أديان إبراهيمية: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط تنسيق ويكي
←‏الإسلام: إزالة الصلاة
سطر 34: سطر 34:
يعتبر مصطلح '''ديانة إبراهيمية''' غير مستخدم في الإسلام بشكل دائم حيث يؤمن المسلمون بأن الإسلام دين كل الأنبياء، وإنما اختلفت الشرائع الإلهية من زمن لزمن (مثل شريعة [[موسى]] وشريعة [[عيسى]] وشريعة [[محمد]])، وكل هؤلاء الأنبياء أتوا بدين الإسلام.
يعتبر مصطلح '''ديانة إبراهيمية''' غير مستخدم في الإسلام بشكل دائم حيث يؤمن المسلمون بأن الإسلام دين كل الأنبياء، وإنما اختلفت الشرائع الإلهية من زمن لزمن (مثل شريعة [[موسى]] وشريعة [[عيسى]] وشريعة [[محمد]])، وكل هؤلاء الأنبياء أتوا بدين الإسلام.


يؤمن المسلمون أن [[آدم]] هو أول من أسلم وجهه لله، وأن أول من سمى جماعة المؤمنين بـ'''"المسلمين"''' هو [[إبراهيم]] عليه السلام.
يؤمن المسلمون أن [[آدم]] هو أول من أسلم وجهه لله، وأن أول من سمى جماعة المؤمنين بـ'''"المسلمين"''' هو [[إبراهيم]].


يؤمن [[مسلم|المسلمون]] أن شريعة محمد آخر الشرائع الإلهية وأن [[القرآن]] ناسخ لما قبله من الكتب والشرائع؛ كما يؤمن المسلمون بأن [[محمد|محمدًا]] [[رسول]] مرسل من عند [[الله]]، وخاتم [[الأنبياء]] والمرسلين؛ وأن الله أرسله إلى الثقلين ([[جن|الجن]] و{{فصع}}[[إنسان|الإنس]]). ومن [[مبادئ الإسلام|أسس العقيدة الإسلامية]] الإيمان بوجود [[توحيد (إسلام)|إله واحد لا شريك له]] هو الله،<ref>[[تعريف عام بدين الإسلام (كتاب)|تعريف عام بدين الإسلام]]، تأليف: [[علي الطنطاوي]]، ص10.</ref> وكذلك الإيمان بجميع [[النبوة في الإسلام|الأنبياء والرسل]] الذين أرسلوا إلى البشرية قبل محمد، كالنبي [[إبراهيم]] و{{فصع}}[[يوسف]] و{{فصع}}[[موسى]] و{{فصع}}[[عيسى بن مريم|المسيح عيسى بن مريم]] وغيرهم كثير ممن ذكر في [[القرآن]] أو لم يُذكر، وأنهم جميعًا كما المسلمين، اتبعوا [[حنيفية|الحنيفية]]، ملة النبي [[إبراهيم]]، والإيمان بكتبهم ورسائلهم التي بعثهم الله بها كي ينشروها للناس، كال[[زبور]] و{{فصع}}[[توراة|التوراة]] و{{فصع}}[[إنجيل|الإنجيل]].
يؤمن [[مسلم|المسلمون]] أن شريعة محمد آخر الشرائع الإلهية وأن [[القرآن]] ناسخ لما قبله من الكتب والشرائع؛ كما يؤمن المسلمون بأن [[محمد|محمدًا]] [[رسول]] مرسل من عند [[الله]]، وخاتم [[الأنبياء]] والمرسلين؛ وأن الله أرسله إلى الثقلين ([[جن|الجن]] و{{فصع}}[[إنسان|الإنس]]). ومن [[مبادئ الإسلام|أسس العقيدة الإسلامية]] الإيمان بوجود [[توحيد (إسلام)|إله واحد لا شريك له]] هو الله،<ref>[[تعريف عام بدين الإسلام (كتاب)|تعريف عام بدين الإسلام]]، تأليف: [[علي الطنطاوي]]، ص10.</ref> وكذلك الإيمان بجميع [[النبوة في الإسلام|الأنبياء والرسل]] الذين أرسلوا إلى البشرية قبل محمد، كالنبي [[إبراهيم]] و{{فصع}}[[يوسف]] و{{فصع}}[[موسى]] و{{فصع}}[[عيسى بن مريم|المسيح عيسى بن مريم]] وغيرهم كثير ممن ذكر في [[القرآن]] أو لم يُذكر، وأنهم جميعًا كما المسلمين، اتبعوا [[حنيفية|الحنيفية]]، ملة النبي [[إبراهيم]]، والإيمان بكتبهم ورسائلهم التي بعثهم الله بها كي ينشروها للناس، كال[[زبور]] و{{فصع}}[[توراة|التوراة]] و{{فصع}}[[إنجيل|الإنجيل]].

نسخة 09:53، 20 سبتمبر 2018

الأديان الإبراهيمية وتسمى في الوطن العربي بـ الأديان السماوية أو الشرائع السماوية التي تعتبر بأنها الأديان التي انبثقت مما عرف عند الأكاديميين بالتقاليد الإبراهيمية نسبة للشخصية التوراتية إبراهيم (عبرية: אַבְרָהָם أفراهام ) [1] هناك اختلاف بين معتنقي هذه الديانات حول مايمكن اعتباره دينا إبراهيميا فالمصطلح يشير إلى اليهودية و‌المسيحية و‌الإسلام في الغالب،[2] بالإضافة لأديان وطوائف أخرى يصنفها البعض أحياناً كأديان إبراهيمية مثل المندائية و‌السامرية و‌الدرزية و‌البابية و‌البهائية والمورمونية و‌الراستافارية.[3]

ولا ينحصر بهم مصطلح الأديان التوحيدية بسبب وجود ديانات تؤمن بإله واحد ولاتعترف بإبراهيم كالآتونية نسبة للإله المصري الواحد آتون كما أعتبره الفرعون أمنحوتب الرابع وديانات كاالزرداشتية و‌السيخية [4]

الديانات الإبراهيمية

اليهودية

نجمة داود؛ أشهر الرموز اليهودية.

