افحص التغييرات الفردية
المظهر
تسمح لك هذه الصفحة بفحص المتغيرات التي تم إنشاؤها بواسطة عامل تصفية إساءة الاستخدام لإجراء تغيير فردي.
المتغيرات المولدة لهذا التغيير
متغير | قيمة |
---|---|
ما إذا كان التعديل معلم عليه كطفيف (لا مزيد من الاستخدام) (minor_edit ) | false |
عدد التعديلات للمستخدم (user_editcount ) | 1 |
اسم حساب المستخدم (user_name ) | 'عبد الحق مزازة' |
عمر حساب المستخدم (user_age ) | 141859767 |
المجموعات (متضمنة غير المباشرة) التي المستخدم فيها (user_groups ) | [
0 => '*',
1 => 'user'
] |
المجموعات العالميَّة التي يمتلكها الحساب (global_user_groups ) | [] |
ما إذا كان المستخدم يعدل من تطبيق المحمول (user_app ) | false |
ما إذا كان المستخدم يعدل عبر واجهة المحمول (user_mobile ) | false |
هوية الصفحة (page_id ) | 0 |
نطاق الصفحة (page_namespace ) | 0 |
عنوان الصفحة (بدون نطاق) (page_title ) | 'رحلات جزائري في ربوع إفريقيا' |
عنوان الصفحة الكامل (page_prefixedtitle ) | 'رحلات جزائري في ربوع إفريقيا' |
آخر عشرة مساهمين في الصفحة (page_recent_contributors ) | '' |
فعل (action ) | 'edit' |
ملخص التعديل/السبب (summary ) | 'اضافة معلومات' |
نموذج المحتوى القديم (old_content_model ) | '' |
نموذج المحتوى الجديد (new_content_model ) | 'wikitext' |
نص الويكي القديم للصفحة، قبل التعديل (old_wikitext ) | '' |
نص الويكي الجديد للصفحة، بعد التعديل (new_wikitext ) | 'هو [[كتاب]] من تأليف [[كاتب (مؤلف)|الكاتب]] الصحفي [[نجم الدين سيدي عثمان]] يرصد في تجربة غير مسبوقة في [[أدب الرحلات|أدب الرحلة]] في [[الجزائر]]، أسفار صحفي في عشر دول [[أفريقيا|إفريقية]]، في عناق جمالي بين [[تاريخ|التاريخ]] و<nowiki/>[[جغرافيا|الجغرافيا]] و<nowiki/>[[سياسة|السياسة]] و<nowiki/>[[اقتصاد (علم)|الاقتصاد]] والفنون دون أن يخلو الكتاب من الأسطورة الإفريقية و الموروث الشعبي، الكتاب الذي زاوج بين اللغة الصحفية و السرد الأدبي يتضمن مشاهدات، انطباعات و حكايات كثيرة و قصصًا واقعية تستحق أن تٌقْرأ.<ref>{{مرجع ويب
| url = https://www.goodreads.com/book/show/32796102
| title = رحلات جزائري في ربوع إفريقيا
| website = www.goodreads.com
| accessdate = 2018-11-25
}}</ref>
الكتاب اصدر سنة 2016 من دار الأمة خلال [[الصالون الدولي للكتاب بالجزائر]] (282 صفحة).
== ملخص الكتاب ==
كتاب رحلات جزائري في ربوع افريقيا لمؤلِّفه الصحفي بجريدة الهداف الجزائرية نجم الدين سيدي عثمان الصادر عن دار الأمة بالجزائر 2016 ، يصنف من ضمن كتب أدب الرحلات ، ولعل الجميل في هذا أن المؤلف صحفيٌّ استطاع أن يجمع شتات مشاهداته بكل بلد أفريقي يزوره ، ولم يكتف بالمشاهدة فقط بل يدفعه فضوله الجميل إلى سؤال أهل البلد فيطلعنا بخبايا وعادات الناس ومعتقداتهم، ويضفي لمسته الابداعية بأسلوبه المشوّق يجذب القارئ إليه ويحاوره.
قبل أن يبتدأ المؤلف رحلاته وجولاته يضعنا بين مقدمة راقية جمع فيها أغلب ماسيجده القارئ في ثنايا الكتاب بإشارات خاطفة مشوقة تجعله يتلهف بشغف لرؤية فصول الكتاب يقول : (ماأضمنه من هذه السطور أن القارئ سيلامس إحساس الكاتب ولن يشعر بالملل وهو ينتقل من صفحة إلى أخرى ... ) فنجده قد وفّى بشرطه الذي وضعه .
{{Infobox Book|البلد=الجزائر|اللغة=العربية|المؤلف=نجم الدين سيدي عثمان|تاريخ الإصدار=2016|عدد الصفحات=282|صورة=|الإسم=رحلات جزائري في ربوع إفريقيا|النوع الأدبي=أدب الرحلة}}
هدف الكتاب هو تصحيح تلك الشائعات التي ترسخت في أذهاننا حول البلد الأفريقي الذي لم نكن نعرف عن أحواله إلا المرض والعوز ، فأراد أن يُبَدِّدَ المؤلف تلك الغشاوة الزائفة ويُبِين عن نقيض ماكنّا نعتقده بنقله المحسوس للبلدان العشرِ التي زارها ، والهدف الثاني أن المؤلف أراد أن يظُهر للقراء بأن الصحفي ليس همّه جمع المادة وارسالها فقط بل الهدف أسمى وأجلُّ .
يقسّم المؤلف كتابه إلى عشرة فصول بعد مقدمة جعلها يضع القارئ بين يدي الكتاب ، ليبتدأ رحلته في كتابه بعد أن خاضها على الواقع من البلد العربي السودان إذ ينقل واقعه بشكل دقيق بسيط ، فيصف شعبه بالمضياف الكريم ، المتربّع على عرش الرضا والتسليم ، مع قلة ذات اليد إلا أن النفوس جُبِلت على قول الحمد لله ، وبأنهم متآلفون مع أنفسهم قبل أن يتآلفوا مع الآخر...
1-[[السودان]]:
تحدّث المؤلف على أنّه لاتوجد مراسيم حتى تلتقيَ شخصا مسؤولا أو رجلا في السلطة كما تحدث عن ثقافة الشعب المتعددة ، ولم تخلُ يوميات الكاتب من الحديث عن السياسة إذ أنّه على أعتاب انفصال السودان إلى قسمين : قسم بالجنوب ، وقسم بالشمال ، ولعلنا نطرح سؤالا حول قول المؤلف : (ولاندري إن كُنّا سنقول اليوم أن السودان قد نجا من ركوب موجة مايسمى بالربيع العربي ، أو نقول إنه ضيَّعَ الفرصة ..)فماذا يقصد هنا أهو متفائلٌ بالربيع العربي ؟
ثمّ يستفيضُ الكاتب وصفا لرحلته بالسودان فنجد السياسة والرياضة والأدب حاضرة في حديثه بأسلوبٍ سلسٍ يتخلّلها بعض الطرائف ، لقد أدخلنا المؤلف في قلب السودان ولم نخرج معه منها إلا والمشاعر الجميلة قد أكسبناها من خلال وصفه الشيّق ، وعلى توقيع " توتي توتي الحَدُّوثة لم تنتهِ " .
2- [[غينيا الاستوائية]]:
أما عن غينيا الاستوائية فهو حديث عن أخطر بلدٍ يراهُ المؤلف والعناوين التي يصدّرها كتابه حول هذه الرحلة تدلّ على ما قلناه مثل " ليلة الهروب من دكتاتور غينيا"و"نصف الشعب يتجسس على النصف الآخر" إذ لاتسمح غينيا لأيِّ شخصٍ يتكلم عن سلطة البلد أو رئيسه بل تعتقلُه ، وربما المصير القتلُ ، على الرغم من خطورة الوضع لم يمنع المؤلف من السير في البلاد وسرد وقائع مايشاهده فيحدّثنا عن شعب غينيا الاستوائية ومايأكلون فيذهلنا بأنهم يأكلون القردة والتماسيح والخنافس – وهذا ماتنفر منه الأنفس السوية – ووصف كذلك شعبها بأنه كسولٌ كلُّ آماله معقودةٌ على البواخر وماتأتي به ليأكلَ .
الحديث عن غينيا الاستوائية هو الحديث عن المشاكل لأتفهِ الأسباب كالتّصوير في الأماكن العمومية ، وغيرها من الأسباب ...
لقد تكلم المؤلف وأسهب في وصفه لغينيا الاستوائية فبدأ بالهرم الأعلى( الرئيس) إلى أدنى طبقة في المجتمع وكأنه يلتقط كلامه بآلة التصوير وكانت لغته جميلة بديعة يصفُ فيبدع، ويصوِّرُ فيبدع
نرى أن المؤلف صدّر حديثه عن غينيا الاستوائية بالرئيس " تيودور" فتكلم عنه وعن سياسته كثيرا ، فلا تكاد تخلو صفحة من ذِكره أو ذِكر شيءٍ من خبره ، والطريف في هذا أنه اختتم جولاته وكلامه بالحديث عنه أيضا بقوله " اعتقدتُ أن السائق سيأخذني إلى بيت "تيودورأوبيانغ" ، لعله رُهاب مالاقاه من سياسة مستبدة في هذا البلد حيث يجلعه يلهج بذِكر الرئيس.
3- [[مالاوي]] :
من جماليات هذا المؤَلف عناوينه الرئيسة التي نجدها في كل فصول الكتاب ، فمثلا في حديثه عن مالاوي جاءت عناوينه مكثفة تنطوي على الكثير من الأخبار ، ولعل العنوان الأبرز ( في مالاوي أفقر بلدان أفريقيا والعالم ) لقد تكلم نجم الدين عن الحياة العامة لهذا البلد وكيف أنهم يأكلون الفئران وأنها من الثقافة الموروثة للشعب هنا وليس للجوع ، تكلم عن حالة الاسلام في البلد إذ الهنود أسياد ٌ لسيطرتهم على التجارة والاقتصاد ، وكأن حديث المؤلف يتقاطعُ مع كلام صاحب كتاب ( في أفريقيا الخضراء مشاهدات وانطباعات وأحاديث عن الاسلام والمسلمين لمحمّد بن ناصر العُبودي) الذي يتكلم بإسهاب عن حالة المسلمين في مالاوي ، ويورد نجم الدين في الصفحة( 87) اسم الداعية المعروف عبد الرحمن السميط ، ولكنه يخطئ في تسميته فهو عبد الرحمن وليس عبد الحميد كما ذكر ولعل هذا سقط سهوا لاقصدا .
يحدثنا المؤلف كذلك عن الرئيس " جويس باندا ومافعلته من أعمال نبيلة خلّدها الشعب، وسطّرها التاريخ .
يختتم المؤلف كلامه بأسلوب راقٍ ومؤثّرٍ ( إنّ الضحك وحتى الابتسام بذخٌ يون أنه لايليق بهم ، فهم خُلِقوا ليكونوا فقراء ...) ليضع آخر جملة وهي قوله: ( وهكذا غادرتُ مالاوي قلب أفريقيا الدافئ وأنا حزين جدا ...)
4- [[جنوب أفريقيا]] :
الحديث عن جنوب أفريقيا هو الحديث عن التناقضات برمتها هذا ماجعل المؤلف يضع عنوانه الأول " في جنوب أفريقيا حيث الجمة والنار على مرمى حجر " لقد تكلم الكاتب عن المناجم الموجودة في هذا البلد واستفاض في ذكر بعض الوقائع واسترجع التاريخ لذكر شيء من الحوادث التي جرت ، وتحدث عن السود إذ أنهم عادوا للانتقام من البِيض ، والشيء المغيَّبُ في هذا البلد هو انعدام تطبيق القوانين فبالمال يمكنك أن تخرج من السجن حتى وإن ارتكبت جريمة قتل – على حد تعبير المؤلف- كما أحاطنا وصفا ببيت رجل السلام " نيلسون مانديلا " الذي أضحى متحفا للسيّاح ، تحدث أيضا عن الجزائريين المتواجدين بجنوب أفريقيا ليضعنا في أحواء المدينة الاصطناعية الساحرة " صن سيتي " التي يصفها بقوله ( إنّ صن سيتي تحفة فريدة فهي مدينة سياحية بغابات كثيفة وبحيرات مع هندسة أفريقية ...
وترى المؤلف في الصفحة 103 يقتبس من كتاب ( رحلتي الطويلة من أجل الحرية لنيلسون مانديلا) يدل على إلمام المؤلف واطلاعه على كتب الرحلات والسِّيَر الذاتية ، أما عن أسلوبه فكان راقيا طبعتُه مُسحةُ الحزن التي نلمحها في ثنايا هذه الرحلة مثلا ص 110 يقول : (هنا الحياة مظلمة ؛ لونها الوحيد هو الحرمان ...) ولاغرابة في هذا فالمشاهد القاتمة التي عايشها المؤلف تركت أثرا في نفسيته تترك القارئ ينفعل حزنا .
لقد استطاع أن يزاوج بين سرده ينقلُ مشاهداته التي في أغلبها مشاهد محزنة ، وتارة يشوّقُنا بمغامراته التي تدفع الملل والسآمة ، ولعل أجمل فقراته هنا هي قوله في الصفحة 97 ( ... ووجدتُ فيها أنّ أغلى مافيها هو الذهب والألماس والبلاتين ، وأرخص مايكون هي الروح البشرية ...)
وهي ملخص هذا البلد المليء بالمتناقضات والعناوين التي ساقها دالة على هذا .
5- [[بوركينا فاسو|بوركينافاسو]] :
يأخذنا المؤلف بخيالنا لنعيش معه اللحظة التي كتبها ، فابتدأ حديثه عن الجو ذي الرطوبة العالية بهذا البلد ليستفيض بعدها في ذكر الاخبار هنا فتكلم عن تواجد المهاجرين وعن حالة المسلمين الذين يمثّلون 60 بالمئة من السكان وهم متحكمون في أحوال التجارة ، وكعادته يضع المؤلف تلك العناوين التي تجذب القارئ كقوله ( يستيقظون باكرا حتى لايسبقهم أحد إلى الشقاء ..) وهي مستوحاة من إحدى مقولات محمد الماغوط ، ومن الجميل أيضا في هذا الكتاب بعض الصور المرفقة التي تضفي عليه لمسة الواقع ويستفيض المؤلف في سرد الوقائع والمشاهدات التي طرأت له وعاينها بهذا البلد ، لعل من الطرائف التي نجدها في رحلته لبوركينافاسو هي عفوية ذلك الطفل البوركينابي وبراءته دفعته لنصح المؤلف صاحب هذه السطور بقوله ص 128: هناك محل قريب أسعاره منخفضة عن هذا المحل ..
6- [[ليسوتو|ليزوتو]] :
بقدر حماس الكاتب لرؤية ليزوتو يحمّسُ قارئه على عادته ، حيث يستعمل أسلوب اللف والنشر ، يجمع مشاهداته في بداية كل رحلة على شكل ومضاتٍ خاطفةٍ ، ثم يسترسلُ في سرد الوقائع بتفاصيلها والغرض من هذا كله جذب انتباه القارئ وتشويقه لمعرفة ماتحويه كل رحلة ، إلا أننا نلحظ هدوءا تامّا في وصف الكاتب لرحلته لليزوتو وليس كوصفه مثلا لجنوب أفريقيا أو غينيا الاستوائية ، ربما ذاك راجع لهدوء البلد وسكينته ووداعة أهله ولعل الشيء الجميل أن يطلعك المؤلف عن معلومة جديدة تخص البلد الذي يحلُّ به مثل مايقول عن عادة يتمثلها أهل ليزوتو وهي ارتداء البطانيات حيث إنها ( تعود إلى تأسيس أمَّة "باسوتولاند" في القرن19 ، إذ جاء التجار بعد اعوام إلى مايعرف ب " باسوتولاند" حينها ، ومعهم البطانيات باعوها للسكان فارتدوها في حياتهم اليومية ولم تبق في بيوتهم ...
يطلعنا المؤلف أنه بالامكان في هذا البلد اقتناء جواز سفر كل ماعليك دفع المال فحسب، وهو أمر شائع ، والغريب في هذا البلد أنْ لاسيوخ به وإن وجدت أحدهم فستكون من المتعة أن تأخذ صورة تذكارية معه –على حد تعبير المؤلف – والعلة في هذا أن مرض الايدز يفتك بأهل البلد وهم في مراحل متقدمة من العمر وهو متفشٍّ بشكل رهيب كما أن الحصول على الرعاية الطبية غير ممكنة .
لقد تكلم المؤلف عن رئيس ليزوتو ، وعن السياسة المنتهجة للبلد وذكر الانقلابات التي حصلت به.
والحقيقة أن وصف المؤلف لرحلته لليزوتو لم يكن كسابقه من الرحلات فقد انعدم التشويق الذي اشترطه في مقدمته ص 6 ( وماأضمنه بين هذه السطور أن القارئ سيلامس إحساس الكاتب ، ولن يشعر بالملل وهو ينتقل من صفحة إلى أخرى ...)
7- [[مالي]] :
في كل بلد يزوره المؤلف ثمّة حزمة من الحكايا والغرائب المثيرة والطريفة ، إذ يسافر بنا سفرا افتراضيا نعيش معه اللحظة بتفاصيلها ولا نتوقع ما ستُسْفِر عليه صفحات هذه الرحلة من احداث .
والكاتب في رحلته إلى مالي أقبل على مخاطرة لاتحمد عواقبها حيث إنه أمضى على وثيقة التزام التي تُحمّله مسؤولية ماسيحدث له في هذا البلد المتفشي فيه كل أنواع الأمراض كالايدز والايبولا وغيرها ، ولحسن حظه خرج كما دخل صحيحا معافى ...
هي ثلاث دروس استفاد منها كاتب الاسطار هذه وأقرّها في كتابه ليبيّن للقارئ طبيعة الانسان المالي وكانت أول هذه الدروس
- احترام القوانين : وكان هذا درس من سائق المركبة الذي يقول ص ( ..أنا أحترم القوانين لأجل سلامتي ، ولا أعبأإن كان هناك شرطي في المكان أم لم يكن ) فيعلق المؤلف بأنه تلقى درسا حضاريا يبقى في ذاكرته.
- احترام الآخرين : إذ يطلب موظف الاستقبال في الفندق من صاحب الكتاب أن يخفِض صوته لأن الوقت متأخر بالليل والناس نيام ، فما أجمل أن يعترف الانسان بخطئه ، ويؤوبَ عن فعلته.
- الصبر والنهي عن الغضب : وتلقاه حينما أخطأ سائقُ المركبة الطريقَ ، فغضب المؤلف فيبصِّرُه السائق بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه ( نهى عن الغضب)
ولو لم تكن في هذه الرحلة إلا هذه الدروس الثلاثة لكَفَت ، لكنّ المؤلف كعادته ذا فضول كبير مايبرحُ عن شيء يراه حتى يطلعنا على قَبسٍ منه ، لقد وصف عادات أهل البلد في اللباس والأكل وحتى هندسة البيوت ، ووصف الماليين بأنهم يميلون للسلم ويحبون المساعدة ، ونجد أحداث يذكرها نستغن عن ذكرها ...
أظرف شيء في هذه الرحلة الماتعة قول المؤلف وهو أحد العناوين التي وضعها ص 188 ( الزواج مثل شراء حبة الأناناس) عنوان يثير الضحك والغرابة ويدفعنا للفضول ، لأن الزواج عندهم سهل متيسر لاصعوبة فيه ، كل مافي الأمر هو الرضى بين الطرفين وتوقيع العهد في المصالح الرسمية ، ثم الحفل يكون بسيطا لاتكلفة فيه ، والأمر الطريف أن المؤلف لم يستوعب هذا – على حد تعبيره- والمهر عندهم عادة كمية من المكسرات ...
هكذا كانت رحلة المؤلف لهذا البلد الطّيِّبِ أهلُهُ يترك انطباعا جميلا في نفسيته بقوله ( ولم أجد أبسط من المالي في طبعه وفي هدوئه وسعة صدره وقناعته ...)
8- [[تنزانيا]] :
يفتتح المؤلف حديثه عن تنزانيا بعنوان نجد به مفارقة كبيرة جدا ( تنزانيا دار الأمان والهرويين والنفوذ اليهودي ) فالمعروف أن البلد الذي تحل به تجارة المخدرات تكون به الجرائم والفوضى ، ومع ذلك فتنزانيا دار السلام والأمان ، ولن نستغرب مثل هذه الأمور في بلد أفريقي فالقارة السمراء كلها بلد الغرائب والعجائب ، بلد المتناقضات برمّتها .
يطلعنا على مميزات البلد فالناس يأتون إلى تنزانيا من كل أقطار العالم إما لمشاهدة أو تسلّق قمم جبالها الشاهقة التي تصل إلى 5895متر، أو ممارسة هواية " السفاري" وهو نمط من الرحلات البرية ، كما تعد تنزانيا أكبر ملجأ للمهاجرين في أفريقيا يذكر المؤلف بالأرقام عدد المهاجرين بهذا البلد .
أمّا عن أسلوب المؤلف فهو أسلوب ماتع كما عوّدنا عليه في الفصول السابقة عدا أنّه في الصفحة 202 عمَد إلى أسلوب " الاستطراد" بقوله: ( سمعتُ للمرة الأولى عن ذبابة " تسي تسي" ...) ثم يقطع كلامه ليتبعه فِقَرًا خائضًا في مواضيعَ أخرى، ثم يعود ويقول : ( وعدتُ أفكّر في أمر هذه الذبابة الغريبة التي سأكلمكم عنها...) حيث يأتي بذكر تفصيلها في الصفحة 204 ، والمعروف في أسلوب الاستطراد هو أن تكون في موضوع ما ثم تنقطع عنه لموضوع ثانٍ مع ترك شيء يدل القارئ بأن المؤلف سيعود للموضوع الأول حتى لايتشتت فكره ، وهذا مالم يفعله المؤلف هنا في فقرته الأولى .
أيضا يخبرنا المؤلف عن لغة البلد التي تعرف " بالسواحلية " وهي قريبة في بعض ألفاظها من العربية ، ويورد بعض الأمثلة كقوله :( "سماكي" وهي مااسمك ، "خبارك "ماهي أخبارك ، "ألفو " ألف ، يالها من لهجة جميلة ) ومن المصادفات أن تتقاطع الأمثلة التي يوردها لنا المؤلف مع أمثلة نجدها عند صاحب كتاب ( في أفريقيا الخضراء ، ناصر العبودي ) - السابق ذِكره – حيث يقول في الصفحة 601( واسمك "سماكا" ... وماألطف قول الأفريقيين حيث يقابل بعضهم بعضا " خبارى" أي خبرك ، والمراد ماخبرك ، أي كيف حالك؟.
يتحدث المؤلف كذلك عن المخدرات كيف يتم تهريبها فالشرطة تقوم بتسهيل مرور هذه الآفة التي يسمونها " السكر الأبيض" وهو اسمٌ للتعمية ، وتحسين القبيح ، ومهما يكن فالمخدرات مخدرات مهما وصف به.
