انتقل إلى المحتوى

شخصية خيالية

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
شخصية خيالية
معلومات عامة
صنف فرعي من
شخصية تخيلية [لغات أخرى]
كيان خيالي [لغات أخرى] عدل القيمة على Wikidata
له ميزة
اسم علم
عيد ميلاد
جنس
نوع من الشخصيات الخيالية [لغات أخرى] عدل القيمة على Wikidata
تصنيف للتصنيفات التي تحمل هذا الاسم
عدل القيمة على Wikidata
شخصية علي بابا، وهي أحد أشهر الشخصيات الخيالية العربية المذكورة في كتاب ألف ليلة وليلة.

الشخصية في الأدب، هي شخص أو كيان في سرد (مثل رواية، أو مسرحية، أو مسلسل إذاعي أو تلفزيوني، أو موسيقا، أو فيلم، أو لعبة فيديو).[1][2][3] قد تكون الشخصية خيالية تمامًا أو مبنية على وجود شخص في الحياة الواقعية، وفي هذه الحالة يمكن التمييز بين الشخصية «الخيالية» والشخصية «الحقيقية». إن الكلمة الإنجليزية مشتقة من الكلمة اليونانية القديمة χαρακτήρ، وتعود إلى عصر استرداد الملكية الإنجليزية، مع أنها أصبحت شائعة الاستخدام بعد ظهورها في مسرحية توم جونز لهنري فيلدينغ عام 1749. ومن هنا، تطور معنى «الدور الذي يؤديه الممثل». قبل هذا التطور، كان مصطلح dramatis personae، وهو مصطلح مشتق من اللاتينية في الإنجليزية ويعني «أقنعة الدراما»، ويجسد مفهوم الشخصيات من الناحية الحرفية للأقنعة.[4] تنطوي الشخصية، خاصةً حين يؤديها ممثل في المسرح أو في السينما، على «وهم كونها شخص إنسان». أما في الأدب، فترشد الشخصيات القراء عبر القصص وتساعدهم في فهم الحبكات وتأمل الموضوعات.[5] استُخدمت عبارة «في الشخصية» منذ القرن التاسع عشر لوصف الانتحال الفعال للممثل للشخصية منذ نهاية القرن الثامن عشر، وأُطلق على فن خلق الشخصيات الذي يمارسه الممثلون أو الكُتاب، اسم «تشخيص».[6]

تُعرف الشخصية التي تمثل طبقة أو مجموعة معينة من البشر بالنمط أو النوع.[7] وتشتمل الأنماط على كل من الشخصيات النمطية والشخصيات الأكثر فردانية. مثلًا، تُمثل الشخصيات في مسرحية هيدا غابلر لهنريك إبسن (1891) والآنسة جولي لأوغست ستريندبرغ (1888) مواقف محددة في العلاقات الاجتماعية بين الطبقة والجنس، بحيث تكشف الصراعات بين الشخصيات عن صراعات أيديولوجية.[8]

تتطلب دراسة الشخصية تحليل علاقاتها مع جميع الشخصيات الأخرى في العمل.[9] ويُحدد الوضع الفردي للشخصية من خلال شبكة المتناقِضات (الواقعية، والبراغماتية، واللغوية، والقربيات) التي تشكلها مع الشخصيات الأخرى. وتتغير العلاقة بين الشخصيات وأحداث القصة تاريخيًا، وغالبًا ما تحاكي التحولات في المجتمع وأفكاره حول الفردية البشرية، وتقرير المصير، والنظام الاجتماعي.[10]

خلق الشخصية

[عدل]

يبتكر الكُتاب في التأليف الروائي، شخصيات ديناميكية باستخدام أساليب متنوعة. فتُستلهم الشخصيات أحيانًا من الخيال. وفي أحيان أخرى، تُخلق بتضخيم سمات شخصية حقيقية وتحويلها إلى خلق روائي جديد.

أشخاص حقيقيون، جزئيًا أو كليًا

[عدل]

يمكن للمؤلف أو المبدع عند بناء شخصية مستوحاة من شخص حقيقي، أن يستخدم شخصًا يعرفه، أو شخصية تاريخية، أو شخصية معاصرة لم يلتقِ بها، أو أن يستحضر ذاته، حيث يكون الأخير إما بديلًا للمؤلف أو مثالًا على الإدراج الذاتي. ويُعد استخدام شخصية مشهورة يسهل التعرف عليها، بصفاتٍ شخصية معينة أساسًا لشخصية رئيسة، سمة من سمات الأعمال الرمزية، مثل رواية مزرعة الحيوان لجورج أورويل التي تُصور الثوار السوفييت خنازير. يستخدم مؤلفون آخرون، خاصةً في الخيال التاريخي، شخصيات حقيقية ويبتكرون قصصًا خيالية تدور حول حياتهم، كما في رواية الزوجة الباريسية التي تدور حول إرنست همينغوي.

