سليمان في الإسلام

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
سليمان بن داود
تَاجُ الله
الولادة القدس[1]
الوفاة القدس
المهنة ملك
مبجل(ة) في الإسلام
شفيع(ة) بني إسرائيل
النسب سليمان بن داوود من بني إسرائيل (حسب القرآن)

سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عليهما السلام في المعتقد الإسلامي هو ملك ونبي بني إسرائيل.[Ln 1]

سليمان هو أحد أنبياء الله وذكر ملكه في القرآن، ونسب إليه جيش من الطير والجن والبشر،[2] وقدرته على فهم لغاتهم وذُكر في القرآن عدة مواضيع عن سليمان ومعجزاته.

الحكم في الحرث[عدل]

داود، والد سليمان الذي حكم في الحرث

أنعم الله على سليمان بالذكاء والفطنة، وقد أيده الله بالحكم الصحيح والقضاء بين الناس، وإحدى أحكام سليمان كانت في قضية الحرث، وروى أن هناك رجلين دخلا على النبي داود أحدهما صاحب حرث والآخر صاحب غنم فقال صاحب الحرث: «ان هذا انفلتت غنمه فوقعت في حرثي فأفسدته فلم تبق منه شيئا»، فأعطاه داود رقاب الغنم في الحرث فخرجا ومرا من عند سليمان وهو بعمر احدى عشرة سنة فقال لهم: «كيف قضى بينكما؟» فأخبراه فقال سليمان: «لو وليت أمركما لقضيت بغير هذا» فقال: «أدفع الغنم إلى صاحب الزرع ينتفع بدرها ونسلها وصوفها ويبذر صاحب الغنم لصاحب الحرث مثل حرثه فإذا صار الحرث كهيئته دفع إلى أهله وأخذ صاحب الغنم غنمه»[3] فبلغ ذلك داود فحكم بحكم سليمان،[4] وذُكرت هذه الحادثة في القرآن في سورة الأنبياء: ﴿وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ۝٧٨ [الأنبياء:78]

توليه الحكم[عدل]

تولى سليمان الحكم على بني إسرائيل وعمره ثلاثة عشر سنة بعد وفاة أبيه داود، وقد ورث منه العلم والملك دون باقي أولاده كما في سورة النمل: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ۝١٦ [النمل:16][5] وآتاه الله مع الملك والنبوة، ودعا الله أن يؤتيه ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، فاستجاب له وسخر له البشر والجن والشياطين والطير والريح، فكان إذا خرج من بيته متوجها إلى مجلسه أقبل إليه الطير، وقامت له الناس والجن حتى يجلس.[6]

الهدهد وبلقيس[عدل]

الهدهد، الطائر الذي غادر دون إذن سليمان.

أنعم الله على سليمان تعليمه لغة الحيوانات ومنطق الطيور واستخدام الجن، وكان في غاية الحمد والشكر لربه والاعتراف بفضله وإحسانه، وكان يستعين بالطير في مهام استكشافية للماء والتعرف على أخبار الأمم والشعوب الأخرى، تفقد سليمان جميع الطير ومنها طير الهدهد فتعجب من عدم وجوده،[7] الهدهد غادر من دون إذن سليمان، فهدد سليمان الهدهد بالذبح إلا ان يأتي ببرهان واضح يدل على قبول عذره، غاب الهدهد لفترة بسيطة ثم عاد لسليمان وسأله سليمان عن سبب غيابه فقال: «علمت علما تاما ليس في علمك، وجئتك من بلاد سبأ بخبر متيقن موثوق» وكان خبره أنه وجد في بلاد سبأ مملكة عظيمة تحكمهم امرأة تدعى بلقيس، ووجد هذه الملكة وقومها يعبدون الشمس ويسجدون لها من دون الله، لأنهم كانوا مجوسا يعبدون الأنوار، وقال بأن الشيطان زين لهم قبيح أعمالهم ومنعهم عن طريقة عبادة الله وحده.[8]

