لقاح الإيبولا

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

لقاحات الإيبولا هي لقاحات إما معتمدة أو قيد التطوير للوقاية من الإيبولا. اعتُمد أول لقاح في الولايات المتحدة (هو rVSV-ZEBOV) في ديسمبر 2019.[1][2] واستُخدم على نطاق واسع أثناء تفشي الإيبولا في كيفو بموجب بروتوكول الاستخدام الرحيم.[3] خلال أوائل القرن الحادي والعشرين، أظهر العديد من اللقاحات المرشحة فعالية في وقاية الرئيسيات غير البشرية (قرود المكاك عادةً) من العدوى المميتة.[4][5][6]

تشمل اللقاحات ناقلات الفيروس الغدي ناقصة النسخ المتماثل، وفيروس التهاب الفم الحويصلي، وفيروسات نظير الإنفلونزا البشرية (HPIV-3)، والفيروسات الشبيهة بالجسيمات النانوية. التجارب التقليدية لدراسة الفعالية عن طريق تعرض البشر لمسببات الأمراض بعد التمنيع ليست أخلاقية في هذه الحالة. في مثل هذه الحالات، أنشأت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية «قاعدة الفعالية عند الحيوان» التي تسمح بالموافقة على الترخيص على أساس الدراسات التي أجريت على النماذج الحيوانية التي تشبه الإصابات عندها الإصابات البشرية، مع الأدلة التي تؤكد على السلامة والاستجابة المناعية القوية المحتملة (وجود الأجسام المضادة في الدم) عند البشر الذين أعطوا اللقاح. تتضمن التجارب السريرية إعطاء اللقاح لأشخاص أصحاء لتقييم الاستجابة المناعية وتحديد أي آثار جانبية وتحديد الجرعة المناسبة.[7]

اللقاحات المعتمدة[عدل]

لقاح  rVSV-ZEBOV[عدل]

يُباع لقاح VSV-EBOV أو rVSV-ZEBOV تحت الاسم التجاري Ervebo، وهو لقاح لفيروس التهاب الفم الحويصلي المعدل وراثيًا الذي يعبر عن بروتين سكري سطحي لفيروس إيبولا زاير.[8][9] في نوفمبر 2019، منحت المفوضية الأوروبية تصريح تسويق مشروط.[10] جاء التأهيل المسبق لمنظمة الصحة العالمية بعد أقل من 48 ساعة، مما يجعله أسرع عملية تأهيل للقاح تجريها منظمة الصحة العالمية على الإطلاق.[11] اعتُمد للاستخدام الطبي في الاتحاد الأوروبي في نوفمبر 2019،[12] واعتُمد للاستخدام الطبي في الولايات المتحدة في ديسمبر 2019.[13][1]

تشمل الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا الألم والتورم والاحمرار في موقع الحقن والصداع والحمى وآلام العضلات والتعب وآلام المفاصل. بشكل عام، تحدث هذه الآثار في غضون سبعة أيام بعد التطعيم، وتكون شدتها خفيفة إلى معتدلة وتختفي خلال أقل من أسبوع.[12]

