مستخدم:Tasnem ali/ملعب

هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
غدانسك، الذكرى الخامسة والعشرون للتضامن، صيف 2005

التضامن (باللغة البولندية:Solidarność،وتنطق [sɔliˈdarnɔɕt͡ɕ]))، بدأت نقابة العمال الأهلية البولندية التى أسسها ليخ فاونسا وأخرون، فى 14 أغسطس/آب 1980، فى مدينة لينين شيبارد (غدانسك شيبارد الأن). وفى بداية عام 1980، أصبحت أول نقابة عمالية فى مدينة سوفيت بلوك. وتميزت بانتشارها واسع النطاق، وعدم ميلها إلى العنف، حيث ادعى البعض أن عدد أعضائها وصل إلى 9,4 مليون عضو. كما عملت على مكافحة الشيوعية الإجتماعية، والتى كانت فى أوجها حين ذاك، ويُنسب إليها الفضل أيضًا فى الإطاحة بها.

ومن ناحيتها، حاولت الحكومة الشيوعية البولندية التصدى لهذا الإتحاد بإقامة الأحكام العرفية عام 1981، وتلتها عدة سنوات من القمع السياسى، وفى النهاية، أُُجبرت الحكومة على التفاوض. وأسفرت محادثات المائدة المستديرة بين الحكومة والمعارضة التى تقودها حركة التضامن إلى إجراء انتخابات شبه حرة عام 1989. وبحلول نهاية أغسطس/آب فى نفس العام شُكلت حكومة ائتلافية بقيادة حركة التضامن، وفى ديسمبر/كانون الأول 1990، تم انتخاب فاونسا رئيس بولندا. وسرعان ما أعقب ذلك، حل النظام الحكومى الشيوعى، وتحولت بولندا إلى دولة ديمقراطية حديثة. وكان للبقاء المبكر لحركة التضامن دور فى إنهاء السياسة المتشددة للحزب الشيوعى لاتحاد نقابة العمال البولندى، وكان حدثًا غير مسبوقًا؛ ليس لجمهورية بولندا الشعبية وحدها-التابعة لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية والتى يحكمها نظام الحزب الواحد الشيوعى-ولكن أيضًا الكتلة الشرقية كلها. وأدت تجربة التضامن هذه إلى انتشار الأفكار والحركات المناهضة للشيوعية فى كافة أنحاء الكتلة الشرقية، والتى عملت بدورها إلى إضعاف دور الحكومات الشيوعية. وقد بلغت هذه المشكلة ذروتها فى ثورات 1989.

وفى عام 1990، تضاءل تأثير حركة التضامن على المشهد السياسى البولندى. وتم تأسيس العمل الانتخابى البولندى لحركة التضامن عام 1996، والذى سيفوز فى الانتخابات البرلمانية البولندية عام 1997، إلا أن يخسر الانتخابات الاحقة عام 2001. وبعد ذلك، تضاءل تأثير الحزب السياسي للحركة، حيث لم يصبح بمقدروه أن يكون أكبر نقابة عمالية فى بولندا.

جذور ما قبل 1980[عدل]

الملايين يرحبون بالبابا يوحنا بولس الثانى لتوليه منصب أسقف كراكوف أثناء زيارته لبولندا (1979).

يمكننا أن ننسب النجاح المبدئى لحركة التضامن خاصًة، والحركات المشتقة عامًة من عام 1970 إلى 1980 إلى الأزمات المتفاقمة للمجتمعات الخاضعة للحكم السوفيتى. والتى كانت تعانى من انخفاض الروح المعنوية، وتدهور الأوضاع الاقتصادية، وتزايد الضغوط الناتجة من جراء الحرب الباردة.[1] وبعد فترة ازدهار قصيرة، فى عام 1975، أدت سياسات الحكومة البولندية التى يرأسها السكرتير الأول للحزب ادوارد جيرك ، إلى زيادة حدة الإكتئاب مرة اخرى لدى الشعب، وكذلك زيادة الديون الخارجية.[2] وفى مايو/آيار 1976، قامت أولى الإضرابات العمالية المصاحبة بأعمال الشغب فى مصانع مدينة بلوك ورادوم وأرسوس،[3] وعندما قامت الحكومة بقمع هذه الأحداث، قامت حركة المنشقين فكريًا بدعم الحركة العمالية، والتى ينتمى عدد كبير منهم إلى لجنة الدفاع عن العمال(باللغة البولندية:Komitet Obrony Robotników، واختصارها KOR)، والتى تشكلت عام 1976.[4][5] وفى العام التالى، تم تغيير اسم اللجنة إلى اللجنة الاجتماعية للدفاع عن النفس (KSS-KOR).

