موارنة (شعب)
اللغات |
---|
|
الموارنة (بالسريانية: ܡܖ̈ܘܢܝܐ)، وبحسب التوصيف الأكاديمي، هم جماعة عرقية دينية مسيحية [8][9][10][11] أصلها من شرق المتوسط ومنطقة المشرق في الشرق الأوسط، ينتمي أعضاؤها تقليديًا إلى الكنيسة المارونية، مع أكبر ارتكاز لهم بمحيط جبل لبنان في لبنان الحديث حيث يقيمون منذ فترة طويلة جدًا. [12] الكنيسة المارونية هي كاثوليكية شرقية (sui iuris) كنيسة خاصة قومية في شركة كاملة مع البابا وكافة الكنيسة الكاثوليكية، [13] التي يضم في عضويتها أيضًا الموارنة الغير إثنيين.
اشتق الموارنة اسمهم من القديس السرياني المسيحي مار مارون (يرجح البعض أنه أشتُق من القديس يوحنا-مارون)، الذي هاجر بعض أتباعه إلى منطقة جبل لبنان من مكان إقامتهم السابق نواحي منطقة بطريركية أنطاكيا، وأسسوا نواة الكنيسة الأنطاكية السريانية المارونية. [14] للمسيحية في لبنان تاريخ طويل ومستمر. فبحسب الكتاب المقدس، قام الرسولان بطرس وبولس بتبشير الفينيقيين في القرن 1، الذين كانوا ينتمون إلى بطريركية أنطاكيا قديمًا. كان انتشار المسيحية في لبنان بطيئًا جدًا حيث استمرت الوثنية، خاصة في معاقل قمم الجبال في جبل لبنان. أرسل القديس مارون تلميذه إبراهيم القورشي، الذي يشار إليه غالبًا باسم رسول لبنان، لتحويل السكان الوثنيين الذين لا يزالون مهيمنين في لبنان إلى المسيحية. أعاد سكان المنطقة تسمية نهر أدونيس بنهر إبراهيم بعد أن بشر مار إبراهيم القورشي هناك.
كان الموارنة الأوائل من الساميين الهيلينيين، وهم من مواليد سوريا البيزنطية ويتحدثون اليونانية والسريانية، ومع ذلك تم تحديدهم مع السكان الناطقين باليونانية في القسطنطينية وأنطاكيا، غير أن هذه الجماعة اضمحللت عبر التاريخ ولم يبقى سوى الموارنة من أصل لبناني. [15] تشير الدلائل التاريخية إلى أن هؤلاء كانوا قادرين على الحفاظ على وضع مستقل في جبل لبنان وساحله بعد الغزو الإسلامي للمشرق، وقد حافظوا على دينهم المسيحي، وحتى اللغة الآرامية الغربية المميزة في أواخر القرن 19. [14] يجادل بعض الموارنة بأنهم من أصل المردة، ويرفض مؤرخون آخرون مثل كليمنت يوسف داود، رئيس أساقفة السريان الكاثوليك في دمشق، تحديد الموارنة أنهم من أصول المردة، بل يشدد أنهم من أصول فينيقية. [16] [17]
الهجرة الجماعية إلى الأميريكتين في بداية القرن 20، المجاعة الكبرى خلال الحرب العالمية الأولى التي قتلت ما يقدر بثلث إلى نصف السكان، الحرب الأهلية في جبل لبنان عام 1860، والحرب اللبنانية بين 1975-90، قللت أعدادهم بشكل كبير في المشرق؛ لكن الموارنة اليوم يشكلون أكثر من ربع مجموع سكان لبنان الحديث. على الرغم من تمركز الموارنة في لبنان، إلا أنهم يظهرون أيضًا وجودًا في المشرق المجاور، فضلًا عن الجزء الأكبر من الانتشار اللبناني في الأميريكتين، أوروپا، أوستراليا، وأفريقيا.
الكنيسة الأنطاكية السريانية المارونية، برئاسة بطريرك أنطاكيا، لها رعايا (أي فروع) في جميع البلدان تقريبًا التي تعيش فيها الجماعات المسيحية المارونية، في كل من المشرق والانتشار اللبناني.
أسس الموارنة والدروز لبنان الحديث في منطقة لبنان العثماني خلال أوائل القرن 18، من خلال النظام الحاكم والاجتماعي المعروف بـ"الثنائية الماروني-درزية" في متصرفية جبل لبنان، والتي أُسست على أركان إمارة جبل لبنان. [18] جميع رؤساء لبنان، باستثناء شارل دباس وپترو طراد، موارنة كجزء من تقليد مستمر في الميثاق القومي، حيث الوزير الأول (رئيس الوزراء) تاريخيًا مسلم سني ورئيس مجلس نواب الأمة تاريخيًا شيعي.
