الجامع الأموي (توضيح): الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط تغيير مكان قالب توضيح
لا ملخص تعديل
سطر 1: سطر 1:

*[[جامع بني أمية الكبير|الجامع الأموي]] في [[دمشق]]
*[[جامع بني أمية الكبير|الجامع الأموي]] في [[دمشق]]
*[[الجامع الأموي (حلب)|الجامع الأموي]] في [[حلب]]
*[[الجامع الأموي (حلب)|الجامع الأموي]] في [[حلب]]
{{توضيح}}
{{توضيح}}
الجامع الأموي

بني الجامع الأموي في دمشق على بقايا هيكل قديم يرجع تاريخه إلى أيام الرومان، ثم تحول قبل الإسلام إلى كنيسة للنصارى وهي كنيسة "مار يوحنا" ويروي أبو البقاء عبد الله بن محمد البدري في كتابه "نزهة الأنام في محاسن الشام" أن أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه كتب كتاب أمان وأقر بأيدي النصارى أربع عشرة كنيسة وأخذ منهم نصف هذه الكنيسة "مار يوحنا" بحكم أن البلد فتحه خالد بين الوليد رضي الله عنه من الباب الشرقي بالسيف وأخذ النصارى الأمان من أبي عبيدة رضي الله عنه وهو على باب الجابية فاختلفوا ثم اتفقوا على أن جعلوا نصف البلد صلحاً ونصفه عنوة، فأخذ المسلمون نصف هذه الكنيسة الشرقي فجعله أبو عبيدة رضي الله عنه مسجداً وكانت قد صارت إليه إمارة الشام فكان أول من صلى فيه أبو عبيدة رضي الله عنه ثم الصحابة من بعده في البقعة التي يقال لها محراب الصحابة رضوان الله عليهم.
وفي عهد الوليد بن عبد الملك حاول أن يلحق النصف الآخر بالمسجد من أجل توسعته لكي يتسع البناء للعدد المتزايد من المصلين المسلمين المقيمين في دمشق، وقد بذل لهم المال فلم يستجيبوا له وأصروا على إبائهم وعند ذلك أقام عليهم الحجة أن هذه الكنيسة من حق المسلمين وأنهم قد تفضلوا عليهم بها منذ أن دخلوا دمشق ولكنهم رفضوا التنازل عنها عندما احتاج المسلمون إليها، ثم أمر الخليفة الوليد بن عبد الملك بتشييد الجامع الأموي عام 98 هـ / 716 م، واستمر بناؤه حتى عهد أخيه سليمان وق استدعى الوليد لبنائه العمال من كل مكان فجمع لبنائه كبار المندسين من فارس والهند والمغرب والروم، وقد أنفق في بنائه حسب الروايات التاريخية 100 صندوق من الدنانير الذهبية في كل صندوق 228 ألف دينار، وفي رواية أنه أنفق خمسة آلاف ألف دينار وستمائة ألف دينار، وقبل أن الخليفة عمر بن عبد العزيز لم يرض بما فيه من ترف وإسراف وعزم على رد ما فيه من نفائس وذهب إلى بيت الملا حتى جاء وفد بيزنطي إلى دمشق، واستأذن في مشاهدة الجامع وقبل إن رئيس الوفد سقط مغشياً عليه خلال تأمله روائع البناء، فلما أفاق سيل عما أصابه فأجاب بأن أهل رومية يتحدثون عن أن بقاء العرب في هذه البلاد قليل، فلما شاهد البنيان أيقن بأنهم باقون فيها وأن لا رجعة لبيزنطة إليها بعد اليوم، فلما أخبر الخليفة عمر بذلك قال: " ما أرى مسجد دمشق إلا غيظاً على الأعداء" وترك ما كان قد هم به.
