مستخدم:فهد نويصر العنزي/ملعب
لا شكّ أنّ الصّوم في أيّ يوم وأي وقت يحمل الكثير من الأجر الكبير والثّواب العظيم، إلا أنّ هناك بعض الأيّام والمناسبات التي يكون فيها الصّوم أو العبادة بشكل عامّ ذا أجر أكبر، وثواب أعظم، ومن هذه المواسم صيام شهر رمضان الكريم، وقيامه، والعبادة، فيه فهو يعدّ شهراً يحمل في طيّاته الكثير من الخير لمن أحسن استغلاله، فالأجور فيه مضاعفة، وأمّا بالنّسبة لصيام النّوافل فمنها صيام يومي الإثنين والخميس، وفي هذا المقال سنتطرّق إلى فضل هذا الصّيام وعلته.
محتويات
[عدل]- ١ فضل صيام الإثنين والخميس
- ٢ فضائل الصيام
- ٣ الأيام التي يستحب صيامها
- ٤ المراجع
فضل صيام الإثنين والخميس
[عدل]لقد علل النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - صيام يومي الخميس والإثنين، حيث روى أحمد و الترمذي، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" تعرض الأعمال يوم الإثنين والخميس فأحبّ أن يعرض عملي وأنا صائم "، وروى مسلم عن أبي قتادة، أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - سئل عن صوم الإثنين فقال:" فيه ولدت، وفيه أنزل عليَّ ".
وروى النسائي و أحمد واللفظ له عن أسامة بن زيد قال:" كان رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يصوم الأيّام يسرد حتّى يقال: لا يفطر، ويفطر الأيّام حتّى لا يكاد أن يصوم إلا يومين من الجمعة، إن كانا في صيامه وإلا صامهما، ولم يكن يصوم من شهر من الشهور ما يصوم من شعبان، فقلت: يا رسول الله، إنّك تصوم لا تكاد أن تفطر، وتفطر حتى لا تكاد أن تصوم إلا يومين إن دخلا في صيامك وإلا صمتهما. قال: أيّ يومين؟ قال: قلت: يوم الإثنين ويوم الخميس، قال: ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على ربّ العالمين، وأحبّ أن يعرض عملي وأنا صائم، قال: قلت: ولم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: ذاك شهر يغفل النّاس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى ربّ العالمين، فأحبّ أن يرفع عملي وأنا صائم ".
ولا وجود لأيّ تعارض بين فكرة رفع الأعمال في يومي الإثنين والخميس ورفعها في شعبان، حيث قال ابن القيم في تعليقه على سنن أبي داود:" رفع الأعمال وعرضها على الله تعالى: فإنّ عمل العام يرفع في شعبان كما أخبر به الصّادق المصدوق، أنّه ترفع فيه الأعمال، فأحبّ أن يرفع عملي وأنا صائم. ويعرض عمل الأسبوع يوم الإثنين والخميس - كما ثبت ذلك في صحيح مسلم - وعمل اليوم يرفع في آخره قبل الليل، وعمل الليل في آخره قبل النّهار، فهذا الرّفع في اليوم والليلة أخصّ من الرّفع العامّ، وإذا انقضى الأجل رفع عمل العمر كله، وطويت صحيفة العمل ". (1)
فضائل الصيام
[عدل]إنّ للصيام فوائد عديدةً تعود على الفرد والمجتمع، ومنها: (2)
- أنّ الصّيام جُنَّة، بمعنى أنّ فيه وقايةً وستراً للمسلم من النّار، حيث روى جابر رضي الله عنه أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" الصّوم جنّة، يستجنّ بها العبد من النّار "، رواه أحمد.
- أنّ الصّيام يكسر ثوران الشّهوة ويهذّبها، ولهذا فقد أرشد النّبي عليه الصّلاة والسّلام الشّباب الذين لا يستطيعون تحمّل تكاليف الزّواج إلى الصّيام، ليخفّف ذلك من شهواتهم، فعن ابن مسعود رضي الله عنه أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" يا معشر الشّباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوّج، فإنّه أغضّ للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصّوم فإنّه له وجاء "، متفق عليه.
- أنّ الصّيام يعدّ سبيلاً من سبل دخول الجنّة، وباباً من أبوابها، فقد روى النسائي عن أبي أمامة رضي الله عنه أنّه قال:" يا رسول الله، مرني بأمر ينفعني الله به، قال: عليك بالصّوم فإنّه لا مثل له "، فقد أوضح النّبي عليه الصّلاة والسّلام في قوله هذا أنّه لا شيء مثل الصوم يعمل على تقريب العبد من ربّه جلّ وعلا، وقد أخبرنا المصطفى صلّى الله عليه وسلّم أنّ في الجنّة باباً خاصّاً للصائمين، لا يدخل منه أحد سواهم، ففي الحديث المتفق عليه عن سهل بن سعد رضي الله عنه، أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" إنّ في الجنّة باباً يقال له الريَّان، يدخل منه الصّائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصّائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد ".
- أنّ الصّيام يكون شفيعاً لصاحبه في يوم القيامة، فقد روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" الصّيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصّيام: أي ربّ منعته الطعام والشّهوات بالنّهار فشفّعني فيه، ويقول القرآن: منعته النّوم بالليل فشفّعني فيه، قال: فيُشَفَّعان ".
- أنّ الصّيام من أعظم أسباب مغفرة الذّنوب وتكفير السّيئات، فقد ورد في الصّحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه ".
- أنّ الصّيام يكون ثوابه مطلقاً، ولا تقييد فيه، حيث أنّ الصّائم يعطى أجره من غير حساب، فقد ورد في الصّحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" قال الله تعالى: كلّ عمل ابن آدم له إلا الصّيام، فإنّه لي وأنا أجزي به "، وفي رواية لمسلم:" كلّ عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصّوم، فإنّه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي ".
الأيام التي يستحب صيامها
[عدل]هناك أيّام معينة أشار النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - إلى استحباب صيام المسلم فيها، ومنها: (3)
- ستّة أيّام من شهر شوال: فعن أبي أيوب رضي الله عنه، عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" من صام رمضان ثمّ أتبعه ستاً من شوال فذاك صيام الدّهر "، رواه مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي.
- أيّام عشر ذي الحجّة: فعن حفصة رضي الله عنها قالت:" أربع لم يكن يدعهن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيّام من كلّ شهر، والرّكعتين قبل الغداة "، رواه أحمد والنسائي.
- صيام يوم عرفة لغير الحاجّ: فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" صوم يوم عرفة يكفّر سنتين: ماضية، ومستقبلة، وصوم يوم عاشوراء يكفّر سنةً ماضيةً "، رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه.
المراجع
[عدل](1) بتصرّف عن فتوى رقم 15163/ العلة في استحباب صوم الاثنين والخميس وأكثر شعبان/ 9-4-2002/ مركز الفتوى/ إسلام ويب/ islamweb.net
(2) بتصرّف عن مقال فضائل الصيام/ مركز المقالات/ إسلام ويب/ islamweb.net
(3) بتصرّف عن فتوى رقم 3423/ الأيام التي يستحب صيامها ثبت ذكرها في السنة/ 9-4-2000/ مركز الفتوى/ إسلام ويب/ islamweb.net