|
|
|
| الأقارب = |
|
| الأقارب = |
|
| معالم = |
|
| معالم = |
|
| أعمال أخرى = حرب الخوارج{{•}}تنقيط المصاحف |
|
| أعمال أخرى = |
|
| التوقيع = |
|
| التوقيع = |
|
| بدل التوقيع = |
|
| بدل التوقيع = |
|
|
|
| الإصابات الميدانية = |
|
| الإصابات الميدانية = |
|
}} |
|
}} |
|
'''أبو محمد الحجاج بن يوسف الثقفي''' (40 - [[95 هـ]] = 660 - [[714]] م)، قائد [[خلافة أموية|في العهد الأموي]]، وُلِدَ ونَشأَ في [[الطائف]] وانتقل إلى [[الشام]] فلحق [[روح بن زنباع|بروح بن زنباع]] نائب [[عبد الملك بن مروان]] فكان في عديد شرطته، ثم ما زال يظهر حتى قَلَّدَه عبد الملك أمر عسكره. |
|
|
أمره عبد الملك بقِتالِ [[عبد الله بن الزبير]]، فزحف إلى [[الحجاز]] بجيشٍ كبيرٍ وقتل عبد الله وفرَّق جموعه، فولاَّه عبدُ الملك مكة والمدينة والطائف، ثم أضاف إليها [[العراق]] والثورة قائمة فيه، فانصرف إلى [[الكوفة]] في ثمانية أو تسعة رجال على النجائب، فقمع الثورة وثبتت له الإمارة عشرين سنة. |
|
|
بنى [[واسط (مدينة تاريخية)|مدينة واسط]] ومات بها، وأجري على قبره الماء، فاندرس. وكان سَفَّاكاً سَفَّاحاً مُرْعِباً باتِّفاقِ مُعْظَمِ المُؤَرِّخِين. عُرف بـ{{ط|المبير}} أي المُبيد.<ref>جاء في [[العقد الفريد]] [[ابن عبد ربه|لابن عبد ربه]] أن [[أسماء بنت أبي بكر]] قالت للحجاج: سَمِعْنا رسولَ اللهِ يقول أنه يَخرجُ من ثقيف رجلان، الكذَّاب والمُبِير. وأما الكذَّاب فقد رأيناه، وأما المُبِير فلا أظنُّه سِواك.</ref> |
|
|
|
|
|
|
|
'''الحَجاج بن يوسف الثقفي''' (المتوفى 95 هـ)، أشهر قائد أموي في العراق والحجاز، وكان له دور في استقرار وتعزيز الدولة الأموية. |
|
== نسبه == |
|
|
هو أبو محمد الحجاج كليب بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن [[ثقيف]] بن مُنبّه بن بكر بن [[هوازن بن منصور]] بن عكرمة بن خَصَفَة بن [[قيس عيلان]] بن [[مضر بن نزار]] بن [[معد بن عدنان]] ، الثقفي.<ref>أنساب الأشراف (4/302)</ref> |
|
|
|
|
|
|
|
الوفاء والولاء لآل أمية واللذان كان يتمتع بهما الحجاج، إضافة إلى خدماته الكثيرة ومساعيه الجبارة لحفظ الكيان الأموي جعل له مكانة رفيعة عندهم، حيث أوصى عبد الملك بن مروان ابنه الوليد أن يهتم بالحجاج، كما وسمّى أحد أبنائه باسم الحجاج. |
|
== نشأته == |
|
|
وُلِدَ في منازلِ [[ثقيف]] بمدينة [[الطائف]]، في [[عام الجماعة]] [[41 هـ]]. وكان اسمه كُليب ثم أبدَلَهُ بالحجَّاج. وأمُّه الفارعة بنت همام بن [[عروة بن مسعود الثقفي]] الصحابي الشهيد. نشأ في [[الطائف]]، وتعلَّم [[القرآن الكريم|القرآن]] و[[حديث نبوي|الحديث]] والفصاحة، ثم عمل في مطلع شبابه معلم صبيان مع أبيه، يعلم الفتية [[القرآن الكريم|القرآن]] و[[حديث نبوي|الحديث]]، ويفقههم في [[إسلام|الدين]]، لكنه لم يكن راضياً بعمله هذا، على الرغم من تأثيره الكبير عليه، فقد اشتُهِر بتعظيمه للقرآن. |
|
|
كانت [[الطائف]] تلك الأيام بين ولاية [[عبد الله بن الزبير]]،وبين وِلاية [[خلافة أموية|الأمويين]]، لكن أصحاب [[عبد الله بن الزبير]] تجبَّرُوا على أهل [[الطائف]]، فقرَّر الحجاج الانطلاق إلى {{المقصود|الشام|شام (توضيح)}}، حاضرة [[خلافة إسلامية|الخلافة]] [[خلافة أموية|الأموية]] المتعثرة، التي تركها [[مروان بن الحكم]] نهباً بين المتحاربين. |
|
|
قد تختلف الأسباب التي دفعت الحجاج إلى اختيار {{المقصود|الشام|شام (توضيح)}} مكاناً ليبدأ طموحه [[سياسة|السياسي]] منه رغم بُعدِ المسافة بينها وبين [[الطائف]]، وقرب [[مكة]] إليه، لكن يُعتقد أن السَّبب الأكبر كراهته لولاية [[عبد الله بن الزبير]]. |
|
|
في {{المقصود|الشام|شام (توضيح)}}، التحق [[شرطة|بشرطة]] الإمارة التي كانت تعاني من مشاكل جمة، منها سوء التنظيم، واستخفاف أفراد الشرطة بالنظام، وقلة المجندين. فأبدى حماسةً وانضباطاً، وسارع إلى تنبيه أولياء الأمر لكل خطأ أو خلل، وأخذ نفسه بالشدة، فقربه [[روح بن زنباع]] قائد الشرطة إليه، ورفع مكانته، ورقاه فوق أصحابه، فأخذهم بالشدة، وعاقبهم لأدنى خلل، فضبطهم، وسير أمورهم بالطاعة المطلقة لأولياء الأمر. |
|
|
رأى فيه [[روح بن زنباع]] العزيمة والقوة الماضية، فقدمه إلى [[خلافة إسلامية|الخليفة]] [[عبد الملك بن مروان]]، وكان داهية مقداماً، جمع الدولة [[خلافة أموية|الأموية]] وحماها من السقوط، فأسسها من جديد.<br /> |
|
|
إذ أن الشرطة كانت في حالة سيئة، وقد استهون جند الإمارة عملهم فتهاونوا، فأهم أمرهم [[عبد الملك بن مروان]]، وعندها أشار عليه [[روح بن زنباع]] بتعيين الحجاج عليهم، فلما عينه، أسرف في عقوبة المخالفين، وضبط أمور الشرطة، فما عاد منهم تراخ ولا لهو إلا جماعة [[روح بن زنباع]]، فجاء الحجاج يوماً على رؤوسهم وهم يأكلون، فنهاهم عن ذلك في عملهم، لكنهم لم ينتهوا، ودعوه معهم إلى طعامهم، فأمر بهم، فحبسوا، وأحرقت سرادقهم. فشكاه [[روح بن زنباع]] إلى الخليفة، فدعا الحجاج وسأله عما حمله على فعله هذا، فقال إنما أنت من فعل يا [[خلافة إسلامية|أمير المؤمنين]]، فأنا يدك وسوطك، وأشار عليه بتعويض [[روح بن زنباع]] دون كسر أمره.<br /> |
|
|
وكان [[عبد الملك بن مروان]] قد قرر تسيير الجيوش لمحاربة الخارجين على الدولة، فضم الحجاج إلى [[جيش|الجيش]] الذي قاده بنفسه لحرب [[مصعب بن الزبير]].<br /> |
|
|
ولم يكن أهل {{المقصود|الشام|شام (توضيح)}} يخرجون في [[جيش|الجيوش]]، فطلب الحجاج من الخليفة أن يسلطه عليهم، ففعل. فأعلن الحجاج أن أيما رجل قدر على حمل [[سلاح|السلاح]] ولم يخرج معه، أمهله ثلاثاً، ثم قتله وأحرق داره وانتهب ماله، ثم طاف بالبيوت باحثاً عن المتخلفين. وبدأ الحجاج بقتل أحد المعترضين عليه، فأطاعه الجميع، وخرجوا معه بالجبر لا الاختيار. |
|
|
|
|
|
|
|
وقد اشتهر الحجاج بالظلم وسفك الدماء، وقد بالغ في قتل أعدائه ومعارضيه حتى أن عبد الملك بن مروان قد نهاه عن ذلك. فيقول المؤرخون أن عدد الذين قد قتلوا على يده أكثر من 120.000 شخصاً، وورد أيضا أنّ العدد تجاوز الـ 130.000 قتيلاً، فكان سفاكاً وسفاحاً، وكان أشهر من قتلهم الحجاج التابعي سعيد بن جبير الذي دعا عليه فمات ولم يقتل أحدا بعده. |
|
== شخصيته == |
|
|
ذُكر أن الحجاج كان قبيح الوجه وصغير الجسد <ref>الجاحظ، البيان والتبيين، ج 1، ص 386</ref>، ولكن كان فصيحاً وبليغاً وخطيبا جباراً <ref>(الجاحظ، البيان والتبيين، ج 1، ص 346 )</ref>، وقد كان ناصبيا يبغض عليا في هوى بني أمية وكان جبارا عنيدا مقداما على سفك الدماء بأدنى شبهة <ref>"البداية والنهاية" (9/153)</ref>، وكان حقودًا حسودا كما وصف نفسه لعبد الملك بن مروان<ref>ابن كثير في البداية والنهاية (9/153)</ref> ، وبمراجعة سريعة على تاريخه وأفعاله يتضح للباحث بأنه كان سياسيا محنّكاً وقائداً مدبراً، وكثيراً ما استخدم المكر والخداع لكي ينتصر في حروبه. |
|
|
|
|
|
|
|
ذكر المؤرخون ان الحجاج الثقفي اتخذ سجونا لا تقي من حر ولا برد، وقد مات في حبسه خمسون ألف رجل، وثلاثون ألف امرأة، منهن ستة عشر ألفا مجردات، وكان يحبس الرجال والنساء في موضع واحد. |
|
== سيرته == |
|
|
|
|
|
|
|
لقد أسس الحجاج مدينة واسط في العراق، ومات فيها. |
|
=== حرب [[مكة]] === |
|
|
في [[73 هـ]] قرر [[عبد الملك بن مروان]] التخلص من [[عبد الله بن الزبير]]، فجهز جيشاً ضخماً لمنازلة ابن الزبير في [[مكة]]، وأمر عليه الحجاج بن يوسف، فخرج بجيشه إلى [[الطائف]]، وانتظر الخليفة ليزوده بمزيد من الجيوش، فتوالت الجيوش إليه حتى تقوى تماماً، فسار إلى [[مكة]] وحاصر ابن الزبير فيها، وقد ضرب الكعبة بالمنجنيق حتى هدمها، وقد ذكر الإمام الذهبي ذلك في السير 4/343:أهلكه الله في رمضان سنة خمس وتسعين كهلا، وكان ظلوماً جباراً ناصبيا خبيثا سافكا للدماء، وكان ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء، وفصاحة وبلاغة وتعظيم للقرآن، قد سقت من سوء سيرته في تاريخي الكبير، وحصاره لابن الزبير بالكعبة ورميه إياها بالمنجنيق وإذلاله لأهل الحرمين، ثم ولايته على العراق والمشرق كله عشرين سنة، وحروب ابن الأشعث له وتأخيره للصلوات إلى أن استأصله الله، فنسبُّه ولا نحبه بل نبغضه في الله فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان، وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه وأمره إلى الله، وله توحيد في الجملة، ونظراء من ظلمة الجبابرة والأمراء. انتهى.<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=سير أعلام النبلاء|مسار= https://www.worldcat.org/title/siyar-alam-al-nubala/oclc/953796381|ناشر=al-Risālah al-ʻālmiyah|تاريخ=2014|OCLC=953796381|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191211075116/http://worldcat.org/oclc/953796381|تاريخ أرشيف=2019-12-11}}</ref> |
|
|
|
|
|
|
|
== نسبه ونشأته == |
|
وقد ذكرت تلك الواقعة أيضا في البداية والنهاية/الجزء الثامن/ثم دخلت سنة ثلاث وسبعين :- |
|
|
|