فأجاب سليمان عليه السلام طير الهدهد عن دفاعه واعتذاره، بأنه سيعرف على مدى صحة قوله، إذا كان صادق في إخباره أم كاذب في مقالته، لتخلص من الإنذار والوعيد الذي أوعده به، فكتب سليمان كتابا وهو أول من كتبَ بسم الله الرحمن الرحيم،[9] وقال للهدهد أن يوصل الرسالة إلى بلقيس وقومها، وكان يتضمن الدعوة إلى الإيمان بالله وحده، فذهب الهدهد إلى سبأ وألقى هذا الكتاب إليهم، ثم ابتعد عنهم قليلا، وانتظر رد الفعل، وماذا يقولون ويتشاورون ويتناقشون، ثم انتظر الجواب، وقامت بلقيس بجمع أهل مملكتها وأعيانهم، واستشارتهم في الأمر،[10] فذكروا لها أنهم ذو قوة وبأس شديد، فذكرت لهم أن عاقبة الحرب إفساد الديار وأنها ترى مسالمة سليمان بإرسال هدية إليه، فلما جاءته الهدية لم يقبلها، وهددهم بأن يرسل إليهم جنودا لا قبل لهم بها، فلم تجد الملكة مفرا من أن تسافر إلى مقر ملكه، فجمع سليمان قومه وأخبرهم بأنه يريد أن يحصل على عرشها قبل حضورها، فأخبره عفريت من الجن بأنه يمكنه أن يأتيه به قبل أن يقوم من مجلسه، وأخبره عالم من علماء قومه بأنه يمكنه أن يأتيه به قبل مرور طرفة عين، فشكر سليمان ربه أن جعل في ملكه مثل هذا الرجل المؤمن المتصل بالله سبحانه، وصلت بلقيس إلى مجلس سليمان ووقفت الملكة متعجبة مندهشة أمام هذه العجائب التي تعجز البشر، وتدل على أن سليمان مسخر له قوى أكبر من طاقة البشر، فرجعت إلى الله وناجته معترفة بظلمها لنفسها فيما سلف من عبادة غيره، معلنة إسلامها.[10]

وذُكرت قصة الهدهد والبلقيس بالتفصيل في القرآن تحديدا من سورة النمل (الآيات من 20 إلى 44).

النملة[عدل]

كانت جيوش سليمان قريبة من وادي النمل فقد رأت النملة سليمان وجنوده وخافت على النمل الباقين، صاحت قائلة: ﴿يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ۝١٨ [النمل:18]،[Ln 2] سمع سليمان قول هذه النملة فتبسم ضاحكا من قولها وشكر الله على ما انعم عليه.[11]

وفاته[عدل]

بيت المقدس، المكان الذي توفى فيه سليمان.

كان من عادة سليمان إذا صلى الفجر في بيت المقدس أن يرى شجرة نابتة بين يديه فيسألها عن أسمها وشيئها وتجيب الشجرة عن أسئلته، بينما سليمان هو يصلي ذات يوم رأى شجرة الخرنوبة بين يديه، سألها «لأي شيء أنت» قالت «لخراب هذا البيت» قال سليمان «ما كان الله ليخربه وأنا حي، أنت التي على وجهك هلاكي وخراب البيت» ودعا سليمان الله قائلا:[12]

سليمان في الإسلام اللهم عمِّ على الجن موتي حتى يعلم الناس أن الجن لا يعلمون الغيب سليمان في الإسلام

