رواقية: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.6
سطر 1: سطر 1:
{{تحديث|مصادر|تاريخ=يونيو 2016}}
{{تحديث|مصادر|تاريخ=يونيو 2016}}
[[ملف:Zeno of Citium pushkin.jpg|تصغير|زينو الرواقي مؤسس المدرسة الرواقيا و قد كان تاجرا فينيقيا .]]
[[ملف:Zeno of Citium pushkin.jpg|تصغير|زينو الرواقي مؤسس المدرسة الرواقيا و قد كان تاجرا فينيقيا .]]
'''الرُّواقيَّة''' هي [[قائمة الفلسفات|مَذهَبٌ فَلسَفيٌّ]] [[الحضارة الهلنستية|هِلِنِستِيٌّ]] أنشأه [[فلسفة|الفيلسوفُ]] [[اليونان|اليونانيُ]] [[زينون الرواقي|زينون السيشومي]] في [[أثينا]] ببدايات [[القرن 3 ق م|القرن الثالث قبل الميلاد]]. تندرج الرواقية تحت فلسفة الأخلاقيات الشخصية التي تُستَمَدُّ من نظامها المنطقي وتأملاتها على الطبيعة. وفقاً لتعاليمها، فإن الطريق إلى اليودامونيا (السعادة أو الراحة الدائمة) يكون بتقبل الحاضر، وكبح النفس من الانقياد للذة أو خوف من الألم، عبر مَشُورَةِ العقلِ لفهم العالم وفِعلِ ما تقتضيه الطبيعة.<ref>Sharpe, Matthew. "[http://dro.deakin.edu.au/eserv/DU:30059463/sharpe-stoicvirtue-2013.pdf Stoic Virtue Ethics]." ''Handbook of Virtue Ethics'', 2013, 28–41.</ref>
'''الرُّواقيَّة''' هي [[قائمة الفلسفات|مَذهَبٌ فَلسَفيٌّ]] [[الحضارة الهلنستية|هِلِنِستِيٌّ]] أنشأه [[فلسفة|الفيلسوفُ]] [[اليونان|اليونانيُ]] [[زينون الرواقي|زينون السيشومي]] في [[أثينا]] ببدايات [[القرن 3 ق م|القرن الثالث قبل الميلاد]]. تندرج الرواقية تحت فلسفة الأخلاقيات الشخصية التي تُستَمَدُّ من نظامها المنطقي وتأملاتها على الطبيعة. وفقاً لتعاليمها، فإن الطريق إلى اليودامونيا (السعادة أو الراحة الدائمة) يكون بتقبل الحاضر، وكبح النفس من الانقياد للذة أو خوف من الألم، عبر مَشُورَةِ العقلِ لفهم العالم وفِعلِ ما تقتضيه الطبيعة.<ref>Sharpe, Matthew. "[http://dro.deakin.edu.au/eserv/DU:30059463/sharpe-stoicvirtue-2013.pdf Stoic Virtue Ethics]." ''Handbook of Virtue Ethics'', 2013, 28–41. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20181113015946/http://dro.deakin.edu.au/eserv/DU:30059463/sharpe-stoicvirtue-2013.pdf |date=13 نوفمبر 2018}}</ref>