تكلم المؤلف عن الباعة المتجولين الذين يبيعون أعلام الدول على الأرصفة ومن بين الأعلام علم الكيان الصهيوني ، كما تكلم عن حركة المرور فوصفها بالخانقة جدا ، وما لكَ إلا الصبر وأنت تقطع أحَدَ الطرق لقضاء حاجياتك ، لقد عبّر المؤلف بأسلوب جميل في الصفحة 217 ( في دار السلام لاأحد أذكى من الآخر ، ففي النهاية يلتقي الجميع في الجحيم ، ويصبرون عليه ويكابدونه ، لقد تعلّموا الصبر وعلّموني إياه وكأنه ضريبة مفروضة على هؤلاء الخمسة ملايين الذين اختاروا دار السلام في بلد 3 أرباع من مساحته هي قرى وأرياف مشتتة...)
9- [[بنين|البنين]] :
يبدأ المؤلف حديثه عن البنين بوصفه للجو الذي وجده حارا مع أنه فصل الشتاء ، ثم تكلم عن ظاهرة الدراجات النارية " زميدجان" التي تملأ أرجاء البلد كله التي تُحدِثُ ازدحاما مروريا خانقا ، تحدث المؤلف عن أغرب ديانة تعرفها البنين تدعى ب " الفودو" ذات الطقوس العجيبة المرتبطة بالسحر ، والأعجب من هذا إيمان أهل المنطقة بها ويعتقدون بالقدرات الباطلة للكهنة وغيرها من الخزعبلات .
أما عن السكان فهم طيبوا المعشر يكرمون الضيف ، ويذكر المؤلف بتواجد اللبنانيين الشيعة الذين يسعون لفرض مذهبهم الفاسد ويبذلون من أجل ذلك المال ، تطرق أيضا الكاتب إلى تجارة السيارات هنا فوصفها بالرائجة ، ذاك لأن التجار يعمدون إلى تبييض أموالهم في هذه التجارة لذا تجد سعر السيارات أرخص مما هي عليه في أوروبا البلد المصنِّع ، بالاضافة إلى هذه التجارة تكثر تجارة المخدرات بكل أنواعها ..
جاء أسلوب المؤلف على شكلٍ سرديٍّ مشوِّقٍ يضفي عليه لمسات فنية يتخللها فضول المؤلف التي تصنع الدهشة لدى القارئ .
في ختام رحلته للبنين يأخذ قولا جميلا عن السفر وهدفه الأسمى ( من الأشياء العظيمة في السفر هو أننا نكتشف كم من أناسٍ طيبين في هذا العالم) فالرحلة في الأمصار ليست لمن وعى للعبث واللهو بل لاكتشاف الآخر والاحتكاك به والتعرف عليه عن قرب .
10- [[ليبيا]]:
ختام رحلاته الكاتب ومشاهداته كانت بالبلد العربي ليبيا ، الذي كان على أعتاب قيام الثورة التي أطاحت بالعقيد القذافي ، وكعادته يبتدأ حديثه من المطار وصولا إلى الفندق بأسلوبه المعهود ، ثم يصف المدينة بتفاصيلها لايترك شيئا يثير انتباهه إلا وسرد من خبره مايمتع القارئ ، حتى الجدران أتى على وصف ماكُتِبَ عليها من خربشات فيقول في الصفحة 250: ( وعلى الجدران أيضا كلام غير مفهوم وشعاراتُ فِرَقٍ رياضية ، كل الخربشات بالعربية ...) أيضا يتطلَّع في أوجه الناس فيصفها إمّا بالانبساط أو الانقباض ثم يتحدث عن سياسةِ الدولة والحصار الذي فُرِض عليها لمدة عشر سنوات فيصفُ ذلك كلّه بأسلوب جميل ( حينها مطار بنغازي أصبح هيكلا بلاحياة وبنَتْ فيه العنكبوت أوهن البيوت سمعتُ عن تلك السنين يومها ارتفعتِ الأسعار وهبط الدينار ، وزاد التضخّم ولامست الدولة حدود الافلاس ...)
كذلك تطرق إلى كرم أهل البلد فيورد بعض الأمثلة على ذلك ، واصفًا إيّاهم بالمتواضعين ، ثمّ عرّجَ إلى ذِكْرِ الرئيس " معمر القذافي" فسرد لنا شيئا من خبره وغرائبه وكلام الشعب حوله خاصة مدينة بنغازي التي كانت تكره وتمقتُ القذافي أيّما مقتٍ بسبب تهميشه لهذه المدينة ، حيث ذكر لنا المؤلف شيئا من دستور القذافي المسمى ب " الكتاب الأخضر " هذا الكتاب الغريب المضحك في ثناياه لمن قرأه .
نلحظ في الصفحة263 في الفقرة الأولى أن الكاتب يتكلم بأسلوب [[رواية (أدب)|الرواية]] وكأنّ الفقرة مجتزأةٌ من إحدى الروايات يقول ( لم أكن أتوقع أن رجلا مثل عماد بأساريره المنفرجة ووجهه الطلق ، وملامحه الطفولية ؛ الرجل الوديع الذي لايمل من إسداء الخدمة الكريم المعطاء صاحب الصدر الرحب يتحوَّلُ هكذا فجأةً إلى رجلٍ يحمل السلاح ، ويطلق الرصاص على أهدافٍ بشريةٍ ، مستعد للقتل وجاهز لتنفيذ هذا الحكم ...)
وينقل لنا المؤلف عن كرة القدم وأحوالها في ليبيا وماشهدته من تطورات سلبية أخّر بها المسؤول الأول للبلاد القذافي إذ أصدر بعض القوانين الغريبة التي مسّت نُظُمَ الكرة الدولية ، وأوقفَ بعض الأندية عن اللعب .
ولقد كانت لقوانين القذافي الغريبة ردةَ فعل من طرف شعبه الذي لم يحتمل هذا التعسف ممّا أدّى في نهاية المطاف إلى ثورة 14 فبراير التي أطاحت بالقذّافي ، فسقط الهرم الذي كان شامخا على ليبيا كلّها وأفَلَ نجمُهُ بأن قتله شعبه.
في خاتمة هذا الحديث يمكننا القول بأن الرحلة التي عقدها المؤلف نجم الدين كانت رحلة شيقة حقا ، سافرنا معه سفرا افتراضيا ، طرقنا معه أبواب عشر دولٍ تعرّفنا على قبسٍ من عاداتها وتاريخها وثقافتها وأناسها ، لقد صوّر المؤلف في كتابه الحياة الأفريقية ملخصا عن القارة السمراء برمتها ، فنقل الوقائع كما هي وصور لنا المشاهد كما لو كنّا حاضريها ، لقد أبدع المؤلف أيما إبداع وإن تخلل الكتاب بعض الهنات التي لايسلم منها أي كتاب والكمال لله وحده ، حسبه اجتهاده فيما وصل إليه أطلعنا عليه ، قارئ هذا الكتاب سيعيش معه اللحظة اللحظة ، ويستمتع بقراءته صفحة صفحة ، ومتى أتممت قراءة هذا المؤلَّف الجميل فإنّك ستهنِّئ المؤَلِّفَ على سلامته من بعض الأخطار التي اعترضته في جولاته في هذا العالم المليء بالمتناقضات ، ولايكون ذلك إلا في بلد اسمه القارة الأفريقية. الملخص من كتاب الاخ [[محمد الأمين بركات]] <ref>{{مرجع ويب
| url = https://www.goodreads.com/review/show/1802926240?book_show_action=true&from_review_page=1
| title = نجم عثمان's review of رحلات جزائري في ربوع إفريقيا
| website = www.goodreads.com
| accessdate = 2018-11-25
}}</ref>
== اراء القراء عن الكتاب ==
1- "كقارئة جزائرية لم يسبق لي وأن قرأت عن رحالة جزائري صبَّ ما رآه وعايشه خارج أسوار الجزائر في كتاب... غير أن نجم الدين سيدي عثمان فعل هذا مؤخرا، سحبني أنا المهووسة بالسفر إلى أدغال أدغال القارة السمراء..
بُهِرت بالكتاب انطلاقا من العنوان والغلاف بمجرد أن رأيت إعلان صدوره وكان لي الحظ في الحصول عليه أثناء معرض الكتاب قبل أن تنفذ النسخ ال 500 التي بيعت كلها خلال فترة المعرض، ربما كنت محظوظة شأني شأن كل متعطش للسفر ولو عن طريق كتاب.." [[إلهام مزيود]] <ref>{{مرجع ويب
| url = https://www.goodreads.com/review/show/1795978877?book_show_action=true&from_review_page=1
| title = إلهام مزيود's review of رحلات جزائري في ربوع إفريقيا
| website = www.goodreads.com
| accessdate = 2018-11-25
}}</ref>
2- "في البداية كنت مترددة في قراءة الكتاب باعتبار ان كاتبه هو صحفي رياضي بالاضافة الى انني لم أقرأ من قبل في أدب الرحلات ولكن ما ان قرأته حتى أبهرني فقد اعجبني اسلوبه الشيق والمثير في سرد الأحداث لدرجة تحس بانك تعيش مع الكاتب جميع الاحداث وذلك بفضل اسلوبه السلس والبسيط والمميز في الوصف اضافة الى وصفه الدقيق للتفاصيل بكل انواعها بدون ان تحس بأي ملل ..وفي الاخير استفدت كثيرا من الكتاب وتعلمت الكثير عن القارة الافزيقية التي بالفعل هي قارة عجيبة ليست ككلّ القارات!" [[إيمان تسنيم]] <ref>{{مرجع ويب
| url = https://www.goodreads.com/review/show/1891448036?book_show_action=true&from_review_page=1
| title = Imene Tasnim's review of رحلات جزائري في ربوع إفريقيا
| website = www.goodreads.com
| accessdate = 2018-11-25
}}</ref>
3- "بعد قراءتي لهذا الجميل يمكن القول بأن الرحلة التي عقدها المؤلف نجم الدين كانت رحلة شيقة حقا ، سافرنا معه سفرا افتراضيا ، طرقنا معه أبواب عشر دولٍ تعرّفنا على قبسٍ من عاداتها وتاريخها وثقافتها وأناسها ، لقد صوّر المؤلف في كتابه الحياة الأفريقية ملخصا عن القارة السمراء برمتها ، فنقل الوقائع كما هي وصور لنا المشاهد كما لو كنّا حاضريها ، لقد أبدع المؤلف أيما إبداع وإن تخلل الكتاب بعض الهنات التي لايسلم منها أي كتاب والكمال لله وحده ، حسبه اجتهاده فيما وصل إليه أطلعنا عليه ، قارئ هذا الكتاب سيعيش معه اللحظة اللحظة ، ويستمتع بقراءته صفحة صفحة ، ومتى أتممت قراءة هذا المؤلَّف الجميل فإنّك ستهنِّئ المؤَلِّفَ على سلامته من بعض الأخطار التي اعترضته في جولاته في هذا العالم المليء بالمتناقضات ، ولايكون ذلك إلا في بلد اسمه القارة الأفريقية ..... " [[بركات محمد]] <ref>{{مرجع ويب
| url = https://www.goodreads.com/review/show/1882822710?book_show_action=true&from_review_page=1
| title = Barkat Mohamed's review of رحلات جزائري في ربوع إفريقيا
| website = www.goodreads.com
| accessdate = 2018-11-25
}}</ref>
== من اين تحصل على الكتاب ==
الكتاب متوفر تقريبا في المكتبات الجزائرية خاصة في [[ولايات الجزائر|الولايات]] الكبرى.
== الظهور الاعلامي المصاحب للكتاب ==
تغطية قناة الشروق الجزائرية للكتاب<ref>{{Citation|url=https://www.youtube.com/watch?v=gq4MGJORkCQ|title='رحلات في ربوع افريقيا' تغطية قناة الشروق لكتاب نجم الدين سيدي عثمان|date=2016-12-28|accessdate=2018-11-25|last=SIDIATMANE NEDJEMEDDINE}}</ref>
<references />' |
فرق موحد للتغييرات المصنوعة بواسطة التعديل (edit_diff ) | '@@ -1,0 +1,158 @@
+هو [[كتاب]] من تأليف [[كاتب (مؤلف)|الكاتب]] الصحفي [[نجم الدين سيدي عثمان]] يرصد في تجربة غير مسبوقة في [[أدب الرحلات|أدب الرحلة]] في [[الجزائر]]، أسفار صحفي في عشر دول [[أفريقيا|إفريقية]]، في عناق جمالي بين [[تاريخ|التاريخ]] و<nowiki/>[[جغرافيا|الجغرافيا]] و<nowiki/>[[سياسة|السياسة]] و<nowiki/>[[اقتصاد (علم)|الاقتصاد]] والفنون دون أن يخلو الكتاب من الأسطورة الإفريقية و الموروث الشعبي، الكتاب الذي زاوج بين اللغة الصحفية و السرد الأدبي يتضمن مشاهدات، انطباعات و حكايات كثيرة و قصصًا واقعية تستحق أن تٌقْرأ.<ref>{{مرجع ويب
+| url = https://www.goodreads.com/book/show/32796102
+| title = رحلات جزائري في ربوع إفريقيا
+| website = www.goodreads.com
+| accessdate = 2018-11-25
+}}</ref>
+
+الكتاب اصدر سنة 2016 من دار الأمة خلال [[الصالون الدولي للكتاب بالجزائر]] (282 صفحة).
+
+== ملخص الكتاب ==
+كتاب رحلات جزائري في ربوع افريقيا لمؤلِّفه الصحفي بجريدة الهداف الجزائرية نجم الدين سيدي عثمان الصادر عن دار الأمة بالجزائر 2016 ، يصنف من ضمن كتب أدب الرحلات ، ولعل الجميل في هذا أن المؤلف صحفيٌّ استطاع أن يجمع شتات مشاهداته بكل بلد أفريقي يزوره ، ولم يكتف بالمشاهدة فقط بل يدفعه فضوله الجميل إلى سؤال أهل البلد فيطلعنا بخبايا وعادات الناس ومعتقداتهم، ويضفي لمسته الابداعية بأسلوبه المشوّق يجذب القارئ إليه ويحاوره.
+
+قبل أن يبتدأ المؤلف رحلاته وجولاته يضعنا بين مقدمة راقية جمع فيها أغلب ماسيجده القارئ في ثنايا الكتاب بإشارات خاطفة مشوقة تجعله يتلهف بشغف لرؤية فصول الكتاب يقول : (ماأضمنه من هذه السطور أن القارئ سيلامس إحساس الكاتب ولن يشعر بالملل وهو ينتقل من صفحة إلى أخرى ... ) فنجده قد وفّى بشرطه الذي وضعه .
+{{Infobox Book|البلد=الجزائر|اللغة=العربية|المؤلف=نجم الدين سيدي عثمان|تاريخ الإصدار=2016|عدد الصفحات=282|صورة=|الإسم=رحلات جزائري في ربوع إفريقيا|النوع الأدبي=أدب الرحلة}}
+هدف الكتاب هو تصحيح تلك الشائعات التي ترسخت في أذهاننا حول البلد الأفريقي الذي لم نكن نعرف عن أحواله إلا المرض والعوز ، فأراد أن يُبَدِّدَ المؤلف تلك الغشاوة الزائفة ويُبِين عن نقيض ماكنّا نعتقده بنقله المحسوس للبلدان العشرِ التي زارها ، والهدف الثاني أن المؤلف أراد أن يظُهر للقراء بأن الصحفي ليس همّه جمع المادة وارسالها فقط بل الهدف أسمى وأجلُّ .
+
+يقسّم المؤلف كتابه إلى عشرة فصول بعد مقدمة جعلها يضع القارئ بين يدي الكتاب ، ليبتدأ رحلته في كتابه بعد أن خاضها على الواقع من البلد العربي السودان إذ ينقل واقعه بشكل دقيق بسيط ، فيصف شعبه بالمضياف الكريم ، المتربّع على عرش الرضا والتسليم ، مع قلة ذات اليد إلا أن النفوس جُبِلت على قول الحمد لله ، وبأنهم متآلفون مع أنفسهم قبل أن يتآلفوا مع الآخر...
+
+1-[[السودان]]:
+
+تحدّث المؤلف على أنّه لاتوجد مراسيم حتى تلتقيَ شخصا مسؤولا أو رجلا في السلطة كما تحدث عن ثقافة الشعب المتعددة ، ولم تخلُ يوميات الكاتب من الحديث عن السياسة إذ أنّه على أعتاب انفصال السودان إلى قسمين : قسم بالجنوب ، وقسم بالشمال ، ولعلنا نطرح سؤالا حول قول المؤلف : (ولاندري إن كُنّا سنقول اليوم أن السودان قد نجا من ركوب موجة مايسمى بالربيع العربي ، أو نقول إنه ضيَّعَ الفرصة ..)فماذا يقصد هنا أهو متفائلٌ بالربيع العربي ؟
+
+ثمّ يستفيضُ الكاتب وصفا لرحلته بالسودان فنجد السياسة والرياضة والأدب حاضرة في حديثه بأسلوبٍ سلسٍ يتخلّلها بعض الطرائف ، لقد أدخلنا المؤلف في قلب السودان ولم نخرج معه منها إلا والمشاعر الجميلة قد أكسبناها من خلال وصفه الشيّق ، وعلى توقيع " توتي توتي الحَدُّوثة لم تنتهِ " .
+
+2- [[غينيا الاستوائية]]:
+
+أما عن غينيا الاستوائية فهو حديث عن أخطر بلدٍ يراهُ المؤلف والعناوين التي يصدّرها كتابه حول هذه الرحلة تدلّ على ما قلناه مثل " ليلة الهروب من دكتاتور غينيا"و"نصف الشعب يتجسس على النصف الآخر" إذ لاتسمح غينيا لأيِّ شخصٍ يتكلم عن سلطة البلد أو رئيسه بل تعتقلُه ، وربما المصير القتلُ ، على الرغم من خطورة الوضع لم يمنع المؤلف من السير في البلاد وسرد وقائع مايشاهده فيحدّثنا عن شعب غينيا الاستوائية ومايأكلون فيذهلنا بأنهم يأكلون القردة والتماسيح والخنافس – وهذا ماتنفر منه الأنفس السوية – ووصف كذلك شعبها بأنه كسولٌ كلُّ آماله معقودةٌ على البواخر وماتأتي به ليأكلَ .
+
+الحديث عن غينيا الاستوائية هو الحديث عن المشاكل لأتفهِ الأسباب كالتّصوير في الأماكن العمومية ، وغيرها من الأسباب ...
+
+لقد تكلم المؤلف وأسهب في وصفه لغينيا الاستوائية فبدأ بالهرم الأعلى( الرئيس) إلى أدنى طبقة في المجتمع وكأنه يلتقط كلامه بآلة التصوير وكانت لغته جميلة بديعة يصفُ فيبدع، ويصوِّرُ فيبدع
+
+نرى أن المؤلف صدّر حديثه عن غينيا الاستوائية بالرئيس " تيودور" فتكلم عنه وعن سياسته كثيرا ، فلا تكاد تخلو صفحة من ذِكره أو ذِكر شيءٍ من خبره ، والطريف في هذا أنه اختتم جولاته وكلامه بالحديث عنه أيضا بقوله " اعتقدتُ أن السائق سيأخذني إلى بيت "تيودورأوبيانغ" ، لعله رُهاب مالاقاه من سياسة مستبدة في هذا البلد حيث يجلعه يلهج بذِكر الرئيس.
+
+3- [[مالاوي]] :
+
+من جماليات هذا المؤَلف عناوينه الرئيسة التي نجدها في كل فصول الكتاب ، فمثلا في حديثه عن مالاوي جاءت عناوينه مكثفة تنطوي على الكثير من الأخبار ، ولعل العنوان الأبرز ( في مالاوي أفقر بلدان أفريقيا والعالم ) لقد تكلم نجم الدين عن الحياة العامة لهذا البلد وكيف أنهم يأكلون الفئران وأنها من الثقافة الموروثة للشعب هنا وليس للجوع ، تكلم عن حالة الاسلام في البلد إذ الهنود أسياد ٌ لسيطرتهم على التجارة والاقتصاد ، وكأن حديث المؤلف يتقاطعُ مع كلام صاحب كتاب ( في أفريقيا الخضراء مشاهدات وانطباعات وأحاديث عن الاسلام والمسلمين لمحمّد بن ناصر العُبودي) الذي يتكلم بإسهاب عن حالة المسلمين في مالاوي ، ويورد نجم الدين في الصفحة( 87) اسم الداعية المعروف عبد الرحمن السميط ، ولكنه يخطئ في تسميته فهو عبد الرحمن وليس عبد الحميد كما ذكر ولعل هذا سقط سهوا لاقصدا .
+
+يحدثنا المؤلف كذلك عن الرئيس " جويس باندا ومافعلته من أعمال نبيلة خلّدها الشعب، وسطّرها التاريخ .
+
+يختتم المؤلف كلامه بأسلوب راقٍ ومؤثّرٍ ( إنّ الضحك وحتى الابتسام بذخٌ يون أنه لايليق بهم ، فهم خُلِقوا ليكونوا فقراء ...) ليضع آخر جملة وهي قوله: ( وهكذا غادرتُ مالاوي قلب أفريقيا الدافئ وأنا حزين جدا ...)
+
+4- [[جنوب أفريقيا]] :
+
+الحديث عن جنوب أفريقيا هو الحديث عن التناقضات برمتها هذا ماجعل المؤلف يضع عنوانه الأول " في جنوب أفريقيا حيث الجمة والنار على مرمى حجر " لقد تكلم الكاتب عن المناجم الموجودة في هذا البلد واستفاض في ذكر بعض الوقائع واسترجع التاريخ لذكر شيء من الحوادث التي جرت ، وتحدث عن السود إذ أنهم عادوا للانتقام من البِيض ، والشيء المغيَّبُ في هذا البلد هو انعدام تطبيق القوانين فبالمال يمكنك أن تخرج من السجن حتى وإن ارتكبت جريمة قتل – على حد تعبير المؤلف- كما أحاطنا وصفا ببيت رجل السلام " نيلسون مانديلا " الذي أضحى متحفا للسيّاح ، تحدث أيضا عن الجزائريين المتواجدين بجنوب أفريقيا ليضعنا في أحواء المدينة الاصطناعية الساحرة " صن سيتي " التي يصفها بقوله ( إنّ صن سيتي تحفة فريدة فهي مدينة سياحية بغابات كثيفة وبحيرات مع هندسة أفريقية ...
+
+وترى المؤلف في الصفحة 103 يقتبس من كتاب ( رحلتي الطويلة من أجل الحرية لنيلسون مانديلا) يدل على إلمام المؤلف واطلاعه على كتب الرحلات والسِّيَر الذاتية ، أما عن أسلوبه فكان راقيا طبعتُه مُسحةُ الحزن التي نلمحها في ثنايا هذه الرحلة مثلا ص 110 يقول : (هنا الحياة مظلمة ؛ لونها الوحيد هو الحرمان ...) ولاغرابة في هذا فالمشاهد القاتمة التي عايشها المؤلف تركت أثرا في نفسيته تترك القارئ ينفعل حزنا .
+
+لقد استطاع أن يزاوج بين سرده ينقلُ مشاهداته التي في أغلبها مشاهد محزنة ، وتارة يشوّقُنا بمغامراته التي تدفع الملل والسآمة ، ولعل أجمل فقراته هنا هي قوله في الصفحة 97 ( ... ووجدتُ فيها أنّ أغلى مافيها هو الذهب والألماس والبلاتين ، وأرخص مايكون هي الروح البشرية ...)
+
+وهي ملخص هذا البلد المليء بالمتناقضات والعناوين التي ساقها دالة على هذا .
