عبد الرحمن الشرقاوي: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 23: سطر 23:


== وفاته ==
== وفاته ==
توفي الشاعر والأديب والصحافي والمفكر الإسلامي عبد الرحمن الشرقاوي في [[10 نوفمبر]] عام [[1987]]م.
ولقد رحل الشاعر والأديب والصحافي والمفكر الإسلامي عبد الرحمن الشرقاوي في يوم مولده عام 1987م عن عمر يناهز الـ 67 عاماً .


== وصلات خارجية ==
== وصلات خارجية ==

نسخة 12:56، 7 ديسمبر 2015

عبد الرحمن الشرقاوي (1920 - 1987) شاعر وأديب وصحافي ومؤلف مسرحي ومفكر إسلامي مصري من الطراز الفريد.

نشأته

في العاشر من نوفمبر عام 1920م شهدت قرية الدلاتون بمركز شبين الكوم في محافظة المنوفية ميلاد بطل قصتنا كان ككل أبناء الدلتا يصنعون المرح في بيئة تنضح بالفقر ، وكعادة صغار الفلاحين بالدلتا عندما يستحمون في الترعة الصغيرة كان يمرغ جسده علی التراب ويکسو وجهه ورأسه بالطين ليبدو شکل العفريت مع مثلما يفعل أقرانه الصغار سواء من الأولاد أو البنات...... ثم يقفزون إلی الترعة الصغيرة في الماءِ المثقل بالطمي . ولقد سلك عبد الرحمن الشرقاوي طريقاً كتب على أبناء الدلتا وهو التعليم الجاد كسبيل وحيد للارتقاء الاجتماعي لذا عندما شب الصغير وأصبح قادراً على التعلم فلقد تلقی تعليمه بالمدرسة الأولية بالبلدة وحفظ أجزاء القرآن الکريم علی يد شيخ القرية وفقيهها ، کان کلّ إخوة الشرقاوي الذّين يکبرونه في السن يتلقون تعليمهم بالقاهرة ، ويعودون إلی القرية کل صيف ومعهم کتب يقضون إجازتهم في قراءتها، واستطاع عبد الرحمن أن يقرأ هذه الکتب ومنها عرف أسماء كطه حسين وعباس محمود العقاد وأحمد شوقي والدكتور محمد حسين هيکل ومصطفی المنفلوطي ... وآخرين ، وكان لهذه الكتب آثراً كبيراً في ذاكرته واتخذ منها نماذج لأعماله السياسيّة والأدبيّة فيما بعد . وكتب عبد الرحمن الشرقاوي عن هذه الأيام : ( کنت وأنا علی الساقية أسترجع ما قرأت في الصيف ...کنت أسترجع دائما کتب الأيام وإبراهيم الکـاتب وزينب ، وکـنت أری في قريتي أطفالاً عديدين أکل الذباب عيونهم کالقرية التي عاش فيها صاحب الأيام وتمنيت لو أنّ قريتي كانت هي الأخرى بلا متاعب، کالقرية التي عاشت فيها زينب ........ الفلاحون فيها لا يتشاجرون علی الماء، والحكومة لا تحرمهم من الرّي ولا تحاول أن تنتزع بالكرابيج والأطفال فيها لا يأکلون الطين ولا يحطّ الذباب علی عيونهم الحلوة ....... کانت قريتي هي الأخرى، جميلة کقرية زينب وأشجار جميزة التوت تمتد علی جسرها وتلقي ظلالها المتشابكة علي ماء النهر ... وفي حوض الترعة في قريتي ، حيث تنتزع الحكومة الأرض كانت الحقول مجللّة بمساحات رائعة من القطن وعلی حوض الجسر تمتد أسماء بلا نهاية فوق خضرة متموّجة ... علی أنّ قرية زينب لم تعرف طعم الکرابيج ، کما عرفت قريتي ولم تذق قرية زينب اضطراب مواعيد الري، ولم تجرّب بول الخيل يصيب من الأفواه ولم تعرف قرية زينب زهو النصر وهي تتحدی القضاءِ والإنجليز والعمدة وتنصر لبعض الوقت. وزينب التي لم تكن أبداً علی الرغم من کل شيء جميلة کوصيفة..... وعندما أصبح الشرقاوي يافعاً التحق بالمدرسة المحمّديّة الثّانويّة ، وفي هذه الفترة أدمن قراءة حديث الأربعاء لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين والذي كانت تنشره جريدة السّياسيّة ، ومن خلال حديث الأربعاء ظهرت أمامه عوالم سحريّة باهرة من حياة الشعراءِ العرب في العصور الماضيّة وبعد إکمال المرحلة الثّانويّة أحبَّ الشاعر والأديب داخل بطل قصتنا أن يلتحق بكلية الآداب ولکن والده وإخوته ضغطوا عليه حتى يلتحق بكلية الحقوق ، لأنها في ذلك الوقت كانت الطريق نحو القضاء والسياسة والشهرة ، ورغم ذلك لم تنقطع صلة عبد الرحمن الشرقاوي بالأدب، فلقد كان حريص على أن يحضر المحاضرات الأسبوعيّة للدكتور طه حسين في كلية الآداب .