تفسير الطبري

وسبب دعائه كان زعم الجن على البشر بأنهم يعلمون الغيب، وكان يشرف على الجن في العمل الشاق ومن امتنع عن العمل عاقبه، أستجاب الله دعائه وأمات سليمان وهو قائم ممسكا بعصاه، واذا الجن راقبوه أثناء العمل يرونه واقف ممسكا بعصاه فيظنون بأنه حي، وأستمروا في العمل ظنهم بأن سليمان حي ويراقبهم، بعد سنة من موته بدأ النمل يجتمع عند عصا سليمان ويأكلونها حتى أكلوا الجزء السفلي من العصا حتى سقطت العصا من يد سليمان وسقط جسده على الأرض، أدركت الجن والناس في هذه اللحظة أن سليمان كان ميتا منذ مدة طويلة، وعلمت الناس بعد هذه الحادثة أن الجن لا يعلمون الغيب كما يصفون نفسهم.[Ln 3]

المراجع[عدل]

باللغة العربيَّة[عدل]

  1. ^ "ص230 - كتاب مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - العدد موجز لتاريخ القدس حتى الفتح الإسلامي - المكتبة الشاملة". المكتبة الشاملة. مؤرشف من الأصل في 2022-09-27. اطلع عليه بتاريخ 2022-09-27.
  2. ^ القرآن الكريم، سورة النمل، الآية 17
  3. ^ محيي الدين درويش (1992). إعراب القرآن وبيانه (ط. الرابعة). ج. السادس. ص. 347. مؤرشف من الأصل في 2022-09-27.
  4. ^ منصور عبد الحكيم (2007). 150 قصة للفراسة والذكاء: للأنبياء والصحابة والصالحين. مراجعة: طه عبد الرؤوف سعد (ط. 1). دار الكتاب العربي. ص. 12. ISBN:977-376-229-7. OCLC:4770364828. QID:Q117353233.
  5. ^ صديق حسن خان (1992). فتح البيان في مقاصد القرآن. ج. العاشر. ص. 21. مؤرشف من الأصل في 2022-09-27.
  6. ^ ابن الأثير (1997). الكامل في التاريخ. تحقيق: عمر عبد السلام تدمري (ط. الأولى). ص. 200. مؤرشف من الأصل في 2022-08-05.
  7. ^ وهبة الزحيلي (2001). التفسير الوسيط (ط. الأولى). ج. الثاني. ص. 1871. مؤرشف من الأصل في 2022-09-27.
  8. ^ وهبة الزحيلي (2001). التفسير الوسيط (ط. الأولى). ج. الثاني. ص. 1872. مؤرشف من الأصل في 2022-09-27.
  9. ^ خاص. "من هو أول من كتب «بسم الله الرحمن الرحيم»؟". المهرة بوست. مؤرشف من الأصل في 2022-09-27. اطلع عليه بتاريخ 2022-09-27.
  10. ^ أ ب جعفر شرف الدين (2000)، الموسوعة القرآنية خصائص السور، تحقيق: عبد العزيز بن عثمان التويجري (ط. 1)، بيروت: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، ج. 6، ص. 173، OCLC:949443888، QID:Q120489667 – عبر المكتبة الشاملة
  11. ^ "ص2 - تفسير المنتصر الكتاني - تفسير قوله تعالى حتى إذا أتوا على واد النمل - المكتبة الشاملة". المكتبة الشاملة. مؤرشف من الأصل في 2022-09-27. اطلع عليه بتاريخ 2022-09-27.
  12. ^ "(6) وفاة سليمان - قصة سليمان بن داود عليه السلام". ar.islamway.net. مؤرشف من الأصل في 2022-09-30. اطلع عليه بتاريخ 2022-09-30.

باللغات الأجنبية[عدل]

  1. ^ Glasse, Cyril (1988). Concise Encyclopedia of Islam. p. 374.
  2. ^ "The Ant of Suliman (AS)". Hadith of the Day (بالإنجليزية البريطانية). 19 Oct 2016. Archived from the original on 2021-10-26. Retrieved 2022-09-28.
  3. ^ "Stories of the Prophets | Alim.org". www.alim.org (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2021-08-05. Retrieved 2022-09-30.
سليمان في الإسلام
سبقه
داود
الأنبياء في الإسلام

سليمان

تبعه
إلياس