انتقل إلى المحتوى

دائرة المخابرات العامة (الأردن)

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
دائرة المخابرات العامة
دائرة المخابرات العامة، و(بالإنجليزية: General Intelligence Department تعديل قيمة خاصية (P1448) في ويكي بيانات
GID—المخابرات–الدائرة
دائرة المخابرات العامة (الأردن)
دائرة المخابرات العامة (الأردن)
شعار دائرة المخابرات
دائرة المخابرات العامة (الأردن)
دائرة المخابرات العامة (الأردن)
صورة من أوائل السبعينات لمبنى دائرة المخابرات العامة القديم
تفاصيل الوكالة الحكومية
البلد الأردن تعديل قيمة خاصية (P17) في ويكي بيانات
الاسم الكامل دائرة المخابرات العامة
مؤسس الحسين بن طلال، ومحمد رسول الكيلاني  تعديل قيمة خاصية (P112) في ويكي بيانات
تأسست 1964؛ منذ 61 سنوات (1964)
المركز عَمَّان  تعديل قيمة خاصية (P159) في ويكي بيانات
الإحداثيات 31°58′09″N 35°49′36″E / 31.969164°N 35.826545°E / 31.969164; 35.826545   تعديل قيمة خاصية (P625) في ويكي بيانات
الموازنة سرية
 
الإدارة
الوزراء المسؤولون
المدير التنفيذي
الفروع
  • عمّان، يوجد مديرية في أغلب المحافظات، تتبع للمركز في عمّان مباشرة.
موقع الويب الموقع الرسمي

دائرة المخابرات العامة؛ ، والتي تُعرف اختصارًا خارج المملكة بـ«جي أي دي» (GID) أي (بالإنجليزية: General Intelligence Department)‏، هي وكالة استخبارات أردنية، وهي الوكالة الرئيسية للاستخبارات في المملكة، وتعمل كوكالة استخبارات خارجية داخلية وقوة لتطبيق القانون في الدولة. يقع مركزها الرئيسي في البيادر حي الجندويل، العاصمة عمّان. دائرة المخابرات العامة هي واحدة من أهم وكالات الاستخبارات في العالم وفي الشرق الأوسط تحديداً،[1] كان للوكالة دور فعال في إحباط العديد من الهجمات الإرهابية في كل من الأردن وحول العالم.[2] يتبع الجهاز إدارياً إلى رئيس الوزراء، كما يكون مدير المخابرات العامة مسؤولاً أمام رئيس الوزراء في الأردن، ويرأس الدائرة مدير المخابرات.[3]

كان الأمن والاستخبارات قبل التأسيس يُدار من قِبل «دائرة التحقيقات العامة»، التي باشرت أعمالها منذ عام 1952 وحتى عام 1964. ثم جاء قانونٌ 24 لسنة 1964 فيه قرار يُعلِن بإنشاء جهاز رسمي، ويُطلق عليه جهاز المخابرات العامة. ومنذ بدايته، بات الجهاز يشكل أحد أعمدة الدولة في حماية الأمن الوطني، وضمان الاستقرار الداخلي، وصون سيادة المملكة. يُعيَّنُ المديرُ بإرادة ملكيّة، بقرارٍ من مجلسِ الوزراء. ويشترطُ في من يخدمُ فيه، أن يكونَ حاملًا لشهادةٍ جامعية، ويخضعُ لفحصٍ صارمٍ في الأمان. رغم أن رسالة الجهاز تعلنُ السلامَ والأمنَ والحكمَ الرشيد، فإن ذراعهُ تمتدُّ خلفَ الحدود. تعاونت المخابرات مع الـCIA وMI6، في اتفاقٍ شديد حتى غدا ركناً في أمنِ الإقليم.

الواجبات والقانون

[عدل]

تتجلّى رسالةُ دائرة المخابرات العامة الأردنية في صون أمن الوطن من كلّ خطرٍ يتربّص به، سواء أتى من الداخل أو الخارج. تجمع المعلومات بعينٍ فاحصة، وتُحلّل بعمقٍ ورويّة، لِتُضَع بين يدي صانع القرار، لدعمه في اتخاذ ما تقتضيه المصلحة العليا من قرارات. وهي، فوق ذلك، تقف سدًّا منيعًا في وجه محاولات التخريب المادي والإرهاب. كما تُجابه الدائرة كلّ مسعى لاختراق النسيج الاجتماعي الأردني، وتناهض الإرهاب بأوجهه كافة، وتُفشل خطط التجسس، وتتصدى لمحاولات التخريب المادي. ومن خلال عملياتها الاستخبارية الدقيقة، ترسّخ الأمن وتحرس السلام، بالإضافة إلى تنفيذ الأعمال التي يكلّفها بها رئيس الوزراء بموجب أوامر خطية.[4]

القانون

[عدل]

أما من حيث التنظيم القانوني، فإن مدير دائرة المخابرات يُعيَّن بإرادةٍ ملكيةٍ، تُصدر بناءً على قرارٍ من مجلس الوزراء، وتُمنح هذه الثقة لمن يستحقها. يُعيَّن ضباط الخدمة بذات الإرادة، بعد أن يوصي المدير العام بأسمائهم، شريطة أن يكونوا من أصحاب الشهادات الجامعية في ميادين متنوعة، وأن يُخضعوا لفحوصٍ أمنية وصحية دقيقة قبل مباشرتهم للمهام. أما واجبات الدائرة فقد رسمها القانون بوضوح، فجعل من حفظ الأمن الداخلي والخارجي للمملكة ركيزتها، وأوكل إليها تنفيذ المهام الاستخبارية التي تمليها مقتضيات المصلحة العامة، أو يُسندها إليها رئيس الوزراء بخطابٍ مكتوب.

الشعار ودلالته

[عدل]
شعار دائرة المخابرات.
  • التاج: تاج ملكي هاشمي، يرمز إلى نظام حكم نيابي ملكي وراثي.
  • إكليل الزيتون: غصنان من الزيتون يُمثِّلان الازدهار والرخاء والسلام.
  • الدرع: درع عربي إسلامي نُقِش عليه 25 بوابه عربية ترمز ليوم الاستقلال الأردني (25 أيار/مايو 1946)، ويرمز الدرع إلى الدفاع عن أمن الأمة وسلامة الوطن.
  • طائر العقاب: طائر قوي، يرمز إلى القوة والمنعة والسيطرة على الهدف.
  • الأفعى: ترمز إلى العدو، سواء الخارجي أو الداخلي.
  • السيفان: سيفان عربيان متقاطعان خلف الدرع، ويرمزان لاستخدام القوة في ضرب كل ما يضر البلاد من الشر والفساد.
  • الشريط: شريط كُتِب عليه الآية الكريمة ﴿وَقُلْ جاءَ الحَقُّ [الإسراء:81]؛ في تعبير عن الالتزام بكلمة الحق، والسعي إلى دحض الباطل ومواجهته متى ظهر.

التاريخ

[عدل]

التأسيس

[عدل]

شهدت المملكة الأردنية الهاشمية في خمسينيات القرن العشرين نهضةً أمنيةً شاملة، جاءت استجابةً لما فرضته نكبة 1948 من تداعيات، وما أعقبها من تصاعدٍ في التوترات الإقليمية والانقسامات الداخلية. ففي ظل تلك المرحلة الحرجة، كانت المهام الأمنية موزعةً على جهاتٍ متفرقة، أبرزها دائرة التحقيقات العامة التابعة لجهاز الأمن العام، ومكتب التحقيقات السياسية المكلّف برصد الحراك السياسي ومتابعة النشاطات الاستخباراتية داخل البلاد وخارجها.

ومع تفاقم التحديات وتشعّب التهديدات، برزت الحاجة الملحّة إلى جهازٍ أمني موحَّد يتمتع بالكفاءة والقدرة على التصدي للمخاطر المتزايدة، سواء كانت داخلية أو وافدة من خلف الحدود. ومن رحم هذه الضرورة الاستراتيجية، وُلدت فكرة تأسيس جهاز وطني مستقل يُعنى بشؤون الاستخبارات ويكون ذراعًا حصينًا لحماية الدولة.

