تهريب المخدرات: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
استبدال صُورة مُعرَّبة بالأصليَّة
استبدال صُورة مُعرَّبة بالأصليَّة
سطر 63: سطر 63:
== تجارة الكوكايين عبر فنزويلا==
== تجارة الكوكايين عبر فنزويلا==
[[File:Narcosobrinos arrest.jpg|thumb|250xpx||أبناء أخ الرئيس [[نيكولاس مادورو]] بعد القبض عليهم لتجارة المخدرات يوم 10 نوفمبر 2015.]]
[[File:Narcosobrinos arrest.jpg|thumb|250xpx||أبناء أخ الرئيس [[نيكولاس مادورو]] بعد القبض عليهم لتجارة المخدرات يوم 10 نوفمبر 2015.]]
[[File:USSOUTHCOM Suspect Air Activity 2010.png|300px|thumbnail||الطرق الجوية لتهريب المخدرات عبر فنزويلا.]]
[[ملف:USSOUTHCOM Suspect Air Activity 2010-ar.png|300بك|تصغير||الطرق الجوية لتهريب المخدرات عبر فنزويلا.]]
تاريخيا كانت [[فنزويلا]] هي الطريق الأساسي لتهريب المخدرات إلى [[الولايات المتحدة]] و[[أوروبا]] التي تصنع في [[كولومبيا]]، مرورا بدول أمريكا الوسطى ك[[المكسيك]] ومنطقة [[البحر الكاريبي]] ك[[هايتي]] و[[الجمهورية الدومينيكية]] و[[بورتوريكو]].
تاريخيا كانت [[فنزويلا]] هي الطريق الأساسي لتهريب المخدرات إلى [[الولايات المتحدة]] و[[أوروبا]] التي تصنع في [[كولومبيا]]، مرورا بدول أمريكا الوسطى ك[[المكسيك]] ومنطقة [[البحر الكاريبي]] ك[[هايتي]] و[[الجمهورية الدومينيكية]] و[[بورتوريكو]].



نسخة 23:26، 18 نوفمبر 2016

خريطة تهريب المخدرات عالميا
خريطة طرق تهريب المخدرات بحرا وجوا في الأمريكتين.

تعتبر تجارة المخدرات من أكبر الأسواق السوداء العالمية مرورا بالزراعة فالتصنيع فالتوزيع فالبيع. أغلب البلاد حظرت هذه التجارة إلا في حالة وجود ترخيص .

ذكر تقرير الأمم المتحدة أن " تجارة المخدرات على مستوى العالم قد تخطى حاجز ٣٢١.٦ مليار دولار في عام ٢٠٠٣ "[1]. في حين وصل الناتج المحلي الإجمالي لجميع البلدان إلى ٣٦ تريليون دولار في نفس العام، يمكن القول بأن حجم تجارة المخدرات غير المشروعه قد وصل إلى ١٪ من حجم التجارة العالمية. ومازال هذا الرقم في إزدياد.

التاريخ

مستودع لتجارة الأفيون تابع لشركة الهند الشرقية
نمو تجارة الأفيون في الصين عام 1908

تعتبر الحكومة الصينية من أوائل الحكومات الحديثة التي حاربت تجارة المخدرات حيث قامت بإصدار مراسيم ضد الأفيون في عام ١٧٢٩، وعام ١٧٩٦ وعام ١٨٠٠[2]. بينما منع في الغرب في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين[3][4][5].

في أوائل القرن التاسع عشر، توغلت تجارة المخدرات في الصين، قامت على أثرها الحكومة الصينية بفرض حظر على إستيراد الأفيون. الأمر الذي رفضته المملكة المتحدة وأعلنت حرب الأفيون الأولى (١٨٣٩-١٨٤٢) على الحكومة الصينية والتي كان يحكمها في ذلك الوقت سلالة تشينغ.

القوات البريطانية في إحدى معارك حرب الأفيون الأولى عام 1841
القوات البريطانية في حرب الأفيون الثانية عام 1860
القوات الفرنسية في حرب الأفيون الثانية عام 1860
أصبج تدخين الأفيون في الصين أمرا طبيعيا في القرن التاسع عشر

خسرت الصين الحرب أمام المملكة المتحدة، وأجبرت على السماح للتجار البريطانين بتجارة الأفيون على أرضها. أصبح تدخين الأفيون أمر طبيعي في القرن التاسع عشر. فإزداد عدد التجار الإنجليز في الصين وإزداد حجم التجارة بشكل ملحوظ. بحلول عام ١٨٣٨ تراوح عدد مدمني الأفيون في الصين من ٤ مليون إلى ١٢ مليون مدمن.
في عام ١٨٥٦ إندلعت حرب الأفيون الثانية بإنضمام فرنسا إلى بريطانيا ضد الصين. بعد الحربين سيطر التاج البريطاني من خلال معاهدات نانجينغ وتيانسين على ميناء جوانج شو، وكان من نتائج تلك الإتفاقية[6][7][8][9][10][11]:

