span> </li> <li id="cite_note-8"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-8">^</a></b></span> <span class="reference-text">Ray Turkey “Iran’s new Iraq” Middle East Journal,Vol. 62, No. 1 (Winter, 2008), pp. 13 <a rel="nofollow" class="external free" href="http://www.jstor.org/stable/25482470">http://www.jstor.org/stable/25482470</a></span> </li> <li id="cite_note-9"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-9">^</a></b></span> <span class="reference-text">Yoel Guzansky, ‘‘‘Made in Iran’: The Iranian Involvement in Iraq,’’ Strategic Assessment 13, no. 4 (January 2011): p. 93, <a rel="nofollow" class="external free" href="http://www.inss.org.il/upload/%28FILE%291295871240">http://www.inss.org.il/upload/%28FILE%291295871240</a></span> </li> <li id="cite_note-10"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-10">^</a></b></span> <span class="reference-text">Ray Turkey “Iran’s new Iraq” Middle East Journal,Vol. 62, No. 1 (Winter, 2008), pp. 13</span> </li> <li id="cite_note-11"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-11">^</a></b></span> <span class="reference-text"><a rel="nofollow" class="external free" href="http://www.jstor.org/stable/25482470">http://www.jstor.org/stable/25482470</a> Michael knight, “Iran’s Influence in Iraq”, Washington institute for near east, April 2012</span> </li> <li id="cite_note-12"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-12">^</a></b></span> <span class="reference-text">the Islamic Republic and ‘‘soft war,’’ see Nima Adelkhah, ‘‘Iran Integrates the Concept of the ‘Soft War’ Into its Strategic Planning,’’ Terrorism Monitor no.8 23,June 2010</span> </li> <li id="cite_note-13"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-13">^</a></b></span> <span class="reference-text">Yoel Guzansky, ‘‘‘Made in Iran’: The Iranian Involvement in Iraq,’’ Strategic Assessment 13, no. 4 (January 2011): p. 9,<a rel="nofollow" class="external free" href="http://www.inss.org.il/upload/%28FILE%291295871240">http://www.inss.org.il/upload/%28FILE%291295871240</a>.</span> </li> <li id="cite_note-د._مروة_وحيد_._مرجع_سابق-14"><span class="mw-cite-backlink">↑ <a href="#cite_ref-د._مروة_وحيد_._مرجع_سابق_14-0"><sup><i><b>أ</b></i></sup></a> <a href="#cite_ref-د._مروة_وحيد_._مرجع_سابق_14-1"><sup><i><b>ب</b></i></sup></a> <a href="#cite_ref-د._مروة_وحيد_._مرجع_سابق_14-2"><sup><i><b>ت</b></i></sup></a> <a href="#cite_ref-د._مروة_وحيد_._مرجع_سابق_14-3"><sup><i><b>ث</b></i></sup></a> <a href="#cite_ref-د._مروة_وحيد_._مرجع_سابق_14-4"><sup><i><b>ج</b></i></sup></a></span> <span class="reference-text">د. مروة وحيد . مرجع سابق</span> </li> <li id="cite_note-15"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-15">^</a></b></span> <span class="reference-text">Aseel Kami, ‘‘Iran Exports to Iraq to Pass&amp; bn in 2010",25 April 2010 www.reuters.com/article//us-iraq-iran-trade-interview-idUSTR</span> </li> <li id="cite_note-16"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-16">^</a></b></span> <span class="reference-text">حسام سويلم . مرجع سابق</span> </li> <li id="cite_note-17"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-17">^</a></b></span> <span class="reference-text">Anoushiravan Ehteshami, “Iran-Iraq Relations after Saddam,” The Washington Quarterly, August 2003, p.123</span> </li> <li id="cite_note-18"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-18">^</a></b></span> <span class="reference-text">Ishtiaq Ali Mehkri “ Religion and Politics in Iran-Iraq Relations” Pakistan Horizon,Vol. 58, No. 4 (October 2005), pp. 33</span> </li> <li id="cite_note-19"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-19">^</a></b></span> <span class="reference-text">Anoushiravan Ehteshami, “Iran-Iraq Relations after Saddam,” The Washington Quarterly, August 2003, p. 127</span> </li> <li id="cite_note-20"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-20">^</a></b></span> <span