أبوه يوسف بن حكم الثقفي أحد سادات ثقيف وأشرافهم،<ref>{{Cite book|title=مقدمة ابن خلدون، ص 40.|date=|publisher=|author1=ابن خلدون|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> وكانت له صلة وثيقة بآل مروان بن الحَكَم الأموي، وشارك في حروبه وحروب عبد الملك بن مروان، كما وكان أميراً على بعض المناطق إبان حكم عبد الملك، وأخيراً توفي في أيام حكم الحجاج على المدينة.<ref>{{Cite book|title=المعارف، ص 395 - 396.|date=|publisher=|author1=الدينوري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
|
أمه "فارعة" وقيل "فريعة"، بنت همّام بن عروة الثقفي.<ref>{{Cite book|title=أنساب الشرف، ج 6، ص 330.|date=|publisher=|author1=البلاذري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
قال الواقدي: حدثني مصعب بن نائب عن نافع مولى بني أسد - وكان عالما بفتنة ابن الزبير -. |
|
|
|
|
|
|
|
ولد الحجاج المكنّى بأبي محمد في قرية بني صخر.<ref>{{Cite book|title=الحجاج بن يوسف الثقفي، ص83.|date=|publisher=|author1=العمد|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> هناك أقوال عديدة حول تاريخ ولادته، فيقال بأنه ولد سنة 39، ويقال سنة 40، أو41<ref>{{Cite book|title=تاريخ أبي زرعة الدمشقي، ص 700.|date=|publisher=|author1=الدمشقي|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> أو 42<ref>{{Cite book|title=تاريخ الطبري، ج 5، ص 172.|date=|publisher=|author1=الطبري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> وأيضا ذكرو ولادته في سنة 45 أو بعدها بقليل.<ref>{{Cite book|title=تهذيب التهذيب، ص 186.|date=|publisher=|author1=العسقلاني|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
قال: حصر ابن الزبير ليلة هلال الحجة سنة ثنتين وسبعين وقتل لسبع عشر ليلة خلت من جمادى الأول سنة ثلاث وسبعين، فكان حصر الحجاج له خمسة أشهر وسبع عشرة ليلة. |
|
|
|
|
|
|
|
كلمة الحجاج من الناحية اللغوية هو كثير الحج، وهناك معان كثيرة يذكرها ابن منظور حول معنى الحج، فالحج هو قصد شخص أو شيء معين، ومنها يأتي مصطلح حج البيت، فالحج هو الزيارة والإتيان، وأيضا قيل أنّ الحج أن تُفلق الهامة، ويختلط الدم بالدماغ.<ref>{{Cite book|title=لسان العرب، باب حجج.|date=|publisher=|author1=ابن منظور|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> على أي فذكر بعض المؤرخين أن اسمه الحقيقي هو كُليب، ومن ثم سمي بالحجاج، وقال البعض أن كليب لقبٌ لُقِّب به الحجاج في صغره.<ref>{{Cite book|title=البيان والتبيين، ج 1، ص 324.|date=|publisher=|author1=الجاحظ|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
وقد ذكرنا فيما تقدم أن الحجاج حج بالناس في هذه السنة الخارجة، وكان في الحج ابن عمر، وقد كتب عبد الملك إلى الحجاج أن يأتم بابن عمر في المناسك كما ثبت ذلك في الصحيحين. |
|
|
|
|
|
|
|
== حياته == |
|
فلما استهلت هذه السنة استهلت وأهل الشام محاصرون أهل مكة، وقد نصب الحجاج المنجنيق على مكة ليحصر أهلها حتى يخرجوا إلى الأمان والطاعة لعبد الملك. |
|
|
|
لا توجد معلومات كاملة ودقيقة عن بدايات حياته ولكن عند مراجعة بعض الأشعار والأخبار، يمكن القول بأنه كأجداده كان يعمل في الطائف حفارا للآبار<ref>{{Cite book|title=العقد الفريد، ج 5، ص 31.|date=|publisher=|author1=ابن عبد ربه|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> وراع للمواشي ودباغاً لجلودها.<ref>{{Cite book|title=سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون، ص 170.|date=|publisher=|author1=ابن نباتة|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> وبحسب الظاهر أنّه تعلم القرآن والعلوم الدينية على يد والده في الصغر،<ref>{{Cite book|title=الحجاج بن يوسف الثقفي، ص 91.|date=|publisher=|author1=العمد|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> ثمّ قد تتلمذ على يد علماء مثل عبد الله بن عباس وأنس بن مالك وسمرة بن جندب وأبي بردة بن أبي موسى الأشعري.<ref>{{Cite book|title=تاريخ مدينة دمشق، ج 12، ص 113.|date=|publisher=|author1=ابن عساكر|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
|
كان الحجاج في قرية الكوثر بالقرب من الطائف يمتهن تعليم الصبيان،<ref>{{Cite book|title=المعارف، ص 475.|date=|publisher=|author1=الدينوري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> وبحسب بعض الأخبار كان يعلم أولاد سليمان بن نعيم الحميري وسليمان بن عبد الملك أيضا.<ref>{{Cite book|title=الحجاج بن يوسف الثقفي، ص 107.|date=|publisher=|author1=العمد|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
وكان مع الحجاج الحبشة، فجعلوا يرمون بالمنجنيق فقتلوا خلقا كثيرا، وكان معه خمس مجانيق فألح عليها بالرمي من كل مكان، وحبس عنهم الميرة والماء، فكانوا يشربون من ماء زمزم، وجعلت الحجارة تقع في الكعبة، والحجاج يصيح بأصحابه: يا أهل الشام الله الله في الطاعة.<ref>{{استشهاد ويب |
|
|
| مسار = https://ar.m.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D8%A9_%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%85%D9%86/%D8%AB%D9%85_%D8%AF%D8%AE%D9%84%D8%AA_%D8%B3%D9%86%D8%A9_%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB_%D9%88%D8%B3%D8%A8%D8%B9%D9%8A%D9%86 |
|
|
| عنوان = البداية والنهاية/الجزء الثامن/ثم دخلت سنة ثلاث وسبعين - ويكي مصدر |
|
|
| موقع = ar.m.wikisource.org |
|
|
| تاريخ الوصول = 2019-11-20 |
|
|
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20140228120324/http://ar.m.wikisource.org/wiki/البداية_والنهاية/الجزء_الثامن/ثم_دخلت_سنة_ثلاث_وسبعين | تاريخ أرشيف = 28 فبراير 2014 }}</ref> |
|
|
|
|
|
|
|
وبقى الحجاج في الطائف إلى عامه العشرين أو أكثر بعدة سنوات، ومن ثمّ انتقل مع أبيه إلى الشام،<ref>{{Cite book|title=الحجاج بن يوسف الثقفي، ص 93 ــ 97.|date=|publisher=|author1=العمد|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> وترعرع فيها.<ref>{{Cite book|title=الوزراء والكتاب، ص 24.|date=|publisher=|author1=الجهشياري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
أعلن الحجاج الأمان لمن سلم من أصحاب [[ابن الزبير]]، وأمنه هو نفسه، غير أن [[عبد الله بن الزبير]] لم يقبل أمان الحجاج، وقاتل رغم تفرق أصحابه عنه الذين طمعوا في أمان الحجاج{{بحاجة لمصدر|تاريخ=أبريل 2019}} فقتل. وكان لابن الزبير اثنتان وسبعون سنة، وولايته تنوف عن ثماني سنين، وللحجاج اثنتان وثلاثون سنة.<ref>[[ابن عبد ربه]]. [[العقد الفريد]].</ref> |
|
|
|
|
|
|
|
== سماته == |
|
=== ولاية الحجاج على [[الحجاز]] === |
|
|
قتل الحجاج ابن الزبير وصلبه، وأرسل إلى أمه "[[أسماء بنت أبي بكر]]" أن تأتيه، فأبت، فأرسل إليها لتأتين أو لأبعثن من يسحبك بقرونك، |
|
|
فأرسلت إليه: والله لا آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني بقروني. فلما رأى ذلك أتى إليها فقال: كيف رأيتني صنعت بعبد الله؟ |
|
|
قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك، |
|
|
وقد بلغني أنك كنت تعيره بابن ذات النطاقين، فقد كان لي نطاق أغطي به طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم من النمل |
|
|
ونطاق لا بد للنساء منه فانصرف ولم يراجعها. |
|
|
وقيل دخل الحجاج عليها فقال: إن ابنك ألحد في هذا البيت، وإن الله أذاقه من عذاب أليم. |
|
|
قالت: كذبت، كان برا بوالديه، صواما قواما، ولكن قد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيخرج من ثقيف كذابان، الآخر منهما شر من الأول، وهو مبير. إسناده قوي |
|
|
وهذا درس في الصدع بقول الحق أمام الجبابرة، لا يقدر عليه إلا من أوتي قوة وشجاعة دين وتوكل. |
|
|
|
|
|
|
|
ذُكر أن الحجاج كان قبيح الوجه وصغير الجسد،<ref>{{Cite book|title=البيان والتبيين، ج 1، ص 386.|date=|publisher=|author1=الجاحظ|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> ولكن كان فصيحاً وبليغاً وخطيبا جباراً<ref>{{Cite book|title=البيان والتبيين، ج 1، ص 346.|date=|publisher=|author1=الجاحظ|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> وبمراجعة سريعة على تاريخه وأفعاله يتضح للباحث بأنه كان سياسيا محنّكاً وقائداً مدبراً، وكثيراً ما استخدم المكر والخداع لكي ينتصر في حروبه. |
|
بعد أن انتصر الحجاج في حربه، أقره [[عبد الملك بن مروان]] على ولاية [[مكة]] وأهل [[مكة]]. وكان وإياهم وأهل [[مدينة|المدينة]] على خلاف كبير، وفي [[75 هـ]] قدم [[عبد الملك بن مروان]] المدينة، وخطب على منبر [[النبي محمد|النبي]] صلى الله عليه وسلم، فعزل الحجاج عن [[الحجاز]] لكثرة الشكايات فيه، وأقره على [[العراق]]. |
|
|
|
|
|
|
|
وقد ورد للحجاج سمات عدة، فذكر أنه كان جباراً وظالماً وكافراً وفاسقاً<ref>{{Cite book|title=العقد الفريد، ج 5، ص 42-43.|date=|publisher=|author1=ابن عبد ربه|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> وكذاباً وخبيثاً.<ref>{{Cite book|title=الوزراء والكتاب، ص 26.|date=|publisher=|author1=الجهشياري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
=== ولاية الحجاج على [[العراق]] === |
|
|
[[ملف:Siria, hajjaj bin yusuf, drahm arabo-sasanide, 695.JPG|250px|تصغير|اسم الحجاج بن يوسف منقوش على العملة باللغة العربية في عام [[695]] م]] |