وفى 16 أكتوبر 1978، انتخب كارول فوتيالا، أسقف كراكوف، البابا يوحنا بولس الثاني. وبعد انتخابه بعام، أثناء أول زياراته إلى بولندا، حضر له مئات الألاف من مورديه من الجماهير. حيث دعاإلى احترام التقاليد الوطنية والدينية، وناشد بالحرية وحقوق الإنسان ونبذ العنف. حيث يمثل البابا يوحنا بولس الثاني لدى عديد من البولنديين، القوة الروحية والمعنوية التى يمكن أن تتعين ضد القوى المادية الغاشمة، فكان الريادة للتغيير ورمزًا هامًا وداعمًا للتغيرات القادمة.[6][7]

الإضرابات المبكرة (1980)[عدل]

إن سبب حدوث الازمة لم يرجع إلى الإضرابات العمالية التى ظهرت قريبًا فحسب، ولكن نظرًا للصعوبات الاقتصادية والحكومية، والتى تمتد جذورها لأكثر من عقد من الزمان. وفى يوليو تموز 1980، واجهت حكومة ادوارد جيرك أزمة اقتصادية، مما دفعها إلى رفع الأسعار وتخفيض الأجور. وتبع ذلك موجة من الإضرابات واحتلال المصانع.[8] حيث تعد من أكبر الاضرابات التى شهدتها منطقة لوبلين. وبدأ أول إضراب فى 8 يوليو تموز 1980، فى هيئة الطيران المدني فى مدينة سويدنج، وقام العمال بتطوير شبكة المعلومات لنشر أخبار نضالهم؛ إذ لم يكن لحركة الإضراب مركز للتنسيق فيما بينهم. وقامت الجماعة المنشقة، المعروفة باسم لجنة الدفاع عن العمال، بجذب مجموعات صغيرة من المسلحين الذين ينتمون للطبقة العاملة فى المراكز الصناعية الكبرى.[9] وكما ذكرنا سابقًا أن هذه اللجنة أُُنشئت عام 1976، بهدف تنظيم المساعدات للضحايا من العمال. وكان أيضًا لواقعة إطلاق الرصاص على آنا والنتينج، الناشطة والمناضلة الشعبية، تأثيرًا بالغًا فى تحريك جموع العمال الغاضبة، حيث تُعد إحدى شرارات موجة الإضرابات فى بولندا.[10][11]

وفى 14 أغسطس آب، بدأ عمال شيبارد اضرابهم، الذى نظمه نقابات التجارة الحرة فى كوستا.[12] وقاد العمال ليخ فاونسا، وهو عامل تقنى كهرباء سابق فى شيبارد وفُصل من عمله عام 1976، وكان قد وصل شيبارد متأخرًا صباح ذلك اليوم.[13] وطالبت لجنة الاضراب بعودة كلًا من فالسيا وولينتينج إلى العمل مرة أخرى، وفقًا لاحترام حقوق العمال والإعتبارات الإجتماعية الأخرى. وبالإضافة إلى ذلك، طالبوا بإقامة نصب تذكاري لعمال شيبارد الذين قًتلوا عام 1970، وكذلك بإضفاء الشرعية على النقابات التجارية المستقلة.[14]

وفى الوقت نفسه، قامت الحكومة البولندية بفرض الرقابة، وقالت وسائل الإعلام الرسمية شىء لا يذكر عن "الاضرابات العمالية المتفرقة فى غدانسك"؛ ولمزيد من الاحتياط، قامت الحكومة بقطع وسائل الاتصال بين كوستا وبقية بولندا.[15] وعلى الرغم من كل ما بذلته الحكومة، فشلت فى السيطرة على الموقف: حيث سرعان ما قامت الصحف البولندية، [16] بما فيهم صحيفة روبنتك، وكذلك إذاعة أوروبا الحرة من اختراق الستار الحديدى،[17] والحديث عن حركة التضامن الناشئة ودعم أفكارها.

وفى 16 أغسطس آب، وصلت وفود من لجان الاضرابات الأخرى إلى شيبارد.[18] (بوجدان ليز، وأندريه جويذدا، وأخرون)، وقد اتفقوا معًا أن يُنشأوا لجنة اضراب مشتركة.[19] وفى اليوم التالى، قام الكاهن هنريك يانكوفسكى، بتنظيم حشد أمام حكومة شيبارد، وقامت لجنة الاضراب بتقديم قائمة تضم 21 مطلب، جميعها مطالب شعبية، تنادى أولًا باقامة نقابات تجارية مستقلة، وكذلك تخفيف الرقابة، والحق فى الاضراب، ووضع حقوق جديدة خاصة بالكنيسة، كما طالبوا أيضًا بالإفراج عن المعتقلين السياسين، وتحسين الخدمات الصحية العامة.[20]