أصل الاسم (الإتيمولوجيا)[عدل]
اشتق الموارنة اسمهم من مار مارون، وهو قديس مسيحي سرياني من القرن 4 تم تكريمه من قبل العديد من التقاليد المسيحية. أحيانًا ما يُنسبون إلى مار يوحنا-مارون، البطريرك الماروني الأول، الذي حكم 685-707، حيث نُصب الكرسي البطريركي الماروني في بلدة كفرحي في بلاد بترون. [19] [20]
تاريخ[عدل]


التراث الثقافي واللغوي للشعب اللبناني هو مزيج من العناصر الفينيقية الأصلية والثقافات الأجنبية التي أصبحت تحكم الأرض وشعبها على مدى آلاف السنين. في مقابلة عام 2013، أشار پيار زلوعة، عالم الأحياء اللبناني الذي شارك في المشروع الجغرافي لمنظمة ناشيونال جيوغرافيك، إلى أن التباين الجيني سبق التباينات والانقسامات الدينية: "كان لدى لبنان بالفعل مجتمعات متمايزة جيدًا لها خصائصها الجينية الخاصة، ولكن لا توجد اختلافات بارزة، وجاءت الأديان على شكل طبقات من الطلاء في الأعلى. لا يوجد نمط مميز يوضح أن إحدى المجتمعات لديها من الفينيقية أكثر من غيرها." [21]
على الرغم من وجود المسيحية في فينيقيا الرومانية منذ زمن الرسل، إلا أن المسيحيين كانوا أقلية بين غالبية الوثنيين في الوقت الذي أصدر فيه الإمبراطور ثيودوسيوس الأول مرسوم تسالونيكي في عام 380. ظلت المدن صور وصيدا الساحلية مزدهرة خلال الحكم الروماني، لكن فينيقيا ككل لم تعد إمبراطورية بحرية كما كانت قبل قرون، وكانت تركز شمال بيريتوس (بيروت) وجبال لبنان جزءًا كبيرًا من الأنشطة الفكرية والدينية الفينيقية. تم بناء عدد قليل جدًا من المعابد الرومانية في فينيقيا في المدن الساحلية، ومن هنا كان سبب حكم الوثنية في المناطق الداخلية من البلاد. [22]
وصلت الحركة المارونية إلى لبنان عندما أدرك عام 402، إبراهيم القورشي، التلميذ الأول للقديس مارون، الملقب برسول لبنان، أن هناك العديد من غير المسيحيين في لبنان، فشرع في تحويل السكان الفينيقيين على خطوط الساحل وجبال لبنان، مُعرّفًا إياهم بروحانية مار مارون. [23] أصبح العديد من الوثنيين الفينيقيين مسيحيين موارنة من خلاله. [24]
في عام 451، تبع الموارنة مجمع خلقيدونيا، رافضين الميافيزية وحافظوا على الشركة الكاملة مع الكنيسة الكاثوليكية-الأرثوذكسية الموحدة آنذاك. في عام 517، أدى نزاع بين الموارنة والسريان اليعاقبة المافيزيين إلى مذبحة 350 راهبًا مارونيًا. [19]
هربًا من الاضطهاد بعد الغزو الإسلامي للمشرق عام 637، اقتصر الموارنة الذين يعيشون في الأراضي المنخفضة والمدن الساحلية على العيش في جبل لبنان والمدن الساحلية على الساحل الفينيقي الذي لم يكن يهم العرب بشكل خاص؛ المنطقة المكونة من تلك المناطق الممتدة من صيدا جنوبًا وحتى بترون وجنوب طرابلس شمالًا. [25] [26] استقر الغزاة العرب في مدن مختلفة من الساحل الفينيقي لتقليل التدخل البيزنطي رغم أنهم لم يكونوا مهتمين بالتجارة البحرية. ولما كانت الجبال لا تجذبهم، استمر الموارنة في البحث عن ملجأ من الإمبراطوريات الاستعمارية في جبال لبنان، وخاصة في حمى وادي قاديشا (أي الوادي المقدس). [25]
أغار الموارنة على البلدات العربية الجديدة بعد احتلالها عام 637، وانضم إليهم فيما بعد المردة في صد الجيش العربي. كان المردة من متسلقي جبال طوروس الذين جندهم الإمبراطور قسطنطين الرابع للتسلل إلى لبنان واعانة الموارنة لشن هجمات ضد الغزاة العرب. [27] أصبحت حركة المقاومة تعرف باسم المردة، أي المتمردين.
عام 685، عين الموارنة لأنفسهم بطريركًا، القديس يوحنا-مارون، الذي أصبح أول بطريرك على الكنيسة المارونية. أثار تعيين البطريرك غضب الإمبراطور البيزنطي، مما أدى إلى اضطهاد البيزنطيين للموارنة.
في عام 694، أرسل الإمبراطور جستنيان الثاني جيشًا لمهاجمة الموارنة، ودمر ديرهم الأمّ في وادي العاصي وقتل 500 راهب ماروني. تبع ذلك الموارنة بقيادة جيشهم ضد البيزنطيين في أميون وهزموا الجيش البيزنطي في انتصار ساحق كلف القسطنطينية اثنين من أفضل قادة جيوشها. [27] بعد الاضطهاد البيزنطي في وادي العاصي، ترك العديد من الرهبان الآراميين الموارنة أراضيهم في وادي العاصي وانضموا إلى الفينيقيين الموارنة في جبال لبنان. [28] بدأت الكنيسة المارونية تنمو حينئذ في أودية لبنان. [24]
تمكن الموارنة بعد ذلك من أن يصبحوا "شبه مستقلين حضاريًا" حيث استقروا بعيدًا عن الاضطهاد في لبنان[19][29][30] واستمروا في التحدث باللغة الآرمية الغربية في الحياة اليومية واللغة السريانية في ليتورجيتهم أي طقوسهم الطائفية. المسيحيون الذين اضطروا للبقاء في المناطق التي سيطر عليها العرب حديثًا ويسكنها الغزاة العرب أصبحوا تدريجيًّا أقلية ومنهم من أُسلِموا إسميًّا من أجل الهروب من الجزية الضخمة وتعزيز حريتهم السياسية والمهنية.[31]
على مدى السنوات الـ300 التالية، داهم وانسحب الموارنة لداخل المنطقة محافظين على إيمانهم المسيحي. [27] في عام 936، تم تدمير دير بيت مارون (الذي كان قد موّل تأسيسه الإمبراطور البيزنطي مرقيان تكريمًا للقديس مارون) وبعض الأديرة الأخرى بالكامل من قبل العرب الذين هاجموا الموارنة لأهداف دينية. بصرف النظر عن هذا، فقد تم عزلهم عن معظم أنحاء العالم في معظم نهاية الألفية. [24]
