الثورة العربية الكبرى: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ZkBot (نقاش | مساهمات)
ط WPCleaner v1.31b - باستخدام وب:فو - انقطاع في القائمة
سطر 176: سطر 176:
[[تصنيف:تاريخ إسلامي]]
[[تصنيف:تاريخ إسلامي]]
[[تصنيف:تاريخ الأردن]]
[[تصنيف:تاريخ الأردن]]
[[تصنيف:تاريخ الجزائر]]
[[تصنيف:تاريخ السعودية]]
[[تصنيف:تاريخ السعودية]]
[[تصنيف:تاريخ العراق]]
[[تصنيف:تاريخ العراق]]

نسخة 17:29، 6 مارس 2014

الثورة العربية الكبرى
جزء من الحرب العالمية الأولى
جنود من الحجاز خلف علم الثورة
معلومات عامة
التاريخ يونيو 1916 - سبتمبر 1918
الموقع الحجاز، سوريا العثمانية
النتيجة
المتحاربون
الدولة العثمانية الثوار العرب بقيادة الحسين بن علي
القادة


الوحدات
23000 مقاتل (1916) 30000 مقاتل (1916)
الخسائر
غير معروف غير معروف

الثورة العربية الكبرى، هي حركة مسلحة بدأت في الحجاز في يونيو 1916 ، وامتدت لغزو سوريا العثمانية، وإسقاط الحكم العثمانية فيها، وفي العراق؛ وذلك بنتيجة السياسة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، والتي تمثلت بالتجنيد الإجباري، ومصادرة الأملاك والأرزاق، ومن ثم مجاعة 1915، والسياسة القمعية لجمال باشا السفاح، الحاكم العسكري للولايات السورية العثمانية، إلى جانب تراكمات العلاقة المعقدة بين العرب، والأتراك منذ أواسط القرن التاسع عشر، وحتى مؤتمر باريس عام 1913.

هدفت الثورة، كما نصّ عليه في ميثاق دمشق، وفي مراسلات الحسين مكماهون التي استندت إلى الميثاق، على خلع طاعة الدولة العثمانية، وإقامة دولة عربية، أو إتحاد دول عربية يشمل الجزيرة العربيةنجد والحجاز على وجه الخصوص – وسوريا الكبرى – عدا ولاية أضنة التي اعتبرت ضمن سوريا في ميثاق دمشق – مع احترام "مصالح بريطانيا في جنوب العراق" – وهي المنطقة الجغرافية التي تبدأ في بغداد وتنتهي في ساحل الخليج.

تمكن جيش الثورة العربية الكبرى بقيادة فيصل بن الحسين، وبالتعاون مع مسلحي القبائل، من تحقيق إنتصارات عسكرية، وكسر الجيش العثماني على طول خط القتال الممتد من المدينة المنورة وحتى دمشق؛ وتمكن بعد تجاوزه العقبة، تسريع تقدمه مع دخول الجيش البريطاني بقيادة الجنرال إدموند ألنبي من سيناء إلى فلسطين ومنها على طول الخط الساحلي حتى لواء إسكندرون؛ وفي آخر سبتمبر 1918 انسحب العثمانيون من دمشق، وقبلوا في هدنة مودروس، ثم نهائيًا في معاهدة سيفر التنازل عن أملاكهم في نجد، والحجاز، وسوريا، والعراق، وكيليكيا، ومصر.

