تنظيم القاعدة: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
الرجوع عن تعديل معلق واحد من Djefafliafares إلى نسخة 33061948 من JarBot.
ط ←‏في العراق: التاريخ والنشأة أسباب نمو التنظيم الهيكل التنظيم تطور العلاقة بين القاعدة في العراق وأفغانستان المرتكزات الفكرية أهم الشخصيات أهم العمليات الإرهابية
وسوم: تعديلات طويلة تعديلات المحتوى المختار استبدال مصطلح داعش تعديل مصدر 2017
سطر 106: سطر 106:
=== في العراق ===
=== في العراق ===
{{مفصلة|القاعدة في العراق}}
{{مفصلة|القاعدة في العراق}}
يمثل تنظيم القاعدة في العراق نسخة متطابقة من تنظيم القاعدة في أفغانستان، فعلى غرار معسكرات تدريب المقاتلين لمقاومة الجنود الروس في أفغانستان بزعامة أبو عبيدة البنشيري، تشكلت معسكرات تدريب القاعدة في العراق، وعلى غرار اجتماع قادة تنظيم الجهاد الإسلامي المصري مع أسامة بن لادن، في 11 أغسطس 1988 لتشكيل القاعدة، عقد أبو مصعب الزرقاوي عام 2004 اجتماعًا مع قادة جماعة التوحيد والجهاد بزعامته لمبايعة زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، ليخرج التنظيم الجديد تحت اسم "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين".
وعلى نفس أفكار القاعدة التي استندت إلى الجهاد لطرد القوات والمصالح الأجنبية من الأراضي الإسلامية، استندت قاعدة بلاد الرافدين إلى إعلان عام للحرب ضد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في العراق؛ ليتحول كلاهما إلى تنظيم إرهابي يقتل فيه المسلم المسلم وغير المسلم تحت دعوى الجهاد وطاعة الله.
بدأ تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين نشاطه في العراق عقب انتهاء العمليات العسكرية الأمريكية الرئيسية واحتلال العراق في 2004 بشكل متواضع بزعامة أبي مصعب الزرقاوي، الذي عمل على جمع شتات المتطوعين وعمل لفترة دون أي مسمى، ثم تحول إلى اسم "جماعة التوحيد والجهاد" بمشورة من المسئول الشرعي للجماعة أبي أنس الشامي، وفي شهر أغسطس 2004 بايع الزرقاوي بن لادن أمير تنظيم القاعدة، وتحول اسم الجماعة بشكل نهائي إلى "تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين".
تتميز هيكلية تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين بالمرونة، فلا يوجد ثبات بالمطلق، وقائد التنظيم سواء الزرقاوي أو خليفته يجمع في يديه جميع خيوط التنظيم بقبضة حديدية.
وقد بدأ الزرقاوي بعد إصابته، واحتمالات قتله في المستقبل يفكر بشكل جدي بنقل قيادة التنظيم إلى أحد الأعضاء العراقيين، وهو ما حدث بالفعل عقب مقتله، حيث أعلن عن أبي عبد الرحمن العراقي نائب أمير التنظيم، زعيما للقاعدة وكان قد وجه بدوره رسالة إلى أبي مصعب الزرقاوي في وقت سابق لقتله بعنوان "لبيك لبيك يا أبا مصعب"، وتولت قيادات عراقية ميدانية قيادة التنظيم بعد الزرقاوي، تعمل تشكيلاتها بشكل كامل تحت مظلة الجناح العسكري في الجماعة.
بعد مقتل الزرقاوي عام 2006 جرى انتخاب أبي حمزة المهاجر زعيمًا لتنظيم القاعدة، ومع بداية ظهور معالم الحكومة العراقية وبدء تكوين قوات الجيش والشرطة العراقيين، اعتبر التنظيم جميع السياسيين المشاركين بالحكم "عملاء"، وأصبح يستهدف جميع أجهزة الأمن العراقية والمنظمات الدولية والمقاولين الأجانب، واعتبر أن هدفه هو إقامة دولة تحكم بالشريعة الإسلامية في العراق، وأعلن تكفير فئات من الشعب العراقي مثل المدنيين الشيعة، الذين وصفهم الزرقاوي بالروافض، وتم استهداف أسواق شعبية ومساجد.
وحاول تنظيم القاعدة في العراق جمع شتات الجهاديين من خلال إعلان ما يسمى مجلس شورى المجاهدين في العراق، وكان عبارة عن تجمع لعدد من الجماعات الجهادية، وتم الإعلان عنه في 15 يناير 2006، وتم اختيار عبد الله رشيد البغدادي لإمارة المجلس، وضم المجلس كلا من تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين وجيش الطائفة المنصورة، سرايا أنصار التوحيد، سرايا الجهاد الإسلامي، سرايا الغرباء، إضافةً إلى كتائب الأهوال وجيش أهل السنة والجماعة، وكان الغرض المعلن للمجلس "إدارة الصراع في مواجهة الاحتلال الأمريكي وما وصفهم بالعملاء والمرتدين".
ولكن سرعان ما تم حله في منتصف أكتوبر من العام نفسه، لصالح القاعدة التي اعتبرت نفسها صاحبة الحق في إعادة تأسيس الخلافة الإسلامية.
وتخوض القاعدة في العراق الآن حربًا شرسة ضد الحكومة العراقية في عدة جبهات، ففي محافظة بابل تمكنت القوات الأمنية خلال الفترة الماضية من قتل العديد من الإرهابيين من القاعدة، والاستيلاء على كميات كبيرة من سلاحهم، وقامت الحكومة المحلية بالمحافظة بتقديم الدعم الكامل واللوجستي للقوات الأمنية التي تقاتل في شمال بابل.
وكشف قائد عمليات بابل الفريق الركن سعد حربية خلال كلمة ألقاها أمام تجمع عشائري بمنتجع بابل السياحي، وبحضور مسئول شئون العشائر بوزارة الداخلية ومحافظ بابل، وعدد من أعضاء الحكومة المحلية، عن أن عملية حسم المعركة ضد تنظيم القاعدة في ناحية جرف الصخر باتت قريبة، لا سيما بعد وصول إمدادات وقوات إضافية من وزارة الدفاع.
وأشار اللواء رياض الخيكاني مدير شرطة بابل إلى أن العمليات العسكرية تتم بإسناد من طيران الجيش والآليات المختلفة، من أجل تحرير جرف الصخر والإمساك بالأمن والسيطرة على الإرهاب، ولن يتم الأمر إلا بمشاركة واسعة من العشائر القاطنة في تلك المنطقة، والتي هي المستفيد الأول من عودة الأمن والاستقرار في الناحية، وأنه تم دفع أعضاء القاعدة إلى مغادرة العديد من المناطق في ناحية جرف الصخر باتجاه الحدود العراقية السورية.
وقال صادق مدلول السلطاني محافظ بابل: إن "الحكومة المحلية تقدم الدعم الكامل واللوجستي للقوات الأمنية التي تقاتل في شمال بابل وهي مستمرة بعقد سلسلة من اللقاءات مع شيوخ العشائر، للوقوف على المشاكل التي تعترض مناطقهم ومحاولة تسهيل الأمور لهم، وبالتالي دعم موقفهم في قتال مجموعات القاعدة.
وفي أكبر معاقل القاعدة في محافظة الفلوجة أعلنت وزارة الدفاع العراقية بدء عملية عسكرية واسعة على معاقل "داعش" والقاعدة على عدة محاور في مناطق الفلوجة، بالتعاون مع وزارة الداخلية وشيوخ عشائر الأنبار، مشيرة إلى أن العملية أسفرت عن قتل الكثيرين من عناصر "داعش".
وذكرت الوزارة أن القوات المسلحة من القطاعات البرية وجهاز مكافحة الإرهاب وسلاح القوة الجوية وقيادة طيران الجيش، وبالتعاون مع قوات وزارة الداخلية وشيوخ وأبناء الأنبار، قامت بعملية واسعة ومباغتة على أوكار داعش والقاعدة، ومن تحالف معهما على عدة محاور في مناطق الفلوجة السجر والفلاحات والنعيمية والجامعة وجسر التفاحة، الذي يعد الممر الرئيس لداعش في الفلوجة.
وقامت القوات المسلحة العراقية مؤخرًا، بقتل العديد من أعضاء داعش والقاعدة والاستيلاء على أعداد كبيرة من أسلحتهم، وتدمير الكثير من معاقلهم في عدة محافظات.
وكانت مصادر أمنية قد أعلنت أن مدينة الفلوجة أصبحت خارج سيطرة الدولة، وفي أيدي مقاتلي تنظيم "داعش" الموالية لتنظيم القاعدة وسط تواصل الاشتباكات الدامية بين الطرفين، قتل فيها الجمعة 103 أشخاص بينهم 32 مدنيًا.
وعلى الرغم من ذلك ما زالت "المناطق المحيطة بالفلوجة (60 كلم غرب بغداد) في أيدي الشرطة المحلية، وحافظ المقاتلون المرتبطون بتنظيم القاعدة على عدة مواقع، سبق وأن سيطروا عليها في مدينتي الرمادي (100 كلم غرب بغداد) والفلوجة (60 كلم غرب بغداد) التي أعلنت "ولاية إسلامية"، ولكن عناصر الشرطة ومسلحون من أبناء العشائر منتشرون في عموم مدينة الرمادي.
وكانت محافظة الأنبار التي تسكنها غالبية من السُّنة، وتتشارك مع سوريا بحدود بنحو 300 كلم، إحدى أبرز معاقل تنظيم القاعدة في السنوات التي أعقبت اجتياح العراق عام 2003، وحتى تشكيل قوات الصحوة السنية في سبتمبر العام 2006.
وفي سياق الاعتقالات الميدانية لقيادات التنظيم، قامت وزارة الداخلية باعتقال 25 من قيادات تنظيم "القاعدة"، بينهم اثنان يحملان الجنسيتين السعودية والأردنية.
وقال اللواء ضياء حسين ساهي، مدير مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة: إن وزارة الداخلية تمكنت بالتعاون مع القطاعات العسكرية في الأنبار ونينوي وبغداد، من القبض على 25 من قيادات تنظيم القاعدة، بينهم أردني وسعودي ومنهم شخص يدعى علاء عبد الرءوف توفيق، أردني الجنسية اعتقلته القوات الأمريكية لفترة طويلة، وكان موقوفًا في سجن بادوش قرب الموصل وتمكن من الهروب، لكن الشرطة الاتحادية في نينوي تمكنت من اعتقاله، واعترف بجميع الجرائم التي ارتكبها، بالإضافة إلى بتال عميش الحربي السعودي الجنسية وكان محكوما عليه بست سنوات؛ لاجتيازه الحدود دون تأشيرة، وعاود نشاطه وكان معدا لتنفيذ عملية انتحارية.
وكانت عمليات الشرطة العراقية في محافظة الأنبار قد قامت في وقت سابق بقتل نعمان سلمان منصور الزيدي الملقب بالناصر لدين الله، الذي كان يشغل منصب وزير الحرب في دولة العراق الإسلامية بعد أبي أيوب المصري.
وعلى الجانب القضائي أصدرت محكمة عراقية حكما بالإعدام شنقا بحق 6 عناصر من "القاعدة" أبرزهم مناف الراوي، "والي بغداد" وهو المسئول الرئيسي عن تفجير الوزارات في أغسطس 2009.
وكانت السلطات العراقية قد أعلنت عن اعتقاله في أحد المنازل في غرب بغداد.
'''أسباب نمو التنظيم'''
الفقر
تشكل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية عوامل مهمة في نمو تنظيم قاعدة الجهاد في العراق، وتجنيد أعضاء جدد به، وهناك عدة أسباب ساعدت في نمو التنظيم تمثلت فيما يلي:
* 1- السياسات العدائية للولايات المتحدة، واحتلالها للعراق وغزوها لأفغانستان، ودعمها لإسرائيل، وللأنظمة الاستبدادية في العالم العربي والإسلامي- تغذي صناعة الكراهية والعداء تجاهها، وتجذب العديد من الشباب إلى "القاعدة".
* 2- يقوم حجر الأساس في خطاب تنظيم القاعدة والحركات السلفية الجهادية، على وجود حرب صليبية صهيونية على العالم الإسلامي، تعمل على قطع الطريق على الإسلاميين من الوصول إلى السلطة، وبالتالي يجب الجهاد ضدها؛ من أجل قيام دولة إسلامية.
* 3- تعمد الولايات المتحدة إذلال المسلمين، وبالتالي وجوب الجهاد ضد هذا "الشيطان الأكبر"-ـ بحسب وصفهم-ـ لأنها تعمل على القضاء على أي مشروع للنهضة.
* 4- تساعد الظروف الاقتصادية والاجتماعية كالفقر والبطالة والجهل، على توفير بيئة مثالية لتجنيد الأعضاء في كل مجتمع عربي وإسلامي، والذي يشكل فيه الشباب النسبة الأكبر من عدد السكان.
* 5- تشكل الهوية في إطار النظم القومية والاشتراكية والديمقراطية في الدول العربية والإسلامية، وسط ضغوطات العولمة والحداثة، حالة ارتداد لقطاعات واسعة من الشعوب العربية والإسلامية نحو الالتزام الديني، وهو ما يجعلهم فريسة للتطرف.
* 6- التركيبة العقائدية والعشائرية والقبلية، وفّرت مُناخًا خصبًا لنمو الفكر الجهادي، وتجنيد أعضاء جدد في تنظيم "القاعدة" في العراق.
'''الهيكل التنظيم'''
يقبع على رأس القاعدة أمير التنظيم، وتتمثل مهامه الرئيسية في الآتي:
* 1- توجيه اللجان المختلفة للتنظيم، فهو الذي يضع إستراتيجية المقاومة بشكل عام؛ من خلال استهداف القوات الأمريكية وقوات التحالف، بالإضافة إلى استهداف الشيعة والأكراد، والبنية التحتية للدولة، والمنشآت الحيوية في البلاد.
* 2- توجيه عمليات التنظيم الكبرى، ورسم إستراتيجيته وسياسته، ومن هنا فإن جميع التشكيلات العسكرية تتبع نهجًا محددًا في اختيار الأهداف، وفي معظم العمليات الصغيرة لا تحتاج المجاميع المنتشرة من سرايا ومجموعات في مختلف المناطق إلى أمر مباشر منه، لكنها متروكة لاجتهادات القادة الميدانيين بالتنسيق مع قادة الكتائب وأمراء المناطق، نائب الأمير يعد ثاني أهم المواقع القيادية في قاعدة العراق، وتطور من خلال ضرورات الواقع والحفاظ على سلامة التنظيم، وهو يقوم بكل الأعمال مع قائد التنظيم، ويطلع على كل الأمور المتعلقة بالتنظيم وسير عمله بالإضافة إلى الاتصال بالعراقيين بشكل مباشر ومع المقاتلين المتطوعين من خارج العراق، ومن مهام موقعه الإشراف على احتياجات اللجان المنبثقة عن التنظيم، وخاصة الجناح العسكري بقيادة الأمير أبو أسيد العراقي، وهو المسئول الأول عن الكتائب والسرايا والمجموعات، العاملة والتنفيذية والمساندة، التابعة للتنظيم، وكذلك تم الإعلان عن تشكيل فيلق عمر في مواجهة فيلق بدر الشيعي.
وبالإضافة لما سبق هناك عدة هيئات وأقسام وكتائب تتمثل فيما يلي:
* أولًا: الهيئة الشرعية ويترأسها "الشيخ أبو حمزة البغدادي"، وتقوم بإجراء الدراسات والأبحاث اللازمة للجماعة، والرد على كل الشبهات الشرعية التي يرى التنظيم أنها تؤثر على نشر معتقداته وأفكاره وممارساته، وأصدرت مؤخرًا مجلة خاصة بالتنظيم، اسمها "ذروة السنام"، ووظيفتها دراسة الأحكام الشرعية المتعلقة بالمسائل والقضايا التي تخدم معتقدات وأفكار التنظيم، وتقوم بالرد على الادعاءات والفتاوى التي تمس الجهاد والمقاومة، وتغطي بعض أخبار الجهاد من ناحية الجبهات القتالية، وقد أسس هذه الهيئة أبو أنس الشامي، ولم يتم الإعلان بعد مقتله عن خليفة له في منصب رئيس الهيئة والمسئول الشرعي، لأسباب أمنية للحفاظ على حياته، وينبثق عن هذه الهيئة الشرعية، محكمة خاصة "المحكمة الشرعية" تقوم بالنظر في الدعاوى المتعلقة بمسألة التجسس داخل التنظيم، وتصدر أحكاما على المختطفين والأسرى تصل إلى القتل في الغالب، وأحكامها قطعية وغير قابلة للاستئناف.
* ثانيا: الجناح العسكري يتكون من عدة كتائب وسرايا ومجموعات، تسمى بمسميات مختلفة، بعضها تحمل أسماء الخلفاء الراشدين مثل كتيبة أبو بكر الصديق، وفيلق عمر، وكتيبة ابن الخطاب، وبعضها يحمل أسماء قادة القاعدة في جزيرة العرب مثل كتيبة عبد العزيز المقرن، وأبو أنس الشامي وأبو عزام العراقي "عبدالله الجوري"، وتم أيضًا إطلاق أسماء على كتائب الاقتحام، أما الكتائب الأخرى فهي تحمل نفس الاسم الذي حملته قبل الانضمام إلى تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين في العراق، مثل كتيبة الرجال، وتعتبر كتيبة الاستشهاديين أحد أهم الكتائب في تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين وهي "كتيبة البراء بن مالك" وأميرها "أبو دجانة الأنصاري"، وينفذ المنتمون لهذه الكتيبة- الاستشهاديين- بشكل واسع وكبير العمليات الموجهة لضرب الأهداف الحيوية، وهي تضم العدد الأكبر من المتطوعين العرب، وفي الفترة الأخيرة بدأ ينضم إليها أعضاء من العراقيين.
وتمثل هذة الكتيبة أهمية خاصة؛ لما لها من دور كبير في حرب الاستنزاف وقلة تكلفة العملية الواحدة منها من الناحية المعنوية والمادية، ولما تحدثه من أثر كبير في تحطيم معنويات جنود الاحتلال والمتحالفين معهم، ويشرف على هذه الكتيبة قادة ميدانيون مدربون وخبراء في عمليات تصنيع المتفجرات والتفخيخ والتوصيل، وتفجير العبوات سلكيا ولاسلكيا عبر الأجهزة الخاصة "ريموت كنترول" وعبر الهواتف الخلوية، وغيرها من الأساليب الأخرى.
ومن الأساليب الفنية في استخدام المتفجرات صناعة العبوات الثابتة، والتي تقوم مقام الألغام الأرضية العمودية وجانبية الدفع لإلحاق الضرر التام في الآليات المستهدفة، وكذلك تستخدم المتفجرات في تجهيز عبوات السيارات والشاحنات سواء منها المفخخة لتفجيرها لاسلكيا أو عبر ساعة توقيت، أو التي يفجرها التنظيم عبر المقاتلين "الاستشهاديين".
* ثالثا: كتيبة الأمن والاستطلاع، وتقوم بفحص دقيق للأعضاء الجدد المنتسبين للتنظيم، إضافةً إلى جمع المعلومات عن الأشخاص والأماكن والأهداف المنتخبة للعمليات، وطرق قوات الاحتلال، والشركات المساندة لها من ناحية أمنية أو لوجستية، وتوجهات القوات الأمريكية، وتكتيكاتها العسكرية، والخطط المستقبلية لها وللحكومة، وتعمل على تجنيد العملاء داخل قوات الحرس الوطني والشرطة وشركات المقاولات العاملة، وشركات النقل وغيرها من الوظائف المهمة الحساسة، وتنشر جماعات الاستطلاع بين الناس، وتقوم بتسجيل انطباعاتهم وتلمس حاجاتهم، وتعمل على جمع المعلومات حول الأشخاص المستهدفين بعمليات التصفية والاغتيال، سواء أكانوا من أعضاء الحكومة أو البعثات الدبلوماسية، أو قادة الجيش والشرطة وغيرهم، فضلا عن استكشاف المناطق الحساسة والحيوية ومعرفة نقاط الضعف للاستفادة منها، وترفع جميع التقارير وبشكل دائم ومستمر إلى قيادة التنظيم، التي تقوم بدراستها والتشاور حولها وانتقاء الأهداف وأوقات التنفيذ، وتوجيه أوامر التنفيذ إلى الجناح العسكري وتشكيلاته للتنفيذ والإعلام بالنتائج لكل عمل تقوم به تلك التشكيلات.
* رابعا: القسم الإعلامي.. مسئول عن الجانب الدعائي للتنظيم، ويتولى رئاسته أبو ميسرة العراقي، ويقوم بإصدار البيانات والنشرات والأشرطة المرئية والمسموعة، وتكمن أهميته في تجنيد واستقطاب أعضاء جدد في صفوف الجماعة، من خلال شبكة الإنترنت التي يظهر التنظيم احترافية عالية في استخدامها من حيث صعوبة تتبع عناوين المشرفين على مواقعها، وصعوبة تتبع مستخدميها، وابتكار أساليب جديدة متطورة باستمرار؛ لتخطي مسألة الحجب والرصد، ويولي التنظيم أهمية كبيرة في عملية تدريب منتسبيه وأعضائه والمتعاطفين معه على كيفية استخدام الشبكة الإلكترونية، وتعتبر مواقع التنظيمات الجهادية جميعًا من أهم الوسائل بالتعريف بالتنظيمات وأنشطتها، وإصداراتها المختلفة السياسية والعسكرية والشرعية.
* خامسًا: اللجنة المالية وتقوم بجمع الأموال اللازمة لتمويل الأنشطة المختلفة، وهي تعتمد على شبكة من الناشطين المتخصصين في مجال جمع التبرعات من خلال التجار والمساجد، والأعضاء المنتشرين في جميع أنحاء العالم، وأسهم مفهوم الزكاة والصدقات في الإسلام، في سهولة تحصيل الأموال، باعتباره أحد أركان الإسلام؛ وكذلك لأن من يدفع المال فكأنما قاتل بنفسه، وبما أن تنظيم قاعدة الجهاد يتولى هذا الركن فإنه يسهل جمع الأموال على هذا الأساس، ولا يقتصر هذا النشاط على العراق، بل هناك شبكة من الأنصار في مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي، فعلى سبيل المثال يوجد في الأردن ثلاث قضايا منظورة لدى محكمة أمن الدولة لمجموعات كانت تقوم بجمع الأموال لصالح الزرقاوي، وقد كان هذا الأخير يمسك بقبضة من حديد على الأموال في مرحلة مبكرة، وكان الحصول عليها أثناء الفوضى أمرًا يسيرًا وبوسائل مختلفة.
والمسألة المالية لا تشكل عبئًا كبيرًا على تنظيم قاعدة الجهاد في العراق، فالطبيعة العقائدية الأيديولوجية الاستشهادية، ومفهوم الجهاد الذي يعني بذل النفس والجهد والمال، تجعل العضو يعمل على تجهيز نفسه بنفسه في الغالب، ونادرا ما تجد في خطاب الجماعات الجهادية من بيانات ونشرات ما يحرض على جمع الأموال وخاصة الخطاب الرسمي للجماعة؛ لأنهم يتجنبون الوقوع في شبهة أن قتالهم من أجل مطمع دنيوي، بل يركزون على أن ما يقومون به من تضحية بالنفس والمال، وقتال وتشرد وتعذيب في السجون، إنما هو لإقامة دين الله في الأرض وتعتبر الغنائم من المال والعتاد والسلاح والآليات وغير ذلك، من الموارد المهمة في استمرار المقا
'''تطور العلاقة بين القاعدة في العراق وأفغانستان'''
يمكن القول بأن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، يتمتع باستقلالية شبه تامة، عن القاعدة بزعامة الظواهري، ولكنهما كانا يعتمدان على الدعم المعنوي المتبادل، بسبب الاشتراك في الهدف والإستراتيجية، وتتم الاتصالات بين الطرفين بواسطة الرسائل المشفرة في شبكة الإنترنت، أو بواسطة الرسائل المنقولة شفهيًّا عن طريق رسل متخصصين أعدوا لمثل هذه المهمات، وكل رسول يسلم الرسالة إلى نقطة معينة ومحددة له دون معرفة التفاصيل،
ويستلم الرسالة من شخص لا يعرفه ابتداء، وطريقة التعارف تتم عبر وسائل متفق عليها وإشارات ورموز ودلالات للأماكن والأشخاص والأوقات، وهكذا حتى تصل الرسالة إلى مقصدها الأخير، وتستخدم هذه الطريقة في الأمور المهمة والكبرى لطلب الرأي والمشورة والتنسيق.