اليهودية أقدم الديانات الإبراهيمية حيث تعود بحسب التقليد اليهودي إلى موسى في مصر أثناء وجود بني إسرائيل العبرانيين فيها ويقدر عدد معتنقيها بين 13.2 إلى 15.4 مليون يهودي[5] رغم أن تعداد اليهود في حد ذاته يعتبر قضية خلافية حول قضية "من هو اليهودي؟". الكتاب المقدس[؟] الذي أنزل على موسى في عقيدة اليهود هو التوراة. لكن أحكام وشرائع التوراة تشرحها الشريعة الشفوية وهي الشرح الحاخامي لنصوص التوراة والذي قد سجل لاحقا في التلمود.

حوالي 74% من يهود العالم هم يهود أشكناز[6] مقابل 26% من يهود العالم هم يهود سفارديون و‌يهود مزراحيون.[7] في اليهودية أربع طوائف أساسية – اليهودية الأرثوذكسية و‌اليهودية المحافظة و‌اليهودية الإصلاحية، بالإضافة للقراء الرافضين للتلمود وللسامريين الذين يرفضون اسم اليهود بل يسمون أنفسهم بني إسرائيل أو المحافظين على العهد (شومريم وهم يرفضون أسفار التناخ ماعدا الخمسة الأولى). الكتب المقدسة التي يدرس منها اليهود هي ثلاثة كتب في "التناخ": التوراة والأنبياء والكتابات. توجد في التوراة 613 أمرا (حسب تفسير لاحق) ولكن هذه الأوامر ليست فريضة على كل فرد، ولكن اليهود يؤمنون أنهم منحدرون من إسحاق و‌يعقوب.

المسيحية

الصليب[؟]؛ أشهر الرموز المسيحية.

المسيحية أو النصرانية هي ديانة إبراهيمية، و‌توحيدية؛ متمحورة في تعاليمها حول الكتاب المقدس، وبشكل خاص يسوع. الجذر اللغوي لكلمة مسيحية تأتي من كلمة مسيح[8] والتي تعني حرفيًا المختار أو المعين، وكذلك تعني الممسوح (الممسوح بالزيت) نسبة لملوك العهد القديم الذين كان الانبياء يمسحونهم بالزيت المقدس على رؤوسهم للدلالة على الاختيار والبركة والسلطان الالهي الممنوح لهم. ويعرف أتباعها باسم المسيحيين؛ وقد جاءت التسمية نسبة إلى يسوع الذي هو بحسب العقيدة المسيحية المسيح، ابن الله، الله المتجسد، المخلص وغيرها من التسميات الأخرى؛[9] المسيحية تعتبر أكبر دين معتنق في الأرض [10] ويبلغ عدد أتباعها 2.3 مليار أي حوالي ثلث سكان الكوكب من البشر،[11] كذلك فالمسيحية دين الأغلبية السكانية في 120 بلدًا من أصل 190 بلدًا مستقلاً في العالم.[12]

نشأت المسيحية حوالي العام 27 من جذور مشتركة مع الديانة اليهودية ولا تزال آثار هذه الأصول المشتركة بادية إلى اليوم من خلال تقديس المسيحيين للتوارة و‌التناخ والتي يطلقون عليها إلى جانب عدد من الأسفار الأخرى اسم العهد القديم الذي يشكل القسم الأول من الكتاب المقدس لدى المسيحيين في حين يعتبر العهد الجديد القسم الثاني منه؛ يعتقد المسيحيون أن النبؤات التي دونها أنبياء العهد القديم قد تحققت في شخص المسيح،[13] وهذا السبب الرئيس لتبجيل التوراة أما العهد الجديد فهو بشكل عام قصة حياة المسيح وتعاليمه، التي تشكل أساس العقائد المسيحية.[14]

تؤمن أغلب الطوائف المسيحية أن يسوع هو المسيح و‌الابن أي الأقنوم الثاني في الثالوث الأقدس، وبالتالي فهو إله كامل. وقد ولد من عذراء بطريقة إعجازية. وخلال حياته الأرضية اجترح العجائب والمعجزات، ثم صلب ومات تكفيرًا عن خطايا البشرية، وقام من الموت في اليوم الثالث وصعد إلى السماء متحدًا مع الله الآب، بيد أنه أرسل الروح القدس ثالث الأقانيم الإلهية، وسيعود في اليوم الأخير لإدانة البشرية ومنح الحياة الأبدية في ملكوت السموات للصالحين والمؤمنين.[15]

كان الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط الثقل الرئيسي للمسيحية في القرون الأولى وظلت القدس، أنطاكية[؟]، الرها، و‌الإسكندرية عواصم الثقافة المسيحية قبل أنتقال النفوذ والتأثير إلى روما و‌القسطنطينية خلال القرون الوسطى.

عانت المسيحية في البدايات من اضطهاد الإمبراطورية الرومانية لكنها ومنذ القرن الرابع غدت دين الإمبراطورية واكتسبت ثقافة يونانية ورومانية أثرت عميق التأثير فيها؛ وكأي ديانة أخرى ظهرت في المسيحية عدة من الطوائف والكنائس تصنف في ستة عائلات كبيرة: تزامنت الانشقاقات الأولى مع القرن الرابع حين انفصلت الكنائس الأرثوذكسية المشرقية و‌الأرثوذكسية القديمة، تلاها عام 1054 الانشقاق الكبير بين الكاثوليكية و‌الأرثوذكسية الشرقية ثم البروتستانتية خلال القرن السادس عشر فيما عرف باسم عصر الإصلاح.[16] وإلى جانب الطوائف، فإنّ للمسيحية إرثًا ثقافيًا دينيًا واسعًا يدعى طقسًا، وأشهر التصنيفات، وأعرقها في هذا الخصوص المسيحية الشرقية، و‌المسيحية الغربية.

وكما تأثرت، فقد أثرت المسيحية في غيرها من الأديان، وتركت الثقافة المسيحية تأثيرًا كبيرًا في الحضارة الحديثة وتاريخ البشرية بصمة واضحة في الحضارة الحديثة وتاريخ البشرية على مختلف الأصعدة.[17]

الإسلام

كلمة الله بخط الثلث؛ اسم الإله عند المسلمين.

