12٬938
تعديل
Adil Faouzi (نقاش | مساهمات) ط (←فضل الفقه: تنظيف) |
منصورالواقدي (نقاش | مساهمات) (استرجاع نسخة 28721609 بسبب خطأ بوت) |
||
أخرج [[الترمذي]]: «عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود يحدث عن أبيه عن النبي {{صلى الله عليه وسلم}} قال: نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة أئمة المسلمين ولزوم جماعتهم فإن الدعوة تحيط من ورائهم».<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1=محمد بن عيسى بن سورة الترمذي|وصلة المؤلف=الترمذي|العنوان=سنن الترمذي كتاب العلم باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع، الجزء الخامس حديث رقم: (2658)|الناشر=دار الكتب العلمية|المسار=http://www.t.islamweb.org/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=2&ID=2582|الصفحة=34}}</ref> ورواة [[الشافعي]] و[[البيهقي]] في المدخل.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1=علي بن سلطان محمد القاري|وصلة المؤلف1=ملا علي القاري|العنوان=مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح كتاب العلم حديث رقم: (208)|الناشر=دار الفكر|السنة= 1422 هـ/ 2002م|المسار=http://www.t.islamweb.org/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=79&ID=465|الصفحة=306 و307}}</ref> وأخرج [[أبو نعيم]] في الحلية: «عن عبد الرحمن بن [[عبد الله بن مسعود]] عن أبيه قال: قال رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}: «نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه إلى من هو أحفظ منه، ويبلغه من هو أحفظ منه إلى من هو أفقه منه، فرب حامل فقه ليس بفقيه» رواه عن سماك عدة، ولم يروه عن علي إلا الخريبي، صحيح ثابت».<ref>[http://www.t.islamweb.org/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=131&ID=1477 حلية الأولياء للحافظ أبي نعيم الأصبهاني ص331 دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170222055626/http://www.t.islamweb.org/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=131&ID=1477 |date=22 فبراير 2017}}</ref> وأخرج الترمذي رواية: «عن شعبة أخبرنا عمر بن سليمان من ولد عمر بن الخطاب قال سمعت عبد الرحمن بن أبان بن عثمان يحدث عن أبيه قال خرج زيد بن ثابت من عند مروان نصف النهار قلنا ما بعث إليه في هذه الساعة إلا لشيء سأله عنه فسألناه فقال: نعم سألنا عن أشياء سمعناها من رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} سمعت رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} يقول: «نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه»».<ref name="الأحوذي 56">{{مرجع كتاب|المؤلف1=محمد بن عيسى بن سورة الترمذي|وصلة المؤلف=الترمذي|العنوان=سنن الترمذي كتاب العلم باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع، الجزء الخامس حديث رقم: (2656)|المسار=http://www.t.islamweb.org/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=2&ID=2580|الصفحة=33|الناشر=دار الكتب العلمية}}</ref><ref>قال الترمذي: «وفي الباب عن عبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل وجبير بن مطعم وأبي الدرداء وأنس». قال في تحفة الأحوذي: أما حديث عبد الله بن مسعود فأخرجه الترمذي بعد هذا الحديث، وأما حديث معاذ بن جبل فلينظر من أخرجه، وأما حديث جبير بن مطعم فأخرجه أحمد وابن ماجه والطبراني في الكبير كذا في الترغيب، وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه الدارمي، وأما حديث أنس فأخرجه ابن ماجه والطبراني في الأوسط.</ref><ref>أخرجه الترمذي في سننه رقم: (2656) وقال: حديث زيد بن ثابت حديث حسن. وأخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه والدارمي وسكت عنه أبو داود، ونقل المنذري تحسين الترمذي فأقره</ref> وقوله: «نضر الله» قال التوربشتي: النضرة الحسن والرونق يتعدى ولا يتعدى وروي مخففا ومثقلا.