+
+5- [[بوركينا فاسو|بوركينافاسو]] :
+
+يأخذنا المؤلف بخيالنا لنعيش معه اللحظة التي كتبها ، فابتدأ حديثه عن الجو ذي الرطوبة العالية بهذا البلد ليستفيض بعدها في ذكر الاخبار هنا فتكلم عن تواجد المهاجرين وعن حالة المسلمين الذين يمثّلون 60 بالمئة من السكان وهم متحكمون في أحوال التجارة ، وكعادته يضع المؤلف تلك العناوين التي تجذب القارئ كقوله ( يستيقظون باكرا حتى لايسبقهم أحد إلى الشقاء ..) وهي مستوحاة من إحدى مقولات محمد الماغوط ، ومن الجميل أيضا في هذا الكتاب بعض الصور المرفقة التي تضفي عليه لمسة الواقع ويستفيض المؤلف في سرد الوقائع والمشاهدات التي طرأت له وعاينها بهذا البلد ، لعل من الطرائف التي نجدها في رحلته لبوركينافاسو هي عفوية ذلك الطفل البوركينابي وبراءته دفعته لنصح المؤلف صاحب هذه السطور بقوله ص 128: هناك محل قريب أسعاره منخفضة عن هذا المحل ..
+
+6- [[ليسوتو|ليزوتو]] :
+
+بقدر حماس الكاتب لرؤية ليزوتو يحمّسُ قارئه على عادته ، حيث يستعمل أسلوب اللف والنشر ، يجمع مشاهداته في بداية كل رحلة على شكل ومضاتٍ خاطفةٍ ، ثم يسترسلُ في سرد الوقائع بتفاصيلها والغرض من هذا كله جذب انتباه القارئ وتشويقه لمعرفة ماتحويه كل رحلة ، إلا أننا نلحظ هدوءا تامّا في وصف الكاتب لرحلته لليزوتو وليس كوصفه مثلا لجنوب أفريقيا أو غينيا الاستوائية ، ربما ذاك راجع لهدوء البلد وسكينته ووداعة أهله ولعل الشيء الجميل أن يطلعك المؤلف عن معلومة جديدة تخص البلد الذي يحلُّ به مثل مايقول عن عادة يتمثلها أهل ليزوتو وهي ارتداء البطانيات حيث إنها ( تعود إلى تأسيس أمَّة "باسوتولاند" في القرن19 ، إذ جاء التجار بعد اعوام إلى مايعرف ب " باسوتولاند" حينها ، ومعهم البطانيات باعوها للسكان فارتدوها في حياتهم اليومية ولم تبق في بيوتهم ...
+
+يطلعنا المؤلف أنه بالامكان في هذا البلد اقتناء جواز سفر كل ماعليك دفع المال فحسب، وهو أمر شائع ، والغريب في هذا البلد أنْ لاسيوخ به وإن وجدت أحدهم فستكون من المتعة أن تأخذ صورة تذكارية معه –على حد تعبير المؤلف – والعلة في هذا أن مرض الايدز يفتك بأهل البلد وهم في مراحل متقدمة من العمر وهو متفشٍّ بشكل رهيب كما أن الحصول على الرعاية الطبية غير ممكنة .
+
+لقد تكلم المؤلف عن رئيس ليزوتو ، وعن السياسة المنتهجة للبلد وذكر الانقلابات التي حصلت به.
+
+والحقيقة أن وصف المؤلف لرحلته لليزوتو لم يكن كسابقه من الرحلات فقد انعدم التشويق الذي اشترطه في مقدمته ص 6 ( وماأضمنه بين هذه السطور أن القارئ سيلامس إحساس الكاتب ، ولن يشعر بالملل وهو ينتقل من صفحة إلى أخرى ...)
+
+7- [[مالي]] :
+
+في كل بلد يزوره المؤلف ثمّة حزمة من الحكايا والغرائب المثيرة والطريفة ، إذ يسافر بنا سفرا افتراضيا نعيش معه اللحظة بتفاصيلها ولا نتوقع ما ستُسْفِر عليه صفحات هذه الرحلة من احداث .
+
+والكاتب في رحلته إلى مالي أقبل على مخاطرة لاتحمد عواقبها حيث إنه أمضى على وثيقة التزام التي تُحمّله مسؤولية ماسيحدث له في هذا البلد المتفشي فيه كل أنواع الأمراض كالايدز والايبولا وغيرها ، ولحسن حظه خرج كما دخل صحيحا معافى ...
+
+هي ثلاث دروس استفاد منها كاتب الاسطار هذه وأقرّها في كتابه ليبيّن للقارئ طبيعة الانسان المالي وكانت أول هذه الدروس
+
+- احترام القوانين : وكان هذا درس من سائق المركبة الذي يقول ص ( ..أنا أحترم القوانين لأجل سلامتي ، ولا أعبأإن كان هناك شرطي في المكان أم لم يكن ) فيعلق المؤلف بأنه تلقى درسا حضاريا يبقى في ذاكرته.
+
+- احترام الآخرين : إذ يطلب موظف الاستقبال في الفندق من صاحب الكتاب أن يخفِض صوته لأن الوقت متأخر بالليل والناس نيام ، فما أجمل أن يعترف الانسان بخطئه ، ويؤوبَ عن فعلته.
+
+- الصبر والنهي عن الغضب : وتلقاه حينما أخطأ سائقُ المركبة الطريقَ ، فغضب المؤلف فيبصِّرُه السائق بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه ( نهى عن الغضب)
+
+ولو لم تكن في هذه الرحلة إلا هذه الدروس الثلاثة لكَفَت ، لكنّ المؤلف كعادته ذا فضول كبير مايبرحُ عن شيء يراه حتى يطلعنا على قَبسٍ منه ، لقد وصف عادات أهل البلد في اللباس والأكل وحتى هندسة البيوت ، ووصف الماليين بأنهم يميلون للسلم ويحبون المساعدة ، ونجد أحداث يذكرها نستغن عن ذكرها ...
+
+أظرف شيء في هذه الرحلة الماتعة قول المؤلف وهو أحد العناوين التي وضعها ص 188 ( الزواج مثل شراء حبة الأناناس) عنوان يثير الضحك والغرابة ويدفعنا للفضول ، لأن الزواج عندهم سهل متيسر لاصعوبة فيه ، كل مافي الأمر هو الرضى بين الطرفين وتوقيع العهد في المصالح الرسمية ، ثم الحفل يكون بسيطا لاتكلفة فيه ، والأمر الطريف أن المؤلف لم يستوعب هذا – على حد تعبيره- والمهر عندهم عادة كمية من المكسرات ...
+
+هكذا كانت رحلة المؤلف لهذا البلد الطّيِّبِ أهلُهُ يترك انطباعا جميلا في نفسيته بقوله ( ولم أجد أبسط من المالي في طبعه وفي هدوئه وسعة صدره وقناعته ...)
+
+8- [[تنزانيا]] :
+
+يفتتح المؤلف حديثه عن تنزانيا بعنوان نجد به مفارقة كبيرة جدا ( تنزانيا دار الأمان والهرويين والنفوذ اليهودي ) فالمعروف أن البلد الذي تحل به تجارة المخدرات تكون به الجرائم والفوضى ، ومع ذلك فتنزانيا دار السلام والأمان ، ولن نستغرب مثل هذه الأمور في بلد أفريقي فالقارة السمراء كلها بلد الغرائب والعجائب ، بلد المتناقضات برمّتها .
+
+يطلعنا على مميزات البلد فالناس يأتون إلى تنزانيا من كل أقطار العالم إما لمشاهدة أو تسلّق قمم جبالها الشاهقة التي تصل إلى 5895متر، أو ممارسة هواية " السفاري" وهو نمط من الرحلات البرية ، كما تعد تنزانيا أكبر ملجأ للمهاجرين في أفريقيا يذكر المؤلف بالأرقام عدد المهاجرين بهذا البلد .
+
+أمّا عن أسلوب المؤلف فهو أسلوب ماتع كما عوّدنا عليه في الفصول السابقة عدا أنّه في الصفحة 202 عمَد إلى أسلوب " الاستطراد" بقوله: ( سمعتُ للمرة الأولى عن ذبابة " تسي تسي" ...) ثم يقطع كلامه ليتبعه فِقَرًا خائضًا في مواضيعَ أخرى، ثم يعود ويقول : ( وعدتُ أفكّر في أمر هذه الذبابة الغريبة التي سأكلمكم عنها...) حيث يأتي بذكر تفصيلها في الصفحة 204 ، والمعروف في أسلوب الاستطراد هو أن تكون في موضوع ما ثم تنقطع عنه لموضوع ثانٍ مع ترك شيء يدل القارئ بأن المؤلف سيعود للموضوع الأول حتى لايتشتت فكره ، وهذا مالم يفعله المؤلف هنا في فقرته الأولى .
+
+أيضا يخبرنا المؤلف عن لغة البلد التي تعرف " بالسواحلية " وهي قريبة في بعض ألفاظها من العربية ، ويورد بعض الأمثلة كقوله :( "سماكي" وهي مااسمك ، "خبارك "ماهي أخبارك ، "ألفو " ألف ، يالها من لهجة جميلة ) ومن المصادفات أن تتقاطع الأمثلة التي يوردها لنا المؤلف مع أمثلة نجدها عند صاحب كتاب ( في أفريقيا الخضراء ، ناصر العبودي ) - السابق ذِكره – حيث يقول في الصفحة 601( واسمك "سماكا" ... وماألطف قول الأفريقيين حيث يقابل بعضهم بعضا " خبارى" أي خبرك ، والمراد ماخبرك ، أي كيف حالك؟.
+
+يتحدث المؤلف كذلك عن المخدرات كيف يتم تهريبها فالشرطة تقوم بتسهيل مرور هذه الآفة التي يسمونها " السكر الأبيض" وهو اسمٌ للتعمية ، وتحسين القبيح ، ومهما يكن فالمخدرات مخدرات مهما وصف به.
+
+تكلم المؤلف عن الباعة المتجولين الذين يبيعون أعلام الدول على الأرصفة ومن بين الأعلام علم الكيان الصهيوني ، كما تكلم عن حركة المرور فوصفها بالخانقة جدا ، وما لكَ إلا الصبر وأنت تقطع أحَدَ الطرق لقضاء حاجياتك ، لقد عبّر المؤلف بأسلوب جميل في الصفحة 217 ( في دار السلام لاأحد أذكى من الآخر ، ففي النهاية يلتقي الجميع في الجحيم ، ويصبرون عليه ويكابدونه ، لقد تعلّموا الصبر وعلّموني إياه وكأنه ضريبة مفروضة على هؤلاء الخمسة ملايين الذين اختاروا دار السلام في بلد 3 أرباع من مساحته هي قرى وأرياف مشتتة...)
+
+9- [[بنين|البنين]] :
+
+يبدأ المؤلف حديثه عن البنين بوصفه للجو الذي وجده حارا مع أنه فصل الشتاء ، ثم تكلم عن ظاهرة الدراجات النارية " زميدجان" التي تملأ أرجاء البلد كله التي تُحدِثُ ازدحاما مروريا خانقا ، تحدث المؤلف عن أغرب ديانة تعرفها البنين تدعى ب " الفودو" ذات الطقوس العجيبة المرتبطة بالسحر ، والأعجب من هذا إيمان أهل المنطقة بها ويعتقدون بالقدرات الباطلة للكهنة وغيرها من الخزعبلات .
+
+أما عن السكان فهم طيبوا المعشر يكرمون الضيف ، ويذكر المؤلف بتواجد اللبنانيين الشيعة الذين يسعون لفرض مذهبهم الفاسد ويبذلون من أجل ذلك المال ، تطرق أيضا الكاتب إلى تجارة السيارات هنا فوصفها بالرائجة ، ذاك لأن التجار يعمدون إلى تبييض أموالهم في هذه التجارة لذا تجد سعر السيارات أرخص مما هي عليه في أوروبا البلد المصنِّع ، بالاضافة إلى هذه التجارة تكثر تجارة المخدرات بكل أنواعها ..
+
+جاء أسلوب المؤلف على شكلٍ سرديٍّ مشوِّقٍ يضفي عليه لمسات فنية يتخللها فضول المؤلف التي تصنع الدهشة لدى القارئ .
+
+في ختام رحلته للبنين يأخذ قولا جميلا عن السفر وهدفه الأسمى ( من الأشياء العظيمة في السفر هو أننا نكتشف كم من أناسٍ طيبين في هذا العالم) فالرحلة في الأمصار ليست لمن وعى للعبث واللهو بل لاكتشاف الآخر والاحتكاك به والتعرف عليه عن قرب .
+
+10- [[ليبيا]]:
+
+ختام رحلاته الكاتب ومشاهداته كانت بالبلد العربي ليبيا ، الذي كان على أعتاب قيام الثورة التي أطاحت بالعقيد القذافي ، وكعادته يبتدأ حديثه من المطار وصولا إلى الفندق بأسلوبه المعهود ، ثم يصف المدينة بتفاصيلها لايترك شيئا يثير انتباهه إلا وسرد من خبره مايمتع القارئ ، حتى الجدران أتى على وصف ماكُتِبَ عليها من خربشات فيقول في الصفحة 250: ( وعلى الجدران أيضا كلام غير مفهوم وشعاراتُ فِرَقٍ رياضية ، كل الخربشات بالعربية ...) أيضا يتطلَّع في أوجه الناس فيصفها إمّا بالانبساط أو الانقباض ثم يتحدث عن سياسةِ الدولة والحصار الذي فُرِض عليها لمدة عشر سنوات فيصفُ ذلك كلّه بأسلوب جميل ( حينها مطار بنغازي أصبح هيكلا بلاحياة وبنَتْ فيه العنكبوت أوهن البيوت سمعتُ عن تلك السنين يومها ارتفعتِ الأسعار وهبط الدينار ، وزاد التضخّم ولامست الدولة حدود الافلاس ...)
+
+كذلك تطرق إلى كرم أهل البلد فيورد بعض الأمثلة على ذلك ، واصفًا إيّاهم بالمتواضعين ، ثمّ عرّجَ إلى ذِكْرِ الرئيس " معمر القذافي" فسرد لنا شيئا من خبره وغرائبه وكلام الشعب حوله خاصة مدينة بنغازي التي كانت تكره وتمقتُ القذافي أيّما مقتٍ بسبب تهميشه لهذه المدينة ، حيث ذكر لنا المؤلف شيئا من دستور القذافي المسمى ب " الكتاب الأخضر " هذا الكتاب الغريب المضحك في ثناياه لمن قرأه .
+
+نلحظ في الصفحة263 في الفقرة الأولى أن الكاتب يتكلم بأسلوب [[رواية (أدب)|الرواية]] وكأنّ الفقرة مجتزأةٌ من إحدى الروايات يقول ( لم أكن أتوقع أن رجلا مثل عماد بأساريره المنفرجة ووجهه الطلق ، وملامحه الطفولية ؛ الرجل الوديع الذي لايمل من إسداء الخدمة الكريم المعطاء صاحب الصدر الرحب يتحوَّلُ هكذا فجأةً إلى رجلٍ يحمل السلاح ، ويطلق الرصاص على أهدافٍ بشريةٍ ، مستعد للقتل وجاهز لتنفيذ هذا الحكم ...)
+
+وينقل لنا المؤلف عن كرة القدم وأحوالها في ليبيا وماشهدته من تطورات سلبية أخّر بها المسؤول الأول للبلاد القذافي إذ أصدر بعض القوانين الغريبة التي مسّت نُظُمَ الكرة الدولية ، وأوقفَ بعض الأندية عن اللعب .
+
+ولقد كانت لقوانين القذافي الغريبة ردةَ فعل من طرف شعبه الذي لم يحتمل هذا التعسف ممّا أدّى في نهاية المطاف إلى ثورة 14 فبراير التي أطاحت بالقذّافي ، فسقط الهرم الذي كان شامخا على ليبيا كلّها وأفَلَ نجمُهُ بأن قتله شعبه.
+
+في خاتمة هذا الحديث يمكننا القول بأن الرحلة التي عقدها المؤلف نجم الدين كانت رحلة شيقة حقا ، سافرنا معه سفرا افتراضيا ، طرقنا معه أبواب عشر دولٍ تعرّفنا على قبسٍ من عاداتها وتاريخها وثقافتها وأناسها ، لقد صوّر المؤلف في كتابه الحياة الأفريقية ملخصا عن القارة السمراء برمتها ، فنقل الوقائع كما هي وصور لنا المشاهد كما لو كنّا حاضريها ، لقد أبدع المؤلف أيما إبداع وإن تخلل الكتاب بعض الهنات التي لايسلم منها أي كتاب والكمال لله وحده ، حسبه اجتهاده فيما وصل إليه أطلعنا عليه ، قارئ هذا الكتاب سيعيش معه اللحظة اللحظة ، ويستمتع بقراءته صفحة صفحة ، ومتى أتممت قراءة هذا المؤلَّف الجميل فإنّك ستهنِّئ المؤَلِّفَ على سلامته من بعض الأخطار التي اعترضته في جولاته في هذا العالم المليء بالمتناقضات ، ولايكون ذلك إلا في بلد اسمه القارة الأفريقية. الملخص من كتاب الاخ [[محمد الأمين بركات]] <ref>{{مرجع ويب
+| url = https://www.goodreads.com/review/show/1802926240?book_show_action=true&from_review_page=1
+| title = نجم عثمان's review of رحلات جزائري في ربوع إفريقيا
+| website = www.goodreads.com
+| accessdate = 2018-11-25
+}}</ref>
+
+== اراء القراء عن الكتاب ==
+1- "كقارئة جزائرية لم يسبق لي وأن قرأت عن رحالة جزائري صبَّ ما رآه وعايشه خارج أسوار الجزائر في كتاب... غير أن نجم الدين سيدي عثمان فعل هذا مؤخرا، سحبني أنا المهووسة بالسفر إلى أدغال أدغال القارة السمراء..
+بُهِرت بالكتاب انطلاقا من العنوان والغلاف بمجرد أن رأيت إعلان صدوره وكان لي الحظ في الحصول عليه أثناء معرض الكتاب قبل أن تنفذ النسخ ال 500 التي بيعت كلها خلال فترة المعرض، ربما كنت محظوظة شأني شأن كل متعطش للسفر ولو عن طريق كتاب.." [[إلهام مزيود]] <ref>{{مرجع ويب
+| url = https://www.goodreads.com/review/show/1795978877?book_show_action=true&from_review_page=1
+| title = إلهام مزيود's review of رحلات جزائري في ربوع إفريقيا
+| website = www.goodreads.com
+| accessdate = 2018-11-25
+}}</ref>
+
+2- "في البداية كنت مترددة في قراءة الكتاب باعتبار ان كاتبه هو صحفي رياضي بالاضافة الى انني لم أقرأ من قبل في أدب الرحلات ولكن ما ان قرأته حتى أبهرني فقد اعجبني اسلوبه الشيق والمثير في سرد الأحداث لدرجة تحس بانك تعيش مع الكاتب جميع الاحداث وذلك بفضل اسلوبه السلس والبسيط والمميز في الوصف اضافة الى وصفه الدقيق للتفاصيل بكل انواعها بدون ان تحس بأي ملل ..وفي الاخير استفدت كثيرا من الكتاب وتعلمت الكثير عن القارة الافزيقية التي بالفعل هي قارة عجيبة ليست ككلّ القارات!" [[إيمان تسنيم]] <ref>{{مرجع ويب
+| url = https://www.goodreads.com/review/show/1891448036?book_show_action=true&from_review_page=1
+| title = Imene Tasnim's review of رحلات جزائري في ربوع إفريقيا
+| website = www.goodreads.com
+| accessdate = 2018-11-25
+}}</ref>
+
+3- "بعد قراءتي لهذا الجميل يمكن القول بأن الرحلة التي عقدها المؤلف نجم الدين كانت رحلة شيقة حقا ، سافرنا معه سفرا افتراضيا ، طرقنا معه أبواب عشر دولٍ تعرّفنا على قبسٍ من عاداتها وتاريخها وثقافتها وأناسها ، لقد صوّر المؤلف في كتابه الحياة الأفريقية ملخصا عن القارة السمراء برمتها ، فنقل الوقائع كما هي وصور لنا المشاهد كما لو كنّا حاضريها ، لقد أبدع المؤلف أيما إبداع وإن تخلل الكتاب بعض الهنات التي لايسلم منها أي كتاب والكمال لله وحده ، حسبه اجتهاده فيما وصل إليه أطلعنا عليه ، قارئ هذا الكتاب سيعيش معه اللحظة اللحظة ، ويستمتع بقراءته صفحة صفحة ، ومتى أتممت قراءة هذا المؤلَّف الجميل فإنّك ستهنِّئ المؤَلِّفَ على سلامته من بعض الأخطار التي اعترضته في جولاته في هذا العالم المليء بالمتناقضات ، ولايكون ذلك إلا في بلد اسمه القارة الأفريقية ..... " [[بركات محمد]] <ref>{{مرجع ويب
+| url = https://www.goodreads.com/review/show/1882822710?book_show_action=true&from_review_page=1
+| title = Barkat Mohamed's review of رحلات جزائري في ربوع إفريقيا
+| website = www.goodreads.com
+| accessdate = 2018-11-25
+}}</ref>
+
+== من اين تحصل على الكتاب ==
+الكتاب متوفر تقريبا في المكتبات الجزائرية خاصة في [[ولايات الجزائر|الولايات]] الكبرى.
