عمرو بن لحي: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
CipherBot (نقاش | مساهمات)
ط تدقيق إملائي وتنسيق
صبغ ماأمكن من الوصلات الحمراء باللون الأزرق
سطر 4: سطر 4:


== عمرو في الشام ==
== عمرو في الشام ==
حين قدم عمرو بن لحي بلاد [[الشام]] فرآهم يعبدون [[الأصنام]] و[[الأوثان]] من دون [[الله]]، استحسن ذلك وظنه حقاً، وكانت [[الشام]] آنذاك محل [[رسول|الرسل]] و[[الكتب السماوية]]، فقال لهم: ما هذه [[الأصنام]] التي أراكم تعبدون ؟ قالوا له: هذه [[أصنام]] نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا، فقال لهم: ألا تعطوني منها صنما فأسير به إلى أرض [[العرب]] فيعبدونه ؟ فأعطوه صنماً يقال له [[هبل]] فقدم به [[مكة]] فنصبه وأمر الناس بعبادته وتعظيمه، ثم لم يلبث أهل [[الحجاز]] أن تبعوا أهل [[مكة]] لأنهم ولاة البيت وأهل الحرم، حتى انتشرت [[الأصنام]] بين [[قبائل عربية|قبائل العرب]].
حين قدم عمرو بن لحي بلاد [[الشام]] فرآهم يعبدون [[الأصنام]] و[[الأوثان]] من دون [[الله]]، استحسن ذلك وظنه حقاً، وكانت [[الشام]] آنذاك محل [[رسول|الرسل]] و[[الكتب المقدسة في الإسلام|الكتب السماوية]]، فقال لهم: ما هذه [[الأصنام]] التي أراكم تعبدون ؟ قالوا له: هذه [[أصنام]] نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا، فقال لهم: ألا تعطوني منها صنما فأسير به إلى أرض [[العرب]] فيعبدونه ؟ فأعطوه صنماً يقال له [[هبل]] فقدم به [[مكة]] فنصبه وأمر الناس بعبادته وتعظيمه، ثم لم يلبث أهل [[الحجاز]] أن تبعوا أهل [[مكة]] لأنهم ولاة البيت وأهل الحرم، حتى انتشرت [[الأصنام]] بين [[قبائل عربية|قبائل العرب]].


وقد ذُكر عنه أنه كان له رئي من [[جن|الجن]]، فأخبره أن [[صنم|أصنام]] قوم [[نوح]] ـ [[ود|ودًا]] و[[سواع]]اً و[[يغوث]] و[[يعوق]] و[[نسر]]اً ـ مدفونة [[جدة|بجدة]]، فأتاها فاستثارها، ثم أوردها إلى [[تهامة]]، فلما جاء [[الحج]] دفعها إلى [[قبائل عربية|القبائل]]، فذهبت بها إلى أوطانها‏.
وقد ذُكر عنه أنه كان له رئي من [[جن|الجن]]، فأخبره أن [[صنم|أصنام]] قوم [[نوح]] ـ [[ود|ودًا]] و[[سواع]]اً و[[يغوث]] و[[يعوق]] و[[نسر]]اً ـ مدفونة [[جدة|بجدة]]، فأتاها فاستثارها، ثم أوردها إلى [[تهامة]]، فلما جاء [[الحج]] دفعها إلى [[قبائل عربية|القبائل]]، فذهبت بها إلى أوطانها‏.