|
|
دامت ولاية الحجاج على [[العراق]] عشرين عاماً، وفيها مات. وكانت [[العراق]] عراقين، [[عراق العرب]] و[[عراق العجم]]، فنزل الحجاج [[الكوفة|بالكوفة]]، وكان قد أرسل من أمر الناس بالاجتماع في [[مسجد|المسجد]]، ثم دخل المسجد ملثماً بعمامة حمراء، واعتلى المنبر فجلس وأصبعه على فمه ناظراً إلى المجتمعين في [[مسجد|المسجد]] فلما ضجوا من سكوته خلع عمامته فجأة وقال خطبته المشهورة التي بدأها بقول: |
|
|
{{بداية قصيدة}} |
|
|
{{بيت|أنا ابن جلا وطلاع الثنايا|متى أضع العمامة تعرفوني}} |
|
|
{{نهاية قصيدة}} |
|
|
ومنها: |
|
|
{{اقتباس خاص| |
|
|
أما والله فإني لأحمل الشر بثقله وأحذوه بنعله وأجزيه بمثله، و[[الله]] يا أهل [[العراق]] إني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها، وإني لصاحبها، والله لكأني أنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى. ثم قال: والله يا أهل [[العراق]]، إن أمير المؤمنين عبد الملك نثل كنانة بين يديه، فعجم عيدانها عوداً عوداً، فوجدني أمرّها عوداً، وأشدها مكسراً، فوجهني إليكم، ورماكم بي. يا أهل [[العراق]]، يا أهل النفاق والشقاق ومساوئ الأخلاق، إنكم طالما أوضعتم في الفتنة، واضطجعتم في مناخ الضلال، وسننتم سنن الغي، وأيم الله لألحونكم لحو العود، ولأقرعنكم قرع المروة، ولأعصبنكم عصب السلمة ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل، إني و[[الله]] لا أحلق إلا فريت، ولا أعد إلا وفيت، إياي وهذه الزرافات، وقال وما يقول، وكان وما يكون، وما أنتم وذاك؟. يا أهل [[العراق]]! إنما أنتم أهل قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان، فكفرتم بأنعم الله، فأتاها وعيد القرى من ربها، فاستوسقوا واعتدلوا، ولا تميلوا، واسمعوا وأطيعوا، وشايعوا وبايعوا، واعلموا أنه ليس مني الإكثار والإبذار والإهذار، ولا مع ذلك النفار والفرار، إنما هو انتضاء هذا السيف، ثم لا يغمد في [[شتاء|الشتاء]] و[[صيف|الصيف]]، حتى يذل الله لأمير المؤمنين صعبكم، ويقيم له أودكم وصغركم، ثم إني وجدت [[الصدق]] من البر، ووجدت البر في [[جنة|الجنة]]، ووجدت [[كذب|الكذب]] من الفجور، ووجدت الفجور في {{المقصود|النار|نار (توضيح)}}، وإن أمير المؤمنين أمرني بإعطائكم أعطياتكم وإشخاصكم لمجاهدة عدوكم وعدو أمير المؤمنين، وقد أمرت لكم بذلك، وأجلتكم ثلاثة أيام، وأعطيت الله عهداً يؤاخذني به، ويستوفيه مني، لئن تخلف منكم بعد قبض عطائه أحد لأضربن عنقه. ولينهبن ماله. ثم التفت إلى أهل {{المقصود|الشام|شام (توضيح)}} فقال: يا أهل {{المقصود|الشام|شام (توضيح)}}! أنتم البطانة والعشيرة، والله لريحكم أطيب من ريح المسك الأذفر، وإنما أنتم كما قال الله: "ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء" والتفت إلى أهل [[العراق]] فقال: لريحكم أنتن من ريح الأبخر، وإنما أنتم كما قال الله: "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق {{المقصود|الأرض|أرض}} مالها من قرار". اقرأ كتاب أمير المؤمنين يا غلام: فقال القارئ: بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله عبد الملك أمير المؤمنين إلى من [[العراق|بالعراق]] من المؤمنين والمسلمين، سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله، فسكتوا فقال الحجاج من فوق المنبر: "أسكت يا غلام"، فسكت، فقال:" يا أهل الشقاق، ويا أهل النفاق ومساوئ الأخلاق. يسلم عليكم أمير المؤمنين فلا تردون السلام؟ هذا أدب ابن أبيه؟ والله لئن بقيت لكم لأؤدبنكم أدباً سوى أدب ابن أبيه، ولتستقيمن لي أو لأجعلن لكل امرئ منكم في جسده وفي نفسه شغلاً، اقرأ [[كتاب]] أمير المؤمنين يا غلام"، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم فلما بلغ إلى موضع السلام صاحوا وعلى أمير المؤمنين السلام ورحمة الله وبركاته، فأنهاه ودخل قصر الإمارة." |
|
|
.|15 بك|15 بك|الحجاج بن يوسف<ref>[[ابن عبد ربه]]. [[العقد الفريد]]. ووردت الخطبة، بمضمونها، وباختلافات يسيرة في النص في مراجع كثيرة.</ref>}} |
|
|
|
|
|
|
|
وفي رسالة أرسلها الحجاج إلى عبد الملك وصف نفسه بالحقد والحسد والعناد.<ref>{{Cite book|title=تاريخ مدينة دمشق، ج 12، ص 167.|date=|publisher=|author1=ابن عساكر|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
وبين في خطبته سياسته الشديدة، وبين فيها شخصيته، كما ألقى بها الرعب في قلوب أهل [[العراق]]. ومن العراق حكم الحجاج [[شبه الجزيرة العربية|الجزيرة العربية]]، فكانت [[اليمن]] و[[البحرين]] و[[الحجاز]]، وكذلك {{المقصود|خراسان|خراسان (توضيح)}} من المشرق تتبعه، فقاتل [[خوارج|الخوارج]]، والثائرين على الدولة [[خلافة أموية|الأموية]] في معارك كثيرة، فكانت له الغلبة عليهم في كل الحروب، وبنى [[واسط (مدينة تاريخية)|واسط]]، فجعلها عاصمته. |
|
|
|
|
|
|
|
== أعمال الحجاج الثقفي == |
|
=== حروب [[خوارج|الخوارج]] === |
|
|
|
لقد قام الحجاج بعدة أعمال، ومنها: |
|
|
|
|
|
|
'''أولا:''' قال الدميري: كان الحجاج لا يصبر عن سفك الدماء، وارتكاب أمور لا يقدر عليها غيره.<ref>{{Cite book|title=حياة الحيوان الكبرى، ج 1، ص 167.|date=|publisher=|author1=الدميري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
في عام [[76 هـ]] وجه الحجاج خمسة من قادته منهم [[زائدة بن قدامة الثقفي]] لقتال [[شبيب الخارجي|شبيب الشيباني]] البكري الوائلي، فكانت الغلبة لشبيب، فهزمهم جميعاً، ثم خرج "شبيب" من [[الموصل]] يريد مهاجمة [[الكوفة]] ومعه "غزالة"، وخرج "الحجّاج" من [[البصرة]] يريد [[الكوفة]] أيضاً، وأسرع "شبيب" لملاقاته قبل وصوله الكوفة، ولكن الحجّاج كان أسرع منه، فدخل الكوفة وتحصّن في قصر الإمارة خوفاً من ملاقاة "شبيب" و"غزالة"، وقد عيّره الشعراء بذلك، ومنهم [[عمران بن حطان|عمران بن حِطّان]] وكان ملاحقاً من "الحجّاج"، فقال يعيّره بهروبه من اللقاء واختبائه في دار الإمارة: |
|
|
{{بداية قصيدة}} |
|
|
{{بيت|أسدٌ عليّ وفي الحروب نعامة|ربداء تجفل من صفير الصافرِ}} |
|
|
{{بيت|هلاّ برزت إلى "غزالة" في الوغى|بل كان قلبك في جناحي طائر}} |
|
|
{{بيت|صدعت غزالة قلبه بفوارس|تركت مدابره كأمس الدابر}} |
|
|
{{نهاية قصيدة}} |
|
|
ودخل "شبيب" الكوفة ومعه أمه "جهيزة" وزوجته غزالة عند الصباح، وكانت غزالة قد نذرت أن تدخل [[مسجد الكوفة]] فتصلّي فيه ركعتين، تقرأ في الأولى [[سورة البقرة|سورة «البقرة»]]، وفي الثانية [[سورة آل عمران|سورة «آل عمران»]]، وهما أطول [[سورة|سورتين]] من سور [[القرآن|القرآن الكريم]]، وقد جاؤوا إلى الجامع في سبعين رجلاً، فصلّت فيه غزالة ركعتين وخرجت من نذرها وهي محاطة بمظاهر التقدير والاحترام، ولكن أهل الكوفة والذين كانت حروب [[الحرورية]] قد أقلقتهم كثيراً، قالوا في تلك السنة: |
|
|
{{بداية قصيدة}} |
|
|
{{بيت|وفت "الغزالة" نذرها|يا ربّ لا تغفر لها}} |
|
|
{{نهاية قصيدة}} |
|
|
وظلّ شبيب ومعه غزالة على رأس قوّة من [[خوارج|الخوارج]] «الحرورية» يحاربون "الحجّاج" حتى هزموا له عشرين جيشاً في مدّة سنتين، وقد دخل "شبيب" الكوفة للمرّة الثانية على رأس ألف مقاتل ومعه "غزالة" على رأس مئتين من نساء الخوارج، وقد تقلّدن السيوف وحملن الرماح، ووصلوا إلى المسجد الجامع بعدما قتلوا حرّاسه ومن كان فيه، ونصّب "شبيب" "غزالة" على المنبر، فخطبت فيمن حضر، وقد قال "[[أيمن بن خريم|أيمن بن خريم بن فاتك]] الأسدي" في ذلك: |
|
|
{{بداية قصيدة}} |
|
|
{{بيت|أقامت "غزالة" سوق الضراب|لأهل العراقين شهراً قميطا (كاملاً)}} |
|
|
{{بيت|سمت للعراقين في جيشها|فلاقى العراقان منها بطيطا (عجباً)}} |
|
|
{{نهاية قصيدة}} |
|
|
كما قال "عتبان بن وصيلة الشيباني الخارجي" يخاطب [[عبد الملك بن مروان]] مفاخراً برجال الخوارج معدّداً مناقبهم وبطولاتهم في قصيدة له، وذكر فيمن ذكر "غزالة" التي خصّها بهذا البيت من قصيدته تلك: |
|
|
{{بداية قصيدة}} |
|
|
{{بيت|"غزالة" ذات النّذر منا حميدةٌ|لها في سهام المسلمين نصيبُ}} |
|
|
{{نهاية قصيدة}} |
|
|
فأرسل [[عبد الملك بن مروان]] جيوشاً عديدةً من الشام لمحاربة قوّات شبيب وغزالة، وقد استطاعت تلك القوّات وبعد معارك عنيفة أن تنتصر على قوّات شبيب، وقد قتلت غزالة في معركة قرب الكوفة، وحمل رأسها أحد الفرسان ليأخذه إلى "الحجّاج"، ولكن "شبيب" شاهده وعرفه، فأرسل إليه أحد فرسانه فقتله وعاد بالرأس إلى "شبيب" الذي أمر بغسله وتكفينه ودفنه، وقال شبيب فوق قبرها: |
|
|
{{اقتباس خاص|هي أقرب إليكم رحماً.|25px|25px|}} |
|
|
أما [[قطري بن الفجاءة]] فقتل في معركة بينه وبين جيشٍ من جيوش الأمويين بقيادة «<nowiki/>[[سفيان بن الأبرد الكلبي]]»، وكان الذي باشر قتل قطري [[سورة بن أبجر|سَوْرَة بن أبجر الدارمي]]، من بني أبان بن دارم. وكان ذلك سنة [[78 هـ|78هـ.]] ثم أُخِذَ رأسه فجيء به إلى الحجاج. وقيل إن قتله كان [[طبرستان|بطبرستان]] في سنة [[79 هـ|تسع وسبعين]]، وقيل عَثَرَ به فرسه فاندقت فخذه فمات، فأُخِذَ رأسه فجيء به إلى الحجاج. |
|
|
|
|
|
|
|
