رفق
محتويات
الرفق[عدل]
الرفق من خلق الرسول وهو اللطف في المعاملة، ولين الجانب في القول والفعل، وهو ضد العنف وقد كان رسول الله ارفق الناس وابعدهم عن التشديد والتعسير والفظاظة والغلظة.
والإنسان إذا اتصف بهذا الخلق الكريم وسلك طريق اللطف واللين في معاملة الناس نال الاجر والثواب العظيم من الله، وكان الوصول إلى ما يريد أقرب وأسهل. قال رسول الله : « ان الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه »رواه مسلم في صحيحه
فبالرفق والتيسير واللين والسماحة تُفتَح مغاليق القلوب، وتكون التربية ويكون التعليم، لا بالعنف والتعسير والشدة والمؤاخذة، ولكن بالتيسير والتبشير؛ وهذا هو هدي نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهذه هي وصيته. ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا بَعَثَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي بَعْضِ أَمْرِهِ قَالَ: «بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا، وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا».
ذلك أن الناس ينفرون بطبائعهم من الفظاظة والخشونة والعنف، ويألفون الرقة واللين والرفق، ولذا قال ربنا سبحانه وتعالى لنبيه الكريم: ﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران: 159].
فمُحال أن يأتي الإصلاح بعنف، ومحال أن يكون التغيير إلى الخير بالشدة والعنف؟ فالدعوة تحتاج إلى رفق، والنصيحة تحتاج إلى رفق، والتعليم يحتاج إلى رفق، والتربية تحتاج إلى رفق، وهذا هو منهج حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم في معالجة الأمور، ومواجهة الأحداث، وتهذيب النفوس، وتربية الأجيال، وتعليم الجاهل، وتنبيه المسيء..
الرفق في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم[عدل]
- قال رسول الله
: « إن الله يحب الرفق في الأمر كله ».[1]
- قال رسول الله
: « من يحرم الرفق يحرم الخير كله ».[2]
قال الغزالي: الرفق محمود وضده العنف والحدة، والعنف ينتجه الغضب والفظاظة، والرفق واللين ينتجهما حسن الخلق والسلامة، والرفق ثمرة لا يثمرها إلا حسن الخلق، ولا يحسن الخلق إلا بضبط قوة الغضب ، وقوة الشهوة وحفظهما على حد الاعتدال، ولذلك أثنى المصطفى على الرفق وبالغ فيه.
- قال رسول الله
: «من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير».[3]
قال سفيان الثوري لأصحابه: أتدرون ما الرفق؟ هو أن تضع الأمور مواضعها، الشدة في موضعها، واللين في موضعه، والسيف في موضعه، والسوط في موضعه.
- قال رسول الله
: « يا عائشة من حرم حظه من الرفق حرم حظه من خير الدنيا والآخرة ».[4]
قال المناوي: إذ بالرفق تنال المطالب الأخروية والدنيوية وبفوته يفوتان.
- قال رسول الله
: « يا عائشة ! إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه » أي:
- إن الله لطيف بعباده يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر ، فلا يكلفهم فوق طاقتهم بل يسامحهم ويلطف بهم.
- ويعطي علي الرفق ، في الدنيا من الثناء الجميل ونيل المطالب وتسهيل المقاصد، وفي العقبى من الثواب الجزيل
- مالا يعطي على العنف ، أي الشدة والمشقة، ووصف اللّه سبحانه وتعالى نفسه بالرفق إرشاداً وحثاً لنا على تحري الرفق في كل أمر.
- قال رسول الله
: « إن الله عز وجل يحب الرفق ويرضاه ويعين عليه ما لا يعين على العنف ».[5] وكل ما في الرفق من الخير ففي العنف من الشر مثله، نبه به على وطاءة الأخلاق وحسن المعاملة وكمال المجاملة.