+
+== الظهور الاعلامي المصاحب للكتاب ==
+تغطية قناة الشروق الجزائرية للكتاب<ref>{{Citation|url=https://www.youtube.com/watch?v=gq4MGJORkCQ|title='رحلات في ربوع افريقيا' تغطية قناة الشروق لكتاب نجم الدين سيدي عثمان|date=2016-12-28|accessdate=2018-11-25|last=SIDIATMANE NEDJEMEDDINE}}</ref>
+<references />
' |
حجم الصفحة الجديد (new_size ) | 35317 |
حجم الصفحة القديم (old_size ) | 0 |
الحجم المتغير في التعديل (edit_delta ) | 35317 |
السطور المضافة في التعديل (added_lines ) | [
0 => 'هو [[كتاب]] من تأليف [[كاتب (مؤلف)|الكاتب]] الصحفي [[نجم الدين سيدي عثمان]] يرصد في تجربة غير مسبوقة في [[أدب الرحلات|أدب الرحلة]] في [[الجزائر]]، أسفار صحفي في عشر دول [[أفريقيا|إفريقية]]، في عناق جمالي بين [[تاريخ|التاريخ]] و<nowiki/>[[جغرافيا|الجغرافيا]] و<nowiki/>[[سياسة|السياسة]] و<nowiki/>[[اقتصاد (علم)|الاقتصاد]] والفنون دون أن يخلو الكتاب من الأسطورة الإفريقية و الموروث الشعبي، الكتاب الذي زاوج بين اللغة الصحفية و السرد الأدبي يتضمن مشاهدات، انطباعات و حكايات كثيرة و قصصًا واقعية تستحق أن تٌقْرأ.<ref>{{مرجع ويب',
1 => '| url = https://www.goodreads.com/book/show/32796102',
2 => '| title = رحلات جزائري في ربوع إفريقيا',
3 => '| website = www.goodreads.com',
4 => '| accessdate = 2018-11-25',
5 => '}}</ref>',
6 => false,
7 => 'الكتاب اصدر سنة 2016 من دار الأمة خلال [[الصالون الدولي للكتاب بالجزائر]] (282 صفحة).',
8 => false,
9 => '== ملخص الكتاب ==',
10 => 'كتاب رحلات جزائري في ربوع افريقيا لمؤلِّفه الصحفي بجريدة الهداف الجزائرية نجم الدين سيدي عثمان الصادر عن دار الأمة بالجزائر 2016 ، يصنف من ضمن كتب أدب الرحلات ، ولعل الجميل في هذا أن المؤلف صحفيٌّ استطاع أن يجمع شتات مشاهداته بكل بلد أفريقي يزوره ، ولم يكتف بالمشاهدة فقط بل يدفعه فضوله الجميل إلى سؤال أهل البلد فيطلعنا بخبايا وعادات الناس ومعتقداتهم، ويضفي لمسته الابداعية بأسلوبه المشوّق يجذب القارئ إليه ويحاوره.',
11 => false,
12 => 'قبل أن يبتدأ المؤلف رحلاته وجولاته يضعنا بين مقدمة راقية جمع فيها أغلب ماسيجده القارئ في ثنايا الكتاب بإشارات خاطفة مشوقة تجعله يتلهف بشغف لرؤية فصول الكتاب يقول : (ماأضمنه من هذه السطور أن القارئ سيلامس إحساس الكاتب ولن يشعر بالملل وهو ينتقل من صفحة إلى أخرى ... ) فنجده قد وفّى بشرطه الذي وضعه .',
13 => '{{Infobox Book|البلد=الجزائر|اللغة=العربية|المؤلف=نجم الدين سيدي عثمان|تاريخ الإصدار=2016|عدد الصفحات=282|صورة=|الإسم=رحلات جزائري في ربوع إفريقيا|النوع الأدبي=أدب الرحلة}}',
14 => 'هدف الكتاب هو تصحيح تلك الشائعات التي ترسخت في أذهاننا حول البلد الأفريقي الذي لم نكن نعرف عن أحواله إلا المرض والعوز ، فأراد أن يُبَدِّدَ المؤلف تلك الغشاوة الزائفة ويُبِين عن نقيض ماكنّا نعتقده بنقله المحسوس للبلدان العشرِ التي زارها ، والهدف الثاني أن المؤلف أراد أن يظُهر للقراء بأن الصحفي ليس همّه جمع المادة وارسالها فقط بل الهدف أسمى وأجلُّ .',
15 => false,
16 => 'يقسّم المؤلف كتابه إلى عشرة فصول بعد مقدمة جعلها يضع القارئ بين يدي الكتاب ، ليبتدأ رحلته في كتابه بعد أن خاضها على الواقع من البلد العربي السودان إذ ينقل واقعه بشكل دقيق بسيط ، فيصف شعبه بالمضياف الكريم ، المتربّع على عرش الرضا والتسليم ، مع قلة ذات اليد إلا أن النفوس جُبِلت على قول الحمد لله ، وبأنهم متآلفون مع أنفسهم قبل أن يتآلفوا مع الآخر...',
17 => false,
18 => '1-[[السودان]]:',
19 => false,
20 => 'تحدّث المؤلف على أنّه لاتوجد مراسيم حتى تلتقيَ شخصا مسؤولا أو رجلا في السلطة كما تحدث عن ثقافة الشعب المتعددة ، ولم تخلُ يوميات الكاتب من الحديث عن السياسة إذ أنّه على أعتاب انفصال السودان إلى قسمين : قسم بالجنوب ، وقسم بالشمال ، ولعلنا نطرح سؤالا حول قول المؤلف : (ولاندري إن كُنّا سنقول اليوم أن السودان قد نجا من ركوب موجة مايسمى بالربيع العربي ، أو نقول إنه ضيَّعَ الفرصة ..)فماذا يقصد هنا أهو متفائلٌ بالربيع العربي ؟',
21 => false,
22 => 'ثمّ يستفيضُ الكاتب وصفا لرحلته بالسودان فنجد السياسة والرياضة والأدب حاضرة في حديثه بأسلوبٍ سلسٍ يتخلّلها بعض الطرائف ، لقد أدخلنا المؤلف في قلب السودان ولم نخرج معه منها إلا والمشاعر الجميلة قد أكسبناها من خلال وصفه الشيّق ، وعلى توقيع " توتي توتي الحَدُّوثة لم تنتهِ " .',
23 => false,
24 => '2- [[غينيا الاستوائية]]:',
25 => false,
26 => 'أما عن غينيا الاستوائية فهو حديث عن أخطر بلدٍ يراهُ المؤلف والعناوين التي يصدّرها كتابه حول هذه الرحلة تدلّ على ما قلناه مثل " ليلة الهروب من دكتاتور غينيا"و"نصف الشعب يتجسس على النصف الآخر" إذ لاتسمح غينيا لأيِّ شخصٍ يتكلم عن سلطة البلد أو رئيسه بل تعتقلُه ، وربما المصير القتلُ ، على الرغم من خطورة الوضع لم يمنع المؤلف من السير في البلاد وسرد وقائع مايشاهده فيحدّثنا عن شعب غينيا الاستوائية ومايأكلون فيذهلنا بأنهم يأكلون القردة والتماسيح والخنافس – وهذا ماتنفر منه الأنفس السوية – ووصف كذلك شعبها بأنه كسولٌ كلُّ آماله معقودةٌ على البواخر وماتأتي به ليأكلَ .',
27 => false,
28 => 'الحديث عن غينيا الاستوائية هو الحديث عن المشاكل لأتفهِ الأسباب كالتّصوير في الأماكن العمومية ، وغيرها من الأسباب ...',
29 => false,
30 => 'لقد تكلم المؤلف وأسهب في وصفه لغينيا الاستوائية فبدأ بالهرم الأعلى( الرئيس) إلى أدنى طبقة في المجتمع وكأنه يلتقط كلامه بآلة التصوير وكانت لغته جميلة بديعة يصفُ فيبدع، ويصوِّرُ فيبدع',
31 => false,
32 => 'نرى أن المؤلف صدّر حديثه عن غينيا الاستوائية بالرئيس " تيودور" فتكلم عنه وعن سياسته كثيرا ، فلا تكاد تخلو صفحة من ذِكره أو ذِكر شيءٍ من خبره ، والطريف في هذا أنه اختتم جولاته وكلامه بالحديث عنه أيضا بقوله " اعتقدتُ أن السائق سيأخذني إلى بيت "تيودورأوبيانغ" ، لعله رُهاب مالاقاه من سياسة مستبدة في هذا البلد حيث يجلعه يلهج بذِكر الرئيس.',
33 => false,
34 => '3- [[مالاوي]] :',
35 => false,
36 => 'من جماليات هذا المؤَلف عناوينه الرئيسة التي نجدها في كل فصول الكتاب ، فمثلا في حديثه عن مالاوي جاءت عناوينه مكثفة تنطوي على الكثير من الأخبار ، ولعل العنوان الأبرز ( في مالاوي أفقر بلدان أفريقيا والعالم ) لقد تكلم نجم الدين عن الحياة العامة لهذا البلد وكيف أنهم يأكلون الفئران وأنها من الثقافة الموروثة للشعب هنا وليس للجوع ، تكلم عن حالة الاسلام في البلد إذ الهنود أسياد ٌ لسيطرتهم على التجارة والاقتصاد ، وكأن حديث المؤلف يتقاطعُ مع كلام صاحب كتاب ( في أفريقيا الخضراء مشاهدات وانطباعات وأحاديث عن الاسلام والمسلمين لمحمّد بن ناصر العُبودي) الذي يتكلم بإسهاب عن حالة المسلمين في مالاوي ، ويورد نجم الدين في الصفحة( 87) اسم الداعية المعروف عبد الرحمن السميط ، ولكنه يخطئ في تسميته فهو عبد الرحمن وليس عبد الحميد كما ذكر ولعل هذا سقط سهوا لاقصدا .',
37 => false,
38 => 'يحدثنا المؤلف كذلك عن الرئيس " جويس باندا ومافعلته من أعمال نبيلة خلّدها الشعب، وسطّرها التاريخ .',
39 => false,
40 => 'يختتم المؤلف كلامه بأسلوب راقٍ ومؤثّرٍ ( إنّ الضحك وحتى الابتسام بذخٌ يون أنه لايليق بهم ، فهم خُلِقوا ليكونوا فقراء ...) ليضع آخر جملة وهي قوله: ( وهكذا غادرتُ مالاوي قلب أفريقيا الدافئ وأنا حزين جدا ...)',
41 => false,
42 => '4- [[جنوب أفريقيا]] :',
43 => false,
44 => 'الحديث عن جنوب أفريقيا هو الحديث عن التناقضات برمتها هذا ماجعل المؤلف يضع عنوانه الأول " في جنوب أفريقيا حيث الجمة والنار على مرمى حجر " لقد تكلم الكاتب عن المناجم الموجودة في هذا البلد واستفاض في ذكر بعض الوقائع واسترجع التاريخ لذكر شيء من الحوادث التي جرت ، وتحدث عن السود إذ أنهم عادوا للانتقام من البِيض ، والشيء المغيَّبُ في هذا البلد هو انعدام تطبيق القوانين فبالمال يمكنك أن تخرج من السجن حتى وإن ارتكبت جريمة قتل – على حد تعبير المؤلف- كما أحاطنا وصفا ببيت رجل السلام " نيلسون مانديلا " الذي أضحى متحفا للسيّاح ، تحدث أيضا عن الجزائريين المتواجدين بجنوب أفريقيا ليضعنا في أحواء المدينة الاصطناعية الساحرة " صن سيتي " التي يصفها بقوله ( إنّ صن سيتي تحفة فريدة فهي مدينة سياحية بغابات كثيفة وبحيرات مع هندسة أفريقية ...',
45 => false,
46 => 'وترى المؤلف في الصفحة 103 يقتبس من كتاب ( رحلتي الطويلة من أجل الحرية لنيلسون مانديلا) يدل على إلمام المؤلف واطلاعه على كتب الرحلات والسِّيَر الذاتية ، أما عن أسلوبه فكان راقيا طبعتُه مُسحةُ الحزن التي نلمحها في ثنايا هذه الرحلة مثلا ص 110 يقول : (هنا الحياة مظلمة ؛ لونها الوحيد هو الحرمان ...) ولاغرابة في هذا فالمشاهد القاتمة التي عايشها المؤلف تركت أثرا في نفسيته تترك القارئ ينفعل حزنا .',
47 => false,
48 => 'لقد استطاع أن يزاوج بين سرده ينقلُ مشاهداته التي في أغلبها مشاهد محزنة ، وتارة يشوّقُنا بمغامراته التي تدفع الملل والسآمة ، ولعل أجمل فقراته هنا هي قوله في الصفحة 97 ( ... ووجدتُ فيها أنّ أغلى مافيها هو الذهب والألماس والبلاتين ، وأرخص مايكون هي الروح البشرية ...)',
49 => false,
50 => 'وهي ملخص هذا البلد المليء بالمتناقضات والعناوين التي ساقها دالة على هذا .',
51 => false,
52 => '5- [[بوركينا فاسو|بوركينافاسو]] :',
53 => false,
54 => 'يأخذنا المؤلف بخيالنا لنعيش معه اللحظة التي كتبها ، فابتدأ حديثه عن الجو ذي الرطوبة العالية بهذا البلد ليستفيض بعدها في ذكر الاخبار هنا فتكلم عن تواجد المهاجرين وعن حالة المسلمين الذين يمثّلون 60 بالمئة من السكان وهم متحكمون في أحوال التجارة ، وكعادته يضع المؤلف تلك العناوين التي تجذب القارئ كقوله ( يستيقظون باكرا حتى لايسبقهم أحد إلى الشقاء ..) وهي مستوحاة من إحدى مقولات محمد الماغوط ، ومن الجميل أيضا في هذا الكتاب بعض الصور المرفقة التي تضفي عليه لمسة الواقع ويستفيض المؤلف في سرد الوقائع والمشاهدات التي طرأت له وعاينها بهذا البلد ، لعل من الطرائف التي نجدها في رحلته لبوركينافاسو هي عفوية ذلك الطفل البوركينابي وبراءته دفعته لنصح المؤلف صاحب هذه السطور بقوله ص 128: هناك محل قريب أسعاره منخفضة عن هذا المحل ..',
55 => false,
56 => '6- [[ليسوتو|ليزوتو]] :',
57 => false,
58 => 'بقدر حماس الكاتب لرؤية ليزوتو يحمّسُ قارئه على عادته ، حيث يستعمل أسلوب اللف والنشر ، يجمع مشاهداته في بداية كل رحلة على شكل ومضاتٍ خاطفةٍ ، ثم يسترسلُ في سرد الوقائع بتفاصيلها والغرض من هذا كله جذب انتباه القارئ وتشويقه لمعرفة ماتحويه كل رحلة ، إلا أننا نلحظ هدوءا تامّا في وصف الكاتب لرحلته لليزوتو وليس كوصفه مثلا لجنوب أفريقيا أو غينيا الاستوائية ، ربما ذاك راجع لهدوء البلد وسكينته ووداعة أهله ولعل الشيء الجميل أن يطلعك المؤلف عن معلومة جديدة تخص البلد الذي يحلُّ به مثل مايقول عن عادة يتمثلها أهل ليزوتو وهي ارتداء البطانيات حيث إنها ( تعود إلى تأسيس أمَّة "باسوتولاند" في القرن19 ، إذ جاء التجار بعد اعوام إلى مايعرف ب " باسوتولاند" حينها ، ومعهم البطانيات باعوها للسكان فارتدوها في حياتهم اليومية ولم تبق في بيوتهم ...',
59 => false,
60 => 'يطلعنا المؤلف أنه بالامكان في هذا البلد اقتناء جواز سفر كل ماعليك دفع المال فحسب، وهو أمر شائع ، والغريب في هذا البلد أنْ لاسيوخ به وإن وجدت أحدهم فستكون من المتعة أن تأخذ صورة تذكارية معه –على حد تعبير المؤلف – والعلة في هذا أن مرض الايدز يفتك بأهل البلد وهم في مراحل متقدمة من العمر وهو متفشٍّ بشكل رهيب كما أن الحصول على الرعاية الطبية غير ممكنة .',
61 => false,
62 => 'لقد تكلم المؤلف عن رئيس ليزوتو ، وعن السياسة المنتهجة للبلد وذكر الانقلابات التي حصلت به.',
63 => false,
64 => 'والحقيقة أن وصف المؤلف لرحلته لليزوتو لم يكن كسابقه من الرحلات فقد انعدم التشويق الذي اشترطه في مقدمته ص 6 ( وماأضمنه بين هذه السطور أن القارئ سيلامس إحساس الكاتب ، ولن يشعر بالملل وهو ينتقل من صفحة إلى أخرى ...)',
65 => false,
66 => '7- [[مالي]] :',
67 => false,
68 => 'في كل بلد يزوره المؤلف ثمّة حزمة من الحكايا والغرائب المثيرة والطريفة ، إذ يسافر بنا سفرا افتراضيا نعيش معه اللحظة بتفاصيلها ولا نتوقع ما ستُسْفِر عليه صفحات هذه الرحلة من احداث .',
69 => false,
70 => 'والكاتب في رحلته إلى مالي أقبل على مخاطرة لاتحمد عواقبها حيث إنه أمضى على وثيقة التزام التي تُحمّله مسؤولية ماسيحدث له في هذا البلد المتفشي فيه كل أنواع الأمراض كالايدز والايبولا وغيرها ، ولحسن حظه خرج كما دخل صحيحا معافى ...',
71 => false,
72 => 'هي ثلاث دروس استفاد منها كاتب الاسطار هذه وأقرّها في كتابه ليبيّن للقارئ طبيعة الانسان المالي وكانت أول هذه الدروس',
73 => false,
74 => '- احترام القوانين : وكان هذا درس من سائق المركبة الذي يقول ص ( ..أنا أحترم القوانين لأجل سلامتي ، ولا أعبأإن كان هناك شرطي في المكان أم لم يكن ) فيعلق المؤلف بأنه تلقى درسا حضاريا يبقى في ذاكرته.',
75 => false,
76 => '- احترام الآخرين : إذ يطلب موظف الاستقبال في الفندق من صاحب الكتاب أن يخفِض صوته لأن الوقت متأخر بالليل والناس نيام ، فما أجمل أن يعترف الانسان بخطئه ، ويؤوبَ عن فعلته.',
77 => false,
78 => '- الصبر والنهي عن الغضب : وتلقاه حينما أخطأ سائقُ المركبة الطريقَ ، فغضب المؤلف فيبصِّرُه السائق بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه ( نهى عن الغضب)',
79 => false,
80 => 'ولو لم تكن في هذه الرحلة إلا هذه الدروس الثلاثة لكَفَت ، لكنّ المؤلف كعادته ذا فضول كبير مايبرحُ عن شيء يراه حتى يطلعنا على قَبسٍ منه ، لقد وصف عادات أهل البلد في اللباس والأكل وحتى هندسة البيوت ، ووصف الماليين بأنهم يميلون للسلم ويحبون المساعدة ، ونجد أحداث يذكرها نستغن عن ذكرها ...',
81 => false,
82 => 'أظرف شيء في هذه الرحلة الماتعة قول المؤلف وهو أحد العناوين التي وضعها ص 188 ( الزواج مثل شراء حبة الأناناس) عنوان يثير الضحك والغرابة ويدفعنا للفضول ، لأن الزواج عندهم سهل متيسر لاصعوبة فيه ، كل مافي الأمر هو الرضى بين الطرفين وتوقيع العهد في المصالح الرسمية ، ثم الحفل يكون بسيطا لاتكلفة فيه ، والأمر الطريف أن المؤلف لم يستوعب هذا – على حد تعبيره- والمهر عندهم عادة كمية من المكسرات ...',
83 => false,
84 => 'هكذا كانت رحلة المؤلف لهذا البلد الطّيِّبِ أهلُهُ يترك انطباعا جميلا في نفسيته بقوله ( ولم أجد أبسط من المالي في طبعه وفي هدوئه وسعة صدره وقناعته ...)',
85 => false,
86 => '8- [[تنزانيا]] :',
87 => false,
88 => 'يفتتح المؤلف حديثه عن تنزانيا بعنوان نجد به مفارقة كبيرة جدا ( تنزانيا دار الأمان والهرويين والنفوذ اليهودي ) فالمعروف أن البلد الذي تحل به تجارة المخدرات تكون به الجرائم والفوضى ، ومع ذلك فتنزانيا دار السلام والأمان ، ولن نستغرب مثل هذه الأمور في بلد أفريقي فالقارة السمراء كلها بلد الغرائب والعجائب ، بلد المتناقضات برمّتها .',
89 => false,
90 => 'يطلعنا على مميزات البلد فالناس يأتون إلى تنزانيا من كل أقطار العالم إما لمشاهدة أو تسلّق قمم جبالها الشاهقة التي تصل إلى 5895متر، أو ممارسة هواية " السفاري" وهو نمط من الرحلات البرية ، كما تعد تنزانيا أكبر ملجأ للمهاجرين في أفريقيا يذكر المؤلف بالأرقام عدد المهاجرين بهذا البلد .',
91 => false,
92 => 'أمّا عن أسلوب المؤلف فهو أسلوب ماتع كما عوّدنا عليه في الفصول السابقة عدا أنّه في الصفحة 202 عمَد إلى أسلوب " الاستطراد" بقوله: ( سمعتُ للمرة الأولى عن ذبابة " تسي تسي" ...) ثم يقطع كلامه ليتبعه فِقَرًا خائضًا في مواضيعَ أخرى، ثم يعود ويقول : ( وعدتُ أفكّر في أمر هذه الذبابة الغريبة التي سأكلمكم عنها...) حيث يأتي بذكر تفصيلها في الصفحة 204 ، والمعروف في أسلوب الاستطراد هو أن تكون في موضوع ما ثم تنقطع عنه لموضوع ثانٍ مع ترك شيء يدل القارئ بأن المؤلف سيعود للموضوع الأول حتى لايتشتت فكره ، وهذا مالم يفعله المؤلف هنا في فقرته الأولى .',
93 => false,
94 => 'أيضا يخبرنا المؤلف عن لغة البلد التي تعرف " بالسواحلية " وهي قريبة في بعض ألفاظها من العربية ، ويورد بعض الأمثلة كقوله :( "سماكي" وهي مااسمك ، "خبارك "ماهي أخبارك ، "ألفو " ألف ، يالها من لهجة جميلة ) ومن المصادفات أن تتقاطع الأمثلة التي يوردها لنا المؤلف مع أمثلة نجدها عند صاحب كتاب ( في أفريقيا الخضراء ، ناصر العبودي ) - السابق ذِكره – حيث يقول في الصفحة 601( واسمك "سماكا" ... وماألطف قول الأفريقيين حيث يقابل بعضهم بعضا " خبارى" أي خبرك ، والمراد ماخبرك ، أي كيف حالك؟.',
95 => false,
96 => 'يتحدث المؤلف كذلك عن المخدرات كيف يتم تهريبها فالشرطة تقوم بتسهيل مرور هذه الآفة التي يسمونها " السكر الأبيض" وهو اسمٌ للتعمية ، وتحسين القبيح ، ومهما يكن فالمخدرات مخدرات مهما وصف به.',
97 => false,
98 => 'تكلم المؤلف عن الباعة المتجولين الذين يبيعون أعلام الدول على الأرصفة ومن بين الأعلام علم الكيان الصهيوني ، كما تكلم عن حركة المرور فوصفها بالخانقة جدا ، وما لكَ إلا الصبر وأنت تقطع أحَدَ الطرق لقضاء حاجياتك ، لقد عبّر المؤلف بأسلوب جميل في الصفحة 217 ( في دار السلام لاأحد أذكى من الآخر ، ففي النهاية يلتقي الجميع في الجحيم ، ويصبرون عليه ويكابدونه ، لقد تعلّموا الصبر وعلّموني إياه وكأنه ضريبة مفروضة على هؤلاء الخمسة ملايين الذين اختاروا دار السلام في بلد 3 أرباع من مساحته هي قرى وأرياف مشتتة...)',
99 => false,
100 => '9- [[بنين|البنين]] :',
101 => false,