وقد أحصى المؤرخون عدد ما قتلهم الحجاج الثقفي ظلما صبرا سوى من قتل في حروبه، فكانوا مائة وعشرين ألفا.<ref>{{Cite book|title=تهذيب التهذيب، ج 2، ص 211.|date=|publisher=|author1=العسقلاني|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> وقيل: مائة وثلاثون ألفا.<ref>{{Cite book|title=حياة الحيوان الكبرى، ج 1، ص 171.|date=|publisher=|author1=الدميري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
=== ثورة ابن الأشعث === |
|
|
{{مفصلة|ثورة ابن الأشعث}} |
|
|
في [[80 هـ]] ولى الحجاج [[عبد الرحمن بن الأشعث]] على [[سجستان]]، وجهز له جيشاً عظيماً للجهاد. فلما استقر ابن الأشعث بها خلع الحجاج، وخرج عليه، وكان ذلك ابتداء حرب طويلة بينهما. وفي [[81 هـ]] قام مع الأشعث أهل [[البصرة]]، وقاتلوا الحجاج يوم [[عيد الأضحى]]، وانهزم الحجاج، فقيل كانت أربع وثمانون وقعة في مائة يوم، ثلاث وثمانون على الحجاج والباقية له. وفي [[82 هـ]] استعرت الحرب بين الحجاج وابن الأشعث، وبلغ جيش ابن الأشعث مبلغاً كبيراً من القوة والكثرة، ثم جاءت سنة [[83 هـ]] وفيها [[وقعة دير الجماجم]] بين الحجاج وابن الأشعث.كانت من أكثر الوقائع هولاً في تاريخ بني أمية، وكان له فيها النصر على الثوار من أصحاب ابن الأشعث. وقُتل فيهت خلق كثير، وغنم الحجاج شيئاً كثيراً. |
|
|
|
|
|
|
|
'''ثانيا''' : كان الحجاج الثقفي ينقم ويسخر من المسلمين الذين يزورون قبر النبي ويقول: تبّا لهم إنما يطوفون بأعواد ورمّة بالية، هلاّ طافوا بقصر أمير المؤمنين عبد الملك، ألا يعلمون أن خليفة المرء خير من رسوله.<ref>{{Cite book|title=شرح نهج البلاغة، ج 15، ص 242.|date=|publisher=|author1=ابن أبي الحديد|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
وكانت تلك معركة الفصل بين الثقفي والكندي. فيها ظفر الحجاج بكل أصحاب ابن الأشعث، بين قتيل وأسير، إلا [[ابن الأشعث]]، فقد قرر الالتجاء إلى رتبيل. إلا أن الحجاج هدد رُتبيل بغزو بلاده إن لم يسلِّمه ابن الأشعث، ووافق رتبيل شريطة ألاّ تغزى بلاده عشر سنين، وأن يؤدي بعد هذه السنين العشر مئة ألف درهم في كل سنة. أدرك ابن الأشعث أنه سيُسلّم إلى عمارة بن تميم اللخمي قائد جيش الحجاج، فتحيّن غفلة من الحرس وألقى بنفسه من فوق القصر فمات واحتز جند رتبيل رأسه وأرسلوه إلى الحجاج سنة 85 هـ، وانتهت بموته ثورة كانت من أقسى الأزمات التي واجهتها الدولة الأموية.[[ملف:Arab-Sasanian Dirham in the name of al-Hajjaj ibn Yusuf.jpg|250px|تصغير|درهم عربي ساساني نقش فيه اسم الحجاج [[لغة فهلوية|باللغة الفَهلَوِيّة]]]] |
|
|
|
|
|
|
|
'''ثالثا''': يقول المؤرخون: إنَّ خير وسيلة للتقرب للحجاج كانت انتقاص الإمام أمير المؤمنين فقد أقبل إليه بعض المرتزقة، فقال أحدهم: أيها الأمير إنَّ أهلي عقّوني فسموني عليا، وإني فقير بائس، وأنا إلى صلة الأمير محتاج، فسُرّ الحجاج بذلك، وقال له: للطف ما توسلت به، فقد وليتك موضع كذا.<ref>{{Cite book|title=شرح نهج البلاغة، ج 4، ص 58.|date=|publisher=|author1=ابن أبي الحديد|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
=== ولاية [[الوليد بن عبد الملك|الوليد]] === |
|
|
ثم مات [[عبد الملك بن مروان]] في [[86 هـ]]، وتولى ابنه [[الوليد بن عبد الملك|الوليد]] بعده، فأقر الحجاج على كل ما أقره عليه أبوه، وقربه منه أكثر، فاعتمد عليه. كان ذلك على كره من أخيه وولي عهده [[سليمان بن عبد الملك]]، وابن عمه [[عمر بن عبد العزيز]]. وفي ولاية الوليد هدد [[سليمان بن عبد الملك]] الحجاج إذا ما تولى الحكم بعد أخيه، فرد عليه الحجاج مستخفاً مما زاد في كره سليمان له ولمظالمه، وإذ ذاك كان [[قتيبة بن مسلم الباهلي|قتيبة بن مسلم]] يواصل فتوحه في المشرق، ففتح بلاداً كثيرة في [[شينجيانغ|تركستان الشرقية]] [[تركستان|وتركستان الغربية]] واشتبكت جيوشه مع جيوش [[جمهورية الصين الشعبية|الصين]] وكان الحجاج من سيره إلى تلك البلاد. وفي نفس الوقت قام ابن أخ الحجاج بفتح [[حضارة وادي السند|بلاد السند]] ([[باكستان]] اليوم). |
|
|
|
|
|
|
|
'''رابعا''': لقد حاصر الحجاج البيت الحرام ستة أشهر وسبع عشرة ليلة حينما استجار به ابن الزبير، وبعدها رمى الكعبة بالمنجنيق من جبل أبي قبيس، وكان قومه يرمونها ويرتجزون: |
|
== من مواقف الحجاج == |
|
|
|
{| class="wikitable" |
|
|
|خطارة مثلُ الفنيق المُزبد |
|
|
| |
|
|
|نرمي بها أعواد هذا المسجدِ |
|
|
|} |
|
|
<ref>{{Cite book|title=تهذيب تاريخ دمشق، ج 4، ص 50.|date=|publisher=|author1=ابن عساكر|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
|
'''خامسا''': اتخذ الحجاج الثقفي سجونا لا تقي من حر ولا برد، يقول المؤرخون: مات في حبسه خمسون ألف رجل، وثلاثون ألف امرأة، منهن ستة عشر ألفا مجردات، وكان يحبس الرجال والنساء في موضع واحد.<ref>{{Cite book|title=حياة الحيوان الكبرى، ج1 ، ص 170.|date=|publisher=|author1=الدميري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
* عن أبي بكر بن أبي خيثمة عن بحر بن أيوب عن عبد الله بن كثير قال : صلى الحجاج مرة بجانب [[سعيد بن المسيب]] قبل أن يكون الحجاج ذا منصب وسلطة فجعل يرفع قبل الإمام ويقع قبله في السجود. فلما سلم أخذ سعيد بطرف ردائه –وكان له ذكر بعد الصلاة _ ، فما زال الحجاج ينازعه بردائه، حتى قضى سعيد ذكره. ثم أقبل عليه سعيد فقال له: «يا سارق، يا خائن. تصلي هذه الصلاة؟ فوالله لقد هممت أن أضرب بهذا النعل وجهك». فلم يرد عليه. ثم مضى الحجاج إلى الحج، فعاد إلى الشام. ثم جاء نائباً على الحجاز. فلما قتل ابن الزبير، كر راجعاً إلى المدينة نائباً عليها. فلما دخل المسجد، إذا مجلس سعيد بن المسيب. فقصده الحجاج، فخشي الناس على سعيد منه. فجاء حتى جلس بين يديه، فقال له: «أنت صاحب الكلمات؟». فضرب سعيد صدره بيده وقال: «نعم». قال: «فجزاك الله من معلم ومؤدب خيراً. وما صليت بعدك صلاة إلا وأنا أذكر قولك». ثم قام ومضى. |
|
|
|
|
|
|
|
== إبان حكم مروان بن الحكم == |
|
== وفاة الحجاج == |
|
|
مرض الحجاج مرضًا غريبًا يحكى عنه المؤرخون الثقاة كابن خلكان<ref>ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج 6، ص 347</ref> |
|
|
{{اقتباس خاص| حيث كان مرضه بالأكلة وقعت في بطنه، ودعا بالطبيب لينظر إليها، فأخذ لحمًا وعلقه في خيط وسرحه في حلقة وتركه ساعة، ثم أخرجه وقد علق به دود كثير، وسلّط عليه الزمهرير، فكانت الكوانين تجعل حوله مملوءة نارًا وتدنى منه حتى تحرق وهو لا يحس بها }} |
|
|
|
|
|
|
|
=== في مصر والشام === |
|
وقال الأصمعي: لما حضرت الحجاج الوفاة أنشأ يقول: |
|
|
|
كان الحجاج وأبوه في جيش مروان بن الحكم، وقد توّجه هذا الجيش إلى مصر سنة 64 هـ، كما تم تحرير مصر التي كانت تحت سلطة عبد الرحمن بن جحدم الفهري أحد قادة عبد الله بن الزبير، وهكذا أصحبت مصر تحت الرعاية الأموية<ref>{{Cite book|title=تاريخ الطبري، ج 5، ص 530 ــ 540.|date=|publisher=|author1=الطبري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> وبعد إقامة دامت شهرين في مدينة فسطاط، عاد الحجاج مع أبيه إلى الشام بمعية مروان.<ref>{{Cite book|title=الحجاج بن يوسف الثقفي، ص 102.|date=|publisher=|author1=العمد|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
|
=== في الحجاز === |
|
{{بداية قصيدة}} |
|
|
|
أرسل مروان بن الحكم في شعبان أو رمضان سنة 65 هـ، جيشاً بقيادة حبيش بن دلجة القيني إلى الحجاز لقمع عبد الله بن الزبير، حيث اشترك في هذا الجيش الحجاج وأبيه وكانا على رأس إحدى ألويته، وانهزم الجيش بالقرب من قرية الربذة ـ شرقي المدينة المنورة ـ من جيش ابن زبير، وهرب من لم يُقتل، ويذكر الحجاج هذا الهروب كنقطة سوداء وعار في تاريخه.<ref>{{Cite book|title=تاريخ الطبري، ج 5، ص 611-612.|date=|publisher=|author1=الطبري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
{{بيت|يَا رَبِّ قَدْ حَلَفَ الأَعْدَاءُ وَاجْتَهَدُوا|بِأَنَّنِي رَجُلٌ مِنْ سَاكِنِي النَّارِ}} |
|
|
{{بيت|أَيَحْلِفُونَ عَلَى عَمْيَاءَ؟ وَيْحَهُمُ|ما عِلْمُهُمْ بكريم العَفْوِ غَفَّارِ؟}} |
|
|
{{نهاية قصيدة}} |
|
|
مات الحجاج في رمضان أو شوال سنة 95 <ref>الدينوري، المعارف، ص 395</ref>، ولمّا مات لم يعلم أحد بموته حتى أشرفت جارية، بكت وقالت «ألا أن مطعم الطعام، ومُيتم الأيتام، ومُرمل النساء، ومفلق الهام، وسيد أهل الشام قد مات» ، وكان قد أوصى يزيد بن أبي مسلم أن يُدفن سرا وأن يخفي موضع قبره، كي لا يتعرض للنبش .<ref>أنساب الشرف، ج 12، ص 353</ref> |
|
|
|
|
|
|
|
== إبان حكم عبد الملك بن مروان == |
|
ترك الحجاج وصيته، وفيها قال: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به الحجاج بن يوسف: أوصى بأنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأنه لا يعرف إلا طاعة [[الوليد بن عبد الملك]]، عليها يحيا وعليها يموت وعليها يبعث.. الخ.<ref>تهذيب تاريخ دمشق (4|68).</ref> |
|
|
|