رحب الموارنة بالمسيحيين الإفرنج للحملة الصليبية الأولى عام 1096. [32] وفي أواخر القرن 12، بلغ عدد الموارنة 40 ألف نسمة، بحسب ويليام الصوري. [33] خلال عدة قرون من الانفصال عن بقية العالم المسيحي، ظلّوا في شركة كاملة مع الكنيسة الكاثوليكية طوال الوقت. على الرغم من ذلك، فإن بضعة روايات أولئك الذين تفاعلوا معهم في ذلك الوقت تشير إلى أنهم كانوا مونوثيليين؛ تشرح ذلك شخصيات بارزة من تلك الحقبة مثل مؤرخ القرون الوسطى جاك دو فيتري، ومؤرخ البابا ويليام الصوري، وهذا الأخير (ويليام الصوري) سجل لطفهم عند استقباله والآراء المونوثيلية التي تراجعوا عنها.[34] [35] كان للموارنة أيضًا وجود في قبرص منذ أوائل القرن 9، وقد ذهب العديد من الموارنة إلى هناك بعد نجاح السلطان صلاح الدين في حصار أورشليم عام 1187. [36]
خلال بابوية البابا غريغوريوس الثالث عشر (1572-1585)، تم اتخاذ خطوات عديدة لتعزيز العلاقة الماروني-رومانية. سنة 1584، أسس غريغوريوس الثالث عشر المدرسة المارونية في روما (Pontificio Collegio dei Maroniti) بمسعى من البطريرك سركيس الرزي، والذي جلب معه أول مطبعة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى دير مار أنطونيوس قزحيا. [37] بحلول القرن 17، كان لدى الموارنة ميل طبيعي قوي للكنيسة اللاتينية الرومانية ولأوروپا والحضارة الغربية - وبالتحديد فرنسا. [38]
اتسمت العلاقة بين الدروز والمسيحيين بالانسجام والتعايش السلمي، [39] [40] [41] [42] مع العلاقات الودية التي سادت عبر التاريخ، باستثناء بعض الفترات، بما في ذلك حرب جبل لبنان الأهلية في 1860. [43] [44] في القرن 19، ذُبح آلاف الموارنة على يد الدروز اللبنانيين خلال نزاع 1860. وبحسب بعض التقديرات، قُتل نحو 11 ألف مسيحي لبناني (بمن فيهم الموارنة). أكثر من 4000 ماتوا من الجوع والمرض نتيجة للحرب. [45]
بعد مذابح عام 1860، هرب العديد من الموارنة إلى مصر. كان أنطونيوس بشعلاني، ماروني من سليمه (قضاء بعبدا)، أول مهاجر إلى العالم الجديد، حيث وصل إلى الولايات المتحدة عام 1854 وتوفي هناك بعد ذلك بعامين. [46]
سكان[عدل]
لبنان[عدل]
بحسب الكنيسة المارونية، كان هناك ما يقرب من 1،062،000 ماروني في لبنان عام 1994، ويشكلون ما يصل إلى 32٪ من السكان. [47] بموجب شروط اتفاق غير رسمي، يُعرف بالميثاق القومي، بين مختلف القادة السياسيين والدينيين في لبنان، يجب أن يكون رئيس البلاد مسيحيًا مارونيًا. [48]
سوريا[عدل]
يوجد مجتمع مسيحي ماروني صغير في سوريا. في عام 2017، أفادت الكتاب الباباوي السنوي أن 3300 شخص ينتمون إلى أبرشية حلب، و15 ألف في أبرشية دمشق، و45 ألف في أبرشية لاذقيا. [49] في عام 2015، قدرت المؤسسة البريطانية للإرسال (BBC) عدد الموارنة في سوريا بين 28 ألف و60 ألف. [50]
قبرص[عدل]
هاجر الموارنة لأول مرة إلى قبرص في القرن 8، ويوجد اليوم ما يقرب من 5800 ماروني في الجزيرة، غالبيتهم العظمى في جمهورية قبرص. [7] تحدث مجتمعهم تاريخيًا بالقبرصية المارونية، [51] [52] ولكن اليوم القبارصة الموارنة يتحدثون اللغة اليونانية، مع قيام الحكومة القبرصية بتعيين القبرصية المارونية كلسان رسمي. [7]
إسرائيل[عدل]
يعيش في إسرائيل مجتمع ماروني يبلغ قوامه حوالي 11 ألف نسمة، وهذا المجتمع الماروني قديم العهد منذ القرن 11، حيث انتقلت جيوش مارونية إلى الأراضي المقدسة برفقة الجيوش الإفرنجية لتحرير كنيسة القيامة. [53] أفاد الكتاب البابوي السنوي لعام 2017 أن 10 آلاف شخص ينتمون إلى الكنيسة الكاثوليكية المارونية في حيفا والأراضي المقدسة وأن 504 شخص ينتمون إلى إكسرخسية أورشليم وفلسطين. [49]
الانتشار[عدل]
جزء من |
الكنيسة المارونية |
---|
![]() |
بوابة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية |
وفقًا لموسوعة شعوب أفريقيا والشرق الأوسط (عام 2009)، فإن "الأرقام الدقيقة للغاية غير متوفرة، لكن من المحتمل أن يكون الإنتشار الماروني الذي يزيد عن مليوني نسمة أكبر بنحو مرتين" من السكان الموارنة الذين يعيشون في وطنهم الأم التاريخي في لبنان، أو أولئك الذين يعيشون في سوريا وإسرائيل. [54]
وفقًا للكتاب الباباوي السنوي، لعام 2017، فإن أبرشيات العالم الجديد: تضم أبرشية القديس شربل في بوينس آيرس، الأرجنتين، 750 ألف عضو؛ تضم أبرشية سيدة لبنان في ساو پاولو بالبرازيل 501 ألف عضو؛ بينما أبرشية القديس مارون في سيدني، أستراليا، فبلغ عدد أعضائها 152,300؛ بلغ عدد أبرشية القديس مارون في مونتريال، كندا 89,775 عضوا؛ تضم أبرشية سيدة شهداء لبنان في المكسيك 159,403 عضوًا؛ بلغ عدد أعضاء أبرشية سيدة لبنان في لوس أنجلوس في الولايات المتحدة 46 ألف عضو. وأبرشية القديس مارون في بروكلين في الولايات المتحدة لديها 33,000 عضو. [49]
وبحسب الكتاب الباباوي السنوي، فإنّ 50,944 شخصًا ينتمون إلى أبرشيّة سيّدة لبنان الكاثوليكيّة المارونيّة في پاريس للعام 2017. [49] في أوروپا، يعمل بعض الموارنة البلجيكيين في تجارة الماس في قضاء الماس في أنتويرپ. [55]
وفقًا للكتاب الباباوي السنوي، يحضر 66،495 عضوًا في إكسرخسية غرب ووسط إفريقيا (نيجيريا) في عام 2017. [49]
دور في السياسة[عدل]
لبنان[عدل]
لطالما كان تأثير الموارنة وكنيستهم في السياسة بارزًا في لبنان عبر مراحل التاريخ المتعددة، أكان في حكم الفينيقيين، حيث يظهر تأثير إبراهيم القورشي والمرسلين الموارنة على السياسة والإقتصاد؛ في عهد الإمبراطورية الرومانية المسيحية؛ الغزو العربي للشرق الأوسط، الولايات الإفرنجية المشرقية، الإمبراطورية العثمانية وإمارة جبل لبنان، وصولًا لجمهورية لبنان الكبير والحديث. يقول المجمع البطريركي الماروني، والذي هو من أبرز المجامع الكنيسة التنظيمية في الكنيسة المارونية، أن الموارنة هم أكثر مسيحيي المشرق اختلاطًا بالعمل السياسي.
