انتقل إلى المحتوى

معبد بعل شمين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
معبد بعل شمين
موقع اليونيسكو للتراث العالمي
الدولة سوريا تعديل قيمة خاصية (P17) في ويكي بيانات
الإحداثيات 34°33′12″N 38°16′14″E / 34.553297°N 38.270467°E / 34.553297; 38.270467   تعديل قيمة خاصية (P625) في ويكي بيانات
خريطة

* اسم الموقع كما هو مدون بقائمة مواقع التراث العالمي
** تقسييم اليونسكو لمناطق العالم

معبد بعل شمين،[1] هو معلم أثري في مدينة تدمر السورية، مكرس لعبادة إله السماء الكنعاني بعل شمين. تعود أقدم مراحل بنائه إلى أواخر القرن الثاني قبل الميلاد، بينما شُيّد مذبحه في عام 115 ميلادي، وخضع لعملية إعادة بناء واسعة في عام 131 ميلادي. يُعتقد أن المعبد أُغلق خلال فترة اضطهاد الوثنيين في أواخر العهد الروماني، ضمن حملة قادها ماتيرنوس كينيجيوس [الإنجليزية] الحاكم البريتوري لأوريانس، بين 25 مايو 385 و19 مارس 388 ميلادي.[2] ومع انتشار المسيحية في المنطقة خلال القرن الخامس الميلادي، تم تحويل المعبد إلى كنيسة.[3][4]

في عام 1864، كان المصور والضابط البحري الفرنسي لويس فينيس أول من التقط صورًا للمعبد خلال رحلته إلى البحر الميت، التي كانت برعاية دوق دو لوين.[5]

اعتُبر المعبد أحد أكثر الهياكل الأثرية اكتمالًا في تدمر، وفي عام 1980، أدرجته منظمة اليونسكو ضمن قائمة مواقع التراث العالمي.[3]

في عام 2015، دمر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) معبد بعل شمين بعد سيطرته على تدمر خلال الحرب الأهلية السورية.[6][7]

الطراز المعماري

[عدل]

كان المعبد جزءًا من مجمع معماري واسع يضم ثلاثة أفنية، ويعكس مزيجًا فريدًا من الأساليب السورية القديمة والتأثيرات الرومانية. استلهمت نسب المعبد وتيجان أعمدته من الطراز الروماني، في حين اتبعت التفاصيل المعمارية فوق الساكف والنوافذ الجانبية التقاليد السورية. كما أظهرت الزخارف الدقيقة لأوراق الأكانتس في الطراز الكورنثي تأثيرًا مصريًا واضحًا.[3]

تميز المعبد بواجهة ذات رواق أمامي مدعوم بستة أعمدة، مع بقايا للطنف، فيما استوحى تصميم القاعة الداخلية من العمارة الكلاسيكية، حيث زُينت الجدران الجانبية بأعمدة مسطحة تضفي عليها طابعًا مميزًا.

النقوش

[عدل]

نقشت كتابات باليونانية والتدمرية على كتيفة العمود التي كانت تحمل تمثال راعي المعبد، المسؤول التدمري مالي أغريبا، وتشير إلى أن بناء المعبد اكتمل في عام 131 ميلادي.[8] قام مجلس الشيوخ في تدمر بتكريس هذا النقش تكريمًا لمالي أغريبا تقديرًا لجهوده في تشييد المعبد، الذي خُصص لعبادة بعل شمين، إله السماء السامي، وذلك احتفاءً بزيارة الإمبراطور الروماني هادريان إلى تدمر حوالي عام 129 ميلادي.[9] الترجمة العربية للنقش هي:

معبد بعل شمين صنع مجلس الشيوخ والشعب هذا التمثال تكريمًا لمالي أغريبا، ابن يرحاي، ابن ليشامش راعي، الذي شغل منصب الكاتب للمرة الثانية خلال زيارة الإمبراطور هادريان للمدينة. قدّم أغريبا الزيت للمواطنين، وللقوات، وللأجانب الذين رافقوه، واهتم بمخيماتهم. كما قام ببناء المعبد والرواق وزخرفته بالكامل على نفقته الخاصة تكريمًا للإله بعل شمين ودورهلون. معبد بعل شمين

السرقة

[عدل]

تعرضت أجزاء من المعبد لأضرار جزئية بسبب القصف في عام 2013 خلال الحرب الأهلية السورية.[10] كما تعرض الركن الجنوبي الشرقي لجدار المعبد لأضرار إضافية نتيجة أعمال النهب، حيث قام اللصوص بفتح فتحتين لسرقة أثاث دار الضيافة المجاور.[10]

التدمير

[عدل]
صورة دعائية لتنظيم داعش تُظهر تدمير المعبد في عام 2015.