في فترة حكم عبد الملك بن مروان، كان الحجاج رئيس شرطة '''أبان بن مروان'''، شقيق عبد الملك ووالي فلسطين،<ref>{{Cite book|title=المعارف، ص 354-396.|date=|publisher=|author1=الدينوري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> ومن ثمّ صار أحد رجال شرطة روح بن زنباع الجذامي، ـ وزير الخليفة والأقرب إليه ـ. وكانت الشرطة آنذاك في حالة سيئة؛ فقرر عبد الملك أن يصحح مجراها، وأشار عليه روح بن زنباغ بتعيين الحجاج عليهم، فقبل عبد الملك الاقتراح، فجدّ واجتهد الحجاج في عمله حتى قربه عبد الملك من نفسه.<ref>{{Cite book|title=العقد الفريد، ج 5، ص 14.|date=|publisher=|author1=ابن عبد ربه|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
|
عندما أثار زفر بن حارث الكلابي الشغب في قرقيسيا بالقرب من '''جزيرة ابن عمر''' ضد عبد الملك وطالت محاصرة زفر، أرسل عبد الملك وفدا بقيادة '''رجاء بن حيوه الكندي''' للمفاوضات والصلح، وكان الحجاج أحد أعضاء هذا الوفد. |
|
ويروى أنه قيل له قبل وفاته: ألا تتوب؟ فقال: إن كنت مسيئاً فليست هذه ساعة التوبة، وإن كنت محسناً فليست ساعة الفزع.<ref>محاضرات الأدباء (4|495).</ref> وقد ورد أيضاً أنه دعا فقال: اللهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل.<ref>تاريخ دمشق (4|82).</ref><ref>البداية والنهاية (9|138).</ref> |
|
|
|
|
|
|
|
صلّى جميع أعضاء الوفد خلف زفر بن حارث إلاّ الحجاج حيث قال بأنه لا يصلي خلف منافق رفض طاعة الخليفة الأموي. وهذا الأمر علّى من شأنه ومكانته عند عبد الملك، فقرر أن يعيّنه والياّ على مدينة صغيرة تسمى "تبالة" ولكن عندما ذهب الحجاج إليها ورأى صغر حجمها وقلة شأنها، عاد إلى عبد الملك واعتذر من تولي هذه الأمارة.<ref>{{Cite book|title=سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون، ص 173.|date=|publisher=|author1=ابن نباتة|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
دُفن في [[مقبرة|قبر]] غير معروف المحلة في واسط، فتفجع عليه [[الوليد بن عبد الملك|الوليد]]، وجاء إليه الناس من كل الأمصار يعزونه في موته، وكان يقول: كان أبي يقول أن الحجاج جلدة ما بين عينيه، أما أنا فأقول أنه جلدة وجهي كله. |
|
|
|
|
|
|
|
=== حربه مع مصعب بن الزبير === |
|
== آراء قيلت فيه == |
|
|
|
كان للحجاج دور مهم في تعبئة الشاميين عام 72 للذهاب إلى العراق والحرب مع مصعب بن زبير، وكان وقتها أحد قادة جيش عبد الملك بن مروان. وقُتل مصعب في هذه الحرب وأصبحت العراق تحت راية الخلافة الأموية.<ref>{{Cite book|title=مروج الذهب، ج 3، ص 90 - 94.|date=|publisher=|author1=المسعودي|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
* قال الذهبي فيه: {{اقتباس خاص|أهلكه الله في رمضان سنة خمس وتسعين كهلا، وكان ظلوماً جباراً ناصبيا خبيثا سافكا للدماء، وكان ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء، وفصاحة وبلاغة وتعظيم للقرآن، قد سقت من سوء سيرته في تاريخي الكبير، وحصاره لابن الزبير بالكعبة ورميه إياها بالمنجنيق وإذلاله لأهل الحرمين، ثم ولايته على العراق والمشرق كله عشرين سنة، وحروب ابن الأشعث له وتأخيره للصلوات إلى أن استأصله الله، فنسبُّه ولا نحبه بل نبغضه في الله فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان، وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه وأمره إلى الله، وله توحيد في الجملة، ونظراء من ظلمة الجبابرة والأمراء}} |
|
|
* قال الجصاص فيه:{{اقتباس خاص|ولم يكن في العرب ولا آل مروان أظلم ولا أكفر ولا أفجر من عبدالملك ولم يكن في عماله أكفر ولا أظلم ولا أفجر من الحجاج وكان عبدالملك أول من قطع ألسنة الناس في الأمر بالمعروف}} |
|
|
* قال [[ابن كثير (توضيح)|ابن كثير]] فيه :{{اقتباس خاص | وقد كان ناصبيا يبغض عليا وشيعته في هوى آل مروان بني أمية، وكان جبارا عنيدا، مقداما على سفك الدماء بأدنى شبهة وقد روي عنه ألفاظ بشعة شنيعة ظاهرها الكفر كما قدمنا}} |
|
|
* قال [[ابن كثير (توضيح)|ابن كثير]] فيه: {{اقتباس خاص | كان فيه شهامة عظيمة وفي سيفه رهق (الهلاك والظلم)، وكان يغضب غضب الملوكِ...وقال أيضاً: وكان جباراً عنيداً مقداماً على سفك الدماء بأدنى شبهة، وقد روي عنه ألفاظ بشعة شنيعة ظاهرها الكفر، فإن كان قد تاب منها وأقلع عنها، وإلا فهو باق في عهدتها '''ولكن يخشى أنها رويت عنه بنوع من زيادة عليه'''...،وكان يكثر تلاوة [[القرآن الكريم|القرآن]] ويتجنب المحارم، ولم يُشتهر عنه شيء من التلطخ بالفروج، وإن كان متسرعاً في سفك الدماء. فلا نكفر الحجاج، ولا نمدحه، ولا نسبه ونبغضه في [[الله]] بسبب تعديه على بعض حدود الله وأحكامه، وأمره إلى الله.}} كما أن ابن كثير تحدث عن بعض من عينهم الحجاج وكانوا ذوي سمعة طيبة مثل [[عروة بن المغيرة بن شعبة]] حيث ولي إمرة [[الكوفة]]. |
|
|
|
|
|
|
|
بعد أن استولى عبد الملك على الكوفة أرسل الحجاج على رأس جيش كان أكثرهم من الشاميين لقمع عبد الله بن الزبير في الحجاز.<ref>{{Cite book|title=أنساب الشرف، ج 6، ص 204، 212، 242.|date=|publisher=|author1=البلاذري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> وبالغ بعض المؤرخين في عدد جيش الحجاج وقالوا أنه تجاوز العشرين ألفا بل ذكر بعضهم أن العدد كان أربعين ألفا بين فارس وراجل،<ref>{{Cite book|title=تاريخ اليعقوبي، ج2، ص185|date=|publisher=|author1=اليعقوبي|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> ولكن هناك من تطرق لعدد أكثر مقبولية وذكروا عدد الجيش إضافة للقوات المساعدة التي لحقت بهم فيما بعد، بما يقارب سبعة آلاف شخص.<ref>{{Cite book|title=أنساب الشرف، ج 6، ص 220.|date=|publisher=|author1=البلاذري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
ملاحظة : الحجاج بن يوسف أول من سأل عن عدد حروف القرآن |
|
|
|
|
|
|
|
=== حربه مع عبد الله بن الزبير === |
|
=== وصف تاريخي === |
|
|
|
في جمادى الأولى من سنة 72هـ، خرج الحجاج من الكوفة وفي شعبان من السنة نفسها وصل الطائف، وعسكر هناك.<ref>{{Cite book|title=تاريخ الطبري، ج6، ص174-175|date=|publisher=|author1=الطبري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> تنقل بعض الأخبار أن سبب استقراره في الطائف هو أنه لم يؤمر في بادئ الأمر بالتعرض لمكة والمسجد الحرام.<ref>{{Cite book|title=أنساب الشرف، ج 6، ص 220.|date=|publisher=|author1=البلاذري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
كان الحجاج بن يوسف بليغاً فصيحاً، محباً للشعر كثير الاستشهاد به، مُعظماً [[القرآن الكريم|للقرآن الكريم]] وآياته، كريماً، شجاعاً، وله مقحمات عظام وأخبار مهولة. |
|
|
|
|
|
|
|
ولكن بعد مُضيّ شهرين من إقامته في الطائف وبعض الاشتباكات البسيطة بين جيشه وجيش ابن الزبير في عرفات وبعد وصول التعزيزات المطلوبة إضافة إلى أمر الخليفة الأموي، توجّه في الأول من ذي القعدة سنة 72 هـ إلى مكة المكرمة وحاصرها لمدة سبعة أو تسعة أشهر ومن ثم رجم الكعبة بالمنجنيق وبعد معارك عديدة قتل عبد الله بن الزبير في 17 جمادى الأولى أو جمادى الآخر سنة 73 هـ واحتل مكة وضم الحجاز إلى الحكم الأموي.<ref>{{Cite book|title=أنساب الشرف، ج 6، ص220 - 224.|date=|publisher=|author1=البلاذري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
{{اقتباس خاص|إن الحجاج عذاب [[الله]]، فلا تدفعوا عذاب [[الله]] بأيديكم، ولكن عليكم بالاستكانة والتضرع، فإنه تعالى يقول ((وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ))، [[سورة المؤمنون]] آية 76.|15 بك|15 بك| [[الحسن البصري]]<ref>الطبقات لابن سعد (7/164) بإسناد صحيح.</ref> |
|
|
}} |
|
|
|
|
|
|
|
=== حاكم الحجاز === |
|
=== الحجاج وأهل العراق والشام === |
|
|
|
تقديرا لخدمات الحجاج وإخلاصه وجهده لتقوية الدولة الأموية ولّى عبد الملك بن مروان الحجاج على مكة، فترة قصيرة ثمّ ولّاه على المدينة والطائف، ثمّ اليمن و'''اليمامة'''.<ref>{{Cite book|title=مروج الذهب، ج 3، ص 98.|date=|publisher=|author1=المسعودي|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
العلاقة بين الحجاج وأهل [[العراق]] هي من أكثر العلاقات تعقيداً وطرافة، ومن أكثرها ترويعاً في [[تاريخ إسلامي|التاريخ الإسلامي]]، فالحجاج وُلي على [[العراق]] كارهاً لأهلها، وهُم له كارهون، واستمرت العلاقة بينهما بالإجبار.<br /> |
|
|
كان الحجاج دائم السب لأهل [[العراق]] في خطبه، فكثيرة خطبه التي يذكر فيها أهل العراق بشكل سيئ، والتي يرى فيها [[العراق]]يون إساءة إلى اليوم.<br /> |
|
|
فدائماً كان يذكرهم:<br /> |
|
|
'''"يا أهل العراق، يا أهل الشقاق والنفاق...."''' إلى آخر خطبه، والتي يمعن فيها في ذكر صفاتهم: <br /> |
|
|
'''"فإنكم قد اضجعتم في مراقد الضلالة..."'''، وغير ذلك من الخطب الكثيرة فيهم، كراهة منه لهم.<br /> |
|
|
ومن ذلك أنه لما أراد {{المقصود|الحج|الحج (توضيح)}} استخلف ابنه محمد عليهم، وخطب فيهم أنه أوصى ولده بهم بغير وصية [[رسول|الرسول]] في [[أنصار|الأنصار]]، أن يقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم، فقد أوصاه ألا يقبل من محسنهم، ولا يتجاوز عن مسيئهم، وقال لهم: '''أعلم أنكم تقولون مقالة لا يمنعكم من إظهارها إلا خوفكم لي، لا أحسن [[الله]] لك الصحابة، وأرد عليكم: لا أحسن [[الله]] عليكم الخلافة'''.<br /> |
|
|
وأنهم شمتوا به يوم فُجع بولده محمد، وأخيه محمد في نفس اليوم، فخطب فيهم متوعداً إياهم.<br /> |