  1. فتح خمسة موانئ جديدة للتجارة الدولية وتحديد الأفيون بصفة خاصة من بين البضائع المسموح باستيرادها.
  2. حرية الملاحة على نهر تشانغ جيانغ.
  3. السماح بدخول المسيحية في أرجاء الصين.
  4. أن تدفع الصين 6 مليون تايل من الفضة، 2 مليون لفرنسا، 2 مليون للقوات البريطانية، 2 مليون للتجار البريطانيين.

في عام ١٨٦٨، نتيجة لزيادة إستخدام الأفيون، قيدت المملكة المتحدة بيع الأفيون في الإستخدامات الطبية بقانون الصيدلة[12]. في الولايات المتحدة أعلنت الدولة أنها سيطرت على تجارة الأفيون بقانون هاريسون في عام ١٩١٤، بالإضافة إلى إقرار القوانين الإتفاقية الدولية للأفيون في عام ١٩١٢.

في الفترة بين ١٩٢٠ و ١٩٣٣، تم حظر الكحول في الولايات المتحدة. على الرغم من صعوبة تطبيق القانون على أرض الواقع كان من نتائجة نمو الكثير من المنظمات الإجرامية، بما في ذلك المافيا الأمريكية الحديثة[13][14].

نشرت لجنة منع الجريمة الإسترالية تقرير عن تجارة المخدرات غير المشروعه لعام ٢٠١١-٢٠١٢ المنشور في غرب سيدني في ٢٠ مايو عام ٢٠١٣. كشف هذا التقرير أن مضبوطات المواد غير المشروعة في أستراليا خلال الفترة المذكورة في التقرير قد تجاوز المضبوطات في العقد الأخير، بسبب إعتراض تجارة الأميفيتامين والكوكايين والمنشطات والستيرويد[15].

شهدت بداية القرن الحادي والعشرين زيادة ملحوظة في إستخدام المخدرات بشكل عام في أمريكا الشمالية وأوروبا، والماريجوانا والكوكايين بشكل خاص[16][17]. أدى ذلك إلى تعاون عصابات الجريمة الدولية المنظمة مثل كارتل سينالوا وندرانجيتا لتسهيل تجارة المخدرات عبر المحيط الأطلسي[18]. أما في أوروبا فكانت المخدرات الأكثر تداولا هو الحشيش، الذي يتم تهريبة عموما من المغرب إلى أسبانيا ليتم تصديره لاحقا إلى الأسواق النهائية ( مثل فرنسا ودول أوروبا الغربية)[19][20].

عقدت لجنة الأمم المتحدة للعقاقير المخدرة (CND) المسئول الأول في محاربة هذا المجال في العالم إجتماعها السنوي في فيينا بالنمسا في منتصف شهر مارس عام ٢٠١٤. أتبع هذا الإجتماع بالعديد من الإصلاحات السياسية العامة في جميع العالم، مثل القرار الذي إتخذته الحكومة الأوروغواية بتقنين القنب لتصبح أول بلد تسمح بتداول مخدر القنب[21].
إهتم جوان سيستي نائب مدير المجتمع العالمي لتجاة المخدرات بتكوين قوانين وسياسات شديدة للحد من تجارة المخدرات. نشرت صحيفة الكونسورتيوم على لسانه "لن تتقاصر الحكومة عن بذل أي جهد لمحاربة المخدرات، ولن ندخر أي جهد أثناء إصلاح القوانين وشن الدساتير"[22].

العقوبات

تعتبر تجارة المخدرات من أخطر الجرائم في جميع أنحاء العالم. وغالبا ما تعتمد العقوبات على:

  • نوع المخدر (وتصنيفة في البلد المقبوض عليه فيها).
  • الكمية المتجار بها.
  • كيفية التوزيع، فإذا كانت المخدرات تباع لأشخاص دون السن القانونية تكون العقوبات أقسى.

تختلف عقوبة تهريب المخدرات في العديد من البلاد. فقد تكون العقوبة السجن لفترات طويلة، الجلد، وقد تصل العقوبة إلى الإعدام كما في سنغافورة وماليزيا وإندونيسيا[23][24].

في ديسمبر ٢٠٠٥، فان نجوين تونج، مهرب مخدرات استرالي صاحب ٢٥ عاما، أعدم شنقا في سنغافورة بعد أن أدين في مارس ٢٠٠٤[25].
في عام ٢٠١٠، حكم على شخصين بالإعدام في ماليزيا بعد إدانتهما بالإتجار ١ كيلوجرام (٢.٢ رطل) من القنب داخل البلاد[26]. فكلما كانت العقوبات أقسى، كلما كانت رادعة وأكثر فعالية[27][28].