أفكاره

تخرج الشرقاوي من كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1943م ، واشتغل بالمحاماة لمدة عامين ولكنه قرر أن يکون کاتباً وقد صرّح في إهداءِ کتابه القيم (( علي .... إمام المتقين )) لأخيه بعشقه للأدب رغم متاعبه ، قائلاً في إهدائه : كنت تشفق عليّ ونحن صغار من أن يصرفني الأدب عن طلب العلم ، فلّما انتهيت من دراستي بکلية الحقوق خفت أن يصرفني الأدب عن الاشتغال بالقانون کما کان يريد أبونا رحمة الله ، فلما أدرکتني حرفة الأدب عانيت ما جرته علی الحرفة من عسف وسخط وکيد، ثم تعوّدت أن تلومني لأني رفضت کثيراً من المناصب الکبری والرئاسة لكي أتفرّغ للأدب وحده بما يتطلبه من انشغال البال بالقراءة والتفکير والتأمّل وهموم التعبير، ولكم شقّ عليك هذا، عسی أن تجد في هذه الصفحات العوض عمّا سبّب لي اشتغالي بالأدب عن متاعب ومشقات )

كانت لدى عبد الرحمن الشرقاوي رؤية سياسيّة اجتماعيّة ، تعتمد على رؤية القرية من خلال کفاح أهلها في سبيل العيش، وكفاحهم الاقتصادي في ظل سياسة ظالمة اتبعت في عهد إسماعيل صدقي ، لذا كان الشّرقاوي أول من جعل أوضاع القرية والفلاحين موضوع لرواياته ، وكان الشرقاوي يعتقد بالإصلاح المجتمعي وتغيير النظام الفاسد وهنا يقول الشرقاوي : ( إذ كنت أنتمي إلی الذين يمکن أن يستشهدوا دفاعاً عن الحقّ والحرّية والخير والإخاءِ وکل ما أؤمن من أجله وإذ كنت أُصاول بروح الشهيد وبالإرادة التي يحرص علی الحياة فما بالي إذن لا أتحمل الالآم مهما تکن جسامتها وغلظتها في سبيل التعبير بالكلمة عما أعيش من أجل تحقيقه، حرّية الإنسان أن يصبح الإنسان بحق أخاً للإنسان وانتصار العدل) مر على العالم العربي ظروف سياسيّة عقب نهاية الحرب العالميّة الثّانيّة ، من مأساة فلسطين عام 1948م ، وثورة يوليو 1952م ، وثورة الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي ، وصولا إلی حرب السويس عام 1956م ، وفي هذه ظلّ الأوضاع الاجتماعيّة الناتجة عن تلك القضايا كان علی الشاعر أن يکتب عن قضايا عصره وهذا ما قد فعله الشّرقاوي. كما تأثر عبد الرحمن الشرقاوي بحرکة المد الماركسي التي اجتاحت العالم العربي خلال حقبتي الخمسينات والستينات وفي تلك الفترة قويّت الحرکة الشيوعيّة وحاولت أن تجد لها أنصاراً في الوطن العربي وكان في مقدمتهم عبد الرحمن الشّرقاوي وهو ما تسبب في منعه عن الكتابة عدة مرات ويعبر الشرقاوي عن معاناته من هذا الأمر فيقول : ( إنّي منذ أخذت الكلمة أداة للتعبير ، أعيش لأکتب وما أنا من هؤلاءِ الذين يكتبون ليعيشوا، من أجل ذلک قد عانيت أهوالاً من ألوان العذاب في أيام منعي من الكتابة أو امتناعي مرغماً عن الكتابة ويوما بعد يوم تحولت الآلام النفسية إلی آلام جسدية هائلة، وکلما أمسکت بالقلم لأکتب داهمتني آلام جسام لا يطيقها بشر كأنها عذاب الحريق ) من أفضل التعليقات التي سمعتها عن إبداعات عبد الرحمن الشرقاوي كانت من الدكتور / فتحى الشايب ( كتاباته بها مسحة صوفية ) ، بالفعل أن من يقرأ كتب التراجم الإسلامية التي خطها الشرقاوي عن ( محمد رسول الحرية ، الصديق ، الفاروق ، ذو النورين ، إمام المتقين ، خامس الخلفاء ، أئمة الفقه التسعة ) يجد فيها روح التصوف البناء التي تهفو بها قلوب أبناء الريف المصري .

أعماله

كتب الشرقاوي العديد من الأعمال المسرحية المتميزة مثل : (مسرحية الحسين ثائراً ، الحسين شهيدا ، مأساة جميلة ، الفتى مهران ، والنسر الأحمر ، أحمد عرابي ) وله أربع روايات تعد علامات بارزة في تاريخ الرواية المصرية منها (الأرض ، وقلوب خالية ، ثم الشوارع الخلفية ، الفلاح ) . ولقد تعاون كل من عبد الرحمن الشرقاوي والمخرج العالمي يوسف شاهين في رائعة السينما المصرية فيلم ( الأرض ) والذي كان ضمن أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية ، كما شارك في إعداد سيناريو فيلم الرسالة بالاشتراك مع توفيق الحكيم وعبد الحميد جودة السحار . عمل عبد الرحمن الشرقاوي في العديد من الصحف المصرية ( مجلة الطليعة ، مجلة الفجر ، صحيفة الشعب ، صحيفة الجمهورية ، ثم شغل منصب رئيس تحرير روزاليوسف ، وعمل بعدها في جريدة الأهرام ) ، ولقد حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1974م ، كما منحه الرئيس السادات وسام الآداب والفنون من الطبقة الأولي .

وفاته

ولقد رحل الشاعر والأديب والصحافي والمفكر الإسلامي عبد الرحمن الشرقاوي في يوم مولده عام 1987م عن عمر يناهز الـ 67 عاماً .

وصلات خارجية

مراجع

  • عبد الرحمن الشرقاوي شاعرا وقصصيا ومسرحيا ومفكرا، في كتاب مبدعون وجوائز: يوسف الشاروني