ولكن مؤخرًا حدث تحول في هذه العلاقة عندما نشرت مواقع إسلامية، تابعة للقاعدة الأم في أفغانستان في يناير 2014، بيانًا صادرًا عن القيادة العامة للتنظيم بقيادة الشيخ أيمن الظواهري، ينفي قيام أي علاقة مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف بـ(داعش)، الذي يترأسه أبو بكر البغدادي؛ ما أدى إلى تعزيز مكانة جبهة النُصرة في مواجهة الدولة الإسلامية وتعميق الشق بينهما، وبدا واضحًا أن قيادات القاعدة بزعامة الظواهري تشهد حالة من الضعف وغياب السيطرة الفعالة على فروعها في الشرق الأوسط، وذلك من خلال تعاطيها مع الصراعات الداخلية على مراكز القوة في العراق وسوريا خلال الفترة التي تلت مقتل أسامة بن لادن، وسرعان ما اجتهد الكثيرون في تفسير وتأويل بيان أمير "تنظيم القاعدة"، أيمن الظواهري، وما جعل ذلك متاحا وممكنا كان عدم تسمية الأشياء بأسمائها، فضلًا عن التناقض في ما ورد فيه مع البيانات والإصدارات السابقة، وخاصة في ما يخص تبعية "الدولة الإسلامية" لتنظيم القاعدة، وتأخر رد "الدولة الإسلامية"، لكنه جاء حاسما ومؤكدًا على لسان ناطقها الرسمي أبي محمد العدناني، عدم مبايعة "الدولة" للتنظيم العالمي.
أعاد العدناني التذكير بما قاله أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة، حول ضرورة عدم المشاركة في الانتخابات في كل من العراق وفلسطين في وقته، وفي ما قاله أبو يحيى الليبي في ما يخص نظام الحكم السعودي ووجوب "الهجرة" وإن استحال تغيير النظام المذكور.
ثم استشهد بما قاله أبو مصعب الزرقاوي عن الديمقراطية وعن حكم من يتبعها بـ"الكفر والخروج عن الإسلام"، وختم هذا الجزء من خطابه قائلا: إن "هذه قاعدة الجهاد التي عرفناها وواليناها ومن بدلها استبدلناه"، مذكرا أنه بالنسبة لـ"الدولة الإسلامية" قادة القاعدة هم "قادة الأمة السباقون وأصحاب الفضل والتضحيات". ومن هذا المنطلق يعلل العدناني إرسال الرسائل وطلب المشورة عن طريق أبي حمزة المهاجر "بالرغم من حل التنظيم على أرض الدولة"، ويقول إنه لهذه الأسباب أيضا كان "أمراء الدولة يخاطبون قادة القاعدة خطاب الجنود للأمراء والتلميذ لأستاذه والطالب لشيخه"، ويقول لذلك أيضا "ظلت الدولة تأخذ بنصائح شيوخ الجهاد ورموزه".
أكد العدناني أن "الدولة الإسلامية"، ومنها انبثقت "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، لم تضرب في إيران ولا في بلاد الحرمين تلبية لطلب القاعدة و"للحفاظ على مصالحها- أي القاعدة– وخطوط إمدادها".
مُضيفا أن "للقاعدة دينًا ثمينًا في عنق إيران"، مؤكدًا أنه إن لم تتدخل "الدولة الإسلامية" في مصر وليبيا وتونس وبلاد الحرمين فسيكون ذلك أيضا تلبية لطلب القاعدة و"حفاظا على وحدة كلمة المجاهدين، وضمانا لعدم مخالفة القاعدة التي أخذت على عاتقها الجهاد العالمي والعمل في تلك البلاد".
ثم اتهم العدناني، وهو يتكلم باسم أميره أبو بكر البغدادي، الظواهري أنه من خلال شهادته الأخيرة "لبس" على الناس و"أجهد نفسه في إثبات أمر لم يثبته"، قاصدا بيعة "الدولة" للقاعدة، ذلك "كي يُظهر جنود "الدولة" بـ"مظهر الخائنين الناكسين". وتوجه إليه قائلا إنه "لو قدر الله لكم أن تطأوا أرض الدولة الإسلامية لما وسعكم إلا أن تبايعوها، وتكونوا جنودا لأميرها القرشي حفيد الحسين، كما أنتم اليوم جنود تحت سلطان الملا عمر، فلا يصح لإمارة أو دولة أن تبايع تنظيمًا"، مذكرا بذلك أن للقاعدة بيعة للملا عمر ولحركة طالبان.
ليضع العدناني بذلك أمير القاعدة الظواهرى أمام خيارين لا ثالث لهما، فيقول له: أن "تستمر في خطئك وعنادك ويستمر الاقتتال والانشقاق في العالم"، أو "تعترف بزلتك وتستدرك.. ونمد إليك أيدينا من جديد".
متهما إياه بـ"تفريق وتمزيق" كلمة المجاهدين التي جمعها أسامة بن لادن" وبـ"إيقاد وتزكية الفتنة"، داعيا إياه لرد بيعة الجولاني من أجل "حقن الدماء".
ثم يدعو أمير القاعدة إلى "عدم التلاعب بالأحكام والألفاظ الشرعية" وإلى توضيح موقفه من عدة أمور، منها الموقف من الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي ومن "جماعة الإخوان المسلمين". كما يدعوه إلى "نبذ السلمية" وإلى "دعوة المسلمين للجهاد صراحة"، ثم يدعوه أن يوضح الكثير من النقاط والنعوت في بياناته السابقة- وإن كان يقصد "الدولة الإسلامية" بها- مذكرا إياه أن هذه البيانات وكلامه هو الذي أدى إلى اجتماع الفصائل على "محاربة الدولة واستحلال دم جنودها" في سوريا.
ليكشف البيان عن دعوة صريحة وجهها العدناني باسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، إلى جميع فروع القاعدة كي تأخذ موقفًا رسميًّا من الخلاف المستعر والتقاتل في سوريا، والسعي إلى توسعه للعراق ليتأكد في النهاية أن الخلاف بين القاعدة الأم وقاعدة العراق خلاف منهج، وليس خلافًا تنظيميًّا.
'''المرتكزات الفكرية'''
تعد كتابات سيد قطب وأفكاره التكفيرية، هي المرتكز الأساسي للجهاد القاعدي، وسيد قطب صاحب مقولة "إنه بسبب عدم تطبيق الشريعة في العالم الإسلامي، فإنه لم يعد إسلاميًّا، وعاد إلى الجاهلية، ولكي يعود الإسلام فالمسلمون بحاجة إلى:
* أ- إقامة "دولة إسلامية حقيقية".
* ب- تطبيق الشريعة الإسلامية.
* ج- تخليص العالم الإسلامي من أي تأثيرات لغير المسلمين، مثل مفاهيم الاشتراكية أو القومية.
ويرى سيد قطب أن أعداء الإسلام يتضمنون "المستشرقين الغادرين"، و"اليهود" الذين يحيكون المؤامرات للإسلام.
وتقوم المرتكزات الفكرية لتنظيم القاعدة  في العراق على نفس نظرية الجهاد الإسلامي العالمي، التي تتمثل في:
* 1- مساعدة المقاومة العراقية لمحاربة القوات الأمريكية.
* 2- إقامة دولة تحكم بالشريعة الإسلامية في العراق.
* 3- الجهاد الإسلامي عالمي، وأساس قوة الإسلام تتركز في أرض إسلامية واحدة.
* 4- بالجهاد يمكن الانتصار على الكافرين المعتدين.
* 5- إقامة الخلافة الإسلامية، والتي تبدأ من إندونيسيا في الشرق حتى المغرب، وإسبانيا في الغرب، وصولًا إلى تحرير جميع الأراضي الإسلامية.
* 6- الجهاد يبدأ بـ"العدو القريب" وليس" العدو البعيد" كما كان عبد الله عزام يرى أن الجهاد من أجل تحرير أفغانستان يبدأ في الحقيقة ضد الحكام المسلمين الكفار "العدو القريب"، وليس ضد السوفيت "الجهاد البعيد"، لكن بن لادن وتنظيم القاعدة سيتبنيان في مرحلة لاحقة معادلة عكسية، باعتبار جهاد العدو البعيد "والذي سيصبح أمريكا" أولى من جهاد العدو البعيد "الحكام المسلمين"، وهو ما سبب الخلاف بين قاعدة العراق والقاعدة الأم.
'''أهم الشخصيات'''
أبو مصعب الزرقاوي
هو أحمد فضيل نزال الخلايلة، المولود في 30 أكتوبر 1966، وهو من عشائر بني حسن في الأردن والتي تنتمي لقبيلة طيء.. ينتمي أبو مصعب الزرقاوي لمدينة الزرقاء الأردنية، وبدايته في مسجد "الحسين بن علي"، الكائن في مدينة الزرقاء، ثم ذهب للجهاد في أفغانستان في عام 1989م وهو في سن 23 عاما، وقاد معسكرات تدريب المسلحين في أفغانستان ولم يكن مضى على زواجه إلا مدة قصيرة جدًّا، تقارب الشهرين وبقي في أفغانستان 3 سنوات عاد بعدها إلى الأردن في عام 1992م، واعتقل بها فترة 7 سنوات في السجون الأردنية بعد العثور على أسلحة ومتفجرات في منزله، حيث التقى بأبي محمد المقدسي المسجون في الأردن بعد إطلاق سراحه من السجن، يعتقد أنه شارك في محاولة لتفجير فندق راديسون في عمان، حيث العديد من السياح الإسرائيليين والأمريكيين فر بعدها الزرقاوي إلى بيشاور بالقرب من الحدود مع أفغانستان. وأدين في وقت لاحق وحكم عليه بالإعدام غيابيا بتهمه التآمر للهجوم على فندق راديسون ساس، بتهمة التخطيط لمهاجمة إسرائيل، وقامت الحكومة الأردنية بسحب الجنسية الأردنية منه.
تزوج 3 زوجات، الأولى "أم محمد" وهي أردنية الجنسية وله منها 4 أطفال "أمينة وروضة ومحمد ومصعب"، زوجته الثانية "إسراء" وكان عمرها 14 سنة عندما تزوجها، وهي ابنة ياسين جراد أحد الناشطين الفلسطينيين والمتورط في مقتل الزعيم الشيعي محمد باقر الحكيم، وقتلت مع الزرقاوي، وزوجته الثالثة عراقية قتلت هي أيضا معه.. تأثر بأفكار الشيخ عبد الله عزام الجهادية، وكان كثيرا ما يقرأ "مجلة الجهاد".
يعد هو المؤسس الأول لتنظيم "التوحيد والجهاد" في التسعينيات وهو البذرة الأولى للقاعدة.. كان الزرقاوي يعلن مسئوليته عبر رسائل صوتية ومسجلة بالصورة عن عدة هجمات في العراق، بينها تفجيرات انتحارية وإعدام رهائن.
في العام 2004 قام أبو مصعب الزرقاوي بذبح أحد الرهائن الأمريكيين في العراق، ويدعى يوجين أرمسترونغ، وذلك بجز عنقه بسكين في فيديو مصور قامت جماعة "التوحيد والجهاد" بنشره على الإنترنت.
في صباح 7 يونيه 2006، أعلن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبي مصعب الزرقاوي، الذي تصنفه السلطات العراقية على أنه تنظيم إرهابي- في غارة أمريكية. ووصف الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش مقتله "بأنه ضربة قوية لتنظيم القاعدة"، معتبرا أنه واجه المصير الذي يستحقه بعد "العمليات الإرهابية" التي نفذها في العراق.
كما اعتبر وزير الدفاع الأمريكي وقتها دونالد رامسفيلد أن مقتل الزرقاوي هو "انتصار مهم" في الحرب على الإرهاب، لكنه عاد وقال إنه "بالنظر إلى طبيعة الشبكات الإرهابية فإن مقتل الزرقاوي لا يضع- رغم أهميته- نهاية لكل أعمال العنف في ذلك البلد".
ووصف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الحدث بأنه "سارّ جدًّا وضربة لتنظيم القاعدة في كل مكان، وخطوة مهمة في المعركة الأوسع ضد الإرهاب".
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أن مقتل الزرقاوي يبعث على "الارتياح"، محذرا من أن هذا الحدث لا يعني نهاية العنف في العراق، ورحب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بمقتل زعيم القاعدة في العراق، ووصف مقتله بأنه "ضربة قاسية للإرهاب".
كما وصفته الخارجية الباكستانية بأنه "تطور مهم"، وفي النمسا اعتبر المستشار فولفغانغ شوسل الذي كانت ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي وقتها، أنه "ينبغي مواصلة مكافحة الإرهاب إثر الإعلان عن مقتل الزرقاوي"، كما اعتبر الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي "خافيير سولانا" الحدث "ضربة قوية" للقاعدة.
في برلين وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مقتل الزرقاوي بـ"النبأ السار"، مؤكدة أن الزرقاوي كان واحدًا من أكثر الرجال خطورة في التنظيم، كما أعربت الخارجية الفرنسية عن أملها في تراجع أعمال العنف في العراق وعودة الاستقرار والأمن إلى هذا البلد في إطار استعادته للسيادة كاملة. وفي اليابان أعلنت وزارة الخارجية أملها في أن يؤدي مقتل الزرقاوي إلى تحسين الوضع الأمني والقضاء على "المجموعات الإرهابية"، وأشادت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بالمهارات العسكرية التي تمتع بها الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق، أبو مصعب الزرقاوي، ووضعته في مصاف جنراليّي الحرب الأهلية الأمريكية، أوليسيس غرانت وروبرت لي.
ودفن الزرقاوي في بغداد وكان عمره 39 عامًا.
'''أبو حمزة المهاجر'''
أبو حمزة المهاجر (أبو أيوب المصري) هو عبد المنعم عز الدين على البدوي (1968م - 2010م) وهو مصري الأصل ولد في مصر بمحافظة سوهاج، انضم للجماعة الجهادية التي أسسها أيمن الظواهري في عام 1982م وعمل كمساعد شخصي للظواهري، وفي عام 1999 سافر إلى أفغانستان والتحق بمعسكر الفاروق تحت قياده أسامه بن لادن، وهناك تخصص بصناعة المتفجرات حسب تصريحات الجنرال وليام كالدويل المتحدث باسم الجيش الأمريكي بالعراق.
عقب مقتل أبي مصعب الزرقاوي عام 2006، أصبح أبو حمزة المهاجر زعيم تنظيم القاعدة، وقد تم اختياره لاحقاً وزير الحرب لـدولة العراق الإسلامية ونائب أول لأبي عمر البغدادي رئيس دولة العراق الإسلامية.
وكانت القوات الأمريكية في يونيه 2006، قد نشرت صورة قالت إنها لأبي أيوب المصري نائب الزعيم الجديد للقاعدة في العراق، ثم علقت السلطات المصرية بأنه لا يوجد في سجلاتها هذا الاسم، وأنه ربما يكون المقصود هو "شريف هزاع خليفة"، وأن كنية "أبي أيوب المصري" أطلقها عليه أصدقاؤه؛ نظرا لحبه الشديد للصحابي أبي أيوب الأنصاري وأنه عاش فترة في الأردن وبشاور في باكستان، وإنه وصل إلى درجة الماجستير بعد أن حصل على تعليمه الجامعي في العلوم الإسلامية من المدينة المنورة، وتتلمذ على يد مجموعة من علماء السعودية السلفيين "الذين أجمعوا على أنه خليفة الشيخ الألباني إمام المحدثين في العصر الحديث"، لكن محامي الجماعات الإسلامية في مصر أكد فيما بعد أن "هزاع" معتقل في سجن استقبال طرة.
قالت زوجه (هزاع) هدى أحمد السيد (أم بلال) لصحيفة "صوت الأمة" المصرية بتاريخ 17-7-2006، إنها صدمت عندما شاهدت بالتلفاز أن زوجها اختارته "القاعدة" زعيما لها، وقالت إن زوجها اعتقل بتهمة ما يسمى بالإرهاب منذ 7 سنوات في مصر، فكيف يذهب للعراق، وتساءلت "لماذا زوجي بالتحديد، وكيف عرفت به أمريكا، ومن أين حصلوا له على صورة".
وصفت حسنة اليمنية زوجة أبي حمزه المهاجر القائد العسكري للقاعدة في العراق- زوجها بـ"المتشدد والغامض" واعتقلت في المنزل الذي دهمته القوات المشتركة في الثرثار (جنوب غرب تكريت) في 19 أبريل 2010، وقالت: "اتهمني مرة بأني عدوة الدولة الإسلامية لأني سألته أين دولة العراق الإسلامية التي تتحدثون عنها ونحن نسكن هنا في الصحراء؟".
وقالت حسنة إنها تزوجت من المصري في صنعاء عام 1998، ولها منه 3 أطفال، مؤكدة أن اسمه الحقيقي هو (عبد المنعم عز الدين علي البدوي) لكنه دخل اليمن بجواز مصري باسم (يوسف حداد لبيب)، ومارس التعليم خارج العاصمة، وكان يبقى في القرية أكثر من شهر ويتردد عليها ليوم أو يومين، وأضافت أنه سبقها في الوصول إلى بغداد عبر دولة الإمارات ولحقت به قادمة من عمان عام 2002، ومكثا في الكرادة 7 أشهر وفي العامرية 6 أخرى، ثم انتقلا إلى منطقة بغداد الجديدة، وفي هذا الوقت من عام 2003م سقط نظام صدام.
وأكدت أنها لم تعرف أن زوجها هو أبو أيوب المصري إلا بعد قتل الزرقاوي عام 2006م، وأنها «كانت تستمع إلى الأخبار من راديو صغير وتسأله عن أسباب قتل الناس والأطفال فلا يجيبها». وأضافت في اعترافاتها أنه «عندما خرج من بغداد استأجر بيتا في أحد بساتين ديالي، وبعد شهر انتقل منه إلى بيت في مكان تجهله، وهو عبارة عن منزل بطابقين وأن القوات الأمريكية هاجمت المنزل وقتلت الشخص الذي يقيم في الطابق العلوي، وقبضت على زوجته (يمنية الجنسية أيضا)، ثم أطلقت سراحها بعد يوم واحد. وأوضحت أن زوجها «نجا من الهجوم وهربنا إلى الفلوجة أنا وهو وزوجة القتيل، وبعد أحداث الفلوجة الثانية غادرنا إلى زوبع في أبو غريب، وفي 2007م سكنا الثرثار وتنقلنا إلى أكثر من مكان، إلى أن تم اكتشاف المكان ومهاجمته وقتله مع البغدادي».
وقالت صحيفة "مارين تايمز" الناطقة باسم قوات المارينز الأمريكية: إن إدارة بوش خفضت مكافأتها التي وضعتها على زعيم القاعدة في العراق أبي حمزة المهاجر من 5 ملايين دولار إلى 100.000 دولار؛ لأنها تشعر أنه فقد فاعليته ولم يعد يستحق مبلغا بهذا القدر.
وبعدها ألغي تماما من برنامج مكافآت العدل التابع لوزارة الخارجية الأمريكية التي تمنح لأشخاص يقدمون معلومات تقود إلى قتل أو اعتقال وإدانة إرهابيين مطلوبين. حسبما قالت الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن النقيب البحري، جيمي غريبيل، وهو متحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، قوله: إن الجيش الأمريكي يراجع دوما معلومات استخباراتية وعوامل أخرى يقيم على أساسها مستوى المكافأة الموضوعة على أولئك الموضوعين على قوائم المطلوبين، وأن التقييم الحالي بشأن المصري، هو أنه "لم تعد له قيمة كما كان سابقا".
ووضع المصري على قائمة برنامج مكافآت العدل الخاص بالمطلوبين، وبمبلغ تعدى 5 ملايين دولار في العام 2006م، بعد أن تم تشخيصه كخليفة لأبي مصعب الزرقاوي في قيادة تنظيم القاعدة في العراق.
وما بين يناير وأغسطس من عام 2007م قررت وزارة الخارجية تخفيض المكافأة إلى مليون دولار من دون أن تعلن عن ذلك، ثم ألغي من القائمة تماما في فبراير من نفس العام ليعلن عن تخفيضها إلى 100 ألف دولار.
وكانت وزارة الداخلية العراقية أعلنت عن اعتقاله في الموصل، ولكن سرعان ما نفى المتحدث باسم الحكومة العراقية على الدباغ حينها، ومعه مستشار إعلامي في القوات المتعددة الجنسيات- أن يكون الشخص المعتقل هو أبو أيوب المصري، ليحسم نوري المالكي؛ الأمر بأن الجيش الأمريكي بالعراق أجرى اختبارات الحمض النووي على الجثتين، وثبت أنه هو أبو أيوب المصري.
لتعلن دولة العراق الإسلامية في بيان رسمي لها نعي زعيمها، ومقتل كل من أبي عمر البغدادي وأبي حمزة المهاجر، وتنفي خلاله تصريحات المالكي بشأن مقتلهم خلال عملية برية للجيش العراقي؛ لأن كلا الشيخين كانا في منزل بمنطقة الثرثار أعدوه للاجتماع بقادة جماعة جيش أبي بكر الصديق السلفي بشأن دعوتهم للانضمام تحت راية دولة العراق الإسلامية، وصادف وقتها مرور دورية للجيش العراقي بالمنطقة فاشتبكت معها مفارز الحماية المكلفة بتأمين مقر الاجتماع وأجبرتهم على الانسحاب؛ مما حدا ذلك بتدخل المروحيات الأمريكية التي قذفت عدة منازل كان من ضمنها المنزل المعد للاجتماع.
'''أهم العمليات الإرهابية'''
التنظيم مسئول عن عدد من العمليات في العراق، ومنها:
* 1- الهجوم على مقر الأمم المتحدة وقتل مبعوثها في العراق "سيرجيو دي ميللو".
* 2- قتل زعيم "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" محمد باقر الحكيم.
* 3- تفجيرات عاشوراء في مارس 2004 والتي أدت إلى قتل 271 شخصا ومئات الجرحى من الشيعة.
* 4- عملية تفجير 3 فنادق وسط بغداد.
* 5- تفجيرات القحطانية والتي أدت إلى قتل 796 وجرح 1562 من أبناء الطائفة اليزيدية بالقرب من مدينة سنجار بشمال العراق.
* 6- تفجير البطحاء وأدى إلى قتل 41 وجرح 72 واستهدف زائريين شيعة.
* 7- تفجيرات بغداد تموز 2010 وأدت إلى قتل 70 شخصا وجرح 400، واستهدفت الشيعة.
* 8- تفجير مركز تطوع الشرطة في بغداد 8 آذار 2009 وأدى إلى قتل 28 شخصا وجرح 57 من المتطوعيين في الشرطة.
* 9- الهجمات الانتحارية العراقية 2011 يناير، وأدت إلى قتل أكثر من 140 شخصا خلال 3 أيام بأماكن متفرقة.
* 10- تفجيرات العراق 23\7\2012 وأسفرت عن استشهاد 114، وجرح المئات في أماكن متفرقة من العراق.
* 11- تفجيرات العراق 13 يونيو 2012 وأدت إلى قتل 84 وجرح 284 في هجمات متفرقة.
* 12- تفجيرات بغداد 19 أغسطس 2009 وأسفرت عن قتل 96 شخصا وجرح 565 آخرىن، واستهدفت مباني حكومية.
* 13- مجزرة عرس الدجيل، حيث تم ذبح 70 شخصا، ورميهم في النهر وجميعهم من الشيعة.
* 14- مجزرة العشار والتي أسفرت عن قتل 114 شخصا.  
* 15- عملية اقتحام مقر الحرس الوطني العراقي في مدينة الرمادي واعتقال كل من فيه ثم إطلاق سرحهم فيما بعد، وأخذ التعهد منهم بعدم العودة لعملهم وأخذ عناوينهم ووثائقهم وملابسهم العسكرية.
* 16- مجزرة كنيسة سيدة النجاة في 2010 التي راح ضحيتها 58 من المصلين داخل كنيسة ببغداد.
كما شارك التنظيم في قتال القوات المحتلة الأمريكية في العراق في عدة مدن، منها:
* أ- الرمادي "شارك في معركة الأربعة أيام ضد القوات الأمريكية والعراقية".
* ب- الموصل حيث سيطروا على المدينة 3 مرات.
* ج- تلعفر "يعتقد أن التنظيم قد شارك في القتال خلال العملية العسكرية التي شُنّت لإعادة السيطرة على المدينة".
* د- القائم "شارك في معركة حصيبة الأولى ضد القوات الأمريكية".
* هـ- بغداد "لتنظيم كان مسئول عن العديد من العمليات العسكرية فيها.
بالإضافة إلى العديد من العمليات الإرهابية الصغيرة، مثل السيارات المفخخة والعبوات الناسفة.


