علاج باللف داخل الأوعية

هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

اللف داخل الأوعية هو وسيلة علاجية تُطبق داخل الأوعية الدموية المصابة مثل أمهات الدم داخل القحف والنزوف في مختلف أنحاء الجسم. يخفض هذا الإجراء جريان الدم عبر أم الدم باستخدام أسلاك جراحية دقيقة قابلة للفصل مصنوعة من البلاتين، إذ يدخل الطبيب المعالج واحدًا أو أكثر من هذه الأسلاك إلى أم الدم حتى يتأكد من عدم وجود جريان دموي في المنطقة المصابة. تعتبر هذه الطريقة واحدة من طريقتين لعلاج أمهات الدم الدماغية إذ يعتبر الغرز الجراحي طريقة بديلة. إضافة إلى ذلك يعتبر الغرز الجراحي بديلًا عن وضع الدعامة الوعائية لعلاج النزوف.

الاستخدامات الطبية[عدل]

يُستخدم اللف داخل الأوعية لعلاج أمهات الدم الدماغية. الهدف الأساسي من هذا العلاج هو الوقاية من التمزق في أمهات الدم غير المتمزقة، والوقاية من عودة النزف في أمهات الدم المتمزقة من خلال تقليل جريان الدم إلى المساحة الداخلية لأم الدم. من الناحية السريرية، لتكون كثافة الأسلاك كافية، يجب أن تحقق نحو 20% إلى 30% أو أكثر من حجم أم الدم المستهدفة، الأمر الذي يحتاج عادة إلى إدخال أسلاك متعددة. قد تكون الحجوم الكبيرة أكثر صعوبة نظرًا للطبيعة الحساسة لأم الدم، كما أن نسبة حدوث التمزق خلال التداخل مرتفعة قد تصل إلى 7.6%. في أمهات الدم المتمزقة، يُجرى اللف بسرعة بعد التمزق بسبب الخطورة العالية لعودة النزف خلال الأسابيع الأولى التالية للتمزق الأول. المرضى الأكثر ملاءمة لهذا الإجراء هم المصابون بأمهات دم ذات قياس عنق صغير (أقل من 4 ميليمتر في الحالات المثالية) وقطر لمعة يقل عن 25 ميليمتر وأمهات الدم المميزة بوضوح عن الوعاء الأم. تتعرض أمهات الدم الكبيرة إلى تكدس اللفات وانضغاطها، يعود ذلك إلى نقص كثافة التكديس (الحاجة إلى المزيد من اللفات) وازدياد جريان الدم. يجعل هذا الانضغاط اللفات المعدنية غير قابلة للاستخدام لأنها تصبح غير قادرة على كبح الجريان الدموي. لكن التقدم التكنلوجي قدم إمكانية إجراء اللف على العديد من أمهات الدم الأخرى.[1][2][3][4]

النتائج[عدل]

شككت دراسات عديدة بفعالية اللف داخل الأوعية مقارنة بالغرز الجراحي التقليدي. تنبع غالبية المخاوف من احتمال النزف المتأخر أو أشكال أخرى عودة الجريان في المنطقة المعالجة. نظرًا لطبيعته قليلة التداخل، يتميز اللف داخل الأوعية بسرعة التعافي مقارنة بالغرز الجراحي، إذ وجدت إحدى الدراسات انخفاضًا ملحوظًا في احتمال الوفاة أو الاتكالية مقارنة بجمهور من مرضى الجراحة العصبية.[5][6][7]

لوحظ أيضًا انخفاض في معدلات الاختلاطات التالية للف مقارنة بتلك الملاحظة عادة بعد الجراحة المجهرية (11.7% و17.6% لكل من اللف والجراحة المجهرية على الترتيب). على الرغم من ذلك، سُجلت معدلات عالية من التمزق خلال اللف تصل حتى 7.6%. وُجد أن النتائج السريرية متشابهة بالمراجعة بعد شهرين وبعد سنة بين اللف والجراحة العصبية.[8][9]

تختلف تقديرات النكس بعد الإجراء لتتراوح بين 20% و50% من أمهات الدم الدماغية الناكسة خلال عام واحد من اللف، كما تذكر التقارير ازدياد احتمال النكس مع الزمن. تشبه هذه النتائج تلك التي أعلنت عنها مجموعات أخرى للعلاج الوعائي. تساءلت دراسات أخرى فيما إذا كانت لفات ماتريكس الجديدة أفضل أداء من لفات البلاتين التقليدية.[10][11][12]