في مرحلة ما بعد الإنتصار العسكري للثورة، فقد اتجه الرأي لإقامة إتحاد أو تحالف دول عربية بدلاً من دولة عربية واحدة، على أن يرأسها هاشميون، فيكون الحسين ملكًا لنجد والحجاز، وفيصل ملكًا لسوريا، وعبد الله ملكًا للعراق؛ إلا أنّ عداء الفرنسيين لفيصل، واحتلالهم سوريا، منعه من تحقيق غايته، فتوّج ملكًا على العراق، وتمكّن عبد الله من انتزاع تاج الأردن بوصفه "سوريا الجنوبية" وما فتأ يطالب بمشروع سوريا الكبرى حتى وفاته، وأما الشريف حسين، فدالت مملكته في الحجاز عام 1926 ضمن مشروع المملكة العربية السعودية. اعتبرت الثورة العربية الكبرى، أحد أبرز تجليات القومية العربية بشكلها المعاصر، وختام مرحلة النهضة العربية في القرن التاسع عشر، وشكلت على لحظة مفصلية في تاريخ المنطقة، ووعيها، ولا تزال ألوان علم الثورة العربية الكبرى، أساس أعلام عدد كبير من الدول العربية، والحركات السياسية فيها. على الصعيد الفني، أنتجت عدد من الأعمال الدرامية التي تؤرخ لمرحلة الثورة العربية الكبرى وما تلاها، ومنها حمام القيشاني، وإخوة التراب.

الأسباب

كانت لسياسة التتريك الدور الأساسي في اشتعال الثورة. حيث استطاع القوميون الاتراك (الطورانيون) الوصول إلى السلطة بقيادة مصطفى كمال اتاتورك الذي قام بمحاربة اللغة العربية وفرض اللغة التركية على العرب. وتردي الوضع الاقتصادي، والنهضة العربية خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر. كانت مبادئ الثورة العربية قد وضعت بالاتفاق ما بين الحسين بن علي وقادة الجمعيات العربية في سوريا والعراق في اتفاق شفهي غايته استقلال العرب وإنشاء دولة عربية واحدة، وقد وعدت الحكومة البريطانية العرب من خلال مراسلات حسين مكماهون (1915) بالاعتراف باستقلال العرب مقابل اشتراكهم في الحرب إلى جانب الحلفاء ضد الأتراك.

سير الأحداث

لورنس العرب في شمال جدة عام 1917

تكمن بذور هذه الحركة في التطلعات القومية العربية والرغبة في بناء دولة عربية ناهضة ،تنقل العرب من عصر الانحطاط والتخلف إلى الارتقاء الحضاري، ومن جهة أخرى موقفهم من سياسة قادة الاتراك ومعاداتهم العرب وخصوصا بعد انقلاب جمعيات عربية على الإمبراطورية العثمانية. وقد وجدت هذه الجمعيات في الشريف حسين وأولاده حليفا لها في أهدافها. وكانت اتصالات الشريف حسين بالإنكليز قد بدات قبل قيام الثوره عندما اجتمع الأمير عبد الله بن الحسين باللورد كيتشنر، المفوض السامي في القاهرة، خلال شهر شباط 1914، حيث اتفق على استمرار الاتصالات بين الطرفين، تتابعت المفاوضات على شكل مراسلات بين الشريف حسين وبين المعتمد البريطاني في القاهرة السير هنري مكماهون. الرسالة الأولى:تضمنت الرسالى الأولى التي بعثها الشريف حسين نصوص بروتوكول دمشق، كأساس للتحالف بين بريطانيا والعرب ضد الاتراك، بالإضافة إلى مطالبة بريطانيا بالاعتراف بخليفة عربي للمسلمين. ومن خلال المراسلات المتبادلة (1916-1917) تعهدت بريطانيا بالاعتراف بالاستقلال العربي وتأييده، كما أبدت بعض التحفظات التي تساعدها على التملص والتهرب من التزاماتها مع العرب، وذلك بغية تحقيق مصالحها ومطامعها في المنطقة العربية. ففي الحقيقة كل هذه التعهدات كانت تغطية للخداع البريطاني على العرب، فقد كانت لبريطانيا مخططات مع حليفتها فرنسا لاقتسام الأراضي العربية لضمها إلى الممتلكات الاستعمارية عن طريق اتفاقية سايكس بيكو وأيضا إقامة وطن قومي يهودي في أرض فلسطين تحت الحماية البريطانية، وذلك في الوقت نفسه الذي التزمت فيه بالاعتراف بدولة الاستقلال العربي التي تضم فلسطين. ومعروف أن الاتراك حاولوا جذب الشريف حسين بعد افتضاح الاتفاقيات السرية بين بريطانيا وفرنسا، واستمر في التعاون مع بريطانيا والحلفاء الذين كانوا يمولون جيشه من الخزينة المصرية، ويزودونه بالسلاح والخبراء مثل لورانس العرب.