وتبلغ مقاييس الجامع 160 م طولاً و100 م عرضاً وتخطيطه على هيئة صحن مكشوف مستطيل الشكل تحيطه أربعة أروقة أعمقها رواق القبلة وهو يتكون من ثلاث بلاطات تغطيها جمالونات يقطعها مجاز عمودي على محراب القبلة يتميز باتساعه وارتفاع سقفه ويغطي الجزء الأوسط المجاور فيه ويعرف بقبة النسر وأعطيت هذا الاسم لارتفاعها الذي يشبه ارتفاع عش النسر كما كان الجامع مفروشاً بالرخام وأمهم ما يتميز به بقاء زخرفته من الفسيفساء وهي على هيئة مناظر طبيعية وتمتد الزخرفة على شكل نهر يشبه في تفاصيله نهر بردى الذي يخترق مدينة دمشق ويظهر في أعلى الجانب الأيسر قصور وعمائر ومنازل وميادين وقناطر وأشجار بألوان مختلفة.
وللمسجد أربعة مآذن كنت في الأصل أبراج مراقبة أيام اليونان، فتركها الوليد بن عبد الملك مع الحائط الخارجي وحوّلها إلى صوامع للأذان واليوم لم يبق منها إلا البرج الجنوبي الغربي وقد شيدت فوقه مئذنة أيام المماليك عام 894 هـ، بينما اختفت الأبراج الشمالية الغربية والشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية التي يوجد مكانه مئذنة بنيت عام 741 هـ، وهناك مئذنة ثالثة يعود تاريخها إلى نهاية القرن السادس الهجري أقيمت مكان مئذنة كانت موجودة قبل عام 375 هـ.
وفي داخل حرم الجامع قبر النبي يحيى عليه السلام ويقام علية اليوم بناء أنيق قائم بين أعمدة الرواق الأوسط من الجامع شرقي المحراب. وأورد ابن عساكر نبأ العثور على قبر النبي يحيى عليه السلام في المكان أثناء تشييد الجامع وقد أمر الخليفة الوليد بن عبد الملك بأن يحافظ على القبر في مكانه ويجعل فوقه عموداً يختلف عن الأعمدة الأخرى ليدل عليه ثم أقيم عليه ضريح من الخشب مزين بالنقوش ذهب مع الحريق الأخير فأعيد بناؤه بالرخام.
ويوجد في جانب من الجامع ضريح لسبط النبي صلى الله عليه وسلم الحسين بن علي رضي الله عنهما حسب روايات بعض أهل العلم من الشام إذ تشير الروايات إلى أنه جيء برأسه بعد مقتله في كربلاء.
وسور الجامع الخارجي مبني بالحجارة الكلسية وهي على هيئة مداميك كبيرة الحجم مزودة بدعائم سورية وتبلغ أبوابه الداخلية 40 باباً والخارجية أربعة أبواب وأعمدته الداخلية 40 عموداً وفي الخارج مثلها ويبلغ عدد نوافذه من الجنوب 44 ومثلها من الشمال.
ولم تقتصر وظيفة الجامع على العبادة فقط، بل تعدته إلى تجييش الجيوش منه للفتح أو لصد الغزاة فكان ملجأ للمجاهدين والعلماء وظهرت فيه ثلة من العلماء والقادة فكان حافلاً بالنشاطات الاجتماعية والتجارية وحتى السياسية وأشهر من درّس فيه ثلاث من أمهات المؤمنين هن حفصة وأم حبيبة وأم سلمة رضوان الله علين جميعاً.
وتميز الجامع الأموي منذ نشأته بكثرة أوقافه ومدرسيه. وبقيت المدارس المنفصلة عنه بأوقافها والمتصلة فيه ببنائها، تقوم بمهامها التدريسية، مثل دار الحديث التقوية، ودار الحديث الحمصية، ودار الحديثة العروبة، والزاوية المالكية، والمدرسة التاجية، والمدرسة الرواحية والمدرسة الغزالية، والمدرسة السيفية، والمدرسة العزية.