المُقدّمون الموارنة
المقدمون هم زعماء الموارنة العسكريون، وأصحاب الوجاهة والفضل ومعاونو السيد البطريرك في ادارة شؤون الشعب الماروني الزمنية. فالمُقدمية هي اشتراك ماروني شعبي في الحكم الذاتي المعطى للطائفة من قبل الدولة الحاكمة. كانت المقدمية مع نشأة الأمة المارونية، أي نحو القرن 5. وقد قام المقدمون اجمالًا بخدمات كبيرة للشعب الماروني، وحموا أبناء ملّتهم من الطغاة، وازدهرت في عهدهم حال الموارنة. كان البطريرك الماروني يعين المقدم ويقيله، ويغدق على المقدم الامين الوفي العطف ومراتب الشرف. وعلاوةً على الصفة الزمنية التي كان يتحلى بها المقدّم، كان البطريرك يرقّي بعض المقدمين الى رتبة "شدياق" ليتمتعوا بصفة دينية ايضًا، لان الشدياقية، وهي درجة كهنوتية صغرى، تحول صاحبها حق التقدم في الكنائس والمجالس الرسمية والاحتفالات الدينية على سائر المؤمنين. لعب المقدمون دورًا اساسيًا في تركيز المارونية كأمة في التاريخ؛ يقول ابن القلاعي عن انتصار البعض منهم في المعارك التي خاضوها:
« | ... فأما اهل الجبال، فغاروا غيرة الدين وجمعوا ثلاثين الف مقاتل، وضعوا منها ألفين في وادي الفيدار وألفين في وادي المدفون، والباقي انصبوا نحو الاسلام كالسيل الدافق والقوا بهم الويل. وهاجت المقدمون هيج الابطال. منهم خالد مقدم قرية مشمش، واقتحم قائد عسكر الاسلام وقتله بسيفه، ومثله باقي المقدمين كانوا يزئرون كالسباع الكاسرة ويفتكون بمن اقترب ويدركون بمن هرب. ولم يزالوا في طعن وصد، وأخذ ورد، وثغر وسد، الى ان صادموا صور المدينة، فثغروه ولحقوا الذين داخلها بخارجها وتركوها خربة. والذين انهزموا ولم يلحقوهم، فوقعوا بيد عسكر الفيدار والمدفون. وهكذا أفنوا عسكر الاسلام بالتمام . ثم وافت نجدة من طرابلس، فلقاها عسكر وادي المدفون، وأوقعهم عند وادي الزلان وصار قبرهم الى الآن. ثم افتقد المقدمون بعضهم فلم يجدوا قتل منهم سوى مقدم حردين؛ فدفنوه واخذوا الغنائم وصعدوا واقترعوا عليها في بقعة قرية معاد، وقسموها ثلاثين قسمة لثلاثين مقدم. وكان لسالم، مقدم بشري، قسم من جملتها؛ فأرسل البطريرك يمنعهم من ان يعطوه قسمه لانه مال الى المذهب اليعقوبي، وحكم بان يقام مقام سالم مقدمًا آخر رقيب على الامانة؛ وكان اجتماعهم في قرية كفرحي. | » |
لقد كان لمقدم بشري حق الصدارة على باقي المقدمين، كما كان اعظمهم شأنا واستقلالًا. وتجدر الاشارة الى ان مقدمي هذه المنطقة لعبوا دورًا هامًا من القرن 13 حتى 17، اذ كانوا يتوارثون المقدمية الخلف عن السلف، انما بموافقة البطريرك. وفي سنة 1621، زالت المقدمية في جبة بشري وفي باقي المناطق من لبنان، لان الامير فخر الدين المعني الكبير وحد آنئذ ارض لبنان وشعبه، جاعلًا اياه امارة واحدة تنعم باستقلالها الداخلي ضمن الامبراطورية العثمانية، وكان هو سيد هذه الامارة والقابض على ازمة الحكم فيها. واتخذ الامير من آل الخازن وآل حبيش الموارنة معاونين له في الحكم؛ فشاركوه في ادارة الدولة الموحدة وفي قيادة الجيش، وامتدت سلطتهم الزمنية والعسكرية من جنوب لبنان حتى بلاد عكار. من جراء ذلك، تقلصت صلاحيات المقدمية في داخل الشعب الماروني، وكادت تصبح لقبًا فخريًا، لكن بعد زوال عهد الامير فخر الدين، عادت صلاحيّات المقدمون وسلطانهم.
السلطنة المملوكية
في زمن سيطرة السلطنة المملوكية، لم يول لبنان أية أهمية، فانهارت زراعته وانخفض عدد سكانه، وغاب الأمن من الطرقات بين مدنه فتقلصت المبادلات التجارية، كما كانت السلطة المركزية وسلطة الولايات شبه غائبة عن الأرياف، ما أدى إلى بروز الزعامات والتنظيمات السياسية المحلية، وهذه عرفت عند الموارنة باسم "مقدّم"، ويرأس المقدمين أجمعهم "مقدم بشري". انتهجت السلطة المملوكية خلال عهد المماليك البحرية سياسة قمع واضطهاد الأقليات الدينية؛ يذكر في هذا المجال حملة العام 1268 على بشري وحملة العام 1282 على بشري وإهدن، ثم وقد البطريرك جبرائيل حجولا حيًا مع أكثر من 40 راهب وراهبة في طرابلس عام 1367. حاول المماليك إثارة الفتنة بين المقدمين الموارنة محاولين تقسيم الشعب الماروني واسقاطه، فجمعهم البطريرك لأول مرّة ورسمهم شدايقة (أي رتبة الشدياق الكهنوتية) وبذلك أصبحوا تحت طاعته الكنسيّة، وبذلك تبقوا ما يقوله البطريرك حتى زوال خطر الفتنة بين الموارنة. ومن ذلك الوقت، أصبحت رتبة الشدياق تُمنح تقليديًّا للمقدمين.