102 => 'يبدأ المؤلف حديثه عن البنين بوصفه للجو الذي وجده حارا مع أنه فصل الشتاء ، ثم تكلم عن ظاهرة الدراجات النارية " زميدجان" التي تملأ أرجاء البلد كله التي تُحدِثُ ازدحاما مروريا خانقا ، تحدث المؤلف عن أغرب ديانة تعرفها البنين تدعى ب " الفودو" ذات الطقوس العجيبة المرتبطة بالسحر ، والأعجب من هذا إيمان أهل المنطقة بها ويعتقدون بالقدرات الباطلة للكهنة وغيرها من الخزعبلات .',
103 => false,
104 => 'أما عن السكان فهم طيبوا المعشر يكرمون الضيف ، ويذكر المؤلف بتواجد اللبنانيين الشيعة الذين يسعون لفرض مذهبهم الفاسد ويبذلون من أجل ذلك المال ، تطرق أيضا الكاتب إلى تجارة السيارات هنا فوصفها بالرائجة ، ذاك لأن التجار يعمدون إلى تبييض أموالهم في هذه التجارة لذا تجد سعر السيارات أرخص مما هي عليه في أوروبا البلد المصنِّع ، بالاضافة إلى هذه التجارة تكثر تجارة المخدرات بكل أنواعها ..',
105 => false,
106 => 'جاء أسلوب المؤلف على شكلٍ سرديٍّ مشوِّقٍ يضفي عليه لمسات فنية يتخللها فضول المؤلف التي تصنع الدهشة لدى القارئ .',
107 => false,
108 => 'في ختام رحلته للبنين يأخذ قولا جميلا عن السفر وهدفه الأسمى ( من الأشياء العظيمة في السفر هو أننا نكتشف كم من أناسٍ طيبين في هذا العالم) فالرحلة في الأمصار ليست لمن وعى للعبث واللهو بل لاكتشاف الآخر والاحتكاك به والتعرف عليه عن قرب .',
109 => false,
110 => '10- [[ليبيا]]: ',
111 => false,
112 => 'ختام رحلاته الكاتب ومشاهداته كانت بالبلد العربي ليبيا ، الذي كان على أعتاب قيام الثورة التي أطاحت بالعقيد القذافي ، وكعادته يبتدأ حديثه من المطار وصولا إلى الفندق بأسلوبه المعهود ، ثم يصف المدينة بتفاصيلها لايترك شيئا يثير انتباهه إلا وسرد من خبره مايمتع القارئ ، حتى الجدران أتى على وصف ماكُتِبَ عليها من خربشات فيقول في الصفحة 250: ( وعلى الجدران أيضا كلام غير مفهوم وشعاراتُ فِرَقٍ رياضية ، كل الخربشات بالعربية ...) أيضا يتطلَّع في أوجه الناس فيصفها إمّا بالانبساط أو الانقباض ثم يتحدث عن سياسةِ الدولة والحصار الذي فُرِض عليها لمدة عشر سنوات فيصفُ ذلك كلّه بأسلوب جميل ( حينها مطار بنغازي أصبح هيكلا بلاحياة وبنَتْ فيه العنكبوت أوهن البيوت سمعتُ عن تلك السنين يومها ارتفعتِ الأسعار وهبط الدينار ، وزاد التضخّم ولامست الدولة حدود الافلاس ...)',
113 => false,
114 => 'كذلك تطرق إلى كرم أهل البلد فيورد بعض الأمثلة على ذلك ، واصفًا إيّاهم بالمتواضعين ، ثمّ عرّجَ إلى ذِكْرِ الرئيس " معمر القذافي" فسرد لنا شيئا من خبره وغرائبه وكلام الشعب حوله خاصة مدينة بنغازي التي كانت تكره وتمقتُ القذافي أيّما مقتٍ بسبب تهميشه لهذه المدينة ، حيث ذكر لنا المؤلف شيئا من دستور القذافي المسمى ب " الكتاب الأخضر " هذا الكتاب الغريب المضحك في ثناياه لمن قرأه .',
115 => false,
116 => 'نلحظ في الصفحة263 في الفقرة الأولى أن الكاتب يتكلم بأسلوب [[رواية (أدب)|الرواية]] وكأنّ الفقرة مجتزأةٌ من إحدى الروايات يقول ( لم أكن أتوقع أن رجلا مثل عماد بأساريره المنفرجة ووجهه الطلق ، وملامحه الطفولية ؛ الرجل الوديع الذي لايمل من إسداء الخدمة الكريم المعطاء صاحب الصدر الرحب يتحوَّلُ هكذا فجأةً إلى رجلٍ يحمل السلاح ، ويطلق الرصاص على أهدافٍ بشريةٍ ، مستعد للقتل وجاهز لتنفيذ هذا الحكم ...) ',
117 => false,
118 => 'وينقل لنا المؤلف عن كرة القدم وأحوالها في ليبيا وماشهدته من تطورات سلبية أخّر بها المسؤول الأول للبلاد القذافي إذ أصدر بعض القوانين الغريبة التي مسّت نُظُمَ الكرة الدولية ، وأوقفَ بعض الأندية عن اللعب .',
119 => false,
120 => 'ولقد كانت لقوانين القذافي الغريبة ردةَ فعل من طرف شعبه الذي لم يحتمل هذا التعسف ممّا أدّى في نهاية المطاف إلى ثورة 14 فبراير التي أطاحت بالقذّافي ، فسقط الهرم الذي كان شامخا على ليبيا كلّها وأفَلَ نجمُهُ بأن قتله شعبه.',
121 => false,
122 => 'في خاتمة هذا الحديث يمكننا القول بأن الرحلة التي عقدها المؤلف نجم الدين كانت رحلة شيقة حقا ، سافرنا معه سفرا افتراضيا ، طرقنا معه أبواب عشر دولٍ تعرّفنا على قبسٍ من عاداتها وتاريخها وثقافتها وأناسها ، لقد صوّر المؤلف في كتابه الحياة الأفريقية ملخصا عن القارة السمراء برمتها ، فنقل الوقائع كما هي وصور لنا المشاهد كما لو كنّا حاضريها ، لقد أبدع المؤلف أيما إبداع وإن تخلل الكتاب بعض الهنات التي لايسلم منها أي كتاب والكمال لله وحده ، حسبه اجتهاده فيما وصل إليه أطلعنا عليه ، قارئ هذا الكتاب سيعيش معه اللحظة اللحظة ، ويستمتع بقراءته صفحة صفحة ، ومتى أتممت قراءة هذا المؤلَّف الجميل فإنّك ستهنِّئ المؤَلِّفَ على سلامته من بعض الأخطار التي اعترضته في جولاته في هذا العالم المليء بالمتناقضات ، ولايكون ذلك إلا في بلد اسمه القارة الأفريقية. الملخص من كتاب الاخ [[محمد الأمين بركات]] <ref>{{مرجع ويب',
123 => '| url = https://www.goodreads.com/review/show/1802926240?book_show_action=true&from_review_page=1',
124 => '| title = نجم عثمان's review of رحلات جزائري في ربوع إفريقيا',
125 => '| website = www.goodreads.com',
126 => '| accessdate = 2018-11-25',
127 => '}}</ref>',
128 => false,
129 => '== اراء القراء عن الكتاب ==',
130 => '1- "كقارئة جزائرية لم يسبق لي وأن قرأت عن رحالة جزائري صبَّ ما رآه وعايشه خارج أسوار الجزائر في كتاب... غير أن نجم الدين سيدي عثمان فعل هذا مؤخرا، سحبني أنا المهووسة بالسفر إلى أدغال أدغال القارة السمراء..',
131 => 'بُهِرت بالكتاب انطلاقا من العنوان والغلاف بمجرد أن رأيت إعلان صدوره وكان لي الحظ في الحصول عليه أثناء معرض الكتاب قبل أن تنفذ النسخ ال 500 التي بيعت كلها خلال فترة المعرض، ربما كنت محظوظة شأني شأن كل متعطش للسفر ولو عن طريق كتاب.." [[إلهام مزيود]] <ref>{{مرجع ويب',
132 => '| url = https://www.goodreads.com/review/show/1795978877?book_show_action=true&from_review_page=1',
133 => '| title = إلهام مزيود's review of رحلات جزائري في ربوع إفريقيا',
134 => '| website = www.goodreads.com',
135 => '| accessdate = 2018-11-25',
136 => '}}</ref>',
137 => false,
138 => '2- "في البداية كنت مترددة في قراءة الكتاب باعتبار ان كاتبه هو صحفي رياضي بالاضافة الى انني لم أقرأ من قبل في أدب الرحلات ولكن ما ان قرأته حتى أبهرني فقد اعجبني اسلوبه الشيق والمثير في سرد الأحداث لدرجة تحس بانك تعيش مع الكاتب جميع الاحداث وذلك بفضل اسلوبه السلس والبسيط والمميز في الوصف اضافة الى وصفه الدقيق للتفاصيل بكل انواعها بدون ان تحس بأي ملل ..وفي الاخير استفدت كثيرا من الكتاب وتعلمت الكثير عن القارة الافزيقية التي بالفعل هي قارة عجيبة ليست ككلّ القارات!" [[إيمان تسنيم]] <ref>{{مرجع ويب',
139 => '| url = https://www.goodreads.com/review/show/1891448036?book_show_action=true&from_review_page=1',
140 => '| title = Imene Tasnim's review of رحلات جزائري في ربوع إفريقيا',
141 => '| website = www.goodreads.com',
142 => '| accessdate = 2018-11-25',
143 => '}}</ref>',
144 => false,
145 => '3- "بعد قراءتي لهذا الجميل يمكن القول بأن الرحلة التي عقدها المؤلف نجم الدين كانت رحلة شيقة حقا ، سافرنا معه سفرا افتراضيا ، طرقنا معه أبواب عشر دولٍ تعرّفنا على قبسٍ من عاداتها وتاريخها وثقافتها وأناسها ، لقد صوّر المؤلف في كتابه الحياة الأفريقية ملخصا عن القارة السمراء برمتها ، فنقل الوقائع كما هي وصور لنا المشاهد كما لو كنّا حاضريها ، لقد أبدع المؤلف أيما إبداع وإن تخلل الكتاب بعض الهنات التي لايسلم منها أي كتاب والكمال لله وحده ، حسبه اجتهاده فيما وصل إليه أطلعنا عليه ، قارئ هذا الكتاب سيعيش معه اللحظة اللحظة ، ويستمتع بقراءته صفحة صفحة ، ومتى أتممت قراءة هذا المؤلَّف الجميل فإنّك ستهنِّئ المؤَلِّفَ على سلامته من بعض الأخطار التي اعترضته في جولاته في هذا العالم المليء بالمتناقضات ، ولايكون ذلك إلا في بلد اسمه القارة الأفريقية ..... " [[بركات محمد]] <ref>{{مرجع ويب',
146 => '| url = https://www.goodreads.com/review/show/1882822710?book_show_action=true&from_review_page=1',
147 => '| title = Barkat Mohamed's review of رحلات جزائري في ربوع إفريقيا',
148 => '| website = www.goodreads.com',
149 => '| accessdate = 2018-11-25',
150 => '}}</ref>',
151 => false,
152 => '== من اين تحصل على الكتاب ==',
153 => 'الكتاب متوفر تقريبا في المكتبات الجزائرية خاصة في [[ولايات الجزائر|الولايات]] الكبرى.',
154 => false,
155 => '== الظهور الاعلامي المصاحب للكتاب ==',
156 => 'تغطية قناة الشروق الجزائرية للكتاب<ref>{{Citation|url=https://www.youtube.com/watch?v=gq4MGJORkCQ|title='رحلات في ربوع افريقيا' تغطية قناة الشروق لكتاب نجم الدين سيدي عثمان|date=2016-12-28|accessdate=2018-11-25|last=SIDIATMANE NEDJEMEDDINE}}</ref>',
157 => '<references />'
] |
السطور المزالة في التعديل (removed_lines ) | [] |
نص الصفحة الجديد، مجردا من أية تهيئة (new_text ) | 'هو كتاب من تأليف الكاتب الصحفي نجم الدين سيدي عثمان يرصد في تجربة غير مسبوقة في أدب الرحلة في الجزائر، أسفار صحفي في عشر دول إفريقية، في عناق جمالي بين التاريخ والجغرافيا والسياسة والاقتصاد والفنون دون أن يخلو الكتاب من الأسطورة الإفريقية و الموروث الشعبي، الكتاب الذي زاوج بين اللغة الصحفية و السرد الأدبي يتضمن مشاهدات، انطباعات و حكايات كثيرة و قصصًا واقعية تستحق أن تٌقْرأ.[1]
الكتاب اصدر سنة 2016 من دار الأمة خلال الصالون الدولي للكتاب بالجزائر (282 صفحة).
محتويات
1 ملخص الكتاب
2 اراء القراء عن الكتاب
3 من اين تحصل على الكتاب
4 الظهور الاعلامي المصاحب للكتاب
ملخص الكتاب[عدل]
كتاب رحلات جزائري في ربوع افريقيا لمؤلِّفه الصحفي بجريدة الهداف الجزائرية نجم الدين سيدي عثمان الصادر عن دار الأمة بالجزائر 2016 ، يصنف من ضمن كتب أدب الرحلات ، ولعل الجميل في هذا أن المؤلف صحفيٌّ استطاع أن يجمع شتات مشاهداته بكل بلد أفريقي يزوره ، ولم يكتف بالمشاهدة فقط بل يدفعه فضوله الجميل إلى سؤال أهل البلد فيطلعنا بخبايا وعادات الناس ومعتقداتهم، ويضفي لمسته الابداعية بأسلوبه المشوّق يجذب القارئ إليه ويحاوره.
قبل أن يبتدأ المؤلف رحلاته وجولاته يضعنا بين مقدمة راقية جمع فيها أغلب ماسيجده القارئ في ثنايا الكتاب بإشارات خاطفة مشوقة تجعله يتلهف بشغف لرؤية فصول الكتاب يقول : (ماأضمنه من هذه السطور أن القارئ سيلامس إحساس الكاتب ولن يشعر بالملل وهو ينتقل من صفحة إلى أخرى ... ) فنجده قد وفّى بشرطه الذي وضعه .
رحلات جزائري في ربوع إفريقيا
المؤلف
نجم الدين سيدي عثمان
اللغة
العربية
البلد
الجزائر
تاريخ الإصدار
2016
التقديم
عدد الصفحات
282
تعديل 
هدف الكتاب هو تصحيح تلك الشائعات التي ترسخت في أذهاننا حول البلد الأفريقي الذي لم نكن نعرف عن أحواله إلا المرض والعوز ، فأراد أن يُبَدِّدَ المؤلف تلك الغشاوة الزائفة ويُبِين عن نقيض ماكنّا نعتقده بنقله المحسوس للبلدان العشرِ التي زارها ، والهدف الثاني أن المؤلف أراد أن يظُهر للقراء بأن الصحفي ليس همّه جمع المادة وارسالها فقط بل الهدف أسمى وأجلُّ .
يقسّم المؤلف كتابه إلى عشرة فصول بعد مقدمة جعلها يضع القارئ بين يدي الكتاب ، ليبتدأ رحلته في كتابه بعد أن خاضها على الواقع من البلد العربي السودان إذ ينقل واقعه بشكل دقيق بسيط ، فيصف شعبه بالمضياف الكريم ، المتربّع على عرش الرضا والتسليم ، مع قلة ذات اليد إلا أن النفوس جُبِلت على قول الحمد لله ، وبأنهم متآلفون مع أنفسهم قبل أن يتآلفوا مع الآخر...
1-السودان:
تحدّث المؤلف على أنّه لاتوجد مراسيم حتى تلتقيَ شخصا مسؤولا أو رجلا في السلطة كما تحدث عن ثقافة الشعب المتعددة ، ولم تخلُ يوميات الكاتب من الحديث عن السياسة إذ أنّه على أعتاب انفصال السودان إلى قسمين : قسم بالجنوب ، وقسم بالشمال ، ولعلنا نطرح سؤالا حول قول المؤلف : (ولاندري إن كُنّا سنقول اليوم أن السودان قد نجا من ركوب موجة مايسمى بالربيع العربي ، أو نقول إنه ضيَّعَ الفرصة ..)فماذا يقصد هنا أهو متفائلٌ بالربيع العربي ؟
ثمّ يستفيضُ الكاتب وصفا لرحلته بالسودان فنجد السياسة والرياضة والأدب حاضرة في حديثه بأسلوبٍ سلسٍ يتخلّلها بعض الطرائف ، لقد أدخلنا المؤلف في قلب السودان ولم نخرج معه منها إلا والمشاعر الجميلة قد أكسبناها من خلال وصفه الشيّق ، وعلى توقيع " توتي توتي الحَدُّوثة لم تنتهِ " .
2- غينيا الاستوائية:
أما عن غينيا الاستوائية فهو حديث عن أخطر بلدٍ يراهُ المؤلف والعناوين التي يصدّرها كتابه حول هذه الرحلة تدلّ على ما قلناه مثل " ليلة الهروب من دكتاتور غينيا"و"نصف الشعب يتجسس على النصف الآخر" إذ لاتسمح غينيا لأيِّ شخصٍ يتكلم عن سلطة البلد أو رئيسه بل تعتقلُه ، وربما المصير القتلُ ، على الرغم من خطورة الوضع لم يمنع المؤلف من السير في البلاد وسرد وقائع مايشاهده فيحدّثنا عن شعب غينيا الاستوائية ومايأكلون فيذهلنا بأنهم يأكلون القردة والتماسيح والخنافس – وهذا ماتنفر منه الأنفس السوية – ووصف كذلك شعبها بأنه كسولٌ كلُّ آماله معقودةٌ على البواخر وماتأتي به ليأكلَ .
الحديث عن غينيا الاستوائية هو الحديث عن المشاكل لأتفهِ الأسباب كالتّصوير في الأماكن العمومية ، وغيرها من الأسباب ...
لقد تكلم المؤلف وأسهب في وصفه لغينيا الاستوائية فبدأ بالهرم الأعلى( الرئيس) إلى أدنى طبقة في المجتمع وكأنه يلتقط كلامه بآلة التصوير وكانت لغته جميلة بديعة يصفُ فيبدع، ويصوِّرُ فيبدع
نرى أن المؤلف صدّر حديثه عن غينيا الاستوائية بالرئيس " تيودور" فتكلم عنه وعن سياسته كثيرا ، فلا تكاد تخلو صفحة من ذِكره أو ذِكر شيءٍ من خبره ، والطريف في هذا أنه اختتم جولاته وكلامه بالحديث عنه أيضا بقوله " اعتقدتُ أن السائق سيأخذني إلى بيت "تيودورأوبيانغ" ، لعله رُهاب مالاقاه من سياسة مستبدة في هذا البلد حيث يجلعه يلهج بذِكر الرئيس.
3- مالاوي :
من جماليات هذا المؤَلف عناوينه الرئيسة التي نجدها في كل فصول الكتاب ، فمثلا في حديثه عن مالاوي جاءت عناوينه مكثفة تنطوي على الكثير من الأخبار ، ولعل العنوان الأبرز ( في مالاوي أفقر بلدان أفريقيا والعالم ) لقد تكلم نجم الدين عن الحياة العامة لهذا البلد وكيف أنهم يأكلون الفئران وأنها من الثقافة الموروثة للشعب هنا وليس للجوع ، تكلم عن حالة الاسلام في البلد إذ الهنود أسياد ٌ لسيطرتهم على التجارة والاقتصاد ، وكأن حديث المؤلف يتقاطعُ مع كلام صاحب كتاب ( في أفريقيا الخضراء مشاهدات وانطباعات وأحاديث عن الاسلام والمسلمين لمحمّد بن ناصر العُبودي) الذي يتكلم بإسهاب عن حالة المسلمين في مالاوي ، ويورد نجم الدين في الصفحة( 87) اسم الداعية المعروف عبد الرحمن السميط ، ولكنه يخطئ في تسميته فهو عبد الرحمن وليس عبد الحميد كما ذكر ولعل هذا سقط سهوا لاقصدا .
يحدثنا المؤلف كذلك عن الرئيس " جويس باندا ومافعلته من أعمال نبيلة خلّدها الشعب، وسطّرها التاريخ .
يختتم المؤلف كلامه بأسلوب راقٍ ومؤثّرٍ ( إنّ الضحك وحتى الابتسام بذخٌ يون أنه لايليق بهم ، فهم خُلِقوا ليكونوا فقراء ...) ليضع آخر جملة وهي قوله: ( وهكذا غادرتُ مالاوي قلب أفريقيا الدافئ وأنا حزين جدا ...)
4- جنوب أفريقيا :
الحديث عن جنوب أفريقيا هو الحديث عن التناقضات برمتها هذا ماجعل المؤلف يضع عنوانه الأول " في جنوب أفريقيا حيث الجمة والنار على مرمى حجر " لقد تكلم الكاتب عن المناجم الموجودة في هذا البلد واستفاض في ذكر بعض الوقائع واسترجع التاريخ لذكر شيء من الحوادث التي جرت ، وتحدث عن السود إذ أنهم عادوا للانتقام من البِيض ، والشيء المغيَّبُ في هذا البلد هو انعدام تطبيق القوانين فبالمال يمكنك أن تخرج من السجن حتى وإن ارتكبت جريمة قتل – على حد تعبير المؤلف- كما أحاطنا وصفا ببيت رجل السلام " نيلسون مانديلا " الذي أضحى متحفا للسيّاح ، تحدث أيضا عن الجزائريين المتواجدين بجنوب أفريقيا ليضعنا في أحواء المدينة الاصطناعية الساحرة " صن سيتي " التي يصفها بقوله ( إنّ صن سيتي تحفة فريدة فهي مدينة سياحية بغابات كثيفة وبحيرات مع هندسة أفريقية ...
وترى المؤلف في الصفحة 103 يقتبس من كتاب ( رحلتي الطويلة من أجل الحرية لنيلسون مانديلا) يدل على إلمام المؤلف واطلاعه على كتب الرحلات والسِّيَر الذاتية ، أما عن أسلوبه فكان راقيا طبعتُه مُسحةُ الحزن التي نلمحها في ثنايا هذه الرحلة مثلا ص 110 يقول : (هنا الحياة مظلمة ؛ لونها الوحيد هو الحرمان ...) ولاغرابة في هذا فالمشاهد القاتمة التي عايشها المؤلف تركت أثرا في نفسيته تترك القارئ ينفعل حزنا .
لقد استطاع أن يزاوج بين سرده ينقلُ مشاهداته التي في أغلبها مشاهد محزنة ، وتارة يشوّقُنا بمغامراته التي تدفع الملل والسآمة ، ولعل أجمل فقراته هنا هي قوله في الصفحة 97 ( ... ووجدتُ فيها أنّ أغلى مافيها هو الذهب والألماس والبلاتين ، وأرخص مايكون هي الروح البشرية ...)
وهي ملخص هذا البلد المليء بالمتناقضات والعناوين التي ساقها دالة على هذا .
5- بوركينافاسو :
يأخذنا المؤلف بخيالنا لنعيش معه اللحظة التي كتبها ، فابتدأ حديثه عن الجو ذي الرطوبة العالية بهذا البلد ليستفيض بعدها في ذكر الاخبار هنا فتكلم عن تواجد المهاجرين وعن حالة المسلمين الذين يمثّلون 60 بالمئة من السكان وهم متحكمون في أحوال التجارة ، وكعادته يضع المؤلف تلك العناوين التي تجذب القارئ كقوله ( يستيقظون باكرا حتى لايسبقهم أحد إلى الشقاء ..) وهي مستوحاة من إحدى مقولات محمد الماغوط ، ومن الجميل أيضا في هذا الكتاب بعض الصور المرفقة التي تضفي عليه لمسة الواقع ويستفيض المؤلف في سرد الوقائع والمشاهدات التي طرأت له وعاينها بهذا البلد ، لعل من الطرائف التي نجدها في رحلته لبوركينافاسو هي عفوية ذلك الطفل البوركينابي وبراءته دفعته لنصح المؤلف صاحب هذه السطور بقوله ص 128: هناك محل قريب أسعاره منخفضة عن هذا المحل ..