وفي الوقت الذي كانت فيه المراسلات تبلور أسس التحالف بين بريطانيا والعرب كان الوضع صعباً ومتدهوراً في المشرق العربي، حيث صب جمال باشا السفاح (ضابط بالجيش العثماني) جام غضبه على الضباط العرب، وأعدم كثيرًا منهم بعد فشل حملته على قناة السويس، مما دفع قادة الحركة العربية في المشرق بالضغط على الشريف للتعجيل في إعلان الثورة وتم ذلك في العاشر من حزيران-يونيو 1916.

بدات المعارك الحربية في جدة 13 حزيران، وانهزمت الحامية التركية وسقطت مكة في 9 تموز في عام 1916، وبعد شهرين تقريبا حرر العرب ثغري "الليث" و"المويلح" على البحر الأحمر، وفي 23 أيلول 1916 استسلمت الطائف، وفي تموز 1917 سقط ميناء العقبة، وعندما احتل البريطانيون بغداد احتج الحسين ولكن بريطانيا علقت أنه تدبير عسكري مؤقت وغير مهم سياسيا. وبين عامي 1916-1917 انضم للجيش الشريفي عدد من الضباط الوطنيين من سوريا وفلسطين ممن كانوا في الجيش العثماني وتطوع كثير من عرب المشرق فوصل الجيش الشريفي إلى 70،000 مقاتل، وبعد ذلك حررت بيروت وحلب وحماة وطلس وصيدا وصور وحمص. وفي تشرين الأول تم تأليف الحكومة العربية الأولى في بيروت، ورفع العلم على سرايا بيروت.

تمكنت الثورة من طرد القوات التركية من الحجاز، ومن مناطق في شرق الأردن، وساعدت المجهود الحربي البريطاني عسكريا وسياسيا في المشرق العربي. اقترب العرب من إقامة الدولة العربية الموحدة في الجزيرة والمشرق، إلا أن بريطانيا بدات تنفذ مخططاتها في التجزئة والاحتلال والإلحاق، فقسمت البلاد إلى 3 مناطق عسكرية: جنوبية وتشمل فلسطين تحت الإدارة البريطانية، وشرقية تمتد من العقبة جنوبا حتى حلب شمالا تحت إدارة فيصل، وغربية تضم المنطقة الساحلية من سوريا ولبنان؛ من صور جنوبا إلى كليكيا شمالا تحت الإدارة الفرنسية. واتبع ذلك بالغزو العسكري الفرنسي وفرض الانتداب البريطاني على فلسطين (وشرق الأردن) والعراق، كما فرض الاحتلال الانتداب الفرنسي على سورية ولبنان.

ما بعد الثورة

في سوريا والعراق

احتلت فرنسا دمشق في أعقاب معركة ميسلون، وأنهت حكم المملكة السورية العربية. بالنسبة لعبدالله، ابن الشريف حسين، عرض عليه وزير المستعمرات البريطاني ونستون تشرشل قيام دوله في الأردن تحت حكمه فوافق. فوصل إلى معان عام 1920 ومن ثم إلى عمّان عام 1921، وتمكن في الفترة الواقعة ما بين 28 و30 مارس 1921 من تأسيس إمارة شرق الأردن.