وقد تُرجمت هذه الرؤية إلى واقع ملموس مع صدور القانون رقم 24 لسنة 1964، الذي أُنشئت بموجبه دائرة المخابرات العامة الأردنية رسميًا. ومن خلال هذا الإطار القانوني، انتقلت صلاحيات التحقيقات العامة والاستخبارات السياسية إلى هذه المؤسسة الجديدة، التي رُبطت مباشرةً بمكتب رئيس الوزراء، ومُنحت صلاحياتٍ تنفيذية واسعة النطاق لتعزيز الأمن الوطني وصونه من كل خطرٍ داهم. لقد شكّل تأسيس الدائرة نقطة تحوّل فارقة في هيكل الأمن الأردني، ورسّخ لبنيةٍ استخبارية قادرة على مجابهة المستقبل بتخطيطٍ محكمٍ ويقظةٍ لا تعرف الغفلة.

في أعقاب تأسيس دائرة المخابرات العامة، ورث الجهاز ملفات ضخمة كانت قد أُعدّت في عهد «دائرة المباحث العامة»، وتضمنت آلاف التقارير التي كُتبت في الغالب من قبل مخبرين. وقد أشرف مضر بدران مع فريقه على عملية تدقيق شاملة لهذه الملفات، نُظفت خلالها قرابة سبعين ألف ملف من المعلومات غير الدقيقة أو التي لا قيمة لها، ليتم لاحقًا حرقها بقرار مباشر، في حضور رئيس الوزراء آنذاك وصفي التل، في واقعة شكلت حدثًا سياسيًا وأمنيًا ذا دلالة في تلك المرحلة. تلك اللحظة كانت إيذانًا ببدء ما وصفه بـ«مرحلة العمل المتعب»، حيث توزعت الجهود بين البناء التنظيمي للدائرة من جهة، ومتابعة القضايا الأمنية الحساسة في المملكة من جهة أخرى.[5]

صورةٌ لمحمد رسول الكيلاني؛ أول مديرٍ لجهاز المخابرات العامة، أُخِذَت الصورة بعد عامٍ واحد من ولادتها في عام 1965.

لعب محمد رسول الكيلاني دورًا مفصليًا في رسم معالم التحوّل المؤسسي الذي مهّد لتأسيس دائرة المخابرات العامة، كان أحد العقول المؤسسة التي ساهمت في بلورة الرؤية الأولية لوكالة استخباراتية متكاملة.[6] في مرحلةٍ كانت فيها المملكة الأردنية الهاشمية تواجه عواصفَ إقليمية هوجاء، تمثلت في محاولات تغلغلٍ من أنظمةٍ ثورية مجاورة، وعلى رأسها مصر الناصرية وسوريا، فضلاً عن حراك الأحزاب القومية واليسارية داخل البلاد، وخطر التصعيد مع إسرائيل على امتداد خط الهدنة، كان لا بدّ من ولادة جهازٍ يتمتع بالكفاءة والحزم.[7]

في الفترة التي سبقت حرب 1967، وضمن جهود تطوير أداء دائرة المخابرات العامة الناشئة، أُوفد مضر بدران، برفقة ثلاثة من كبار الضباط، إلى لندن للمشاركة في دورة تدريبية متقدمة في مجال الاستخبارات. وقد ضم الوفد كلًا من الضباط هاني طبارة، ورجائي الدجاني، وطارق علاء الدين، وجميعهم من الشخصيات الأمنية البارزة في تلك المرحلة. جاءت هذه الخطوة في سياق خطة شاملة لتحديث الجهاز الأمني الأردني وتوسيع خبراته بما يتماشى مع المتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة آنذاك.[8]

يستذكر مضر بدران في كتابه «القرار» لقاءاته المتكررة مع الملك الراحل الحسين بن طلال ، والتي كانت تتم في مقر المخابرات ليلاً، حيث كان الملك يدعو عددًا من الضباط للاجتماع به، منهم بدران، وأديب طهبوب، وأحمد عبيدات، وطارق علاء الدين، وعدنان أبو عودة، بحضور مدير المخابرات محمد رسول الكيلاني. ويصف بدران تلك اللقاءات بأنها كانت محفزًا للضباط على الانفتاح والحديث بصراحة، بعد أن لمسوا اهتمام الملك بآرائهم وتحليلاتهم.[5]

أدرك الملك الحسين بن طلال أن صون كيان الدولة واستقرارها لا يتحقق إلا عبر ذراعٍ استخباريةٍ رصينة قادرة على أن تعمل في صمت وتتحرك بخفة وتواجه التهديدات المتشابكة بأساليب غير تقليدية. ومن هنا بزغت دائرة المخابرات العامة، ليس كمؤسسة أمنية فحسب، بل كدرعٍ يحمي كيان الوطن. تميّزت الدائرة منذ نشأتها بفاعليةٍ ميدانيةٍ لافتة، سواء داخل الأردن أو في قلب المعادلات الأمنية الإقليمية، وامتدّ حضورها إلى عمق منطقة الشرق الأوسط، مستفيدةً من شبكة علاقاتٍ متينة مع أبرز وكالات الاستخبارات العالمية، وعلى رأسها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) وجهاز الاستخبارات البريطاني (MI6). حتى باتت الاستخبارات الأردنية تُعدّ، بعد البريطانية، الشريك الأقرب للـCIA، بحكم كفاءتها المهنية وموثوقيتها العالية.

المساهمات التاريخية والعمليات

[عدل]

في أعقاب أحداث أيلول الأسود، برزت دائرة المخابرات العامة كركنٍ راسخٍ في بنيان الدولة. في تلك المرحلة الحرجة، تحوّلت الدائرة إلى القوة الخفية التي تحرس الداخل وتدرأ عنه شرّ المؤامرات الإرهابية، إذ أحبطت مخططات خطيرة لم تستهدف المملكة فحسب، بل طالت المجتمع الدولي بأسره. ومن هنا، تبوأت المخابرات الأردنية موقع الشريك الوثيق في التحالف الدولي ضد الإرهاب، حتى قبل أن تهتز الأرض تحت أقدام العالم في الحادي عشر من سبتمبر.

وفي عام 1999، قدّمت الدائرة معلومات دقيقة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) تحذر من مخطط إرهابي يوشك أن يُنفذ في أوروبا يستهدف المصالح الأمريكية، مصدره البوسنة والهرسك. وفي صيف عام 2001، اعترضت رسالة مشفّرة أُطلق عليها اسم «الزواج الكبير» (بالإنجليزية: The Big Wedding)‏، كشفت عن نية لشنّ هجوم ضخم على الأراضي الأمريكية باستخدام الطائرات كوسيلة دمار. نُقلت هذه المعلومات الحساسة إلى الجانب الأمريكي عبر قنوات متعددة، وكان تحذيرًا بالغ الأهمية، غير أن غياب تفاصيل حاسمة – كالتوقيت والأهداف الدقيقة – حال دون إفشال المخطط بالكامل. ومع ذلك، فقد كان لتحذير الأردن أثره العميق، إذ انفرجت من خلاله كُوى الإدراك الدولي تجاه احتمال استخدام الطائرات كصواريخ بشرية، وهي فرضية لم تكن واردة في الأذهان قبل عام 2001. لا يُغفل أن الأردن لم يكن الدولة الوحيدة التي أنذرت واشنطن، لكن ما ميّز التحذير الأردني هو وضوحه وصراحته: «الطائرات ستُستخدم في الهجوم». وبهذا، اكتسبت المخابرات الأردنية موقعًا متقدمًا في شبكة الأمن العالمي، حيث باتت تلعب دورًا مزدوجًا: محليًا في تحصين البلاد، وإقليميًا ودوليًا في ملاحقة الإرهاب عبر الحدود.[9]