طورته وكالة الصحة العامة الكندية، واستحوذت شركة ميرك على التطوير في أكتوبر 2014،[14] أعلن صندوق ويلكم الذي كان أيضًا أحد أكبر المشاركين من المملكة المتحدة،[15] بدء تجارب متعددة على متطوعين أصحاء في أوروبا، والجابون، وكينيا، والولايات المتحدة.[16] ثبت أن اللقاح آمن في مواقع متعددة في أمريكا الشمالية وأوروبا وأفريقيا، لكن العديد من المتطوعين في موقع تجريبي واحد في جنيف، سويسرا، طوروا التهاب المفاصل المرتبط باللقاح بعد حوالي أسبوعين، وحوالي 20-30% من المتطوعين طوروا حمى منخفضة الدرجة بعد اللقاح، والتي شُفيت في غضون يوم أو يومين. من الآثار الجانبية الشائعة الأخرى الألم في موقع الحقن، والألم العضلي، والإرهاق.[17] أوقفت التجربة مؤقتًا في ديسمبر 2014 بسبب الآثار السلبية المحتملة، ولكنها استؤنفت لاحقًا.[18] اعتبارًا من أبريل 2015، بدأت تجربة المرحلة الثالثة بجرعة واحدة من VSV-EBOV في ليبيريا بعد دراسة المرحلة الثانية الناجحة في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا.[19] في 31 يوليو 2015، أشارت النتائج الأولية لتجربة المرحلة الثالثة في غينيا إلى أن اللقاح يبدو «فعالًا وآمنًا للغاية».[15] استخدمت التجربة بروتوكول تلقيح حلقي لُقّح فيه أولاً جميع أقرب المخالطين للحالات الجديدة للإيبولا العدوى إما مباشرة أو بعد 21 يومًا. بسبب الفعالية المثبتة للتلقيح الفوري، يُعطى اللقاح حاليًا لجميع المتلقين على الفور.[20][21] التطعيم الدائري هو الطريقة المستخدمة في برنامج استئصال الجدري في السبعينيات. ستستمر التجربة لتقييم ما إذا كان اللقاح فعالاً في خلق مناعة قطيع ضد عدوى فيروس الإيبولا.[22] في ديسمبر 2016، وجدت دراسة أن لقاح VSV-EBOV فعال بنسبة 95-100% ضد فيروس الإيبولا، مما يجعله أول لقاح مثبت ضد المرض.[23][24][25]

دُعم اعتماد اللقاح من خلال دراسة أجريت في غينيا خلال تفشي المرض 2014-2016 عند الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا فما فوق.[1] كانت الدراسة عبارة عن دراسة تطعيم عشوائية عنقودية (حلقة) حيث تلقى 3537 مخالطًا ومخالطًا للمخالطين لأفراد مصابين بمرض فيروس الإيبولا المؤكد مختبريًا تطعيمًا «فوريًا» أو تطعيمًا «متأخرًا» لمدة 21 يومًا.[1] كان الهدف من هذا التصميم هو وصول اللقاح إلى شبكة اجتماعية من الأفراد في المناطق التي قد تشمل المساكن أو أماكن العمل حيث يقضي المريض وقتًا، أو عائلات لأفراد الذين كانوا على اتصال بالمريض أثناء مرض ذلك الشخص أو وفاته. عند مقارنة حالات مرض فيروس الإيبولا بين 2108 شخصًا أخذ تطعيمًا فوريًا و1429 شخصًا أخذ تطعيمًا متأخرًا، استُنتج أن لقاح Ervebo فعال بنسبة 100% في الوقاية من حالات الإيبولا مع ظهور الأعراض بعد أكثر من عشرة أيام من التطعيم. لم تُلاحظ أي حالات لمرض فيروس الإيبولا مع ظهور أعراض بعد أكثر من عشرة أيام من التطعيم في المجموعة العنقودية «الفورية»، مقارنة بعشر حالات من مرض فيروس الإيبولا في المجموعة العنقودية «المتأخرة» لمدة 21 يومًا.[1]

في دراسات إضافية، قُيّمت استجابات الأجسام المضادة في 477 فردًا في ليبيريا، وحوالي 500 فرد في سيراليون، وحوالي 900 فرد في كندا، وإسبانيا، والولايات المتحدة. كانت استجابات الأجسام المضادة بين تلك الموجودة في الدراسة التي أجريت في كندا وإسبانيا والولايات المتحدة مماثلة لتلك الموجودة بين الأفراد في الدراسات التي أجريت في ليبيريا وسيراليون.[1]

قُيّمت سلامة اللقاح عند حوالي 15000 فرد في أفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية. كانت الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا التي أُبلغ عنها هي الألم والتورم والاحمرار في موقع الحقن، بالإضافة إلى الصداع والحمى وآلام المفاصل والعضلات والتعب.[1]

في ديسمبر 2016، وجدت دراسة أن لقاح VSV-EBOV فعال بنسبة 70-100% ضد فيروس الإيبولا، مما يجعله أول لقاح مثبت ضد المرض.[23][24][25] ومع ذلك، كان هناك جدل وتشكيك في تصميم هذه الدراسة والفعالية العالية للقاح.[26] في تشرين الثاني (نوفمبر) 2019، منحت المفوضية الأوروبية تصريح تسويق مشروط لشركة (Ervebo (rVSV∆G-ZEBOV-GP[27] وأقرت منظمة الصحة العالمية مسبقًا لقاح الإيبولا لأول مرة.[11]