=== موت أسامة بن لادن ===
=== موت أسامة بن لادن ===

نسخة 17:43، 7 أبريل 2019

تنظيم القاعدة
مشارك في الحرب على الإرهاب، الحرب السوفيتية في أفغانستان، الحرب الأفغانية الثانية، الحرب الأفغانية الثالثة، الحرب الأفغانية الرابعة، الحرب الأفغانية الخامسة، الحرب الأفغانية السادسة، الحرب الأهلية الطاجيكية، الحرب في شمال غرب باكستان، الحرب الأهلية الصومالية، الحرب في الصومال (2006–2009)، حرب العراق، التمرد العراقي، الصراع في شمال مالي، الحرب على القاعدة في اليمن، الحرب الأهلية السورية، الحرب الأهلية اليمنية، الأزمة الليبية، العمليات العسكرية على داعش
تنظيم القاعدة
تنظيم القاعدة
سنوات النشاط 1988 - الآن
الأيديولوجيا أهل السنة والجماعة
سلفية
سلفية جهادية
قطبية
الوحدة الإسلامية
مجموعات القاعدة المركزية (1988 - الآن)
القاعدة في العراق (2004 - 2013، أصبحت مجلس شورى المجاهدين في العراق في يناير 2006)
مجلس شورى المجاهدين في العراق (يناير 2006 - أكتوبر 2006، أصبح دولة العراق الإسلامية في أكتوبر 2006)
دولة العراق الإسلامية (2006 - 2013)
القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي (2007 - الآن)
تنظيم القاعدة في جزيرة العرب (2009 - الآن)
منطقة 
العمليات
 العراق
 سوريا
خصوم العراق القوات المسلحة العراقية
سوريا القوات المسلحة السورية
سوريا الجيش السوري الحر
إيران حرس الثورة الإسلامية
مصر القوات المسلحة المصرية
تركيا القوات المسلحة التركية (اشتباكات حدودية)
السعودية القوات المسلحة السعودية (اشتباكات حدودية)
حزب الله
وحدات حماية الشعب (YPG)
كردستان العراق البشمركة
جبهة النصرة
تونس الجيش الوطني التونسي

القاعدة أو تنظيم القاعدة أو قاعدة الجهاد [1] هي منظمة وحركة متعددة الجنسيات، تأسست في الفترة بين أغسطس 1988[2] وأواخر 1989 / أوائل 1990، تدعو إلى الجهاد الدولي. ترتكز حاليًا وبكثافة في اليمن،[3] وخاصة في المناطق القبلية والمناطق الجنوبية، والمسمى بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. هاجمت القاعدة أهدافًا مدنية وعسكرية في مختلف الدول، أبرزها هجمات 11 سبتمبر 2001، تبع هذه الهجمات قيام الحكومة الأمريكية بشن حربٍ على الإرهاب.

تشمل التقنيات التي تستخدمها القاعدة الهجمات الانتحارية والتفجيرات المتزامنة في أهداف مختلفة، والتي يقوم بها أحد أعضاء التنظيم الذين تعهّدوا بالولاء لأسامة بن لادن أو بعض الأفراد الذين خضعوا للتدريب في أحد المخيمات في أفغانستان أو السودان.[4]

تشمل أهداف القاعدة إنهاء النفوذ الأجنبي في البلدان الإسلامية، وإنشاء خلافة إسلامية جديدة. وتعتقد القاعدة أن هناك تحالفًا مسيحيًا - يهوديًا يتآمر لتدمير الإسلام.[5]

وصفت فلسفة القاعدة الإدارية بأنها "مركزية في القرار ولا مركزية في التنفيذ".[6] وبعد الحادي عشر من سبتمبر والحرب على الإرهاب، أصبحت قيادة تنظيم القاعدة معزولة جغرافيًا، مما أدى إلى ظهور قيادات إقليمية للمجموعات المختلفة، تعمل تحت اسم القاعدة.[7][8] تصنف القاعدة كمنظمة إرهابية من قبل كل من مجلس الأمن[9] والأمانة العامة لحلف شمال الأطلسي[10][11] والمفوضية الأوروبية للاتحاد الأوروبي[12] ووزارة الخارجية الأمريكية[13] وأستراليا[14] والهند[15] وكندا[16] وإسرائيل[17] واليابان[18] وكوريا الجنوبية[19] وهولندا[20] والمملكة المتحدة[21] وروسيا[22] والسويد[23] وتركيا[24] وسويسرا[25] والسعودية والبحرين والمغرب وباكستان وتونس ولبنان والأردن ومصر ونيجيريا والإمارات.[26]

أصل الكلمة

وضح أسامة بن لادن أصل الكلمة في مقابلة مسجلة على شريط فيديو مع صحفي قناة الجزيرة تيسير علوني في أكتوبر 2001 :

تنظيم القاعدة ظهر اسم القاعدة منذ فترة طويلة بمحض الصدفة، فالراحل أبو عبيدة البنشيري أسس معسكرات تدريب المجاهدين لمكافحة إرهاب روسيا. كنا نسمي معسكرات التدريب بالقاعدة، وبقي الاسم كذلك.[27] تنظيم القاعدة

غير أن الصحفي "بيتر بيرجن" قال أنه حصل على وثيقتين من سراييفو في مكتب المؤسسة الخيرية الدولية، تشيران إلى أن المنظمة التي تأسست في أغسطس 1988، لم يسميها المجاهدون بهذا الاسم، وأن هاتين الوثيقتين تحتويان على محاضر الاجتماعات التي عقدت لتأسيس مجموعة عسكرية جديدة، وتحت اسم "القاعدة".[28] اتفق بن لادن مع المشاركين في تلك الاجتماعات في 20 أغسطس 1988، على أن "القاعدة" ستكون الجماعة الرسمية التي تجمع الفصائل الإسلامية التي هدفها رفع كلمة الله والانتصار لدينه. وكانت هناك قائمة شروط للعضوية مثل السمع والطاعة وحسن الخلق والتعهد بطاعة القادة.[29]

ووفقا لرايت، فاسم "تنظيم القاعدة" لم يستخدم في التصريحات العلنية مثل فتوى 1998 لقتل الأمريكيين وحلفائهم، ذلك لأن "وجودها كان لا يزال سريًا".[30] وذكر رايت أن القاعدة تشكلت في 11 أغسطس 1988، في اجتماع مع عدد من كبار قادة الجهاد الإسلامي المصري مثل سيد إمام الشريف وأيمن الظواهري وعبد الله عزام مع أسامة بن لادن، حيث اتفق على توظيف أموال بن لادن مع خبرة منظمة الجهاد الإسلامي، ومواصلة الجهاد في مكان آخر بعد أن انسحب السوفييت من أفغانستان.[31]

وفي أبريل 2002، أصبح اسم المجموعة "قاعدة الجهاد". ووفقا لضياء رشوان، أن هذا كان "... نتيجة لعملية الدمج بين فرع الجهاد في مصر بقيادة أيمن الظواهري مع بن لادن والجماعات التي تحت سيطرته، بعد عودته إلى أفغانستان في منتصف التسعينات."[32]

التاريخ

الجهاد في أفغانستان

في البداية، كان الهدف من تأسيس القاعدة محاربة الشيوعيين في الحرب السوفيتية في أفغانستان،[33] بدعم من الولايات المتحدة التي كانت تنظر إلى الصراع الدائر في أفغانستان بين الشيوعيين والأفغان المتحالفين مع القوات السوفيتية من جهة والأفغان المجاهدين من جهة أخرى، على أنه يمثل حالة صارخة من التوسع والعدوان السوفييتي. موّلت الولايات المتحدة عن طريق المخابرات الباكستانية المجاهدين الأفغان الذين كانوا يقاتلون الاحتلال السوفيتي في برنامج لوكالة المخابرات المركزية سمي بـ "عملية الإعصار".[34][35]

في الوقت نفسه، تزايدت أعداد العرب المجاهدين المنضمين للقاعدة (الذين أطلق عليهم "الأفغان العرب") للجهاد ضد النظام الماركسي الأفغاني، بمساعدة من المنظمات الإسلامية الدولية، وخاصة مكتب خدمات المجاهدين العرب،[36] الذي أمدهم بأموال تقارب 600 مليون دولار في السنة تبرعت بها حكومة المملكة العربية السعودية والأفراد المسلمين وخاصة من السعوديين الأثرياء المقربين من أسامة بن لادن.[37].

عبد الله عزام

أسس عبد الله عزام وابن لادن مكتب الخدمات في بيشاور (باكستان) في عام 1984. ومنذ عام 1986، افتتح المكتب شبكة من مكاتب التجنيد في الولايات المتحدة، أبرزها كان مركز اللاجئين "كفاح" في مسجد الفاروق في شارع الأطلسي ببروكلين. ومن بين أبرز الشخصيات في مركز بروكلين، "العميل المزدوج" علي محمد (الذي أطلق عليه جاك كلونان عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي اسم " المدرب الأول لابن لادن").[38]، و"الشيخ الضرير" عمر عبد الرحمن رائد عملية تجنيد المجاهدين في أفغانستان.

يعتقد أن المجاهدين الأفغان في الثمانينات، كانوا مصدر إلهام لجماعات إرهابية في دول مثل أندونيسيا والفلبين ومصر والسعودية والجزائر والشيشان ويوغوسلافيا السابقة.[39] ووفقًا للمصادر الروسية، يعتقد أن مرتكبي التفجير الأول لمركز التجارة العالمي عام 1993، استخدموا دليلاً كتبته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية للمقاتلين في أفغانستان عن كيفية تصنيع المواد المتفجرة.[39]

كان مكتب الخدمات يوفر دورًا لضيافة المجاهدين في بيشاور في باكستان قرب الحدود الأفغانية، ومعسكرات شبه عسكرية للتدريب في أفغانستان لإعداد مجندين دوليين غير أفغان لجبهة الحرب الأفغانية، وقد أقنع عزام ابن لادن بالانضمام إلى مكتب الخدمات، الذي استخدم ماله الخاص وعلاقاته مع "العائلة المالكة في السعودية وأصحاب المليارات النفطية في الخليج"، لبذل المزيد من الجهد لمساعدة المجاهدين.[40].

لم يكن الدور الذي يقوم به مكتب الخدمات والمتطوعين المسلمين الأجانب، أو "الأفغان العرب" في الحرب كبيرًا. فمن بين الـ 250,000 مجاهد أفغاني الذين قاتلوا السوفييت الشيوعيين والحكومة الأفغانية، لم يكن هناك أكثر من 2,000 مجاهد أجنبي في أي فترة من فترات الحرب في وقت واحد.[41] ومع ذلك، فإن المجاهدين المتطوعين الأجانب، كانوا من 43 دولة وعدد الذين شاركوا في الحرب الأفغانية في الفترة بين عامي 1982 و 1992، كان 35,000.[42]

وفي نهاية الحرب، انسحب الاتحاد السوفيتي من أفغانستان في عام 1989، وظلت حكومة محمد نجيب الله الأفغانية الشيوعية لمدة ثلاث سنوات بعد الحرب، قبل أن تسقط على يد عناصر من المجاهدين. وأعقب ذلك حالة من الفوضى، في وجود قادة المجاهدين الغير قادرين على الاتفاق على هيكل الحكم، الذين واصلوا تنظيم تحالفات تقاتل من أجل السيطرة على الأراضي، مما أحال البلاد إلى حالة من الدمار.

توسع العمليات

مع نهاية المهمة العسكرية السوفيتية في أفغانستان، أراد بعض المجاهدين توسيع نطاق عملياتهم لتشمل مدّ الجهاد الإسلامي في أجزاء أخرى من العالم، كإسرائيل وكشمير. ولتحقيق تلك الطموحات، تشكلت عدة منظمات متداخلة ومتشابكة ومنها تنظيم القاعدة، الذي شكله أسامة بن لادن مع اجتماع أولي عقد في 11 أغسطس 1988[43]. تمنى ابن لادن القيام بعمليات غير عسكرية في مناطق أخرى من العالم، ولكن في المقابل كان عزام يريد الاستمرار في التركيز على الحملات العسكرية. وبعد اغتيال عزام في عام 1989، انقسم مكتب الخدمات وانضم عدد كبير إلى تنظيم ابن لادن.

في نوفمبر 1989، ترك علي محمد (وهو رقيب سابق في القوات الخاصة) في فورت براغ، نورث كارولينا، الخدمة العسكرية وانتقل إلى سانتا كلارا، كاليفورنيا، ثم سافر إلى أفغانستان وباكستان، وشارك في خطط ابن لادن [44].

وبعد ذلك بعام في 8 نوفمبر 1990، داهم مكتب التحقيقات الفيدرالي منزل السيد نصير شريك علي محمد في نيوجيرسي، واكتشف الكثير من الأدلة على المخططات الإرهابية، بما في ذلك خطط لتفجير ناطحات سحاب في مدينة نيويورك[45]. أدين السيد نصير في عام 1993 بتفجير مركز التجارة العالمي، وبقتل الحاخام مائير كاهانا في 5 نوفمبر 1990. ويقال أن علي محمد في عام 1991، ساعد في تنسيق نقل أسامة بن لادن إلى السودان[46].

حرب الخليج وبدء العداء مع الولايات المتحدة

بعد انسحاب الإتحاد السوفيتي من أفغانستان، عاد أسامة بن لادن إلى المملكة العربية السعودية. ووضع الغزو العراقي الكويت عام 1990 المملكة العربية السعودية وحكامها آل سعود في خطر، ففي السعودية أهم حقول النفط، وهي على مقربة من القوات العراقية في الكويت، بالإضافة لدعوة صدام حسين للاتحاد العربي الإسلامي التي يمكن أن تجمع المعارضة الداخلية.