اعتمدت الدائرة نهجًا استخباراتيًا استباقيًا، يقوم على الضربات الخاطفة والمعلومات الدقيقة التي تُفشل الخطر قبل أن يولد. ولم تقف عند حدود الوطن، بل خرجت إلى ميادين أبعد، تُلاحق الإرهابيين وتُسهم في القبض على قادتهم. ولعلّ أبرز تلك المحطات، ما أكدته المصادر الأمريكية حول الدور المركزي الذي لعبه الأردن في رصد موقع أبو مصعب الزرقاوي،[10] زعيم تنظيم القاعدة في العراق، وهو ما أفضى إلى تصفيته في غارة أمريكية عام 2006.[11] هذا الإنجاز نُسب بشكل مباشر إلى المخابرات الأردنية، إذ أكّد المسؤولون من الجانبين أن المخابرات الأردنية كانت أساسية في هذا الإنجاز، مما أدى إلى تصفية أخطر قائد إرهابي في العراق في ذلك الوقت. وقد مرّ عبر سجن المخابرات في الجفر عددٌ من أخطر عناصر تنظيم القاعدة، تجاوزوا المئة، من بينهم خالد شيخ محمد العقل المدبر لهجمات سبتمبر، وعبد الرحيم النشيري[2]، قائد عمليات الخليج. وقد ازداد اعتماد الولايات المتحدة على الأردن بفعل التناغم العميق بين الدولتين في رفضهما المطلق للتطرف، وما يرتبط به من تهديدات. وصفت مجلة «فورين بوليسي» المخابرات الأردنية بأنها حققت «انتصارات كبيرة» في حرب الإرهاب، مثل الإطاحة بالزرقاوي والمساعدة في قمع التمرد السني في العراق في عام 2006.[11]

إحباط التدخل في نزاع داخلي – 1970

[عدل]
ناصر رشيد، طارق علاء الدين، وأكرم الزيتاوي في مطار عمان المدني، مرج، في أوائل السبعينات

في أيلول عام 1970، وبينما كانت المملكة الأردنية الهاشمية تعيش على صفيحٍ من نار خلال أحداث ما عُرف لاحقًا بـ«حرب أيلول الأسود»، بلغ التحدي ذروته حين تحوّلت التنظيمات الفدائية الفلسطينية إلى ما يشبه «دولة داخل الدولة»، تمارس سلطتها وتُهدد سيادة المملكة. وفي موازاة هذا التمرّد الداخلي، تمركزت قوة عسكرية عراقية قوامها عشرون ألف جندي في شرق الأردن، بدت كأنها تنتظر لحظة الانقضاض لدعم الفصائل المتمردة، مما وضع النظام أمام تهديد وجودي.[12] في مواجهة هذا الخطر المزدوج، أبدعت دائرة المخابرات العامة الأردنية بقيادة رجلها البارز آنذاك، نذير رشيد، بواحدة من أكثر العمليات الاستخباراتية دهاءً في تاريخ الصراع الإقليمي. إذ أُعدّت «خدعة استراتيجية» تهدف إلى ردع بغداد دون الحاجة إلى تدخل مباشر من أي قوة أجنبية.[12]

بدأت الخطة بالحصول على مستندات عسكرية حقيقية من خلال ضابط أوروبي في عمّان، ليتم على أساسها تزوير خطة معركة أمريكية مزعومة تشير إلى نية واشنطن وعمّان تنفيذ غارات جوية خاطفة ضد أي تحرك عراقي في ساحة الصراع.[12] نُسّجت الخطة بحرفية عالية، ثم سُرِّبَت بعناية إلى القيادة العراقية عبر عميل مزدوج، ليقع صانع القرار في بغداد تحت وهم وازن مفاده: «أي تدخل ضد الحسين سيُقابل بقبضة أمريكية غاشمة». نجحت هذه الحرب النفسية بشكل مذهل؛ إذ تراجعت الوحدات العراقية من مواقعها دون إطلاق رصاصة، وامتنعت عن مساندة الفدائيين، ما منح الجيش الأردني فرصة استعادة السيطرة على الأرض دون تصعيد إقليمي أو تدخل خارجي. فكانت النتيجة أن خرجت المملكة من أسوأ أزماتها الداخلية بانتصارٍ حاسمٍ على التمرد، وبقاءٍ ثابتٍ للملك الحسين.[13]

إفشال التآمر السوري – 1981

[عدل]
صورة لمضر بدران في عام 1960

في مطلع ثمانينيات القرن العشرين، وجدت دائرة المخابرات العامة الأردنية نفسها في مواجهة واحدة من أدق التحديات الأمنية، إثر تصاعد التوترات مع سوريا بقيادة حافظ الأسد. فقد كانت دمشق تخوض حربًا خفية ضد الأردن عبر محاولات لزعزعة أمنه الداخلي، وبلغ هذا التوتر ذروته في عام 1981 عندما كشفت المخابرات الأردنية عن مخطط لاغتيال رئيس الوزراء آنذاك، مضر بدران، في قلب عمّان، ثبت لاحقًا تورط النظام السوري فيه.[14] وفي السياق ذاته، تعرّض دبلوماسي أردني رفيع للاختطاف في بيروت، ما عزز الشكوك حول نوايا دمشق العدائية. لم تتردد القيادة الأردنية، وعلى رأسها الملك الحسين بن طلال، في توجيه اتهامات مباشرة لحافظ الأسد بمحاولة تقويض استقرار المملكة عبر عمليات تخريبية واستفزازات ممنهجة.[14]

وفي تطوّر غير مسبوق حينها، كشفت المخابرات الأردنية تفاصيل مجزرة سجن تدمر، التي وقعت في 27 يونيو 1980، إثر محاولة اغتيال فاشلة استهدفت حافظ الأسد. حينها، اقتحمت «سرايا الدفاع» بقيادة رفعت الأسد السجن، وألقت قنابل يدوية داخل الزنازين، تلاها إطلاق نار عشوائي أودى بحياة ما بين 600 إلى 1200 معتقل، معظمهم من جماعة الإخوان المسلمين أو المشتبه بصلاتهم بها. ومع بداية عام 1981، أعلنت السلطات الأردنية إحباط محاولة اغتيال بدران، وكشفت التحقيقات عن وقوف عناصر من المخابرات السورية خلفها. أدلى كل من الرقيب عيسى إبراهيم فياض والعريف أكرم علي جميل بيشاني باعترافات تفصيلية حول مشاركتهما في مجزرة تدمر أمام المخابرات. شملت اعترافاتهم إطلاق نار على سجناء عُزّل ودفن الجثث في وادٍ قريب.[15] وقد بثّ التلفزيون الأردني تلك الاعترافات، ما أحدث صدى واسعًا على المستويين العربي والدولي، ودفع النظام السوري لمحاولة التشويش على البث داخل أراضيه.

رغم حساسية الوضع، تعاملت المخابرات الأردنية بصرامة محسوبة دون انفعال. فعلى الصعيد الداخلي، كثّفت عمليات الرصد والمراقبة وأحبطت محاولات تسلل واختراق. أما خارجيًا، فقد لعبت عمّان ورقة الاستخبارات المضادة، بدعمها لمعارضين سوريين – خاصة من جماعة الإخوان المسلمين – ممن كانوا في خصومة مباشرة مع نظام الأسد.[16] بهذا الأسلوب، دخلت المخابرات الأردنية مواجهة خفية مع نظيرتها السورية، حيث لم يكن الصراع علنيًا بل دار في الظلال عبر أدوات التجسس والحرب بالوكالة. ويمثل إفشال محاولة اغتيال بدران انتصارًا استخباراتيًا حرم الأسد من توجيه ضربة كانت كفيلة بإسقاط الحكومة أو إضعافها.[14]

إفشال محاولة اغتيال الملك حسين – 1984 و1993

[عدل]
مصطفى القيسي يتحدث مع الملك الحسين بن طلال.