الإسلام هو ثاني الديانات الإبراهيمية في العالم من حيث عدد المعتنقين بعد المسيحية.[18] والمعنى العام لكلمة الإسلام هو إسلام النفس والعقل والجسد طوعا لقدرة الله وخوفا من عذابه وطمعا في نعمه التي لا تحصی ومحبة في تحكيمه للكون وصنعه الذي لا مثيل له وإدراكا لجبروت لله،[19] أي تسليم كامل من الإنسان لله في كل شؤون الحياة.[20][21]

يعتبر مصطلح ديانة إبراهيمية غير مستخدم في الإسلام بشكل دائم حيث يؤمن المسلمون بأن الإسلام دين كل الأنبياء، وإنما اختلفت الشرائع الإلهية من زمن لزمن (مثل شريعة موسى وشريعة عيسى وشريعة محمد)، وكل هؤلاء الأنبياء أتوا بدين الإسلام.

يؤمن المسلمون أن آدم هو أول من أسلم وجهه لله، وأن أول من سمى جماعة المؤمنين بـ"المسلمين" هو إبراهيم.

يؤمن المسلمون أن شريعة محمد آخر الشرائع الإلهية وأن القرآن ناسخ لما قبله من الكتب والشرائع؛ كما يؤمن المسلمون بأن محمدًا رسول مرسل من عند الله، وخاتم الأنبياء والمرسلين؛ وأن الله أرسله إلى الثقلين (الجن و‌الإنس). ومن أسس العقيدة الإسلامية الإيمان بوجود إله واحد لا شريك له هو الله،[22] وكذلك الإيمان بجميع الأنبياء والرسل الذين أرسلوا إلى البشرية قبل محمد، كالنبي إبراهيم و‌يوسف و‌موسى و‌المسيح عيسى بن مريم وغيرهم كثير ممن ذكر في القرآن أو لم يُذكر، وأنهم جميعًا كما المسلمين، اتبعوا الحنيفية، ملة النبي إبراهيم، والإيمان بكتبهم ورسائلهم التي بعثهم الله بها كي ينشروها للناس، كالزبور و‌التوراة و‌الإنجيل.

بحسب القرآن، يؤمن المسلمون بالله و‌ملائكته و‌كتبه و‌رسله وبيوم القيامة. ويضيف المسلمون السنّة إلىذلك القضاء والقدر،[23] إعمالاً بحديث مروي في كتب الحديث عن الرسول محمد عندما قال أن الإيمان هو: "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره[24] وتطلق الشيعة الإمامية على الركن الأخير تسمية العدل[؟]، وتضيف كذلك الإمامة كأصل من أصول الدين.[25]

الله في الديانات الإبراهيمية

تتفق الديانات الإبراهيمية الثلاثة بالله الواحد صاحب القوة وخالق كل شيء، ولكن تختلف في وصف ماهية الله.

في اليهودية

يؤمن اليهود بالله على أنه هو خالق الكل؛ وهو إله واحد لا جسد له ولا يتجزأ ولا مثيل له، وأنه هو السبب الأساسي في كل الوجود، ويجب عبادته هو فقط كالمتسلط الأوحد على الكون. كما يؤمن اليهود أيضا بأن الله يلاحظ تصرفات البشر، ويكافيء الناس على الأعمال الصالحة ويعاقب الشر.[26]

على حسب التقاليد اليهودية فإن الجانب الحقيقي لله غير معلوم أو غير مفهوم وأن الجانب المعلوم لله هو ما وجدناه من خلق الكون والموجودات،[26]

يعتقد اليهود أن الله واحد من إسرائيل وهو إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وسلمت إسرائيل من العبودية في مصر بمشيئته، وأعطاهم وصايا في جبل سيناء كما هو موضح في التوراة.[26]

أعطيت الأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المقدس العبري إلى موسى من الله، وأن الله قد تواصل مع الشعب اليهودي من خلال الأنبياء.[26]

في الكتابات العبرية الإسرائيلية يطلق اليهود على الله أسم يهوه (بالعبرية: יְהֹוָה، Yehovah العبرية الحديثة، Tiberian Yəhōwāh)، ويعتبر معنى كلمة يهوه مزيج من المستقبل والحاضر والماضي وتأتي الكلمة من مصدر الفعل هو (بالعبرية: הוה) والتي تعني "واحد موجود النفس" [26]

في التقاليد اليهودية اسم آخر لله هو إلوهيم، وهذا المسمى يتعلق بالتفاعل بين الله والكون، وتفاعل الله مع العالم المادي، بمعنى أن الله يعين عدالته، وتعني "واحد الذي هو مجمل القوى والأسباب في الكون ".[26]

في المسيحية

ترس الإيمان، أحد الشعارات المسيحية المستخدمة في شرح عقيدة الثالوث.

الله في المسيحية هو إله واحد، منذ الأزل وإلى الأبد، غير مدرك، كلي القدرة وكلّي العلم، وهو خالق الكون والمحافظ عليه؛ وهو ذو وجود يشكل المبدأ الأول والغاية الأخيرة لكل شيء.[27] يؤمن المسيحيون أن الله متعال عن كل مخلوق، ومستقل عن الكون المادي؛ فهو "يسمو على كل خليقة، فيجب علينا دومًا ومن ثم على الدوام تنقية كلامنا من كل ما فيه محدود ومتخيل وناقص حتى لا نخلط الله الذي لا يفي به وصف ولا يحده عقل، ولا يرى، ولا يُدرَك بتصوراتنا البشرية. إن أقوالنا البشرية تظل أبدًا دون سرّ الله"،[28] إننا " لا نستطيع أن نعرف ما هو الله، بل صفاته، وما ليس هو فقط"،[29] اللاهوت المسيحي عن الله، يستمدّ أساسًا من الكتاب المقدس بدءًا من أسفار موسى، والذي تولى شرحه وتحديده آباء الكنيسة و‌المجامع المسكونية. حسب التعريفات المسيحية فإنّ الكتاب المقدس يقدم للبشرية ما هو ضروري لمعرفة الله والخلاص، وإن العقل يدرك وجود خالق من خلال الخليقة فإن الوحي يلبث هامًا.