فأما [[ود]]‏:‏ فكان لكلب، ب[[جَرَش]] ب[[دَوْمَة الجندل]] من أرض [[الشام]] مما يلي [[العراق]]. وأما [[سواع]]‏:‏ فكانت ل[[هذيل|هذيل بن مُدْرِكة]] بمكان يقال له‏:‏ رُهَاط من أرض [[الحجاز]]، من جهة الساحل بقرب [[مكة]]. وأما [[يغوث]]‏:‏ فكان ل[[بني غُطَيف]] من [[بني مراد]]، بالجُرْف عند [[سبأ]]. وأما [[يعوق]]‏:‏فكانت [[همدان|لهمدان]] في قرية خَيْوان من أرض [[اليمن]]، وخيوان‏:‏ بطن من [[همدان]]. وأما نسر‏:‏ فكان [[حمير|لحمير]] لآل ذى الكلاع في أرض [[حمير]]‏.
فأما [[ود]]‏:‏ فكان لكلب، ب[[جرش]] ب[[دومة الجندل]] من أرض [[الشام]] مما يلي [[العراق]]. وأما [[سواع]]‏:‏ فكانت ل[[هذيل|هذيل بن مُدْرِكة]] بمكان يقال له‏:‏ رُهَاط من أرض [[الحجاز]]، من جهة الساحل بقرب [[مكة]]. وأما [[يغوث]]‏:‏ فكان ل[[بني غطيف]] من [[بني مراد]]، بالجُرْف عند [[سبأ]]. وأما [[يعوق]]‏:‏فكانت [[همدان|لهمدان]] في قرية خَيْوان من أرض [[اليمن]]، وخيوان‏:‏ بطن من [[همدان]]. وأما نسر‏:‏ فكان [[حمير|لحمير]] لآل ذى الكلاع في أرض [[حمير]]‏.


وهكذا انتشرت [[الأصنام]] في [[جزيرة العرب]] حتى صار لكل [[قبيلة]] منها [[صنم]]، ولم تزل تلك [[صنم|الأصنام]] تُعبد من دون [[الله]]، حتى جاء [[الإسلام]]، وبُعث [[محمد بن عبد الله]]، فقام بتطهير البيت الحرام من [[الأصنام]]، وبعث السرايا لهدم البيوت التي أقيمت [[وثن|للأوثان]]، فبعث [[خالد بن الوليد]] لهدم بيت [[العزى]] وهي الطاغوت الأعظم لدى [[قريش]] بمنطقة نخلة، وبعث [[سعد بن زيد]] لهدم بيت [[مناة]] التي كانت على ساحل البحر الأحمر، وبعث [[عمرو بن العاص]] إلى [[سواع]] التي تعبدها [[قبيلة هذيل]]، فهدمت جميعها.
وهكذا انتشرت [[الأصنام]] في [[جزيرة العرب]] حتى صار لكل [[قبيلة]] منها [[صنم]]، ولم تزل تلك [[صنم|الأصنام]] تُعبد من دون [[الله]]، حتى جاء [[الإسلام]]، وبُعث [[محمد بن عبد الله]]، فقام بتطهير البيت الحرام من [[الأصنام]]، وبعث السرايا لهدم البيوت التي أقيمت [[وثن|للأوثان]]، فبعث [[خالد بن الوليد]] لهدم بيت [[العزى]] وهي الطاغوت الأعظم لدى [[قريش]] بمنطقة نخلة، وبعث [[سعد بن زيد]] لهدم بيت [[مناة]] التي كانت على ساحل البحر الأحمر، وبعث [[عمرو بن العاص]] إلى [[سواع]] التي تعبدها [[هذيل]]، فهدمت جميعها.


== بعد ظهور الإسلام ==
== بعد ظهور الإسلام ==
سطر 17: سطر 17:
وذكر [[ابن كثير]] عند تفسير قول [[القرآن]] في [[سورة الأنعام]] {فمن أظلم ممن افترى على [[الله]] كذبا ليضل الناس بغير علم إن [[الله]] لا يهدي القوم الظالمين} ([[سورة الأنعام|الأنعام]]:144) أن أول من دخل في هذه الآية [[عمرو بن لحيّ]]، لأنه أول من غير دين [[نبي|الأنبياء]]، وأول من سيب السوائب ووصل الوصيلة، وحمى الحامي، كما ثبت ذلك في الصحيح.
وذكر [[ابن كثير]] عند تفسير قول [[القرآن]] في [[سورة الأنعام]] {فمن أظلم ممن افترى على [[الله]] كذبا ليضل الناس بغير علم إن [[الله]] لا يهدي القوم الظالمين} ([[سورة الأنعام|الأنعام]]:144) أن أول من دخل في هذه الآية [[عمرو بن لحيّ]]، لأنه أول من غير دين [[نبي|الأنبياء]]، وأول من سيب السوائب ووصل الوصيلة، وحمى الحامي، كما ثبت ذلك في الصحيح.