يذكر زينون السيشومي: "إن العالم كلٌّ عضويّ، تتخلله قوة الله الفاعلة، وإن رأس الحكمة معرفة هذا الكل، مع التأكيد أن الإنسان، لا يستطيع أن يلتمس هذه المعرفة، إلاّ إذا كبح جماح عواطفه، وتحرر من الانفعال". والرواقيون يدعون إلى التناغم مع الطبيعة، والصبر على المشاق، والأخذ بأهداب الفضيلة، لأن الفضيلة هي إرادة الله. بحيث تركز الفلسفة الرواقية على التناغم كإطار لفهم طبيعة الاشياء وكأسلوب للتخلص من الكدر الذي تسببه الاحاسيس. وقد اطلق عليهم لقب الرواقيون لانهم عقدوا اجتماعاتهم في الاروقة في مدينة [[أثينا (ميثولوجيا)|اثينا]]، حيث نشأت هذه الفلسفة هناك، حوالي عام 300 ق.م. كما أطلق عليهم اسم '''أصحاب المظلة'''،<ref>[[تلخيصات ابن رشد إلى جالينوس]]</ref> و'''حكماء المظال'''، و'''أصحاب الأصطوان'''.<ref>عبد الرحمن بدوي، خريف الفكر اليوناني (النهضة المصرية،القاهرة1979)</ref>
يذكر زينون السيشومي: "إن العالم كلٌّ عضويّ، تتخلله قوة الله الفاعلة، وإن رأس الحكمة معرفة هذا الكل، مع التأكيد أن الإنسان، لا يستطيع أن يلتمس هذه المعرفة، إلاّ إذا كبح جماح عواطفه، وتحرر من الانفعال". والرواقيون يدعون إلى التناغم مع الطبيعة، والصبر على المشاق، والأخذ بأهداب الفضيلة، لأن الفضيلة هي إرادة الله. بحيث تركز الفلسفة الرواقية على التناغم كإطار لفهم طبيعة الاشياء وكأسلوب للتخلص من الكدر الذي تسببه الاحاسيس. وقد اطلق عليهم لقب الرواقيون لانهم عقدوا اجتماعاتهم في الاروقة في مدينة [[أثينا (ميثولوجيا)|اثينا]]، حيث نشأت هذه الفلسفة هناك، حوالي عام 300 ق.م. كما أطلق عليهم اسم '''أصحاب المظلة'''،<ref>[[تلخيصات ابن رشد إلى جالينوس]]</ref> و'''حكماء المظال'''، و'''أصحاب الأصطوان'''.<ref>عبد الرحمن بدوي، خريف الفكر اليوناني (النهضة المصرية،القاهرة1979)</ref>

نسخة 07:40، 6 مارس 2020

زينو الرواقي مؤسس المدرسة الرواقيا و قد كان تاجرا فينيقيا .

الرُّواقيَّة هي مَذهَبٌ فَلسَفيٌّ هِلِنِستِيٌّ أنشأه الفيلسوفُ اليونانيُ زينون السيشومي في أثينا ببدايات القرن الثالث قبل الميلاد. تندرج الرواقية تحت فلسفة الأخلاقيات الشخصية التي تُستَمَدُّ من نظامها المنطقي وتأملاتها على الطبيعة. وفقاً لتعاليمها، فإن الطريق إلى اليودامونيا (السعادة أو الراحة الدائمة) يكون بتقبل الحاضر، وكبح النفس من الانقياد للذة أو خوف من الألم، عبر مَشُورَةِ العقلِ لفهم العالم وفِعلِ ما تقتضيه الطبيعة.[1]

يذكر زينون السيشومي: "إن العالم كلٌّ عضويّ، تتخلله قوة الله الفاعلة، وإن رأس الحكمة معرفة هذا الكل، مع التأكيد أن الإنسان، لا يستطيع أن يلتمس هذه المعرفة، إلاّ إذا كبح جماح عواطفه، وتحرر من الانفعال". والرواقيون يدعون إلى التناغم مع الطبيعة، والصبر على المشاق، والأخذ بأهداب الفضيلة، لأن الفضيلة هي إرادة الله. بحيث تركز الفلسفة الرواقية على التناغم كإطار لفهم طبيعة الاشياء وكأسلوب للتخلص من الكدر الذي تسببه الاحاسيس. وقد اطلق عليهم لقب الرواقيون لانهم عقدوا اجتماعاتهم في الاروقة في مدينة اثينا، حيث نشأت هذه الفلسفة هناك، حوالي عام 300 ق.م. كما أطلق عليهم اسم أصحاب المظلة،[2] وحكماء المظال، وأصحاب الأصطوان.[3]

اعتقد الرواقيون أن المشاعر الهدامة، مثل الخوف والحسد، والحب الملتهب والجنس المتقد، هم بذاتهم، أو ما تبثق عنهم، هم أحكام خاطئة، وأن الإنسان الحكيم، أو الشخص الذي حقق كمالا اخلاقيا وفكريا، ليكون قد وصل إلى درجة لا الخضوع بها لهذه المشاعر. وبالتالي، فإن ما يدل على نفسية ودرجة ادراك الفرد هي تصرفاته واعماله وليس اقواله.[4] . ولكي يحيا المرء حياة صالحة، عليه ان يستوعب قوانين الطبيعة.[5]

ومن أشهر الرواقيين المتأخرين، في عهد الرومان، لوكيوس سنيكا و ماركوس أوريليوس. اللذان أكداً ان الفضيلة هي ضرورة للسعادة، وبالتالي، فان للمرء الحكيم مناعة ضد النحس والمحن.[6].