يؤمن المسيحيون، بأن الله الواحد هو في ثالوث، تعتبر هذه النقطة إحدى الخلافات مع النظرة التقليدية اليهودية لله والتي شكلت أساس النظرة المسيحية نحو الألوهة؛ بكل الأحوال فإنّ الفلسفة المسيحية تنسب إلى الله بقوة العقل الطبيعي إلى جانب الوحي المقدس، صفاتًا تختصّ به وحده، كعدم الاستحالة، والتنزّه عن الزمان والمكان، وإطلاق القدرة. المسيحية تعلّم بأن الإنسان بطبيعته ودعوته كائن متدين، وإذا كان الإنسان "آتيًا من الله وذاهبًا نحوه، فهو لا يعيش حياة بشرية كاملة إلا إذا عاش حرًا في صلته بالله"؛[30] من الممكن التواصل مع الله من خلال الصلاة، أو الصوم وسواهما من الأعمال، وإن كان الله بمثابة «سر للبشرية»، فإنه حسب العقائد المسيحية قد خلق الإنسان بدافع حبّ محض، ومن ثم ففهم العلاقة بين الخالق والخليقة، لا يمكن أن تتم سوى من هذا المنظور.

في الإسلام

سورة الإخلاص التي تعتبر شملت صفات التوحيد في الإسلام وكذلك فإنها تعادل ثلث القرآن

الله في الإسلام هو عَلم على الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد، وهو الإله الحق لجميع المخلوقات ولا معبود بحق إلا هو. ويؤمن المسلمون بأن الله واحد، أحد، صمد، ليس له مثيل ولا نظير ولا شبيه ولا صاحبة ولا ولد ولا والد ولا وزير له ولا مشير له، ولا عديد ولا نديد ولا قسيم[31].

توحيد الله بالعبادة هي جوهر العقيدة في الدين الإسلامي. ولله أسماء عدة تدعى أسماء الله الحسنى، حيث يؤمن المسلمون أن من يحصي 99 منها يدخل الجنة [32].

وكذلك فإن الله له صفات ينفرد بها عن خلقه فهو الحي الذي لا يموت، وهو القاهر فوق عباده[33]، وهو االْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ [34]

وكذلك فإنه إنفرد بأنه هو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده [35] وله المثل الأعلى في السماء والأرض [35]

كذلك فإنه له حكمة من خلق السماوات والأرض، وفلم يخلقهما للهو أو اللعب [36] وكذلك لو كان أراد أن يتخذ لهوا لأتخذه من عند نفسه إن أراد [37] ولكن ليظهر الحق على الباطل [38]

وقسم العلماء المسلمون توحيد الله على ثلاث أقسام وهي:

توحيد الربوبية: ويقصد بتوحيد الربوبية إفراد الله بأفعاله، وبعبارة أخرى أن يعتقد المسلم تفرد الله بالخلق والرزق والإحياء والإماتة والملك والتدبير وسائر ما يختص به من أفعال وقد كان هذا النوع من التوحيد واضحاً بيناً حتى لدى قريش قبل الإسلام.[39]

توحيد الألوهية: معنى توحيد الألوهية هو الاعتقاد الجازم بأن الله هو الإله الحق ولا إله غيره وإفراده بالعبادة. والإله هو المألوه أي المعبود وتعرف العبادة لغةً بأنها الانقياد والتذلل والخضوع. فلا يتحقق توحيد الألوهية إلا بإخلاص المسلم العبادة لربه وحده في باطنها وظاهرها بحيث لا يكون شيء منها لغيره. ويقول ابن تيمية في توحيد الألوهية: "وهذا التوحيد هو الفارق بين الموحدين والمشركين، وعليه يقع الجزاء والثواب في الأولى والآخرة، فمن لم يأت به كان من المشركين".[40] وبهذا فإن تطبيق توحيد الألوهية يستلزم التوجة إلى الله وحده بجميع أنواع العبادة وأشكالها.

ومنها الأمور التالية: إخلاص المحبة لله فلا يتخذ العبد من دون الله نداً يحبه كما يحب الله. إفراد الله في الدعاء والتوكل والرجاء فيما لا يقدر عليه إلا الله. إفراد الله بالخوف منه فلا يعتقد المؤمن أن بعض المخلوقات تضره بمشيئتها وقدرتها فيخاف منها فإن ذلك شرك بالله. إفراد الله بجميع أنواع العبادات البدنية مثل الصلاة و‌السجود و‌الصوم وجميع العبادات القولية مثل النذر والاستغفار.

توحيد الأسماء والصفات: وهو الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه أو وصفه به رسوله محمد من الأسماء الحسنى والصفات وإمرارها. وفي صياغة أخرى: اعتقاد انفراد الله بالكمال المطلق من جميع الوجوه بنعوت العظمة وذلك بإثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله محمد من الأسماء والصفات ومعانيها وأحكامها الواردة بالكتاب و‌السنة.

انتشار الديانات الإبراهيمية

خارطة تُبيِّنُ نسبة مُعتنقي الديانات الإبراهيميَّة حول العالم.

ينتشر اتباع الديانات الإبراهيمية في العالم كله وجميع القارات ويشكلون حوالي 53% من سكان العالم.

وفقًا للمكتب المركزي للإحصاء في إسرائيل وصلت أعداد اليهود لنحو 13,421,000 في جميع أنحاء العالم وذلك في عام 2009، بحيث شكل اليهود نسبة ما يقرب 0.19% من سكان العالم في ذلك الوقت.[41] منذ القرن الثاني للميلاد أخذ اليهود ينتشرون في أنحاء العالم حيث توجد معلومات عن جاليات يهودية في بلدان كثيرة عبر التاريخ، منذ منتصف القرن ال20 يتركز اليهود في إسرائيل و‌أمريكا الشمالية مع وجود جاليات أصغر في أوروبا، أمريكا الجنوبية و‌إيران. تعتبر إسرائيل وهي الدولة القوميّة اليهودية، الدولة الوحيدة على الأرض التي يشكّل اليهود فيها الغالبية العظمى من المواطنين.[42]

