مصباح الجربوع: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
CipherBot (نقاش | مساهمات)
ط روبوت: تغييرات تجميلية
سطر 1: سطر 1:
[[ملف:Mosbah Jarbou.jpg|تصغير|مصباح الجربوع]]
[[ملف:Mosbah Jarbou.jpg|تصغير|مصباح الجربوع]]
'''مصباح الجربوع''' (اسمه الرباعي: '''مصباح بن صالح بن خليفة الجربوع''') مناضل [[تونسي]] ولد ب[[بني خداش]] عام [[1914]]. وانخرط في العمل النقابي بمنطقة [[تطاوين]] منذ تأسيس [[الاتحاد العام التونسي للشغل]] عام [[1946]]، وعمل عام [[1947]] كتاجر صغير بمنطقة بني خداش وانخرط في [[الحزب الحر الدستوري الجديد]] بشعبة قصر الجوامع.
'''مصباح الجربوع''' (اسمه الرباعي: '''مصباح بن صالح بن خليفة الجربوع''') مناضل [[تونسي]] ولد ب[[بني خداش]] عام [[1914]]. وانخرط في العمل النقابي بمنطقة [[تطاوين]] منذ تأسيس [[الاتحاد العام التونسي للشغل]] عام [[1946]]، وعمل عام [[1947]] كتاجر صغير بمنطقة بني خداش وانخرط في [[الحزب الحر الدستوري الجديد]] بشعبة قصر الجوامع.
==في المقاومة==
== في المقاومة ==
كان مصباح الجربوع من بين قادة المقاومة المسلحة ضد [[الحماية الفرنسية في تونس|المستعمر الفرنسي]] في الخمسينات بالجنوب التونسي، إلى جانب قادة آخرين من بينهم [[عبد الله الجليدي]] و[[ميلود بن محمد البوعبيدي]] و[[سعيد فرشينة]] و[[محمود العجيلي]] وخاصة أخوه [[علي الجربوع]]، الذي كان ساعده الأيمن، حيث كان ينسق بينه وبين بقية الأفراد.
كان مصباح الجربوع من بين قادة المقاومة المسلحة ضد [[الحماية الفرنسية في تونس|المستعمر الفرنسي]] في الخمسينات بالجنوب التونسي، إلى جانب قادة آخرين من بينهم [[عبد الله الجليدي]] و[[ميلود بن محمد البوعبيدي]] و[[سعيد فرشينة]] و[[محمود العجيلي]] وخاصة أخوه [[علي الجربوع]]، الذي كان ساعده الأيمن، حيث كان ينسق بينه وبين بقية الأفراد.
[[ملف:Ali Jarbou et les fellaghas (mouvement de résistance armée de Mosbah Jarbou).jpg|تصغير|علي الجربوع (شقيق مصباح الجربوع) متقدمًا بعض المقاومين]]
[[ملف:Ali Jarbou et les fellaghas (mouvement de résistance armée de Mosbah Jarbou).jpg|تصغير|علي الجربوع (شقيق مصباح الجربوع) متقدمًا بعض المقاومين]]
سطر 7: سطر 7:
تمثلت أول عملية قام بها مصباح الجربوع برفقة جماعته في الهجوم ليلاً على الثكنة العسكرية ب[[مدنين]] ورميها بالرصاص، وهو ما أدخل الرعب والفزع في أوساط الجيش [[فرنسا|الفرنسي]]. ثم قام مصباح الجربوع وأتباعه بنصب كمين للقوات الفرنسية قرب [[البئر الأحمر]] في {{تاريخ|25|ماي|1952}}، فقتلوا وجرحوا مجموعة من الجنود، غير أنه أُلقي القبض على [[ميلود بن محمد البوعبيدي|ميلود]] و[[سعيد فرشينة|سعيد]]، وزج بهما في السجن، في حين فرّ منصور و[[ضو الهنشير|ضو بن الشتيوي الهنشير]] و[[عبد الله الجليدي|عبد الله]] إلى [[طرابلس]]، واعتصم مصباح ب[[جبل تطاوين|الجبل]] بمفرده لمدة ستة أشهر. وفي تلك الفترة، اعتقلت القوات الفرنسية أيضا فاطمة زوجة مصباح ووالده صالح الجربوع، وزجت بهما في السجن. كما سُجن أخوه علي أيضا لفترة، ثم وُضع تحت الإقامة الجبرية ب[[بني خداش]]. ثم نصب القائد مصباح في {{تاريخ|1|سبتمبر|1952}} كمينًا على الطريق الواصلة بين [[تامزرط]] و[[مطماطة]]، وأطلق الرصاص على سيارة عسكرية فرنسية، نتج عنها جرح قائد ذي شأن. التقى بعد ذلك مصباح ب[[عياد بن ناصر]] و[[زايد الهداجي]] في نفس المنطقة وقرروا الهجوم على برج [[مطماطة]]، فأطلقوا عليه النار ليلاً في الظلام الحالك. وفي {{تاريخ|5|ديسمبر|1952}}، نصب مصباح برفقة [[المبروك بن محمد الحرابي]] و[[فرج المهداوي]] كمينًا ب[[عين العنبة]]، على الطريق الجبلية المؤدية إلى [[مدنين]]، أدى ذلك إلى مقتل بعض الجنود الفرنسيين وجرح آخرين. وفي {{تاريخ|1|جانفي|1953}} وقعت معركة وادي جير، ثم معركة وادي أرنيان ومعركة بوصرار. كما أصبح، منذ ذلك الوقت، علي شقيق مصباح حرا من الرقابة نهائيا، والتحق بصفوف المقاومين والمجاهدين، وهو ما عزز جانب أخيه مصباح. خاض مصباح وجماعته في {{تاريخ|14|أوت|1953}} أعظم المعارك في تاريخ جهاده، في [[جبل ميتر]] بين بني خداش و[[غمراسن]]، حيث حاصرتهم القوات الفرنسية، مستعملين المدافع والرشاشات والدبابات، فاستمات مصباح وجماعته وأصابوا عددا من الجنود الفرنسيين بين قتلى وجرحى . واستشهد في تلك المعركة بعض المقاومين، هم [[صالح بن نصر]] و[[علي بن عبد الله]] و[[محمد بن مسعود]] و[[الفرجاني بن عون]] و[[محمد الكرعود]]. كما أصيب مصباح بأربع رصاصات في ال[[جبين]] وفي ال[[قدم]] وفي ال[[فخذ]] وفي ال[[ساعد]]، لكنه تحامل على نفسه وفر مستعينًا برفاقه.
تمثلت أول عملية قام بها مصباح الجربوع برفقة جماعته في الهجوم ليلاً على الثكنة العسكرية ب[[مدنين]] ورميها بالرصاص، وهو ما أدخل الرعب والفزع في أوساط الجيش [[فرنسا|الفرنسي]]. ثم قام مصباح الجربوع وأتباعه بنصب كمين للقوات الفرنسية قرب [[البئر الأحمر]] في {{تاريخ|25|ماي|1952}}، فقتلوا وجرحوا مجموعة من الجنود، غير أنه أُلقي القبض على [[ميلود بن محمد البوعبيدي|ميلود]] و[[سعيد فرشينة|سعيد]]، وزج بهما في السجن، في حين فرّ منصور و[[ضو الهنشير|ضو بن الشتيوي الهنشير]] و[[عبد الله الجليدي|عبد الله]] إلى [[طرابلس]]، واعتصم مصباح ب[[جبل تطاوين|الجبل]] بمفرده لمدة ستة أشهر. وفي تلك الفترة، اعتقلت القوات الفرنسية أيضا فاطمة زوجة مصباح ووالده صالح الجربوع، وزجت بهما في السجن. كما سُجن أخوه علي أيضا لفترة، ثم وُضع تحت الإقامة الجبرية ب[[بني خداش]]. ثم نصب القائد مصباح في {{تاريخ|1|سبتمبر|1952}} كمينًا على الطريق الواصلة بين [[تامزرط]] و[[مطماطة]]، وأطلق الرصاص على سيارة عسكرية فرنسية، نتج عنها جرح قائد ذي شأن. التقى بعد ذلك مصباح ب[[عياد بن ناصر]] و[[زايد الهداجي]] في نفس المنطقة وقرروا الهجوم على برج [[مطماطة]]، فأطلقوا عليه النار ليلاً في الظلام الحالك. وفي {{تاريخ|5|ديسمبر|1952}}، نصب مصباح برفقة [[المبروك بن محمد الحرابي]] و[[فرج المهداوي]] كمينًا ب[[عين العنبة]]، على الطريق الجبلية المؤدية إلى [[مدنين]]، أدى ذلك إلى مقتل بعض الجنود الفرنسيين وجرح آخرين. وفي {{تاريخ|1|جانفي|1953}} وقعت معركة وادي جير، ثم معركة وادي أرنيان ومعركة بوصرار. كما أصبح، منذ ذلك الوقت، علي شقيق مصباح حرا من الرقابة نهائيا، والتحق بصفوف المقاومين والمجاهدين، وهو ما عزز جانب أخيه مصباح. خاض مصباح وجماعته في {{تاريخ|14|أوت|1953}} أعظم المعارك في تاريخ جهاده، في [[جبل ميتر]] بين بني خداش و[[غمراسن]]، حيث حاصرتهم القوات الفرنسية، مستعملين المدافع والرشاشات والدبابات، فاستمات مصباح وجماعته وأصابوا عددا من الجنود الفرنسيين بين قتلى وجرحى . واستشهد في تلك المعركة بعض المقاومين، هم [[صالح بن نصر]] و[[علي بن عبد الله]] و[[محمد بن مسعود]] و[[الفرجاني بن عون]] و[[محمد الكرعود]]. كما أصيب مصباح بأربع رصاصات في ال[[جبين]] وفي ال[[قدم]] وفي ال[[فخذ]] وفي ال[[ساعد]]، لكنه تحامل على نفسه وفر مستعينًا برفاقه.