class="reference-text">Ishtiaq Ali Mehkri “ Religion and Politics in Iran-Iraq Relations” Pakistan Horizon,Vol. 58, No. 4 (October 2005), pp. 33 <a rel="nofollow" class="external free" href="http://www.jstor.org/stable/41394115">http://www.jstor.org/stable/41394115</a></span> </li> <li id="cite_note-21"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-21">^</a></b></span> <span class="reference-text">السيطرة الايرانية علي حوزة النجف في العراق" مركز بغداد للدرسات والاستشارات والاعلام ،ابريل 2012، <a rel="nofollow" class="external free" href="http://www.baghdadcenter.net/details-138.html">http://www.baghdadcenter.net/details-138.html</a></span> </li> <li id="cite_note-22"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-22">^</a></b></span> <span class="reference-text">د.مروة وحيد "مستقبل النفوذ الايراني في العراق الفرص و الاشكاليات".بغداد للدراسات والاستشارات والاعلام <a rel="nofollow" class="external free" href="http://www.baghdadcenter.net/details-138.html">http://www.baghdadcenter.net/details-138.html</a></span> </li> <li id="cite_note-23"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-23">^</a></b></span> <span class="reference-text">مهينور فواز، " عراق ما بعد الانسحاب الأميركي"، افاق استراتيجية، متاحة علي موقع الجزيرة نت، 2011 <a rel="nofollow" class="external free" href="http://www.aljazeera.net/portal">http://www.aljazeera.net/portal</a></span> </li> <li id="cite_note-24"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-24">^</a></b></span> <span class="reference-text">مرجع سابق . مروة وحيد</span> </li> <li id="cite_note-25"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-25">^</a></b></span> <span class="reference-text">بشير نافع، " العراق: تحديات ما بعد الانسحاب العسكري الأميركي الرسمي"، متاح علي موقع الجزيرة نت، 19/11/2011 <a rel="nofollow" class="external free" href="http://www.aljazeera.net/portal">http://www.aljazeera.net/portal</a></span> </li> <li id="cite_note-26"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-26">^</a></b></span> <span class="reference-text">Mehdi Khalaji, ‘‘The Domestic Logic of Iran’s Foreign Plots,’’ Project Syndicate, November 1, 2011, <a rel="nofollow" class="external free" href="http://www.project-syndicate.org/commentary/khalaji8/English">http://www.project-syndicate.org/commentary/khalaji8/English</a></span> </li> <li id="cite_note-27"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-27">^</a></b></span> <span class="reference-text">نبيل السلمان، " المياه في حوض دجلة والفرات، في حروب المياه من الفرات الي النيل"، مكتبة الصفدي، دمشق، 2004</span> </li> <li id="cite_note-28"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-28">^</a></b></span> <span class="reference-text">- Babak Rahimi.” Iran’s Declining Influence in Iraq “ Center for Strategic and International Studies,The Washington Quarterly pp. 25 <a rel="nofollow" class="external free" href="https://dx.doi.org/10.1080/0163660X.2012.641917">http://dx.doi.org/10.1080/0163660X.2012.641917</a></span> </li> <li id="cite_note-29"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-29">^</a></b></span> <span class="reference-text">عبدالوهاب القصاب، "النفوذ الإيراني في العراق الأبعاد والتحديات والتداعيات على الجوار العربي"، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، معهد الدوحة ، 2011</span> </li> <li id="cite_note-30"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-30">^</a></b></span> <span class="reference-text">د . مروة وحيد . مرجع سابق</span> </li> <li id="cite_note-31"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-31">^</a></b></span> <span class="reference-text">اسامة عبد الرحمن " الانسحاب الامريكي من العراق " السياسة الدولية <a rel="nofollow" class="external free" href="http://www.siyassa.org.eg/NewsContent/2/132/2128/%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82.aspx">http://www.siyassa.org.eg/NewsContent/2/132/2128/%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82.aspx</a></span> </li> <li