تأثير تهريب المخدرات على المجتمعات

بالطبع فإن أكثر البلاد إنتاجا للمخدرات هي أكثر البلاد المتأثرة بهذة التجارة، هذا لا ينفى مقدار تأثر البلاد المستقبلة سلبا. فعلى سبيل المثال إستقبلت الإكوادور حوالي ٣٠٠ الف لاجئ من كولومبيا وهم المسؤلون عن تشغيل العصابات المسلحة، القوات شبة العسكرية، إدارة هذه التجارة، خلق مشاكل إقتصادية وإجتماعية يين كولومبيا والإكوادور ودول أمريكا الجنوبية[29].

هندوراس، والذي يمر عبرها حوالي ٧٩٪ من الكوكايين في طريقها إلى الولايات المتحدة[30]، لديها أعلى معدل قتل في العالم[31]. وفقا لمجموعة إدارة الأزمات الدولية فإن المناطق الأكثر عنفا في أمريكا الوسطى هي الحدود بين غواتيمالا وهندوراس، لإرتباط هذه المناطق الوثيق بتجارة المخدرات[32].

جرئم العنف

ملف:Drug lord Christopher Coke in custody.jpg
القبض على الجامايكي كريستوفر كوك في مطار مقاطعة ويستتشستر، نيويورك

يوجد إعتقاد وثيق في العديد من بلدن العالم بوجود صلة مباشرة بين تجارة المخدرات وجرائم العنف مثل القتل. وينطبق هذا الإعتقاد بشكل خاص في البلدان النامية، مثل هندوراس، وبشكل عام في باقي دول العالم حتى المتقدمة[33][34]. في أواخر التسعينات في الولايات المتحدة الأمريكية، يقدر مكتب التحقيقات الفيدرالي أن ٥٪ من جرائم القتل لها علاقة مباشرة بتجارة المخدرات. في كولومبيا يمكن أن يكون الوضع الإقتصادي السيء وغياب دولة القانون هي أحد أسباب جرائم العنف[35].

بعد حملة القمع التي شنتها كلا من السلطات الأمريكية والمكسيكية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين كجزء من تشديد الأمن وحماية الحدود في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001، إرتفع معدل جرائم العنف في الحدود المكسيكية. قدرت الحكومة المكسيكية أن ٩٠٪ من جرائم القتل مرتبطة بالمخدرات[36].

نشرت حكومة المملكة المتحدة وحدة المخدرات تقرير نشرته الصحافة، ذكرت فيه أن زيادة أسعار المخدرات كالهيروين، الكوكايين هي من أهم أسباب إنتشار الجريمة، فوصل السطو على المحلات إلى ٨٥٪، ٧٠-٨٠٪ من عمليات السرق بالإكراه، ٥٤٪ من عمليات السرقة. كما نشرت أن تكلفة الجرائم المرتبكة بسبب تجارة المخدرات كالهيروين والكوكايين قد وصل إلى ١٦ مليار دولار في العام الواحد[37].

تجارة الكوكايين عبر فنزويلا

أبناء أخ الرئيس نيكولاس مادورو بعد القبض عليهم لتجارة المخدرات يوم 10 نوفمبر 2015.
الطرق الجوية لتهريب المخدرات عبر فنزويلا.

تاريخيا كانت فنزويلا هي الطريق الأساسي لتهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة وأوروبا التي تصنع في كولومبيا، مرورا بدول أمريكا الوسطى كالمكسيك ومنطقة البحر الكاريبي كهايتي والجمهورية الدومينيكية وبورتوريكو.

وفقا للأمم المتحدة، كان هناك زيادة ملحوظة في تجارة الكوكايين عن طريق فنزويلا منذ عام ٢٠٠٢[38]. في عام ٢٠٠٥ قطعت فنزويلا علاقتها مع إدارة مكافحة المخدرات للولايات المتحدة (DEA) متهمة إياها بالتجسس[39].
بعد رحيل إدارة مكافحة المخدرات من فنزويلا، و مع توسيع نطاق الوكالة لإدارة مكافحة المخدرات مع كولومبيا في عام ٢٠٠٥، أصبحت فنزويلا هي الأكثر جاذبية لتجارة المخدرات[40]. في الفترة ما بين ٢٠٠٨ و ٢٠١٢، إنخفضت مرتبة فنزويلا من حيث كمية مضبوطات الكوكايين من المركز الرابع في عام ٢٠٠٨[41] إلى المركز السادس في عام ٢٠١٢[42][43].