==مع بورقيبة==
== مع بورقيبة ==
خلال الصراع ال[[صالح بن يوسف|يوسفي]]-[[الحبيب بورقيبة|البورقيبي]]، انضم مصباح الجربوع إلى الشق البورقيبي، وقد عين على رأس لجنة الرعاية التي كلفت بمطاردة اليوسفيين بالتراب العسكري بكل من [[مدنين]] و[[تطاوين]]، حيث كان يأتمر بأوامره أربعون مسلحا،<ref name="عميرة ص 56">[[عميرة علية الصغير]]، '''اليوسفيون وتحرر المغرب العربي'''، تونس 2007، ص 56.</ref> وقد تشكى منه عدد من اليوسفيين واتهموه بقتل عدد منهم.<ref name="عميرة ص 63">[[عميرة علية الصغير]]، '''اليوسفيون وتحرر المغرب العربي'''، تونس 2007، ص 63.</ref>
خلال الصراع ال[[صالح بن يوسف|يوسفي]]-[[الحبيب بورقيبة|البورقيبي]]، انضم مصباح الجربوع إلى الشق البورقيبي، وقد عين على رأس لجنة الرعاية التي كلفت بمطاردة اليوسفيين بالتراب العسكري بكل من [[مدنين]] و[[تطاوين]]، حيث كان يأتمر بأوامره أربعون مسلحا،<ref name="عميرة ص 56">[[عميرة علية الصغير]]، '''اليوسفيون وتحرر المغرب العربي'''، تونس 2007، ص 56.</ref> وقد تشكى منه عدد من اليوسفيين واتهموه بقتل عدد منهم.<ref name="عميرة ص 63">[[عميرة علية الصغير]]، '''اليوسفيون وتحرر المغرب العربي'''، تونس 2007، ص 63.</ref>