النماذج البدائية الأولية والشخصيات النمطية

[عدل]

يستطيع المؤلف بناء شخصية باستخدام نماذج الشخصيات الأساسية البدائية الشائعة في عديد من التقاليد الثقافية: مثل شخصية الأب، شخصية الأم، البطل، وما إلى ذلك. ويستخدم بعض الكُتاب النماذج الأولية التي قدمها كارل يونغ في نظرية الأنماط الأولية، أساسًا لسمات الشخصية. وعمومًا، عند استخدام نموذج أولي من نظامٍ ما -مثل نظام يونغ- تتبع عناصر القصة أيضًا توقعات هذا النظام من حيث الحبكة.[11]

يمكن للمؤلف أيضًا بناء شخصية خيالية باستخدام شخصيات نمطية، عادةً ما تكون سطحية. تُستخدم هذه الشخصيات عادةً شخصيات ثانوية أو مساعِدة. لكن بعض المؤلفين استخدموا الشخصيات النمطية تلك نقطة انطلاق لبناء شخصيات غنية بالتفاصيل، مثل استخدام ويليام شكسبير لشخصية الجندي المتبجح أساسًا لرواية جون فالستاف.

يبتكر بعض المؤلفين «أسماءً على مسمى» لشخصياتهم. ويدل هذا الاسم على التركيب النفسي للشخص، أو يُوحي إليه مجازيًا، أو يُشير إلى مظهره. مثلًا، قدم شكسبير شخصية شاب عاطفي تُدعى ماركيشيو، وقدم جون شتاينبك شخصيةً لطيفةً تُدعى كاندي في رواية فئران ورجال، وقدم ميرفن بيك شخصيةً شريرة ماكيافيلية، متلاعبة وقاتلة تُدعى ستيربايك في رواية غورمينغاست. قد يُشير الاسم أيضًا إلى المظهر. مثلًا، أطلق فرانسوا رابليه اسم غارغانتوا على عملاق، وسُمي الحوت الضخم في رواية بينوكيو (1940) مونسترو.

الأنماط

[عدل]

دائري مقابل مسطح

[عدل]

عرف الروائي والناقد الأدبي إي. إم. فورستر في كتابه النقدي الشهير جوانب الرواية 1927 نوعين أساسيين من الشخصيات، من حيث صفاتها ووظائفها وأهميتها في تطور الرواية: الشخصيات المسطحة والشخصيات الدائرية. الشخصيات المسطحة ثنائية البعد، إذ تتسم بالبساطة النسبية. أما الشخصيات الدائرية، فهي شخصيات معقدة ذات خصائص متنوعة، تخضع للتطور، وقد تفاجئ القارئ أحيانًا.[12]

من الناحية النفسية، يمكن عد الشخصيات الدائرية أو المعقدة ذات خمسة أبعاد، وفقًا لنموذج عناصر الشخصية الخمسة في علم نفس الشخصية.[13] العوامل الخمسة هي:

  • الانبساط (منفتِح/ نشِط مقابل انطوائي/ متحفظ).
  • الوفاق (ودود/ رحيم مقابل انتقادي/ عقلاني).
  • الانفتاح على التجربة (مبتكر/ فضولي مقابل ثابت/ حذر).
  • الضمير الحي (فعال/ منظَم مقابل مسرف/ مهمل).
  • العصابية (حساس/ عصبي مقابل مرن/ واثق).[14]

عادةً ما تكون الشخصيات النمطية أحادية البعد. أما شخصية ماري سو، فهي شخصية تظهر عادةً في أدب المعجبين أو الهواة، وهي خالية تقريبًا من العيوب، ولذلك تُعد شخصيات مسطحة.[15]

نوع آخر من الشخصيات المسطحة هو «الشخصية العابرة»، وهو مصطلح يستخدمه سايمور تشاتمان للشخصيات التي لم تُحدَّد وتُفصَّل بالكامل. بل هي جزء من الخلفية أو إعداد السرد.

ديناميكي مقابل ثابت

[عدل]

الشخصيات الديناميكية هي التي تتغير على مدار القصة، أما الشخصيات الثابتة فتبقى على حالها طوال الوقت. ومن الأمثلة الشائعة على هذه الشخصية الديناميكية في الأدب شخصية إبنزر سكروج، بطل رواية ترنيمة عيد الميلاد لتشارلز ديكنز. ففي بداية القصة، كان بخيلًا نزقًا، لكنه مع نهاية الحكاية، يتحول إلى رجل طيب القلب وكريم.

الشخصيات العادية والمتكررة والضيفة

[عدل]

في التلفاز، الشخصية العادية أو الرئيسة أو المستمرة هي شخصية تظهر في جميع الحلقات أو أغلبيتها، أو في سلسلة كبيرة من حلقات المسلسل. وقد تكون الشخصيات العادية أساسية وثانوية.[16]

أما الشخصية المتكررة أو الشخصية المساعِدة فتظهر تكرارًا بين وقت وآخر في أثناء عرض المسلسل. وغالبًا ما تؤدي الشخصيات المتكررة أدوارًا رئيسية في أكثر من حلقة، وتكون في بعض الأحيان هي المحور الرئيس.