يُشير كتاب حقائق وكالة الاستخبارات الأميركية عن العالم بنسخته الصادرة العام 2012 يشير إلى أن المسيحية هي أكثر ديانات العالم انتشارًا، إذ يعتنقها 2.2 مليار نسمة أي 33.39% من البشرية.[43][44] تعتبر المسيحية ديانة كونية،[45] إذ ينتشر المسيحيون في جميع القارات والدول ولا توجد دولة في العالم لا تحوي على المسيحيين؛ المسيحية هي الديانة السائدة في أمريكا الشمالية وكذلك في الكاريبي، أمريكا الوسطى و‌الجنوبية إضافة إلى وسط أفريقيا و‌جنوب أفريقيا، إلى جانب أوروبا و‌أوقيانوسيا؛ في حين تعتبر الفيليبين الثقل الأساسي للمسيحية في آسيا، القارة الوحيدة التي لا يشكل المسيحيون أغلب سكانها مع وجود مناطق شاسعة كالفيلبين و‌روسيا و‌القوقاز ذات غالبية مسيحية، كما يوجد في آسيا الوسطى و‌الشرق الأوسط و‌الشرق الأقصى تجمعات كبيرة للمسيحيين. على الرغم من أن المسيحيين يمثلون ثلث سكان العالم، إلا أنهم يشكلون أغلبية سكان 120 دولة و38 كيان ذي حكم ذاتي، أي ما نسبته ثلثي دول العالم وكياناته.[45]

أظهرت دراسة شاملة من سنة 2009 لمئتين واثنين وثلاثين دولة ومنطقة، أن 23% من إجمالي سكان العالم، أي حوالي 1.6 مليار نسمة، يعتنقون الدين الإسلامي. كذلك تبين أن حوالي 50 دولة في العالم يُشكل المسلمون أغلبية سكانها،[46] وأن العرب يشكلون 20% من مسلمي العالم.[47] يعيش أغلب المسلمين في قارتيّ أفريقيا و‌آسيا،[48] وحوالي 62% منهم يسكن القارة الأخيرة، حيث تأوي إندونيسيا و‌باكستان و‌الهند و‌بنغلاديش ما يزيد عن 683 مليون مسلم.[49][50] وفي الشرق الأوسط، تُعتبر تركيا و‌إيران أكبر دولتين غير عربيتين يُشكل المسلمون أغلب سكانها؛ أما في أفريقيا فإن مصر و‌نيجيريا هي أكبر الدول الإسلامية.[51]

الكتب المقدسة

الكنز العظيم كنزربا

و لربما هو (حسب ما يعتقد الصابئة) أول كتاب منزل من الله وأقدم كتاب سماوي موجود. وفية صحف الانبياء الصابئة ويجمع صحف النبي آدم وابنه شيتل ونوح وادريس ويحيى بن زكريا. ويقدر تاريخ نزولة بأكثر من 6000 سنة اي قبل الديانات المسيحية واليهودية والإسلامية.

التناخ

كلمة التناخ (بالعبرية: תנ״ך) تمثل الكتاب المقدس[؟] اليهودي، والذي يتكون من ستة وأربعين سفرًا. والذي ينفسم بدوره إلى ثلاثة أقسام، وهي التوراة في قسمه الأول التي تؤلف أسفار موسى الخمسة، "نڤيئيم" (أنبياء)، وهو القسم المتعلق بالأنبياء، و"كيتوڤيم" (أو الكتب بالعربية). كتبت أسفار العهد القديم بالعبرية التوراتية.

هناك بعض الاختلافات بين الطوائف في ترتيب أو الاعتراف بقانونية بعض الأجزاء، على سبيل المثال فإن طائفة الصدوقيين اليهودية المنفرضة كانت ترفض الاعتراف بغير أسفار موسى الخمسة، وكذلك حال السامريين؛[52] أما يهود الإسكندرية أضافوا ما يعرف باسم الأسفار القانونية الثانية في حين رفض يهود فلسطين الإعتراف بأنها كتبت بوحي.

أمّا التلمود (بالعبرية: תלמוד) فهو كتاب تعليم الديانة اليهودية، وبتعريف آخر هو تدوين لنقاشات حاخامات اليهود حول الشريعة اليهودية، الأخلاق، الأعراف، وقصص موثقة من التراث اليهودي، وهو أيضا المصدر الأساسي لتشريع الحاخامات في الدعاوى القانونية، التلمود مركب من عنصرين، الميشناه (بالعبرية: משנה) وهي النسخة الأولى المكتوبة من الشريعة اليهودية التي كانت تتناقل شفويًا، الجمارا (بالعبرية: גמרא) وهذا القسم من التلمود يتناول الميشناه بالبحث والدراسة.

الكتاب المقدس

الإنجيل؛ الكتاب المقدس في المسيحية.

ينقسم الكتاب المقدس لدى المسيحيين إلى قسمين متمايزين هما العهد القديم و‌العهد الجديد. أصل هذه التسمية تعود أن اللاهوتيين المسيحيين الأوائل رؤوا ما ذهب إليه بولس في الرسالة الثانية إلى كورنثس 14/3 بأن تلك النصوص تحوي أحكام عهد جديد، ما أدى في الوقت نفسه إلى إطلاق مصطلح العهد القديم على المجموعة التي كانت تسمى الشريعة والأنبياء وتشمل الكتاب المقدس لدى اليهود.[53]

يتكون العهد القديم من من ستة وأربعين كتابًا يطلق عليها اسم أسفار، وقد قسّمت أسفار العهد القديم حسب التقليد المسيحي إلى أربعة أقسام وفروع أولها التوراة التي تؤلف أسفار موسى الخمسة، ثم الأسفار التاريخية و‌أسفار الأنبياء و‌الحكمة؛ أما العهد الجديد فيحتوي على سبعة وعشرين سفرًا وهي الأناجيل القانونية الأربعة بالإضافة إلى أعمال الرسل وأربعة عشر رسالة لبولس و‌سبع رسائل لرسل و‌تلاميذ آخرين و‌سفر الرؤيا. ومواضيع الأسفار مختلفة، فإن اعتبر سفر التكوين قصصيًا بالأولى، فإن سفر اللاويين تشريعيًا بالأحرى، أما المزامير فسفرٌ تسبيحي، و‌دانيال رؤيوي. تقبل الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية[؟] الأسفار القانونية الثانية، في حين أن الكنائس البروتستانتية فهي تتفق مع اليهودية في عدم قبولها.

القرآن

القرآن؛ الكتاب المقدس في الإسلام.

القرآن هو كتاب المسلمين المقدس وأهم مصادر التشريع الإسلامي. ويؤمن المسلمون بأنه كلام الله المنزل على رسوله محمد بالوحي عبر الملاك جبريل. ويسمى الكتاب الذي يكتب فيه القرآن مصحفًا.