أما اخوه، فيصل بن الشريف حسين، فتم تعيينه ملكا على العراق. فعلى إثر ثورة العشرين في العراق ضد الاحتلال البريطاني عقد مؤتمر القاهرة عام 1920 بحضور ونستون تشرشل وزير المستعمرات البريطاني للنظر في الوضع في العراق. والتي اجبرت الحكومة البريطانية لتغيير سياستها بالتحول من استعمار مباشر إلى حكومة إدارة وطنية تحت الانتداب، بعد تكبد القوات البريطانية في العراق خسائر فادحة.

أعلنت بريطانيا عن رغبتها في إقامة ملكية عراقية، ورشح في هذا المؤتمر فيصل بن الحسين ليكون ملكا للعراق، تشكل المجلس التأسيسي من بعض زعماء العراق وشخصياته السياسية المعروفة، بضمنها نوري السعيد باشا، ورشيد عالي الكيلاني باشا، وجعفر العسكري، وياسين الهاشمي وعبد الوهاب النعيمي الذي عرف بتدوين المراسلات الخاصة بتأسيس المملكة العراقية. وانتخب نقيب أشراف بغداد السيد عبد الرحمن الكيلاني النقيب رئيسا لوزراء العراق والذي نادى بالأمير فيصل الأول ملكاً على عرش العراق.

في 12 يونيو 1921 غادر فيصل ميناء جدة في الحجاز متوجها إلى العراق على متن الباخرة الحربية البريطانية نورث بروك، وفي 23 يونيو 1921 رست الباخرة في ميناء البصرة، فاستقبل الأمير فيصل استقبالا رسميا حافلا، وبعدها سافر فيصل بالقطار إلى الحلة وزار الكوفة والنجف وكربلاء، ووصل بغداد في 29 يونيو 1921 واستقبله في المحطة السير بيرسي كوكس المندوب السامي البريطاني والجنرال هولدن قائد القوات البريطانية في العراق ورئيس الوزراء العراقي المنتخب عبد الرحمن النقيب وكان برفقه فيصل من جدة إلى بغداد مجموعه من ثوار ثورة العشرين الذين ذهبوا إلى الحجاز حاملين تواقيع ومضابط عدد كبير من وجهاء العراق وشيوخهم يدعونه فيها للحضور كملك على العراق، باعتباره أحد أنجال الشريف حسين.

في نجد والحجاز

بدلا من أن يحاول الشريف حسين بحل المشاكل بدبلوماسية أو لياقة سياسية، راح يطالب البريطانيين بسلسلة من المطالب جعلت البريطانيين يبتعدون عنه مؤقتا. وفي رسالة مفككة وغير مترابطة موقعه من ابنه فيصل، ربط فيها الشريف حسين الحركة الوهابية من ناحية، والبلشفية (الروسية) والحركات التخريبية في آسيا من ناحية أخرى. وادعى بانه ليس متشددا، وانما "حرض على قتل الوهابيين، مهما كان نجاح الوسائل الاخرى". ومن طلباته من البريطانيين في تلك الرسالة :

1- التجنيد العاجل، سأبدأ فيه فورا. 2- احتلال بريطانيا العظمى شاطئ الأحساء. 3- تقوم بريطانيا العظمى على وجه السرعة بارسال قوة عسكرية إسلامية إلى الحجاز برغم جميع الصعوبات. 4- يجب إرسال طائرات إلى الخرمة قبل التعزيزات الأخرى، لمنع وقوع اية كوارث أخرى. 5- يجب ابلاغي بالتطورات الجارية في مسألة استيراد الدبابات. فمتى تصل الدبابات إلى مصر؟ وتاريخ ارسالها إلى جدة. وبيان بالقوة العاملة عليها. 6- تجميع كل معدات الحرب في مستودع خاص حتى لا يترتب على ذلك أي تأخير في قيام الحملة. وانا اقترح ان من الضروري إرسال المؤن والتدعيمات بصورة متدرجة وعلى فترات قصيرة.