وكان الجامع الأموي ملتقى علماء دمشق بالعلماء الغرباء، وكانوا في رحابه يتناظرون بالعلوم المختلفة التي كانت سائدة آنئذ، وكانت العادة إذا ما جاء عالم غريب ألا يقبل علماها عليه إلى بعد استماعهم لدرسه في هذا الجامع، فيعرفون من خلال ذلك قدره حق المعرفة ويطرحون عليه الأسئلة المشكلة لمعرفة مدى علمه، ولم تكن سمعته ولا ألقابه ولا مناصبه لتعفيه من هذا الامتحان، فإن نجح فيه احترموه وأقبلوا عليه واحترموه وأكرموه، وإلا أعرضوا عنه.
أما طريقة التدريس فيه فكانت تتم على شكل حلقات يتحلق فيها الطلاب حول المحدثين الذين يقرأون الحديث الشريف وهم جلوس على كراسي مرتفعة، أما الوعاظ ومدرسو القرآن الكريم فيستندون إلى سواري المسجد عند أدائهم لموعظتهم، وكانت عادة المدرس الواعظ، أن يجلس على كرسي مرتفع بعد أداء فريضة الجمعة إلى صلاة العصر، ويخصص درسه لرجال الحكم والعلم.
وقد تعددت حلقات التدريس في أرجائه، وكانت تلك الحلقات تعقد في صحنه وأروقته وداخل حرمه تحت قبته. وكانت أهم حلقاته التدريسية تحت قبة النسر التي كانت موقوفة لأعلم علماء دمشق، واعتبرت الدراسة تحتها بمثابة المرحلة العليا من الدراسة في وقتنا الحاضر. وكان التدريس تحتها يشمل عدداً من المواد، كالأصول والفقه والكلام والنحو والحساب والمنطق وغيرها.
وأهم مدرّسي قبة النسر الشيخ أحمد المنيني، ثم استلم التدريس تحتها من بعده الشيخ على أفندي الداغستاني ثم الشمس محمد الكزبري ثم الشيخ محمد العطار ثم الشيخ عبد الرحمن الكزبري.
أما أهم المدرّسين الذين درسوا في صحنه فهم الشيخ إبراهيم الأسطواني، والشيخ على أفندي بن عبد الرزاق أفندي ثم الشيخ مصطفى بن عبد الرزاق ثم الشيخ راغب الحصني.
وإلى يومنا هذا تتناثر في أرجائه حلقات العلم التي يقبل عليها طلبتنه من دمشق وضواحيها وأشهر هذه الحلقات درس الشيخ عبد الرزاق الحلبي في الفقه والتفسير.

نسخة 09:28، 16 ديسمبر 2008

الجامع الأموي

بني الجامع الأموي في دمشق على بقايا هيكل قديم يرجع تاريخه إلى أيام الرومان، ثم تحول قبل الإسلام إلى كنيسة للنصارى وهي كنيسة "مار يوحنا" ويروي أبو البقاء عبد الله بن محمد البدري في كتابه "نزهة الأنام في محاسن الشام" أن أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه كتب كتاب أمان وأقر بأيدي النصارى أربع عشرة كنيسة وأخذ منهم نصف هذه الكنيسة "مار يوحنا" بحكم أن البلد فتحه خالد بين الوليد رضي الله عنه من الباب الشرقي بالسيف وأخذ النصارى الأمان من أبي عبيدة رضي الله عنه وهو على باب الجابية فاختلفوا ثم اتفقوا على أن جعلوا نصف البلد صلحاً ونصفه عنوة، فأخذ المسلمون نصف هذه الكنيسة الشرقي فجعله أبو عبيدة رضي الله عنه مسجداً وكانت قد صارت إليه إمارة الشام فكان أول من صلى فيه أبو عبيدة رضي الله عنه ثم الصحابة من بعده في البقعة التي يقال لها محراب الصحابة رضوان الله عليهم. وفي عهد الوليد بن عبد الملك حاول أن يلحق النصف الآخر بالمسجد من أجل توسعته لكي يتسع البناء للعدد المتزايد من المصلين المسلمين المقيمين في دمشق، وقد بذل لهم