|
|
ومن ذلك أنه مرض فشاع بين الناس موته، فخرج أهل [[العراق]] محتفلين بموته، غير أنه قام من مرضه ليخطب فيهم خطبة قال فيها: '''"وهل أرجو الخير كله إلا بعد الموت"''' |
|
|
|
|
|
|
|
وفي أول خطواته طهّر الحجاج المسجد الحرام من آثار الحرب، وفي أوائل سنة 74هـ ذهب إلى المدينة المنورة وأقام فيها شهرين، ومن ثم عاد إلى مكة ليعيد بناء الكعبة بأمر من الخليفة الأموي،<ref>{{Cite book|title=أنساب الشرف، ج 6، ص 240.|date=|publisher=|author1=البلاذري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> وفي أثناء مكوثه في المدينة عامل أهلها وخاصة صحابة الرسول الأكرم، بأبشع وأسوء معاملة.<ref>{{Cite book|title=أنساب الشرف، ج 6، ص 240.|date=|publisher=|author1=البلاذري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
أما أهل {{المقصود|الشام|شام (توضيح)}} فكانوا أكثر الناس محبة للحجاج، وأكثرهم نصرة له، وبكاء عليه بعد مماته، وقيل أنهم كانوا يقفون على قبره فيقولون رحم الله أبا محمد. |
|
|
وكان الحجاج محباً لهم، دائم الإشادة بخصالهم، والرفع من مكانتهم، وكان كثير الاستنصار بهم، ومعظم جيشه كان منهم، وكان رفيقاً بهم. |
|
|
|
|
|
|
|
ومن ثم سافر الحجاج برفقة عدد من أشراف الحجاز إلى الشام للقاء الخليفة الأموي.<ref>{{Cite book|title=أنساب الشرف، ج 6، ص 241.|date=|publisher=|author1=البلاذري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
== ميراث الحجاج == |
|
|
بنى الحجاج [[واسط (مدينة تاريخية)|واسط]]، وسير الفتوح لفتح المشرق، خطط الدولة وحفظ أركانها قامعاً كل الفتن.<br /> |
|
|
غير أن الحجاج خلف أيضاً ميراثاً من الظلم وسفك الدماء لم يسبق له مثيل.<br /> |
|
|
كما خلف في قلوب الناس، حتى [[خلافة أموية|الأمويين]]، كرهاً له وحقداً عليه لأفعاله، ومنها حرب ابن الزبير وقتله إياه في [[مكة]]، وما فعله في [[وقعة دير الجماجم]].<br /> |
|
|
وحقد عليه [[خوارج|الخوارج]] لعظيم فعله بهم، و[[الشيعة]] لعدم احترامه [[أهل البيت|آل البيت]]. |
|
|
بقي ميراث الحجاج حياً إلى الآن، فلا يزال موضع [[حرب]] وتطاحن بين المختلفين، ولا تزال الأخبار المختلقة تخالط سيرته، ولا زال يُلعن ويُسب. ويراه الباحثون في [[تاريخ|التاريخ]] السياسي نموذجاً للطاغية الظالم سفاك الدماء. |
|
|
|
|
|
|
== مذهبه في الحكم == |
|
=== حاكم العراق === |
|
|
بعد حكم الحجاج على الحجاز لمدة سنتين (أو ثلاث سنوات بحسب بعض الروايات) أقاله عبد الملك بن مروان من منصبه، وفي شهر رجب المرجب ـ ويقال في شهر رمضان المبارك ـ من سنة 75 عيّنه واليا على العراق وبخيارات واسعة وشاملة وكاملة، ويذكر المؤرخون عدة أسباب لهذه الإقالة والتعيين، منها: أن عدداً من أشراف الحجاز طلبوا من عبد الملك أن يقيل الحجاج من إمارة الحجاز، وفضلاً عن ذلك يُقال السبب هو موت حاكم العراق '''بشير بن مروان بن الحكم'''، مما سبب اضطرابات في العراق إضافة لخطر إثارة الشغب من قبل الخوارج.<ref>{{Cite book|title=تاريخ الطبري، ج 6، ص 202-209.|date=|publisher=|author1=الطبري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
كان الحجاج يرى بتكفير الخارج على السلطان وطرده من الملة، لذلك كان يرى ما يفعله تقرباً لله يرجو به الأجر. وهذا تناقض في فعل الحجاج بين قتله المتقين من الناس من أمثال [[سعيد بن جبير]] وبين أعمال الخير التي قام بها كالفتوحات وتعظيم القرآن وتنظيم أمور المسلمين. |
|
|
|
|
|
|
|
وهكذا تحققت نبوءة الإمام علي (ع) عندما قال لأهل الكوفة: "أما والله، ليسلطن عليكم غلام ثقيف الذيال الميال، يأكل خضرتكم ويذيب شحمتكم، إيه أبا وذحة".<ref>{{Cite book|title=نهج البلاغة، الخطبة 116.|date=|publisher=|author1=الشريف الرضي|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
قيل بعد موته أن رجلاً رفض [[صلاة|الصلاة]] خلف إمام من الخوارج، فقال له أحد أئمة [[البصرة]]: إنما تصلي لله ليس له، وإنما كنا نصلي خلف الحروري الأزرقي. قال: ومن ذاك؟ قال: الحجاج بن يوسف، فإنك إن خالفته سماك كافراً وأخرجك من الملة، فذاك مذهب الحرورية [[أزارقة|الأزارقة]]. |
|
|
|
|
|
|
|
بعد أن وصل للحجاج أمر الإمارة الجديدة، أسرع نحو العراق ودخل الكوفة يوم الجمعة ملثّماً وبرفقة اثني عشر فارساً، فدخل مسجد الكوفة وألقى خطابه الشهير الذي أمهل فيه مَن هرب من جيش المهلب بن أبي صفرة قائد جيوش بشر بن مروان ـ الذي كان يريد الحرب مع خوارج الحرورية ـ أن يلتحق للجيش خلال ثلاثة أيام أو يلاقي مصير الموت.<ref>{{Cite book|title=البيان والتبيين، ج 2، ص 307-310.|date=|publisher=|author1=الجاحظ|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
== الحجاج في الذاكرة == |
|
|
[[ملف:الحجاج بن يوسف (رواية).jpeg|تصغير|الحجاج بن يوسف رواية تاريخية [[جورجي زيدان|لجورجي زيدان]]]] |
|
|
كان للحجاج الكثير من المواقف والحكم، والحكايات الشهيرة، والأقوال الفصيحة، والرسائل، والخطب، والتوقيعات، وله مجموعة أشعار متفرقة. فقصص الحجاج وأخباره كثيرة جداً، وموجودة في [[كتاب|كتب]] [[تاريخ|التاريخ]]، ما يدل على عظم نفوذه، ولا زالت أقواله باقية إلى اليوم، ومذهبه في الحكم باق إلى اليوم. وقيلت فيه الكثير من الأبيات بعد موته، والتي تذمه، كما قيل في حياته. |
|
|
|
|
|
|
|
وبعد خطبته هذه وسيطرته على الكوفة ذهب الحجاج إلى البصرة وألقى فيها خطبة مثل التي قام بها في أهل الكوفة، وتوعدهم مثل وعيده إياهم، ومن ثم ذهب إلى '''رستقباذ''' لتعزيز معنويات المهلب في حربه ضد الخوارج.<ref>{{Cite book|title=تاريخ الطبري، ج 6، ص 210.|date=|publisher=|author1=الطبري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
كما دخل الحجاج في القصص الشعبي، والمخيلة الشعبية، فظهر جشعاً طماعاً خاطف [[امرأة|نساء]] في حكايات [[ألف ليلة وليلة]]، كما صورته المخيلة الشعبية بصور بشعة التي كانت تكتب من قبل الشعوبيين تلك الفترة وتسلط عليهم الحجاج لبدعهم وتحريفهم في الدين الإسلامي'''. |
|
|
روى المؤرخ [[محمد بن سعد البغدادي|ابن سعد]] في كتابه [[الطبقات الكبير]] (6/66) أن الحجاج قال واصفا نفسه: "ما أعلم اليوم رجلاً على ظهر الأرض هو أجرأ على دم مني" |
|
|
|
|
|
|
|
=== ثورة ابن الجارود === |
|
== في الثقافة == |
|
|
|
عندما كان الحجاج في رستقباذ ثار الناس عليه بقيادة عبد الله بن الجارود، ويقال أن سبب هذه الثورة هو تهديدات الحجاج بشأن البقاء في ساحات القتال وصولاً إلى النصر الكامل، وأيضا تخفيض مائة درهم من رواتب المقاتلين. كانت هذه الثورة أو الاحتجاج في ربيع الآخر من سنة 76، ونهب أهل العراق فيها الأموال ومخازن الأسلحة. فحاربهم الحجاج بعد استشارة أصحابه ووصول التعزيزات، وقَتَل ابن الجارود، وفرّق أنصاره.<ref>{{Cite book|title=أنساب الشرف، ج 6، ص 397-405.|date=|publisher=|author1=البلاذري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
* مسلسل [[الحجاج بن يوسف الثقفي (مسلسل)|الحجاج بن يوسف الثقفي]] قام بدور الحجاج الفنان [[عابد فهد]]. |
|
|
* مسلسل [[فارس بني مروان (مسلسل)|فارس بني مروان]] قام بدور الحجاج الفنان [[محتسب عارف]]. |
|
|
* مسلسل [[المهلب بن أبي صفرة (مسلسل)|المهلب بن أبي صفرة]] قام بدور الحجاج الفنان [[يامن حجلي]]. |
|
|
* مسلسل [[عمر بن عبد العزيز (مسلسل)|عمر بن عبد العزيز]] قام بدور الحجاج الفنان [[عبد الرحمن أبو زهرة]]. |
|
|
*[[الحجاج بن يوسف (رواية)|رواية الحجاج بن يوسف]] [[جورجي زيدان|لجورجي زيدان]]. |
|
|
|
|
|
|
|
=== ثورة الزنوج === |
|
==انظر أيضا== |
|
|
|
تزامنا مع أمر ابن الجارود اجتمع خلق كثير من الزنج بالقرب من نهر الفرات وجعلوا عليهم رجلاً منهم اسمه '''رباح''' ويلقب شير زنجي ـ يعني أسد الزنج ـ واحتلوا بعض القرى والمناطق المحاذية للبصرة، فأرسل إليهم الحجاج جيشاً، فهزم الزنج وقتلهم في سهل دورق ـ الواقعة في خوزستان.<ref>{{Cite book|title=أنساب الشرف، ج 6، ص 414-415.|date=|publisher=|author1=البلاذري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
* [[أمراء وحكام المدينة المنورة]]. |
|
|
* [[قطري بن الفجاءة]]. |
|
|
* [[المهلب بن أبي صفرة]]. |
|
|
* [[شبيب الخارجي|شبيب الشيباني]]. |
|
|
* [[غزالة الشيبانية]]. |
|
|
* [[سفيان بن الأبرد الكلبي]]. |
|
|
* [[هند بنت النعمان بن بشير]]. |
|
|
|
|
|
|
|
=== حروب الخوارج === |
|
== المراجع == |
|
|
|
في أواخر رمضان 75، أرسل الحجاج جيشاً بقيادة '''المهلب''' و'''عبد الرحمن بن مخنف''' لقمع خوارج الأزارقة بقيادة قطري بن فجاترة، ودارت بينهما حروب، واستمرت إلى بدايات سنة 78، وتم قمعهم بعد خلاف ظهر بين الخوارج مما أدى إلى تشتتهم وقمعهم في نهاية المطاف.<ref>{{Cite book|title=المعارف، ص 411.|date=|publisher=|author1=الدينوري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
{{مراجع|2}} |
|
|
|
|
|
|
|
وفي عامي 76و77 ثار الخوارج ضد الحجاج بقيادة '''شبيب بن يزيد الشيباني'''، ووقعت عدة معارك بين الجيشين في العراق وكان النصر يحالف جيش '''شبيب''' دائما، حتى استطاع الحجاج أخيراً أن يهزم الشيباني، ويُلحق الخسارة بجيشه.<ref>{{Cite book|title=المعارف، ص 411.|date=|publisher=|author1=الدينوري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