ينقسم القرآن إلى 114 سورة، ويحتوي على 6236 آية. ويوجد بالقرآن آيات مكية وأخرى مدنية. فأما المكية فهي التي نزلت قبل الهجرة، وكانت تركز أساسًا على بناء العقيدة والإيمان وكذلك المواضيع الأخلاقية والروحية. أما الآيات المدنية اللاحقة فنزلت بعد الهجرة وتهتم بالتشريع والأحكام وبمناقشة القضايا الاجتماعية والأخلاقية اللازمة لبناء المجتمع المسلم خصوصًا والبشري عمومًا.[54] يؤمن المسلمون أن القرآن معجزة النبي محمدصلى الله عليه وسلم للعالمين، وأن آياته تتحدى العالمين بأن يأتوا بمثله أو بسورة مثله،[55] كما يعتبرونه دليلاً على نبوته،[56] وتتويجاً لسلسلة من الرسالات السماوية التي بدأت، وفقاً لعقيدة المسلمين، مع صحف آدم مروراً بصحف إبراهيم، و‌توراة موسى، و‌زبور داود، وصولاً إلى إنجيل عيسى.[57]

علاقة الديانات الإبراهيمية ببعض

اليهودية والمسيحية

العلاقة بين اليهودية والمسيحية معقدة ومتشعبة، فالمسيحية نشأت وأخذت مفاهيمها الأولية من بيئة يهودية صرفة؛[58] ولاتزال آثار هذه الأصول المشتركة بادية إلى اليوم من خلال تقديس المسيحيين للتوارة والتناخ والتي يطلقون عليها إلى جانب عدد من الأسفار الأخرى اسم العهد القديم الذي يشكل القسم الأول من الكتاب المقدس لدى المسيحيين في حين يعتبر العهد الجديد القسم الثاني منه؛ يعتقد المسيحيون أن النبؤات التي دونها أنبياء العهد القديم قد تحققت في شخص المسيح، وهذا السبب الرئيس لتبجيل التوراة. أما عن العلاقة الإنسانية بين الطرفين فقد اتسمت بالتقلب: بدأت مع اضطهاد اليهود للمسيحيين منذ أيام يسوع،يوحنا 22/9] ودورهم في صلبه،لوقا 2/22] ثم يذكر سفر أعمال الرسل اضطهاد اليهود للمسيحيين،أعمال 1/8-3] ولاحقًا قام ذو نواس اليهودي بقتل مئات الألوف من المسيحيين في اليمن حسب بعض الباحثين،[59] لكنه وبدءًا من القرن الرابع أخذت المسيحية باضطهاد اليهودية، فطرد اليهود أولاً من الإسكندرية وعاشوا خلال الإمبراطورية البيزنطية خارج المدن الكبرى، وفرض عليهم بدءًا من القرن الحادي عشر التخصص بمهن معينة؛ ثم صدر عام 1492 مرسوم طردهم من إسبانيا في حال عدم اعتناقهم المسيحية، الأمر الذي كان فاتحة طرد اليهود من أوروبا برمتها: فطردوا من فيينا سنة 1441 و‌بافاريا 1442 و‌بروجيا 1485 و‌ميلانو 1489 ومن توسكانا 1494، وأخذوا يتجهون نحو بولندا و‌روسيا و‌الدولة العثمانية،[60] ورغم تحسن أوضاع اليهود مع استقلال هولندا الليبرالية وقيام الثورة الفرنسية إلا أن الحروب بين بولندا و‌أوكرانيا دمرت نحو ثلاثمائة تجمع يهودي وقتلت الكثير منهم في القرن السابع عشر، ورغم مبادئ الثورة الفرنسية لكن القرن الثامن عشر حمل الكثير من معاداة السامية لليهود،[61] ولا يمكن تحميل السلطات المسيحية أو الكنيسة مسؤولية جميع هذه المجازر، بيد أنها تقع على عاتق الحكومات والدول المسيحية.

المسيحية والإسلام

العلاقة بين الإسلام والمسيحية معقدة على مر القرون، فقد سادت ألفة وتبادل إنساني وحضاري في أحيان، ومنازعات وعداوات كثيرة في أحيان أخرى بين المسيحيين و‌المسلمين. كان المسيحيون[62] أول من حمى بعض المسلمين الأوائل في هجرتهم الأولى إلى الحبشة هربا من بطش قريش، فحماهم النجاشي ملك الحبشة ونصرهم ولبثوا عنده سبع سنين، وعندما مات النجاشي قام الرسول محمد عليه الصلاة والسلام بأداء صلاة الغائب عليه في المدينة.

وفقًا للشريعة الإسلامية المسيحيين هم أقرب الناس مودة للمسلمين وعزى القرآن ذلك إلى تعبدهم وعدم استكبارهم حيث ورد في القرآن:  لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ  وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ  وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ   ومع ذلك ورد في القرآن أن بعضا منهم متعصبون لدينهم وكارهون للمسلمين كما ورد في القرآن:  وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ  ويبيح الإسلام للمسلمين مصادقة النصارى، ويفرض التعامل الحسن معهم وفقا للآية الثانية والثمانون من سورة المائدة، ولكنه يمنعهم من اتخاذهم أولياء، أي ولاة بشر من دون الله وذلك وفقا للآية الحادية والخمسون من سورة المائدة:  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ   والتي استنبط منها العلماء المسلمون قاعدة الولاء والبراء.

الإسلام واليهودية

نشأت العلاقة بين اليهودية والإسلام بنشوء الإسلام ذاته في القرن السابع الميلادي. وتوجد بعض القيم المتشابهة والخطوط العريضة والمبادئ المشتركة بينهم. ويذكر القرآن الكثير من الروايات التي ورد ذكرها في التوراة والإنجيل، والتي تعتبر من التاريخ اليهودي وتاريخ بني إسرائيل. كما تشترك الديانتان بمفاهيم التحريم والحدود. ويؤمن كل من أتباع الإسلام واليهودية بنبوة إبراهيم وله دور مركزي في كلا الديانتين مما يجعلهما يصنفان إلى جانب ديانات اخرى ضمن الديانات الإبراهيمية.