<ref name="الأحوذي 56"/> وقال [[النووي]]: التشديد أكثر. وقال الأبهري: روى أبو عبيدة بالتخفيف قال هو لازم ومتعد، ورواه الأصمعي بالتشديد وقال المخفف لازم والتشديد للتعدية وعلى الأول للتكثير والمبالغة.<ref name="الأحوذي 56"/> ذكره في تحفة الأحوذي وقال: والمعنى: خصه الله بالبهجة والسرور لما رزق بعلمه ومعرفته من القدر والمنزلة بين الناس في الدنيا ونعمه في الآخرة حتى يرى عليه رونق الرخاء والنعمة. ثم قيل: إنه إخبار يعني جعله ذا نضرة، وقيل: دعاء له بالنضرة وهي البهجة والبهاء في الوجه من أثر النعمة. ومعنى: «فحفظه» أي: بالقلب أو بالكتابة. «فرب حامل فقه» أي: علم «إلى من هو أفقه منه» أي: فرب حامل فقه قد يكون فقيها ولا يكون أفقه فيحفظه ويبلغه إلى من هو أفقه منه فيستنبط منه ما لا يفهمه الحامل أو إلى من يصير أفقه منه، إشارة إلى فائدة النقل والداعي إليه. قال الطيبي: هو صفة لمدخول «رب» استغنى بها عن جوابها أي: رب حامل فقه أداه إلى من هو أفقه منه. «ورب حامل فقه ليس بفقيه» بين به: أن راوي الحديث ليس الفقه من شرطه، إنما شرطه الحفظ، وعلى الفقيه التفهم والتدبر قاله المناوي.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1=محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري|العنوان=تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي كتاب العلم باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع، الجزء الخامس حديث رقم: (2656)|المسار=http://www.t.islamweb.org/newlibrary/display_book.php?bk_no=56&ID=1679&idfrom=5096&idto=5100&bookid=56&startno=0|الصفحة=347 و348|الناشر=دار الكتب العلمية}}</ref>
وأخرج الترمذي أيضا: «عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود يحدث عن أبيه قال سمعت النبي {{صلى الله عليه وسلم}} يقول: نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمع فرب مبلغ أوعى من سامع». قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد رواه عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن عبد الله».<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1=محمد بن عيسى بن سورة الترمذي|وصلة المؤلف=الترمذي|العنوان=سنن الترمذي كتاب العلم باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع، الجزء الخامس حديث رقم: (2657)|المسار=http://www.t.islamweb.org/newlibrary/display_book.php?bk_no=2&ID=1679&idfrom=2580&idto=2582&bookid=2&startno=1|الصفحة=33|الناشر=دار الكتب العلمية}}</ref><ref>أخرجه الترمذي في سننه رقم: (2657) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه أحمد وابن ماجه وابن حبان. قال المناوي وإسناده صحيح.</ref> وقد جاء بلفظ: «سمع منا شيئا» وفي رواية [[
=== الفقيه ===
يعد الفقه من أفضل العلوم، وفضله حاصل بنسبته للشرع، فهو من العلوم الشرعية المخصوصة بفضل نسبتها للشرع، فهو علم بأحكام الشرع والحلال والحرام وما لا بد منه من الأحكام، وبه يعلم المسلم حكم عباداته ومعاملاته الصحيح منها والباطل. وفضل الفقه كثير شهير، وفي الحديث: {{حديث|{{لون|أخضر|'''من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.'''}}}}.<ref>فتح الباري، شرح صحيح البخاري، ل[[ابن حجر العسقلاني]]، رقم الحديث: (71)، ص198. دارالريان للتراث، 1407 هـ/ 1986 م.</ref> وقد سماه الله خيرا فقال تعالى: {{قرآن|ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا}} وقد فسر الحكمة جماعة من علماء التفسير بعلم الفروع الذي هو علم الفقه.<ref>رد المحتار على الدر المختار، محمد أمين بن عمر ابن عابدين، مقدمة الكتاب، ج1 ص38 و39. دار الكتب العلمية، 1412 هـ/ 1992 م. الطبعة: د.ط</ref> وجاء في الخلاصة وغيرها أن النظر في كتب الفقه بالمذاكرة والقراءة من غير سماع أفضل من قيام الليل، وتعلم الفقه أفضل من تعلم باقي القرآن وجميع الفقه لا بد منه. وكونه علم في الحلال والحرام وما لا بد منه من الأحكام كما قيل:
▲{{بيت|إذا ما اعتز ذو علم بعلم|فعلم الفقه أولى باعتزاز}}
▲{{بيت|فكم طيب يفوح ولا كمسك|وكم طير يطير ولا كباز.}}
وقيل أيضا:
{{
{{
▲{{بيت|وخير علوم علم فقه لأنه|يكون إلى كل العلوم توسلا.<ref group=".">توسلا بمعنى: وسيلة؛ لأن الفقه المثمر للتقوى والورع يوصل به إلى غيره من العلوم النافعة والمنازل المرتفعة قال تعالى: {{قرآن|واتقوا الله ويعلمكم الله}} والحديث: {{حديث|من عمل بما علم؛ علمه الله علم ما لم يعلم}}.</ref>}}
▲{{بيت|فإن فقيها واحدا متورعا|على ألف ذي زهد<ref group=".">الزهد في اللغة: ترك الميل إلى الشيء، وفي اصطلاح أهل الحقيقة: هو بغض الدنيا والإعراض عنها. وقيل هو ترك راحة الدنيا طلبا لراحة الآخرة، وقيل هو أن يخلو قلبك مما خلت منه يدك.</ref> تفضل واعتلى.}}
قال ابن الوردي:
▲{{بيت|واحتفل للفقه في الدين ولا|تشتغل عنه بمال وخول}}
وقيل أيضا:
{{قصيدة|{{لون|أزرق|تفقه فإن الفقه أفضل قائد}}|{{لون|أزرق|إلى البر والتقوى وأعدل قاصد}}}}▼
{{
{{قصيدة|{{لون|أزرق|فإن فقيها واحدا متورعا}}|{{لون|أزرق|أشد على الشيطان من ألف عابد}}.<ref>رد المحتار على الدر المختار، محمد أمين بن عمر ابن عابدين، مقدمة الكتاب، ج1 ص40، دار الكتب العلمية، 1412 هـ/ 1992 م.</ref>}}▼
▲|{{لون|أزرق|إلى البر والتقوى وأعدل قاصد}}}}
▲|{{لون|أزرق|أشد على الشيطان من ألف عابد}}.<ref>رد المحتار على الدر المختار، محمد أمين بن عمر ابن عابدين، مقدمة الكتاب، ج1 ص40، دار الكتب العلمية، 1412 هـ/ 1992 م.</ref>}}
والمعنى: أن العابد إذا لم يكن فقيها ربما أدخل عليه الشيطان ما يفسد عبادته، وقيد الفقيه بالمتورع إشارة إلى ثمرة الفقه التي هي التقوى إذ بدونها يكون دون العابد الجاهل حيث استولى عليه الشيطان بالفعل. ويدل على فضل الفقيه على العابد حديث: {{حديث|عن أبي هريرة عن النبي {{صلى الله عليه وسلم}} قال: {{لون|أخضر|«ما عُبِدَ الله بشيء أفضل من فِقْهٍ في دين، وَلَفَقِيهٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ من ألف عابد، ولكل شيء عماد وعماد هذا الدين الفقه»}}. فقال [[أبو هريرة]]: "لأَن أجلس ساعة فَأَفْقَهَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُحْيِي اللَّيْلَةَ إِلَى الْغَدَاةِ}}.<ref>مسند الشهاب رقم: 194</ref> وفي رواية: {{حديث|{{لون|أخضر|لكل شيء قِوَامٌ، وَقِوَامُ الدِّينِ الْفِقْهُ}}}}.<ref>مسند الشهاب رفم: 195</ref> <ref group=".">قال ابن عابدين: وقد عقد في البيت الأخير بعض ما ذكره في الإحياء، ورواه الدارقطني والبيهقي من: {{حديث|قوله {{صلى الله عليه وسلم}}: ما عبد الله بشيء أفضل من فقه في الدين، ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد، ولكل شيء عماد وعماد الدين الفقه}}.</ref>
يعد القرن الهجري الأول أفضل القرون الثلاثة الهجرية، حيث أنه يمثل الأصل الأصيل لعلوم الشريعة كلها، وكان رواده أعلام الصحابة الذين نقلوا الشرع، وأسسوا مذاهب الفقه، وكان كل من جاء بعدهم عالة عليهم في الأخذ عنهم. ويعد القرن الثاني والثالث من الهجرة النبوية بمثابة العصر الذهبي لصياغة المذاهب الفقهية وتدوين أصولها وقواعدها، واشتهرت في الحجاز مدرسة أهل الحديث في المدينة المنورة، وكان أشهر أعلامها [[زيد بن ثابت]] ثم [[عبد الله بن عمر]] ثم [[سعيد بن المسيب]]، ثم تلخص فقه هذه المدرسة بظهور [[الإمام مالك]] مؤسس المذهب المالكي. واشتهرت في العراق مدرسة أهل الرأي في الكوفة، ومن أشهر أعلامها [[ابن مسعود]] ثم [[إبراهيم النخعي]] ثم [[حماد بن أبي سليمان]] ثم تلميذه الإمام [[أبو حنيفة النعمان]] مؤسس المذهب الحنفي. واشتهر من المدرستين ومن مدرسة مكة [[الإمام الشافعي]] مؤسس المذهب الشافعي. واشتهر من مدرسة بغداد ومدرسة أهل الحديث الإمام [[أحمد بن حنبل]] مؤسس المذهب الحنبلي.
واشتهر خلال ذلك من المذاهب الفقهية التي وضعت أصولها ودونت: مذهب [[الحسن البصري]] و[[زيد بن علي]] و[[أبي حنيفة]] و[[الأوزاعي]] و[[سفيان الثوري]] و[[الليث بن سعد]] و[[مالك بن أنس]] و[[سفيان بن
=== المذاهب الأربعة ===
|