اختبرت الدراسة الدولية لأمهات الدم تحت العنكبوتية فعالية اللف داخل الأوعية مقابل الغرز التقليدي بالجراحة المجهرية. وجدت الدراسة في البداية نتائج تعطي أفضلية واضحة لتقنية اللف، لكن نتائج هذه الدراسة وطرائقها تعرضت للانتقاد. منذ إصدار هذه الدراسة عام 2002 ثم مرة ثانية عام 2005، وجد عدد من الدراسات معدلات نكس أعلى عند إجراء اللف، في حين وجدت دراسات أخرى عدم وجود إجماع واضح يميز طريقة عن الأخرى.[13]

المخاطر[عدل]

تشمل المخاطر الممكنة لهذه الطريقة حدوث السكتة الدماغية وتمزق أم الدم خلال الإجراء ونكس أم الدم أو تمزقها في وقت لاحق. إضافة إلى ذلك، يمكن أن يفشل العلاج باللف لدى بعض المرضى. بشكل عام، يُجرى اللف فقط عندما تكون خطورة تمزق أم الدم أكبر من خطورة هذا العمل بحد ذاته.

بشكل مشابه للمرضى الذين يخضعون لعمليات الجراحة العصبية، يؤدي اللف إلى زيادة معدل استهلاك الطاقة الأساسي (عند الراحة)، لكن هذه الزيادة أقل بقليل من تلك التالية للبديل الجراحي العصبي. يمكن أن يؤدي ذلك إلى سوء التغذية إذا لم تُتخذ خطوات للتعويض الغذائي عن معدل الاستقلاب المرتفع.[14]

الآلية[عدل]

تعمل هذه التقنية العلاجية من خلال تحريض تجلط الدم (الخثار) ضمن أم الدم، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى إيقاف تدفق الدم ضمنها. يمكن تحقيق ذلك من خلال تقليل كمية الدم الداخل إلى أم الدم وزيادة زمن بقاء الدم (وبالتالي تخفيف سرعة جريانه) ضمن مساحة أم الدم وتقليل إجهاد القص الجداري لجدار أم الدم. يعتمد التغير في تدفق الدم، أو ديناميكا الدم، في النهاية على عدد من العوامل منها:[15]

  • نوع أم الدم (موجودة مباشرة على الشريان الأصلي أو على تفرع للشريان)
  • موقع أم الدم (الزاوية النسبية لأم الدم على اتجاه جريان الدم ضمن الوعاء)
  • كثافة تكديس أسلاك اللف
  • زاوية انحناء الوعاء الأصلي
  • قياس عنق أم الدم

في حين تعتبر هذه العوامل شديدة الأهمية لنجاح العملية، يعتمد التخثر في النهاية على عمليات بيولوجية، أما اللف فدوره فقط هو توفير الظروف المناسبة لهذه العملية، في سبيل النتيجة المرجوة (إغلاق أم الدم).

الإجراء[عدل]

عادة ما يجري طبيب الأشعة التداخلية العصبية هذا العلاج بعد وضع المريض تحت التخدير العام. يتم هذا الإجراء بالكامل تحت توجيه التنظير التألقي. تُدخل قثطرة دليل عبر الشريان الفخذي وصولًا إلى مكان قريب من أم الدم ثم يُستخدم التصوير الوعائي لتحديد موقع أم الدم وتقييمها. بعد ذلك، توجه قثطرة دقيقة إلى أم الدم.

أم دم مستأصلة من الشريان المخي المتوسط مملوءة بلفات متعددة.