مقارنة بالقوات العراقية، كانت القوات السعودية جيدة التسليح ولكنها أقل عددًا. عرض بن لادن خدمات مجاهديه على الملك فهد بن عبد العزيز لحماية المملكة العربية السعودية من الجيش العراقي، ولكن العاهل السعودي رفض عرض بن لادن، واختار بدلا منه السماح للقوات الأمريكية والقوات الحليفة بالانتشار على الأراضي السعودية[47]، وهو ما أثار غضب بن لادن، لأنه كان يؤمن أن وجود القوات الأجنبية في "أرض الحرمين" يعتبر انتهاكاً للأراضي المقدسة. وبعد أن انتقد علنًا الحكومة السعودية لإيوائها الجنود الأمريكيين، نفي إلى السودان. وسحبت منه الجنسية السعودية في 9 أبريل 1994،[48] وتبرأت منه عائلته.

السودان

بين عامي 1992 و1996، ارتكز أسامة بن لادن والقاعدة في السودان، بناءً على دعوة من حسن الترابي. وخلال هذه الفترة، ساعد بن لادن الحكومة السودانية، واشترى أو أنشأ عدة مؤسسات الأعمال وأقام معسكرات لتدريب المقاتلين.

كانت نقطة التحول الرئيسية في العلاقات بين الطرفين، بعد أن وجّه أسامة بن لادن في عام 1993، انتقاداته اللاذعة للسعودية، بعد دعمها لاتفاقات أوسلو التي وضعت طريق للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين.[49]

كان الظواهري وجماعة الجهاد الإسلامي المصري بمثابة النواة لتنظيم القاعدة، ولكنهم اشتركوا أيضًا في عمليات منفصلة ضد الحكومة المصرية، وكانوا أسوأ حظًا في السودان. ففي عام 1993، قتلت تلميذة صغيرة في محاولة فاشلة للجهاد الإسلامي المصري لاغتيال رئيس الوزراء المصري عاطف صدقي، وتحول الرأي العام المصري ضد تفجيرات الجماعات الإسلامية. ألقت الشرطة القبض على أكثر من 280 من أعضاء الجهاد وأعدم ستة.[50] وفي عام 1995، كانت المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك التي أدت إلى طرد الحكومة السودانية لحركة الجهاد في مايو 1996.

اللجوء إلى أفغانستان

بعد انسحاب السوفييت، أصبحت أفغانستان فعليًا بلا سلطة حاكمة لمدة سبع سنوات، وعانت من القتال المستمر بين الحلفاء السابقين ومجموعات مختلفة من المجاهدين. وخلال التسعينات، بدأت قوة جديدة تظهر، وهي حركة طالبان التي ترجع أصولها إلى طلاب المدارس في أفغانستان، والذين تيتم الكثير منهم من جراء الحرب، وكثير منهم تلقوا تعليمهم في شبكة من المدارس الإسلامية المنتشرة سواء في قندهار أو في مخيمات اللاجئين على الحدود الأفغانية الباكستانية.

ووفقا لأحمد راشد، فإن خمسة من قادة طالبان كانوا من خريجي مدرسة واحدة، دار العلوم الحقانية المعروفة أيضًا باسم "جامعة الجهاد"، التي تقع في بلدة صغيرة في أكورا خاتاك قرب بيشاور[51] في باكستان، والتي كان يدرس بها الكثير من اللاجئين الأفغان. كانت هذه المؤسسة تعكس المعتقدات السلفية في تعليمها، ويأتي الكثير من تمويلها من تبرعات خاصة من الأثرياء العرب، الذين يتصل بهم بن لادن. وهناك أربعة من القيادات البارزة (بما فيهم زعيم طالبان الملا محمد عمر مجاهد) درسوا في مدرسة مشابهة في قندهار بأفغانستان. وفي وقت لاحق، انضم الكثير من المجاهدين إلى جانب طالبان لقتال محمد نبي محمدي رئيس حزب الحركة الانقلابية في فترة الغزو الروسي.

أدى استمرار الاقتتال الداخلي بين الفصائل المختلفة والفوضى بعد الانسحاب السوفيتي، إلى نمو وتنظيم طالبان وتوسيع نطاق سيطرتها على أراضي أفغانستان، وأسسوا ما أطلق عليه "إمارة أفغانستان الإسلامية". وفي عام 1994، احتلت طالبان قندهار. وبعد تحقيق مكاسب إقليمية سريعة، احتلت العاصمة كابول في سبتمبر 1996.[52]

بعدما أعلنت السودان أن بن لادن وجماعته لم يعد مرحب بهم في تلك السنة، وفرت طالبان التي تسيطر على أفغانستان موقع مثالي لتنظيم القاعدة لإقامة مقرها. تمتعت القاعدة بحماية حركة طالبان، وبقدر من الشرعية لأنها كانت جزء من وزارة دفاعها، على الرغم من أن باكستان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، هم فقط من اعترفوا بحركة طالبان كحكومة شرعية في أفغانستان.

تمتعت القاعدة بملاذ آمن في أفغانستان التي تسيطر عليها طالبان، حتى هزيمة طالبان من قبل مجموعة من القوى المحلية وشعبة الأنشطة الخاصة شبه العسكرية بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، والقوات الخاصة بالجيش الأمريكي والقوات الجوية في عام 2001. ويعتقد أن العديد من قادة تنظيم القاعدة، لا يزالون في المناطق التي يتعاطف سكانها مع طالبان في أفغانستان أو في المناطق القبلية على الحدود الباكستانية.

الفتاوى

أعلن تنظيم القاعدة في عام 1996، الجهاد لطرد القوات والمصالح الأجنبية من الأراضي الإسلامية. وأصدر ابن لادن فتوى،[53] اعتبرت إعلان عام للحرب ضد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، وبدأ في تركيز موارد القاعدة لمهاجمة الولايات المتحدة ومصالحها. ففي 25 يونيو 1996، تم تفجير أبراج الخبر التي تقع في مدينة الخبر في المملكة العربية السعودية مما أسفر عن مقتل 19 جندي أمريكي. وفي 23 فبراير 1998، شارك أسامة بن لادن وأيمن الظواهري زعيم الجهاد الإسلامي المصري، إلى جانب ثلاثة آخرين من الزعماء الإسلاميين، في توقيع وإصدار فتوى تحت اسم الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين أعلنوا فيها :

تنظيم القاعدة إن حكم قتل الأمريكيين وحلفائهم مدنيين وعسكريين، فرض عين على كل مسلم في كل بلد متى تيسر له ذلك، حتى يتحرر المسجد الأقصى والمسجد الحرام من قبضتهم. وحتى تخرج جيوشهم من كل أرض الإسلام، مسلولة الحد كسيرة الجناح. عاجزة عن تهديد أي مسلم وذلك وفقا لقول الله، ((وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً))، وقوله ((وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ)) [54] تنظيم القاعدة

بالرغم من عدم امتلاك ابن لادن ولا الظواهري للمؤهلات العلمية الشرعية لإصدار الفتوى من أي جهة إسلامية، إلا أنهم رفضوا سلطة علماء الدين الذين اعتبروهم خدم لحكام دولهم. وقد ادعى العميل السابق للمخابرات الروسية ألكسندر ليتفينينكو أن المخابرات الروسية دربت الظواهري في معسكر في داغستان قبل ثمانية أشهر من إعلان فتوى عام 1998.[55][56]

في العراق

يمثل تنظيم القاعدة في العراق نسخة متطابقة من تنظيم القاعدة في أفغانستان، فعلى غرار معسكرات تدريب المقاتلين لمقاومة الجنود الروس في أفغانستان بزعامة أبو عبيدة البنشيري، تشكلت معسكرات تدريب القاعدة في العراق، وعلى غرار اجتماع قادة تنظيم الجهاد الإسلامي المصري مع أسامة بن لادن، في 11 أغسطس 1988 لتشكيل القاعدة، عقد أبو مصعب الزرقاوي عام 2004 اجتماعًا مع قادة جماعة التوحيد والجهاد بزعامته لمبايعة زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، ليخرج التنظيم الجديد تحت اسم "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين". وعلى نفس أفكار القاعدة التي استندت إلى الجهاد لطرد القوات والمصالح الأجنبية من الأراضي الإسلامية، استندت قاعدة بلاد الرافدين إلى إعلان عام للحرب ضد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في العراق؛ ليتحول كلاهما إلى تنظيم إرهابي يقتل فيه المسلم المسلم وغير المسلم تحت دعوى الجهاد وطاعة الله. بدأ تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين نشاطه في العراق عقب انتهاء العمليات العسكرية الأمريكية الرئيسية واحتلال العراق في 2004 بشكل متواضع بزعامة أبي مصعب الزرقاوي، الذي عمل على جمع شتات المتطوعين وعمل لفترة دون أي مسمى، ثم تحول إلى اسم "جماعة التوحيد والجهاد" بمشورة من المسئول الشرعي للجماعة أبي أنس الشامي، وفي شهر أغسطس 2004 بايع الزرقاوي بن لادن أمير تنظيم القاعدة، وتحول اسم الجماعة بشكل نهائي إلى "تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين". تتميز هيكلية تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين بالمرونة، فلا يوجد ثبات بالمطلق، وقائد التنظيم سواء الزرقاوي أو خليفته يجمع في يديه جميع خيوط التنظيم بقبضة حديدية. وقد بدأ الزرقاوي بعد إصابته، واحتمالات قتله في المستقبل يفكر بشكل جدي بنقل قيادة التنظيم إلى أحد الأعضاء العراقيين، وهو ما حدث بالفعل عقب مقتله، حيث أعلن عن أبي عبد الرحمن العراقي نائب أمير التنظيم، زعيما للقاعدة وكان قد وجه بدوره رسالة إلى أبي مصعب الزرقاوي في وقت سابق لقتله بعنوان "لبيك لبيك يا أبا مصعب"، وتولت قيادات عراقية ميدانية قيادة التنظيم بعد الزرقاوي، تعمل تشكيلاتها بشكل كامل تحت مظلة الجناح العسكري في الجماعة. بعد مقتل الزرقاوي عام 2006 جرى انتخاب أبي حمزة المهاجر زعيمًا لتنظيم القاعدة، ومع بداية ظهور معالم الحكومة العراقية وبدء تكوين قوات الجيش والشرطة العراقيين، اعتبر التنظيم جميع السياسيين المشاركين بالحكم "عملاء"، وأصبح يستهدف جميع أجهزة الأمن العراقية والمنظمات الدولية والمقاولين الأجانب، واعتبر أن هدفه هو إقامة دولة تحكم بالشريعة الإسلامية في العراق، وأعلن تكفير فئات من الشعب العراقي مثل المدنيين الشيعة، الذين وصفهم الزرقاوي بالروافض، وتم استهداف أسواق شعبية ومساجد. وحاول تنظيم القاعدة في العراق جمع شتات الجهاديين من خلال إعلان ما يسمى مجلس شورى المجاهدين في العراق، وكان عبارة عن تجمع لعدد من الجماعات الجهادية، وتم الإعلان عنه في 15 يناير 2006، وتم اختيار عبد الله رشيد البغدادي لإمارة المجلس، وضم المجلس كلا من تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين وجيش الطائفة المنصورة، سرايا أنصار التوحيد، سرايا الجهاد الإسلامي، سرايا الغرباء، إضافةً إلى كتائب الأهوال وجيش أهل السنة والجماعة، وكان الغرض المعلن للمجلس "إدارة الصراع في مواجهة الاحتلال الأمريكي وما وصفهم بالعملاء والمرتدين". ولكن سرعان ما تم حله في منتصف أكتوبر من العام نفسه، لصالح القاعدة التي اعتبرت نفسها صاحبة الحق في إعادة تأسيس الخلافة الإسلامية. وتخوض القاعدة في العراق الآن حربًا شرسة ضد الحكومة العراقية في عدة جبهات، ففي محافظة بابل تمكنت القوات الأمنية خلال الفترة الماضية من قتل العديد من الإرهابيين من القاعدة، والاستيلاء على كميات كبيرة من سلاحهم، وقامت الحكومة المحلية بالمحافظة بتقديم الدعم الكامل واللوجستي للقوات الأمنية التي تقاتل في شمال بابل. وكشف قائد عمليات بابل الفريق الركن سعد حربية خلال كلمة ألقاها أمام تجمع عشائري بمنتجع بابل السياحي، وبحضور مسئول شئون العشائر بوزارة الداخلية ومحافظ بابل، وعدد من أعضاء الحكومة المحلية، عن أن عملية حسم المعركة ضد تنظيم القاعدة في ناحية جرف الصخر باتت قريبة، لا سيما بعد وصول إمدادات وقوات إضافية من وزارة الدفاع. وأشار اللواء رياض الخيكاني مدير شرطة بابل إلى أن العمليات العسكرية تتم بإسناد من طيران الجيش والآليات المختلفة، من أجل تحرير جرف الصخر والإمساك بالأمن والسيطرة على الإرهاب، ولن يتم الأمر إلا بمشاركة واسعة من العشائر القاطنة في تلك المنطقة، والتي هي المستفيد الأول من عودة الأمن والاستقرار في الناحية، وأنه تم دفع أعضاء القاعدة إلى مغادرة العديد من المناطق في ناحية جرف الصخر باتجاه الحدود العراقية السورية. وقال صادق مدلول السلطاني محافظ بابل: إن "الحكومة المحلية تقدم الدعم الكامل واللوجستي للقوات الأمنية التي تقاتل في شمال بابل وهي مستمرة بعقد سلسلة من اللقاءات مع شيوخ العشائر، للوقوف على المشاكل التي تعترض مناطقهم ومحاولة تسهيل الأمور لهم، وبالتالي دعم موقفهم في قتال مجموعات القاعدة. وفي أكبر معاقل القاعدة في محافظة الفلوجة أعلنت وزارة الدفاع العراقية بدء عملية عسكرية واسعة على معاقل "داعش" والقاعدة على عدة محاور في مناطق الفلوجة، بالتعاون مع وزارة الداخلية وشيوخ عشائر الأنبار، مشيرة إلى أن العملية أسفرت عن قتل الكثيرين من عناصر "داعش". وذكرت الوزارة أن القوات المسلحة من القطاعات البرية وجهاز مكافحة الإرهاب وسلاح القوة الجوية وقيادة طيران الجيش، وبالتعاون مع قوات وزارة الداخلية وشيوخ وأبناء الأنبار، قامت بعملية واسعة ومباغتة على أوكار داعش والقاعدة، ومن تحالف معهما على عدة محاور في مناطق الفلوجة السجر والفلاحات والنعيمية والجامعة وجسر التفاحة، الذي يعد الممر الرئيس لداعش في الفلوجة. وقامت القوات المسلحة العراقية مؤخرًا، بقتل العديد من أعضاء داعش والقاعدة والاستيلاء على أعداد كبيرة من أسلحتهم، وتدمير الكثير من معاقلهم في عدة محافظات. وكانت مصادر أمنية قد أعلنت أن مدينة الفلوجة أصبحت خارج سيطرة الدولة، وفي أيدي مقاتلي تنظيم "داعش" الموالية لتنظيم القاعدة وسط تواصل الاشتباكات الدامية بين الطرفين، قتل فيها الجمعة 103 أشخاص بينهم 32 مدنيًا. وعلى الرغم من ذلك ما زالت "المناطق المحيطة بالفلوجة (60 كلم غرب بغداد) في أيدي الشرطة المحلية، وحافظ المقاتلون المرتبطون بتنظيم القاعدة على عدة مواقع، سبق وأن سيطروا عليها في مدينتي الرمادي (100 كلم غرب بغداد) والفلوجة (60 كلم غرب بغداد) التي أعلنت "ولاية إسلامية"، ولكن عناصر الشرطة ومسلحون من أبناء العشائر منتشرون في عموم مدينة الرمادي. وكانت محافظة الأنبار التي تسكنها غالبية من السُّنة، وتتشارك مع سوريا بحدود بنحو 300 كلم، إحدى أبرز معاقل تنظيم القاعدة في السنوات التي أعقبت اجتياح العراق عام 2003، وحتى تشكيل قوات الصحوة السنية في سبتمبر العام 2006. وفي سياق الاعتقالات الميدانية لقيادات التنظيم، قامت وزارة الداخلية باعتقال 25 من قيادات تنظيم "القاعدة"، بينهم اثنان يحملان الجنسيتين السعودية والأردنية. وقال اللواء ضياء حسين ساهي، مدير مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة: إن وزارة الداخلية تمكنت بالتعاون مع القطاعات العسكرية في الأنبار ونينوي وبغداد، من القبض على 25 من قيادات تنظيم القاعدة، بينهم أردني وسعودي ومنهم شخص يدعى علاء عبد الرءوف توفيق، أردني الجنسية اعتقلته القوات الأمريكية لفترة طويلة، وكان موقوفًا في سجن بادوش قرب الموصل وتمكن من الهروب، لكن الشرطة الاتحادية في نينوي تمكنت من اعتقاله، واعترف بجميع الجرائم التي ارتكبها، بالإضافة إلى بتال عميش الحربي السعودي الجنسية وكان محكوما عليه بست سنوات؛ لاجتيازه الحدود دون تأشيرة، وعاود نشاطه وكان معدا لتنفيذ عملية انتحارية. وكانت عمليات الشرطة العراقية في محافظة الأنبار قد قامت في وقت سابق بقتل نعمان سلمان منصور الزيدي الملقب بالناصر لدين الله، الذي كان يشغل منصب وزير الحرب في دولة العراق الإسلامية بعد أبي أيوب المصري. وعلى الجانب القضائي أصدرت محكمة عراقية حكما بالإعدام شنقا بحق 6 عناصر من "القاعدة" أبرزهم مناف الراوي، "والي بغداد" وهو المسئول الرئيسي عن تفجير الوزارات في أغسطس 2009. وكانت السلطات العراقية قد أعلنت عن اعتقاله في أحد المنازل في غرب بغداد. أسباب نمو التنظيم الفقر تشكل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية عوامل مهمة في نمو تنظيم قاعدة الجهاد في العراق، وتجنيد أعضاء جدد به، وهناك عدة أسباب ساعدت في نمو التنظيم تمثلت فيما يلي:

  • 1- السياسات العدائية للولايات المتحدة، واحتلالها للعراق وغزوها لأفغانستان، ودعمها لإسرائيل، وللأنظمة الاستبدادية في العالم العربي والإسلامي- تغذي صناعة الكراهية والعداء تجاهها، وتجذب العديد من الشباب إلى "القاعدة".
  • 2- يقوم حجر الأساس في خطاب تنظيم القاعدة والحركات السلفية الجهادية، على وجود حرب صليبية صهيونية على العالم الإسلامي، تعمل على قطع الطريق على الإسلاميين من الوصول إلى السلطة، وبالتالي يجب الجهاد ضدها؛ من أجل قيام دولة إسلامية.
  • 3- تعمد الولايات المتحدة إذلال المسلمين، وبالتالي وجوب الجهاد ضد هذا "الشيطان الأكبر"-ـ بحسب وصفهم-ـ لأنها تعمل على القضاء على أي مشروع للنهضة.
  • 4- تساعد الظروف الاقتصادية والاجتماعية كالفقر والبطالة والجهل، على توفير بيئة مثالية لتجنيد الأعضاء في كل مجتمع عربي وإسلامي، والذي يشكل فيه الشباب النسبة الأكبر من عدد السكان.
  • 5- تشكل الهوية في إطار النظم القومية والاشتراكية والديمقراطية في الدول العربية والإسلامية، وسط ضغوطات العولمة والحداثة، حالة ارتداد لقطاعات واسعة من الشعوب العربية والإسلامية نحو الالتزام الديني، وهو ما يجعلهم فريسة للتطرف.
  • 6- التركيبة العقائدية والعشائرية والقبلية، وفّرت مُناخًا خصبًا لنمو الفكر الجهادي، وتجنيد أعضاء جدد في تنظيم "القاعدة" في العراق.

الهيكل التنظيم يقبع على رأس القاعدة أمير التنظيم، وتتمثل مهامه الرئيسية في الآتي:

  • 1- توجيه اللجان المختلفة للتنظيم، فهو الذي يضع إستراتيجية المقاومة بشكل عام؛ من خلال استهداف القوات الأمريكية وقوات التحالف، بالإضافة إلى استهداف الشيعة والأكراد، والبنية التحتية للدولة، والمنشآت الحيوية في البلاد.
  • 2- توجيه عمليات التنظيم الكبرى، ورسم إستراتيجيته وسياسته، ومن هنا فإن جميع التشكيلات العسكرية تتبع نهجًا محددًا في اختيار الأهداف، وفي معظم العمليات الصغيرة لا تحتاج المجاميع المنتشرة من سرايا ومجموعات في مختلف المناطق إلى أمر مباشر منه، لكنها متروكة لاجتهادات القادة الميدانيين بالتنسيق مع قادة الكتائب وأمراء المناطق، نائب الأمير يعد ثاني أهم المواقع القيادية في قاعدة العراق، وتطور من خلال ضرورات الواقع والحفاظ على سلامة التنظيم، وهو يقوم بكل الأعمال مع قائد التنظيم، ويطلع على كل الأمور المتعلقة بالتنظيم وسير عمله بالإضافة إلى الاتصال بالعراقيين بشكل مباشر ومع المقاتلين المتطوعين من خارج العراق، ومن مهام موقعه الإشراف على احتياجات اللجان المنبثقة عن التنظيم، وخاصة الجناح العسكري بقيادة الأمير أبو أسيد العراقي، وهو المسئول الأول عن الكتائب والسرايا والمجموعات، العاملة والتنفيذية والمساندة، التابعة للتنظيم، وكذلك تم الإعلان عن تشكيل فيلق عمر في مواجهة فيلق بدر الشيعي.