تجارة الكوكايين عبر غرب افريقيا

ازدادت عمليات شحن الكوكايين المنتج في كولومبيا وبوليفيا إلى غرب أفريقيا (خاصة في الرأس الأخضر، مالي، بنين، توغو، نيجيريا، الكاميرون، غينيا، بيساو وغانا)[44]. وكثيرا ما تجرى عمليات غسيل الأموال في بلدان مثل نيجيريا وغانا والسنغال.

غالبا ما تستخدم طائرات الشحن الأن لنقل البضائع من الدول المنتجة إلى دول غرب أفريقيا. نظرا لتشبع السوق في أفريقيا زيادة الشحن إلى أوروبا. وفقا لمعهد أفريقيا الإقتصادية، وصل قيمة المخدرات المهربة في غينيا-بيساو تقريبا ضعف قيمة الناتج المحلي الإجمالي للبلد. غالبا ما يتم رشوة ضباط الشرطة. يصل راتب ضابط الشرطة الشهري تقريبا إلى ٩٤ دولار وهو أقل من سعر ٢٪ للكيلوجرام الواحد (٢.٢ رطل) من الكوكايين. يمكن غسل الأموال في تجارة العقارات المشروعه، بناء المنازل ثم بيعها[45]. عند تهريب المخدرات عن طريق الصحراء يضطر التجار إلى التعاون من المنظمات الإرهابية في المكان لتوفير أمن الطرق وأسرعها[46][47].

طرق تهريب المخدرات في أسيا

يتم تهريب كميات كبيرة من المخدرات إلى أوروبا من آسيا. تعتبر أفغانستان هي المصدر الرئيسي لهذه المخدرات. فيزرع الأفغان المخدرات ليتم تهريبها إلى غرب ووسط آسيا فيما بعد. يتخذ المهربين إيران كطريق رئيسي في عمليات التهريب. صرح رئيس هيئة الحدود الإيرانية قائلا إن بلاده تشكل عائقا قويا في عملية تهريب المخدرات إلى بلاد القوقاز، خصوصا جمهورية أذربيجان[48].

عبر الإنترنت

حدث نمو هائل في تجارة المخدرات في مواقع الإنترنت المظلم كموقع سوق دارك نت[49].

الأرباح

تمت مصادرة 207 مليون دولار من المكسيكي زيهنلي يو غون أحد كبار تجار المخدرات في عام 2007
الحشيش المصادر من عملية الباتروس، عملية مشتركة من المسؤولين الأفغان، منظمة حلف شمال الأطلسي وإدارة مكافحة المخدرات

تذكر الإحصائيات أن أرباح هذه التجارة غير معروفة بحد كبير نظرا إلى طبيعته غير المشروعة وصعوبة تحديد حجم التجارة. في عام ١٩٩٧ نشرت إدارة مكافحة المخدرات في الولايات المتحدة (DIA) تقرير يقدر حجم التجارة إلى ٤ تريليون دولار، لتضع تجارة المخدرات على أعلى قائمة السلع المتداولة في العالم بعد تجارة الأسلحة والنفط[50].

نشرت مكتب وزارة الداخلية في المملكة المتحدة تقرير عام ٢٠٠٧ يقدر فيه أن قيمة سوق المخدرات غير المشروعة قد وصل إلى ما يقارب ٤ مليار دولار سنويا[51].

أنطونيو ماريا كوستا.

في ديسمبر ٢٠٠٩، أعلن المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أنطونيو ماريا كوستا أن أموال المخدرات غير المشروعة قد أنقذ الصناعة المصرفية من الإنهيار. مؤكدا أن لدية أدلة تثبت أن عائدات الجريمة المنظمة كانت هي رأس المال الإستثماري السائل فقط لبعض المصارف التي كانت على حافة الإنهيار في عام ٢٠٠٨. وقال أن جزء كبير من عائدات تجارة المخدرات التي وصلت إلى ٣٥٢ مليار تم الإستعانة بهم في النظام الإقتصادي، فقال في تصريحة:

"في الكثير من الحالات، كانت عائدات تجارة المخدرات هي الرأس المال السائل في السوق فقط. ففي النصف الثاني من عام ٢٠٠٨، كانت السيولة هي المشكلة الرئيسية في النظام المصرفي. لذلك فإن أغلب القروض التي أخذت في ذلك الوقت نشأت في الأساس من تجارة المخدرات وغيرها من الأنشطة غير المشروعة، وهناك أدلة كثيرة أن بعض المصارف قد تم إنقاذها بهذه الطريقة"[52].

رفض كوستا الإعلان عن البلدان والبنوك التي إستقبلت أموال المخدرات، قائلا أن ذلك سيكون أمر غير لائق، لأن مكتبة مهمته معالجة هذه المشكلة، وليس إلقاء اللوم.