المال فلم يستجيبوا له وأصروا على إبائهم وعند ذلك أقام عليهم الحجة أن هذه الكنيسة من حق المسلمين وأنهم قد تفضلوا عليهم بها منذ أن دخلوا دمشق ولكنهم رفضوا التنازل عنها عندما احتاج المسلمون إليها، ثم أمر الخليفة الوليد بن عبد الملك بتشييد الجامع الأموي عام 98 هـ / 716 م، واستمر بناؤه حتى عهد أخيه سليمان وق استدعى الوليد لبنائه العمال من كل مكان فجمع لبنائه كبار المندسين من فارس والهند والمغرب والروم، وقد أنفق في بنائه حسب الروايات التاريخية 100 صندوق من الدنانير الذهبية في كل صندوق 228 ألف دينار، وفي رواية أنه أنفق خمسة آلاف ألف دينار وستمائة ألف دينار، وقبل أن الخليفة عمر بن عبد العزيز لم يرض بما فيه من ترف وإسراف وعزم على رد ما فيه من نفائس وذهب إلى بيت الملا حتى جاء وفد بيزنطي إلى دمشق، واستأذن في مشاهدة الجامع وقبل إن رئيس الوفد سقط مغشياً عليه خلال تأمله روائع البناء، فلما أفاق سيل عما أصابه فأجاب بأن أهل رومية يتحدثون عن أن بقاء العرب في هذه البلاد قليل، فلما شاهد البنيان أيقن بأنهم باقون فيها وأن لا رجعة لبيزنطة إليها بعد اليوم، فلما أخبر الخليفة عمر بذلك قال: " ما أرى مسجد دمشق إلا غيظاً على الأعداء" وترك ما كان قد هم به. وتبلغ مقاييس الجامع 160 م طولاً و100 م عرضاً وتخطيطه على هيئة صحن مكشوف مستطيل الشكل تحيطه أربعة أروقة أعمقها رواق القبلة وهو يتكون من ثلاث بلاطات تغطيها جمالونات يقطعها مجاز عمودي على محراب القبلة يتميز باتساعه وارتفاع سقفه ويغطي الجزء الأوسط المجاور فيه ويعرف بقبة النسر وأعطيت هذا الاسم لارتفاعها الذي يشبه ارتفاع عش النسر كما كان الجامع مفروشاً بالرخام وأمهم ما يتميز به بقاء زخرفته من الفسيفساء وهي على هيئة مناظر طبيعية وتمتد الزخرفة على شكل نهر يشبه في تفاصيله نهر بردى الذي يخترق مدينة دمشق ويظهر في أعلى الجانب الأيسر قصور وعمائر ومنازل وميادين وقناطر وأشجار بألوان مختلفة. وللمسجد أربعة مآذن كنت في الأصل أبراج مراقبة أيام اليونان، فتركها الوليد بن عبد الملك مع الحائط الخارجي وحوّلها إلى صوامع للأذان واليوم لم يبق منها إلا البرج الجنوبي الغربي وقد شيدت فوقه مئذنة أيام المماليك عام 894 هـ، بينما اختفت الأبراج الشمالية الغربية والشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية التي يوجد مكانه مئذنة بنيت عام 741 هـ، وهناك مئذنة ثالثة يعود تاريخها إلى نهاية القرن السادس الهجري أقيمت مكان مئذنة كانت موجودة قبل عام 375 هـ. وفي داخل حرم الجامع قبر النبي يحيى عليه السلام ويقام علية اليوم بناء أنيق قائم بين أعمدة الرواق الأوسط من الجامع شرقي المحراب. وأورد ابن عساكر نبأ العثور على قبر النبي يحيى عليه السلام في المكان أثناء تشييد الجامع وقد أمر الخليفة الوليد بن عبد الملك بأن يحافظ على القبر في مكانه ويجعل فوقه عموداً يختلف عن الأعمدة الأخرى ليدل عليه ثم أقيم عليه ضريح من الخشب مزين بالنقوش ذهب مع الحريق الأخير فأعيد بناؤه بالرخام. ويوجد في جانب من الجامع ضريح لسبط النبي صلى