وبالإضافة لما سبق هناك عدة هيئات وأقسام وكتائب تتمثل فيما يلي:

  • أولًا: الهيئة الشرعية ويترأسها "الشيخ أبو حمزة البغدادي"، وتقوم بإجراء الدراسات والأبحاث اللازمة للجماعة، والرد على كل الشبهات الشرعية التي يرى التنظيم أنها تؤثر على نشر معتقداته وأفكاره وممارساته، وأصدرت مؤخرًا مجلة خاصة بالتنظيم، اسمها "ذروة السنام"، ووظيفتها دراسة الأحكام الشرعية المتعلقة بالمسائل والقضايا التي تخدم معتقدات وأفكار التنظيم، وتقوم بالرد على الادعاءات والفتاوى التي تمس الجهاد والمقاومة، وتغطي بعض أخبار الجهاد من ناحية الجبهات القتالية، وقد أسس هذه الهيئة أبو أنس الشامي، ولم يتم الإعلان بعد مقتله عن خليفة له في منصب رئيس الهيئة والمسئول الشرعي، لأسباب أمنية للحفاظ على حياته، وينبثق عن هذه الهيئة الشرعية، محكمة خاصة "المحكمة الشرعية" تقوم بالنظر في الدعاوى المتعلقة بمسألة التجسس داخل التنظيم، وتصدر أحكاما على المختطفين والأسرى تصل إلى القتل في الغالب، وأحكامها قطعية وغير قابلة للاستئناف.
  • ثانيا: الجناح العسكري يتكون من عدة كتائب وسرايا ومجموعات، تسمى بمسميات مختلفة، بعضها تحمل أسماء الخلفاء الراشدين مثل كتيبة أبو بكر الصديق، وفيلق عمر، وكتيبة ابن الخطاب، وبعضها يحمل أسماء قادة القاعدة في جزيرة العرب مثل كتيبة عبد العزيز المقرن، وأبو أنس الشامي وأبو عزام العراقي "عبدالله الجوري"، وتم أيضًا إطلاق أسماء على كتائب الاقتحام، أما الكتائب الأخرى فهي تحمل نفس الاسم الذي حملته قبل الانضمام إلى تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين في العراق، مثل كتيبة الرجال، وتعتبر كتيبة الاستشهاديين أحد أهم الكتائب في تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين وهي "كتيبة البراء بن مالك" وأميرها "أبو دجانة الأنصاري"، وينفذ المنتمون لهذه الكتيبة- الاستشهاديين- بشكل واسع وكبير العمليات الموجهة لضرب الأهداف الحيوية، وهي تضم العدد الأكبر من المتطوعين العرب، وفي الفترة الأخيرة بدأ ينضم إليها أعضاء من العراقيين.

وتمثل هذة الكتيبة أهمية خاصة؛ لما لها من دور كبير في حرب الاستنزاف وقلة تكلفة العملية الواحدة منها من الناحية المعنوية والمادية، ولما تحدثه من أثر كبير في تحطيم معنويات جنود الاحتلال والمتحالفين معهم، ويشرف على هذه الكتيبة قادة ميدانيون مدربون وخبراء في عمليات تصنيع المتفجرات والتفخيخ والتوصيل، وتفجير العبوات سلكيا ولاسلكيا عبر الأجهزة الخاصة "ريموت كنترول" وعبر الهواتف الخلوية، وغيرها من الأساليب الأخرى. ومن الأساليب الفنية في استخدام المتفجرات صناعة العبوات الثابتة، والتي تقوم مقام الألغام الأرضية العمودية وجانبية الدفع لإلحاق الضرر التام في الآليات المستهدفة، وكذلك تستخدم المتفجرات في تجهيز عبوات السيارات والشاحنات سواء منها المفخخة لتفجيرها لاسلكيا أو عبر ساعة توقيت، أو التي يفجرها التنظيم عبر المقاتلين "الاستشهاديين".

  • ثالثا: كتيبة الأمن والاستطلاع، وتقوم بفحص دقيق للأعضاء الجدد المنتسبين للتنظيم، إضافةً إلى جمع المعلومات عن الأشخاص والأماكن والأهداف المنتخبة للعمليات، وطرق قوات الاحتلال، والشركات المساندة لها من ناحية أمنية أو لوجستية، وتوجهات القوات الأمريكية، وتكتيكاتها العسكرية، والخطط المستقبلية لها وللحكومة، وتعمل على تجنيد العملاء داخل قوات الحرس الوطني والشرطة وشركات المقاولات العاملة، وشركات النقل وغيرها من الوظائف المهمة الحساسة، وتنشر جماعات الاستطلاع بين الناس، وتقوم بتسجيل انطباعاتهم وتلمس حاجاتهم، وتعمل على جمع المعلومات حول الأشخاص المستهدفين بعمليات التصفية والاغتيال، سواء أكانوا من أعضاء الحكومة أو البعثات الدبلوماسية، أو قادة الجيش والشرطة وغيرهم، فضلا عن استكشاف المناطق الحساسة والحيوية ومعرفة نقاط الضعف للاستفادة منها، وترفع جميع التقارير وبشكل دائم ومستمر إلى قيادة التنظيم، التي تقوم بدراستها والتشاور حولها وانتقاء الأهداف وأوقات التنفيذ، وتوجيه أوامر التنفيذ إلى الجناح العسكري وتشكيلاته للتنفيذ والإعلام بالنتائج لكل عمل تقوم به تلك التشكيلات.
  • رابعا: القسم الإعلامي.. مسئول عن الجانب الدعائي للتنظيم، ويتولى رئاسته أبو ميسرة العراقي، ويقوم بإصدار البيانات والنشرات والأشرطة المرئية والمسموعة، وتكمن أهميته في تجنيد واستقطاب أعضاء جدد في صفوف الجماعة، من خلال شبكة الإنترنت التي يظهر التنظيم احترافية عالية في استخدامها من حيث صعوبة تتبع عناوين المشرفين على مواقعها، وصعوبة تتبع مستخدميها، وابتكار أساليب جديدة متطورة باستمرار؛ لتخطي مسألة الحجب والرصد، ويولي التنظيم أهمية كبيرة في عملية تدريب منتسبيه وأعضائه والمتعاطفين معه على كيفية استخدام الشبكة الإلكترونية، وتعتبر مواقع التنظيمات الجهادية جميعًا من أهم الوسائل بالتعريف بالتنظيمات وأنشطتها، وإصداراتها المختلفة السياسية والعسكرية والشرعية.
  • خامسًا: اللجنة المالية وتقوم بجمع الأموال اللازمة لتمويل الأنشطة المختلفة، وهي تعتمد على شبكة من الناشطين المتخصصين في مجال جمع التبرعات من خلال التجار والمساجد، والأعضاء المنتشرين في جميع أنحاء العالم، وأسهم مفهوم الزكاة والصدقات في الإسلام، في سهولة تحصيل الأموال، باعتباره أحد أركان الإسلام؛ وكذلك لأن من يدفع المال فكأنما قاتل بنفسه، وبما أن تنظيم قاعدة الجهاد يتولى هذا الركن فإنه يسهل جمع الأموال على هذا الأساس، ولا يقتصر هذا النشاط على العراق، بل هناك شبكة من الأنصار في مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي، فعلى سبيل المثال يوجد في الأردن ثلاث قضايا منظورة لدى محكمة أمن الدولة لمجموعات كانت تقوم بجمع الأموال لصالح الزرقاوي، وقد كان هذا الأخير يمسك بقبضة من حديد على الأموال في مرحلة مبكرة، وكان الحصول عليها أثناء الفوضى أمرًا يسيرًا وبوسائل مختلفة.

والمسألة المالية لا تشكل عبئًا كبيرًا على تنظيم قاعدة الجهاد في العراق، فالطبيعة العقائدية الأيديولوجية الاستشهادية، ومفهوم الجهاد الذي يعني بذل النفس والجهد والمال، تجعل العضو يعمل على تجهيز نفسه بنفسه في الغالب، ونادرا ما تجد في خطاب الجماعات الجهادية من بيانات ونشرات ما يحرض على جمع الأموال وخاصة الخطاب الرسمي للجماعة؛ لأنهم يتجنبون الوقوع في شبهة أن قتالهم من أجل مطمع دنيوي، بل يركزون على أن ما يقومون به من تضحية بالنفس والمال، وقتال وتشرد وتعذيب في السجون، إنما هو لإقامة دين الله في الأرض وتعتبر الغنائم من المال والعتاد والسلاح والآليات وغير ذلك، من الموارد المهمة في استمرار المقا تطور العلاقة بين القاعدة في العراق وأفغانستان يمكن القول بأن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، يتمتع باستقلالية شبه تامة، عن القاعدة بزعامة الظواهري، ولكنهما كانا يعتمدان على الدعم المعنوي المتبادل، بسبب الاشتراك في الهدف والإستراتيجية، وتتم الاتصالات بين الطرفين بواسطة الرسائل المشفرة في شبكة الإنترنت، أو بواسطة الرسائل المنقولة شفهيًّا عن طريق رسل متخصصين أعدوا لمثل هذه المهمات، وكل رسول يسلم الرسالة إلى نقطة معينة ومحددة له دون معرفة التفاصيل، ويستلم الرسالة من شخص لا يعرفه ابتداء، وطريقة التعارف تتم عبر وسائل متفق عليها وإشارات ورموز ودلالات للأماكن والأشخاص والأوقات، وهكذا حتى تصل الرسالة إلى مقصدها الأخير، وتستخدم هذه الطريقة في الأمور المهمة والكبرى لطلب الرأي والمشورة والتنسيق. ولكن مؤخرًا حدث تحول في هذه العلاقة عندما نشرت مواقع إسلامية، تابعة للقاعدة الأم في أفغانستان في يناير 2014، بيانًا صادرًا عن القيادة العامة للتنظيم بقيادة الشيخ أيمن الظواهري، ينفي قيام أي علاقة مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف بـ(داعش)، الذي يترأسه أبو بكر البغدادي؛ ما أدى إلى تعزيز مكانة جبهة النُصرة في مواجهة الدولة الإسلامية وتعميق الشق بينهما، وبدا واضحًا أن قيادات القاعدة بزعامة الظواهري تشهد حالة من الضعف وغياب السيطرة الفعالة على فروعها في الشرق الأوسط، وذلك من خلال تعاطيها مع الصراعات الداخلية على مراكز القوة في العراق وسوريا خلال الفترة التي تلت مقتل أسامة بن لادن، وسرعان ما اجتهد الكثيرون في تفسير وتأويل بيان أمير "تنظيم القاعدة"، أيمن الظواهري، وما جعل ذلك متاحا وممكنا كان عدم تسمية الأشياء بأسمائها، فضلًا عن التناقض في ما ورد فيه مع البيانات والإصدارات السابقة، وخاصة في ما يخص تبعية "الدولة الإسلامية" لتنظيم القاعدة، وتأخر رد "الدولة الإسلامية"، لكنه جاء حاسما ومؤكدًا على لسان ناطقها الرسمي أبي محمد العدناني، عدم مبايعة "الدولة" للتنظيم العالمي. أعاد العدناني التذكير بما قاله أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة، حول ضرورة عدم المشاركة في الانتخابات في كل من العراق وفلسطين في وقته، وفي ما قاله أبو يحيى الليبي في ما يخص نظام الحكم السعودي ووجوب "الهجرة" وإن استحال تغيير النظام المذكور. ثم استشهد بما قاله أبو مصعب الزرقاوي عن الديمقراطية وعن حكم من يتبعها بـ"الكفر والخروج عن الإسلام"، وختم هذا الجزء من خطابه قائلا: إن "هذه قاعدة الجهاد التي عرفناها وواليناها ومن بدلها استبدلناه"، مذكرا أنه بالنسبة لـ"الدولة الإسلامية" قادة القاعدة هم "قادة الأمة السباقون وأصحاب الفضل والتضحيات". ومن هذا المنطلق يعلل العدناني إرسال الرسائل وطلب المشورة عن طريق أبي حمزة المهاجر "بالرغم من حل التنظيم على أرض الدولة"، ويقول إنه لهذه الأسباب أيضا كان "أمراء الدولة يخاطبون قادة القاعدة خطاب الجنود للأمراء والتلميذ لأستاذه والطالب لشيخه"، ويقول لذلك أيضا "ظلت الدولة تأخذ بنصائح شيوخ الجهاد ورموزه". أكد العدناني أن "الدولة الإسلامية"، ومنها انبثقت "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، لم تضرب في إيران ولا في بلاد الحرمين تلبية لطلب القاعدة و"للحفاظ على مصالحها- أي القاعدة– وخطوط إمدادها". مُضيفا أن "للقاعدة دينًا ثمينًا في عنق إيران"، مؤكدًا أنه إن لم تتدخل "الدولة الإسلامية" في مصر وليبيا وتونس وبلاد الحرمين فسيكون ذلك أيضا تلبية لطلب القاعدة و"حفاظا على وحدة كلمة المجاهدين، وضمانا لعدم مخالفة القاعدة التي أخذت على عاتقها الجهاد العالمي والعمل في تلك البلاد". ثم اتهم العدناني، وهو يتكلم باسم أميره أبو بكر البغدادي، الظواهري أنه من خلال شهادته الأخيرة "لبس" على الناس و"أجهد نفسه في إثبات أمر لم يثبته"، قاصدا بيعة "الدولة" للقاعدة، ذلك "كي يُظهر جنود "الدولة" بـ"مظهر الخائنين الناكسين". وتوجه إليه قائلا إنه "لو قدر الله لكم أن تطأوا أرض الدولة الإسلامية لما وسعكم إلا أن تبايعوها، وتكونوا جنودا لأميرها القرشي حفيد الحسين، كما أنتم اليوم جنود تحت سلطان الملا عمر، فلا يصح لإمارة أو دولة أن تبايع تنظيمًا"، مذكرا بذلك أن للقاعدة بيعة للملا عمر ولحركة طالبان. ليضع العدناني بذلك أمير القاعدة الظواهرى أمام خيارين لا ثالث لهما، فيقول له: أن "تستمر في خطئك وعنادك ويستمر الاقتتال والانشقاق في العالم"، أو "تعترف بزلتك وتستدرك.. ونمد إليك أيدينا من جديد". متهما إياه بـ"تفريق وتمزيق" كلمة المجاهدين التي جمعها أسامة بن لادن" وبـ"إيقاد وتزكية الفتنة"، داعيا إياه لرد بيعة الجولاني من أجل "حقن الدماء". ثم يدعو أمير القاعدة إلى "عدم التلاعب بالأحكام والألفاظ الشرعية" وإلى توضيح موقفه من عدة أمور، منها الموقف من الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي ومن "جماعة الإخوان المسلمين". كما يدعوه إلى "نبذ السلمية" وإلى "دعوة المسلمين للجهاد صراحة"، ثم يدعوه أن يوضح الكثير من النقاط والنعوت في بياناته السابقة- وإن كان يقصد "الدولة الإسلامية" بها- مذكرا إياه أن هذه البيانات وكلامه هو الذي أدى إلى اجتماع الفصائل على "محاربة الدولة واستحلال دم جنودها" في سوريا. ليكشف البيان عن دعوة صريحة وجهها العدناني باسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، إلى جميع فروع القاعدة كي تأخذ موقفًا رسميًّا من الخلاف المستعر والتقاتل في سوريا، والسعي إلى توسعه للعراق ليتأكد في النهاية أن الخلاف بين القاعدة الأم وقاعدة العراق خلاف منهج، وليس خلافًا تنظيميًّا. المرتكزات الفكرية تعد كتابات سيد قطب وأفكاره التكفيرية، هي المرتكز الأساسي للجهاد القاعدي، وسيد قطب صاحب مقولة "إنه بسبب عدم تطبيق الشريعة في العالم الإسلامي، فإنه لم يعد إسلاميًّا، وعاد إلى الجاهلية، ولكي يعود الإسلام فالمسلمون بحاجة إلى:

  • أ- إقامة "دولة إسلامية حقيقية".
  • ب- تطبيق الشريعة الإسلامية.
  • ج- تخليص العالم الإسلامي من أي تأثيرات لغير المسلمين، مثل مفاهيم الاشتراكية أو القومية.

ويرى سيد قطب أن أعداء الإسلام يتضمنون "المستشرقين الغادرين"، و"اليهود" الذين يحيكون المؤامرات للإسلام. وتقوم المرتكزات الفكرية لتنظيم القاعدة  في العراق على نفس نظرية الجهاد الإسلامي العالمي، التي تتمثل في:

  • 1- مساعدة المقاومة العراقية لمحاربة القوات الأمريكية.
  • 2- إقامة دولة تحكم بالشريعة الإسلامية في العراق.
  • 3- الجهاد الإسلامي عالمي، وأساس قوة الإسلام تتركز في أرض إسلامية واحدة.
  • 4- بالجهاد يمكن الانتصار على الكافرين المعتدين.
  • 5- إقامة الخلافة الإسلامية، والتي تبدأ من إندونيسيا في الشرق حتى المغرب، وإسبانيا في الغرب، وصولًا إلى تحرير جميع الأراضي الإسلامية.
  • 6- الجهاد يبدأ بـ"العدو القريب" وليس" العدو البعيد" كما كان عبد الله عزام يرى أن الجهاد من أجل تحرير أفغانستان يبدأ في الحقيقة ضد الحكام المسلمين الكفار "العدو القريب"، وليس ضد السوفيت "الجهاد البعيد"، لكن بن لادن وتنظيم القاعدة سيتبنيان في مرحلة لاحقة معادلة عكسية، باعتبار جهاد العدو البعيد "والذي سيصبح أمريكا" أولى من جهاد العدو البعيد "الحكام المسلمين"، وهو ما سبب الخلاف بين قاعدة العراق والقاعدة الأم.