ظهر الأمير فخر الدين الثاني في أيام البطريرك سركيس الرزّي. وفي سنة 1590، اي عندما بلغ 19 من عمره، توجه من قرية بلّونة، حيث كان لاجئًا الى دار آل الخازن، الى بلدة بعقلين لتسلّم امارة ابيه الامير قرقماز. اراد الامير ان يكافئ آل الخازن على ما احاطوه من الاكرام والعناية في ايام المحنة، يوم اختفى والده الامير قرقماز من غضب السلطان العثماني، تاركًا ولديه فخر الدين ويونس الى عناية والدتها الست نسب التنوخيّة التي ارتأت ان تلجأ بها الى بلاد الموارنة، وحلت في قرية بلّونة في كسروان، ضيفة على دار الشيخ ابي صقر الخازن؛ ضمهما الى افراد عائلته، وعني بتربيتهما على مبادئ العدل والشرف الماروني، ودربهما على اساليب السياسة؛ وظل الاميران الطفلان تحت حمايته الى ان عفا عنها الباب العالي، وفتح في وجههما سبيل الحرية والفرج. عندئذ، دعاهما خالها الى بعقلين، وسلم الامير فخر الدين مقاليد الامارة. وحال تسلمها، عين الامير الفتى الشيخ ابا نادر الخازن خازنًا لأملاكه ومدبرًا لاموره. وقد استفاد من ان يكون البطريرك الماروني يوحنا مخلوف اللاهوتي متبوئًا آنذاك السدة البطريركية، وان يكون خلفه على هذا الكرسي المطران جرجس عميرة، احد معاصريه، اضافة الى ان الامير المذكور أمينًا للتربية التي حصل عليها في دار آل الخازن.
تجدر الاشارة الى ان الامير فخر الدين المعني الثاني الكبير وعى منذ تسلمه الحكم، حقيقة المارونية وما تحويه من قوة معنوية ومادية في البلاد، وبانت له جليًا ضرورة تعاونه مع أوروپا المسيحية في الخارج، ومع البطريركية المارونية في الداخل. لذلك كان يرجع الى رأي البطريرك الماروني في اهم الامور، كما كان اكثر جنده وخدامه وكواخيه من الموارنة، اضافة الى ما قلد الشيخ ابا نادر الخازن من سلطان وصلاحيات. وفي الداخل أيضًا، استال اليه كلًا من بني حرفوش وشهاب وارسلان وابي اللمع ومقدمي الموارنة، وحالف جان بولاد في حلب، وشكل حكومة على قاعدة القومية والكفاية فكانت حكومة قوية يهابها الجميع، وتحقق ما تقرر.
اما في الخارج، فقد عقد محالفات قوية في أوروپا، وبطريقة خاصة مع أمير توسكانا، وسمح للرهبان الإفرنج فرنسيسكان وكبوشيين وغيرهم، الدخول الى لبنان، وعمّر لهم ولباقي المسيحيين عدة كنائس، وسمح للجميع بركوب الخيل، واضعًا بذلك حدًّا للتمييز الديني الذي كان سائدًا في البلاد قبل تسلّمه الحكم. كان الامير فخر الدين واثقًا من اخلاص المسيحيين له في الداخل والخارج، ولا سيما الموارنة منهم؛ لذلك، بعد ان ضمّ اليه الامارات المتعدّدة إلى لبنان، ومدن بيروت، صور، الشقيف، الحوله، بحيرة طبريا، الناصرة، قانا الجليل، طور طابور، وبانياس، واستتب له الامر من مدينة حلب حتى مدينة أورشليم، تطلّعت نفسه الى أبعد من المدينة الشهباء وطمحت الى الآستانة، وبدأ يخطط للزحف على اسطنبول ولوضع حدّ للسلطنة العثمانية. كان يحتاج لعاملين اساسيين لتحقيق خطته: جيش لبنانيّ قويّ يزحف من الشرق؛ وجيش أوروپي موحد يهجم من الغرب، فيطوقان الآستانة ويستوليان عليها. وتجدر الاشارة الى ان مخطط البطريرك موسى العكاري الذي عرضه على الامبراطور شارل كان قبل حوالي مئة سنة، كان رديفًا للمخطط الذي حلم به الامير فخر الدين، ومستندًا الى ذات الاستراتيجية.
بدأ الأمير فخر الدين اتصالاته باوروپا، واتفق مع البطريرك الماروني يوحنا مخلوف على ارسال المطران جرجس عميره، الذي اصبح فيما بعد بطريركًا، الى الفاتيكان وتوسكانا، لكي يفاوض باسمه مع البابا اوربانوس الثامن ومع حاكم فلورنسا الدوق الكبير فردينان الاول الذي كان لإمارته المقام الرفيع بين الحكومات الاوروپية، ومع باقي ملوك اوروپا وامرائها، لخلق تحالف لبناني-أوروپي ضد الإمبراطورية العثمانية. وتوجه أيضًا الامير فخر الدين شخصيًّا الى أوروپا، مرتين، للغاية نفسها. وعندما المطران جرجس عميرة من الغرب بعد ان أمضى فيه برهة من الزمن، وقد تكللت محادثاته ومساعيه بالنجاح، كلفه الامير فخر الدين وضع كتاب في هندسة الابراج والحصون والقلاع، والاشراف على تنفيذها. وقد قال عنه السائح دي لاروك انه كان من كبار العلماء في المسائل الفلسفية والطبيعية وفي علم النحو السرياني، وله إلمام في هندسة الابراج وحصون الدفاع كأنه من اهل الاختصاص في معرفة الفنون الاستراتيجية.