انظر أيضًا[عدل]

مراجع[عدل]

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ "First FDA-approved vaccine for the prevention of Ebola virus disease, marking a critical milestone in public health preparedness and response". U.S. إدارة الغذاء والدواء (الولايات المتحدة) (FDA). 19 ديسمبر 2019. مؤرشف من الأصل في 2019-12-20. اطلع عليه بتاريخ 2019-12-19. ملكية عامة تتضمّنُ هذه المقالة نصوصًا مأخوذة من هذا المصدر، وهي في الملكية العامة.
  2. ^ McKee S (23 ديسمبر 2019). "US approves Merck's Ebola vaccine". PharmaTimes Online. Surrey, England: PharmaTimes Media Limited. مؤرشف من الأصل في 2021-01-25. اطلع عليه بتاريخ 2019-12-24.
  3. ^ Beth Mole (16 أبريل 2019). "As Ebola outbreak rages, vaccine is 97.5% effective, protecting over 90K people". Ars Technica. مؤرشف من الأصل في 2021-02-19.
  4. ^ Hoenen T، Groseth A، Feldmann H (يوليو 2012). "Current ebola vaccines". Expert Opinion on Biological Therapy. ج. 12 ع. 7: 859–72. DOI:10.1517/14712598.2012.685152. PMC:3422127. PMID:22559078.
  5. ^ Peterson AT، Bauer JT، Mills JN (يناير 2004). "Ecologic and geographic distribution of filovirus disease". Emerging Infectious Diseases. ج. 10 ع. 1: 40–47. DOI:10.3201/eid1001.030125. PMC:3322747. PMID:15078595.
  6. ^ Fausther-Bovendo H، Mulangu S، Sullivan NJ (يونيو 2012). "Ebolavirus vaccines for humans and apes". Current Opinion in Virology. ج. 2 ع. 3: 324–29. DOI:10.1016/j.coviro.2012.04.003. PMC:3397659. PMID:22560007.
  7. ^ Pavot V (ديسمبر 2016). "Ebola virus vaccines: Where do we stand?". Clinical Immunology. ج. 173: 44–49. DOI:10.1016/j.clim.2016.10.016. PMID:27910805.
  8. ^ Marzi A، Hanley PW، Haddock E، Martellaro C، Kobinger G، Feldmann H (أكتوبر 2016). "Efficacy of Vesicular Stomatitis Virus-Ebola Virus Postexposure Treatment in Rhesus Macaques Infected With Ebola Virus Makona" (PDF). The Journal of Infectious Diseases. ج. 214 ع. suppl 3: S360–66. DOI:10.1093/infdis/jiw218. PMC:5050468. PMID:27496978. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2020-05-22.
  9. ^ Marzi A، Robertson SJ، Haddock E، Feldmann F، Hanley PW، Scott DP، وآخرون (أغسطس 2015). "Ebola Vaccine. VSV-EBOV rapidly protects macaques against infection with the 2014/15 Ebola virus outbreak strain". Science. ج. 349 ع. 6249: 739–42. DOI:10.1126/science.aab3920. PMID:26249231.
  10. ^ "Merck's Ervebo [Ebola Zaire Vaccine (rVSVΔG-ZEBOV-GP) live] Granted Conditional Approval in the European Union" (Press release). Merck. 11 نوفمبر 2019. مؤرشف من الأصل في 2019-11-11. اطلع عليه بتاريخ 2019-11-11 – عبر Business Wire.
  11. ^ أ ب "WHO prequalifies Ebola vaccine, paving the way for its use in high-risk countries" (Press release). World Health Organization. 12 نوفمبر 2019. مؤرشف من الأصل في 2019-11-15. اطلع عليه بتاريخ 2019-11-13.
  12. ^ أ ب "Ervebo EPAR". وكالة الأدوية الأوروبية (EMA). 12 ديسمبر 2019. مؤرشف من الأصل في 2021-03-08. اطلع عليه بتاريخ 2020-07-01. Text was copied from this source which is © European Medicines Agency. Reproduction is authorized provided the source is acknowledged.
  13. ^ "Ervebo". U.S. إدارة الغذاء والدواء (الولايات المتحدة) (FDA). 19 ديسمبر 2019. مؤرشف من الأصل في 2021-02-14. اطلع عليه بتاريخ 2020-07-01.