=== ثورة مطرف بن المغيرة بن شعبة === |
|
|
كان '''مطرف بن المغيرة بن شعبة''' والياً للحجاج على المدائن، وقام ضد الحجاج والحكم الأموي، فخلع عبد الملك وأحلّ دم الحجاج، ومن جهة أخرى سجن الحجاج "حمزة" ـ شقيق مطرف وأحد مواليه ـ في همدان وأرسل جيشاً لقتال ابن المغيرة وفي معركة حاسمة قمع ثورتهم وقتل مطرف بالقرب من مدينة اصفهان.<ref>{{Cite book|title=تاريخ الطبري، ج 6، ص 284 - 298.|date=|publisher=|author1=الطبري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
=== الحرب مع ابن الأشعث === |
|
|
أعنف وأشد تمرد واجهه الحجاج كان ثورة '''عبد الرحمن بن الأشعث الكندي''' والتي طالت من سنة 81 ولغاية 84 للهجرة.<ref>{{Cite book|title=الحجاج بن يوسف الثقفي، ص 259.|date=|publisher=|author1=العمد|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
بعد هزيمة الجيش الأموي سنة 79 في مطاف جيش '''رتبيل''' (حاكم سجستان) وآلاف الضحايا من المسلمين،<ref>{{Cite book|title=تاريخ الطبري، ج 6، ص 322-324.|date=|publisher=|author1=الطبري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> أعد الحجاج في نهايات سنة 79 وبدايات سنة 80 هـ، جيش '''الطواويس''' لقتال رتبيل، وجعل فيه من أهل الكوفة عشرين ألفا ومن أهل البصرة عشرين ألفا، وبعث عليهم عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي، وكان الجيش يسمى الطواويس لحسنه. |
|
|
|
|
|
وبعد نجاحات عدة حققها عبد الرحمن، قرر أن يكتفي من التوغل إلى بلاد '''السند'''؛ وذلك بسبب بداية الشتاء فلذا كتب إلى الحجاج يعرّفه بذلك، مطالباً إياه توقف الحرب حتى قدوم الربيع وتحسن الطقس، ولكن الحجاج لم يقبل بذلك وأرسل له كتاباً يعيب فيه رأي الكندي، وأمَره بالوغول في أرض العدو، هذا الأمر إضافة لخلاف سابق كان بين الحجاج وابن الأشعث سبب عصيان وثورة عبد الرحمن بن الأشعث، فثار بعد أن بايعه أكثر من سبعين ألفا، فخلع الحجاج وتصالح مع رتبيل وسار نحو العراق.<ref>{{Cite book|title=أنساب الشرف، ج 6، ص 431-436.|date=|publisher=|author1=البلاذري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
بعد وصول التعزيزات العسكرية المرسلة من قبل عبد الملك بن مروان، اتجه الحجاج نحو البصرة وواجه ابن الأشعث، وفي أول حرب بين الجيشين في منطقة الدجيل انتصر الحجاج، ولكن في معركتهم الثانية التي كانت في تستر قد انهزم الحجاج هزيمة عظمى وقتل من قتل من جيشه وكانت معركة تستر في عيد الأضحى من سنة 81 هـ، فلما أتى خبر الهزيمة إلى الحجاج رجع إلى البصرة. وجمع جيوشه، وأعاد تنظيمها، وقرّر الهجوم على جيوش ابن الأشعث في البصرة، وبالفعل في محرم الحرام سنة 82 هـ اصطدم الجيشان في الزاوية (بالقرب من البصرة) وتمكن الحجاج من هزيمة جيش عبد الرحمن، واستعاد البصرة وعفى عن أهلها. |
|
|
|
|
|
بعد هزيمة عبد الرحمن في معركة الزاوية نزل '''دير الجماجم''' (التي تقع على بعد سبعة فراسخ من شمال الكوفة) واجتمع إليه مئتي ألف مقاتل ممن يبغضون الحجاج، وحين وصل خبرهم إلى الحجاج اتجه لقتالهم وبعد مئة يوم وأكثر من ثمانين معركة بين الطرفين والتي بدأت منذ الأول من ربيع الثاني واستمرت لغاية 14 جمادي الآخرة، انهزم جيش ابن الأشعث هزيمة نكراء. ويُذكر أن الحجاج قد قطع رأس أغلب الأسرى في هذه المعارك.<ref>{{Cite book|title=أنساب الشرف، ج 6، ص 452-460-480.|date=|publisher=|author1=البلاذري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
وفي شعبان سنة 83 التقى جيش ابن الأشعث مع جيش الحجاج، وهُزم جيش ابن الأشعث في معركة مسكن، وهرب الكندي إلى سيستان ولجأ عند رتبيل، فتصالح الحجاج مع رتبيل وطلب منه أن يسلمه ابن الأشعث، فقبل رتبيل وأرسل له عبد الرحمن ولكن انتحر الكندي في الطريق.<ref>{{Cite book|title=أنساب الشرف، ج 12، ص 425-472-480|date=|publisher=|author1=البلاذري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
=== فتوحات في شبه القارة الهندية === |
|
|
عد ما تمكن الحجاج من قمع جميع معارضي الحكومة الأموية، أمر '''قتيبة بن مسلم الباهلي''' (والي خراسان) أن يستمر في فتوحاته، ولبّى قتيبة الأمر، وفتح كثير من مدن وبلدان ما وارء النهر وآسيا الوسطى<ref>{{Cite book|title=تاريخ الطبري، ج 6، ص 424-445.|date=|publisher=|author1=الطبري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> ومن جهة أخرى فتح '''محمد بن قاسم الثقفي''' مناطق من السند وشبه القارة الهندية.<ref>{{Cite book|title=تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 212-213.|date=|publisher=|author1=اليعقوبي|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
== وفاؤه لآل أمية == |
|
|
وفاء الحجاج لآل أمية وخضوعه المطلق لهم، إضافة إلى جهوده لحفظ الخلافة الأموية أعطته مكانة مرموقة في دار الخلافة، مما دعى عبد الملك بن مروان أن يوصي ابنه الوليد ـ وهو على فراش الموت ـ أن يهتم بالحجاج،<ref>{{Cite book|title=أنساب الشرف، ج 6، ص 322.|date=|publisher=|author1=البلاذري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> وفضلاً عنه فقد سمّى أحد أبنائه حجاجاً.<ref>{{Cite book|title=أنساب الشرف، ج 6، ص 303.|date=|publisher=|author1=البلاذري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> وبالغ الوليد بن عبد الملك في تكريم الحجاج حيث يعلّق على مقولة أبيه الذي كان يعتبره جلدة ما بين عينيه قائلا: "ألا وإن الحجاج جلدة وجهي كلّه".<ref>{{Cite book|title=عيون الأخبار، ج 2، ص 49.|date=|publisher=|author1=الدينوري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> وعندما بلغه خبر موت الحجاج لقد حزن كثيراً.<ref>{{Cite book|title=الكامل، ج 2، ص 111.|date=|publisher=|author1=المبرد|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
== نظرة إلى نشاطاته == |
|
|
بنظرة عامة إلى نشاطاته يمكن تقسيم نشاطاته إلى قسمين، القسم الأول هو العامة والذي يحوي النشاطات الايجابية أحياناً، والقسم الثاني هو النشاطات السلبية. |
|
|
|
|
|
=== النشاطات العامة === |
|
|
أهم النشاطات العامة هي: الإعمار والإصلاح، والاهتمام بالشعر والشعراء. |
|
|
|
|
|
==== الإعمار والإصلاح ==== |
|
|
قام الحجاج بأعمال إصلاحية وعمرانية عدة، منها حفر بئر '''ياقوتة''' في مكة، وبناء سدود لتخزين المياه في الحجاز<ref>{{Cite book|title=أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، ج 2، ص 224-281-282.|date=|publisher=|author1=الأزرقي|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> وإصلاح الأراضي الزراعية على نهر الفرات،<ref>{{Cite book|title=فتوح البلدان، ص 290.|date=|publisher=|author1=البلاذري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> كما وبنى الحجاج مدينة "النيل" شمالي الحلة، ولكن لم يبقى من هذه المدينة الآن سوى بعض الآثار.<ref>{{Cite book|title=فتوح البلدان، ص 290.|date=|publisher=|author1=البلاذري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> وبنى الحجاج ما بين سنة 83 هـ وسنة 86 هـ مدينة واسط، وفرض عليها قوانين خاصة لنظافتها وجمالها، وأقام فيها حتى أدركه الموت.<ref>{{Cite book|title=أنساب الشرف، ج 6، ص 481-507-613.|date=|publisher=|author1=البلاذري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
كما وسكّ الحجاج '''الدرهم''' و'''الدينار''' في سنة 75و76 بالكتابة العربية.<ref>{{Cite book|title=المعارف، ص 357.|date=|publisher=|author1=الدينوري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
وتذكر بعض الأخبار أن الحجاج أمر نصر بن عاصم ويحيى بن يعمر ـ من تلامذة أبي الأسود الدؤلي الذي تعلم النحو من الإمام علي (ع) ـ أن ينقّطوا القرآن منعاً لتحريف الكلمات والآيات،<ref>{{Cite book|title=البداية والنهاية، ج 9، ص 124.|date=|publisher=|author1=ابن كثير|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> كما وطلب من حفاظ القرآن أن يقسّموا القرآن إلى مجموعات خماسية وعشارية.<ref>{{Cite book|title=تاريخ مدينة دمشق، ج 12، ص 116.|date=|publisher=|author1=ابن عساكر|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
ومن المعروف أن الحجاج هو أول من كسى الكعبة '''بالديباج'''،<ref>{{Cite book|title=البداية والنهاية، ج 2، ص 282.|date=|publisher=|author1=ابن كثير|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> وهو أول من دهن السفن بمادة '''القير'''، واستخدم في صناعتها المسامير.<ref>{{Cite book|title=البيان والتبيين، ج 2، ص 303.|date=|publisher=|author1=الجاحظ|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
وبسبب ملاحقة الأشاعرة من قبل الحجاج، لقد هاجر بعض كبار هذه العائلة إلى مدينة قم، حيث كان لهم الدور الأساس في تطويرها وتحولها ونشر التشيع فيها.<ref>{{Cite book|title=فتوح البلدان، ص 383.|date=|publisher=|author1=البلاذري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