الشخصية الضيفة أو الثانوية هي شخصية لا تظهر إلا في بضع حلقات أو مشاهد. وهي على عكس الشخصيات العادية، لا تحتاج إلى الدمج الدقيق في الحبكة بكل تشعباتها: فهي تُنشئ عملًا دراميًا ثم تختفي من دون أي تأثير في بنية السرد، على عكس الشخصيات الأساسية التي يجب تتبع أي صراع كبير فيها على مدى فترة زمنية طويلة، وهو ما يُنظر إليه غالبًا أنه إهدار غير مبرر للموارد. أيضًا قد تكون ثمة شخصية ضيفة مستمرة أو متكررة. في بعض الأحيان، قد تكتسب شخصية ضيفة أو ثانوية شعبية غير متوقعة وتتحول إلى شخصية عادية أو رئيسة، وهذا ما يُعرف بالشخصية الصاعدة.[17][18]

المراجع

[عدل]
  1. ^ Matthew Freeman (2016). Historicising Transmedia Storytelling: Early Twentieth-Century Transmedia Story Worlds. روتليدج (دار نشر). ص. 31–34. ISBN:978-1315439501. مؤرشف من الأصل في 2025-09-30. اطلع عليه بتاريخ 2017-01-19.
  2. ^ Maria DiBattista (2011). Novel Characters: A Genealogy. John Wiley & Sons. ص. 14–20. ISBN:978-1444351552. مؤرشف من الأصل في 2025-09-30. اطلع عليه بتاريخ 2017-01-19.
  3. ^ Baldick (2001, 37) and Childs and Fowler (2006, 23). See also "character, 10b" in Trumble and Stevenson (2003, 381): "A person portrayed in a novel, a drama, etc; a part played by an actor".
  4. ^ OED "character" sense 17.a citing, inter alia, Dryden's 1679 preface to ترويلوس وكريسيدا: "The chief character or Hero in a Tragedy ... ought in prudence to be such a man, who has so much more in him of Virtue than of Vice... If Creon had been the chief character in Œdipus..."
  5. ^ Pavis (1998, 47).
  6. ^ Harrison (1998, 51-2) quotation:

    Its use as 'the sum of the qualities which constitute an individual' is a mC17 development. The modern literary and theatrical sense of 'an individual created in a fictitious work' is not attested in OED until mC18: 'Whatever characters any... have for the jestsake personated... are now thrown off' (1749, Fielding, Tom Jones).

  7. ^ Baldick (2001, 265).
  8. ^ Aston and Savona (1991, 35).
  9. ^ Aston and Savona (1991, 41).
  10. ^ Childs and Fowler (2006, 23).
  11. ^ Hauke, Christopher; Alister, Ian (2001). Jung and Film (بالإنجليزية). Psychology Press. ISBN:978-1-58391-132-7. Archived from the original on 2025-09-30.
  12. ^ Forster، E.M. (1927). Aspects of the Novel.
  13. ^ Pelican, Kira-Anne (2020). The Science of Writing Characters: Using Psychology to Create Compelling Fictional Characters (بالإنجليزية). Bloomsbury Academic. ISBN:978-1-5013-5722-0. Archived from the original on 2025-09-30.
  14. ^ Roccas، Sonia، Sagiv، Lilach، Schwartz، Shalom H، وآخرون (2002). "The Big Five Personality Factors and Personal Values". Personality and Social Psychology Bulletin. ج. 28 ع. 6: 789–801. DOI:10.1177/0146167202289008. S2CID:144611052. مؤرشف من الأصل في 2025-07-22.
  15. ^ Bennett، Lucy، Booth، Paul (2016). Seeing Fans: Representations of Fandom in Media and Popular Culture. دار بلومزبري US. ص. 160. ISBN:978-1501318474. مؤرشف من الأصل في 2025-09-30. اطلع عليه بتاريخ 2017-01-19.
  16. ^ Sandler، Ellen (2008). The TV Writer's Workbook: A Creative Approach To Television Scripts. Random House Publishing Group. ص. 40. ISBN:978-0-307-49221-0. مؤرشف من الأصل في 2025-09-30.
  17. ^ Weschler، Raymond (2000). "Man on the Moon". English Learner Movie Guides. مؤرشف من الأصل في 2020-07-05.
  18. ^ Miller، Ron (2005). "They really were a great bunch of happy people". TheColumnists.com. مؤرشف من الأصل في 2011-07-16. Originally, the Arthur 'Fonzie' Fonzarelli character was to be a comic relief dropout type, put there for comic contrast to the whitebread Richie and his pals. He was a tall, lanky guy, but when Henry Winkler blew everybody away at his reading, they decided to cut Fonzie down to Henry's size. Ultimately, Winkler molded the character around himself and everybody, including Ron Howard, realized this would be the show's 'breakout' character.