- قال رسول الله
: « إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه ».[6]
فالرفق خير في أمر الدين وأمر الدنيا حتى في معاملة المرء نفسه ويتأكد ذلك في معاشرة من لا بد للإنسان من معاشرته كزوجته وخادمه وولده فالرفق محبوب مطلوب مرغوب.
- قال رسول الله
: « إذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق ».[7] وذلك بأن يرفق بعضهم ببعض، وذكر الخير بصيغة النكرة لإفادة التعميم، أي إذا أراد جميع الخير والمقام يقتضيه.
- قال رسول الله
: « إن الله إذا أحب أهل بيت أدخل عليهم الرفق ».[8]
- قال رسول الله
: « يا عائشة ارفقي ، فإن الله إذا أراد بأهل بيت خيرا دلهم على باب الرفق ».[9]
وسبب الحديث ما روى المقدام بن شريح عن أبيه قال: « سألت عائشة عن البداوة فقالت: كان رسول الله
يبدو إلى هذه التلاع وإنه أراد البداوة مرة فأرسل إلي ناقة محرمة من إبل الصدقة فقال لي: يا عائشة ارفقي، فإن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه، ولا نزع من شيء قط إلا شانه ». والتلاع: مسابل الماء من علو إلى أسفل، وواحدها تلعة.
- قال رسول الله
: « ما أعطي أهل بيت الرفق إلا نفعهم ولا منعوه إلا ضرهم ».[10]
- قال رسول الله
: « إن الله عز وجل ليعطي على الرفق ما لا يعطي على الخرق، وإذا أحب الله عبدا أعطاه الرفق، ما من أهل بيت يحرمون الرفق إلا حرموا الخير ».[11]
قال المناوي: والمراد إذا أراد بأحد خيراً رزقه ما يستعين به مدة حياته ووفقه في الأمور ولينه في تصرفه مع الناس وألهمه القناعة والمداراة التي هي رأس العقل وملاك الأمر، وإذا أراد به سوءاً ابتلاه بضد ذلك، والأول علامة حسن الخاتمة والثاني بضده. والخرق: الحمق وهو نقيض الرفق.
- عن عائشة ام المؤمنين عن النبي
قال: « ان الرفق لا يكون في شي إلا زانه ولا ينزع من شي الا شانه ».[6]
صور الرفق ، بان تكون العلاقة بينهم مبنية على التعاون وحسن الخلق.[عدل]
- الرفق بالمحتاجين والفقراء ومن له حاجه بقضاء حوائجهم ان كان ذلك ممكنا.
- الرفق بغير المسلمين، إذا كانو مسالمين غير معتدين. فيجب التلطف بهم والاحسان إليهم من أجل تاليف قلوبهم.
- الرفق بالحيوان، وقد جعل رسول الله
الرحمة بالحيوان باباً من أبواب الأجر ودخول الجنة، كما جعل القسوة معها سبباً لدخول النار. عن أبي هريرة، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بينما كلب يطيف بركية ( أي بئر ) قد كاد يقتله العطش . إذ رأته بغي من البغايا . فنزعت موقها ( أي حذائها ) ، فاستقت له به، فسقته إياه، فغفر لها ." رواه البخاري ومسلم
- عن ابن عمر – رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : " دخلت امرأة النار في هرة ربطتها، فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض " - رواه البخاري [12]
مصادر[عدل]
- ^ رواه البخاري حديث رقم 6395
- ^ صحيح الجامع حديث رقم 6606
- ^ رواه الترمذي حديث رقم 2013، وقال حسن صحيح
- ^ أورده ابن عدي، 5/482
- ^ صحيح الترغيب / المنذري، الألباني في حديث رقم 2668
- ↑ أ ب رواه مسلم في صحيحه حديث رقم 2594
- ^ صحيح الجامع حديث رقم 303
- ^ صحيح الجامع حديث رقم 1704
- ^ كتاب السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني 523/2
- ^ كتاب السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني حديث رقم 942
- ^ كتاب صحيح الترغيب للمنذري و الألباني حديث رقم 2666
- ^ هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الرفق بالحيوان