الله عليه وسلم الحسين بن علي رضي الله عنهما حسب روايات بعض أهل العلم من الشام إذ تشير الروايات إلى أنه جيء برأسه بعد مقتله في كربلاء. وسور الجامع الخارجي مبني بالحجارة الكلسية وهي على هيئة مداميك كبيرة الحجم مزودة بدعائم سورية وتبلغ أبوابه الداخلية 40 باباً والخارجية أربعة أبواب وأعمدته الداخلية 40 عموداً وفي الخارج مثلها ويبلغ عدد نوافذه من الجنوب 44 ومثلها من الشمال. ولم تقتصر وظيفة الجامع على العبادة فقط، بل تعدته إلى تجييش الجيوش منه للفتح أو لصد الغزاة فكان ملجأ للمجاهدين والعلماء وظهرت فيه ثلة من العلماء والقادة فكان حافلاً بالنشاطات الاجتماعية والتجارية وحتى السياسية وأشهر من درّس فيه ثلاث من أمهات المؤمنين هن حفصة وأم حبيبة وأم سلمة رضوان الله علين جميعاً. وتميز الجامع الأموي منذ نشأته بكثرة أوقافه ومدرسيه. وبقيت المدارس المنفصلة عنه بأوقافها والمتصلة فيه ببنائها، تقوم بمهامها التدريسية، مثل دار الحديث التقوية، ودار الحديث الحمصية، ودار الحديثة العروبة، والزاوية المالكية، والمدرسة التاجية، والمدرسة الرواحية والمدرسة الغزالية، والمدرسة السيفية، والمدرسة العزية. وكان الجامع الأموي ملتقى علماء دمشق بالعلماء الغرباء، وكانوا في رحابه يتناظرون بالعلوم المختلفة التي كانت سائدة آنئذ، وكانت العادة إذا ما جاء عالم غريب ألا يقبل علماها عليه إلى بعد استماعهم لدرسه في هذا الجامع، فيعرفون من خلال ذلك قدره حق المعرفة ويطرحون عليه الأسئلة المشكلة لمعرفة مدى علمه، ولم تكن سمعته ولا ألقابه ولا مناصبه لتعفيه من هذا الامتحان، فإن نجح فيه احترموه وأقبلوا عليه واحترموه وأكرموه، وإلا أعرضوا عنه. أما طريقة التدريس فيه فكانت تتم على شكل حلقات يتحلق فيها الطلاب حول المحدثين الذين يقرأون الحديث الشريف وهم جلوس على كراسي مرتفعة، أما الوعاظ ومدرسو القرآن الكريم فيستندون إلى سواري المسجد عند أدائهم لموعظتهم، وكانت عادة المدرس الواعظ، أن يجلس على كرسي مرتفع بعد أداء فريضة الجمعة إلى صلاة العصر، ويخصص درسه لرجال الحكم والعلم. وقد تعددت حلقات التدريس في أرجائه، وكانت تلك الحلقات تعقد في صحنه وأروقته وداخل حرمه تحت قبته. وكانت أهم حلقاته التدريسية تحت قبة النسر التي كانت موقوفة لأعلم علماء دمشق، واعتبرت الدراسة تحتها بمثابة المرحلة العليا من الدراسة في وقتنا الحاضر. وكان التدريس تحتها يشمل عدداً من المواد، كالأصول والفقه والكلام والنحو والحساب والمنطق وغيرها. وأهم مدرّسي قبة النسر الشيخ أحمد المنيني، ثم استلم التدريس تحتها من بعده الشيخ على أفندي الداغستاني ثم الشمس محمد الكزبري ثم الشيخ محمد العطار ثم الشيخ عبد الرحمن الكزبري. أما أهم المدرّسين الذين درسوا في صحنه فهم الشيخ إبراهيم الأسطواني، والشيخ على أفندي بن عبد الرزاق أفندي ثم الشيخ مصطفى بن عبد الرزاق ثم الشيخ راغب الحصني. وإلى يومنا هذا تتناثر في أرجائه حلقات العلم التي يقبل عليها طلبتنه من دمشق وضواحيها وأشهر هذه الحلقات درس الشيخ عبد الرزاق الحلبي في الفقه والتفسير.