عاش الملك الحسين بن طلال تحت ظلال الخطر المستمر، إذ استُهدف بحياته في ما لا يقل عن ثماني عشرة محاولة اغتيال،[17][18] نجا منها جميعًا بفضل اليقظة الأمنية والاحتراف الاستخباراتي. ومن بين تلك المحاولات، كانت حادثة عام 1984 من أخطرها، حيث تزامنت مع تصاعد حادّ في التوترات الإقليمية واشتداد النشاط المعارض، سواء داخل حدود المملكة أو في محيطها المضطرب. في ذلك العام، كانت دائرة المخابرات العامة بقيادة اللواء مصطفى القيسي على موعد مع اختبار مفصليّ. فقد كشفت التحقيقات عن مخطط دقيق لاستهداف الملك أثناء إحدى جولاته الداخلية، وهو مخطط أعدّ بعناية من قبل جماعات معارضة تسعى للنيل من رأس الدولة. أظهرت الاستخبارات الأردنية براعة لافتة في تعقّب خيوط المؤامرة، إذ نجحت في تحديد هوية المتآمرين ورصد مواقعهم بدقة متناهية، مما مكّنها من تنفيذ سلسلة اعتقالات استباقية أجهضت العملية قبل لحظة التنفيذ.[19] كان لهذا الإنجاز الأمني أثرٌ بالغ، إذ عزّز من مكانة القيسي لدى الملك، وأثمر لاحقًا عن تعيينه مديرًا لدائرة المخابرات العامة من عام 1991 وحتى 1996، وهي مرحلة شهدت خلالها الدائرة توسعًا في حضورها الإقليمي والمهني. وفي عام 1993، أُحبِطَت مؤامرة جديدة كانت تستهدف اغتيال الملك خلال حفل تخرّج عسكري في يونيو من العام نفسه. وقد تبيّن أن المؤامرة تضمّنت ستة طلاب عسكريين وأربعة من القيادات المتطرفة لجماعة إسلامية أصولية. وبفضل المتابعة الدقيقة والتحقيقات الاستباقية، أعلنت الحكومة الأردنية عن كشف المخطط وإفشاله في أبريل من ذات العام، قبل أن يتحوّل إلى واقعٍ مأساوي.[20]

تنظيم بيعة الإمام – منتصف التسعينات

[عدل]
الزرقاء، الأردن، حيث تم تأسيس شبكة بيعة الإمام

في تسعينيات القرن الماضي، وجّهت دائرة المخابرات العامة الأردنية بوصلتها الأمنية نحو الداخل، حيث تنامت موجات الفكر الجهادي المتطرف، المتسلل عبر شقوق النزاعات الإقليمية ومخلفات الحروب. وكان على الأردن، في تلك الحقبة، أن يواجه تمدد الأيديولوجيا العنيفة التي وجدت في بعض أطياف المجتمع مرتعًا خصبًا. من أبرز التحديات التي تصدّت لها الدائرة، كانت عملية تفكيك تنظيم «بيعة الإمام» (1994–1999)، وهي خلية سرية تشكّلت في الظل، وقادها اثنان من أكثر الشخصيات تأثيرًا في الفكر الجهادي: أبو محمد المقدسي، العقل التنظيري، وأبو مصعب الزرقاوي، الذي غدا لاحقًا رمزًا من رموز العنف الإقليمي.[21][22] تأسست هذه المجموعة عام 1993، من بين صفوف العائدين من الحرب الأفغانية، وكان هدفها المعلن قلب النظام الملكي في الأردن، وإقامة حكم ديني يتبنّى فكرًا راديكاليًا لا يقبل بالتعدد أو الحوار.[23]

تحوّل الفكر إلى سلاح، والخطاب إلى دم، حين أقدم أعضاء التنظيم عام 1994 على اغتيال دبلوماسي فرنسي في العاصمة عمّان، في جريمة نفذت بدم بارد داخل مرآب سيارته، كرسالة موجهة إلى الدولة وحلفائها في الغرب.[24] ومنذ بدايات النشاط السري للمجموعة، كانت أعين المخابرات الأردنية ترصد تحركاتها بصبرٍ وتأنٍ، حتى جاءت ساعة المواجهة، فشُنت حملات مداهمة استباقية في منتصف التسعينيات، صادرت أسلحةً ومتفجرات، وأفضت إلى اعتقال النواة الصلبة للمجموعة قبل تنفيذ مخططاتها الأكثر دموية. وخلال عامي 1996 و1997، مثُل العشرات من أفراد التنظيم أمام محكمة أمن الدولة، حيث صدرت بحقهم أحكام متفاوتة، وكان من بينها الحكم بالسجن المؤبد على اثنين أدينا بجريمة قتل الدبلوماسي. أما الزرقاوي، فقد نال حكمًا بالسجن لخمسة عشر عامًا، قبل أن يُعفى عنه لاحقًا، ويمضي نحو مسارٍ دموي جديد في العراق. لم تكن هذه العملية الأمنية مجرد حدث محلي، بل كانت لها أصداء تتجاوز حدود المملكة. فقد تابعت قيادة تنظيم القاعدة مجريات المحاكمة باهتمام، مدركةً أن ما يجري في عمّان يشكّل ملامح أولى لمعركة كبرى ضد تمدد الفكر الجهادي العابر للحدود.[25] وهو ما أكدت عليه نادا باكوس  [لغات أخرى]‏، المحللة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، في كتابها «المُستهدِف» (بالإنجليزية: The Targeter)‏ (2019).[23]

مؤامرة الألفية – 1999

[عدل]

في خواتيم عام 1999، أماطت دائرة المخابرات اللثام عن مؤامرة غادرة، حيكت خيوطها في دهاليز تنظيم القاعدة. استهدفت المؤامرة أرض الأردن في لحظةٍ أرادها العالم احتفالًا بقدوم الألفية الجديدة، فأرادها الإرهاب موعدًا للفوضى والدم. ففي الثلاثين من تشرين الثاني، التُقطت مكالمة مشفّرة بين أبو زبيدة، أحد وجوه التنظيم البارزة، وأحد عناصره في عمّان، تضمّنت عبارة تفيد بأن «وقت التدريب انتهى». ما إن بلغ النبأ، حتى استيقظت المخابرات على هدوء ما قبل العاصفة، وانطلقت في الثاني عشر من كانون الأول بحملة مداهمات دقيقة، طالت ستة عشر مشتبهاً به.[26] وهكذا أُفشل المخطط قبل أن يسفك دمًا ، فقد كان يستهدف فندق راديسون في عمّان، وجبل نيبو، ونقطة حدودية مع إسرائيل.[27] وفي قاعات القضاء، مثل ثمانية وعشرون متهمًا أمام العدالة، فأُدين اثنان وعشرون، فيما صدر الحكم بالإعدام على ستة، ممن نُسبت إليهم صلات مباشرة بزعيم القاعدة، أسامة بن لادن. جرى تقاسم المعلومات مع الولايات المتحدة للمساعدة في إحباط مخططات موازية على أراضيها في نفس التوقيت.[28][29]

إحباط مخطط القنبلة الكيميائية – 2004

[عدل]

في أبريل 2004، أعلنت السلطات الأردنية إفشالها مخططًا إرهابيًا غير مسبوق تمثّل في محاولة لتنفيذ أول هجوم كيماوي لتنظيم القاعدة. كشف التلفزيون الأردني حينها اعترافات لخلية يقودها عزمي الجيوسي تلقّت أوامرها من الأردني أبو مصعب الزرقاوي (زعيم تنظيم القاعدة في العراق آنذاك)​.[30] كان المخطط يستهدف تفجير مقر المخابرات العامة الأردنية نفسه إلى جانب مبنى رئاسة الوزراء والسفارة الأميركية في عمّان باستخدام شاحنات مفخخة بمواد كيماوية شديدة السمّية​. وقد كشفت التحقيقات شراء أفراد الخلية 20 طنًا من المواد الكيميائية، وزعم خبراء أردنيون أن نجاح التفجير كان سيتسبب في إطلاق سحابة سامة قد تصيب نحو 160 ألف شخص​. وصفت مصادر بحثية هذه المؤامرة بأنها كانت ستكون هجومًا إرهابيًا «هائلًا» لو نفِّذ، إلا أن المخابرات الأردنية نجحت في إحباطه تمامًا باعتقال عناصر الخلية ومصادرة المتفجرات. وقد حظيت العملية بإشادة واسعة نظرًا لضخامتها، حيث اعتُبرت «الأكثر خطورة» من بين المخططات التي أفشِلَت.[31]

تفجيرات عمّان – 2005

[عدل]

في التاسع من تشرين الثاني عام 2005، دوّى في عمّان صوت إنفجارات حين اخترقت العاصمةَ الأردنيةَ موجةٌ من التفجيرات المنسّقة استهدفت ثلاثة من فنادقها الكبرى: «راديسون ساس»، و«حياة عمّان»، و«ديز إن»، وسقط إثرها ستون شهيدًا، وجُرح أكثر من مئة من الأبرياء. أعلنت «قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين» مسؤوليته عنها، في رسالةٍ أراد لها أن تهزّ أركان المملكة وتبعث إلى نظامها تهديدًا مكتوبًا باللهب. وعلى الرغم من سجل دائرة المخابرات العامة الحافل بإفشال المخططات قبل ولادتها، فقد أماط هذا الاعتداء الغاشم اللثام عن ثغراتٍ تسلّل منها الخطر دون أن يُرصد أو يُردع.