سودهير فينكاتشي

بسبب كون بيع المخدرات في الشوارع على نطاق واسع أمرا مربحا، أجرى سودهير فينكاتشي دراسة عن طبقة الموظفين ذات المستوى المنخفض الذين يتلقون أجورا منخفضة. ففي دراستة التي أجراها في فترة التسعينات والتي عمل فيها عن كثب مع أعضاء عصابة رواد الأمة السوداء (Disciple Nation)، وجد أن عصابة واحدة (فرنشايز بالتحديد) بقيادة طالب متخرج يدعى جي تي، وثلاثة ضباط كبار، ومن ٢٥ إلى ٧٥ موزع في الشوارع على حسب الموسم. يبيعون الكوكايين، جنوا ما يقرب من ٣٢٠٠٠ دولار شهريا لفترة دامت أكثر من ٦ أعوام.
وكانوا يقسموا كالتالي:

٥٠٠٠ دولار لمجلس إدارة عصابة تلاميذ الأمة السوداء العشرين، والتي تشرف على ما يقرب من ١٠٠ عصابة أخرى لتجنى ما يقرب من ٥٠٠٠٠٠ دولار شهريا. ٥٠٠٠ دولار اخرى للكوكايين. ٤٠٠٠ دولار للنفقات الأخرى غير المتعلقة بالأجور. وصل مرتب جي تي الشهري إلى ٨٥٠٠. أما باقي المبلغ المقدر الذي قيمته ٩٥٠٠ دولار فتوزع على الموزعين بقيمة ٧ دولار في الساعة للضباط، ٣.٣٠ دولار للموزعين[53].

عصابات المخدرات في نصف الكرة الغربي

نظرة عامة

يوجد العديد من المناقشات حول هل سببت التجارة الحرة زيادة في زيادة تجارة المخدرات. حاليا يتم وصف تجارة المخدرات كصناعة دولية. لذلك يمكن القول أن التجارة الحرة قد فتحت أسواق جديدة للمنتجين المحلين، كما زادت فرص تهريب المخدرات عبر الحدود بتوفير غطاء مناسب للعملية (تزيد التجارة الحرة فرصة لإخفاء الشحنات غير المشروعة في الشحنات المشروعة). بينما تستمر التجارة الدولية الحرة في توسيع حجم التجارة القانونية، تقل القدرة على كشف وإعتراض التجارة غير القانونية[54].

في اواخر التسعينات، إستقبلت الموانئ العشرة الأولى في العالم ما يقرب من ٣٣.٦ مليون حاوية. عززت التجارة الحرة تكامل الأسواق المالية وقدمت لتجار المخدرات فرص جيدة لغسيل الأموال والاستثمار في أنشطة أخرى. أدى ذلك إلى تعزيز صناعة المخدرات وإضعاف جهود رجال القانون لرصد تدفق أموال المخدرات في الإقتصاد الشرعي.

تتكون صناعة المخدرات من عدة منظومات، لكل منظومة منها عمل خاص بها. فتوجد منظمة تهتم بإيجاد الطريقة المثلى لغسيل الأموال، بينما تهتم منظومة أخرى بتوفير المال المراد غسله، فكلما توسعت التجارة وشبكات النقل العالمية، كلما تكونت تحالفات أكثر بين المنظمات الإجرامية في مختلف البلدان.

بدأت تجارة المخدرات في أمريكا اللاتينية في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي. إزدهرت هذه التجارة بشكل كبير في بلدان الأنديز مثل بيرو، بوليفيا، شيلي، الإكوادور، كولومبيا وفنزويلا بشكل عام، وفي تجارة الكوكايين بعد الحرب العالمية الثانية بشكل خاص[55].

الولايات المتحدة

نظرة عامة

حرس السواحل الأمريكي أثناء مصادرته للكوكايين في شاطئ ميامي، فلوريدا، مايو 2014

يمكن أن ترى آثار تجارة المخدرات غير المشروعة في الولايات المتحدة من العديد من الجوانب كالسياسية والإقتصادية والإجتماعية. كما يمكن ربط المخدرات بأعمال العنف المرتبطة بالتوتر العنصري الذي نشأ في أواخر القرن العشرين جنبا إلى جنب مع الاضطراب السياسي السائد طوال الستينات والسبعينات. يعتبر النصف الثاني من القرن العشرين فترة زيادة الثروة هي نفس الفترة التي زاد الطلب فيها على المخدرات في أغلب مناطق الولايات المتحدة.

الجانب السياسي

واجه جيل كبير خصوصا جيل الستينات نزعة لمواجهة مسائل محددة في القانون بما في ذلك العقاقير غير المشروعة. فمع ضعف النظام القضائي، تدخلت الحكومة الإتحادية لتنفيذ القانون.