بعد ان أحكم الامير فخر الدين سيطرته في المشرق، انصرف اولاً الى ترتيب امور دولته، ورقم الاسوار والابراج والقلاع، وسهل المواصلات البرية والبحرية داخل البلاد ، وبين البلاد واوروبا ، مشجعًا بذلك المراكب الاوروبية وتجارها على المجيء الى الموانئ اللبنانية ؛ وانشأ لهم القنصليات والخانات في المدن الكبرى ، واستعان بمهندسين اوروبيين على اصلاح الطرق والجسور وتنفيذ الانجازات الجديدة ، وعزز الزراعة والصناعة في البلاد وخول الرؤساء الروحيين على اختلاف مذاهبهم حق الحكم في القضايا المدنية وفي الاحوال الشخصية محتفظا لنفسه في دعاوى الجرائم فقط . فازداد الأوروبيون ثقة به ، وهنأه البابا اور بانوس الثامن بانتصاراته واعاله العمرانية ، وأوصى المسيحيين بالاخلاص له .
في تلك الفترة، كانت الامور جارية على ما يشتهيه الامير فخر الدين وعلى ما يبتغيه البطريرك الماروني ومعاونوه، اذ كانت أوروبا مهتمة بمساعدته، كما كانت تركيا تسعى الى مرضاته.
لم يتمكن الأمير فخر الدين الثاني من اتمام مخططته؛ من جهة تفشى في ايطاليا وباء الطاعون، وانهمك الدوق الكبير فردينان الاول في درء هذا الوباء عنها؛ فكف عن ارسال الذخيرة اليه. ومن جهة ثانية، اشتدت وطأة "حرب الثلاثين سنة" في أوروپا المسيحية، وانهمكت البابوية في معالجتها، ولم يعد بإمكان البابا ان يمد يد المساعدة للامير فخر الدين. لذلك اغتنمت رجال الدولة في الامبراطورية العثمانية هذه الفرصة، وزحفت بجيوشها على الامير فخر الدين، ونشب القتال بين الفريقين، وكان النصر حليف السلطنة العثمانية . عندئذ اضطر الامير الى التسليم، وسافر الى الاستانة منفيًا عن البلاد.
في تلك الفترة كان للمارونية هذه القوة وهذا السلطان الذي كان يترسخ مستمدةً فعاليتها من هويتها ومن التفافها حول شخص البطريرك من جهة، ومن مساعدة الكرسي الرسولي والدول الاوروبية، ولا سيما فرنسا، لها، من جهة اخرى؛ فقد وضعت فرنسا الشعب الماروني تحت حمايتها منذ القرن 11؛ اما الكرسي الرسولي، فلم يكتف بمد يد المساعدة المعنوية والمادية للموارنة، بل ساهم مساهمة فعالة في الاصلاح الاداري والكنسي والرهباني في الطائفة المارونية. فارسل الى لبنان، دفعات متتالية من القصاد الرسوليين، أشهرهم الاب جيروم دنديني الذي وصل الى لبنان سنة 1595 وكتب فيها بعد كتابه الشهير عن الموارنة واخلاقهم ومناقبيتهم، مفرطًا في الثناء عليهم وعلى تمسكهم بالكرسي الرسولي، والمنسنيور يوسف سمعان السمعاني الذي ترأس المجمع اللبناني الشهير المنعقد في دير سيدة اللويزة سنة 1736. فكان هذا المجمع دستور الطائفة الجديد واساس تنظيمها، وقد سارت بموجبه لنحو قرنين.
لبنان الحديث
أما في لبنان الحديث، فجميع رؤساء لبنان، باستثناء شارل دباس وپترو طراد، موارنة كجزء من تقليد مستمر في الميثاق القومي، حيث الوزير الأول (رئيس الوزراء) تاريخيًا مسلم سني ورئيس مجلس نواب الأمة تاريخيًا شيعي. لقد استطاع الموارنة من خلال سياستهم الداخلية والخارجية في لبنان القرن 20، من حماية باقي مسيحيي لبنان، على خلاف ما كان يحدث بباقي المسيحيين الأصليين في الشرق الأوسط.
إسرائيل[عدل]
يُعتبر الأشخاص المولودين في عائلات أو عشائر مسيحية لديهم تراث ثقافي سرياني أو ماروني منفصلين إثنيًا عن عرب إسرائيل ويمكنهم منذ عام 2014 تسجيل أنفسهم على أنهم آراميون. [56] المسيحيون الذين تقدموا حتى الآن للادراجهم تحت فئة الآراميين لدى السلطات الإسرائيلية هم في الغالب من الموارنة الجليليين، الذين يتتبعون ثقافتهم، أصولهم، ولغتهم إلى سكان المشرق ما قبل العرب الناطقين باللغة الآرامية.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يتقدم حوالي 500 من أتباع الكنيسة السريانية الكاثوليكية في إسرائيل بطلب للحصول على الوضع العرقي المعاد إنشاؤه، بالإضافة إلى عدة مئات من أتباع الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الناطقين باللغة الآرامية. [57][58]
يأتي هذا الاعتراف بعد حوالي سبع سنوات من نشاط المؤسسة الآرامية المسيحية في إسرائيل، بقيادة الرائد في جيش الدفاع الإسرائيلي شادي خلّول ريشُا ومنتدى التوظيف المسيحي الإسرائيلي، برئاسة الأب جبرائيل نداف من الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، والرائد إيهاب شليان. [59] شادي خلّول ريشُا هو أيضًا عضو في حزب إسرائيل بيتنا اليميني الإسرائيلي، وقد احتل المرتبة 15 في الانتخابات التشريعية لعام 2015 في قائمة أعضاء الحزب.