يستخدم العلاج أسلاكًا ملفوفة قابلة للفصل مصنوعة من البلاتين تُدخل إلى أم الدم باستخدام القثطرة الدقيقة. هناك عدة أنواع من أسلاك اللف، منها أسلاك غوغليلمي (جي دي سي) المصنوعة من البلاتين وأسلاك ماتريكس المغلفة بالبوليمر الحيوي والأسلاك المغلفة بالهيدروجيل. تتوفر الأسلاك بعدة خيارات ممكنة من الأقطار والأطوال والمقاطع المعترضة.[16][17]

في البداية يُدخل سلك اللف بمحاذاة جدار أم الدم لتشكيل إطار يحيط بجوف يُملأ تدريجيًا بالمزيد من الأسلاك. يمكن استخدام سلسلة من أسلاك اللف الأخرى بشكل مشابه. يُحدد نجاح العملية بحقن مادة ظليلة في الشريان الأصلي وإجراء التقييم الكمي لجريان المادة ضمن أم الدم باستخدام التصوير التألقي. إذا لم يُلاحظ تدفق، نعتبر التداخل قد انتهى بنجاح. في حالة أمهات الدم ذات العنق العريض قد يحتاج الطبيب إلى إدخال دعامة ضمن الوعاء.[18]

انظر أيضًا[عدل]

مراجع[عدل]