ثم كتب الشريف حسين للبريطانيين يقول "ان مسألة الخرمة تعود إلى ابن سعود، ومن السهل حلها على النحو التالي. يتعين على بريطانيا العظمى قطع العلاقات مع ابن سعود." (برقية الشريف حسين إلى ابنه الأمير فيصل - مكتب السجلات العامة، مخطوطات وزارة الخارجية، مجلد 4144، وثيقة 10448)، وربط الشريف حسين هذا الحل بالتهديد بالاستقالة ما لم تنفذ "التوصية" وتضغط بريطانيا على ابن سعود. وبعد عام، اصر على تقديم استقالته، مما جعل أحد كبار المسؤولين في وزارة الخارجية البريطانية يرفق ملاحظة قائلا "في نفس الوقت، اصبحت تهديدات الملك حسين المستمرة بالاستقالة رتيبة وربما كان من الأفضل ان نوافق له على ما يريد ونسأله عمن يود تعيينه خليفة له".

واخذ المكتب السياسي البريطاني في بغداد تهديداته بالاستقالة على محمل الجد، وقال المكتب السياسي "استقالة الملك حسين، ربما يكون أفضل ما يمكن عمله على المدى البعيد، فربما تسهل انسحاب ابن سعود، وقد تؤدي إلى تسوية الخلافات بين نجد والحجاز لأن السبب الرئيسي في كل الموقف الحالي هو اللقب الذي يحمله الملك حسين" (المكتب السياسي، بغداد، 14 يونيو 1919، مكتب السجلات العامة مجلد 4146 وثيقة 90222).

ورغم التهديدات بالاستقالة، حاول البريطانيون التعامل معه بايجابية ونصحت الحكومة البريطانية ابن سعود بكلمات قوية تماما، انه ما لم يسحب اخوانه من الحجاز، فان استمرار احتلاله لتلك المناطق يمكن تفسيره بانه "اتخذ موقف العداء المباشر منها" (من وزير الداخلية إلى المفوض المدني، بغداد، 30 مايو 1919، مجلد 4146 وثيقة 83242 من مخطوطات وزارة الخارجية) واخذت الحكومة البريطانية الترتيبات اللازمة لارسال العديد من الطائرات إلى الحجاز. ومع ذلك ادرك المراسلون الموجودون أن الطائرات لن تحل المشكلة. وقال "ويلسون" "ان مسألة إرسال طائرات تكر جنمي تعبيرا عن اهتمامنا بمساعدة الملك حسين، وبرغم اني لا اصدق ان طلعات الطيران قادرة على وقف ما بين 20،000، إلى 30،000 من الاخوان الذين هم على درجة عالية من التشدد الديني. وقد يؤثر وصول الطائرات على سكان المدن، وقد يغري العرب المترددين بالانضمام إلى الأمير عبد الله" (برقية من اللواء اللنبي إلى وزارة الخارجية، مجلد 4146، وثيقة 86805)

وبعد وصول ابن سعود إلى الطائف، اجتمع وجهاء الحجاز في جدة، وقرروا ان يتخلى الملك حسين عن الحكم لابنه عليا آملين ان يفتح هذا باب الصلح. (الريحاني، ص 336، السباعي، ج 2 ص 246) ومع تكرار حديثه عن الاستقالة، ومع ما آلت إليها الامور، ترك الحكم لابنه عليا عام 1343 هـ على ان يقوم بدعم ابنه من الخارج، حيث انه وبتعيين بريطاني أصبح ابنه فيصل بن حسين ملكا على سوريا، (وحينما اعترضت فرنسا تم تعيينه ملكا على العراق)، وعبدالله تم تعيينه ملكا على امارة شرق الأردن. فرأى انه من الأفضل ان يدعم ابنه عليا من الخارج، وذهب إلى العقبة وصار يرسل المال لابنه ويحرضه على ابن سعود الذي كان لسادن الكعبة عبد القادر الشيبي وغيره الكثير من أهل مكة دور في دعم ابن سعود وتسهيل دخوله مكة بسلام، حيث عين خالد بن لؤي أميرا عليها.