أهم الشخصيات أبو مصعب الزرقاوي هو أحمد فضيل نزال الخلايلة، المولود في 30 أكتوبر 1966، وهو من عشائر بني حسن في الأردن والتي تنتمي لقبيلة طيء.. ينتمي أبو مصعب الزرقاوي لمدينة الزرقاء الأردنية، وبدايته في مسجد "الحسين بن علي"، الكائن في مدينة الزرقاء، ثم ذهب للجهاد في أفغانستان في عام 1989م وهو في سن 23 عاما، وقاد معسكرات تدريب المسلحين في أفغانستان ولم يكن مضى على زواجه إلا مدة قصيرة جدًّا، تقارب الشهرين وبقي في أفغانستان 3 سنوات عاد بعدها إلى الأردن في عام 1992م، واعتقل بها فترة 7 سنوات في السجون الأردنية بعد العثور على أسلحة ومتفجرات في منزله، حيث التقى بأبي محمد المقدسي المسجون في الأردن بعد إطلاق سراحه من السجن، يعتقد أنه شارك في محاولة لتفجير فندق راديسون في عمان، حيث العديد من السياح الإسرائيليين والأمريكيين فر بعدها الزرقاوي إلى بيشاور بالقرب من الحدود مع أفغانستان. وأدين في وقت لاحق وحكم عليه بالإعدام غيابيا بتهمه التآمر للهجوم على فندق راديسون ساس، بتهمة التخطيط لمهاجمة إسرائيل، وقامت الحكومة الأردنية بسحب الجنسية الأردنية منه. تزوج 3 زوجات، الأولى "أم محمد" وهي أردنية الجنسية وله منها 4 أطفال "أمينة وروضة ومحمد ومصعب"، زوجته الثانية "إسراء" وكان عمرها 14 سنة عندما تزوجها، وهي ابنة ياسين جراد أحد الناشطين الفلسطينيين والمتورط في مقتل الزعيم الشيعي محمد باقر الحكيم، وقتلت مع الزرقاوي، وزوجته الثالثة عراقية قتلت هي أيضا معه.. تأثر بأفكار الشيخ عبد الله عزام الجهادية، وكان كثيرا ما يقرأ "مجلة الجهاد". يعد هو المؤسس الأول لتنظيم "التوحيد والجهاد" في التسعينيات وهو البذرة الأولى للقاعدة.. كان الزرقاوي يعلن مسئوليته عبر رسائل صوتية ومسجلة بالصورة عن عدة هجمات في العراق، بينها تفجيرات انتحارية وإعدام رهائن. في العام 2004 قام أبو مصعب الزرقاوي بذبح أحد الرهائن الأمريكيين في العراق، ويدعى يوجين أرمسترونغ، وذلك بجز عنقه بسكين في فيديو مصور قامت جماعة "التوحيد والجهاد" بنشره على الإنترنت. في صباح 7 يونيه 2006، أعلن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبي مصعب الزرقاوي، الذي تصنفه السلطات العراقية على أنه تنظيم إرهابي- في غارة أمريكية. ووصف الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش مقتله "بأنه ضربة قوية لتنظيم القاعدة"، معتبرا أنه واجه المصير الذي يستحقه بعد "العمليات الإرهابية" التي نفذها في العراق. كما اعتبر وزير الدفاع الأمريكي وقتها دونالد رامسفيلد أن مقتل الزرقاوي هو "انتصار مهم" في الحرب على الإرهاب، لكنه عاد وقال إنه "بالنظر إلى طبيعة الشبكات الإرهابية فإن مقتل الزرقاوي لا يضع- رغم أهميته- نهاية لكل أعمال العنف في ذلك البلد". ووصف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الحدث بأنه "سارّ جدًّا وضربة لتنظيم القاعدة في كل مكان، وخطوة مهمة في المعركة الأوسع ضد الإرهاب". واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أن مقتل الزرقاوي يبعث على "الارتياح"، محذرا من أن هذا الحدث لا يعني نهاية العنف في العراق، ورحب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بمقتل زعيم القاعدة في العراق، ووصف مقتله بأنه "ضربة قاسية للإرهاب". كما وصفته الخارجية الباكستانية بأنه "تطور مهم"، وفي النمسا اعتبر المستشار فولفغانغ شوسل الذي كانت ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي وقتها، أنه "ينبغي مواصلة مكافحة الإرهاب إثر الإعلان عن مقتل الزرقاوي"، كما اعتبر الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي "خافيير سولانا" الحدث "ضربة قوية" للقاعدة. في برلين وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مقتل الزرقاوي بـ"النبأ السار"، مؤكدة أن الزرقاوي كان واحدًا من أكثر الرجال خطورة في التنظيم، كما أعربت الخارجية الفرنسية عن أملها في تراجع أعمال العنف في العراق وعودة الاستقرار والأمن إلى هذا البلد في إطار استعادته للسيادة كاملة. وفي اليابان أعلنت وزارة الخارجية أملها في أن يؤدي مقتل الزرقاوي إلى تحسين الوضع الأمني والقضاء على "المجموعات الإرهابية"، وأشادت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بالمهارات العسكرية التي تمتع بها الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق، أبو مصعب الزرقاوي، ووضعته في مصاف جنراليّي الحرب الأهلية الأمريكية، أوليسيس غرانت وروبرت لي. ودفن الزرقاوي في بغداد وكان عمره 39 عامًا. أبو حمزة المهاجر أبو حمزة المهاجر (أبو أيوب المصري) هو عبد المنعم عز الدين على البدوي (1968م - 2010م) وهو مصري الأصل ولد في مصر بمحافظة سوهاج، انضم للجماعة الجهادية التي أسسها أيمن الظواهري في عام 1982م وعمل كمساعد شخصي للظواهري، وفي عام 1999 سافر إلى أفغانستان والتحق بمعسكر الفاروق تحت قياده أسامه بن لادن، وهناك تخصص بصناعة المتفجرات حسب تصريحات الجنرال وليام كالدويل المتحدث باسم الجيش الأمريكي بالعراق. عقب مقتل أبي مصعب الزرقاوي عام 2006، أصبح أبو حمزة المهاجر زعيم تنظيم القاعدة، وقد تم اختياره لاحقاً وزير الحرب لـدولة العراق الإسلامية ونائب أول لأبي عمر البغدادي رئيس دولة العراق الإسلامية. وكانت القوات الأمريكية في يونيه 2006، قد نشرت صورة قالت إنها لأبي أيوب المصري نائب الزعيم الجديد للقاعدة في العراق، ثم علقت السلطات المصرية بأنه لا يوجد في سجلاتها هذا الاسم، وأنه ربما يكون المقصود هو "شريف هزاع خليفة"، وأن كنية "أبي أيوب المصري" أطلقها عليه أصدقاؤه؛ نظرا لحبه الشديد للصحابي أبي أيوب الأنصاري وأنه عاش فترة في الأردن وبشاور في باكستان، وإنه وصل إلى درجة الماجستير بعد أن حصل على تعليمه الجامعي في العلوم الإسلامية من المدينة المنورة، وتتلمذ على يد مجموعة من علماء السعودية السلفيين "الذين أجمعوا على أنه خليفة الشيخ الألباني إمام المحدثين في العصر الحديث"، لكن محامي الجماعات الإسلامية في مصر أكد فيما بعد أن "هزاع" معتقل في سجن استقبال طرة.

قالت زوجه (هزاع) هدى أحمد السيد (أم بلال) لصحيفة "صوت الأمة" المصرية بتاريخ 17-7-2006، إنها صدمت عندما شاهدت بالتلفاز أن زوجها اختارته "القاعدة" زعيما لها، وقالت إن زوجها اعتقل بتهمة ما يسمى بالإرهاب منذ 7 سنوات في مصر، فكيف يذهب للعراق، وتساءلت "لماذا زوجي بالتحديد، وكيف عرفت به أمريكا، ومن أين حصلوا له على صورة".

وصفت حسنة اليمنية زوجة أبي حمزه المهاجر القائد العسكري للقاعدة في العراق- زوجها بـ"المتشدد والغامض" واعتقلت في المنزل الذي دهمته القوات المشتركة في الثرثار (جنوب غرب تكريت) في 19 أبريل 2010، وقالت: "اتهمني مرة بأني عدوة الدولة الإسلامية لأني سألته أين دولة العراق الإسلامية التي تتحدثون عنها ونحن نسكن هنا في الصحراء؟". وقالت حسنة إنها تزوجت من المصري في صنعاء عام 1998، ولها منه 3 أطفال، مؤكدة أن اسمه الحقيقي هو (عبد المنعم عز الدين علي البدوي) لكنه دخل اليمن بجواز مصري باسم (يوسف حداد لبيب)، ومارس التعليم خارج العاصمة، وكان يبقى في القرية أكثر من شهر ويتردد عليها ليوم أو يومين، وأضافت أنه سبقها في الوصول إلى بغداد عبر دولة الإمارات ولحقت به قادمة من عمان عام 2002، ومكثا في الكرادة 7 أشهر وفي العامرية 6 أخرى، ثم انتقلا إلى منطقة بغداد الجديدة، وفي هذا الوقت من عام 2003م سقط نظام صدام. وأكدت أنها لم تعرف أن زوجها هو أبو أيوب المصري إلا بعد قتل الزرقاوي عام 2006م، وأنها «كانت تستمع إلى الأخبار من راديو صغير وتسأله عن أسباب قتل الناس والأطفال فلا يجيبها». وأضافت في اعترافاتها أنه «عندما خرج من بغداد استأجر بيتا في أحد بساتين ديالي، وبعد شهر انتقل منه إلى بيت في مكان تجهله، وهو عبارة عن منزل بطابقين وأن القوات الأمريكية هاجمت المنزل وقتلت الشخص الذي يقيم في الطابق العلوي، وقبضت على زوجته (يمنية الجنسية أيضا)، ثم أطلقت سراحها بعد يوم واحد. وأوضحت أن زوجها «نجا من الهجوم وهربنا إلى الفلوجة أنا وهو وزوجة القتيل، وبعد أحداث الفلوجة الثانية غادرنا إلى زوبع في أبو غريب، وفي 2007م سكنا الثرثار وتنقلنا إلى أكثر من مكان، إلى أن تم اكتشاف المكان ومهاجمته وقتله مع البغدادي». وقالت صحيفة "مارين تايمز" الناطقة باسم قوات المارينز الأمريكية: إن إدارة بوش خفضت مكافأتها التي وضعتها على زعيم القاعدة في العراق أبي حمزة المهاجر من 5 ملايين دولار إلى 100.000 دولار؛ لأنها تشعر أنه فقد فاعليته ولم يعد يستحق مبلغا بهذا القدر. وبعدها ألغي تماما من برنامج مكافآت العدل التابع لوزارة الخارجية الأمريكية التي تمنح لأشخاص يقدمون معلومات تقود إلى قتل أو اعتقال وإدانة إرهابيين مطلوبين. حسبما قالت الصحيفة. ونقلت الصحيفة عن النقيب البحري، جيمي غريبيل، وهو متحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، قوله: إن الجيش الأمريكي يراجع دوما معلومات استخباراتية وعوامل أخرى يقيم على أساسها مستوى المكافأة الموضوعة على أولئك الموضوعين على قوائم المطلوبين، وأن التقييم الحالي بشأن المصري، هو أنه "لم تعد له قيمة كما كان سابقا". ووضع المصري على قائمة برنامج مكافآت العدل الخاص بالمطلوبين، وبمبلغ تعدى 5 ملايين دولار في العام 2006م، بعد أن تم تشخيصه كخليفة لأبي مصعب الزرقاوي في قيادة تنظيم القاعدة في العراق. وما بين يناير وأغسطس من عام 2007م قررت وزارة الخارجية تخفيض المكافأة إلى مليون دولار من دون أن تعلن عن ذلك، ثم ألغي من القائمة تماما في فبراير من نفس العام ليعلن عن تخفيضها إلى 100 ألف دولار. وكانت وزارة الداخلية العراقية أعلنت عن اعتقاله في الموصل، ولكن سرعان ما نفى المتحدث باسم الحكومة العراقية على الدباغ حينها، ومعه مستشار إعلامي في القوات المتعددة الجنسيات- أن يكون الشخص المعتقل هو أبو أيوب المصري، ليحسم نوري المالكي؛ الأمر بأن الجيش الأمريكي بالعراق أجرى اختبارات الحمض النووي على الجثتين، وثبت أنه هو أبو أيوب المصري. لتعلن دولة العراق الإسلامية في بيان رسمي لها نعي زعيمها، ومقتل كل من أبي عمر البغدادي وأبي حمزة المهاجر، وتنفي خلاله تصريحات المالكي بشأن مقتلهم خلال عملية برية للجيش العراقي؛ لأن كلا الشيخين كانا في منزل بمنطقة الثرثار أعدوه للاجتماع بقادة جماعة جيش أبي بكر الصديق السلفي بشأن دعوتهم للانضمام تحت راية دولة العراق الإسلامية، وصادف وقتها مرور دورية للجيش العراقي بالمنطقة فاشتبكت معها مفارز الحماية المكلفة بتأمين مقر الاجتماع وأجبرتهم على الانسحاب؛ مما حدا ذلك بتدخل المروحيات الأمريكية التي قذفت عدة منازل كان من ضمنها المنزل المعد للاجتماع. أهم العمليات الإرهابية التنظيم مسئول عن عدد من العمليات في العراق، ومنها:

  • 1- الهجوم على مقر الأمم المتحدة وقتل مبعوثها في العراق "سيرجيو دي ميللو".
  • 2- قتل زعيم "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" محمد باقر الحكيم.
  • 3- تفجيرات عاشوراء في مارس 2004 والتي أدت إلى قتل 271 شخصا ومئات الجرحى من الشيعة.
  • 4- عملية تفجير 3 فنادق وسط بغداد.
  • 5- تفجيرات القحطانية والتي أدت إلى قتل 796 وجرح 1562 من أبناء الطائفة اليزيدية بالقرب من مدينة سنجار بشمال العراق.
  • 6- تفجير البطحاء وأدى إلى قتل 41 وجرح 72 واستهدف زائريين شيعة.
  • 7- تفجيرات بغداد تموز 2010 وأدت إلى قتل 70 شخصا وجرح 400، واستهدفت الشيعة.
  • 8- تفجير مركز تطوع الشرطة في بغداد 8 آذار 2009 وأدى إلى قتل 28 شخصا وجرح 57 من المتطوعيين في الشرطة.
  • 9- الهجمات الانتحارية العراقية 2011 يناير، وأدت إلى قتل أكثر من 140 شخصا خلال 3 أيام بأماكن متفرقة.
  • 10- تفجيرات العراق 23\7\2012 وأسفرت عن استشهاد 114، وجرح المئات في أماكن متفرقة من العراق.
  • 11- تفجيرات العراق 13 يونيو 2012 وأدت إلى قتل 84 وجرح 284 في هجمات متفرقة.
  • 12- تفجيرات بغداد 19 أغسطس 2009 وأسفرت عن قتل 96 شخصا وجرح 565 آخرىن، واستهدفت مباني حكومية.
  • 13- مجزرة عرس الدجيل، حيث تم ذبح 70 شخصا، ورميهم في النهر وجميعهم من الشيعة.
  • 14- مجزرة العشار والتي أسفرت عن قتل 114 شخصا.  
  • 15- عملية اقتحام مقر الحرس الوطني العراقي في مدينة الرمادي واعتقال كل من فيه ثم إطلاق سرحهم فيما بعد، وأخذ التعهد منهم بعدم العودة لعملهم وأخذ عناوينهم ووثائقهم وملابسهم العسكرية.
  • 16- مجزرة كنيسة سيدة النجاة في 2010 التي راح ضحيتها 58 من المصلين داخل كنيسة ببغداد.

كما شارك التنظيم في قتال القوات المحتلة الأمريكية في العراق في عدة مدن، منها:

  • أ- الرمادي "شارك في معركة الأربعة أيام ضد القوات الأمريكية والعراقية".
  • ب- الموصل حيث سيطروا على المدينة 3 مرات.
  • ج- تلعفر "يعتقد أن التنظيم قد شارك في القتال خلال العملية العسكرية التي شُنّت لإعادة السيطرة على المدينة".
  • د- القائم "شارك في معركة حصيبة الأولى ضد القوات الأمريكية".
  • هـ- بغداد "لتنظيم كان مسئول عن العديد من العمليات العسكرية فيها.

بالإضافة إلى العديد من العمليات الإرهابية الصغيرة، مثل السيارات المفخخة والعبوات الناسفة.

موت أسامة بن لادن

اغتيل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة فجر الإثنين 2 مايو 2011 في أبوت آباد الواقعة على بعد 120 كم عن إسلام أباد في عملية اقتحام أشرفت عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية ونفذها الجيش الأمريكي واستغرقت 40 دقيقة. وحدثت الواقعة إثر مداهمة قوات أمريكية خاصة تدعى السيلز لمجمع سكني كان يقيم به مع زوجاته وأبنائه. ودار رحى اشتباك بين بن لادن ورجاله وبين القوات الأمريكية المصحوبة بعناصر من الاستخبارات الباكستانية ونجم الاشتباك عن مصرعه بطلقة في رأسه.[57] وقد تمكن المدافعون من إسقاط إحدى المروحيات الأربع التي هاجمت المنزل.

الفكر

سيد قطب

تطورت الحركة الإسلامية الأصولية عمومًا والقاعدة خصوصًا خلال فترة الصحوة الإسلامية في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين إلى جانب حركات أخرى أقل تطرفًا. [بحاجة لمصدر] فقطب قال إنه بسبب عدم تطبيق الشريعة في العالم الإسلامي، فإنه لم يعد إسلاميًا، وعاد إلى الجاهلية.[بحاجة لمصدر]

ولكي يعود الإسلام، فالمسلمون بحاجة لإقامة "دولة إسلامية حقيقية" مع تطبيق الشريعة الإسلامية، وتخليص العالم الإسلامي من أي تأثيرات لغير المسلمين، مثل مفاهيم مثل الاشتراكية أو القومية. يرى سيد قطب أن أعداء الإسلام يتضمنون "المستشرقين الغادرين"[بحاجة لمصدر]، و"اليهود" الذين يحيكون المؤامرات للإسلام.

وفي كلمات لمحمد جمال خليفة، الصديق المقرب من أسامة بن لادن وزوج شقيقته : "الإسلام يختلف عن أي دين آخر، إنه أسلوب حياة. ونحن نحاول فهم ما يقول الإسلام عن كيفية تناول الطعام؟ من نتزوج؟ كيف نتحدث؟. نحن نقرأ لسيد قطب، وهو الأكثر تأثيرًا على جيلنا."[بحاجة لمصدر]

كان لقطب تأثير أكبر على أسامة بن لادن وعضو آخر بارز في تنظيم القاعدة،[58] وهو أيمن الظواهري. كان خال أيمن الظواهري محفوظ عزام، من طلاب قطب ومحاميه ومنفذ وصيته، ومن آخر من رأوا قطب قبل إعدامه. واستمع أيمن الظواهري وهو شاب مرارًا وتكرارًا من خاله محفوظ عن نقاء شخصية قطب والعذاب الذي قاساه في السجن".[59] وقد أعلن الظواهري عن تقديره لقطب في كتابه "فرسان تحت راية النبي".[60]

كانت أحد أقوى تأثيرات قطب فكرة أن العديد من الذين يقال إنهم مسلمون، أصبحوا في عداد المرتدين. الأمر الذي لا يعطي فقط للجهاديين "ثغرة شرعية لقتل مسلمين آخرين"، لكنه جعله "أمرًا واجب التنفيذ شرعًا". من هؤلاء المرتدين المزعومين، قادة الدول الإسلامية لأنهم عدلوا عن الشريعة.[61]

الهيكل التنظيمي

على الرغم أن الهيكل الحالي لتنظيم القاعدة غير معروف، حيث تم الحصول على معلومات معظمها من جمال الفضل الذي قدم للسلطات الأمريكية صورة تقريبية لكيفية تنظيم المجموعة. بالرغم من أن صحة المعلومات المقدمة من الفضل وما دفعه للتعاون محل شك، إلا أن السلطات الأمريكية اعتمدت على شهادته في تصورها الحالي عن تنظيم القاعدة.[62]

أسامة بن لادن هو الأمير ورئيس هيئة عمليات القاعدة (على الرغم من أن هذا الدور قد يكون شغله أبو أيوب العراقي)، ويعاونه مجلس الشورى، الذي يتألف من كبار أعضاء القاعدة، والذي قدره مسئولون غربيون بحوالي عشرين إلى ثلاثين شخصا. ويتولى أيمن الظواهري منصب نائب رئيس عمليات القاعدة، بينما يتولى أبو حمزة المهاجر زعامة تنظيم القاعدة في العراق. وتتوزع المهام داخل التنظيم كالآتي :

  • "اللجنة العسكرية" : هي المسئولة عن عمليات التدريب وتوفير الأسلحة والتخطيط للهجمات.
  • "لجنة المال / الأعمال" : هي التي تمول العمليات من خلال الحوالات، وتوفر تذاكر الطيران وجوازات السفر الزائفة، وتدفع الأموال لأعضاء القاعدة، وتشرف على أرباح الأعمال.[63] وفي تقرير لجنة 9 / 11، تم تقدير أن القاعدة تحتاج مبلغ 30 مليون دولار أمريكي سنويًا لإجراء عملياتها.
  • "لجنة الشريعة" : تراجع الشريعة الإسلامية، وتقرر مطابقة مسارات العمل للشريعة.
  • "لجنة الدراسات الإسلامية / الفتاوى" : تصدر الفتاوى مثل فتوى عام 1998 التي تحرض المسلمين على قتل الأمريكيين.
  • في أواخر التسعينات، تشكلت "لجنة الإعلام"، والتي تولت إصدار نشرة إخبارية، والعلاقات العامة. وفي عام 2005، شكّل تنظيم القاعدة "السحاب"، بيت الإنتاج الإعلامي لها، لتوفير احتياجاتها من المواد المرئية والمسموعة.