كانت الماريجوانا هي المخدر الشعبي في أمريكا اللاتينية في الستينات. ولكن سرعان ما أصبح الكوكايين هو المخدر الرئيسي لعدة عقود متتالية. تم تهريب كميات هائلة من الكوكايين من كولومبيا والمكسيك عن طريق جامايكا[56][57].

في فترة التسعينات، كان ٥٠٪ من الكوكايين المتوفر في سوق الولايات المتحدة مكسيكي الأصل، ومع بداية القرن الحادي والعشرين، أصبح ٩٠٪ من الكوكايين مكسيكي[58].

في كولومبيا، سبب سقوط العديد من كارتلات المخدرات الرئيسية في منتصف التسعينات، حدثت تحولات مرئية في سوق المخدرات في الولايات المتحدة. فبين عام ١٩٩٦ وعام ٢٠٠٠ إنخفض إستهلاك الولايات المتحدة من الكوكايين بنسبة ١١٪.

في عام ٢٠٠٨، بدأت حكومة الولايات المتحدة في تنفيذ مبادرة ميريدا لمكافحة تهريب المخدرات من المكسيك[59].

الآثار الاجتماعية

حرب المخدرات في أريزونا، أكتوبر 2011

على الرغم من أن المخدرات غير مشروعة في الولايات المتحدة، إلا أنها أصبحت جزءا من ثقافة الأمة، بل نشاط ترفيهي لدى شريحة معينة من السكان[60]. لتصبح بذلك المخدرات سلعة أساسية مع تزايد الطلب عليها، بالرغم من سعرها العالي. بالرغم من جهود السياسيين للقضاء على المخدرات في الولايات المتحدة، إلا أن الولايات المتحدة لا تزال أكبر مستورد للمخدرات على مستوى العالم[61].

في القرن العشرين، تم تهريب المخدرات بخلاف الكوكايين تم تهريبها من الحدود المكيسكية بعد الحزر الأمريكي للكحوليات في فترة العشرينات، الأفيون في الأربعينات، الماريجوانا في الستينات والهيروين في السبعينات[62]. أغلب مخدرات الولايات المتحدة تم تهريبها من عصابات المكسكيك، والتي إستطاعت التوغل في أكثر من ١٩٥ مدينة داخل الولايات.

التركيبة السكانية

مع توافد المهاجرين على أمريكا في فترة الستينات، لاحظت الحكومة عدم تجانس السكان في العديد من الأماكن وتكون أقليات عرقية. التي بدورها تسببت في إرتفاع عدد جرائم العنف المرتبطة بالمخدرات وخصوصا في فترة الثمانينيات والتسعينيات[63]. فعلى سبيل المثال إرتفع معدل جرائم القتل في ميامي بين عامي ١٩٨٥ و ١٩٩٥ بأربعة أضعاف المعدل الوطني. بالطبع لم تكن المخدرات هي السبب الوحيد لزيادة معدل جرائم العنف فكان يرتبط في أماكن أخرى بالبطالة، غياب التعليم، سوء المستوى المعيشي وزيادة الأقليات العرقية[64].

المكسيك

البيئة السياسية

إحدى الأنفاق المستخدمة لتهريب المخدرات، يمر أسفل الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك
عصابات المخدرات وأماكن نفوذهم.

مع بداية القرن العشرين، سمحت البيئة السياسية في المكسيك بنمو الأنشطة المرتبطة بتجارة المخدرات. فمع غياب منهج محدد لمحاربة الجريمة المنظمة وعدم ملاحقة عصابات المخدرات المعروفة أدى إلى نمو التجارة وجعل تجار المخدرات أكثر ثراءا. تفتقر العديد من مدن المكسيك إلى الإستقرار في الحكم وعدم بقاء رؤساء البلدية في منصبهم فترة طويلة. تستغل عصابات المخدرات هذا الأمر لزرع رجلها في مراكز القيادة[65].

شعار الحزب الثوري المؤسسي (PRI)

في عام ١٩٢٩، تم تشكيل الحزب الثوري المؤسسي (PRI) لحل الفوضى الناجمة عن الثورة المكسيكية. مع مرور الوقت إكتسب الحزب نفوذا سياسيا كبيرا وأصبح مؤثرا في الشأن الإجتماعي والإقتصادي للمكسيك. لكسب هذا النفوذ قام الحزب بإنشاء العديد من العلاقات مع مختلف المجموعات من بينهم تجار المخدرات (النفوذ مقابل الحصانة)[66] والذي بدوره أدى لتوغل المزيد من الفساد في الحكومة[67].