شكّلت تفجيرات عمّان عام 2005 نقطة فاصلة في تاريخ المخابرات الأردنية. بدأت المخابرات حينها بانطلاقة جديدة نحو مراجعة شاملة للمنظومة الأمنية. فُتحت أبواب التعاون على مصاريعها مع وكالات كبرى، وتكثفت أعمال الرصد والملاحقة.[32] أسهمت هذه الإجراءات في رفع كفاءة المملكة في التصدي للإرهاب.[33]

إحباط مخططات تنظيم داعش – 2016

[عدل]

مع صعود تنظيم داعش في العقد الماضي، كثّفت المخابرات الأردنية جهودها لملاحقة الخلايا المرتبطة به. في مارس 2016 نفذت الأجهزة الأمنية مداهمة كبرى في مدينة إربد شمالي الأردن، اشتبكت خلالها مع خلية تابعة لداعش كانت تخطط لاعتداءات على مدنيين وعسكريين. انتهت العملية بمقتل 7 إرهابيين وإحباط الهجمات المزمعة، رغم استشهاد ضابط وإصابة آخرين من الجانب الأردني​​.[34] وفي عام 2018 أعلنت المخابرات إفشال مخطط داعشي كبير شمل خططًا لتنفيذ سلسلة تفجيرات تستهدف مراكز أمنية ومراكز تسوّق وشخصيات دينية معتدلة داخل الأردن، واُعتٌقِلَ جميع عناصر الخلية قبل تمكنهم من التنفيذ.[35]

هجوم البقعة – 2016

[عدل]

بتاريخ 6 يونيو 2016، كان اليوم الأول من شهر رمضان من ذلك العام، قُتل ثلاثة أفراد من دائرة المخابرات العامة في هجوم على مخيم للاجئين في منطقة البقعة. بحسب المخابرات كان منفذ العملية قد سُجن بين عامي 2012 و2014 لمحاولته دخول غزة والانضمام إلى جماعة تقاتل حماس، كما قيل أنه حاول الانضمام إلى داعش، لكن من غير المعروف ما إذا كان انضم أم لا.[36] عند آذان الفجر من اليوم التالي، اُعتُقِل المنفذ بعد معرفة المخابرات بموقعه وأُعدِم بعد ذلك.[37]

اعتقالات 2021

[عدل]

لعبت المخابرات الأردنية دورًا استباقيًا وفعالًا للغاية في إحباط محاولة زعزعة استقرار النظام الملكي في عام 2021. منذ المراحل الأولى، تابعت دائرة المخابرات العامة تحركات واتصالات غير عادية. تم اكتشاف تواصل مستمر بين الأمير حمزة بن الحسين وشخصيات محلية وأجنبية. أثار هذا التفاعل، إلى جانب الأنشطة السياسية والاجتماعية المشبوهة، مخاوف بشأن التحريض والنوايا الهادفة إلى تقويض الدولة. في استجابة لذلك، استخدمت الوكالة تقنيات متقدمة للمراقبة والاعتراض، وجمعت تسجيلات صوتية وفيديوهات ووثائق للاجتماعات السرية. كان هذا الكم من الأدلة كافيًا لإثبات وجود مخطط منسق يهدد الأمن الوطني والاستقرار. بمجرد اكتمال الصورة الاستخباراتية، نفذت دائرة المخابرات العامة، بالتعاون مع الجهات الأمنية الأخرى، عملية دقيقة في 3 أبريل 2021. تم اعتقال جميع الأطراف المعنية في وقت واحد، وهو ما منع فعليًا تصاعد الموقف إلى اضطرابات عامة أو تعبئة على مستوى الشوارع.[38] تصرفت الوكالة بضبط النفس المؤسسي، مما ضَمن عدم انتقال الأزمة إلى المجال العام بطريقة قد تثير الذعر أو الارتباك. ومن اللافت أن شبكات الاتصالات بقيت سليمة، ولم يتم إعلان حالة الطوارئ، وتم إدارة القضية بحذر نسبي وبحذر مؤسسي، مدعومة بتغطية إعلامية محكومة. في النهاية، قدمت دائرة المخابرات العامة ملفها الكامل من الأدلة إلى محكمة أمن الدولة، مما سهل إصدار حكم بالسجن لمدة خمس عشرة سنة لكل من باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد. في حين تم التعامل مع قضية الأمير حمزة داخليًا ضمن إطار العائلة الملكية، استنادًا إلى توصيات الملك عبدالله الثاني.[39]

إحباط مخططات 2025

[عدل]

في 15 أبريل 2025، أعلنت دائرة المخابرات العامة الأردنية عن إحباط سلسلة من المخططات الإرهابية التي كانت تهدف إلى زعزعة الأمن الوطني وإثارة الفوضى داخل المملكة. قٌبِض على 16 شخصًا متورطين بعد متابعة استخبارية دقيقة بدأت منذ عام 2021.[40] شملت هذه المخططات تصنيع صواريخ محلية وأخرى مستوردة، تطوير طائرات مسيّرة، حيازة مواد متفجرة شديدة الخطورة مثل TNT وC4، وتخزينها في مستودعات محصّنة في عمّان والزرقاء.[41] كما كشفت التحقيقات عن تلقي بعض المتهمين تدريبات في دول أجنبية، ووجود ارتباطات بجماعات محظورة.[42] أُحيلَت القضايا إلى محكمة أمن الدولة، وأعلنت الحكومة الأردنية عن بث اعترافات مصورة للمتهمين، بالإضافة إلى عرض لقطات للأسلحة والمضبوطات، بهدف إطلاع الرأي العام على خطورة هذه المخططات.[43]

عمليات بارزة أخرى

[عدل]

في نوفمبر 2019 كشفت صحيفة الرأي الأردنية عن إحباط مخابرات الأردن مخططًا لاثنين من المتشددين كانا يخططان لاستهداف دبلوماسيين أميركيين وإسرائيليين إضافة إلى قوات أميركية متواجدة في إحدى القواعد جنوب البلاد​. كان الأسلوب المزمع هو استخدام مركبات مفخخة لاقتحام الموقع ثم هجوم بأسلحة نارية وأدوات حادة، وقد أُحيل المتهمان إلى محكمة أمن الدولة​.[35] كما أحبطت المخابرات الأردنية عام 2020 وما بعده عدة محاولات تسلل وتهريب أسلحة عبر الحدود السورية والعراقية، استهدف بعضها إيصال أسلحة أو متفجرات لخلايا نائمة داخل المملكة​​. وتشير إحصاءات رسمية إلى أنه خلال عام 2018 وحده تمكنت المخابرات الأردنية من إحباط 94 عملية إرهابية (62 منها مخططات خارج الأردن و32 داخل المملكة) مما يعكس حجم الجهد الاستباقي الكبير المبذول​. وكتب أحد الباحثين أنه تبيّن أهمية تلك الإنجازات​ من ما «يمكن للمرء أن يتخيّل فقط الفوضى التي كان يُمكن أن تترتب على الصعيدين العالمي والمحلي لو تم تنفيذ عدد قليل من هذه العمليات».[44]

الإشادات والتعاونات الدولية

[عدل]

رغم بعض الانتقادات الحقوقية، لاقت المخابرات الأردنية إشادة واسعة من الأوساط الدولية، ففي 11 نوفمبر 2005، كتب كين سلفرستاين في لوس أنجلوس تايمز: «أنه لا تكف الحكومات الغربية والمعلقون عن امتداح سلك المخابرات الأردنية بسبب نجاحه الهائل في منع العمليات الإرهابية»،[45] كما قال فرانك أندرسون، الرئيس السابق لشعبة الشرق الأوسط التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، أن «أفراد المخابرات العامة الأردنية محققين ذوي قدرات عالية».[45] ويقول مسؤولون أمريكيون سابقون إن العديد من كبار كوادر المخابرات الأردنية تلقوا تدريبًا على يد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. وقد ساعد ذلك الأردن، على الرغم من صغر حجمه، على بناء جهاز مخابرات قادر على تحقيق انتصارات.[46] تبنت المخابرات الأردنية فلسفة الأمن التعاوني إدراكًا منها أن الإرهاب خطر دولي يتطلب مواجهة جماعية.