  14. ^ "Canadian Ebola vaccine development taken over by Merck". سي بي سي نيوز. 24 نوفمبر 2014. مؤرشف من الأصل في 2021-01-12. اطلع عليه بتاريخ 2014-11-25.
  15. ^ أ ب Henao-Restrepo AM، Longini IM، Egger M، Dean NE، Edmunds WJ، Camacho A، وآخرون (أغسطس 2015). "Efficacy and effectiveness of an rVSV-vectored vaccine expressing Ebola surface glycoprotein: interim results from the Guinea ring vaccination cluster-randomised trial". Lancet. ج. 386 ع. 9996: 857–66. DOI:10.1016/s0140-6736(15)61117-5. hdl:10144/575218. PMID:26248676. S2CID:40830730.
  16. ^ "Multiple trials of VSV Ebola vaccine accelerated by international collaborative" (Press release). Wellcome Trust. مؤرشف من الأصل في 2016-03-14. اطلع عليه بتاريخ 2014-10-29.
  17. ^ Shuchman M (مايو 2015). "Ebola vaccine trial in west Africa faces criticism". Lancet. ج. 385 ع. 9981: 1933–34. DOI:10.1016/s0140-6736(15)60938-2. PMID:25979835. S2CID:40400570.
  18. ^ Chan M. "WHO Director-General opens high-level meeting on Ebola vaccines". منظمة الصحة العالمية (WHO). مؤرشف من الأصل في 2020-10-19. اطلع عليه بتاريخ 2015-01-10.
  19. ^ "Ebola test vaccines appear safe in Phase 2 Liberian clinical trial" (Press release). معاهد الصحة الوطنية الأمريكية (NIH). 26 مارس 2015. مؤرشف من الأصل في 2021-01-10.
  20. ^ "Ebola update (93): Positive vaccine trial results". ProMED mail. International Society for Infectious Diseases. مؤرشف من الأصل في 2016-03-04. اطلع عليه بتاريخ 2015-08-02.
  21. ^ "WHO coordinating vaccination of contacts to contain Ebola flare-up in Guinea". منظمة الصحة العالمية (WHO). مارس 2016. مؤرشف من الأصل في 2018-04-18. اطلع عليه بتاريخ 2016-05-14.
  22. ^ "World on the verge of an effective Ebola vaccine" (Press release). منظمة الصحة العالمية (WHO). 31 يوليو 2015. مؤرشف من الأصل في 2021-02-28.
  23. ^ أ ب Henao-Restrepo AM، Camacho A، Longini IM، Watson CH، Edmunds WJ، Egger M، وآخرون (فبراير 2017). "Efficacy and effectiveness of an rVSV-vectored vaccine in preventing Ebola virus disease: final results from the Guinea ring vaccination, open-label, cluster-randomised trial (Ebola Ça Suffit!)". Lancet. ج. 389 ع. 10068: 505–18. DOI:10.1016/S0140-6736(16)32621-6. PMC:5364328. PMID:28017403.
  24. ^ أ ب Berlinger J (22 ديسمبر 2016). "Ebola vaccine gives 100% protection, study finds". سي إن إن. مؤرشف من الأصل في 2020-12-14. اطلع عليه بتاريخ 2016-12-27.
  25. ^ أ ب "Final trial results confirm Ebola vaccine provides high protection against disease" (Press release). World Health Organization. 23 ديسمبر 2016. مؤرشف من الأصل في 2019-11-11. اطلع عليه بتاريخ 2019-11-11.
  26. ^ Metzger WG، Vivas-Martínez S (مارس 2018). "Questionable efficacy of the rVSV-ZEBOV Ebola vaccine". Lancet. ج. 391 ع. 10125: 1021. DOI:10.1016/S0140-6736(18)30560-9. PMID:29565013.
  27. ^ "Merck's Ervebo [Ebola Zaire Vaccine (rVSVΔG-ZEBOV-GP) live] Granted Conditional Approval in the European Union" (Press release). Merck. 11 نوفمبر 2019. مؤرشف من الأصل في 2019-11-11. اطلع عليه بتاريخ 2019-11-11 – عبر Business Wire.
مجلوبة من «https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=لقاح_الإيبولا&oldid=66284267»