هوية[عدل]
يشكل أتباع الكنيسة المارونية جزءًا من تراث المسيحيين السريان وينتمون إلى طقس السرياني الغربي (نسبة لغرب الفرات). تتبع الكنيسة المارونية السريانية في أنطاكية تأسيسها إلى مار مارون، راهب سرياني قديس من أوائل القرن 4. [60] [61] قبل أن يصل غزو العرب المسلمين إلى لبنان، كان اللبنانيون، بمن فيهم أولئك الذين سيتم أسلمتهم والأغلبية التي ستبقى مسيحية، يتحدثون بلهجة آرامية تسمى السريانية. [62] [63] [64] ظلت السريانية هي اللغة الليتورجية للكنيسة المارونية. [65]
الفَيْنَقَة (أو الفينيقيانية)[عدل]
الفينيقيانية هي هوية المسيحيين اللبنانيين تطورت إلى أيديولوجية كاملة متكاملة يقودها مفكرون أساسيون، لكن هناك قلة تميزت أكثر من غيرها: شارل قرم، ميشال شيحا، وسعيد عقل في ترويجهم للفينيقيانية. [66] في لبنان ما بعد الحرب الأهلية منذ اتفاق الطائف، اقتصرت الفينيقيانية سياسيًا على مجموعات. [66]
ومن بين قادة الحركة، إتيان صقر، سعيد عقل، شارل مالك، كميل شمعون، وبشير الجميل، كانت أسماؤهم بارزة، ذهب بعضهم إلى حد الإعراب عن آراء معادية للعروبة والعرب. في كتابه، نقل الكاتب الإسرائيلي مردخاي نيسان، الذي التقى أحيانًا بعضًا منهم أثناء الحرب، عن سعيد عقل، الشاعر والفيلسوف اللبناني الشهير، قوله: "سأقطع يدي اليمنى، ولا أُحصي نفسي بعربي". [67] يؤمن عقل بتأكيد الإرث الفينيقي للشعب اللبناني وقد شجع استخدام اللهجة اللبنانية المكتوبة بأبجدية لاتينية معدلة بدلًا من العربية، على الرغم من أن كلا الأبجديتان تنحدر من الأبجدية الفينيقية؛ غير أن فكرته تمت بشكل غير مباشر في الـ2010ـات بعد وفاته، حيث تقوم غالبية اللبنانيين باستخدام اللهجة اللبنانية المكتوبة بالأحرف اللاتينية كلغة تواصل عبر وسائط التواصل الاجتماعي، وتم قوله بأن 'اللغة العربية ستفقد قيمتها شيئًا فشيًا مع الزمن وستصبح غريبة حتى عن قارئيها، فكل ما فُرض بالقوة يضمحل بسهولة وببطئ'. [68]
بشكل عام، يبدو أن المسلمين يركزون أكثر على الهوية العربية أكثر من التاريخ والثقافة اللبنانية، بينما تركز المجتمعات المسيحية -وخاصة الموارنة- على تاريخهم ونضالهم كمجموعة إثنودينية متمايزة عن الهوية والقومية العربية والعالم العربي، بينما تعيد التأكيد أيضًا على الهوية اللبنانية، وكذلك الامتناع عن التوصيف العربي لأنه يحرمهم من تحقيقهم الجاد في صد العرب والأتراك جسديًا وثقافيًا وروحيًا منذ ظهورهم. وقد أدت المثابرة المارونية إلى وجودهم وتمركز دورهم حتى يومنا هذا، على عكس الجماعات المسيحية الإثنودينية الأخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي كانت من السكان الأصلية لبلدانهم، كالأقباط في مصر أو السريان في سوريا أو الآشوريين والكلدان في العراق أو البزنطينيين في تركيا، حيث فقدوا عبر التاريخ أراضيهم، فصلاحياتهم وسلطتهم السياسية والاجتماعية فالاقتصادية، حتى تم تهجيرهم جماعيًا أو قتلهم وابادتهم. [69] [70]
الهوية اللبنانية (أو اللبننة)[عدل]
من المعروف أن الموارنة اللبنانيين مرتبطون على وجه التحديد بجذور القومية اللبنانية ومعارضة القومية العربية في لبنان، وهذا هو الحال خلال أزمة لبنان عام 1958. حاول القوميون العرب المسلمون المدعومون من جمال عبد الناصر الإطاحة بالحكومة التي كان يسود عليها الموارنة آنذاك، بسبب استياءهم من خلال سياسات الحكومة "الموالية للغرب" وعدم التزامهم بواجبهم تجاه ما سموه بـ "الأخوّة العربية" من خلال تفضيلهم الإبقاء على لبنان محايدًا وبعيدًا عن الجامعة العربية ومشاكلها والمواجهات السياسية في الشرق الأوسط. تشبثت نزعة قومية أكثر تشددًا بين بعض القادة الموارنة، الذين رأوا القومية اللبنانية من منظور جذورها المذهبية وفشلوا في الانجراف في رؤية شيحا، بنظرة أكثر أمنًا للبنان. لقد اعتبروا المشروع الوطني القوميّ أساسًا برنامجًا لأمن الموارنة وسدًّا من تهديدات المسلمين وخططهم التوسعية. [71]
لم يتخذ حزب حراس الأرز اليميني لكن العلماني، مع زعيمهم المنفي ومؤسسه إتيان صقر (وهو أيضًا والد المطربتين كارول صقر وپاسكال صقر) أي موقف طائفي، بل إن أعضاء مسلمين انضموا إلى موقفه الراديكالي الجذري ضد العروبة و القوات الفلسطينيين في لبنان. [67] لخّص صقر نظرة حزبه حول الهوية العربية في بيانه الإيديولوجي الرسمي بالقول:
« | سيبقى لبنان كعادته لبنانيًا من دون أي تسميات. مر به الفرنسيون وظل لبنانيًا. حكمه [[العثمانيون] وبقي لبنانيًا. رياح العروبة النتنة تهب فيه، ولكن الريح تذبل ويبقى لبنان لبنانيًا. لا أدري ماذا سيحدث لأولئك البائسين الذين يزعمون أن لبنان عربي عندما تختفي العروبة من خريطة الشرق الأوسط ويظهر شرق أوسط جديد خالٍ من المستعربين ومن العروبة.[72] | » |
في حلقة قناة الجزيرة الخاصة المخصصة للعائلات المسيحية السياسية في لبنان ونضالهم على السلطة في انتخابات 2009 بعنوان "لبنان: الشركة العائلية"، أثير موضوع الهوية في عدة مناسبات من قبل سياسيين مختلفين بمن فيهم الزعيم الدرزي وليد . جنبلاط ، الذي ادعى أن كل اللبنانيين يفتقرون إلى حد ما للهوية الحقيقية وأن البلد لم يكتشف بعد هوية يمكن أن يتفق عليها الجميع. صرّح سامي الجميل، من عشيرة الجميل ونجل الرئيس السابق أمين الجميل، أنه لا يعتبر نفسه عربيًا، بل عرّف عن نفسه على أنه مسيحي سرياني، وشرح عن أنه وللعديد من اللبنانيين فإن "قبول" لبنان بـ "الهوية العربية" وفقًا لاتفاقية الطائف لم يكن أمرًا قد "قبلوه" عن حقيقة أو اقتنعوا به بأي برهان، ولكن بدلًا من ذلك أُجبروا على التوقيع من خلال الضغط.