كان أهل [[الجاهلية]] مع ذلك، فيهم بقايا من دين [[النبي إبراهيم|إبراهيم]]، كتعظيم [[الكعبة|البيت]]، والطواف به، و[[الحج]] و[[العمرة]]، والوقوف [[عرفة|بعرفة]] و[[مزدلفة]]، وإهداء البدن، وإن كان دخلها شيء كثير من شوائب الشرك والبدعة، ومن أمثلة ذلك أن نزاراً كانت تقول في إهلالها: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إلا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك، فإنزل [[الله]] تعالى: (ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون) ([[سورة الروم|الروم]]:28).
كان أهل [[الجاهلية]] مع ذلك، فيهم بقايا من دين [[إبراهيم]]، كتعظيم [[الكعبة|البيت]]، والطواف به، و[[الحج]] و[[العمرة]]، والوقوف [[عرفة|بعرفة]] و[[مزدلفة]]، وإهداء البدن، وإن كان دخلها شيء كثير من شوائب الشرك والبدعة، ومن أمثلة ذلك أن نزاراً كانت تقول في إهلالها: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إلا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك، فإنزل [[الله]] تعالى: (ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون) ([[سورة الروم|الروم]]:28).


منها أيضا ‏أن [[قريش]]ا كانوا يقولون‏: ‏نحن بنو [[النبي إبراهيم|إبراهيم]] وأهل الحرم، وولاة البيت وقاطنو [[مكة]]، وليس لأحد من [[العرب]] مثل حقنا ومنزلتنا ـ وكانوا يسمون أنفسهم الحُمْس ـ فلا ينبغى لنا أن نخرج من الحرم إلى الحل، فكانوا لا يقفون بعرفة، ولا يفيضون منها، وإنما كانوا يفيضون من المزدلفة وفيهم أنزل الله تعالى‏:‏ ‏{‏ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} ‏([[سورة البقرة|البقرة]]:199).‏
منها أيضا ‏أن [[قريش]]ا كانوا يقولون‏: ‏نحن بنو [[إبراهيم]] وأهل الحرم، وولاة البيت وقاطنو [[مكة]]، وليس لأحد من [[العرب]] مثل حقنا ومنزلتنا ـ وكانوا يسمون أنفسهم الحُمْس ـ فلا ينبغى لنا أن نخرج من الحرم إلى الحل، فكانوا لا يقفون بعرفة، ولا يفيضون منها، وإنما كانوا يفيضون من المزدلفة وفيهم أنزل الله تعالى‏:‏ ‏{‏ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} ‏([[سورة البقرة|البقرة]]:199).‏


هذا الوضع الذي كان سائدا في [[جزيرة العرب]]، حتَّم وجود رسالة سماوية تنتشل الناس من ضلالهم وتردهم إلى فطرتهم وتمحو مظاهر الشرك والوثنية من حياتهم، فكانت الرسالة الخاتمة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.
هذا الوضع الذي كان سائدا في [[جزيرة العرب]]، حتَّم وجود رسالة سماوية تنتشل الناس من ضلالهم وتردهم إلى فطرتهم وتمحو مظاهر الشرك والوثنية من حياتهم، فكانت الرسالة الخاتمة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.

نسخة 15:33، 31 مايو 2010

عمرو بن لحي كان من خزاعة وكان سيد مكة وبالتالي كان من سادات العرب، يعد أول من غير دين إبراهيم الحنيفية والذي كان يقوم على توحيد الله، حيث أنه أدخل الأصنام لتعبد من دون الله بالجزير العربية. قال رسول الإسلام محمد بن عبد الله " رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار" يعني أمعاءه.

عمرو في الشام

حين قدم عمرو بن لحي بلاد الشام فرآهم يعبدون الأصنام والأوثان من دون الله، استحسن ذلك وظنه حقاً، وكانت الشام آنذاك محل الرسل والكتب السماوية، فقال لهم: ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون ؟ قالوا له: هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا، فقال لهم: ألا تعطوني منها صنما فأسير به إلى أرض العرب فيعبدونه ؟ فأعطوه صنماً يقال له هبل فقدم به مكة فنصبه وأمر الناس بعبادته وتعظيمه، ثم لم يلبث أهل الحجاز أن تبعوا أهل مكة لأنهم ولاة البيت وأهل الحرم، حتى انتشرت الأصنام بين قبائل العرب.