6- ليزوتو :
بقدر حماس الكاتب لرؤية ليزوتو يحمّسُ قارئه على عادته ، حيث يستعمل أسلوب اللف والنشر ، يجمع مشاهداته في بداية كل رحلة على شكل ومضاتٍ خاطفةٍ ، ثم يسترسلُ في سرد الوقائع بتفاصيلها والغرض من هذا كله جذب انتباه القارئ وتشويقه لمعرفة ماتحويه كل رحلة ، إلا أننا نلحظ هدوءا تامّا في وصف الكاتب لرحلته لليزوتو وليس كوصفه مثلا لجنوب أفريقيا أو غينيا الاستوائية ، ربما ذاك راجع لهدوء البلد وسكينته ووداعة أهله ولعل الشيء الجميل أن يطلعك المؤلف عن معلومة جديدة تخص البلد الذي يحلُّ به مثل مايقول عن عادة يتمثلها أهل ليزوتو وهي ارتداء البطانيات حيث إنها ( تعود إلى تأسيس أمَّة "باسوتولاند" في القرن19 ، إذ جاء التجار بعد اعوام إلى مايعرف ب " باسوتولاند" حينها ، ومعهم البطانيات باعوها للسكان فارتدوها في حياتهم اليومية ولم تبق في بيوتهم ...
يطلعنا المؤلف أنه بالامكان في هذا البلد اقتناء جواز سفر كل ماعليك دفع المال فحسب، وهو أمر شائع ، والغريب في هذا البلد أنْ لاسيوخ به وإن وجدت أحدهم فستكون من المتعة أن تأخذ صورة تذكارية معه –على حد تعبير المؤلف – والعلة في هذا أن مرض الايدز يفتك بأهل البلد وهم في مراحل متقدمة من العمر وهو متفشٍّ بشكل رهيب كما أن الحصول على الرعاية الطبية غير ممكنة .
لقد تكلم المؤلف عن رئيس ليزوتو ، وعن السياسة المنتهجة للبلد وذكر الانقلابات التي حصلت به.
والحقيقة أن وصف المؤلف لرحلته لليزوتو لم يكن كسابقه من الرحلات فقد انعدم التشويق الذي اشترطه في مقدمته ص 6 ( وماأضمنه بين هذه السطور أن القارئ سيلامس إحساس الكاتب ، ولن يشعر بالملل وهو ينتقل من صفحة إلى أخرى ...)
7- مالي :
في كل بلد يزوره المؤلف ثمّة حزمة من الحكايا والغرائب المثيرة والطريفة ، إذ يسافر بنا سفرا افتراضيا نعيش معه اللحظة بتفاصيلها ولا نتوقع ما ستُسْفِر عليه صفحات هذه الرحلة من احداث .
والكاتب في رحلته إلى مالي أقبل على مخاطرة لاتحمد عواقبها حيث إنه أمضى على وثيقة التزام التي تُحمّله مسؤولية ماسيحدث له في هذا البلد المتفشي فيه كل أنواع الأمراض كالايدز والايبولا وغيرها ، ولحسن حظه خرج كما دخل صحيحا معافى ...
هي ثلاث دروس استفاد منها كاتب الاسطار هذه وأقرّها في كتابه ليبيّن للقارئ طبيعة الانسان المالي وكانت أول هذه الدروس
- احترام القوانين : وكان هذا درس من سائق المركبة الذي يقول ص ( ..أنا أحترم القوانين لأجل سلامتي ، ولا أعبأإن كان هناك شرطي في المكان أم لم يكن ) فيعلق المؤلف بأنه تلقى درسا حضاريا يبقى في ذاكرته.
- احترام الآخرين : إذ يطلب موظف الاستقبال في الفندق من صاحب الكتاب أن يخفِض صوته لأن الوقت متأخر بالليل والناس نيام ، فما أجمل أن يعترف الانسان بخطئه ، ويؤوبَ عن فعلته.
- الصبر والنهي عن الغضب : وتلقاه حينما أخطأ سائقُ المركبة الطريقَ ، فغضب المؤلف فيبصِّرُه السائق بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه ( نهى عن الغضب)
ولو لم تكن في هذه الرحلة إلا هذه الدروس الثلاثة لكَفَت ، لكنّ المؤلف كعادته ذا فضول كبير مايبرحُ عن شيء يراه حتى يطلعنا على قَبسٍ منه ، لقد وصف عادات أهل البلد في اللباس والأكل وحتى هندسة البيوت ، ووصف الماليين بأنهم يميلون للسلم ويحبون المساعدة ، ونجد أحداث يذكرها نستغن عن ذكرها ...
أظرف شيء في هذه الرحلة الماتعة قول المؤلف وهو أحد العناوين التي وضعها ص 188 ( الزواج مثل شراء حبة الأناناس) عنوان يثير الضحك والغرابة ويدفعنا للفضول ، لأن الزواج عندهم سهل متيسر لاصعوبة فيه ، كل مافي الأمر هو الرضى بين الطرفين وتوقيع العهد في المصالح الرسمية ، ثم الحفل يكون بسيطا لاتكلفة فيه ، والأمر الطريف أن المؤلف لم يستوعب هذا – على حد تعبيره- والمهر عندهم عادة كمية من المكسرات ...
هكذا كانت رحلة المؤلف لهذا البلد الطّيِّبِ أهلُهُ يترك انطباعا جميلا في نفسيته بقوله ( ولم أجد أبسط من المالي في طبعه وفي هدوئه وسعة صدره وقناعته ...)
8- تنزانيا :
يفتتح المؤلف حديثه عن تنزانيا بعنوان نجد به مفارقة كبيرة جدا ( تنزانيا دار الأمان والهرويين والنفوذ اليهودي ) فالمعروف أن البلد الذي تحل به تجارة المخدرات تكون به الجرائم والفوضى ، ومع ذلك فتنزانيا دار السلام والأمان ، ولن نستغرب مثل هذه الأمور في بلد أفريقي فالقارة السمراء كلها بلد الغرائب والعجائب ، بلد المتناقضات برمّتها .
يطلعنا على مميزات البلد فالناس يأتون إلى تنزانيا من كل أقطار العالم إما لمشاهدة أو تسلّق قمم جبالها الشاهقة التي تصل إلى 5895متر، أو ممارسة هواية " السفاري" وهو نمط من الرحلات البرية ، كما تعد تنزانيا أكبر ملجأ للمهاجرين في أفريقيا يذكر المؤلف بالأرقام عدد المهاجرين بهذا البلد .
أمّا عن أسلوب المؤلف فهو أسلوب ماتع كما عوّدنا عليه في الفصول السابقة عدا أنّه في الصفحة 202 عمَد إلى أسلوب " الاستطراد" بقوله: ( سمعتُ للمرة الأولى عن ذبابة " تسي تسي" ...) ثم يقطع كلامه ليتبعه فِقَرًا خائضًا في مواضيعَ أخرى، ثم يعود ويقول : ( وعدتُ أفكّر في أمر هذه الذبابة الغريبة التي سأكلمكم عنها...) حيث يأتي بذكر تفصيلها في الصفحة 204 ، والمعروف في أسلوب الاستطراد هو أن تكون في موضوع ما ثم تنقطع عنه لموضوع ثانٍ مع ترك شيء يدل القارئ بأن المؤلف سيعود للموضوع الأول حتى لايتشتت فكره ، وهذا مالم يفعله المؤلف هنا في فقرته الأولى .
أيضا يخبرنا المؤلف عن لغة البلد التي تعرف " بالسواحلية " وهي قريبة في بعض ألفاظها من العربية ، ويورد بعض الأمثلة كقوله :( "سماكي" وهي مااسمك ، "خبارك "ماهي أخبارك ، "ألفو " ألف ، يالها من لهجة جميلة ) ومن المصادفات أن تتقاطع الأمثلة التي يوردها لنا المؤلف مع أمثلة نجدها عند صاحب كتاب ( في أفريقيا الخضراء ، ناصر العبودي ) - السابق ذِكره – حيث يقول في الصفحة 601( واسمك "سماكا" ... وماألطف قول الأفريقيين حيث يقابل بعضهم بعضا " خبارى" أي خبرك ، والمراد ماخبرك ، أي كيف حالك؟.
يتحدث المؤلف كذلك عن المخدرات كيف يتم تهريبها فالشرطة تقوم بتسهيل مرور هذه الآفة التي يسمونها " السكر الأبيض" وهو اسمٌ للتعمية ، وتحسين القبيح ، ومهما يكن فالمخدرات مخدرات مهما وصف به.
تكلم المؤلف عن الباعة المتجولين الذين يبيعون أعلام الدول على الأرصفة ومن بين الأعلام علم الكيان الصهيوني ، كما تكلم عن حركة المرور فوصفها بالخانقة جدا ، وما لكَ إلا الصبر وأنت تقطع أحَدَ الطرق لقضاء حاجياتك ، لقد عبّر المؤلف بأسلوب جميل في الصفحة 217 ( في دار السلام لاأحد أذكى من الآخر ، ففي النهاية يلتقي الجميع في الجحيم ، ويصبرون عليه ويكابدونه ، لقد تعلّموا الصبر وعلّموني إياه وكأنه ضريبة مفروضة على هؤلاء الخمسة ملايين الذين اختاروا دار السلام في بلد 3 أرباع من مساحته هي قرى وأرياف مشتتة...)
9- البنين :
يبدأ المؤلف حديثه عن البنين بوصفه للجو الذي وجده حارا مع أنه فصل الشتاء ، ثم تكلم عن ظاهرة الدراجات النارية " زميدجان" التي تملأ أرجاء البلد كله التي تُحدِثُ ازدحاما مروريا خانقا ، تحدث المؤلف عن أغرب ديانة تعرفها البنين تدعى ب " الفودو" ذات الطقوس العجيبة المرتبطة بالسحر ، والأعجب من هذا إيمان أهل المنطقة بها ويعتقدون بالقدرات الباطلة للكهنة وغيرها من الخزعبلات .
أما عن السكان فهم طيبوا المعشر يكرمون الضيف ، ويذكر المؤلف بتواجد اللبنانيين الشيعة الذين يسعون لفرض مذهبهم الفاسد ويبذلون من أجل ذلك المال ، تطرق أيضا الكاتب إلى تجارة السيارات هنا فوصفها بالرائجة ، ذاك لأن التجار يعمدون إلى تبييض أموالهم في هذه التجارة لذا تجد سعر السيارات أرخص مما هي عليه في أوروبا البلد المصنِّع ، بالاضافة إلى هذه التجارة تكثر تجارة المخدرات بكل أنواعها ..
جاء أسلوب المؤلف على شكلٍ سرديٍّ مشوِّقٍ يضفي عليه لمسات فنية يتخللها فضول المؤلف التي تصنع الدهشة لدى القارئ .
في ختام رحلته للبنين يأخذ قولا جميلا عن السفر وهدفه الأسمى ( من الأشياء العظيمة في السفر هو أننا نكتشف كم من أناسٍ طيبين في هذا العالم) فالرحلة في الأمصار ليست لمن وعى للعبث واللهو بل لاكتشاف الآخر والاحتكاك به والتعرف عليه عن قرب .
10- ليبيا:
ختام رحلاته الكاتب ومشاهداته كانت بالبلد العربي ليبيا ، الذي كان على أعتاب قيام الثورة التي أطاحت بالعقيد القذافي ، وكعادته يبتدأ حديثه من المطار وصولا إلى الفندق بأسلوبه المعهود ، ثم يصف المدينة بتفاصيلها لايترك شيئا يثير انتباهه إلا وسرد من خبره مايمتع القارئ ، حتى الجدران أتى على وصف ماكُتِبَ عليها من خربشات فيقول في الصفحة 250: ( وعلى الجدران أيضا كلام غير مفهوم وشعاراتُ فِرَقٍ رياضية ، كل الخربشات بالعربية ...) أيضا يتطلَّع في أوجه الناس فيصفها إمّا بالانبساط أو الانقباض ثم يتحدث عن سياسةِ الدولة والحصار الذي فُرِض عليها لمدة عشر سنوات فيصفُ ذلك كلّه بأسلوب جميل ( حينها مطار بنغازي أصبح هيكلا بلاحياة وبنَتْ فيه العنكبوت أوهن البيوت سمعتُ عن تلك السنين يومها ارتفعتِ الأسعار وهبط الدينار ، وزاد التضخّم ولامست الدولة حدود الافلاس ...)
كذلك تطرق إلى كرم أهل البلد فيورد بعض الأمثلة على ذلك ، واصفًا إيّاهم بالمتواضعين ، ثمّ عرّجَ إلى ذِكْرِ الرئيس " معمر القذافي" فسرد لنا شيئا من خبره وغرائبه وكلام الشعب حوله خاصة مدينة بنغازي التي كانت تكره وتمقتُ القذافي أيّما مقتٍ بسبب تهميشه لهذه المدينة ، حيث ذكر لنا المؤلف شيئا من دستور القذافي المسمى ب " الكتاب الأخضر " هذا الكتاب الغريب المضحك في ثناياه لمن قرأه .
نلحظ في الصفحة263 في الفقرة الأولى أن الكاتب يتكلم بأسلوب الرواية وكأنّ الفقرة مجتزأةٌ من إحدى الروايات يقول ( لم أكن أتوقع أن رجلا مثل عماد بأساريره المنفرجة ووجهه الطلق ، وملامحه الطفولية ؛ الرجل الوديع الذي لايمل من إسداء الخدمة الكريم المعطاء صاحب الصدر الرحب يتحوَّلُ هكذا فجأةً إلى رجلٍ يحمل السلاح ، ويطلق الرصاص على أهدافٍ بشريةٍ ، مستعد للقتل وجاهز لتنفيذ هذا الحكم ...)
وينقل لنا المؤلف عن كرة القدم وأحوالها في ليبيا وماشهدته من تطورات سلبية أخّر بها المسؤول الأول للبلاد القذافي إذ أصدر بعض القوانين الغريبة التي مسّت نُظُمَ الكرة الدولية ، وأوقفَ بعض الأندية عن اللعب .
ولقد كانت لقوانين القذافي الغريبة ردةَ فعل من طرف شعبه الذي لم يحتمل هذا التعسف ممّا أدّى في نهاية المطاف إلى ثورة 14 فبراير التي أطاحت بالقذّافي ، فسقط الهرم الذي كان شامخا على ليبيا كلّها وأفَلَ نجمُهُ بأن قتله شعبه.
في خاتمة هذا الحديث يمكننا القول بأن الرحلة التي عقدها المؤلف نجم الدين كانت رحلة شيقة حقا ، سافرنا معه سفرا افتراضيا ، طرقنا معه أبواب عشر دولٍ تعرّفنا على قبسٍ من عاداتها وتاريخها وثقافتها وأناسها ، لقد صوّر المؤلف في كتابه الحياة الأفريقية ملخصا عن القارة السمراء برمتها ، فنقل الوقائع كما هي وصور لنا المشاهد كما لو كنّا حاضريها ، لقد أبدع المؤلف أيما إبداع وإن تخلل الكتاب بعض الهنات التي لايسلم منها أي كتاب والكمال لله وحده ، حسبه اجتهاده فيما وصل إليه أطلعنا عليه ، قارئ هذا الكتاب سيعيش معه اللحظة اللحظة ، ويستمتع بقراءته صفحة صفحة ، ومتى أتممت قراءة هذا المؤلَّف الجميل فإنّك ستهنِّئ المؤَلِّفَ على سلامته من بعض الأخطار التي اعترضته في جولاته في هذا العالم المليء بالمتناقضات ، ولايكون ذلك إلا في بلد اسمه القارة الأفريقية. الملخص من كتاب الاخ محمد الأمين بركات [2]
اراء القراء عن الكتاب[عدل]
1- "كقارئة جزائرية لم يسبق لي وأن قرأت عن رحالة جزائري صبَّ ما رآه وعايشه خارج أسوار الجزائر في كتاب... غير أن نجم الدين سيدي عثمان فعل هذا مؤخرا، سحبني أنا المهووسة بالسفر إلى أدغال أدغال القارة السمراء..
بُهِرت بالكتاب انطلاقا من العنوان والغلاف بمجرد أن رأيت إعلان صدوره وكان لي الحظ في الحصول عليه أثناء معرض الكتاب قبل أن تنفذ النسخ ال 500 التي بيعت كلها خلال فترة المعرض، ربما كنت محظوظة شأني شأن كل متعطش للسفر ولو عن طريق كتاب.." إلهام مزيود [3]
2- "في البداية كنت مترددة في قراءة الكتاب باعتبار ان كاتبه هو صحفي رياضي بالاضافة الى انني لم أقرأ من قبل في أدب الرحلات ولكن ما ان قرأته حتى أبهرني فقد اعجبني اسلوبه الشيق والمثير في سرد الأحداث لدرجة تحس بانك تعيش مع الكاتب جميع الاحداث وذلك بفضل اسلوبه السلس والبسيط والمميز في الوصف اضافة الى وصفه الدقيق للتفاصيل بكل انواعها بدون ان تحس بأي ملل ..وفي الاخير استفدت كثيرا من الكتاب وتعلمت الكثير عن القارة الافزيقية التي بالفعل هي قارة عجيبة ليست ككلّ القارات!" إيمان تسنيم [4]
3- "بعد قراءتي لهذا الجميل يمكن القول بأن الرحلة التي عقدها المؤلف نجم الدين كانت رحلة شيقة حقا ، سافرنا معه سفرا افتراضيا ، طرقنا معه أبواب عشر دولٍ تعرّفنا على قبسٍ من عاداتها وتاريخها وثقافتها وأناسها ، لقد صوّر المؤلف في كتابه الحياة الأفريقية ملخصا عن القارة السمراء برمتها ، فنقل الوقائع كما هي وصور لنا المشاهد كما لو كنّا حاضريها ، لقد أبدع المؤلف أيما إبداع وإن تخلل الكتاب بعض الهنات التي لايسلم منها أي كتاب والكمال لله وحده ، حسبه اجتهاده فيما وصل إليه أطلعنا عليه ، قارئ هذا الكتاب سيعيش معه اللحظة اللحظة ، ويستمتع بقراءته صفحة صفحة ، ومتى أتممت قراءة هذا المؤلَّف الجميل فإنّك ستهنِّئ المؤَلِّفَ على سلامته من بعض الأخطار التي اعترضته في جولاته في هذا العالم المليء بالمتناقضات ، ولايكون ذلك إلا في بلد اسمه القارة الأفريقية ..... " بركات محمد [5]
من اين تحصل على الكتاب[عدل]
الكتاب متوفر تقريبا في المكتبات الجزائرية خاصة في الولايات الكبرى.
الظهور الاعلامي المصاحب للكتاب[عدل]
تغطية قناة الشروق الجزائرية للكتاب[6]
^ "رحلات جزائري في ربوع إفريقيا". www.goodreads.com. اطلع عليه بتاريخ 25 نوفمبر 2018. 
^ "نجم عثمان's review of رحلات جزائري في ربوع إفريقيا". www.goodreads.com. اطلع عليه بتاريخ 25 نوفمبر 2018. 
^ "إلهام مزيود's review of رحلات جزائري في ربوع إفريقيا". www.goodreads.com. اطلع عليه بتاريخ 25 نوفمبر 2018. 
^ "Imene Tasnim's review of رحلات جزائري في ربوع إفريقيا". www.goodreads.com. اطلع عليه بتاريخ 25 نوفمبر 2018. 
^ "Barkat Mohamed's review of رحلات جزائري في ربوع إفريقيا". www.goodreads.com. اطلع عليه بتاريخ 25 نوفمبر 2018. 
^ SIDIATMANE NEDJEMEDDINE (2016-12-28)، 'رحلات في ربوع افريقيا' تغطية قناة الشروق لكتاب نجم الدين سيدي عثمان، اطلع عليه بتاريخ 25 نوفمبر 2018 
' |
مصدر HTML المعروض للمراجعة الجديدة (new_html ) | '<div class="mw-parser-output"><p>هو <a href="/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8" title="كتاب">كتاب</a> من تأليف <a href="/wiki/%D9%83%D8%A7%D8%AA%D8%A8_(%D9%85%D8%A4%D9%84%D9%81)" title="كاتب (مؤلف)">الكاتب</a> الصحفي <a href="/w/index.php?title=%D9%86%D8%AC%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86_%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%8A_%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86&action=edit&redlink=1" class="new" title="نجم الدين سيدي عثمان (الصفحة غير موجودة)">نجم الدين سيدي عثمان</a> يرصد في تجربة غير مسبوقة في <a href="/wiki/%D8%A3%D8%AF%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A7%D8%AA" title="أدب الرحلات">أدب الرحلة</a> في <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1" title="الجزائر">الجزائر</a>، أسفار صحفي في عشر دول <a href="/wiki/%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7" title="أفريقيا">إفريقية</a>، في عناق جمالي بين <a href="/wiki/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE" title="تاريخ">التاريخ</a> و<a href="/wiki/%D8%AC%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A7" title="جغرافيا">الجغرافيا</a> و<a href="/wiki/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9" title="سياسة">السياسة</a> و<a href="/wiki/%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF_(%D8%B9%D9%84%D9%85)" title="اقتصاد (علم)">الاقتصاد</a> والفنون دون أن يخلو الكتاب من الأسطورة الإفريقية و الموروث الشعبي، الكتاب الذي زاوج بين اللغة الصحفية و السرد الأدبي يتضمن مشاهدات، انطباعات و حكايات كثيرة و قصصًا واقعية تستحق أن تٌقْرأ.<sup id="cite_ref-1" class="reference"><a href="#cite_note-1">[1]</a></sup>
</p><p>الكتاب اصدر سنة 2016 من دار الأمة خلال <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A_%D9%84%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8_%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1" title="الصالون الدولي للكتاب بالجزائر">الصالون الدولي للكتاب بالجزائر</a> (282 صفحة).
</p>
<div id="toc" class="toc"><input type="checkbox" role="button" id="toctogglecheckbox" class="toctogglecheckbox" style="display:none" /><div class="toctitle" lang="ar" dir="rtl"><h2>محتويات</h2><span class="toctogglespan"><label class="toctogglelabel" for="toctogglecheckbox"></label></span></div>
<ul>
<li class="toclevel-1 tocsection-1"><a href="#ملخص_الكتاب"><span class="tocnumber">1</span> <span class="toctext">ملخص الكتاب</span></a></li>
<li class="toclevel-1 tocsection-2"><a href="#اراء_القراء_عن_الكتاب"><span class="tocnumber">2</span> <span class="toctext">اراء القراء عن الكتاب</span></a></li>
<li class="toclevel-1 tocsection-3"><a href="#من_اين_تحصل_على_الكتاب"><span class="tocnumber">3</span> <span class="toctext">من اين تحصل على الكتاب</span></a></li>
<li class="toclevel-1 tocsection-4"><a href="#الظهور_الاعلامي_المصاحب_للكتاب"><span class="tocnumber">4</span> <span class="toctext">الظهور الاعلامي المصاحب للكتاب</span></a></li>
</ul>
</div>
<h2><span id=".D9.85.D9.84.D8.AE.D8.B5_.D8.A7.D9.84.D9.83.D8.AA.D8.A7.D8.A8"></span><span class="mw-headline" id="ملخص_الكتاب">ملخص الكتاب</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A7%D8%AA_%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A_%D9%81%D9%8A_%D8%B1%D8%A8%D9%88%D8%B9_%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7&action=edit&section=1" title="عدل القسم: ملخص الكتاب">عدل</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2>
<p>كتاب رحلات جزائري في ربوع افريقيا لمؤلِّفه الصحفي بجريدة الهداف الجزائرية نجم الدين سيدي عثمان الصادر عن دار الأمة بالجزائر 2016 ، يصنف من ضمن كتب أدب الرحلات ، ولعل الجميل في هذا أن المؤلف صحفيٌّ استطاع أن يجمع شتات مشاهداته بكل بلد أفريقي يزوره ، ولم يكتف بالمشاهدة فقط بل يدفعه فضوله الجميل إلى سؤال أهل البلد فيطلعنا بخبايا وعادات الناس ومعتقداتهم، ويضفي لمسته الابداعية بأسلوبه المشوّق يجذب القارئ إليه ويحاوره.