وفى اليوم التالى، وصل وفد من لجنة الدفاع عن العمال إلى شيبارد، يضم مجموعة من المثقفين من بينهم تاديؤدش مازوفيتسكى، وعرضوا تقديم المساعدة مع المفاوضات الحالية. كما قدموا أيضًا يد العون إلى صحيفة التضامن البولندية (Solidarność)، حتى استطاعت أن تقوم بطبع ثلاثين ألف نسخة يوميًا.[21] وفى ذاك الوقت، حظيت أغنية جاسيك كازمارسكى (احتياج)، بشعبية كبيرة لدى العمال.[22]

المصادر والمراجع[عدل]

  1. ^ Colin Barker. "The rise of Solidarnosc". International Socialism, Issue: 108. Retrieved July 10, 2006.
  2. ^ Lepak, Keith John (1989). Prelude to Solidarity. Columbia University Press. pp. p. 100. ISBN 0-231-06608-2.
  3. ^ Barbara J. Falk (2003). The Dilemmas of Dissidence in East-Central Europe: Citizen Intellectuals and Philosopher Kings. Central European University Press. pp. p.34. ISBN 963-9241-39-3.
  4. ^ Colin Barker. "The rise of Solidarnosc". International Socialism, Issue: 108. Retrieved July 10, 2006.
  5. ^ Barbara J. Falk (2003). The Dilemmas of Dissidence in East-Central Europe: Citizen Intellectuals and Philosopher Kings. Central European University Press. pp. p.35. ISBN 963-9241-39-3.
  6. ^ Weigel, George (May 2003). The Final Revolution: The Resistance Church and the Collapse of Communism (ebook). Oxford University Press US. p. 136. ISBN 0-19-516664-7. Retrieved July 10, 2006.
  7. ^ Weigel, George (2005). Witness to Hope: The Biography of Pope John Paul II. HarperCollins. pp. p. 292. ISBN 0-06-073203-2.
  8. ^ Colin Barker. "The rise of Solidarnosc". International Socialism, Issue: 108. Retrieved July 10, 2006.
  9. ^ Colin Barker. "The rise of Solidarnosc". International Socialism, Issue: 108. Retrieved July 10, 2006.
  10. ^ Colin Barker. "The rise of Solidarnosc". International Socialism, Issue: 108. Retrieved July 10, 2006.
  11. ^ "The birth of Solidarity (1980)". BBC News. Retrieved July 10, 2006.
  12. ^ ^ Michael Bernhard; Henryk Szlajfer (1995). From the Polish Underground: Selections from "Krytyka", 1978–93. Penn State Press. pp. p. 405. ISBN 0-271-02565-4.
  13. ^ ^ Jump up to: a b c d e f g h i j k l m n o p q r s t u v Colin Barker. "The rise of Solidarnosc". International Socialism, Issue: 108. Retrieved July 10, 2006.
  14. ^ Jump up ^ William D Perdue, (1995). Paradox of Change: The Rise and Fall of Solidarity in the New Poland. Praeger/Greenwood,. pp. p.39. ISBN 0-275-95295-9,.
  15. ^ ^ Jump up to: a b c d e f g h i j k l m n o p q r s t u v Colin Barker. "The rise of Solidarnosc". International Socialism, Issue: 108. Retrieved July 10, 2006.
  16. ^ Jump up ^ Michael H. Bernhard (1993). The Origins of Democratization in Poland. Columbia University Press. pp. p. 149. ISBN 0-231-08093-X.
  17. ^ Jump up ^ G. R. Urban. Radio Free Europe and the Pursuit of Democracy: My War Within the Cold War. Yale University Press. pp. p. 147. ISBN 0-300-06921-9.
  18. ^ ^ Jump up to: a b c d e f g h i j k l m n o p q r s t u v Colin Barker. "The rise of Solidarnosc". International Socialism, Issue: 108. Retrieved July 10, 2006.
  19. ^ ^ Jump up to: a b c d e f g h i j k l m n o p q r s t u v Colin Barker. "The rise of Solidarnosc". International Socialism, Issue: 108. Retrieved July 10, 2006.
  20. ^ ^ Jump up to: a b c d e f g h i j k l m n o p q r s t u v Colin Barker. "The rise of Solidarnosc". International Socialism, Issue: 108. Retrieved July 10, 2006.
  21. ^ ^ Jump up to: a b c d e f g h i j k l m n o p q r s t u v Colin Barker. "The rise of Solidarnosc". International Socialism, Issue: 108. Retrieved July 10, 2006.
  22. ^ Jump up ^ "Yalta 2.0". Warsaw Voice. August 31, 2005. Retrieved August 31, 2006.