بحلول أربعينات القرن الماضي توطت العلاقة بين الحزب الثوري (PRI) وعصابات المخدرات. سمحت هذه العلاقة بنمو تجارة المخدرات في ظل حماية المسؤولين الحكوميين. لم يستمر هذا الأمر فترة طويلة فمع حلول التسعينات، خسر الحزب الثوري الإنتخابات، وعادت الفوضى مرة اخرى في الحكومة.

حزب الفعل الوطني (PAN)

لم يختلف الوضع كثيرا مع حزب الفعل الوطني (PAN)، فعند وصل الحزب للسلطة إستخدمت عصابات المخدرات وجودها ونفوذها المسبق للحصول على السلطة أيضا. وبدلا من التفاوض مع الحكومة المركزية الجديدة كما كان الحال مع الحزب الثوري الدستوري، وجدت طرقا جديدة لتتوغل داخل الحكومة ولتعزيز سيطرتها.

حتى عندما أصبحت المكسيك أكثر ديمقراطية، إنتقل الفساد من السلطة المركزية إلى السلطات المحلية. الأمر الذي إستغلته العصابات وبدأت بإعطاء الرشاوي للسلطات للسيطرة عليها[68].

في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين، تم تخصيص عدة برامج لمحاربة هذه الصناعة وتمكين دولة القانون.

في عام ١٩٩٣، أنشأ الرئيس ساليناس المعهد الوطني لمكافحة المخدرات في المكسيك.

من عام ١٩٩٥ - ١٩٩٨، قرر الرئيس زيديو تغليظ قانون عقوبات الجريمة المنظمة، وإنشاء قانون لحماية الشهود والعملاء السريين.

من عام ٢٠٠١ - ٢٠٠٥، أنشأ الرئيس فيسينتي فوكس وكالة التحقيقات الفيدرالية، التي أدت إلى القبض على أشهر تجار المخدرات وهم:

القبض على أشهر تجار المخدرات
عام الشخص العصابة
1989 ميغيل أنخيل فيلكس غالاردو عصابة سينالوا
1993 خواكين غوزمان لويرا عصابة سينالوا
1995 هيكتور لويس بالما  
1996 خوان غارسيا أبريغو عصابة الخليج[69][70]
2002 إسماعيل غيريرو[71] عصابة تيجوانا
عيسى لابرا عصابة تيجوانا
ادان عصابة كوليما
بنيامين اريلانو فيليكس عصابة تيجوانا
2003 أوزيل كارديناس[72] عصابة الخليج

إقتصاد المكسيك

في العقود القليلة الماضية، إندمجت أموال تجار المخدرات في الإقتصاد المكسيكي. فأكثر من ٥٠٠ مدينة ترتبط مباشرة بتجارة المخدرات ، يعمل حوالي أكثر من ٤٥٠٠٠٠ شخص في هذا المجال[73]. كما يعتمد رزق أكثر من ٣.٢ مليون شخص على تجارة المخدرات.

التجارة في أنواع محددة من المخدرات

القنب الهندي (البانجو)

أربعة أونصات من القنب الهندي

الكحوليات

الهيروين

مزرعة خشخاش منوم (مصدر الأفيون، الهيروين، المورفين) في بورما
تم مصادرة هروين مخفي في سجادة مصنوعة يدويا في مطار مقاطعة ويستتشستر، نيويورك. عام 2012

الميثامفيتامين

أنظر أيضا

منظمات وإتفاقيات دولية

لمزيد من القراءة

  • Aire, Jose Gutierrez (2012). Blood, Death, Drugs and Sex in Old Mexico. Createspace Independent Pub. ISBN:147759227X.
  • DeGrandpre، Richard J (2006). The cult of pharmacology : how America became the world's most troubled drug culture. Durham: Duke University Press. ISBN:9780822338819.