</p><p>قبل أن يبتدأ المؤلف رحلاته وجولاته يضعنا بين مقدمة راقية جمع فيها أغلب ماسيجده القارئ في ثنايا الكتاب بإشارات خاطفة مشوقة تجعله يتلهف بشغف لرؤية فصول الكتاب يقول : (ماأضمنه من هذه السطور أن القارئ سيلامس إحساس الكاتب ولن يشعر بالملل وهو ينتقل من صفحة إلى أخرى ... ) فنجده قد وفّى بشرطه الذي وضعه .
</p>
<table class="infobox_v2 plainlist" cellspacing="3px">
<tbody><tr>
<th scope="col" colspan="2" class="entete universite" style="line-height:1.5em; background-color:#EE9A4D;color:#000000">رحلات جزائري في ربوع إفريقيا
</th></tr>
<tr><th style="text-align: right; background-color:#F3F3F3;" scope="row">المؤلف</th>
<td style="">نجم الدين سيدي عثمان</td>
</tr><tr>
<th style="text-align: right; background-color:#F3F3F3;" scope="row">اللغة</th>
<td style="">العربية</td>
</tr><tr>
<th style="text-align: right; background-color:#F3F3F3;" scope="row">البلد</th>
<td style="">الجزائر</td>
</tr><tr>
<th style="text-align: right; background-color:#F3F3F3;" scope="row">تاريخ الإصدار</th>
<td style="">2016</td>
</tr><tr>
<th scope="col" colspan="2" style="text-align:center;background-color:#E1E1E1;color:#000000">التقديم
</th>
</tr><tr>
<th style="text-align: right; background-color:#F3F3F3;" scope="row">عدد الصفحات</th>
<td style="">282</td>
</tr><tr>
<td class="navigation-only" colspan="2" style="border-top: 2px #EE9A4D dotted; font-size: 80%; background:inherit; text-align: left;"><span class="plainlinks" style="float:right;"><a class="external text" href="//ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A7%D8%AA_%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A_%D9%81%D9%8A_%D8%B1%D8%A8%D9%88%D8%B9_%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7&action=edit&section=0"><span style="color:#555;">تعديل</span></a></span> <a href="//ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A8:%D8%B5%D9%86%D8%AF%D9%88%D9%82_%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA_%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8" title="طالع توثيق القالب"><img alt="طالع توثيق القالب" src="//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/b4/Gtk-dialog-info.svg/12px-Gtk-dialog-info.svg.png" width="12" height="12" srcset="//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/b4/Gtk-dialog-info.svg/18px-Gtk-dialog-info.svg.png 1.5x, //upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/b4/Gtk-dialog-info.svg/24px-Gtk-dialog-info.svg.png 2x" data-file-width="60" data-file-height="60" /></a></td></tr>
</tbody></table>
<p>هدف الكتاب هو تصحيح تلك الشائعات التي ترسخت في أذهاننا حول البلد الأفريقي الذي لم نكن نعرف عن أحواله إلا المرض والعوز ، فأراد أن يُبَدِّدَ المؤلف تلك الغشاوة الزائفة ويُبِين عن نقيض ماكنّا نعتقده بنقله المحسوس للبلدان العشرِ التي زارها ، والهدف الثاني أن المؤلف أراد أن يظُهر للقراء بأن الصحفي ليس همّه جمع المادة وارسالها فقط بل الهدف أسمى وأجلُّ .
</p><p>يقسّم المؤلف كتابه إلى عشرة فصول بعد مقدمة جعلها يضع القارئ بين يدي الكتاب ، ليبتدأ رحلته في كتابه بعد أن خاضها على الواقع من البلد العربي السودان إذ ينقل واقعه بشكل دقيق بسيط ، فيصف شعبه بالمضياف الكريم ، المتربّع على عرش الرضا والتسليم ، مع قلة ذات اليد إلا أن النفوس جُبِلت على قول الحمد لله ، وبأنهم متآلفون مع أنفسهم قبل أن يتآلفوا مع الآخر...
</p><p>1-<a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86" title="السودان">السودان</a>:
</p><p>تحدّث المؤلف على أنّه لاتوجد مراسيم حتى تلتقيَ شخصا مسؤولا أو رجلا في السلطة كما تحدث عن ثقافة الشعب المتعددة ، ولم تخلُ يوميات الكاتب من الحديث عن السياسة إذ أنّه على أعتاب انفصال السودان إلى قسمين : قسم بالجنوب ، وقسم بالشمال ، ولعلنا نطرح سؤالا حول قول المؤلف : (ولاندري إن كُنّا سنقول اليوم أن السودان قد نجا من ركوب موجة مايسمى بالربيع العربي ، أو نقول إنه ضيَّعَ الفرصة ..)فماذا يقصد هنا أهو متفائلٌ بالربيع العربي ؟
</p><p>ثمّ يستفيضُ الكاتب وصفا لرحلته بالسودان فنجد السياسة والرياضة والأدب حاضرة في حديثه بأسلوبٍ سلسٍ يتخلّلها بعض الطرائف ، لقد أدخلنا المؤلف في قلب السودان ولم نخرج معه منها إلا والمشاعر الجميلة قد أكسبناها من خلال وصفه الشيّق ، وعلى توقيع " توتي توتي الحَدُّوثة لم تنتهِ " .
</p><p>2- <a href="/wiki/%D8%BA%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9" title="غينيا الاستوائية">غينيا الاستوائية</a>:
</p><p>أما عن غينيا الاستوائية فهو حديث عن أخطر بلدٍ يراهُ المؤلف والعناوين التي يصدّرها كتابه حول هذه الرحلة تدلّ على ما قلناه مثل " ليلة الهروب من دكتاتور غينيا"و"نصف الشعب يتجسس على النصف الآخر" إذ لاتسمح غينيا لأيِّ شخصٍ يتكلم عن سلطة البلد أو رئيسه بل تعتقلُه ، وربما المصير القتلُ ، على الرغم من خطورة الوضع لم يمنع المؤلف من السير في البلاد وسرد وقائع مايشاهده فيحدّثنا عن شعب غينيا الاستوائية ومايأكلون فيذهلنا بأنهم يأكلون القردة والتماسيح والخنافس – وهذا ماتنفر منه الأنفس السوية – ووصف كذلك شعبها بأنه كسولٌ كلُّ آماله معقودةٌ على البواخر وماتأتي به ليأكلَ .
</p><p>الحديث عن غينيا الاستوائية هو الحديث عن المشاكل لأتفهِ الأسباب كالتّصوير في الأماكن العمومية ، وغيرها من الأسباب ...
</p><p>لقد تكلم المؤلف وأسهب في وصفه لغينيا الاستوائية فبدأ بالهرم الأعلى( الرئيس) إلى أدنى طبقة في المجتمع وكأنه يلتقط كلامه بآلة التصوير وكانت لغته جميلة بديعة يصفُ فيبدع، ويصوِّرُ فيبدع
</p><p>نرى أن المؤلف صدّر حديثه عن غينيا الاستوائية بالرئيس " تيودور" فتكلم عنه وعن سياسته كثيرا ، فلا تكاد تخلو صفحة من ذِكره أو ذِكر شيءٍ من خبره ، والطريف في هذا أنه اختتم جولاته وكلامه بالحديث عنه أيضا بقوله " اعتقدتُ أن السائق سيأخذني إلى بيت "تيودورأوبيانغ" ، لعله رُهاب مالاقاه من سياسة مستبدة في هذا البلد حيث يجلعه يلهج بذِكر الرئيس.
</p><p>3- <a href="/wiki/%D9%85%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%88%D9%8A" title="مالاوي">مالاوي</a> :
</p><p>من جماليات هذا المؤَلف عناوينه الرئيسة التي نجدها في كل فصول الكتاب ، فمثلا في حديثه عن مالاوي جاءت عناوينه مكثفة تنطوي على الكثير من الأخبار ، ولعل العنوان الأبرز ( في مالاوي أفقر بلدان أفريقيا والعالم ) لقد تكلم نجم الدين عن الحياة العامة لهذا البلد وكيف أنهم يأكلون الفئران وأنها من الثقافة الموروثة للشعب هنا وليس للجوع ، تكلم عن حالة الاسلام في البلد إذ الهنود أسياد ٌ لسيطرتهم على التجارة والاقتصاد ، وكأن حديث المؤلف يتقاطعُ مع كلام صاحب كتاب ( في أفريقيا الخضراء مشاهدات وانطباعات وأحاديث عن الاسلام والمسلمين لمحمّد بن ناصر العُبودي) الذي يتكلم بإسهاب عن حالة المسلمين في مالاوي ، ويورد نجم الدين في الصفحة( 87) اسم الداعية المعروف عبد الرحمن السميط ، ولكنه يخطئ في تسميته فهو عبد الرحمن وليس عبد الحميد كما ذكر ولعل هذا سقط سهوا لاقصدا .
</p><p>يحدثنا المؤلف كذلك عن الرئيس " جويس باندا ومافعلته من أعمال نبيلة خلّدها الشعب، وسطّرها التاريخ .
</p><p>يختتم المؤلف كلامه بأسلوب راقٍ ومؤثّرٍ ( إنّ الضحك وحتى الابتسام بذخٌ يون أنه لايليق بهم ، فهم خُلِقوا ليكونوا فقراء ...) ليضع آخر جملة وهي قوله: ( وهكذا غادرتُ مالاوي قلب أفريقيا الدافئ وأنا حزين جدا ...)
</p><p>4- <a href="/wiki/%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8_%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7" title="جنوب أفريقيا">جنوب أفريقيا</a> :
</p><p>الحديث عن جنوب أفريقيا هو الحديث عن التناقضات برمتها هذا ماجعل المؤلف يضع عنوانه الأول " في جنوب أفريقيا حيث الجمة والنار على مرمى حجر " لقد تكلم الكاتب عن المناجم الموجودة في هذا البلد واستفاض في ذكر بعض الوقائع واسترجع التاريخ لذكر شيء من الحوادث التي جرت ، وتحدث عن السود إذ أنهم عادوا للانتقام من البِيض ، والشيء المغيَّبُ في هذا البلد هو انعدام تطبيق القوانين فبالمال يمكنك أن تخرج من السجن حتى وإن ارتكبت جريمة قتل – على حد تعبير المؤلف- كما أحاطنا وصفا ببيت رجل السلام " نيلسون مانديلا " الذي أضحى متحفا للسيّاح ، تحدث أيضا عن الجزائريين المتواجدين بجنوب أفريقيا ليضعنا في أحواء المدينة الاصطناعية الساحرة " صن سيتي " التي يصفها بقوله ( إنّ صن سيتي تحفة فريدة فهي مدينة سياحية بغابات كثيفة وبحيرات مع هندسة أفريقية ...
</p><p>وترى المؤلف في الصفحة 103 يقتبس من كتاب ( رحلتي الطويلة من أجل الحرية لنيلسون مانديلا) يدل على إلمام المؤلف واطلاعه على كتب الرحلات والسِّيَر الذاتية ، أما عن أسلوبه فكان راقيا طبعتُه مُسحةُ الحزن التي نلمحها في ثنايا هذه الرحلة مثلا ص 110 يقول : (هنا الحياة مظلمة ؛ لونها الوحيد هو الحرمان ...) ولاغرابة في هذا فالمشاهد القاتمة التي عايشها المؤلف تركت أثرا في نفسيته تترك القارئ ينفعل حزنا .
</p><p>لقد استطاع أن يزاوج بين سرده ينقلُ مشاهداته التي في أغلبها مشاهد محزنة ، وتارة يشوّقُنا بمغامراته التي تدفع الملل والسآمة ، ولعل أجمل فقراته هنا هي قوله في الصفحة 97 ( ... ووجدتُ فيها أنّ أغلى مافيها هو الذهب والألماس والبلاتين ، وأرخص مايكون هي الروح البشرية ...)
</p><p>وهي ملخص هذا البلد المليء بالمتناقضات والعناوين التي ساقها دالة على هذا .
</p><p>5- <a href="/wiki/%D8%A8%D9%88%D8%B1%D9%83%D9%8A%D9%86%D8%A7_%D9%81%D8%A7%D8%B3%D9%88" title="بوركينا فاسو">بوركينافاسو</a> :
</p><p>يأخذنا المؤلف بخيالنا لنعيش معه اللحظة التي كتبها ، فابتدأ حديثه عن الجو ذي الرطوبة العالية بهذا البلد ليستفيض بعدها في ذكر الاخبار هنا فتكلم عن تواجد المهاجرين وعن حالة المسلمين الذين يمثّلون 60 بالمئة من السكان وهم متحكمون في أحوال التجارة ، وكعادته يضع المؤلف تلك العناوين التي تجذب القارئ كقوله ( يستيقظون باكرا حتى لايسبقهم أحد إلى الشقاء ..) وهي مستوحاة من إحدى مقولات محمد الماغوط ، ومن الجميل أيضا في هذا الكتاب بعض الصور المرفقة التي تضفي عليه لمسة الواقع ويستفيض المؤلف في سرد الوقائع والمشاهدات التي طرأت له وعاينها بهذا البلد ، لعل من الطرائف التي نجدها في رحلته لبوركينافاسو هي عفوية ذلك الطفل البوركينابي وبراءته دفعته لنصح المؤلف صاحب هذه السطور بقوله ص 128: هناك محل قريب أسعاره منخفضة عن هذا المحل ..
</p><p>6- <a href="/wiki/%D9%84%D9%8A%D8%B3%D9%88%D8%AA%D9%88" title="ليسوتو">ليزوتو</a> :
</p><p>بقدر حماس الكاتب لرؤية ليزوتو يحمّسُ قارئه على عادته ، حيث يستعمل أسلوب اللف والنشر ، يجمع مشاهداته في بداية كل رحلة على شكل ومضاتٍ خاطفةٍ ، ثم يسترسلُ في سرد الوقائع بتفاصيلها والغرض من هذا كله جذب انتباه القارئ وتشويقه لمعرفة ماتحويه كل رحلة ، إلا أننا نلحظ هدوءا تامّا في وصف الكاتب لرحلته لليزوتو وليس كوصفه مثلا لجنوب أفريقيا أو غينيا الاستوائية ، ربما ذاك راجع لهدوء البلد وسكينته ووداعة أهله ولعل الشيء الجميل أن يطلعك المؤلف عن معلومة جديدة تخص البلد الذي يحلُّ به مثل مايقول عن عادة يتمثلها أهل ليزوتو وهي ارتداء البطانيات حيث إنها ( تعود إلى تأسيس أمَّة "باسوتولاند" في القرن19 ، إذ جاء التجار بعد اعوام إلى مايعرف ب " باسوتولاند" حينها ، ومعهم البطانيات باعوها للسكان فارتدوها في حياتهم اليومية ولم تبق في بيوتهم ...
</p><p>يطلعنا المؤلف أنه بالامكان في هذا البلد اقتناء جواز سفر كل ماعليك دفع المال فحسب، وهو أمر شائع ، والغريب في هذا البلد أنْ لاسيوخ به وإن وجدت أحدهم فستكون من المتعة أن تأخذ صورة تذكارية معه –على حد تعبير المؤلف – والعلة في هذا أن مرض الايدز يفتك بأهل البلد وهم في مراحل متقدمة من العمر وهو متفشٍّ بشكل رهيب كما أن الحصول على الرعاية الطبية غير ممكنة .
</p><p>لقد تكلم المؤلف عن رئيس ليزوتو ، وعن السياسة المنتهجة للبلد وذكر الانقلابات التي حصلت به.
</p><p>والحقيقة أن وصف المؤلف لرحلته لليزوتو لم يكن كسابقه من الرحلات فقد انعدم التشويق الذي اشترطه في مقدمته ص 6 ( وماأضمنه بين هذه السطور أن القارئ سيلامس إحساس الكاتب ، ولن يشعر بالملل وهو ينتقل من صفحة إلى أخرى ...)
</p><p>7- <a href="/wiki/%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A" title="مالي">مالي</a> :
</p><p>في كل بلد يزوره المؤلف ثمّة حزمة من الحكايا والغرائب المثيرة والطريفة ، إذ يسافر بنا سفرا افتراضيا نعيش معه اللحظة بتفاصيلها ولا نتوقع ما ستُسْفِر عليه صفحات هذه الرحلة من احداث .
</p><p>والكاتب في رحلته إلى مالي أقبل على مخاطرة لاتحمد عواقبها حيث إنه أمضى على وثيقة التزام التي تُحمّله مسؤولية ماسيحدث له في هذا البلد المتفشي فيه كل أنواع الأمراض كالايدز والايبولا وغيرها ، ولحسن حظه خرج كما دخل صحيحا معافى ...
</p><p>هي ثلاث دروس استفاد منها كاتب الاسطار هذه وأقرّها في كتابه ليبيّن للقارئ طبيعة الانسان المالي وكانت أول هذه الدروس
</p><p>- احترام القوانين : وكان هذا درس من سائق المركبة الذي يقول ص ( ..أنا أحترم القوانين لأجل سلامتي ، ولا أعبأإن كان هناك شرطي في المكان أم لم يكن ) فيعلق المؤلف بأنه تلقى درسا حضاريا يبقى في ذاكرته.
</p><p>- احترام الآخرين : إذ يطلب موظف الاستقبال في الفندق من صاحب الكتاب أن يخفِض صوته لأن الوقت متأخر بالليل والناس نيام ، فما أجمل أن يعترف الانسان بخطئه ، ويؤوبَ عن فعلته.
</p><p>- الصبر والنهي عن الغضب : وتلقاه حينما أخطأ سائقُ المركبة الطريقَ ، فغضب المؤلف فيبصِّرُه السائق بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه ( نهى عن الغضب)
</p><p>ولو لم تكن في هذه الرحلة إلا هذه الدروس الثلاثة لكَفَت ، لكنّ المؤلف كعادته ذا فضول كبير مايبرحُ عن شيء يراه حتى يطلعنا على قَبسٍ منه ، لقد وصف عادات أهل البلد في اللباس والأكل وحتى هندسة البيوت ، ووصف الماليين بأنهم يميلون للسلم ويحبون المساعدة ، ونجد أحداث يذكرها نستغن عن ذكرها ...
</p><p>أظرف شيء في هذه الرحلة الماتعة قول المؤلف وهو أحد العناوين التي وضعها ص 188 ( الزواج مثل شراء حبة الأناناس) عنوان يثير الضحك والغرابة ويدفعنا للفضول ، لأن الزواج عندهم سهل متيسر لاصعوبة فيه ، كل مافي الأمر هو الرضى بين الطرفين وتوقيع العهد في المصالح الرسمية ، ثم الحفل يكون بسيطا لاتكلفة فيه ، والأمر الطريف أن المؤلف لم يستوعب هذا – على حد تعبيره- والمهر عندهم عادة كمية من المكسرات ...
</p><p>هكذا كانت رحلة المؤلف لهذا البلد الطّيِّبِ أهلُهُ يترك انطباعا جميلا في نفسيته بقوله ( ولم أجد أبسط من المالي في طبعه وفي هدوئه وسعة صدره وقناعته ...)
</p><p>8- <a href="/wiki/%D8%AA%D9%86%D8%B2%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7" title="تنزانيا">تنزانيا</a> :
</p><p>يفتتح المؤلف حديثه عن تنزانيا بعنوان نجد به مفارقة كبيرة جدا ( تنزانيا دار الأمان والهرويين والنفوذ اليهودي ) فالمعروف أن البلد الذي تحل به تجارة المخدرات تكون به الجرائم والفوضى ، ومع ذلك فتنزانيا دار السلام والأمان ، ولن نستغرب مثل هذه الأمور في بلد أفريقي فالقارة السمراء كلها بلد الغرائب والعجائب ، بلد المتناقضات برمّتها .
</p><p>يطلعنا على مميزات البلد فالناس يأتون إلى تنزانيا من كل أقطار العالم إما لمشاهدة أو تسلّق قمم جبالها الشاهقة التي تصل إلى 5895متر، أو ممارسة هواية " السفاري" وهو نمط من الرحلات البرية ، كما تعد تنزانيا أكبر ملجأ للمهاجرين في أفريقيا يذكر المؤلف بالأرقام عدد المهاجرين بهذا البلد .
</p><p>أمّا عن أسلوب المؤلف فهو أسلوب ماتع كما عوّدنا عليه في الفصول السابقة عدا أنّه في الصفحة 202 عمَد إلى أسلوب " الاستطراد" بقوله: ( سمعتُ للمرة الأولى عن ذبابة " تسي تسي" ...) ثم يقطع كلامه ليتبعه فِقَرًا خائضًا في مواضيعَ أخرى، ثم يعود ويقول : ( وعدتُ أفكّر في أمر هذه الذبابة الغريبة التي سأكلمكم عنها...) حيث يأتي بذكر تفصيلها في الصفحة 204 ، والمعروف في أسلوب الاستطراد هو أن تكون في موضوع ما ثم تنقطع عنه لموضوع ثانٍ مع ترك شيء يدل القارئ بأن المؤلف سيعود للموضوع الأول حتى لايتشتت فكره ، وهذا مالم يفعله المؤلف هنا في فقرته الأولى .
</p><p>أيضا يخبرنا المؤلف عن لغة البلد التي تعرف " بالسواحلية " وهي قريبة في بعض ألفاظها من العربية ، ويورد بعض الأمثلة كقوله :( "سماكي" وهي مااسمك ، "خبارك "ماهي أخبارك ، "ألفو " ألف ، يالها من لهجة جميلة ) ومن المصادفات أن تتقاطع الأمثلة التي يوردها لنا المؤلف مع أمثلة نجدها عند صاحب كتاب ( في أفريقيا الخضراء ، ناصر العبودي ) - السابق ذِكره – حيث يقول في الصفحة 601( واسمك "سماكا" ... وماألطف قول الأفريقيين حيث يقابل بعضهم بعضا " خبارى" أي خبرك ، والمراد ماخبرك ، أي كيف حالك؟.
</p><p>يتحدث المؤلف كذلك عن المخدرات كيف يتم تهريبها فالشرطة تقوم بتسهيل مرور هذه الآفة التي يسمونها " السكر الأبيض" وهو اسمٌ للتعمية ، وتحسين القبيح ، ومهما يكن فالمخدرات مخدرات مهما وصف به.
</p><p>تكلم المؤلف عن الباعة المتجولين الذين يبيعون أعلام الدول على الأرصفة ومن بين الأعلام علم الكيان الصهيوني ، كما تكلم عن حركة المرور فوصفها بالخانقة جدا ، وما لكَ إلا الصبر وأنت تقطع أحَدَ الطرق لقضاء حاجياتك ، لقد عبّر المؤلف بأسلوب جميل في الصفحة 217 ( في دار السلام لاأحد أذكى من الآخر ، ففي النهاية يلتقي الجميع في الجحيم ، ويصبرون عليه ويكابدونه ، لقد تعلّموا الصبر وعلّموني إياه وكأنه ضريبة مفروضة على هؤلاء الخمسة ملايين الذين اختاروا دار السلام في بلد 3 أرباع من مساحته هي قرى وأرياف مشتتة...)