وبعد ذلك عام 1925 م، 1344 هـ، ومع كثرة المعارضين له في الداخل وحصار جدة من الحارج، وبعد محاولات استخدام الاعلام ضد اتباع ابن سعود، ومحاولات سياسية وعسكرية وغيرها، ادرك علي بن حسين انه لن يستطيع الصمود وقرر تسليم جدة بعد أن ضمن عبد العزيز بن سعود سلامة الجميع. فاتصل علي بن حسين على القنصل البريطاني لتنسيق التسليم، وذلك عام 1344 هـ، حيث تسلم ابن سعود الحكم، وعمل على سلامة الجميع وتعهد بانه من يرغب من العسكريين الاجانب فله الرحيل إلى وطنه الأصلي. أقام الشريف حسين عدة أشهر ثم أخبره ابنه بأن البريطانيين يرون أن بقاءه في العقبة قد يعرضه لهجمات ابن سعود. بعدها وصلت إلى مينائها مدرَّعة بريطانية، ركبها وهو ساخط إلى جزيرة قبرص سنة 1925 م، وأقام فيها ست سنين، ثم مرض فعاد إلى عمّان بصحبة ولديه فيصل وعبد الله، وبقي في عمان حتى توفي ودفن في القدس.

سقوط الشريف حسين

زار الشريف حسين عمَّان سنة 1922، وأعلن نفسه خليفة (لأمر الذي كان حوله نقاش حيث رفضه مسلمين الهند ومصر وغيرهم وعاد إلى مكة ملقباً بأمير المؤمنين. ويقول الشيخ محمد رشيد رضا الحسيني الحسني في كتاب "الوهابيون والحجاز" انه كان لديه اهتمام كبير بالالقاب، ورغبة جامحة بالتسمي بالخليفة على الرغم من عدم التقيد بكثير من أحكام الشريعة.

كان أغلبية سكان الخرمة لا زالوا يؤمنون بمبادئ وافكار الدولة السعودية الأولى. وعدد كبير من سكانهم الحضر راحوا يؤيدون ابن سعود. في مطلع 1917 كان خالد بن لؤي الهاشمي قد حذر ابن سعود من أن الشريف حسين قد قرر استعادة الخرمة وطرد زعامتها. وفي العام التالي ارسل اربع حملات إلى الخرمة حملات جميعها باءت بالفشل، لكنها أججت الرأي العام بين السكان ضد الشريف حسين. لكن كان ابن سعود يطلب منهم الصبر إلى ان يأتي الوقت المناسب سياسيا، وذلك لضمان الانتصار السياسي وليس العسكري فقط، وكذلك وجود ما يشغلهم من ناحية مدينة حائل.

وكانت أغلب قوات الشريف حسين منشغلة بحصار المدينة المنورة. لكن بعد سقوط المدينة بوقت قصير، ارسل الشريف عبد الله برقية إلى ابن سعود يبلغه فيها بانتصاره، واخبره فيها بان انشغالهم مع الاتراك في المدينة منعهم من ترتيب شؤونهم ومع ذلك فان الذين حاولوا افساد القبائل وتخريبها حسب تعبيره سوف يتم محاسبتهم. وردا على تلك الرسالة ارسل ابن سعود أكد فيها للشريف عبد الله انه لا يريد سوى السلام. وأنه يريد الوصول إلى تفاهم. خاصة وانه يعرف دعم الإنجليز لهم. أما الشريف عبد الله فكان رده على دعوة ابن سعود للسلام والتحكيم في رسالة عبر فيها عن "أحر تحياته لابن سعود، ولابنائه وللاخوان" وقال "اني اخوكم الصادق، ومستعد لسعادتكم ما تأمرون.. ولا يجوز ان تفرق بينكم وبين والدي أمور البادية التي لا أهمية لها.. وكيف يمكن ان يحدث خلاف بين رجلين كبيرين بخصوص تربه والخرمة والبادية؟ ها انا متوجه إلى مكة فارجو ان ترسلوا أحد رجالكم وان ارتأيتم ان يكون أحد ابخالكم فذلك أولى، وانا كفيل النجاح بحسين المخلاف والاتفاق مع سيدي الوالد"