==== الاهتمام بالشعر والشعراء ==== |
|
|
اشتهر الحجاج بالفصاحة والأدب والشعر؛ ولذا اهتم بالشعراء والأدباء أيضاً، فنجد كثيراً من الشعراء في بلاطه، وقد مدحه بعض كبار الشعراء '''كجرير'''،<ref>{{Cite book|title=البداية والنهاية، ج 9، ص 292.|date=|publisher=|author1=ابن كثير|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> وهذا لا يمنع من أن قد هجاه البعض الآخر.<ref>{{Cite book|title=البداية والنهاية، ج 9، ص 34.|date=|publisher=|author1=ابن كثير|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
=== النشاطات السلبية === |
|
|
أهم نشاطات الحجاج السلبية هي ما تتعلق بالمجازر والمذابح من جهة وعلاقته بالشيعة من جهة أخرى. |
|
|
|
|
|
==== المجازر والمذابح ==== |
|
|
كان الحجاج سفاكا بطبعه، يقتل الناس حتى الشيوخ والصبيان، لا لشيء إلا حبا بالقتل وإراقة الدماء،<ref>{{Cite book|title=الشيعة والحاكمون، ص 94.|date=|publisher=|author1=مغنية|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> وكان يخبر عن نفسه أن أكثر لذاته سفك الدماء، وارتكاب أمور لا يقدم عليها غيره، ولا سبق إليها سواه،<ref>{{Cite book|title=مروج الذهب، ج 3، ص 106.|date=|publisher=|author1=المسعودي|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> فلقد قتل الحجاج الآلاف من الأسرى في '''دير الجماجم''' و'''الزاوية''' وبحسب المؤرخين وصلت إحصائية القتلى إلى أكثر من 130 ألف شخص.<ref>{{Cite book|title=تاريخ الطبري، ج 6، ص 381-382.|date=|publisher=|author1=الطبري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> حتى أن عبد الملك بن مروان لقد اعترض على هذا الإسراف في إراقة الدماء، وكتب للحجاج أن لا يستمر بمثل هذه المجازر.<ref>{{Cite book|title=مروج الذهب، ج 3، ص 112.|date=|publisher=|author1=المسعودي|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
==== الحجاج والشيعة ==== |
|
|
كان الحجاج قد اتخذ منهج أسلافه في التحفيز على سب آل علي(ع) وقتل من لا يتبرأ منهم.<ref>{{Cite book|title=الشيعة والحاكمون، ص 94-96.|date=|publisher=|author1=مغنية|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> وكانت تهمة التشيع مبررا لضرب الأعناق من قبل الحجاج، فينقل إبن أبي الحديد عن الإمام الباقر (ع): "... جاء الحجاج فقتلهم [الشيعة] كل قتلة، وأخذهم بكل ظنة وتهمة، حتى أن الرجل ليقال له: زنديق أو كافر، أحب إليه من أن يقال: شيعة علي".<ref>{{Cite book|title=شرح نهج البلاغة، ج 11، ص 29.|date=|publisher=|author1=المعتزلي|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> فكان الحجاج يقرّب من يبغض علي (ع) ويوالي أعداءه، فكثُر الطعن فيه والشنآن له عليه السلام.<ref>{{Cite book|title=شرح نهج البلاغة، ج 11، ص 31.|date=|publisher=|author1=المعتزلي|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
فيذكر المسعودي أن '''عبد الله بن هانئ''' ـ أحد المقربين من الحجاج وكان وحش المنظر ـ بدأ بذكر مناقب قومه عند الحجاج بعدما اعتبره الحجاج من قوم ليس لهم منقبة، وكان الحجاج يؤيده بعد كل أمر يذكره عبد الله ويقول له: "نعم! هذه منقبة"، حتى قال ابن هانئ: "ما منّا رجل عرض عليه شتم أبي تراب ولعنه إلا فعل، وقال وأزيدكم ابنيه الحسن والحسين وأمهما فاطمة" فقال له الحجاج: "وهذه والله منقبة".<ref>{{Cite book|title=مروج الذهب، ج 3، ص 120.|date=|publisher=|author1=المسعودي|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
==== بعض ما يتعلق به ==== |
|
|
بعض ما ذكره المؤرخون من أخبار الحجاج تستحق التأمل، منها إهانة مرقد ومنبر الرسول الأكرم والمدينة المنورة وتأخير الصلاة عمدا،<ref>{{Cite book|title=البيان والتبيين، ج 2، ص 298.|date=|publisher=|author1=الجاحظ|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> كما ووصف الحجاج نبي الله سليمان حسودا<ref>{{Cite book|title=تاريخ مدينة دمشق، ج12، ص161|date=|publisher=|author1=ابن عساكر|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> واعتبر الخليفة الأموي أعلى مكانة من الملائكة والأنبياء والرسول الأكرم (ص)،<ref>{{Cite book|title=أنساب الشرف، ج 6، ص 481-507-613.|date=|publisher=|author1=البلاذري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> وكان يرى بأن طاعته أولى من طاعة الله.<ref>{{Cite book|title=الحيوان، ج 3، ص 15-16.|date=|publisher=|author1=الجاحظ|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
== وفاته == |
|
|
|
|
|
=== لعنة سعيد بن الجبير === |
|
|
كان سعيد بن جبير ممن استشهدوا على يد الحجاج، وقبل شهادته دعى الله قائلا: "اللهم لا تسلطه على أحد".<ref>{{Cite book|title=البداية والنهاية، ج 9، ص 116.|date=|publisher=|author1=ابن كثير|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
وقيل أن الحجاج لم يلبث بعد مقتل سعيد أكثر من أربعين يوما<ref>{{Cite book|title=البداية والنهاية، ج 9، ص 116.|date=|publisher=|author1=ابن كثير|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> وكان إذا نام يراه في المنام فيأخذ بمجامع ثوبه« ويقول: "يا عدو الله فيم قتلتني؟" فيقول الحجاج: "مالي ولسعيد بن جبير، مالي ولسعيد بن جبير؟" ويقال أن الحجاج لم يسلط بعده على أحد حتى مات.<ref>{{Cite book|title=البداية والنهاية، ج 9، ص 115.|date=|publisher=|author1=ابن كثير|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
=== وفاته === |
|
|
لقد أصابة الحجاج الآكلة في بطنه، والزمهرير، فكانت الكوانين تجعل حوله مملوءة نارا، وتدنى منه حتى تحرق جلده وهو لا يحس بها، وأخذت الآلام منه مأخذا عظيما فشكا ما هو فيه إلى الحسن البصري، فقال له: قد كنت نهيتك أن تتعرض للصالحين فلججت، فقال له: يا حسن لا أسألك أن تسأل الله أن يُفرّج عني، ولكن أسألك أن تسأله أن يُعجّل قبض روحي ولا يطيل عذابي.<ref>{{Cite book|title=وفيات الأعيان، ج 6، ص 347.|date=|publisher=|author1=ابن خلكان|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
قال عنه عمر بن عبد العزيز: لو جاءت كل أمة بخبيثها، وجئنا بالحجاج لغلبناهم.<ref>{{Cite book|title=الكامل في التاريخ، ج 4، ص 133.|date=|publisher=|author1=ابن الأثير|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
وعنه قال الشعبي: لو جاءت كل أمة بخبيثها وفاسقها وجئنا بالحجاج وحده لزدنا عليهم.<ref>{{Cite book|title=تحفة الأنام، ص 93.|date=|publisher=|author1=الفاخوري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
مات الحجاج في رمضان أو شوال سنة 95.<ref>{{Cite book|title=المعارف، ص 395|date=|publisher=|author1=الدينوري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> وقد أوصى يزيد بن أبي مسلم أن يُدفن سرا وأن يخفي موضع قبره، كي لا يتعرض للنبش.<ref>{{Cite book|title=أنساب الشرف، ج 12، ص 353.|date=|publisher=|author1=البلاذري|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
=== آل الحجاج === |
|
|
تعرضت عائلة الحجاج إبان حكم سليمان بن عبد الملك للمضايقة والمطاردة والاعتقال والتعذيب، كما وصودرت كل ممتلكاتها، وأمر الخليفة الأموي أن يُلعن الحجاج على المنابر.<ref>{{Cite book|title=البيان والتبيين، ج 1، ص 397.|date=|publisher=|author1=الجاحظ|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> وتم تبعيد كل آل الحجاج إلى اليمن في فترة حكم عمر بن عبد العزيز.<ref>{{Cite book|title=تاريخ مدينة دمشق، ج 12، ص 187.|date=|publisher=|author1=ابن عساكر|author2=|editor1=|language=|place=|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|
|
|
|
|
== المراجع == |
|
|
<references /> |
|
|
|
|
|
== مصادر == |
|
== مصادر == |
|
* [[البداية والنهاية]] – [[ابن كثير (توضيح)|ابن كثير]] |
|
* [[البداية والنهاية]] – [[ابن كثير (توضيح)|ابن كثير]] |
|
* [[مروج الذهب]] – [[المسعودي]] |
|
* [[مروج الذهب]] – [[المسعودي|المسعود]] |
|
|
* |
|
* [[تاريخ الخلفاء]] – [[جلال الدين السيوطي|السيوطي]] |
|
|
* [[العقد الفريد]] – [[ابن عبد ربه]] |
|
|
* [[دائرة المعارف الإسلامية]] |
|
|
* الحجاج بن يوسف الثقفي المفترى عليه للدكتور: [[محمود زيادة]]. |
|
|
* الحجاج بن يوسف الثقفي للدكتور [[إحسان صدقي العمد]]. |
|
|
* العراق في عهد الحجاج بن يوسف الثقفي للدكتور [[عبد الواحد ذنون طه]]. |
|
|
* واسط في العصر الأموي للدكتور عبد القادر سلمان المعاضيدي. |
|
|
* [http://www.ibnamin.com/Tarikh/hajaj.htm مقال الحجاج بن يوسف الثقفي] (بحث). |
|
|
{{غزوات ومعارك القرن الأول الهجري}} |
|
|
{{ضبط استنادي}} |
|
|
{{شريط بوابات|الإسلام|الدولة الأموية|الأبجدية العربية|السياسة|شبه الجزيرة العربية|علوم اللغة العربية|أفغانستان|العراق|اللغة العربية|أعلام}} |
|
{{شريط بوابات|الإسلام|الدولة الأموية|الأبجدية العربية|السياسة|شبه الجزيرة العربية|علوم اللغة العربية|أفغانستان|العراق|اللغة العربية|أعلام}} |
|
|
|
|