id="cite_note-مرجع_سابق-32"><span class="mw-cite-backlink">↑ <a href="#cite_ref-مرجع_سابق_32-0"><sup><i><b>أ</b></i></sup></a> <a href="#cite_ref-مرجع_سابق_32-1"><sup><i><b>ب</b></i></sup></a> <a href="#cite_ref-مرجع_سابق_32-2"><sup><i><b>ت</b></i></sup></a> <a href="#cite_ref-مرجع_سابق_32-3"><sup><i><b>ث</b></i></sup></a> <a href="#cite_ref-مرجع_سابق_32-4"><sup><i><b>ج</b></i></sup></a> <a href="#cite_ref-مرجع_سابق_32-5"><sup><i><b>ح</b></i></sup></a></span> <span class="reference-text">مرجع سابق</span> </li> <li id="cite_note-33"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-33">^</a></b></span> <span class="reference-text">عبدالوهاب القصاب، "النفوذ الإيراني في العراق الأبعاد والتحديات والتداعيات على الجوار العربي"، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، معهد الدوحة ،2010</span> </li> <li id="cite_note-opendemocracy.net-34"><span class="mw-cite-backlink">↑ <a href="#cite_ref-opendemocracy.net_34-0"><sup><i><b>أ</b></i></sup></a> <a href="#cite_ref-opendemocracy.net_34-1"><sup><i><b>ب</b></i></sup></a></span> <span class="reference-text">Nuh Yilmaz, “New Turkey and the Arab Spring?”, Open Democracy, www.opendemocracy.net/nuh-yilmaz/new-turkey-and-arab-spring</span> </li> <li id="cite_note-35"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-35">^</a></b></span> <span class="reference-text">Abdullah Toukan and Anthony H. Cordesman, “Options in Dealing with Iran’s Nuclear Program”, March 2010, center for international and strategic studies</span> </li> <li id="cite_note-36"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-36">^</a></b></span> <span class="reference-text">Marc Lynch,” U.S. Policy Toward Iran in a Changing Middle East”, June 2 0 1 1, center for a new American security</span> </li> <li id="cite_note-37"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-37">^</a></b></span> <span class="reference-text">Steven Heydemann, “Iran’s Alternative Allies”, in Robin Wright (ed.), The Iran Primer, 2011 p. 195</span> </li> <li id="cite_note-38"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-38">^</a></b></span> <span class="reference-text">Charlotte McDonald-Gibson, ‘‘Iraq Repairs Saddam’s Triumphal Sword Arch,’’ The Independent, February 7, 2011, <a rel="nofollow" class="external free" href="http://www.independent.co.uk/news/world/middle-east/">http://www.independent.co.uk/news/world/middle-east/</a> iraq-repairs-saddams-triumphal-sword-arch-2206361.html</span> </li> <li id="cite_note-39"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-39">^</a></b></span> <span class="reference-text">Decrease of Iranian supplies to Iraqi Kurdistan,’’ BBC Persia, October 1, 2011 <a rel="nofollow" class="external free" href="http://www.bbc.co.uk/persian/iran/2011/10/111001_l78_ir_krg_trade.shtm">http://www.bbc.co.uk/persian/iran/2011/10/111001_l78_ir_krg_trade.shtm</a></span> </li> <li id="cite_note-40"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-40">^</a></b></span> <span class="reference-text">شريف الغمري "خفايا الانسحاب الامريكي من العراق ". الاهرام الرقمي . يناير 2012 <a rel="nofollow" class="external free" href="http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=766757&amp;eid=461">http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=766757&amp;eid=461</a></span> </li> <li id="cite_note-41"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-41">^</a></b></span> <span class="reference-text">السياسة الدولية . 1 يناير 2012 احمد السيد تركي " اعراض ما بعد الاحتلال: التداعيات السياسية والأمنية للانسحاب الامريكي من العراق</span> </li> <li id="cite_note-42"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-42">^</a></b></span> <span class="reference-text">جوست هيلترمون "ما وراء الانسحاب الامريكي من العراق " القدس العربية .