</p><p>9- <a href="/wiki/%D8%A8%D9%86%D9%8A%D9%86" title="بنين">البنين</a> :
</p><p>يبدأ المؤلف حديثه عن البنين بوصفه للجو الذي وجده حارا مع أنه فصل الشتاء ، ثم تكلم عن ظاهرة الدراجات النارية " زميدجان" التي تملأ أرجاء البلد كله التي تُحدِثُ ازدحاما مروريا خانقا ، تحدث المؤلف عن أغرب ديانة تعرفها البنين تدعى ب " الفودو" ذات الطقوس العجيبة المرتبطة بالسحر ، والأعجب من هذا إيمان أهل المنطقة بها ويعتقدون بالقدرات الباطلة للكهنة وغيرها من الخزعبلات .
</p><p>أما عن السكان فهم طيبوا المعشر يكرمون الضيف ، ويذكر المؤلف بتواجد اللبنانيين الشيعة الذين يسعون لفرض مذهبهم الفاسد ويبذلون من أجل ذلك المال ، تطرق أيضا الكاتب إلى تجارة السيارات هنا فوصفها بالرائجة ، ذاك لأن التجار يعمدون إلى تبييض أموالهم في هذه التجارة لذا تجد سعر السيارات أرخص مما هي عليه في أوروبا البلد المصنِّع ، بالاضافة إلى هذه التجارة تكثر تجارة المخدرات بكل أنواعها ..
</p><p>جاء أسلوب المؤلف على شكلٍ سرديٍّ مشوِّقٍ يضفي عليه لمسات فنية يتخللها فضول المؤلف التي تصنع الدهشة لدى القارئ .
</p><p>في ختام رحلته للبنين يأخذ قولا جميلا عن السفر وهدفه الأسمى ( من الأشياء العظيمة في السفر هو أننا نكتشف كم من أناسٍ طيبين في هذا العالم) فالرحلة في الأمصار ليست لمن وعى للعبث واللهو بل لاكتشاف الآخر والاحتكاك به والتعرف عليه عن قرب .
</p><p>10- <a href="/wiki/%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A7" title="ليبيا">ليبيا</a>:
</p><p>ختام رحلاته الكاتب ومشاهداته كانت بالبلد العربي ليبيا ، الذي كان على أعتاب قيام الثورة التي أطاحت بالعقيد القذافي ، وكعادته يبتدأ حديثه من المطار وصولا إلى الفندق بأسلوبه المعهود ، ثم يصف المدينة بتفاصيلها لايترك شيئا يثير انتباهه إلا وسرد من خبره مايمتع القارئ ، حتى الجدران أتى على وصف ماكُتِبَ عليها من خربشات فيقول في الصفحة 250: ( وعلى الجدران أيضا كلام غير مفهوم وشعاراتُ فِرَقٍ رياضية ، كل الخربشات بالعربية ...) أيضا يتطلَّع في أوجه الناس فيصفها إمّا بالانبساط أو الانقباض ثم يتحدث عن سياسةِ الدولة والحصار الذي فُرِض عليها لمدة عشر سنوات فيصفُ ذلك كلّه بأسلوب جميل ( حينها مطار بنغازي أصبح هيكلا بلاحياة وبنَتْ فيه العنكبوت أوهن البيوت سمعتُ عن تلك السنين يومها ارتفعتِ الأسعار وهبط الدينار ، وزاد التضخّم ولامست الدولة حدود الافلاس ...)
</p><p>كذلك تطرق إلى كرم أهل البلد فيورد بعض الأمثلة على ذلك ، واصفًا إيّاهم بالمتواضعين ، ثمّ عرّجَ إلى ذِكْرِ الرئيس " معمر القذافي" فسرد لنا شيئا من خبره وغرائبه وكلام الشعب حوله خاصة مدينة بنغازي التي كانت تكره وتمقتُ القذافي أيّما مقتٍ بسبب تهميشه لهذه المدينة ، حيث ذكر لنا المؤلف شيئا من دستور القذافي المسمى ب " الكتاب الأخضر " هذا الكتاب الغريب المضحك في ثناياه لمن قرأه .
</p><p>نلحظ في الصفحة263 في الفقرة الأولى أن الكاتب يتكلم بأسلوب <a href="/wiki/%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9_(%D8%A3%D8%AF%D8%A8)" title="رواية (أدب)">الرواية</a> وكأنّ الفقرة مجتزأةٌ من إحدى الروايات يقول ( لم أكن أتوقع أن رجلا مثل عماد بأساريره المنفرجة ووجهه الطلق ، وملامحه الطفولية ؛ الرجل الوديع الذي لايمل من إسداء الخدمة الكريم المعطاء صاحب الصدر الرحب يتحوَّلُ هكذا فجأةً إلى رجلٍ يحمل السلاح ، ويطلق الرصاص على أهدافٍ بشريةٍ ، مستعد للقتل وجاهز لتنفيذ هذا الحكم ...)
</p><p>وينقل لنا المؤلف عن كرة القدم وأحوالها في ليبيا وماشهدته من تطورات سلبية أخّر بها المسؤول الأول للبلاد القذافي إذ أصدر بعض القوانين الغريبة التي مسّت نُظُمَ الكرة الدولية ، وأوقفَ بعض الأندية عن اللعب .
</p><p>ولقد كانت لقوانين القذافي الغريبة ردةَ فعل من طرف شعبه الذي لم يحتمل هذا التعسف ممّا أدّى في نهاية المطاف إلى ثورة 14 فبراير التي أطاحت بالقذّافي ، فسقط الهرم الذي كان شامخا على ليبيا كلّها وأفَلَ نجمُهُ بأن قتله شعبه.
</p><p>في خاتمة هذا الحديث يمكننا القول بأن الرحلة التي عقدها المؤلف نجم الدين كانت رحلة شيقة حقا ، سافرنا معه سفرا افتراضيا ، طرقنا معه أبواب عشر دولٍ تعرّفنا على قبسٍ من عاداتها وتاريخها وثقافتها وأناسها ، لقد صوّر المؤلف في كتابه الحياة الأفريقية ملخصا عن القارة السمراء برمتها ، فنقل الوقائع كما هي وصور لنا المشاهد كما لو كنّا حاضريها ، لقد أبدع المؤلف أيما إبداع وإن تخلل الكتاب بعض الهنات التي لايسلم منها أي كتاب والكمال لله وحده ، حسبه اجتهاده فيما وصل إليه أطلعنا عليه ، قارئ هذا الكتاب سيعيش معه اللحظة اللحظة ، ويستمتع بقراءته صفحة صفحة ، ومتى أتممت قراءة هذا المؤلَّف الجميل فإنّك ستهنِّئ المؤَلِّفَ على سلامته من بعض الأخطار التي اعترضته في جولاته في هذا العالم المليء بالمتناقضات ، ولايكون ذلك إلا في بلد اسمه القارة الأفريقية. الملخص من كتاب الاخ <a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86_%D8%A8%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA&action=edit&redlink=1" class="new" title="محمد الأمين بركات (الصفحة غير موجودة)">محمد الأمين بركات</a> <sup id="cite_ref-2" class="reference"><a href="#cite_note-2">[2]</a></sup>
</p>
<h2><span id=".D8.A7.D8.B1.D8.A7.D8.A1_.D8.A7.D9.84.D9.82.D8.B1.D8.A7.D8.A1_.D8.B9.D9.86_.D8.A7.D9.84.D9.83.D8.AA.D8.A7.D8.A8"></span><span class="mw-headline" id="اراء_القراء_عن_الكتاب">اراء القراء عن الكتاب</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A7%D8%AA_%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A_%D9%81%D9%8A_%D8%B1%D8%A8%D9%88%D8%B9_%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7&action=edit&section=2" title="عدل القسم: اراء القراء عن الكتاب">عدل</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2>
<p>1- "كقارئة جزائرية لم يسبق لي وأن قرأت عن رحالة جزائري صبَّ ما رآه وعايشه خارج أسوار الجزائر في كتاب... غير أن نجم الدين سيدي عثمان فعل هذا مؤخرا، سحبني أنا المهووسة بالسفر إلى أدغال أدغال القارة السمراء..
بُهِرت بالكتاب انطلاقا من العنوان والغلاف بمجرد أن رأيت إعلان صدوره وكان لي الحظ في الحصول عليه أثناء معرض الكتاب قبل أن تنفذ النسخ ال 500 التي بيعت كلها خلال فترة المعرض، ربما كنت محظوظة شأني شأن كل متعطش للسفر ولو عن طريق كتاب.." <a href="/w/index.php?title=%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85_%D9%85%D8%B2%D9%8A%D9%88%D8%AF&action=edit&redlink=1" class="new" title="إلهام مزيود (الصفحة غير موجودة)">إلهام مزيود</a> <sup id="cite_ref-3" class="reference"><a href="#cite_note-3">[3]</a></sup>
</p><p>2- "في البداية كنت مترددة في قراءة الكتاب باعتبار ان كاتبه هو صحفي رياضي بالاضافة الى انني لم أقرأ من قبل في أدب الرحلات ولكن ما ان قرأته حتى أبهرني فقد اعجبني اسلوبه الشيق والمثير في سرد الأحداث لدرجة تحس بانك تعيش مع الكاتب جميع الاحداث وذلك بفضل اسلوبه السلس والبسيط والمميز في الوصف اضافة الى وصفه الدقيق للتفاصيل بكل انواعها بدون ان تحس بأي ملل ..وفي الاخير استفدت كثيرا من الكتاب وتعلمت الكثير عن القارة الافزيقية التي بالفعل هي قارة عجيبة ليست ككلّ القارات!" <a href="/w/index.php?title=%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86_%D8%AA%D8%B3%D9%86%D9%8A%D9%85&action=edit&redlink=1" class="new" title="إيمان تسنيم (الصفحة غير موجودة)">إيمان تسنيم</a> <sup id="cite_ref-4" class="reference"><a href="#cite_note-4">[4]</a></sup>
</p><p>3- "بعد قراءتي لهذا الجميل يمكن القول بأن الرحلة التي عقدها المؤلف نجم الدين كانت رحلة شيقة حقا ، سافرنا معه سفرا افتراضيا ، طرقنا معه أبواب عشر دولٍ تعرّفنا على قبسٍ من عاداتها وتاريخها وثقافتها وأناسها ، لقد صوّر المؤلف في كتابه الحياة الأفريقية ملخصا عن القارة السمراء برمتها ، فنقل الوقائع كما هي وصور لنا المشاهد كما لو كنّا حاضريها ، لقد أبدع المؤلف أيما إبداع وإن تخلل الكتاب بعض الهنات التي لايسلم منها أي كتاب والكمال لله وحده ، حسبه اجتهاده فيما وصل إليه أطلعنا عليه ، قارئ هذا الكتاب سيعيش معه اللحظة اللحظة ، ويستمتع بقراءته صفحة صفحة ، ومتى أتممت قراءة هذا المؤلَّف الجميل فإنّك ستهنِّئ المؤَلِّفَ على سلامته من بعض الأخطار التي اعترضته في جولاته في هذا العالم المليء بالمتناقضات ، ولايكون ذلك إلا في بلد اسمه القارة الأفريقية ..... " <a href="/w/index.php?title=%D8%A8%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA_%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF&action=edit&redlink=1" class="new" title="بركات محمد (الصفحة غير موجودة)">بركات محمد</a> <sup id="cite_ref-5" class="reference"><a href="#cite_note-5">[5]</a></sup>
</p>
<h2><span id=".D9.85.D9.86_.D8.A7.D9.8A.D9.86_.D8.AA.D8.AD.D8.B5.D9.84_.D8.B9.D9.84.D9.89_.D8.A7.D9.84.D9.83.D8.AA.D8.A7.D8.A8"></span><span class="mw-headline" id="من_اين_تحصل_على_الكتاب">من اين تحصل على الكتاب</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A7%D8%AA_%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A_%D9%81%D9%8A_%D8%B1%D8%A8%D9%88%D8%B9_%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7&action=edit&section=3" title="عدل القسم: من اين تحصل على الكتاب">عدل</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2>
<p>الكتاب متوفر تقريبا في المكتبات الجزائرية خاصة في <a href="/wiki/%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1" title="ولايات الجزائر">الولايات</a> الكبرى.
</p>
<h2><span id=".D8.A7.D9.84.D8.B8.D9.87.D9.88.D8.B1_.D8.A7.D9.84.D8.A7.D8.B9.D9.84.D8.A7.D9.85.D9.8A_.D8.A7.D9.84.D9.85.D8.B5.D8.A7.D8.AD.D8.A8_.D9.84.D9.84.D9.83.D8.AA.D8.A7.D8.A8"></span><span class="mw-headline" id="الظهور_الاعلامي_المصاحب_للكتاب">الظهور الاعلامي المصاحب للكتاب</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A7%D8%AA_%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A_%D9%81%D9%8A_%D8%B1%D8%A8%D9%88%D8%B9_%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7&action=edit&section=4" title="عدل القسم: الظهور الاعلامي المصاحب للكتاب">عدل</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2>
<p>تغطية قناة الشروق الجزائرية للكتاب<sup id="cite_ref-6" class="reference"><a href="#cite_note-6">[6]</a></sup>
</p>
<ol class="references">
<li id="cite_note-1"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-1">^</a></b></span> <span class="reference-text"><span class="citation web"><a rel="nofollow" class="external text" href="https://www.goodreads.com/book/show/32796102">"رحلات جزائري في ربوع إفريقيا"</a>. <i>www.goodreads.com</i><span class="reference-accessdate">. اطلع عليه بتاريخ 25 نوفمبر 2018</span>.</span><span title="ctx_ver=Z39.88-2004&rfr_id=info%3Asid%2Far.wikipedia.org%3A%D8%B1%D8%D9%84%D8%A7%D8%AA+%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A+%D9%81%D9%8A+%D8%B1%D8%A8%D9%88%D8%B9+%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7&rft.atitle=%D8%B1%D8%D9%84%D8%A7%D8%AA+%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A+%D9%81%D9%8A+%D8%B1%D8%A8%D9%88%D8%B9+%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7&rft.genre=unknown&rft.jtitle=www.goodreads.com&rft_id=https%3A%2F%2Fwww.goodreads.com%2Fbook%2Fshow%2F32796102&rft_val_fmt=info%3Aofi%2Ffmt%3Akev%3Amtx%3Ajournal" class="Z3988"><span style="display:none;"> </span></span></span>
</li>
<li id="cite_note-2"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-2">^</a></b></span> <span class="reference-text"><span class="citation web"><a rel="nofollow" class="external text" href="https://www.goodreads.com/review/show/1802926240?book_show_action=true&from_review_page=1">"نجم عثمان's review of رحلات جزائري في ربوع إفريقيا"</a>. <i>www.goodreads.com</i><span class="reference-accessdate">. اطلع عليه بتاريخ 25 نوفمبر 2018</span>.</span><span title="ctx_ver=Z39.88-2004&rfr_id=info%3Asid%2Far.wikipedia.org%3A%D8%B1%D8%D9%84%D8%A7%D8%AA+%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A+%D9%81%D9%8A+%D8%B1%D8%A8%D9%88%D8%B9+%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7&rft.atitle=%D9%86%D8%AC%D9%85+%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%27s+review+of+%D8%B1%D8%D9%84%D8%A7%D8%AA+%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A+%D9%81%D9%8A+%D8%B1%D8%A8%D9%88%D8%B9+%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7&rft.genre=unknown&rft.jtitle=www.goodreads.com&rft_id=https%3A%2F%2Fwww.goodreads.com%2Freview%2Fshow%2F1802926240%3Fbook_show_action%3Dtrue%26from_review_page%3D1&rft_val_fmt=info%3Aofi%2Ffmt%3Akev%3Amtx%3Ajournal" class="Z3988"><span style="display:none;"> </span></span></span>
</li>
<li id="cite_note-3"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-3">^</a></b></span> <span class="reference-text"><span class="citation web"><a rel="nofollow" class="external text" href="https://www.goodreads.com/review/show/1795978877?book_show_action=true&from_review_page=1">"إلهام مزيود's review of رحلات جزائري في ربوع إفريقيا"</a>. <i>www.goodreads.com</i><span class="reference-accessdate">. اطلع عليه بتاريخ 25 نوفمبر 2018</span>.</span><span title="ctx_ver=Z39.88-2004&rfr_id=info%3Asid%2Far.wikipedia.org%3A%D8%B1%D8%D9%84%D8%A7%D8%AA+%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A+%D9%81%D9%8A+%D8%B1%D8%A8%D9%88%D8%B9+%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7&rft.atitle=%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85+%D9%85%D8%B2%D9%8A%D9%88%D8%AF%27s+review+of+%D8%B1%D8%D9%84%D8%A7%D8%AA+%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A+%D9%81%D9%8A+%D8%B1%D8%A8%D9%88%D8%B9+%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7&rft.genre=unknown&rft.jtitle=www.goodreads.com&rft_id=https%3A%2F%2Fwww.goodreads.com%2Freview%2Fshow%2F1795978877%3Fbook_show_action%3Dtrue%26from_review_page%3D1&rft_val_fmt=info%3Aofi%2Ffmt%3Akev%3Amtx%3Ajournal" class="Z3988"><span style="display:none;"> </span></span></span>
</li>
<li id="cite_note-4"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-4">^</a></b></span> <span class="reference-text"><span class="citation web"><a rel="nofollow" class="external text" href="https://www.goodreads.com/review/show/1891448036?book_show_action=true&from_review_page=1">"Imene Tasnim's review of رحلات جزائري في ربوع إفريقيا"</a>. <i>www.goodreads.com</i><span class="reference-accessdate">. اطلع عليه بتاريخ 25 نوفمبر 2018</span>.</span><span title="ctx_ver=Z39.88-2004&rfr_id=info%3Asid%2Far.wikipedia.org%3A%D8%B1%D8%D9%84%D8%A7%D8%AA+%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A+%D9%81%D9%8A+%D8%B1%D8%A8%D9%88%D8%B9+%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7&rft.atitle=Imene+Tasnim%27s+review+of+%D8%B1%D8%D9%84%D8%A7%D8%AA+%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A+%D9%81%D9%8A+%D8%B1%D8%A8%D9%88%D8%B9+%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7&rft.genre=unknown&rft.jtitle=www.goodreads.com&rft_id=https%3A%2F%2Fwww.goodreads.com%2Freview%2Fshow%2F1891448036%3Fbook_show_action%3Dtrue%26from_review_page%3D1&rft_val_fmt=info%3Aofi%2Ffmt%3Akev%3Amtx%3Ajournal" class="Z3988"><span style="display:none;"> </span></span></span>
</li>
<li id="cite_note-5"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-5">^</a></b></span> <span class="reference-text"><span class="citation web"><a rel="nofollow" class="external text" href="https://www.goodreads.com/review/show/1882822710?book_show_action=true&from_review_page=1">"Barkat Mohamed's review of رحلات جزائري في ربوع إفريقيا"</a>. <i>www.goodreads.com</i><span class="reference-accessdate">. اطلع عليه بتاريخ 25 نوفمبر 2018</span>.</span><span title="ctx_ver=Z39.88-2004&rfr_id=info%3Asid%2Far.wikipedia.org%3A%D8%B1%D8%D9%84%D8%A7%D8%AA+%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A+%D9%81%D9%8A+%D8%B1%D8%A8%D9%88%D8%B9+%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7&rft.atitle=Barkat+Mohamed%27s+review+of+%D8%B1%D8%D9%84%D8%A7%D8%AA+%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A+%D9%81%D9%8A+%D8%B1%D8%A8%D9%88%D8%B9+%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7&rft.genre=unknown&rft.jtitle=www.goodreads.com&rft_id=https%3A%2F%2Fwww.goodreads.com%2Freview%2Fshow%2F1882822710%3Fbook_show_action%3Dtrue%26from_review_page%3D1&rft_val_fmt=info%3Aofi%2Ffmt%3Akev%3Amtx%3Ajournal" class="Z3988"><span style="display:none;"> </span></span></span>
</li>
<li id="cite_note-6"><span class="mw-cite-backlink"><b><a href="#cite_ref-6">^</a></b></span> <span class="reference-text"><span id="CITEREFSIDIATMANE_NEDJEMEDDINE2016" class="citation">SIDIATMANE NEDJEMEDDINE (2016-12-28)، <a rel="nofollow" class="external text" href="https://www.youtube.com/watch?v=gq4MGJORkCQ"><i><span></span>'رحلات في ربوع افريقيا' تغطية قناة الشروق لكتاب نجم الدين سيدي عثمان</i></a><span class="reference-accessdate">، اطلع عليه بتاريخ 25 نوفمبر 2018</span></span><span title="ctx_ver=Z39.88-2004&rfr_id=info%3Asid%2Far.wikipedia.org%3A%D8%B1%D8%D9%84%D8%A7%D8%AA+%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A+%D9%81%D9%8A+%D8%B1%D8%A8%D9%88%D8%B9+%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7&rft.au=SIDIATMANE+NEDJEMEDDINE&rft.btitle=%27%D8%B1%D8%D9%84%D8%A7%D8%AA+%D9%81%D9%8A+%D8%B1%D8%A8%D9%88%D8%B9+%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7%27+%D8%AA%D8%BA%D8%B7%D9%8A%D8%A9+%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%88%D9%82+%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8+%D9%86%D8%AC%D9%85+%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86+%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%8A+%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86&rft.date=2016-12-28&rft.genre=book&rft_id=https%3A%2F%2Fwww.youtube.com%2Fwatch%3Fv%3Dgq4MGJORkCQ&rft_val_fmt=info%3Aofi%2Ffmt%3Akev%3Amtx%3Abook" class="Z3988"><span style="display:none;"> </span></span></span>
</li>
</ol>
<!--
NewPP limit report
Parsed by mw1279
Cached time: 20181125111432
Cache expiry: 1900800
Dynamic content: false
CPU time usage: 0.252 seconds
Real time usage: 0.325 seconds
Preprocessor visited node count: 4067/1000000
Preprocessor generated node count: 0/1500000
Post‐expand include size: 22826/2097152 bytes
Template argument size: 1953/2097152 bytes
Highest expansion depth: 18/40
Expensive parser function count: 0/500
Unstrip recursion depth: 0/20
Unstrip post‐expand size: 8004/5000000 bytes
Number of Wikibase entities loaded: 0/400
Lua time usage: 0.092/10.000 seconds
Lua memory usage: 3.99 MB/50 MB
-->
<!--
Transclusion expansion time report (%,ms,calls,template)
100.00% 273.710 1 -total
63.31% 173.295 1 قالب:Infobox_Book
29.88% 81.773 5 قالب:مرجع_ويب
21.60% 59.125 29 قالب:ص.م/سطر_مختلط_اختياري
21.58% 59.065 14 قالب:ص.م/سطر_مختلط_اختياري_ويكي_بيانات2
16.19% 44.305 15 قالب:قيمة_ويكي_بيانات
8.74% 23.927 1 قالب:ص.م/صورة_ويكي_بيانات
5.13% 14.037 2 قالب:ص.م/سطر_اختياري
4.97% 13.611 1 قالب:Citation
3.70% 10.119 1 قالب:مداخل_على_سطور
-->
</div>' |
ما إذا كان التعديل قد تم عمله من خلال عقدة خروج تور (tor_exit_node ) | false |
طابع زمن التغيير ليونكس (timestamp ) | 1543144472 |