وقد انتشرت الرواقية لدى اتباع كثر في اليونان الرومانية وبقية انحاء الامبراطورية الرومانية واستمرت حتى اغلاق كل مدارس الفلسفة الملحدة في عام 529 الميلادية بأوامر من الامبراطور جستينيان الأول الذي اعتبرهم مخالفون للشريعة المسيحية.[7][8] وبتأثر من جوستن لبسيوس، تطورت الرواقية المحدثة بدمج الافكار بين المسيحية والرواقية التقليدية.

المعتقدات والركائز الأساسية

الرواقية فلسفة طبيعية جبرية تعتقد بوحدة الموجود و ترى عكس الكلبية أن الهدف من الفكر ليس هو الشعور بالسعادة بل إن السعادة ليست إلا شعور عرضي يصاحب الوصول إلى الحقيقة بعد إعمال الفكر [9], أما قولهم أن الحكيم الرواقي عليه أن يتجاوز الإنفعالات كالخوف و الحسد.. راجع إلى إعتقادهم الجبري فما دام أن الإنسان في إعتقادهم مجبور على أفعاله ليس عليه أن يهتم بالإنفعالات التي تصدر عن شعوره بالمسؤولية , إذ يروى أن زينو الرواقي مؤسس الرواقية كان يضرب عبدا له على خطأ اقترفه فذكره العبد بفلسفته التي تقول أن الإنسان مجبور على أفعاله لكي يعفو عنه فرد زينو قائلا و أنا أيضا مجبور على ضربك [10] , و قد كان العبد الفيلسوف ابكتيتوس رواقيا .

المراحل التاريخية

مرت الرواقية بثلاث مراحل [11]:

  • المرحلة الاولى، في القرن الثالث قبل الميلاد ومن روادها زينون وكليانثس؛
  • المرحلة الثانية وتسمى الرواقية المتوسطة في القرنين الثاني والأول قبل الميلاد: من روادها ديوجين السليوسي، وبانيتيس الروديسي وخريسيبوس؛
  • المرحلة الثالثة وتعرف بالرواقية الرومانية المتأخرة في القرنين الأول والثاني الميلاديين ومن روادها سنيكا وإيبكتيتوس والامبرطور ماركوس أوريليوس. معظم الكتابات التي وصلت اتت من هذه المرحلة.

الفلاسفة الرواقيون

الرواقيون هم دعاة مدرسة فلسفية انتشرت في إطار الثقافة اليونانية في القرن الرابع قبل الميلاد، تحت تأثير الأفكار التي تدعو إلى المواطنة العالمية، وتحت تأثير الأفكار ذات النزعة الفردية، وتحت تأثير التطورات التقنية التي فرضها التوسع في المعرفة الرياضية، وكان زينون وكريسيبوس أكبر الدعاة البارزين للمدرسة في القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد وقد تحدد دور العلوم لديهم على النحو التالي:

  • المنطق هو السور، الفيزياء هي التربة الخصبة، الأخلاق هي ثمرتها.

والمهمة الرئيسية للفلسفة تخص الأخلاق، وليست المعرفة أكثر من وسيلة اكتساب الحكمة والمهارة في الحياة، ويذهب الرواقيون إلى أن الحياة يجب أن تعاش وفق الطبيعة، وتقوم السعادة في البلادة أو التحرر الانفعالي، وفي سلام العقل وفي رباطة الجأش، والقدر يحدد كل شيء في الحياة ومن يتقبل هذا يرضيه القدر، ومن يقاوم يرغمه القدر.