ديسمبر 2012 <a rel="nofollow" class="external free" href="http://www.crisisgroup.org/en/regions/middle-east-north-africa/iraq-iran-gulf/iraq/op-eds/beyond-us-withdrawal.aspx">http://www.crisisgroup.org/en/regions/middle-east-north-africa/iraq-iran-gulf/iraq/op-eds/beyond-us-withdrawal.aspx</a></span> </li> <li id="cite_note-43"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-43">^</a></b></span> <span class="reference-text">شادي محمد " تقسيم العراق .. الصيغ المطروحة وامكانيات التنفيذ " . المركز القومي لدراسات الشرق الاوسط . العدد 39</span> </li> <li id="cite_note-44"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-44">^</a></b></span> <span class="reference-text">Geoffery Kemp , Iran &amp;Iraq&#160;: The shia connection ,soft power &amp; nuclear factor, United states Institution of peace ,report no.156, November 2005, p.p 2</span> </li> <li id="cite_note-45"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-45">^</a></b></span> <span class="reference-text">Kenneth Pollak , Bringing Iran to the Baraging table , Current History Journal , Publication no.0011-3530, November 2006 , p 367</span> </li> <li id="cite_note-شادي_محمد_._مرجع_سابق-46"><span class="mw-cite-backlink">↑ <a href="#cite_ref-شادي_محمد_._مرجع_سابق_46-0"><sup><i><b>أ</b></i></sup></a> <a href="#cite_ref-شادي_محمد_._مرجع_سابق_46-1"><sup><i><b>ب</b></i></sup></a> <a href="#cite_ref-شادي_محمد_._مرجع_سابق_46-2"><sup><i><b>ت</b></i></sup></a> <a href="#cite_ref-شادي_محمد_._مرجع_سابق_46-3"><sup><i><b>ث</b></i></sup></a></span> <span class="reference-text">شادي محمد . مرجع سابق</span> </li> <li id="cite_note-47"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-47">^</a></b></span> <span class="reference-text">البرلمان العراقي يقر قانون الفيدرالية . اسلام اون لاين . 11 نوفمبر 2006</span> </li> <li id="cite_note-48"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-48">^</a></b></span> <span class="reference-text">شادي محمد . مرجع سابق ص 55</span> </li> <li id="cite_note-49"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-49">^</a></b></span> <span class="reference-text">خليل العناني . " النفوذ الايراني في العراق " . السياسة الدولية . العدد 165 . يوليو 2006. ص 107</span> </li> <li id="cite_note-50"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-50">^</a></b></span> <span class="reference-text">شادي محمد . مرجع سابق ص 56</span> </li> <li id="cite_note-شادي_محمد_._مرجع_سابق_ص_57-51"><span class="mw-cite-backlink">↑ <a href="#cite_ref-شادي_محمد_._مرجع_سابق_ص_57_51-0"><sup><i><b>أ</b></i></sup></a> <a href="#cite_ref-شادي_محمد_._مرجع_سابق_ص_57_51-1"><sup><i><b>ب</b></i></sup></a></span> <span class="reference-text">شادي محمد . مرجع سابق ص 57</span> </li> <li id="cite_note-52"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-52">^</a></b></span> <span class="reference-text"><a rel="nofollow" class="external text" href="http://wwwalwatan.com/printit.asp?news=outstate&amp;tdate=20070930.">502 Bad Gateway</a></span> </li> <li id="cite_note-53"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-53">^</a></b></span> <span class="reference-text">مرجع سابق ص 58</span> </li> <li id="cite_note-54"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-54">^</a></b></span> <span class="reference-text"><a rel="nofollow" class="external free" href="http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&amp;issue=387104&amp;issue=10181">http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&amp;issue=387104&amp;issue=10181</a></span> </li> <li id="cite_note-55"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-55">^</a></b></span> <span class="reference-text">Anthony H.Cordesman, Pandora’s box: Iraqi Federalism , Separation, “Hard” Partitioning and US policy , Center for Strategic and International Studies , October 26 2007, p 4.