==استشهاده==
== استشهاده ==
استشهد مصباح الجربوع في {{تاريخ|26|جوان|1958}} قرب برج [[رمادة]] أثناء [[معركة رمادة|معركة الجلاء عن الجنوب التونسي]] بعد غارة جوية قام بها الطيران الفرنسي، الذي كان متمركزًا آنذاك ب[[الجزائر]].
استشهد مصباح الجربوع في {{تاريخ|26|جوان|1958}} قرب برج [[رمادة]] أثناء [[معركة رمادة|معركة الجلاء عن الجنوب التونسي]] بعد غارة جوية قام بها الطيران الفرنسي، الذي كان متمركزًا آنذاك ب[[الجزائر]].


سطر 24: سطر 24:


{{قوالب متعددة|بذرة أعلام تونس|بوابة تونس}}
{{قوالب متعددة|بذرة أعلام تونس|بوابة تونس}}
{{بذرة}}


[[تصنيف:شهداء تونسيون]]
[[تصنيف:شهداء تونسيون]]
سطر 30: سطر 31:


[[fr:Mosbah Jarbou]]
[[fr:Mosbah Jarbou]]

{{بذرة}}

نسخة 21:51، 11 ديسمبر 2009

مصباح الجربوع

مصباح الجربوع (اسمه الرباعي: مصباح بن صالح بن خليفة الجربوع) مناضل تونسي ولد ببني خداش عام 1914. وانخرط في العمل النقابي بمنطقة تطاوين منذ تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل عام 1946، وعمل عام 1947 كتاجر صغير بمنطقة بني خداش وانخرط في الحزب الحر الدستوري الجديد بشعبة قصر الجوامع.

في المقاومة

كان مصباح الجربوع من بين قادة المقاومة المسلحة ضد المستعمر الفرنسي في الخمسينات بالجنوب التونسي، إلى جانب قادة آخرين من بينهم عبد الله الجليدي وميلود بن محمد البوعبيدي وسعيد فرشينة ومحمود العجيلي وخاصة أخوه علي الجربوع، الذي كان ساعده الأيمن، حيث كان ينسق بينه وبين بقية الأفراد.