بحسب مذكرات عدنان أبو عودة (سياسي ووزير أردني ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الأسبق)، تعاونت المخابرات الأردنية مع المخابرات السوفيتية لفترة من الزمن في بداية السبعينات وذلك لهدف معرفة المراكز المهمة للقوات الإسرائيلية المنتشرة على الحدود الأردنية، وكان ذلك عن طريق قمر تجسس من الأقمار الصناعية التابعة للاتحاد السوفيتي.[47] أما في عام 1997، توترت العلاقات بين المخابرات الأردنية والموساد توترًا بالغًا على خلفية محاولة فاشلة للموساد لاغتيال زعيم حركة حماس خالد مشعل في العاصمة عمّان.[48]

دعمت المملكة المتحدة تطوير الأجهزة الأردنية منذ الخمسينيات، ولاحقًا شاركت في تدريب العديد من ضباط المخابرات الأردنية. وتُظهر بعض التقارير أن MI6 تعتبر المخابرات الأردنية شريكًا أساسيًا في الشرق الأوسط، خاصة في تبادل المعلومات حول التنظيمات الإرهابية عابرة الحدود. وقد أشارت وثائق غربية إلى أن عمّان أصبحت محورًا لجهود التنسيق الاستخباري الإقليمي بمشاركة بريطانيا، لاسيما خلال الأزمة السورية وصعود داعش، حيث توافقت مصالح الأردن وبريطانيا في احتواء تهديد المتطرفين والحفاظ على استقرار المنطقة. وعلى الرغم من طبيعة هذه العلاقة التي يغلب عليها السرية، فإن النتائج على الأرض – من إحباط مخططات إرهابية في أوروبا اعتمادًا على معلومات قادمة من عمان – تعكس مدى متانتها. من الجانب الأمريكي، اعتمدت وكالة الاستخبارات الأمريكية بشكل كبير على نظيرتها الأردنية، خاصة في ملف محاربة الحركات الإسلامية المتشددة. وقد مر ما يصل إلى 100 سجين من القاعدة بسجن المخابرات الجفر في جنوب الصحراء. ومن بين هؤلاء بعض أكبر المصايد في الحرب على الإرهاب، مثل: رئيس عمليات القاعدة خالد شيخ محمد، وزعيم الخليج العربي عبد الرحيم النشيري.[2] كان اعتماد الاستخبارات الأمريكية على نظيرها الأردني سبباً جزئياً في نفور البلدين من الراديكالية الإسلامية، ويُعتقَد أن تعاونهم ساعد في إخماد تمرد القاعدة في العراق والقضاء على المدبرين الإرهابيين مثل أبو مصعب الزرقاوي.[49]

نشر الأردن ضباط مخابرات ميدانيين إلى جانب القوات الأميركية في مناطق الصراع كأفغانستان والعراق لتقديم الدعم الاستخباري الميداني. وقد دفع الأردن ثمنًا غاليًا لهذا الانخراط؛ إذ استهدف تنظيم القاعدة في ديسمبر 2009 قاعدة أمريكية في خوست (أفغانستان) بهجوم انتحاري أدى إلى مقتل 7 عملاء CIA وضابط مخابرات أردني هو النقيب شريف علي بن زيد​.[50] كان الضابط الأردني يعمل ضمن فريق مشترك لتعقّب قيادات القاعدة هناك عندما وقع التفجير​.[51] وقد واصلت عمّان إيفاد نخبة ضباطها إلى بؤر القتال لمشاركة الخبرات الميدانية، لاسيما بعد 2014 عند قيام التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق، حيث اضطلع الأردنيون بمهام استخبارية كاختراق شبكات التنظيم وتزويد قوات التحالف بمعلومات حيوية عن تحركاته​.[51][52][53] وكشف تقرير صحفي عام 2017 أن الأردن تمكن عبر جواسيس ميدانيين من اختراق داعش نفسه، والحصول على معلومات عن مخططات مثل قنبلة مخفية داخل طائرة، قام لاحقًا بتمريرها إلى أجهزة غربية لإحباط الخطر. هذه القدرات البشرية التي تميز الأردن جعلته في نظر الأميركيين «الشريك الأهم في مجال الاستخبارات البشرية» ضمن التحالف الدولي.[53][52]

يصف جايمي سميث الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية بأن المخابراتِ الأردنية تملك خبرات استثنائية في تفكيك الشبكات المتطرفة واستنطاق الموقوفين بفضل فهمها العميق لثقافة التنظيمات الراديكالية والعلاقات المذهبية في المنطقة.[1] وقد قال سميث في معرض إشادته بقدرات الأردنيين: «هم يعرفون ثقافة الإرهابي وأوساطه وشبكته أكثر من أي أحد آخر… ولديهم خبرة لا تُضاهى بشأن الجماعات المتطرفة وثقافة السنّة والشيعة على حد سواء»​.[1] نتيجة لهذا التفوق، اعتمدت وكالة المخابرات المركزية على المخابرات الأردنية في أصعب المهام، حتى اعتبر تشارلز فاديس  [لغات أخرى]‏ (وهو رئيس سابق لوحدة مكافحة الإرهاب في وكالة المخابرات المركزية) أن الشراكة مع المخابرات الأردنية باتت «القالب الذي تقاس عليه كافة الشراكات الأخرى».[53]

وصف تقرير لمجلة فورين بوليسي (بالإنجليزية: Foreign Policy)‏ الأميركية جهاز المخابرات الأردني بأنه «الأكفأ في المنطقة بعد نظيره الإسرائيلي» ومن أقرب الأجهزة الاستخبارية تعاونًا مع الولايات المتحدة.[11] أثنت شخصيات عربية ودولية على كفاءة المخابرات الأردنية. فعقب إحباط مخطط 2004 الضخم، وصفت صحف عالمية الجهاز بـ«الخط الدفاعي الأول» ضد القاعدة في المنطقة. كما صرّح مسؤول أمني غربي أن «ما حققه الأردنيون في تفكيك ذلك المخطط أنقذ أرواح الآلاف». وفي سياق الحرب على داعش، نقلت قناة الجزيرة عن جون كيرياكو  [لغات أخرى]‏ (ضابط سابق في CIA) تشكيكه في قدرة إسرائيل على اختراق داعش مقابل نجاح الأردن بذلك، في إشارة ضمنية لتفوّق الاستخبارات الأردنية في مجال العمل الميداني البشري داخل التنظيمات الإرهابية.[52]

أشار معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إلى أن «المخابرات الأردنية برهنت مرة تلو الأخرى على كفاءتها الفائقة واحترافيتها العالية في إفشال المخططات الإرهابية وتفكيك الشبكات التي تستهدف أمن المملكة»​.[54] وفي دراسة صادرة عن منظمة الأبحاث والتطوير راند لعام 2012، أُكِّد على أن الأردن «لطالما كان هدفًا للإرهاب الشرق أوسطي، لكنه أثبت قدرة رادعة عبر أجهزته الأمنية تحبط المؤامرات قبل نضوجها».[55]

قضايا حقوق الإنسان

[عدل]

انتقدت تقارير حقوقية أساليب بعض التحقيقات. بيد أن معظم الدول الغربية غضّت الطرف عن هذه الانتقادات في سياق الحرب على الإرهاب نظرًا للعائد الاستخباري الثمين الذي يقدمه الأردن​. وحتى المنتقدين أقرّوا بأن احترافية المخابرات الأردنية ليست موضع شك، وإنما كان الانتقاد يوجَّه لسياسات الاستجواب القاسية أحيانًا والتي جاءت بطلب وضغط خارجي خلال حقبة ما بعد 2001. دعت لجنة مناهضة التعذيب للحكومة الأردنية في عام 1995 إلى إنشاء رقابة مستقلة على معتقلي دائرة المخابرات العامة.[45] قالت هيومن رايتس ووتش إنه بين يونيو 2003 وديسمبر 2004، ومن خلال زيارات عديدة لمراكز وسجون المخابرات، سجلت الدائرة عدة انتهاكات لحقوق الإنسان.[45]