وقد ذُكر عنه أنه كان له رئي من الجن، فأخبره أن أصنام قوم نوح ـ ودًا وسواعاً ويغوث ويعوق ونسراً ـ مدفونة بجدة، فأتاها فاستثارها، ثم أوردها إلى تهامة، فلما جاء الحج دفعها إلى القبائل، فذهبت بها إلى أوطانها‏.

فأما ود‏:‏ فكان لكلب، بجرش بدومة الجندل من أرض الشام مما يلي العراق. وأما سواع‏:‏ فكانت لهذيل بن مُدْرِكة بمكان يقال له‏:‏ رُهَاط من أرض الحجاز، من جهة الساحل بقرب مكة. وأما يغوث‏:‏ فكان لبني غطيف من بني مراد، بالجُرْف عند سبأ. وأما يعوق‏:‏فكانت لهمدان في قرية خَيْوان من أرض اليمن، وخيوان‏:‏ بطن من همدان. وأما نسر‏:‏ فكان لحمير لآل ذى الكلاع في أرض حمير‏.

وهكذا انتشرت الأصنام في جزيرة العرب حتى صار لكل قبيلة منها صنم، ولم تزل تلك الأصنام تُعبد من دون الله، حتى جاء الإسلام، وبُعث محمد بن عبد الله، فقام بتطهير البيت الحرام من الأصنام، وبعث السرايا لهدم البيوت التي أقيمت للأوثان، فبعث خالد بن الوليد لهدم بيت العزى وهي الطاغوت الأعظم لدى قريش بمنطقة نخلة، وبعث سعد بن زيد لهدم بيت مناة التي كانت على ساحل البحر الأحمر، وبعث عمرو بن العاص إلى سواع التي تعبدها هذيل، فهدمت جميعها.

بعد ظهور الإسلام

بين النبي محمد مصير عمرو بن لحيّ وسوء عاقبته، كما في الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه –أمعاءه- في النار، فكان أول من سيب السوائب)، وفي رواية: (أول من غير دين إبراهيم)، والسوائب - جمع سائبة - هي الأنعام التي كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها شيء.

وذكر ابن كثير عند تفسير قول القرآن في سورة الأنعام {فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} (الأنعام:144) أن أول من دخل في هذه الآية عمرو بن لحيّ، لأنه أول من غير دين الأنبياء، وأول من سيب السوائب ووصل الوصيلة، وحمى الحامي، كما ثبت ذلك في الصحيح.

كان أهل الجاهلية مع ذلك، فيهم بقايا من دين إبراهيم، كتعظيم البيت، والطواف به، والحج والعمرة، والوقوف بعرفة ومزدلفة، وإهداء البدن، وإن كان دخلها شيء كثير من شوائب الشرك والبدعة، ومن أمثلة ذلك أن نزاراً كانت تقول في إهلالها: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إلا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك، فإنزل الله تعالى: (ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون) (الروم:28).

منها أيضا ‏أن قريشا كانوا يقولون‏: ‏نحن بنو إبراهيم وأهل الحرم، وولاة البيت وقاطنو مكة، وليس لأحد من العرب مثل حقنا ومنزلتنا ـ وكانوا يسمون أنفسهم الحُمْس ـ فلا ينبغى لنا أن نخرج من الحرم إلى الحل، فكانوا لا يقفون بعرفة، ولا يفيضون منها، وإنما كانوا يفيضون من المزدلفة وفيهم أنزل الله تعالى‏:‏ ‏{‏ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} ‏(البقرة:199).‏

هذا الوضع الذي كان سائدا في جزيرة العرب، حتَّم وجود رسالة سماوية تنتشل الناس من ضلالهم وتردهم إلى فطرتهم وتمحو مظاهر الشرك والوثنية من حياتهم، فكانت الرسالة الخاتمة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.

مصادر

  • صنمي الحبيب
  • الاصنام عين لا تنام

قالب:بوابة ميثولوجيا