علي الجربوع (شقيق مصباح الجربوع) متقدمًا بعض المقاومين

تمثلت أول عملية قام بها مصباح الجربوع برفقة جماعته في الهجوم ليلاً على الثكنة العسكرية بمدنين ورميها بالرصاص، وهو ما أدخل الرعب والفزع في أوساط الجيش الفرنسي. ثم قام مصباح الجربوع وأتباعه بنصب كمين للقوات الفرنسية قرب البئر الأحمر في 25 ماي 1952، فقتلوا وجرحوا مجموعة من الجنود، غير أنه أُلقي القبض على ميلود وسعيد، وزج بهما في السجن، في حين فرّ منصور وضو بن الشتيوي الهنشير وعبد الله إلى طرابلس، واعتصم مصباح بالجبل بمفرده لمدة ستة أشهر. وفي تلك الفترة، اعتقلت القوات الفرنسية أيضا فاطمة زوجة مصباح ووالده صالح الجربوع، وزجت بهما في السجن. كما سُجن أخوه علي أيضا لفترة، ثم وُضع تحت الإقامة الجبرية ببني خداش. ثم نصب القائد مصباح في 1 سبتمبر 1952 كمينًا على الطريق الواصلة بين تامزرط ومطماطة، وأطلق الرصاص على سيارة عسكرية فرنسية، نتج عنها جرح قائد ذي شأن. التقى بعد ذلك مصباح بعياد بن ناصر وزايد الهداجي في نفس المنطقة وقرروا الهجوم على برج مطماطة، فأطلقوا عليه النار ليلاً في الظلام الحالك. وفي 5 ديسمبر 1952، نصب مصباح برفقة المبروك بن محمد الحرابي وفرج المهداوي كمينًا بعين العنبة، على الطريق الجبلية المؤدية إلى مدنين، أدى ذلك إلى مقتل بعض الجنود الفرنسيين وجرح آخرين. وفي 1 جانفي 1953 وقعت معركة وادي جير، ثم معركة وادي أرنيان ومعركة بوصرار. كما أصبح، منذ ذلك الوقت، علي شقيق مصباح حرا من الرقابة نهائيا، والتحق بصفوف المقاومين والمجاهدين، وهو ما عزز جانب أخيه مصباح. خاض مصباح وجماعته في 14 أوت 1953 أعظم المعارك في تاريخ جهاده، في جبل ميتر بين بني خداش وغمراسن، حيث حاصرتهم القوات الفرنسية، مستعملين المدافع والرشاشات والدبابات، فاستمات مصباح وجماعته وأصابوا عددا من الجنود الفرنسيين بين قتلى وجرحى . واستشهد في تلك المعركة بعض المقاومين، هم صالح بن نصر وعلي بن عبد الله ومحمد بن مسعود والفرجاني بن عون ومحمد الكرعود. كما أصيب مصباح بأربع رصاصات في الجبين وفي القدم وفي الفخذ وفي الساعد، لكنه تحامل على نفسه وفر مستعينًا برفاقه.

مع بورقيبة

خلال الصراع اليوسفي-البورقيبي، انضم مصباح الجربوع إلى الشق البورقيبي، وقد عين على رأس لجنة الرعاية التي كلفت بمطاردة اليوسفيين بالتراب العسكري بكل من مدنين وتطاوين، حيث كان يأتمر بأوامره أربعون مسلحا،[1] وقد تشكى منه عدد من اليوسفيين واتهموه بقتل عدد منهم.[2]

استشهاده

استشهد مصباح الجربوع في 26 جوان 1958 قرب برج رمادة أثناء معركة الجلاء عن الجنوب التونسي بعد غارة جوية قام بها الطيران الفرنسي، الذي كان متمركزًا آنذاك بالجزائر.

تخليد ذكرى مصباح الجربوع

أخرج عمار الخليفي عام 1970 شريطًا سينمائيًا بعنوان الفلاقة حول كفاح الشهيد مصباح.

قام ديوان البريد التونسي في 18 جويلية 2002 بإصدار طابع بريدي بقيمة 250 مليم تونسي يحمل صورة الشهيد.[3]

المراجع

  1. ^ عميرة علية الصغير، اليوسفيون وتحرر المغرب العربي، تونس 2007، ص 56.
  2. ^ عميرة علية الصغير، اليوسفيون وتحرر المغرب العربي، تونس 2007، ص 63.
  3. ^ (بالفرنسية) طابع بريدي بقيمة 250 مليم تونسي يحمل صورة الشهيد مصباح الجربوع (البريد التونسي).

وصلات خارجية

قالب:قوالب متعددة