مصادر

  1. ^ "UN report puts world's illicit drug trade at estimated USD$321b"
  2. ^ "History of the Opium Trade in China"
  3. ^ "Illegal Drugs in America: A Modern History"
  4. ^ "The 1912 Hague International Opium Convention"
  5. ^ "History of Legislative Control Over Opium, Cocaine, and Their Derivatives"
  6. ^ Full text of the Treaty of Tientsin between China and the United Kingdom
  7. ^ Full text of the Treaty of Tientsin between China and France
  8. ^ Full text of the Treaty of Tientsin between China and the United Kingdom
  9. ^ Full text of the Treaty of Tientsin between China and France
  10. ^ Full text of the Treaty of Tientsin between China and the United States of America
  11. ^ Full text of the Treaty of Tientsin between China and Russia
  12. ^ Opium and the People, Opiate Use in Nineteenth-Century England
  13. ^ Organized Crime - American Mafia
  14. ^ Report on the Enforcement of the Prohibition Laws of the United States. National Commission on Law Observance and Enforcement
  15. ^ "Purity on the rise as ice tops the drugs wave"
  16. ^ "Narconomics"
  17. ^ "Of bongs and bureaucrats"
  18. ^ . "Gambino, Bonanno family members held in joint US-Italy anti-mafia raid - CNN.com"
  19. ^ "Drug trafficking"
  20. ^ "Drug smugglers set £50million of hash on fire and jump overboard in Mediterranean - Daily Mail Online"
  21. ^ http://www.bbc.co.uk/news/world-latin-america-25328656
  22. ^ "UN drugs meeting opens after historic reforms shatter consensus on drug control system"
  23. ^ "Outcry after Indonesia executes 6 for drug trafficking"
  24. ^ "Organized Crime: The World's Largest Social Network"
  25. ^ "Asia-Pacific | Australian executed in Singapore"
  26. ^ "Two Friends Sent To The Gallows For Drug Trafficking"
  27. ^ "How the Wildlife Trade Relates to Other Illicit Trades"
  28. ^ Threat Posed by the Convergence of Organized Crime, Drug Trafficking, and Terrorism: Congressional Hearing
  29. ^ "Refugees in Ecuador"
  30. ^ "Estados Unidos denuncia que el 79 porciento de cocaína pasa por Honduras - Radio HRN"
  31. ^ "Honduras Has World's Highest Murder Rate: UN"
  32. ^ "The Tunisian Exception: Success and Limits of Consensus"
  33. ^ "Drug-Related Crime - Fact sheet - Drug Facts"
  34. ^ "Out of control"
  35. ^ "A Subnational Study of Insurgency: FARC Violence in the 1990s"
  36. ^ "Progress in Mexico drug war is drenched in blood"
  37. ^ "Transform"
  38. ^ Aumenta narcotráfico por Venezuela
  39. ^ "In Venezuela, Remote Areas Provide a Drug Trafficking Hub « Previous"
  40. ^ "Venezuela's Drug-Running Generals May Be Who Finally Ousts Maduro"
  41. ^ World Drug Report 2010 Statistical Annex: Drug seizures
  42. ^ "Drug seizures Report From Year: 2009 Until Year: 2012 Drug Group: Cocaine-type"
  43. ^ United Nations Office on Drugs and Crime
  44. ^ "West Africa and Drug Trafficking"
  45. ^ "GIABA"
  46. ^ Kijk magazine, 2/2012
  47. ^ Alexandre Schmidt,UNODC, Amadou Ndiaye, Mu'azu Umaru, GIABA
  48. ^ "Iran is a firm barrier against drug trafficking to Caucasus"
  49. ^ "Dark net markets: the eBay of drug dealing"
  50. ^ "World Drug Report - Global Illicit Drug Trends"
  51. ^ The illicit drug trade in the United Kingdom
  52. ^ "Drug money saved banks in global crisis, claims UN advisor"
  53. ^ "Why Drug Dealers Live With Their Moms"
  54. ^ Bartilow, Horace; Kihong Eom (Summer 2009). "Free Trader and Drug Smugglers: The Effects of Trade Openness of States' Ability to Combat Drug Trafficking". Latin American Politics and Society
  55. ^ "From Smugglers to Warlords: Twentieth Century Colombian Drug Traffickers"
  56. ^ "The Real War in Mexico: How Democracy Can Defeat the Drug Cartels"
  57. ^ "Drug Trafficking in the United States"
  58. ^ "Drug Trafficking and Its Impact on Colombia: An Economic Overview"
  59. ^ "State of War"
  60. ^ "Drug Wars in the United States"
  61. ^ "The American Prohibition on Thinking Smart in the Drug War"
  62. ^ "Cocaine's Long March North, 1900-2010"
  63. ^ "Segmented Assimilation, Local Context and Determinants of Drug Violence in Miami and San Diego: Does Ethnicity and Immigration Matter?"
  64. ^ "Baby Booms and Drug Busts: Trends in Youth Drug Use in the United States, 1975-2000"
  65. ^ "Combatting Drugs in Mexico under Calderon: The Inevitable War"
  66. ^ "Drugs, Violence, and Life in Mexico"
  67. ^ "Stories of Drug Trafficking in Rural Mexico: Territories, Drugs and Cartels in Michoacan"
  68. ^ Mexico: Drug Cartels a Growing Threat." Worldpress.org
  69. ^ Carlos Rosales Mendoza
  70. ^ La Familia Michoacana
  71. ^ "Combatting Drugs in Mexico under Calderon: The Inevitable War"
  72. ^ Arrested Drug Traffickers
  73. ^ "Female Drug Smugglers on the U.S. Mexico Border: Gender, Crime, and Empowerment"

وصلات خارجية

فيديو