يشير النص القرآني لليهود في عدة مواضع، وفي سياقات متنوعة، تتراوح بين رواية قصص بني إسرائيل وبين الحديث عن اليهود، وبين مدحه لهم ولأهل الكتاب وثناءه على إيمانهم بالله وبين ذمّه لهم ووصفهم بالمفسدين. فمثلا يصفهم بأنهم أعداء للمسلمين بل هم الأشد عداوة للمسلمين:﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ[63] وفي مواضع أخرى يصفهم بأنهم من أهل الكتاب، ويدعو لمجادلتهم بالتي هي أحسن ﴿وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [64] وفي موضع آخر يميزهم : ﴿وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ [65]. ويثني على صبرهم: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ [66]. ولكن بالإجمال ينتقد النص القرآني اليهود أكثر من النصارى.

الإسلام يقر بالتوراة كتابا من عند الله فيه هدى ونور وأنها حُرِّفت بعد ذلك. ويذكر القرآن عددا من أنبياء ورسل اليهود(بني إسرائيل) أخرهم المسيح عيسى ويعتبر الإيمان بهم من ضمن عقيدة المسلم. والقرآن يميز بين اليهود الذين آمنوا برسل الله ورسالاته وهم في الإسلام الفرقة الناجية وبين اليهود الذين كفروا بالله وكذبوا رسله وهم حسب رأي بعض علماء المسلمين هم المقصودين في سورة الفاتحة ب (المغضوب عليهم).

يعتبر اليهود في الإسلام أهل كتاب يباح للمسلم الزواج منهم وأكل طعامهم.

في فترة صدر الإسلام ومن السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي يتضح أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد عقد معاهدة مع يهود المدينة تضمن لهم حريتهم الدينية وتلزمهم بالتعاون مع المسلمين للدفاع عن المدينة فيما سيمت بـ وثيقة المدينة، إلا أنه قد حدث نقض من جانب اليهود لتلك الوثيقة، ويظهر ذلك من المواقف التي حصلت مع النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ويهود يثرب وجاراتها حتى أن بعض اليهود حاولوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم وأثاروا المشاكل مع المسلمين وهناك العديد من القصص التي حدثت بينهم كقصة المرأة التي ذهبت إلى سوق اليهود فكشفوا حجابها، فاستنجدت بالمسلمين وحدث شجار أدى لوفاة أحد المسلمين، والتي انتهت بإقصاء ثلاثة مراكز لهم هم بني قريظة و‌بني النضير و‌بني قينقاع، وكذلك مشاكل الخيانة التي تكررت منهم في العهد الإسلامي [67][68]۔

في فترات امتداد الدولة الإسلامية، لعب اليهود أدوارا مهمة داخل هذه الدولة، بل وعيّن عدد منهم في مناصب رفيعة في نظم الدول الإسلامية، مثل موسى بن ميمون طبيب بلاط صلاح الدين الأيوبي كما لعبوا دورا كبيرا في الأندلس وإحتضنتهم الدولة الإسلامية بعد سقوط الأندلس، كما قام بعضهم كابن عزرا بالتفتح في ظل الدولة الإسلامية، منتجا أعمال بالعبرية تعتبر حتى اليوم من أثمن المراجع.