مديرو الدائرة

[عدل]

فيما يلي قائمة بأسماء الأشخاص الذين شغلوا منصب مدير المخابرات العامة الأردنية منذ تأسيسها في 1964:[56]

الاسم الصورة تاريخ استلام المنصب تاريخ الانتهاء من المنصب ملاحظات مرجع
محمد رسول الكيلاني
1964 1968 مؤسس المخابرات الأردنية وأول مدير لها. [6]
مضر بدران
1968 1970
نذير رشيد
1970 1974
أحمد عبيدات
1974 1982 أطول مدة لمنصب مدير المخابرات. [57]
طارق علاء الدين
1982 1989 [58]
مصطفى القيسي
1989 1996 [59]
سميح البطيخي
1996 2000 [60]
سعد خير
2000 6 مايو 2005
سميح عصفورة
6 مايو 2005 20 ديسمبر 2005 أقصر مدة لمنصب مدير المخابرات. [61]
محمد الذهبي
20 ديسمبر 2005 29 ديسمبر 2008 [62]
محمد الرقاد
30 ديسمبر 2008 17 أكتوبر 2011
فيصل الشوبكي
17 أكتوبر 2011 30 مارس 2017
عدنان الجندي
30 مارس 2017 1 مايو 2019
أحمد حسني حاتوقاي
1 مايو 2019 حتى الآن [63]

في الثقافة الشعبية

[عدل]

ظهرت دائرة المخابرات في عدة أفلام عربية وأجنبية، لعلّ أهمهم الفيلم الأمريكي كتلة أكاذيب (بالإنجليزية: Body of Lies)‏ للمخرج ريدلي سكوت، كما أن الفيلم من بطولة ليوناردو دي كابريو. يُقال أن شخصية "هاني سلام" في الفيلم مستوحاة إلى حد كبير من فترة الست سنوات التي عمل فيها سعد خير كرئيس لدائرة المخابرات. كتب الروائي ديفيد إغناتيوس، وهو مؤلف الرواية التي يستند إليها الفيلم، عن لقاءه مع سعد خير ونمذجة الشخصية من بعده. تعرض كل من الرواية والفيلم أحداثاً مستوحاة بشكل مباشر من تجارب سعد خير بصفته رئيس المخابرات، كما يقول المؤلف: الجزء الذي يلتقي فيه هاني سلام مع جهادي في الفيلم، حينما يجعله يتحدث مع والدته عبر الهاتف، ويطلق على مقر التجسس المخيف اسم "مصنع الأظافر"، إذ وقعت هذه الحادثة في الحياة الواقعية، في "مدينة في أوروبا الشرقية حيث قام خير مع فريقه بتعقب شخص جهادي متخفي في شقة وجعله يتحدث مع والدته هاتفياً في محاولة من سعد خير لإجباره عاطفياً على 'تغيير جانبه' لصالح الحكومة الأردنية.[64]