وكان الرواقيون ماديين في تصورهم للطبيعة، ويقولون بأن كل ما في العالم أجسام ذات كثافة مختلفة، والحقيقي يجب تمييزه من الحق، ولا شيء سوى الأجسام يوجد حقاًَ، والحقيقي من جهة أخرى غير متجسد ولا يوجد، والحقيقي ليس سوى عبارة.

وعند الرواقيين تتحد المادية بالمذهب الأسمى، والحواس تفهم الواقع على أنه أشياء جزئية، والعلم يسعى إلى فهم العام، غير أن هذا العام على هذا النحو لا يوجد في العالم، وقد سلم الرواقيون بوجود أربع مقولات وهي:

  • القوام (الموجود)، الكيف، الحالة (أي «الكينونة»)، الحالة النسبية («الوجود إلى يمين شيء ما»)

والرواقيون، على عكس منطق المحمولات، ابدعوا منطقاً للقضايا لا يقوم على الأحكام القطعية بل على الأحكام النسبية، وأنشأ الرواقيون ضروباً من ارتباط الأحكام أشار إليها المنطق الحديث على أنها تضمين مادي.

وأبرز الرواقيون هم :

يعتبر زينون الرواقي (334 ق.م - 262 ق.م) مؤسس الفلسفة الرواقية.

ويليه كليانثس (330 ق.م - 30 ق.م) وخريسيبوس ( 279 ق.م - 206 ق.م) كروَّاد هذه الفلسفة الأوائل.

كتب خريسيبوس بغزارة أكثر من غيره، حيث الف ما يزيد عن 165 عملاً، لكن لم يبقَ من مؤلفاته إلا القليل.

أماالفلاسفة الرواقيين الذين وصلت إلينا أعمالهم الكاملة هم أولئك الذين عاشوا في الحقبة أزمنة الأمبراطورية سينكا الأصغر (4 ق.م - 65 م)، أبكتاتوس ( 55 م - 135 م)، والإمبراطور ماركوس لوريليوس (121 م - 180 م).

و في تاريخ الإسلام مثل هذه الفرقة الملحدون الدياصنة الذين انتشروا في العراق في العصر العباسي و كانت لهم مناظرات مع هشام بن الحكم تلميذ الإمام جعفر الصادق عليه السلام و قد كان هشام بن الحكم ملحدا ديصانيا قبل أن يصير من شيعة الإمام الصادق عليه السلام [12].

مواضيع الفلسفة الرواقية

الفلسفة والحياة

يعتقد الفلاسفة الرواقيون أن الفلسفة ليست مجرد تسلية أو علم لذاته بل طريقة في الحياة ولهذا نراهم يعرفون الفلسفة كتمرين أو كممارسة حياتية خالصة ويجب أن تكون هكذا.

انظر أيضاً

مراجع

باللغة العربية

بلغات أجنبية

  1. ^ Sharpe, Matthew. "Stoic Virtue Ethics." Handbook of Virtue Ethics, 2013, 28–41. نسخة محفوظة 13 نوفمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ تلخيصات ابن رشد إلى جالينوس
  3. ^ عبد الرحمن بدوي، خريف الفكر اليوناني (النهضة المصرية،القاهرة1979)
  4. ^ Sellars, John, Stoicism (Berkeley: University of California Press, 2006)
  5. ^ Pollard, Elizabeth (2015). Worlds Together, Worlds Apart concise edition vol.1. New York: W.W. Norton & Company, Inc. p. 204. ISBN 9780393250930.
  6. ^ تعريف الرواقية في موسوعة ستانفورد الفلسفية. الرابط نسخة محفوظة 29 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ Agathias. Histories, 2.31.
  8. ^ David، Sedley. "Ancient philosophy". في E. Craig (المحرر). Routledge Encyclopedia of Philosophy. مؤرشف من الأصل في 2014-10-11. اطلع عليه بتاريخ 2008-10-18.
  9. ^ كتاب نقد العقل العملي لعمانوئيل كانط .
  10. ^ كتاب قصة الفلسفة لوليام جيمس ديورانت .
  11. ^ ـ يوسف كرم، تاريخ الفلسفة اليونانية، دار القلم، بيروت.
  12. ^ كتاب فلاسفة الشيعة .

وصلات خارجية