و بعد أن تسلم ابن سعود الرسالة، لم يطمئن للرد، وارسل مجموعة من الافراد للاستطلاع للتأكد من ذاهبه إلى مكة وليس تربه. ويقول المؤرخ أمين الريحاني ان عبد الله اخبره انه لم يكن ينوي الذهاب إلى خرمة (أو تربه) لكن أمره والده بالاتجاه إلى هناك وانه كبير العائلة الهاشمية ويجب أن ينفذ أوامره.

فكتب ابن سعود إلى البريطانيين واخبرهم بان هناك مواجهة محتملة، وان الرسالة ليست للشكوى أو الخوف، فقال ممثل الحكومة البريطانية انها شائعة لا غير. ولم ترد الحكومة البريطانية بعد ذلك. فارسل ابن سعود إلى الشريف عبد الله رسالة قال فيها :

"لقد تحقق عندي خلاف ما أخبرتني سابقا، اي انك عائد إلى مكة المكرمة، والظاهر انك مهاجم تربة والخرمة، وذلك مخالف لما ابديتموه للعالم الإسلامي عموما، والعربي خصوصا. واعلم رعاك الله ان اهل نجد لا يخذلون اخوانهم وان الحياة في سبيل الدفاع عنهم ليست بشيء. نعم. وان عواقب البغي وخيمة. خير لك اذن ان تعود إلى عشيره. وانا ارسل لك أحد ابنائي او اخوتي للمفاوضة فتتم الامور ما يرغب به الفريقان ان شاء الله" (أمين الريحاني، نجد، ص 247).

وكان قد وعد البريطانيين بعدم الهجوم على حلفائهم، وحتى لا يقال انه اخلف وعده، وحتى لا يخيف البريطانيين منه ومن اتباعه وحتى لا يستعديهم بدون مصلحة سياسية، ارسل إلى ممثل بريطانيا في جدة، انه يحترم هذه الاتفاقية، لكنه لن يكون مسؤولا إذا ما قام الشريف حسين بالعدوان. وقال "رجال القبائل التابعين لي لن يقوموا باي تحرش او عدوان الا بعد ان يكون هو قد قام بالشيء نفسه وتصبح تصرفاته مع أهل نجد مناقضة للقانون والمنطق، نظرا لأن سفك الدماء ونهب الممتلكات كان مستمرا برغم كتاباتي له بان يسنحب إلى حدوده."

ووصل ابن سعود إلى تربه وانشأ فيها معسكرا، وارسل إلى مختلف القبائل والقرى المجاورة يطلب من زعمائها الحضور إلى تربه خلال ستة أيام، والا فان عبد الله وقواته سوف ينزلوا بهم الخراب والدمار. ثم جاءت رسالة من الشريف عبد الله يقول فيها بثقة وتحدي "اخبر الخوارج، ومن لف حولهم في القرنين بما جرى، قل لهم اننا سنكفيهم مؤنة القدوم إلى تربة. قل لهم ما جائنا تربة من أجل تربة والخرمة فقط، سنصوم في الخرمة ان شاء الله وسنعيد عيد الاضحى في الأحساء." وعقب استلام الرسالة تعالت صيحات الناس من القبائل والاخوان بصرخات الحرب. وبدلا من الخوف والانصياع اللذان كان يتوقعهما عبد الله منهم، راحوا يصيحون "هبت هبوب الجنة وين انت يا باغيها.. اياك نعبد.. واياك نستعين!" خاصة وان ابن سعود كان يطلب من الناس الصبر حتى يكون النصر العسكري مقترن بنصر سياسي، وكان لابن سعود ما اراد.