انظر أيضًا

المراجع

  1. ^ Oxford Dictionary نسخة محفوظة 17 يوليو 2016 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ Art. Abrahamitische Religionen, in: RGG, Bd. 1, Tübingen 1998. S. 78 - الفن في الأديان الإبراهيمية، موسوعة الدين قديما وحاضرا (Religion in Geschichte und Gegenwart) ج 1 ص 78 جامعة توبنغن الألمانية
  3. ^ Racism, Racial Discrimination, Xenophobia and related forms of Intolerance, follow-up and implementation of the Durhan Declaration and Programme of Action (PDF). United Nations. 29 أغسطس 2008. اطلع عليه بتاريخ 2009-09-19. {{استشهاد بمنشورات مؤتمر}}: الوسيط |first= يفتقد |first= (مساعدة) والوسيط غير المعروف |booktitle= تم تجاهله (مساعدة)
  4. ^ More, Henry (1660). An Explanation of the Grand Mystery of Godliness. London: Flesher & Morden. p. 62
  5. ^ −world-factbook/docs/notesanddefs.html?countryName=World&countryCode=xx&regionCode=oc#2122 (ctrl-click)">world-factbook/docs/notesanddefs.html?countryName=World&countryCode=xx&regionCode=oc#2122 الديانات في العالم كتاب حقائق العالم
  6. ^ Focus on Genetic Screening Research edited by Sandra R. Pupecki P:58
  7. ^ Sergio DellaPergola, ’"Sephardic and Oriental" Jews in Israel and Countries: Migration, Social Change, and Identification,’ in Peter Y. Medding (ed.) Sephardic Jewry and Mizrahi Jews, vol. X11 Oxford University Press 2008 pp. 3–42, p. 14. DellaPergola does not analyse or mention the Ashkenazi statistics, but the figure is implied by his rough estimate that in 2000, Oriental and Sephardic Jews constituted 26% of the population of world Jewry. نسخة محفوظة 06 مايو 2015 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ أهمية اسم المسيح نسخة محفوظة 13 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ هل المسيح هو الله؟ [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 29 أغسطس 2011 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ الموسوعة البريطانية (مقدمة المقالة عن المسيحية) نسخة محفوظة 02 مايو 2015 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ "Major Religions Ranked by Size". Adherents. اطلع عليه بتاريخ 2007-12-31.
  12. ^ Predominant Religions نسخة محفوظة 26 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  13. ^ أنظر حول نبؤات الميلاد على سبيل المثال كتاب حتمية التجسد الإلهي - كنيسة القديسين مارمرقس والبابا بطرس - سيدي بشر - الإسكندرية 47- نبوات العهد القديم عن الميلاد، الأنبا تكلا، 10 كانون الثاني 2010. نسخة محفوظة 27 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ ماهو الإنجيل؟، الإنجيل العربي، 10 كانون الثاني 2010. [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 04 ديسمبر 2011 على موقع واي باك مشين.
  15. ^ قانون الإيمان المسيحي، تاريخ الأقباط، 10 كانون الثاني 2011. نسخة محفوظة 15 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  16. ^ تاريخ الانشقاق الكنسي من 325 إلى 1538، موقع الأسقف بيشوي، 10 كانون الثاني 2010. نسخة محفوظة 06 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  17. ^ المسيحية والحضارة المحاضرة التي ألقاها المطران جاورجيوس في دير القديس جاورجيوس البطريركي الحميراء، موقع الدراسات القبطية والأرثوذكسية، 10 كانون الثاني 2010. نسخة محفوظة 13 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  18. ^ دراسة المشهد الديني العالمي؛ المسلمون، مركز الأبحاث الاميركي بيو، 18 ديسمبر 2012. (بالإنجليزية) نسخة محفوظة 16 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.
  19. ^ موقع مداد: الإسلام هو الاستسلام لله - عبد الرحمن الصالح
  20. ^ قناة بغداد: الاستسلام لله عز وجل - عبد الستار عبد الجبار نسخة محفوظة 23 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  21. ^ جريدة الغد: الإسلام كما بدأ - مروان أبو حويج نسخة محفوظة 23 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  22. ^ تعريف عام بدين الإسلام، تأليف: علي الطنطاوي، ص10.
  23. ^ صحيح مسلم، كتاب الإيمان
  24. ^ العقيدة الإسلامية، أركان الإيمان نسخة محفوظة 21 مايو 2015 على موقع واي باك مشين.
  25. ^ عقائد الإمامية، تأليف: محمد رضا المظفر، ص65 نسخة محفوظة 08 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  26. ^ أ ب ت ث ج ح الله في اليهودية - موقع معرفة الله [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 11 يوليو 2014 على موقع واي باك مشين.
  27. ^ التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، يوحنا بولس الثاني، روما 1988، فقرة.34
  28. ^ التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، يوحنا بولس الثاني، روما 1988، فقرة.42
  29. ^ التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، يوحنا بولس الثاني، روما 1988، فقرة.43
  30. ^ التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، يوحنا بولس الثاني، روما 1988، فقرة.44
  31. ^ سورة الإخلاص
  32. ^ "إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحد، من أحصاها دخل الجنة". صحيح مسلم، رقم 2677.
  33. ^ سورة الأنعام آية 18
  34. ^ سورة الحشر آية 59
  35. ^ أ ب سورة الروم آية 30
  36. ^ سورة الأنبياء آية 16
  37. ^ سورة الأنبياء آية 17
  38. ^ سورة الأنبياء آية 18
  39. ^ مجموع الفتاوى /المجلد الأول/الشرك بالله أعظم الذنوب، لابن تيمية.
  40. ^ رسالة الحسنة والسيئة لابن تيمية
  41. ^ "Jewish population in the world and in Isrel" (PDF). Israel Central Bureau of Statistics.
  42. ^ "'Iran must attack Israel by 2014'". The Jerusalem Post. 9 فبراير 2012. مؤرشف من الأصل في 2013-05-02. اطلع عليه بتاريخ 2012-04-03.
  43. ^ The World Factbook, (2012), Field Listing - Religions Accessed December 2012 نسخة محفوظة 15 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.
  44. ^ الديانات الرئيسية مصنفة حسب العدد والنسب (بالإنجليزية)، آدهرينتس، 28 نيسان 2011. نسخة محفوظة 15 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.
  45. ^ أ ب تقرير "بيو": المسيحية لم تعد "أوروبية" وظلّت أول دين في العالم، موقع شفاف الشرق الاوسط، 26 ديسمبر 2011. [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 06 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  46. ^ Miller (2009), p.11
  47. ^ Ba-Yunus، Ilyas (2006). Muslims in the United States. Greenwood Publishing Group. ص. 172. اطلع عليه بتاريخ 2010-08-25. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط غير المعروف |المؤلفين المشاركين= تم تجاهله يقترح استخدام |authors= (مساعدة)
  48. ^ "Islam: An Overview in Oxford Islamic Studies Online". Oxfordislamicstudies.com. 6 مايو 2008. اطلع عليه بتاريخ 2010-05-16.
  49. ^ Secrets of Islamيو إس نيوز. Information provided by the International Population Center, Department of Geography, San Diego State University (2005). نسخة محفوظة 29 أكتوبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  50. ^ Miller (2009), pp.15,17
  51. ^ "Number of Muslim by country". nationmaster.com. اطلع عليه بتاريخ 2007-05-30.
  52. ^ التفسير التطبيقي للعهد الجديد، لجنة من اللاهوتيين، دار تايدل للنشر، بريطانيا العظمى، طبعة ثانية 1996، ص.16
  53. ^ مدخل إلى العهد الجديد، العهد الجديد، لجنة من اللاهوتيين، دار المشرق، الطبعة السادسة عشر، بيروت 1988، بإذن الخور أسقف بولس باسيم، النائب الرسولي للاتين في لبنان، ص.17
  54. ^ ما الذي يجب أن يعرفه الجميع عن القرآن. أحمد الليثي (بالإنجليزية) نسخة محفوظة 08 يناير 2015 على موقع واي باك مشين.
  55. ^ مناهل العرفان في علوم القرآن، محمد عبد العظيم الزرقاني، مطبعة عيسى الحلبي، الطبعة الثالثة، (ج2/ص334) نسخة محفوظة 30 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  56. ^ Peters, Francis E. (2003). The Monotheists: Jews, Christians, and Muslims in Conflict and Competition. Princeton University Press. ISBN 0-691-12373-X. pp.12 and 13
  57. ^ إسلام ويب، موقع المقالات: منهج السلف في الإيمان بالكتب السماوية. تاريخ التحرير: 26/07/2003 نسخة محفوظة 03 نوفمبر 2011 على موقع واي باك مشين.
  58. ^ قصة الحضارة ويل ديورانت، المجلد الثالث، الكتاب الخامس، الفصل الرابع، ص. 3921 نسخة محفوظة 17 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  59. ^ كيف تطورت العلاقة بين اليهود والنصارى من العداوة إلى الصداقة؟ صيد الفوائد، 29 أيلول 2010. نسخة محفوظة 08 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  60. ^ النزعات الأصولية، مرجع سابق، ص.22
  61. ^ النزعات الأصولية، مرجع سابق، ص.41
  62. ^ يطلق القرآن اسم "النصارى" على المسيحيين.
  63. ^ سورة المائدة:82
  64. ^ العنكبوت: 46
  65. ^ الدخان: 32
  66. ^ الأعراف: 137
  67. ^ كتاب سيرة ابن هشام
  68. ^ أطلس الأديان:الديانة اليهودية

وصلات خارجية