المصادر

[عدل]
  1. ^ ا ب ج Joby (4 Jan 2010). "Jordan emerges as key CIA counterterrorism ally" (بالإنجليزية الأمريكية). ISSN:0190-8286. Archived from the original on 2021-08-17. Retrieved 2022-03-22.
  2. ^ ا ب ج "Archived copy". www.usnews.com. مؤرشف من الأصل في 2005-11-22. اطلع عليه بتاريخ 2022-01-15.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: الأرشيف كعنوان (link)
  3. ^ قسيم محمد غادي، محمد (19 يوليو 2012). "المدينة نيوز - دائرة المخابرات العامة. فرسان الحق وحماة الوطن". مؤرشف من الأصل في 2019-08-05. اطلع عليه بتاريخ 2022-04-01.
  4. ^ موقع دائرة المخابرات العامة الواجبات ولوج بتاريخ 24/2/2015 نسخة محفوظة 22 يناير 2017 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ ا ب "بدران يتحدث عن أول أيام تأسيس دائرة المخابرات العامة". alghad.com.
  6. ^ ا ب "His Excellency Mr. Mohammad Rasoul Al-Kilani, Senate". www.senate.jo. مؤرشف من الأصل في 2022-03-22. اطلع عليه بتاريخ 2022-03-22.
  7. ^ Ashton, Nigel (2008). King Hussein of Jordan: A Political Life (بالإنجليزية). London: Yale University Press. pp. 72–73. ISBN:978-0-300-09167-0.
  8. ^ "ماذا قال بدران في مذكراته عن تأسيس دائرة المخابرات وماعلاقة "احمد عبيدات" و "محمد رسول"". وطنا نيوز. 9 أغسطس 2021. اطلع عليه بتاريخ 2025-04-23.
  9. ^ "They Tried to Warn Us". HistoryCommons.org. مؤرشف من الأصل في 2021-09-30.
  10. ^ TheNational.ae, "US and Jordan intelligence services pay the price of secrecy" نسخة محفوظة 2017-06-02 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ ا ب ج Harris, Shane (16 Apr 2025). "The Mouse That Roars". Foreign Policy (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2024-07-18. Retrieved 2025-04-15.
  12. ^ ا ب ج Riedel، Bruce. "Fifty Years after "Black September" in Jordan" (PDF). The%20Iraqi%20army%20occupied%20much%20of%20eastern%20Jordan%20and%20was%20hostile%20to%20the%20king. At the same time, the situation for US personnel had become precarious, with the fedayeen threatening to capture and hold hostage senior US officials. The king had met with Israeli officials clandestinely on several occasions since the June war to try Iraqis were providing the fedayeen its ammunition.14 An elaborate Jordanian con job The Jordanians had a complex intelligence operation underway long before the September crisis to keep the Iraqis from actively fighting on the side of the fedayeen. The central figure in this operation was an Iraqi defector, Abud Hassan, who had flown a MIG fighter out of Iraq
  13. ^ Laizer, Sheri (5 Apr 2023). "Saddam Hussein was a Friend to the West". The Insight International (بالإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2025-04-16.
  14. ^ ا ب ج Ottaway, David B. (14 Feb 1981). "Jordan Fears Syria Launching Terrorist Drive to Weaken Hussein". The Washington Post (بالإنجليزية الأمريكية). ISSN:0190-8286. Archived from the original on 2017-08-27. Retrieved 2025-04-16.
  15. ^ "41 عاماً على المذبحة.. كيف كشفت المخابرات الأردنية وقائع مجزرة تدمر؟". Youtube. اطلع عليه بتاريخ 2025-04-23.
  16. ^ "Syrian jihadist spillover haunts Jordan". Reuters.
  17. ^ "عاهل الأردن: والدى تعرض لـ18 محاولة اغتيال تورط "عبد الناصر" في اثنين منهم". اليوم السابع. 27 فبراير 2011. اطلع عليه بتاريخ 2025-04-16.
  18. ^ "الملك : الحسين تعرض لـ 18 محاولة اغتيال". خبرني - ننقل لك أخبار الأردن والعالم بموثوقية وتميّز. اطلع عليه بتاريخ 2025-04-16.
  19. ^ صالح، سمر (8 مايو 2015). "أشهر محاولات". الوطن. اطلع عليه بتاريخ 2025-04-16.
  20. ^ "Jordan confirms plot to assassinate King Hussein". Tampa Bay Times (بالإنجليزية). Retrieved 2025-04-16.
  21. ^ Wagemakers، Joas (2014). "A Terrorist Organization that Never Was: The Jordanian "Bay'at al-Imam" Group". Middle East Journal. معهد الشرق الأوسط. ج. 68 ع. 1: 59–75. DOI:10.3751/68.1.13. ISSN:0026-3141. JSTOR:43698561.
  22. ^ Kimmage, Daniel (27 May 2004). "Bayat: Nothing But Questions". إذاعة أوروبا الحرة (بالإنجليزية). Retrieved 2022-11-29.
  23. ^ ا ب Bakos, Nada (2019). The Targeter: My Life in the CIA, Hunting Terrorists and Challenging the White House (بالإنجليزية). New York: Little Brown and Company. ISBN:978-0316260473. LCCN:2016944050.
  24. ^ منظمة العفو الدولية (1 Jan 1998). "Amnesty International Report 1998 - Jordan". Refworld (بالإنجليزية). Retrieved 2022-11-29.
  25. ^ al-Adel, Saif (17 Aug 2009). "Al-Qa'ida Commander Writes Al-Zarqawi 'Jihadist Biography'" (بالإنجليزية الأمريكية). hdl:10066/5092. Archived from the original on 2024-12-15. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (help)
  26. ^ "Dissecting a Terror Plot From Boston to Amman". The New York Times. 15 يناير 2001. مؤرشف من الأصل في 2020-10-28. اطلع عليه بتاريخ 2017-02-18.
  27. ^ "Other Millennium Attacks". PBS Frontline. 25 أكتوبر 2001. مؤرشف من الأصل في 2020-09-04. اطلع عليه بتاريخ 2016-07-13.
  28. ^ "Six Muslim militants sentenced to death for plotting to attack tourists in Jordan". The Independent. 19 سبتمبر 2000. مؤرشف من الأصل في 2022-05-01.
  29. ^ "Syrian Terror Suspect: Aladdin of the Black Forest". Der Spiegel. 15 أغسطس 2005. مؤرشف من الأصل في 2016-08-20. اطلع عليه بتاريخ 2016-07-13.
  30. ^ Borger, Julian (27 Apr 2004). "Jordan foils al-Qaida plot". The Guardian (بالإنجليزية البريطانية). ISSN:0261-3077. Archived from the original on 2025-04-16. Retrieved 2025-04-15.
  31. ^ "Zarqawi's Jordanian Agenda | The Washington Institute". www.washingtoninstitute.org (بالإنجليزية). Retrieved 2025-04-15.
  32. ^ "Country Report on Terrorism". 2001-2009.state.gov. اطلع عليه بتاريخ 2025-04-23.
  33. ^ "The Future of U.S.-Jordanian Counterterrorism Cooperation". Center for American Progress (بالإنجليزية). 30 Nov 2017. Retrieved 2025-04-23.
  34. ^ "Jordanian forces 'foil ISIL plot' in Irbid raids". Al Jazeera (بالإنجليزية). Retrieved 2025-04-15.
  35. ^ ا ب "Jordan foils plot against U.S., Israeli diplomats and American soldiers - newspaper". Reuters.
  36. ^ "Three Jordanian intelligence officers killed in attack in Palestinian camp". Reuters UK (بالإنجليزية البريطانية). 7 Jun 2016. Archived from the original on 2018-11-29. Retrieved 2016-06-15.
  37. ^ "Arrest made in killing of Jordan intelligence agents". www.aljazeera.com. مؤرشف من الأصل في 2018-12-03. اطلع عليه بتاريخ 2016-06-15.
  38. ^ "Closure of Jordan's sedition trial leaves unanswered questions". Al Jazeera (بالإنجليزية). Archived from the original on 2025-01-18. Retrieved 2025-04-16.
  39. ^ Chulov, Martin; correspondent, Middle East (12 Jul 2021). "Jordan jails two ex-officials for 15 years over alleged royal plot". The Guardian (بالإنجليزية البريطانية). ISSN:0261-3077. Retrieved 2025-04-16.
  40. ^ "Jordan reveals details behind major destabilization plots". Roya News (بالإنجليزية). Retrieved 2025-04-15.
  41. ^ سبق (15 أبريل 2025). ""صواريخ و درونز".. الأمن الأردني يعلن إحباط مخططات إرهابية كانت تهدف لإثارة الفوضى". صحيفة سبق الالكترونية. اطلع عليه بتاريخ 2025-04-15.
  42. ^ "Jordan reveals details behind major destabilization plots". Roya News. اطلع عليه بتاريخ 2025-04-15.
  43. ^ "المخابرات الأردنية تحبط مخططا تخريبيا وتعلن ضبط 16 متهماً .. شاهد التفاصيل". اليوم السابع. 15 أبريل 2025. اطلع عليه بتاريخ 2025-04-15.
  44. ^ Akhbar، Hala (24 مارس 2019). "صحيفة : المخابرات أحبطت 94 عملية داخلية وخارجية في 2018". هلا اخبار. اطلع عليه بتاريخ 2025-04-15.
  45. ^ ا ب ج د Human Rights Watch. Human Rights Watch. مؤرشف من الأصل في 2022-04-01.
  46. ^ Harris, Shane (16 Apr 2025). "The Mouse That Roars". Foreign Policy (بالإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2025-04-15.
  47. ^ عدنان أبو عودة (1 يناير 2018). يوميات عدنان أبو عودة 1970-1988. المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. ISBN:978-614-445-133-5. مؤرشف من الأصل في 2022-03-22.
  48. ^ Bruce Tefft (11 نوفمبر 2005). "[osint] "Clandestine Ties to Jordan Aid CIA Operations in Middle East"". mail-archive.com. مؤرشف من الأصل في 2019-05-07.
  49. ^ "US and Jordan intelligence services pay the price of secrecy". The National (بالإنجليزية). 9 Jan 2010. Archived from the original on 2021-02-26. Retrieved 2022-03-22.
  50. ^ swissinfo.ch، S. W. I. (12 يناير 2010). ""عملية خوست" والأردن وأمريكا: نحو نظام أمني عالمي جديد؟". SWI swissinfo.ch. اطلع عليه بتاريخ 2025-04-15.
  51. ^ ا ب Warrick, Joby (4 Jan 2010). "Jordan emerges as key CIA counterterrorism ally" (بالإنجليزية الأمريكية). ISSN:0190-8286. Archived from the original on 2023-03-26. Retrieved 2025-04-15.
  52. ^ ا ب ج Younes, Ali. "Jordanian spies provided ISIL bomb intel: officials". Al Jazeera (بالإنجليزية). Retrieved 2025-04-15.
  53. ^ ا ب ج "America's Best Partner in Middle East HUMINT Needs Help". Defense One (بالإنجليزية). 22 Jun 2017. Retrieved 2025-04-15.
  54. ^ "صحيفة عمون : المخابرات الأردنية: حصن الوطن وسيفه في وجه المؤامرات الإرهابية". وكالة عمون الاخبارية. اطلع عليه بتاريخ 2025-04-15.
  55. ^ Jenkins, Brian Michael (13 Dec 2012). "Generations of Terrorism" (بالإنجليزية). Archived from the original on 2024-10-04. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (help)
  56. ^ الموقع الرسمي لدائرة المخابرات العامة، عن الدائرة نسخة محفوظة 13 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  57. ^ "معالي السيد أحمد عبيدات، مجلس الأعيان". www.senate.jo. مؤرشف من الأصل في 2022-03-22. اطلع عليه بتاريخ 2022-03-22.
  58. ^ "معالي السيد طارق علاء الدين، مجلس الأعيان". www.senate.jo. مؤرشف من الأصل في 2022-03-22. اطلع عليه بتاريخ 2022-03-22.
  59. ^ "معالي السيد مصطفى القيسي، مجلس الأعيان". www.senate.jo. مؤرشف من الأصل في 2021-07-29. اطلع عليه بتاريخ 2022-03-22.
  60. ^ "المخابرات الأردنية تخفض سجن مديرها السابق لأربعة أعوام". www.aljazeera.net. مؤرشف من الأصل في 2022-03-23. اطلع عليه بتاريخ 2022-03-22.
  61. ^ "سميح عصفورة مديراً لمخابرات الأردن". www.lym.news. مؤرشف من الأصل في 2022-04-09. اطلع عليه بتاريخ 2022-03-22.
  62. ^ "صدور الإرادة الملكية بتعيين اللواء الرقاد مديراً للمخابرات العامة وقبول استقالة الفريق الذهبي بناءً على طلبه". www.ammonnews.net. مؤرشف من الأصل في 2022-03-23. اطلع عليه بتاريخ 2022-03-22.
  63. ^ عمون نيوز. نسخة محفوظة 3 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
  64. ^ Ignatius، David (13 ديسمبر 2009). "Jordan's ex-spy chief wasn't too good to be true". MTV.com. Washington Post. مؤرشف من الأصل في 2019-09-05. اطلع عليه بتاريخ 2012-08-26.

وصلات خارجية

[عدل]