</span> </li> <li id="cite_note-56"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-56">^</a></b></span> <span class="reference-text">وليد الزبيدي " عوامل كبح حرب العراق الطائفية " الجزيرة نت <a rel="nofollow" class="external free" href="http://www.aljazeera.net/NR/exeres/4D171D5B-4872-4486-803C-C530D391B5E7.html">http://www.aljazeera.net/NR/exeres/4D171D5B-4872-4486-803C-C530D391B5E7.html</a></span> </li> <li id="cite_note-57"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-57">^</a></b></span> <span class="reference-text">عبد الحسين شعبان " المشهد العراقي بعد عامين من الاحتلال&#160;: الاحتقان الطائفي و التوتر الاثني الي اين ؟" الجزيرة نت</span> </li> <li id="cite_note-58"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-58">^</a></b></span> <span class="reference-text">Anthony H.Cordesman, ob.cit.,p.p.29</span> </li> </ol></div> <ul class="bandeau-portail إعلام" id="bandeau-portail"> <li class="bandeau-portail-element"><span class="bandeau-portail-icone" style="margin-right:1em"><a href="/wiki/%D8%A8%D9%88%D8%A7%D8%A8%D8%A9:%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A" title="بوابة:الوطن العربي"><img alt="أيقونة بوابة" src="//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/bf/Nuvola_League_of_Arab_States_flag.svg/28px-Nuvola_League_of_Arab_States_flag.svg.png" decoding="async" width="28" height="28" class="noviewer" srcset="//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/bf/Nuvola_League_of_Arab_States_flag.svg/42px-Nuvola_League_of_Arab_States_flag.svg.png 1.5x, //upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/bf/Nuvola_League_of_Arab_States_flag.svg/56px-Nuvola_League_of_Arab_States_flag.svg.png 2x" data-file-width="60" data-file-height="60" /></a></span><span class="bandeau-portail-texte"><a href="/wiki/%D8%A8%D9%88%D8%A7%D8%A8%D8%A9:%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A" title="بوابة:الوطن العربي">بوابة الوطن العربي</a></span></li> <li class="bandeau-portail-element"><span class="bandeau-portail-icone" style="margin-right:1em"><a href="/wiki/%D8%A8%D9%88%D8%A7%D8%A8%D8%A9:%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86" title="بوابة:إيران"><img alt="أيقونة بوابة" src="//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/67/Nuvola_Iranian_flag.svg/28px-Nuvola_Iranian_flag.svg.png" decoding="async" width="28" height="28" class="noviewer" srcset="//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/67/Nuvola_Iranian_flag.svg/42px-Nuvola_Iranian_flag.svg.png 1.5x, //upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/67/Nuvola_Iranian_flag.svg/56px-Nuvola_Iranian_flag.svg.png 2x" data-file-width="60" data-file-height="60" /></a></span><span class="bandeau-portail-texte"><a href="/wiki/%D8%A8%D9%88%D8%A7%D8%A8%D8%A9:%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86" title="بوابة:إيران">بوابة إيران</a></span></li></ul> <!-- NewPP limit report Parsed by mw1317 Cached time: 20200125125828 Cache expiry: 2592000 Dynamic content: false Complications: [] CPU time usage: 0.304 seconds Real time usage: 0.386 seconds Preprocessor visited node count: 2840/1000000 Preprocessor generated node count: 0/1500000 Post‐expand include size: 15974/2097152 bytes Template argument size: 7292/2097152 bytes Highest expansion depth: 28/40 Expensive parser function count: 2/500 Unstrip recursion depth: 0/20 Unstrip post‐expand size: 28740/5000000 bytes Number of Wikibase entities loaded: 1/400 Lua time usage: 0.035/10.000 seconds Lua memory usage: 1.52 MB/50 MB --> <!-- Transclusion expansion time report (%,ms,calls,template) 100.00% 281.333 1 -total 36.83% 103.629 1 قالب:تهذ 31.14% 87.608 6 قالب:تصنيف_صيانة_مؤرخ_لمقالة 29.36% 82.586 6 قالب:تصنيف_صيانة_مؤرخ 23.96% 67.414 1 قالب:شريط_بوابات 22.78% 64.084 1 قالب:Str_rightc 21.90% 61.609 1 قالب:Str_sub_long 13.67% 38.448 1 قالب:مراجع 7.17% 20.174 4 قالب:Str_index_any 6.22% 17.497 1 قالب:Str_len --> </div>'
ما إذا كان التعديل قد تم عمله من خلال عقدة خروج تور (tor_exit_node)
false
طابع زمن التغيير ليونكس (timestamp)
1579957207