في مايو 2015، سيطر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على مدينة تدمر، وهو تنظيم إرهابي معروف بتدميره للمباني الدينية القديمة. ادعى التنظيم بعد فترة قصيرة من سيطرته أنه لا يعتزم هدم المباني في موقع تدمر المدرج ضمن التراث العالمي، لكنه أشار إلى أنه سيدمر أي قطعة أثرية يعتبرها "وثنية".[11]

في 23 أغسطس 2015 (أو في وقت سابق من يوليو وفقًا لبعض التقارير)، فجر مسلحو داعش كمية كبيرة من المتفجرات داخل معبد بعل شمين، مما أدى إلى تدميره بالكامل.[12] وأكد مأمون عبد الكريم مدير المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية تدمير المعبد.[12] ظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر عملية التفجير وبقايا المعبد بعد التدمير.[13] وصفت اليونسكو تدمير المعبد بأنه "جريمة حرب".[14][15] وقد تم التحقق من التدمير بشكل مستقل من خلال قمر صناعي فرنسي، الذي التقط صورًا للأنقاض بعد أيام قليلة.[16]

بعد تدمير المعبد، أعلن معهد الآثار الرقمية عن خطط لإنشاء سجل رقمي للمواقع والقطع الأثرية المهددة من قبل داعش. في إطار هذا المشروع، سيقوم المعهد، بالتعاون مع اليونسكو، بنشر 5000 كاميرا ثلاثية الأبعاد للشركاء في منطقة الشرق الأوسط، لاستخدامها في مسح المواقع والقطع الأثرية.[17][18]

بعد استعادة الجيش السوري لتدمر في مارس 2016، أعلن مدير الآثار مأمون عبد الكريم أنه سيتم إعادة بناء معبد بعل شمين، إلى جانب معبد بل والقوس الأثري، باستخدام البقايا المتبقية (إعادة البناء).[19]

مراجع

[عدل]
  1. ^ هاشم يحيى الملاح (01/12/2007). الوسيط في تاريخ العرب قبل الإسلام. دار الكتب العلمية. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  2. ^ Trombley, Hellenic Religion and Christianization c. 370-529 نسخة محفوظة 2023-10-07 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ ا ب ج Darke، Diana (2010). Syria. Bradt Travel Guides. ص. 271. ISBN:978-1841623146.
  4. ^ "معبد بعل شمين شاهد على تنوع الحضارات في تدمر". العرب. مؤرشف من الأصل في 2019-12-13.
  5. ^ France Terpak and Peter Louis Bonfitto. "Louis Vignes". The Legacy of Ancient Palmyra. The Getty Research Institute. مؤرشف من الأصل في 2025-03-05. اطلع عليه بتاريخ 2017-02-10.
  6. ^ "بعد "بعل شمين".. تنظيم "داعش" يدمّر جزءاً من أشهر معابد تدمر". مؤرشف من الأصل في 2015-09-05.
  7. ^ "المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، تدين بشدة تدمير "معبد بعل شمين" القديم في تدمر، سوريا". منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة. 24 أغسطس 2015. مؤرشف من الأصل في 2019-12-13. اطلع عليه بتاريخ 2015-08-25.
  8. ^ Teixidor، Javier (2015). The Pagan God: Popular Religion in the Greco-Roman Near East. Princeton University Press. ص. 132. ISBN:978-1400871391.
  9. ^ Romey، Kristin (26 أغسطس 2015). "How Ancient Palmyra, Now in ISIS's Grip, Grew Rich and Powerful". National Geographic News. مؤرشف من الأصل في 2015-08-28. اطلع عليه بتاريخ 2015-08-28.
  10. ^ ا ب Ali، Cheikhmous (يونيو 2015). "Palmyra: Heritage Adrift" (PDF). American Schools of Oriental Research. اطلع عليه بتاريخ 2015-09-09.
  11. ^ Shaheen، Kareem (27 مايو 2015). "Syria: Isis releases footage of Palmyra ruins intact and 'will not destroy them'". الغارديان. اطلع عليه بتاريخ 2015-09-09.
  12. ^ ا ب "Palmyra's Baalshamin temple 'blown up by IS'". بي بي سي نيوز. 9 سبتمبر 2015. اطلع عليه بتاريخ 2015-08-25.
  13. ^ "المديرية العامة للآثار والمتاحف". DGAM.gov.sy. اطلع عليه بتاريخ 2015-08-25.
  14. ^ Staff (24 أغسطس 2015). "Director-General Irina Bokova firmly condemns the destruction of Palmyra's ancient temple of Baalshamin, Syria" (Press release). يونسكو. مؤرشف من الأصل في 2023-09-17. اطلع عليه بتاريخ 2015-08-25. The systematic destruction of cultural symbols embodying Syrian cultural diversity reveals the true intent of such attacks, which is to deprive the Syrian people of its knowledge, its identity and history...this destruction is a new war crime
  15. ^ Shaheen، Kareem (24 أغسطس 2015). "Palmyra: destruction of ancient temple is a war crime, says Unesco chief". الغارديان. اطلع عليه بتاريخ 2015-08-25.
  16. ^ Amos، Jonathan (29 أغسطس 2015). "Palmyra: Satellite image of IS destruction". بي بي سي نيوز. اطلع عليه بتاريخ 2015-09-02.
  17. ^ Alanna Martinez (سبتمبر 2015). "Can 3-D Imaging Save Ancient Art from ISIS?". Observer.
  18. ^ Martin، Guy (31 أغسطس 2015). "How England's Institute Of Digital Archeology Will Preserve The Art Isis Wants to Destroy". Forbes. مؤرشف من الأصل في 2023-11-08. اطلع عليه بتاريخ 2015-09-24.
  19. ^ Shaheen، Kareem؛ Graham-Harrison، Emma (27 مارس 2016). "Syrian regime forces retake 'all of Palmyra' from Isis". الغارديان. مؤرشف من الأصل في 2016-03-27.