عدد الأفراد الذين ينتمون إلى التنظيم غير معروف. ووفقًا لفيلم بي بي سي الوثائقي قوة الكوابيس، فالاتصالات بين أفراد تنظيم القاعدة ضعيفة. كان عدم إدانة أعداد كبيرة من أعضاء تنظيم القاعدة، على الرغم من العدد الكبير لحالات الاعتقال بتهم تتعلق بالإرهاب، سببًا للشك في ما إذا كان الانتشار الواسع للقاعدة موجود أم لا؟. وبالتالي فمدى وطبيعة تنظيم القاعدة لا يزالا موضوع خلاف.[64]

يرى بعض المحللين أن قيادة القاعدة تغيرت من "العرب" في سنواتها الأولى، إلى "قيادة باكستانية تقريبًا" في عام 2007.[65] وقد قُدّر أن 62 ٪ من أعضاء القاعدة تلقوا تعليمًا جامعيًا.[66]

عندما سئل عن احتمال ضلوع القاعدة في تفجيرات لندن عام 2005، قال مفوض شرطة العاصمة السير أيان بلير : "القاعدة ليست منظمة. القاعدة هي طريقة للعمل... ولكن هذه هي السمة المميزة لهذا الأسلوب.. من الواضح أن القاعدة لديها القدرة على توفير التدريب... لتوفير الخبرة... وأعتقد أن هذا هو ما حدث هنا".[67]

ومع ذلك، في 13 أغسطس 2005، ذكرت صحيفة الإندبندت نقلا عن تحقيقات الشرطة والمخابرات العسكرية، أن الانتحاريين في تفجيرات 7 يوليو تصرفوا بشكل مستقل عن العقل المدبر للقاعدة الموجود في مكان ما في الخارج.[68]

ما هي القاعدة بالضبط؟، سؤال لا يزال محل خلاف. ففي فيلم بي بي سي الوثائقي قوة الكوابيس، يؤكد الكاتب والصحفي آدم كورتيس أن فكرة القاعدة بوصفها منظمة رسمية هي اختراع أمريكي في المقام الأول. يؤكد كيرتس أن اسم "القاعدة" عرض لأول مرة على الجمهور عام 2001، في محاكمة أسامة بن لادن والرجال الأربعة المتهمين في تفجير سفارة الولايات المتحدة في شرق أفريقيا عام 1998. اسم المنظمة وتفاصيل هيكلها، قدمها جمال فضل في شهادته، الذي زعم أنه عضو مؤسس في المنظمة، وموظف سابق لدى أسامة بن لادن.[69] وفي اقتباس من الفيلم الوثائقي :

تنظيم القاعدة الواقع هو أن ابن لادن وأيمن الظواهري أصبحوا محور لمجموعة مفككة من المتشددين الإسلاميين الذين جذبتهم الاستراتيجية الجديدة، ولم يكن هناك منظمة. كانوا فقط نشطاء إسلاميين خططوا لعملياتهم وبدأ ابن لادن التمويل والمساعدة، ولكنه لم يكن قائدهم. كما لا يوجد دليل على أن ابن لادن استخدم مصطلح "القاعدة" للإشارة إلى اسم المجموعة حتى بعد 11 سبتمبر، عندما أدرك أن هذا المصطلح من صنع الأمريكيين.[70] تنظيم القاعدة

أثيرت عدة تساؤلات حول مصداقية شهادة الفضل، بسبب تاريخه في التضليل، وأنه أدلى بتلك الشهادة كجزء من صفقة بعد إدانته بالتآمر لمهاجمة المنشآت العسكرية الأمريكية.[71][72] وقد قال سام شميت أحد محامين الدفاع في المحاكمة، حول شهادة جمال الفضل :

تنظيم القاعدة كانت هناك أجزاء انتقائية في شهادة فضل وأعتقد أنها غير صحيحة، للمساعدة في تأكيد صورة أنه ساعد الأمريكيين. اعتقد أنه كذب في عدد من أقواله حول ماهية المنظمة. هذا جعل القاعدة مثل مافيا جديدة أو شيوعيين جدد. وجعل منهم جماعة، وبالتالي فمن السهل مقاضاة أي شخص مرتبط بتنظيم القاعدة على الأعمال أو التصريحات التي أدلى بها ابن لادن.[73] تنظيم القاعدة

الهجمات

1992

في يوم 29 ديسمبر 1992، قامت القاعدة بأول هجماتها الإرهابية بتفجير قنبلتان في عدن. كان هدفها الأول هو فندق موفنبيك، والثاني موقف السيارات التابع لفندق جولدموهر. كانت تلك التفجيرات محاولة للقضاء على الجنود الأمريكيين، وهم في طريقهم إلى الصومال للمشاركة في جهود الإغاثة الدولية للمجاعة، في إطار "عملية استعادة الأمل". داخليًا، اعتبرت القاعدة التفجير انتصارًا أثار خوف الأمريكيين، ولكن في الولايات المتحدة كان الهجوم بالكاد يلحظ.

لم يقتل أحد من الأمريكيين، لأن الجنود كانوا يقيمون في عدة فنادق مختلفة، وذهبوا إلى الصومال كما كان مقررًا. ولكن لوحظ أن الهجوم كان محوريًا، كما كان بداية تغيير في استرتيجية تنظيم القاعدة، من محاربة الجيوش لاستهداف المدنيين,[74] قتل شخصان في التفجير، سائح أسترالي وعامل فندق يمني، وأصيب سبعة آخرين معظمهم من اليمنيين، بجروح بليغة.

قيل أن الهجمات تمت بعد فتوتين أفتاهم بها عضو القاعدة ممدوح محمود سالم، المعروف أيضًا باسم أبو هاجر العراقي، لتبرير عمليات القتل وفقًا للشريعة الإسلامية. أرجع ممدوح محمود سالم فتواه إلى ابن تيمية. ففي فتوى شهيرة، قال ابن تيمية أنه "يتعين على المسلمين قتل الغزاة المغول"، وبالقياس قال سالم أن "القاعدة ينبغي أن تقتل الجنود الأمريكيين". الفتوى الثانية لابن تيمية، نصت على أن "المسلمون يجب ألا يقتلوا المغول فقط، ولكن يقتلوا أي شخص ساعد المغول، والذين اشتروا بضائع منهم أو باعوا لهم". وقال أن المارة الأبرياء، مثل عامل الفندق اليمني، سيجدوا المكافأة بعد الموت، بالذهاب إلى الجنة إذا كانوا صالحين، وإلى النار إذا كانوا عاصين. وأصبح هذا هو مبرر القاعدة لقتل المدنيين.

تفجير مركز التجارة العالمي 1993

في عام 1993، استخدم رمزي يوسف شاحنة مفخخة لمهاجمة مركز التجارة العالمي في نيويورك. كان الهجوم يستهدف تدمير أساس البرج الأول، وبالتالي انهياره على البرج الثاني، وبذلك يسقط المجمع بأكمله.

كان يوسف يأمل في قتل 250,000 شخص. اهتزت الأبراج وتمايلت، ولكن الأساس تماسك ونجح رمزي في قتل ستة أشخاص فقط (على الرغم من أنه جرح 1,042 آخرين، وتسبب في إلحاق أضرار تقدر بما يقرب من 300 مليون دولار في الممتلكات).[75][76]

بعد الهجوم، هرب يوسف إلى باكستان، ومنها إلى مانيلا. وهناك بدأ في التخطيط لـ "عملية بوجينكا"، التي خطط فيها لتفجير عشر طائرات أمريكية في وقت واحد، ولاغتيال البابا يوحنا بولس الثاني والرئيس الأمريكي بيل كلينتون، ولاصطدام طائرة خاصة في مقر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. وقد اعتقل يوسف في باكستان في وقت لاحق.[75]

لم تشر لوائح الاتهام الأمريكية ضد أسامة بن لادن بأي علاقة له بهذا التفجير، ولكن عرف أن رمزي يوسف شارك في معسكر تدريب إسلامي في أفغانستان. وبعد إلقاء القبض عليه، قال يوسف أن المبرر الرئيسي لهذا الهجوم هو معاقبة الولايات المتحدة على دعمها للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ولم يشر إلى أية دوافع دينية.[76]

أواخر التسعينات

السفارة الأمريكية في نيروبي بعد الحادث

أدت عملية تفجير مبنى سفارتي الولايات المتحدة الأمريكية في نيروبي ودار السلام، إلى مقتل أكثر من 300 شخص معظمهم من السكان المحليين. وردًا على التفجير، أطلق الجيش الأمريكي وابلاً من صواريخ كروز لتدمير موقع للقاعدة في خوست في أفغانستان، ولكنه لم يلحق أذى بشبكة القاعدة.

في أكتوبر 2000، قام أعضاء من تنظيم القاعدة في اليمن بقصف بواسطة الصواريخ على المدمرة "يو أس أس كول" في هجوم انتحاري، مما أسفر عن مقتل 17 جنديًا أمريكيًا وتدمير المدمرة وهي في الميناء. وبعد نجاح هذا الهجوم الجرئ، بدأت قيادة القاعدة في التحضير لهجوم على الولايات المتحدة نفسها.

هجمات 11 سبتمبر

آثار هجمات 11 سبتمبر
آثار تفجيرات عمان 2005 في الأردن اللذي بتناه تنظيم القاعدة.[77][78]

تعتبر اعتداءات 11 سبتمبر هي أكثر الأعمال الإرهابية تدميرًا في أمريكا وفي تاريخ العالم، والتي أسفرت عن مصرع ما يقرب من 3,000 شخص، حيث اصطدمت طائرتين بأبراج مركز التجارة العالمي، وطائرة ثالثة في وزارة الدفاع الأمريكية، ورابعة استهدفت الكابيتول ولكنها تحطمت في بنسلفانيا.

قامت القاعدة بهذه الهجمات عملاً بفتوى عام 1998 الصادرة ضد الولايات المتحدة وحلفائها من جانب القوات العسكرية بقيادة ابن لادن والظواهري وغيرهم.[79] وتشير الدلائل إلى أن الفرق الانتحارية قادها القائد العسكري للقاعدة محمد عطا بالاشتراك مع ابن لادن وأيمن الظواهري وخالد شيخ محمد والحنبلي كمخططين رئيسيين.

أرسل بن لادن عدة رسائل بعد 11 سبتمبر 2001، تشيد بالهجمات وشرح دوافعها نافيًا أي تورط بها.[80][81] وبرر ابن لادن الهجمات بالمظالم التي يشعر بها كل المسلمين، وبالتصور العام عن أن الولايات المتحدة تقوم بقمع المسلمين.[81]

وأكد بن لادن أن أمريكا تذبح المسلمين في فلسطين والشيشان وكشمير والعراق، وأنه يحق للمسلمين الرد بهجوم انتقامي. وادعى أيضًا أن هجمات 11 سبتمبر لم تكن تستهدف النساء والأطفال، ولكن تستهدف رموز القوة العسكرية والاقتصادية الأمريكية.[82]

هناك أدلة تشير إلى أن الأهداف الأصلية لهذا الهجوم، قد تكون محطات للطاقة النووية على الساحل الشرقي للولايات المتحدة. ولكن في وقت لاحق، غيرت القاعدة الأهداف. كما كان يخشى من أن مثل هذا الهجوم "قد يخرج عن نطاق السيطرة."[83][84]

الحرب على الإرهاب

في أعقاب هذه الهجمات، قررت حكومة الولايات المتحدة الرد عسكريًا، وبدأت في إعداد القوات المسلحة للإطاحة بنظام طالبان الذي يعتقد أنه كان يأوي تنظيم القاعدة. وقبل هجومها، عرضت على زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر فرصة لتسليم بن لادن وكبار معاونيه. كانت أول القوات التي دخلت أفغانستان، قوات شبه عسكرية من شعبة العمليات الخاصة بوكالة الاستخبارات المركزية.

عرضت طالبان تسليم بن لادن إلى بلد محايد للمحاكمة، إذا قدمت الولايات المتحدة الأدلة على تواطؤ ابن لادن في الهجمات. ورد الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش قائلاً : "نحن نعلم أنه مذنب. قوموا بتسليمه."[85] وحذر رئيس وزراء بريطانيا توني بلير نظام طالبان قائلاً "تخلوا بن لادن، أو تخلوا عن السلطة."[86] وبعد ذلك بوقت قصير، قامت الولايات المتحدة وحلفائها بغزو أفغانستان، وبالاشتراك مع تحالف الشمال الأفغاني، أسقطوا حكومة طالبان في حرب أفغانستان.

القوات الأمريكية في أفغانستان

نتيجة لاستخدام الولايات المتحدة لقواتها الخاصة وتوفيرها الدعم الجوي لقوات التحالف الشمالي البرية، تم تدمير كلا من معسكرات تدريب طالبان والقاعدة، ويعتقد أن كثير من هيكل عمل القاعدة تم تعطيله. وحاول كثير من مقاتلي القاعدة بعد فرارهم من مواقعهم الرئيسية في منطقة تورا بورا في أفغانستان، تجميع صفوفهم في منطقة جارديز الوعرة.

هاجمت قوات المشاة الأمريكية والقوات الأفغانية المحلية تحت غطاء مكثف من القصف الجوي الأمريكي، ودمروا مواقع القاعدة وقتلوا أو أسروا العديد من المقاتلين. ومع أوائل عام 2002، واجهت القاعدة ضربة شديدة، وبدا وكأن غزو أفغانستان قد بدأ يؤتي ثماره. ومع ذلك، ظل عدد كبير مع أعضاء حركة طالبان في أفغانستان، وهرب كبار قادة القاعدة ابن لادن والظواهري.

احتدم النقاش حول طبيعة دور القاعدة في 11 سبتمبر. وبعد بدء الغزو الذي قادته الولايات المتحدة، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية شريط فيديو يظهر ابن لادن يتحدث مع مجموعة صغيرة من المقربين في مكان ما في أفغانستان، قبل وقت قصير من سقوط حكومة طالبان.[87] وبالرغم من تشكيك البعض في صحته، يظهر الشريط تورط بن لادن والقاعدة في هجمات 11 سبتمبر. بُث الشريط في العديد من القنوات التلفزيونية في جميع أنحاء العالم، ورافقته الترجمة الإنجليزية التي قدمتها وزارة الدفاع الأمريكية.

وفي سبتمبر 2004، خلصت لجنة تحقيق الحكومة الأمريكية في اعتداءات 11 سبتمبر رسميًا، إلى أن الهجمات وضعت ونفذت من قبل عناصر القاعدة.[88] وفي أكتوبر 2004، أعلن ابن لادن مسؤوليته عن الهجمات في شريط فيديو بثته قناة الجزيرة، قائلاً أنه استوحاه من الهجمات الإسرائيلية على أبراج في حرب لبنان 1982 : "وبينما أنا أنظر إلى تلك الأبراج المدمرة في لبنان، أتى في ذهني أن نعاقب الظالم بالمثل. وأن ندمر أبراجًا في أمريكا لتذوق بعض ما ذقنا، ولترتدع عن قتل أطفالنا ونسائنا."[89]

بحلول نهاية عام 2004، أعلنت حكومة الولايات المتحدة أن ثلثي قادة تنظيم القاعدة في الفترة من عام 2001، تم القبض عليهم من قبل القوات شبه العسكرية بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ومنهم رمزي بن الشيبة وعبد الرحيم النشيري وأبو زبيدة[90] وخالد شيخ محمد وسيف الإسلام المصري. كما قتل محمد عاطف وآخرين. على الرغم من اعتقال أو قتل العديد من كبار عناصر القاعدة، فإن الحكومة الأمريكية ما زالت تحذر من أن هذه المنظمة لم تهزم بعد، وأن المعارك مستمرة بين القوات الأمريكية والمجموعات المتصلة بالقاعدة.

الأنشطة الإقليمية

إفريقيا

شاركت القاعدة في عدد من التفجيرات في شمال أفريقيا، فضلاً عن دعم أحزاب في الحروب الأهلية في أريتريا والصومال. وفي الفترة من عام 1991 إلى عام 1996، كان أسامة بن لادن وغيره من قادة القاعدة موجودين في السودان. لكن ومنذ 25 يناير 2007، تحولت "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الجزائرية إلى فرع لتنظيم القاعدة في منطقة شمال إفريقيا، لتحمل اسم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".[91][92][93]

أوروبا

في عام 2003، نفذ إرهابيون سلسلة من التفجيرات في أسطنبول، مما أسفر عن مقتل 57 شخص وإصابة 700، وتم توجيه الاتهام إلى 74 شخص من قبل السلطات التركية. سبق لبعضهم مقابلة أسامة بن لادن، وعلى الرغم من أنهم رفضوا الانضمام لتنظيم القاعدة، إلا أنهم طلبوا مساعدتها ومباركتها.[94][95]

الشرق الأوسط

شارك تنظيم القاعدة بعملياته في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، منذ منتصف التسعينات. بعد توحيد اليمن في عام 1990، بدأت شبكات غير معروفة في توجية مهام لليمن في محاولة لتقويض رأسمالية الشمال. على الرغم من أنه من غير المرجح أن يكون ابن لادن أو تنظيم قاعدة السعودية قد شارك بها، إلا أن العلاقات الشخصية التي أقاموها، سهلت من مهمتهم في تفجير المدمرة الأمريكية "يو أس أس كول".[96] وفي العراق، ارتبطت القاعدة بشكل غير مباشر بجماعة التوحيد والجهاد تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي، وكان لها دور أساسي في المقاومة العراقية.[97]

أنشطة الإنترنت

قال تيموثي توماس، أن القاعدة في أعقاب خروج القاعدة من أفغانستان، لجأت هي وحلفائها إلى الإنترنت هربًا من حالة التحفز الدولي ضدها. ونتيجة لذلك، أصبح استخدام القاعدة لشبكة الإنترنت أكثر تطورًا، وشمل التمويل والتجنيد والتواصل والتعبئة والدعاية، وكذلك نشر المعلومات وجمعها ومشاركتها.[98]

يصدر بانتظام أمير القاعدة في العراق "أبو أيوب المصري" أشرطة فيديو قصيرة تمجد نشاط الجهاديين الانتحاريين. وبالإضافة إلى ذلك، قبل وبعد وفاة أبو مصعب الزرقاوي (الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق)، فإن مظلة تنظيم القاعدة في العراق (مجلس شورى المجاهدين)، كان له تواجد منتظم على الشبكة.

تشمل مجموعة الوسائط المتعددة، التدريب على حرب العصابات ولقطات لضحايا على وشك أن يقتلوا، وشهادات من الانتحاريين وأشرطة الفيديو تظهر المشاركة في الجهاد. نشر موقع على الإنترنت مرتبط بالقاعدة، شريط فيديو لإلقاء القبض على رجل الأعمال الأمريكي نيك بيرج، وذبحه في العراق، والذي كان الظهور الأول لأشرطة الفيديو وصور عمليات الذبح، بما في ذلك بول جونسون وكيم سون إيل ودانيال بيرل على المواقع الجهادية. وفي ديسمبر 2004، بُثت رسالة صوتية يزعم أنها من ابن لادن على موقع على شبكة الإنترنت مباشرة، بدلاً من إرسال نسخة منها إلى قناة الجزيرة، كما كان يفعل في الماضي.

تحولت القاعدة إلى شبكة الإنترنت لنشر أشرطة الفيديو الخاصة بها، لكي تتيقن من أنها ستكون غير معدّلة، بدلاً من خطر احتمالية تعديل محرري الجزيرة للفيديو، وحذف أي مقطع ينتقد العائلة المالكة السعودية.[99] وفي رسالة لابن لادن في ديسمبر 2004، كان حديثه أشد من المعتاد، واستمر لأكثر من ساعة.

في الماضي، ربما كان موقعي Alneda.com و Jehad.net، أهم مواقع تنظيم القاعدة على شبكة الإنترنت. اختُرق موقع Alneda على يد الأمريكي "جون ميسنر"، ولكن مشغلي الموقع قاموا بنقل الموقع عبر خوادم مختلفة، وتحويل استراتيجي لمحتواه. وتسعى الولايات المتحدة حاليًا لتسليمها المتخصص في مجال تكنولوجيا المعلومات، بابار أحمد البريطاني الجنسية، الذي أنشأ العديد من مواقع القاعدة باللغة الإنجليزية مثل Azzam.com.[100][101] إلا أن تسليم بابار أحمدن لاقى معارضة من مختلف المنظمات الإسلامية البريطانية مثل الرابطة الإسلامية في بريطانيا.

مزاعم تورط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية

هناك جدل دائر حول ما إذا كانت هجمات القاعدة، هي ردة فعل سلبية لعملية وكالة المخابرات المركزية الأمريكية المسماة بـ "الإعصار"، التي كان هدفها مساعدة المجاهدين الأفغان أثناء الغزو السوفييتي لأفغانستان. وقد كتب روبن كوك وزير الخارجية البريطاني السابق في الفترة من 1997-2001، أن تنظيم القاعدة وأنصار بن لادن هم "نتاج سوء هائل في التقدير من جانب الأجهزة الأمنية الغربية"، وقال أن "القاعدة، والتي جاء اسمها من قاعدة البيانات. كانت في الأصل ملف كمبيوتر يحتوي على معلومات عن آلاف المجاهدين الذين تم تجنيدهم وتدريبهم بمساعدة من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، لهزيمة الروس."[102]

ولكن العديد من المصادر المختلفة مثل صحفي السي إن إن بيتر بيرغن والعميد محمد يوسف ضابط المخابرات العسكرية الباكستانية وعملاء وكالة المخابرات المركزية الذين شاركوا في البرنامج الأفغاني مثل فنسنت كانيسترارو، ينكرون أن وكالة المخابرات المركزية ولا غيرها من المسئولين الأمريكيين على اتصال مع الأفغان العرب أو ابن لادن، ناهيك عن تسليحهم أو تدريبهم.

ووفقًا لبيرغن وآخرين، أنه لم تكن هناك حاجة لتجنيد أجانب لا يجيدون اللغة المحلية والعادات أو طبيعة الأرض، نظرًا لوجود ربع مليون مواطن أفغاني على استعداد للقتال.[103]؛ والأفغان العرب أنفسهم، لم يكونوا في حاجة للأموال الأمريكية، لأنهم تلقوا عدة مئات من ملايين الدولارات سنويًا من غير الأمريكيين. وتقول مصادر إسلامية أن الأمريكيين لا يمكن أن يكونوا قد درّبوا المجاهدين، لأن المسئولين الباكستانيين لن يسمحوا لأكثر من عدد قليل منهم بالعمل في باكستان ولا أفغانستان، ولأن الأفغان العرب كان معظمهم تقريبًا من الإسلاميين المتشددين. فمن الطبيعي أنهم معاديين للغربيين، سواء كان الغربيون يساعدون المسلمين الأفغان أم لا.