  1. ^ Otani, Tomohiro; Nakamura, Masanori; Fujinaka, Toshiyuki; Hirata, Masayuki; Kuroda, Junko; Shibano, Katsuhiko; Wada, Shigeo (26 Mar 2013). "Computational fluid dynamics of blood flow in coil-embolized aneurysms: effect of packing density on flow stagnation in an idealized geometry". Medical & Biological Engineering & Computing (بالإنجليزية). 51 (8): 901–910. DOI:10.1007/s11517-013-1062-5. ISSN:0140-0118. PMID:23529587. S2CID:7811834.
  2. ^ Babiker، M. H.؛ Gonzalez، L. F.؛ Albuquerque، F.؛ Collins، D.؛ Elvikis، A.؛ Zwart، C.؛ Roszelle، B.؛ Frakes، D. H. (1 أبريل 2013). "An In Vitro Study of Pulsatile Fluid Dynamics in Intracranial Aneurysm Models Treated with Embolic Coils and Flow Diverters". IEEE Transactions on Biomedical Engineering. ج. 60 ع. 4: 1150–1159. DOI:10.1109/TBME.2012.2228002. ISSN:0018-9294. PMID:23192467. S2CID:206612828.
  3. ^ Currie، S؛ Mankad, K؛ Goddard, A (يناير 2011). "Endovascular treatment of intracranial aneurysms: review of current practice". Postgraduate Medical Journal. ج. 87 ع. 1023: 41–50. DOI:10.1136/pgmj.2010.105387. PMID:20937736. S2CID:30220296. مؤرشف من الأصل في 2019-12-21.
  4. ^ Guglielmi، Guido (13 مارس 2009). "History of the genesis of detachable coils". Journal of Neurosurgery. ج. 111 ع. 1: 1–8. DOI:10.3171/2009.2.JNS081039. ISSN:0022-3085. PMID:19284239.
  5. ^ J Neurointerv Surg. 2011 Apr 27. [Epub ahead of print]
  6. ^ Campi A، Ramzi N، Molyneux AJ، Summers PE، Kerr RS، Sneade M، Yarnold JA، Rischmiller J، Byrne JV (مايو 2007). "Retreatment of ruptured cerebral aneurysms in patients randomized by coiling or clipping in the International Subarachnoid Aneurysm Trial (ISAT)". Stroke. ج. 38 ع. 5: 1538–44. DOI:10.1161/STROKEAHA.106.466987. PMID:17395870.
  7. ^ Mitchell P, Kerr R, Mendelow AD, Molyneux A. Could late rebleeding overturn the superiority of cranial aneurysm coil embolization over clip ligation seen in ISAT?" Journal of Neurosurgery 108: 437-442, March 2008. But see, J Mocco, L. Nelson Hopkins, "International Subarachnoid Aneurysm Trial analysis", Journal of Neurosurgery, March 2008 / Vol. 108 / No. 3 / Pages 436-436.
  8. ^ Molyneux، Andrew J؛ Birks، Jacqueline؛ Clarke، Alison؛ Sneade، Mary؛ Kerr، Richard S C (21 فبراير 2015). "The durability of endovascular coiling versus neurosurgical clipping of ruptured cerebral aneurysms: 18 year follow-up of the UK cohort of the International Subarachnoid Aneurysm Trial (ISAT)". The Lancet. ج. 385 ع. 9969: 691–697. DOI:10.1016/s0140-6736(14)60975-2. PMC:4356153. PMID:25465111.
  9. ^ Li، Jian؛ Su، Long؛ Ma، Jian؛ Kang، Ping؛ Ma، Liujia؛ Ma، Lianting (2017). "Endovascular coiling versus microsurgical clipping for patients with ruptured very small intracranial aneurysms: Management strategies and clinical outcomes- of 162 cases". World Neurosurgery. ج. 99: 763–769. DOI:10.1016/j.wneu.2015.11.079. PMID:26732968.
  10. ^ Piotin، M؛ Spelle, L؛ Mounayer, C؛ Salles-Rezende, MT؛ Giansante-Abud, D؛ Vanzin-Santos, R؛ Moret, J (مايو 2007). "Intracranial aneurysms: treatment with bare platinum coils—aneurysm packing, complex coils, and angiographic recurrence". Radiology. ج. 243 ع. 2: 500–8. DOI:10.1148/radiol.2431060006. PMID:17293572.
  11. ^ Raymond، J؛ Guilbert, F؛ Weill, A؛ Georganos, SA؛ Juravsky, L؛ Lambert, A؛ Lamoureux, J؛ Chagnon, M؛ Roy, D (يونيو 2003). "Long-term angiographic recurrences after selective endovascular treatment of aneurysms with detachable coils". Stroke. ج. 34 ع. 6: 1398–1403. DOI:10.1161/01.STR.0000073841.88563.E9. PMID:12775880.
  12. ^ Piotin M, Spelle L, Mounayer C, Loureiros C, Ghorbani A, Moret J. Intracranial aneurysms coiling with matrix. Immediate results in 152 patients and midterm anatomic follow-up from 115 patients. Stroke November 2008 (e-pub ahead of print)
  13. ^ Raja PV، Huang J، Germanwala AV، Gailloud P، Murphy KP، Tamargo RJ (2008). "Microsurgical clipping and endovascular coiling of intracranial aneurysms: A critical review of the literature". Neurosurgery. ج. 62 ع. 6: 1187–1202. DOI:10.1227/01.neu.0000333291.67362.0b. PMID:18824986. S2CID:21058347.
  14. ^ Nagano، Ayano؛ Yamada، Yoshitaka؛ Miyake، Hiroji؛ Domen، Kazuhisa؛ Koyama، Tetsuo (أبريل 2016). "Increased Resting Energy Expenditure after Endovascular Coiling for Subarachnoid Hemorrhage". Journal of Stroke and Cerebrovascular Diseases. ج. 25 ع. 4: 813–818. DOI:10.1016/j.jstrokecerebrovasdis.2015.12.008. PMID:26796057.
  15. ^ Hoi، Yiemeng؛ Meng، Hui؛ Woodward، Scott H.؛ Bendok، Bernard R.؛ Hanel، Ricardo A.؛ Guterman، Lee R.؛ Hopkins، L. Nelson (1 أكتوبر 2004). "Effects of arterial geometry on aneurysm growth: three-dimensional computational fluid dynamics study". Journal of Neurosurgery. ج. 101 ع. 4: 676–681. DOI:10.3171/jns.2004.101.4.0676. ISSN:0022-3085. PMID:15481725. S2CID:6565151.
  16. ^ Morales, H. G.; Kim, M.; Vivas, E. E.; Villa-Uriol, M.-C.; Larrabide, I.; Sola, T.; Guimaraens, L.; Frangi, A. F. (1 Nov 2011). "How Do Coil Configuration and Packing Density Influence Intra-Aneurysmal Hemodynamics?". American Journal of Neuroradiology (بالإنجليزية). 32 (10): 1935–1941. DOI:10.3174/ajnr.A2635. ISSN:0195-6108. PMID:21885712.
  17. ^ Morales، Hernan (2012). Endovascular coiling and its influence on intra-aneurysmal hemodynamics by image-based modeling. Barcelona, Spain. ص. 19. ISBN:978-84-615-9824-3.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  18. ^ Oushy، Soliman؛ Rinaldo، Lorenzo؛ Brinjikji، Waleed؛ Cloft، Harry؛ Lanzino، Giuseppe (يونيو 2020). "Recent advances in stent-assisted coiling of cerebral aneurysms". Expert Review of Medical Devices. ج. 17 ع. 6: 519–532. DOI:10.1080/17434440.2020.1778463. ISSN:1745-2422. PMID:32500761. S2CID:219328499.