وقبل صلاة العشاء بساعة بدأوا مسيرتهم في اتجاه معسكر عبد الله. وكان عبد الله، كعادته قد نام في فراشه وسمح لمعسكره وجنوده النوم دون اتخاذ اي احتياطيات. وفي ضوء النصر السهل المرتقب الذي كان يتوقعه، زادت غطرسة الشريف عبد الله أكثر فأكثر حتى انه أمر بقطع رأس اي من البدو يحضر اليه رسالة تقول ان ابن سعود والاخوان قد بدأوا في الهجوم، وقد وضع ابن سعود الجيش في ثلاث مجموعات، مجموعة الخيالة، ومجموعة بقيادة خالد بن لؤي ومجموعة بقيادة قائد الاخوان ابن بجاد. وانتصروا في المعركة ومنع الخيالة الجنود من الهرب. ولم يستطع الهرب سوى عبد الله وقليل من الضباط معه وهم في ملابس النوم.

وقبل الاطاحة بجيش الشريف حسين في تربة، كان قد ارسل بقائمة مطالب إلى ابن سعود عن طريق البريطانيين، وهدد بانه يستم الهجوم ما لم يتم تنفيذ تلك المطالب. ومنها تسريح جميع جيوش الاخوان، وخاصة الموجودة في الغطفط والارطاوية، ومنع اي اتصال بين هذين المكانين وبين قبيلة عتيبة. تأثر الملك حسين من سقوط تربة، ومنع التعامل التجاري مع النجديين ومنعهم دخول الحجاز لأداء الحج. (السباعي، ج 2، ص 242) وكان هذا يحدث كثيرا حيث ان الاشراف منعوا الكثير ممن قبل بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ورفض ما يرونه عبادة قبور، منعوا من الحج لمدة نصف قرن تقريبا، من قيام الدولة السعودية الأولى.

المميزات

العلم

ونشرت جريدة "القبلة" بيانًا رسميًا برفع العلم العربي ذي الألوان الأربعة ابتداء من 10 يونيو 1917 وهو يوم الذكرى السنوية الأولى للثورة. وقال البيان أن العلم الجديد يتألف من مثلث أحمر اللون تلتصق به ثلاثة ألوان أفقية متوازية هي الأسود في الأعلى متبوعـًا بالأخضر في الوسط والأبيض في الأسفل. وتشير الألوان الأفقية المرفوعة إلى شعارات رفعها العرب قديما (الأسود: الدولة العباسية) (الأخضر: الدولة الفاطمية) (الأبيض: الدولة الأموية)؛ أما المثلث الأحمر فيشير إلى ( دوله الاشراف الهاشميه ). وقد جمع العلم في ألوانه محمودرموز الاستقلال والتاريخ العربي في كل الأزمنة، واستمر العلم حتى عام 1964.

النشيد

يا علمي - يا علمي

يا علم العرب أشرق واخفق - في الأفق الأزرق يا علم

من نسيج الأمهات في الليالي الحالكات يا علم يا علم

لبنيهن الأباة كيف لا نفديك؟ كل خيط فيك

دمعة من جفنهن خفقة من صدرهن - قبلة من ثغرهن يا علم

يا علمي - يا علمي

يا علم العرب أشرق واخفق - في الأفق الأزرق يا علم

سر الى المجد بنا وابن منا الوطنا - قد حلفنا للقنا حلفة ترضيك أننا نسقيك

من دماء الشهداء من جراح الكبرياء - عشت للمجد سماء يا علم

يا علمي - يا علمي

يا علم العرب اشرق واخفق - في الأفق الأزرق يا علمي

أنظر أيضا

مصادر

1917