كما قال بيتر بيرغن الذي يعرف بإجرائه لأول مقابلة تلفزيونية مع أسامة بن لادن في عام 1997، فكرة مفادها أن "تمويل أو تدريب وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لأسامة بن لادن، هي أسطورة شعبية. ليس هناك دليل على ذلك. لابن لادن ماله الخاص، وهو معاد للولايات المتحدة. لقد كان يعمل في الخفاء، وبشكل مستقل. القصة الحقيقية هنا هي أن وكالة المخابرات المركزية لم يكن لديها أدنى فكرة عن هذا الرجل حتى عام 1996، عندما أنشأت وحدة لبدء لملاحقته."[104] ولكن كما اعترف بيرغن بنفسه في أحد الحوادث الغريبة، أن وكالة الاستخبارات المركزية على ما يبدو ساعدت عمر عبد الرحمن في الحصول على تأشيرة سفر.[105]

للقاعدة تاريخ طويل مع وكالة المخابرات المركزية، وخاصة شعبة العمليات الخاصة. وهذا ما زاد شهرة عناصر العمليات الخاصة في وكالة المخابرات المركزية، على أنها هي القوة الرئيسية للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم القاعدة، وأنها حققت أكبر النجاحات.[106]

نقد

ارتفعت موجة متصاعدة من الغضب في العالم الإسلامي، تجاه القاعدة وفروعها. وحذر علماء دين ومقاتلين سابقين ونشطاء من تكفير القاعدة للمسلمين، وقتلها لهم في الدول الإسلامية وخاصةً العراق.[31][107].

انتقد علناً نعمان بنعتمان الأفغاني العربي والعضو السابق في الجماعة الليبية الإسلامية المقاتلة، في رسالة مفتوحة أيمن الظواهري في نوفمبر 2007، بعد إقناعه قادة جماعته السابقة المسجونين بالدخول في مفاوضات سلام مع النظام الليبي. وفي الوقت الذي أعلن فيه أيمن الظواهري انتساب الجماعة لتنظيم القاعدة. وفي نوفمبر 2007، أطلقت الحكومة الليبية سراح 90 من أعضاء الجماعة من السجن، وبعد عدة أشهر في وقت لاحق "وقيل إنهم تخلوا عن العنف."[108]

في عام 2007، ومع اقتراب الذكرى السنوية السادسة لهجمات 11 سبتمبر، قام الشيخ سلمان العودة رجل الدين السعودي وأحد آباء الصحوة، بتوبيخ أسامة بن لادن، حيث وجه خطاب إلى زعيم القاعدة على قناة إم بي سي، شوهد على نطاق واسع في شبكة تلفزيون الشرق الأوسط، وخاطبه قائلاً

تنظيم القاعدة أخي أسامة، كم من الدماء أريقت؟ وكم من الأبرياء والأطفال والمسنين والنساء قد لقوا مصرعهم... تحت اسم القاعدة؟ هل ستكون سعيدا للقاء الله سبحانه وتعالى، وأنت تحمل عبء مئات الآلاف أو الملايين من الضحايا على ظهرك؟[107] تنظيم القاعدة

وفي عام 2007، انسحب سيد إمام الشريف صاحب التأثير في الأفغان العرب والأب الروحي للقاعدة والمؤيد السابق للتكفير، بشكل مثير من تنظيم القاعدة بعد إصداره كتابه "ترشيد العمل الجهادي في مصر والعالم". وفقًا لمركز بيو للاستطلاعات، فإن تأييد القاعدة قلّ في جميع أنحاء العالم الإسلامي في السنوات الأخيرة.[109][110]

انظر أيضًا

ملاحظات

  1. ^ من "العدو البعيد" إلى "العدو القريب" بقلم ياسر الزعاترة. نسخة محفوظة 24 ديسمبر 2012 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ Bergen 2006، صفحة 75.
  3. ^ Johnston، Philip (17 سبتمبر 2010). "Anwar al Awlaki: the new Osama bin Laden?". The Daily Telegraph. London.
  4. ^ Wright 2006، صفحة 270
  5. ^ فؤاد حسين`الزرقاوي... "الجيل الثاني من القاعدة"، الجزء الرابع عشر، وصحيفة القدس العربي 13 يوليو 2005
  6. ^ خالد الحمادي، "قصة من داخل القاعدة"` الجزء الرابع، جريدة القدس العربي، 22 مارس 2005
  7. ^ تطور اسم القاعدة نسخة محفوظة 29 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ المنطق الأخلاقي وتطور الإرهاب الانتحاري نسخة محفوظة 09 ديسمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ NATO. "Press Conference with NATO Secretary General, Lord Robertson". اطلع عليه بتاريخ 2006-10-23.
  10. ^ NATO Library (2005). "AL QAEDA" (PDF). اطلع عليه بتاريخ 2007-06-11.
  11. ^ Commission of the European Communities (20 أكتوبر 2004). "COMMUNICATION FROM THE COMMISSION TO THE COUNCIL AND THE EUROPEAN PARLIAMENT" (DOC). اطلع عليه بتاريخ 2007-06-11.
  12. ^ United States Department of State. "Foreign Terrorist Organizations (FTOs)". مؤرشف من الأصل في 2005-03-24. اطلع عليه بتاريخ 2006-07-03.
  13. ^ Australian Government. "Listing of Terrorist Organisations". اطلع عليه بتاريخ 2006-07-03.
  14. ^ The Hindu : Centre bans Al-Qaeda
  15. ^ Public Safety and Emergency Preparedness Canada. "Entities list". اطلع عليه بتاريخ 2006-07-03.
  16. ^ Israel Ministry of Foreign Affairs (21 مارس 2006). 21, 2006.htm "Summary of indictments against Al-Qaeda terrorists in Samaria". اطلع عليه بتاريخ 2007-06-10. {{استشهاد ويب}}: تحقق من قيمة |المسار= (مساعدة)
  17. ^ Diplomatic Bluebook (2002). "B. TERRORIST ATTACKS IN THE UNITED STATES AND THE FIGHT AGAINST TERRORISM" (PDF). اطلع عليه بتاريخ 2007-06-11.
  18. ^ Korean Foreign Ministry (14 أغسطس 2007). "Seoul confirms release of two Korean hostages in Afghanistan". اطلع عليه بتاريخ 2007-09-16.
  19. ^ General Intelligence and Security Service. "Annual Report 2004" (PDF). اطلع عليه بتاريخ 2007-06-11.
  20. ^ United Kingdom Home Office. "Proscribed terrorist groups". اطلع عليه بتاريخ 2006-07-03.
  21. ^ "Russia Outlaws 17 Terror Groups; Hamas, Hezbollah Not Included".
  22. ^ Ministry for Foreign Affairs Sweden (March – June 2006). "Radical Islamist Movements in the Middle East" (PDF). اطلع عليه بتاريخ 2007-06-11. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |التاريخ= (مساعدة)
  23. ^ "Turkiye'de halen faaliyetlerine devam عدن başlıca terör örgütleri listesi" (Emniyet Genel Müdürlügü) نسخة محفوظة 14 يناير 2013 على موقع واي باك مشين.
  24. ^ "Report on counter-terrorism submitted by Switzerland to the Security Council Committee established pursuant to resolution 1373 (2001)" (PDF). 20 ديسمبر 2001. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2007-06-09. اطلع عليه بتاريخ 2007-06-11.
  25. ^ انفوجرافيك.. من هم "الإرهابيون" بالنسبة للحلف الإسلامي؟.. الاتفاق على داعش والقاعدة واختلاف على حزب الله والإخوان - CNNArabic.com نسخة محفوظة 15 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  26. ^ "Transcript of Bin Laden's October interview". سي إن إن. 5 فبراير 2002. اطلع عليه بتاريخ 2006-10-22.
  27. ^ Bergen 2006، صفحة 75. Wright indirectly quotes one of the documents, based on an exhibit from the "Tareek Osama" document presented in United States v. Enaam M. Arnaout.
  28. ^ Wright 2006، صفحات 133-134.
  29. ^ Wright 2006، صفحة 260.
  30. ^ أ ب The Rebellion Within, An Al Qaeda mastermind questions terrorism. by Lawrence Wright. newyorker.com, June 2, 2008 نسخة محفوظة 08 يوليو 2014 على موقع واي باك مشين.
  31. ^ "After Mombassa", Al-Ahram Weekly Online, January 2-8 2003 (Issue No. 619). Retrieved September 3, 2006.
  32. ^ Cooley، John K. (Spring 2003). "Unholy Wars: Afghanistan, America and International Terrorism" (reprint). Demokratizatsiya.
  33. ^ "How the CIA created Osama bin Laden". Green Left Weekly. 19 سبتمبر 2001. مؤرشف من الأصل في 2012-08-03. اطلع عليه بتاريخ 2007-01-09.
  34. ^ "1986-1992: CIA and British Recruit and Train Militants Worldwide to Help Fight Afghan War". Cooperative Research History Commons. اطلع عليه بتاريخ 2007-01-09.
  35. ^ "Maktab al-Khidamat". GlobalSecurity.org. 11 يناير 2006. اطلع عليه بتاريخ 2007-02-11.
  36. ^ Wright 2006.
  37. ^ Cloonan Frontline interview, PBS, July 13, 2005. نسخة محفوظة 31 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  38. ^ أ ب Cooley، John K. (Spring 2003). "Unholy Wars: Afghanistan, America and International Terrorism" (reprint). Demokratizatsiya.
  39. ^ Wright 2006، صفحة 103.
  40. ^ Wright 2006، صفحة 137.
  41. ^ "The War on Terror and the Politics of Violence in Pakistan". The Jamestown Foundation. 2 يوليو 2004. اطلع عليه بتاريخ 2007-01-09.
  42. ^ "The Osama bin Laden I know". 18 يناير 2006. مؤرشف من الأصل في 2007-01-01. اطلع عليه بتاريخ 2007-01-09.
  43. ^ Wright 2006، صفحة 181.
  44. ^ "MIPT Terrorism Knowledge Base". Tkb.org. اطلع عليه بتاريخ 2010-03-22.
  45. ^ "Osama bin Laden: The Past". اطلع عليه بتاريخ 2007-01-12.
  46. ^ Jehl، Douglas (27 ديسمبر 2001). "A Nation Challenged: Holy war lured Saudis as rulers looked away". The New York Times. ص. A1, B4. اطلع عليه بتاريخ 2009-09-05.
  47. ^ أسامة بن لادن
  48. ^ Reidel 2008، صفحة 52.
  49. ^ Wright 2006، صفحة 186.
  50. ^ Rashid 2002.
  51. ^ Coll, Ghost Wars (New York: Penguin, 2005), 14.
  52. ^ "Bin Laden's Fatwa". القدس العربي. أغسطس 1996. اطلع عليه بتاريخ 2007-01-09.
  53. ^ جريدة القدس العربي نسخة محفوظة 26 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
  54. ^ Nyquist، J.R. (13 أغسطس 2005). "Is Al Qaeda a Kremlin Proxy?". jrnyquist.com. اطلع عليه بتاريخ 2008-04-17.
  55. ^ "Obituary: Alexander Litvinenko". BBC News. 24 نوفمبر 2006. اطلع عليه بتاريخ 2008-04-16.
  56. ^ مسؤول أمريكي: الحمض النووي يؤكد مقتل بن لادن - سي إن إن نسخة محفوظة 19 يناير 2014 على موقع واي باك مشين.
  57. ^ How Did Sayyid Qutb Influence Osama bin Laden?
  58. ^ Mafouz Azzam; cited in Wright 2006، صفحة 36.
  59. ^ Sayyid Qutb's Milestones (footnote 24)
  60. ^ Qutbism: An Ideology of Islamic-Fascism DALE C. EIKMEIER From Parameters, Spring 2007, pp. 85–98. نسخة محفوظة 15 يونيو 2011 على موقع واي باك مشين.
  61. ^ A Traitor's Tale, Time (magazine), February 19, 2001 نسخة محفوظة 16 مارس 2013 على موقع واي باك مشين.
  62. ^ Businesses are run from below, with the council only being consulted on new proposals and collecting funds. See for instance Hoffman 2002.
  63. ^ Gerges، Fawaz A (5 سبتمبر 2005). The Far Enemy: Why Jihad Went Global. Cambridge University Press. {{استشهاد بكتاب}}: يحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |المؤلفين المشاركين= (مساعدة)
  64. ^ Jihad's New Leaders by Daveed Gartenstein-Ross and Kyle Dabruzzi, Middle East Quarterly, Summer 2007 نسخة محفوظة 11 فبراير 2009 على موقع واي باك مشين.
  65. ^ Today's jihadists: educated, wealthy and bent on killing?
  66. ^ "Cops: London Attacks Were Homicide Blasts". فوكس نيوز. اطلع عليه بتاريخ 2008-06-15. {{استشهاد بخبر}}: يحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |المؤلفين المشاركين= (مساعدة)
  67. ^ Bennetto، Jason (13 أغسطس 2005). "London bombings: the truth emerges". The Independent. اطلع عليه بتاريخ 2006-12-03. {{استشهاد بخبر}}: الوسيط غير المعروف |المؤلفين المشاركين= تم تجاهله يقترح استخدام |authors= (مساعدة)
  68. ^ "WMD Terrorism and Usama bin Laden" by The Center for Nonproliferation Studies
  69. ^ Relevant excerpt from the series, The Power of Nightmares نسخة محفوظة 29 مارس 2012 على موقع واي باك مشين.
  70. ^ "Witness: Bin Laden planned attack on U.S. embassy in Saudi Arabia". CNN. 13 فبراير 2001. اطلع عليه بتاريخ 2007-06-12.
  71. ^ "A Traitor's Tale By Johanna McGeary". Time. 19 فبراير 2001. اطلع عليه بتاريخ 2007-06-12.
  72. ^ The Power of Nightmares. BBC documentary by Adam Curtis.
  73. ^ Wright 2006، صفحة 174.
  74. ^ أ ب Wright 2006، صفحة 178; Reeve 1999.
  75. ^ أ ب "February 1993 Bombing of the World Trade Center in New York City". Center for Nonproliferation Studies. 12 نوفمبر 2001. مؤرشف من الأصل في 2006-12-07. اطلع عليه بتاريخ 2007-01-09.
  76. ^ القاعدة تتبنى تفجيرات عمان « عمان نت
  77. ^ الذكرى 11 لتفجيرات عمان.. تصميم على دحر الإرهاب نسخة محفوظة 19 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  78. ^ "Text of Fatwah Urging Jihad Against Americans". 23 فبراير 1998. اطلع عليه بتاريخ 2006-07-05.
  79. ^ "Bin Laden says he wasn't behind attacks". CNN. 17 سبتمبر 2001. اطلع عليه بتاريخ 2006-07-06.
  80. ^ أ ب Esposito 2002، صفحة 22.
  81. ^ Hamid Miir 'Osama claims he has nukes: If U.S. uses N-arms it will get the same response' "Dawn: the Internet Edition" November 10, 2001
  82. ^ Tremlett، Giles (9 سبتمبر 2002). "Al-Qaida leaders say nuclear power stations were original targets". London: The Guardian. اطلع عليه بتاريخ 2007-01-11.
  83. ^ "Al Qaeda Scaled Back 10-Plane Plot". Washington Post. 17 يونيو 2004. اطلع عليه بتاريخ 2007-01-11.
  84. ^ "U.S. Jets Pound Targets Around Kabul". The Portsmouth Herald. 15 أكتوبر 2001. اطلع عليه بتاريخ 2006-07-06.
  85. ^ Blair to Taliban: Surrender bin Laden or surrender power نسخة محفوظة 28 يناير 2011 على موقع واي باك مشين.
  86. ^ "U.S. RELEASES VIDEOTAPE OF OSAMA BIN LADEN". 13 ديسمبر 2001. اطلع عليه بتاريخ 2006-07-04.
  87. ^ "National Commission on Terrorist Attacks Upon the United States". 20 سبتمبر 2004. اطلع عليه بتاريخ 2006-04-27.
  88. ^ "Full transcript of bin Ladin's speech". Al Jazeera. 1 نوفمبر 2004. اطلع عليه بتاريخ 2006-07-12.
  89. ^ Shane، Scott (22 يونيو 2008). "Inside the interrogation of a 9/11 mastermind". The New York Times. ص. A1, A12–A13. اطلع عليه بتاريخ 2009-09-05.
  90. ^ Trofimov، Yaroslav (15 أغسطس 2009). "Islamic rebels gain strength in the Sahara". The Wall Street Journal. ج. 254 رقم  39. ص. A9. اطلع عليه بتاريخ 2009-09-15.
  91. ^ Trofimov، Yaroslav (17 أغسطس 2009). "Islamic rebels gain strength in the Sahara". The Wall Street Journal Europe. ج. 27 رقم  136. ص. 12.
  92. ^ Trofimov، Yaroslav (18 أغسطس 2009). "Islamic rebels gain in the Sahara". The Wall Street Journal Asia. ج. 33 رقم  245. ص. 12.
  93. ^ Washington Post - Al-Qaeda's Hand In Istanbul Plot نسخة محفوظة 10 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  94. ^ Msn News - Bin Laden allegedly planned attack in Turkey - Stymied by tight security at U.S. bases, militants switched targets نسخة محفوظة 20 أكتوبر 2012 على موقع واي باك مشين.
  95. ^ Weir، Shelagh (July/September 1997). "A Clash of Fundamentalisms: Wahhabism in Yemen". Middle East Report. Middle East Research and Information Project ع. 204. اطلع عليه بتاريخ 2009-01-19. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة) وتحقق من التاريخ في: |publication-date= (مساعدة); cited in Burke، Jason (2003). Al-Qaeda: Casting a Shadow of Terror. New York: I.B. Tauris. ص. 128–129.
  96. ^ Riedel 2008، صفحة 100.
  97. ^ Timothy Thomas, "Al Qaeda and the Internet: The Danger of Cyberplanning" Retrieved February 14, 2007. نسخة محفوظة 09 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  98. ^ Scheuer, Michael (2008). "Bin Laden Identifies Saudi Arabia as the Enemy of Mujahideen Unity". Terrorism Focus. Jamestown Foundation. {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير المعروف |الشهر= تم تجاهله (مساعدة)
  99. ^ Whitlock, Craig (2005-08-08). "Briton Used Internet As His Bully Pulpit" (http). WashingtonPost.com. اطلع عليه بتاريخ May 29 2006. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة) والوسيط غير المعروف |dateformat= تم تجاهله (مساعدة)صيانة الاستشهاد: التاريخ والسنة (link)
  100. ^ "Babar Ahmad Indicted on Terrorism Charges". United States Attorney's Office District of Connecticut. 2004-10-06. اطلع عليه بتاريخ May 29 2006. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة) والوسيط غير المعروف |dateformat= تم تجاهله (مساعدة)
  101. ^ Cook, Robin. "The struggle against terrorism cannot be won by military means". Guardian Unlimited. اطلع عليه بتاريخ 2005-07-08.
  102. ^ Coll 2005، صفحات 145-146, 155-156.
  103. ^ Bergen, Peter. "Bergen: Bin Laden, CIA links hogwash". CNN. اطلع عليه بتاريخ 2006-08-15.
  104. ^ Bergen 2001، صفحات 72-73.
  105. ^ Coll 2005.
  106. ^ أ ب Bergen، Peter؛ Cruickshank، Paul. "The Unraveling: The jihadist revolt against bin Laden". The New Republic. اطلع عليه بتاريخ 2009-05-12.
  107. ^ Libya releases scores of prisoners APRIL 09, 2008
  108. ^ strata-sphere.com al-Qaeda Losing Support On Muslim Street, Terrorist Attacks Down 40% Since 2001 نسخة محفوظة 02 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  109. ^ December 18, 2007 Poll: Most Saudis oppose al Qaeda نسخة محفوظة 18 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.

المراجع

المراجع

  • Atwan، Abdel Bari (2006). The Secret History of al Qaeda. Berkeley, CA: University of California Press.
  • Benjamin، Daniel؛ Simon، Steven (2002). The Age of Sacred Terror (ط. 1st). Random House.
  • Bergen، Peter (2001). Holy War, Inc.: Inside the Secret World of Osama bin Laden (ط. 1st). Free Press.
  • Bergen، Peter (2006). The Osama bin Laden I Know: An Oral History of al Qaeda's Leader (ط. reprint). Free Press.
  • Bin Laden، Osama (2005). Lawrence، Bruce (المحرر). Messages to the World. Verso. {{استشهاد بكتاب}}: النص "Messages to the World: The Statements of Osama bin Laden" تم تجاهله (مساعدة)
  • Coll، Steve (2005). Ghost Wars: The Secret History of the CIA, Afghanistan, and Bin Laden, from the Soviet Invasion to September 10, 2001 (ط. 2nd). Penguin Books.
  • Esposito، John L. (2002). Unholy War: Terror in the Name of Islam. USA: Oxford University Press.
  • Gunaratna، Rohan (2002). Inside Al Qaeda (ط. 1st). London, UK: C. Hurst & Co.
  • Hoffman، Bruce (2002). "The Emergence of the New Terrorism". في Tan، Andrew T. H.؛ Ramakrishna، Kumar (المحررون). The New Terrorism: Anatomy, Trends, and Counter-Strategies. Singapore: Eastern Universities Press. ص. 30–49.
  • Qutb، Sayyid (2003). Ma'alim fi al-Tariq. Chicago, IL: Kazi Publications.
  • Rashid، Ahmed (2002). Taliban: Militant Islam, Oil and Fundamentalism in Central Asia. Yale University Press.
  • Reeve، Simon (1999). The New Jackals: Ramzi Yousef, Osama Bin Laden and the Future of Terrorism. Boston, MA: Northeastern University Press.
  • Wright، Lawrence (2006). The Looming Tower: Al-Qaeda and the Road to 9/11. New York: Knopf. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط |ref=harv غير صالح (مساعدة)

أفلام عن القاعدة

الروابط الخارجية

كتب