« | الحقيقة هي أن "الهوية العربية" للبنان تألّفت عام 1990 على أساس اتفاق الطائف، دون أي مناظرة أو نقاش حر بين اللبنانيين، وبينما كان لبنان تحت الاحتلال السوري وفي وجود عسكري سوري مسلح داخل البرلمان اللبناني عند التصويت على التعديلات الدستورية الجارية.[73] | » |
في خطاب ألقاه في عام 2009 أمام حشد من أنصار الكتائب المسيحيين، أعلن الجميل أنه يشعر بوجود أهمية للمسيحيين في لبنان في العثور على هوية واستمر في توضيح ما وجده كمسيحي لبناني، واختتم بإقصاء مقصود للعروبة في لبنان. المقطع. ولاقى الخطاب بعد ذلك تصفيقا من الجمهور؛ [73]
« | ما نفتقده اليوم هو عنصر مهم في حياتنا وشرفنا، وهو هويتنا. سأقول لكم اليوم، أنني مواطن لبناني، هويتي هي مارونية، سريانية مسيحية، ولبنانية]][73] | » |
إتيان صقر، من حزب حراس الأرز، أجاب في مقابلةٍ "لسنا عربًا" على سؤال المقابلة حول إيديولوجية حراس الأرز في أن لبنان لبناني. وتابع حديثه عن كيف أن وصف لبنان بأنه ليس عربيًا يُعتبر جريمة اليوم في لبنان، وعن الحرب الأهلية اللبنانية، وعن العروبة كخطوة أولى نحو الإسلاموية المتطرفة، قائلًا بأن "العرب يريدون الاستيلاء على لبنان" ومن أجل القيام بذلك سوف "يطردون المسيحيين من لبنان"، هذه هي "الخطة العظيمة منذ عام 1975"، من بين أمور أخرى. [74] في 16 كانون الأول (ديسمبر) 2022، أصدر البطريرك السرياني الأرثوذكسي أغناطيوس أفرام الثاني بيانًا مشتركًا عن اللقاء الأول لبطاركة الكنائس ذات التراث السرياني في مقر العطشانه، وذلك مع البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، برفقة البطريرك السرياني الكاثوليكي أغناطيوس يوسف الثالث يونان، البطريرك الكلداني لويس روفائيل الأول ساكو، والبطريرك الآشوري لكنيسة المشرق آوا الثالث يعلنون:
الهوية السريانية (أو الآرامية)[عدل]
يعتبر بعض من الموارنة أنفسهم من نسل الآراميين الذين عاشوا في المشرق. علاوة على ذلك، يعتبرون مؤسس الكنيسة، القديس مارون، ناسكًا يتحدث السريانية من أصول آرامية. [76]
في عام 2014، اعترفت إسرائيل بالمجتمع الآرامي داخل حدودها كأقلية قومية، مما سمح للعديد المسيحيين في إسرائيل بالتسجيل على أنهم "آراميون" ، [77] بدلاً من "عرب" أو "غير مصنفين". المسيحيون، الذين تقدموا بطلب لادراجهم تحت أصل الآراميين، هم في الغالب من موارنة الجليل، الذين يتتبعون ثقافتهم، أصولهم، ولغتهم إلى الآراميين-السريان. [78]
دِين[عدل]

ينتمي الموارنة إلى الكنيسة السريانية المارونية الأنطاكية (وهي مدينة يونانية قديمة تقع الآن في مقاطعة هاتاي ، تركيا) وهم كنيسة سريانية كاثوليكية شرقية، تحتفل بالطقوس الأنطاكية الليتورجية التي انصهرت بالثقافة الفينيقي-لبنانية؛ وقد عاهدت شركتها مع روما. [79] [34] يستقر البطريرك الماروني تقليديًا في بكركي شمال بيروت، وذلك بعد فترة طويلة من عدم استقرار موقع المقر البطريريكي منذ تأسيسه في بترون القرن 6، وتغيير عدة مرات داخل لبنان ليتمركز في نهاية القرن 19 في بكركي.
الأسماء[عدل]
غالبًا ما يتبنى الموارنة المعاصرون أسماء فرنسية أو أوروپية غربية أخرى (ذات أصول عبرية توراتية وكتابية) لأطفالهم، بما في ذلك ميشال (ميخائيل)، مارك (مرقس)، ماري (مريم)، جورج، كارول، شارل أو تشارلز، أنطوان (أنطوخيوس، وأيضًا نسبة لأنطاكيا)، جوزيف (يوسف)، پيار (بطرس)، كريستيان (مسيحي)، كريستيل، ورودريغ. الأسماء الشائعة الأخرى المسيحية بحت وهي آرامية، أو عربية مترجمة، وهي أسماء توراتية وكتابية أصلها عبري أو يوناني مسيحي، مثل أنطون (أنطوان، أنطوني، أو أنطونيوس)، بطرس (پيار أو پيتر)، بولس (پول)، سمعان أو شمعون (سيمون أو سايمون)، جريس أو جرجس (جورج)، إيليّا أو الياس (إيلي)، إسكندر (أليكساندر)، يوحنا أو حنا (جان أو جون)، كاترينا (كاترين)، وبشارة (حرفيًا الأخبار أو البشرى السارة نسبةً إلى معنى اسم الإنجيل). لا تزال الأسماء العبرية التوراتية شائعة عند الموارنة خاصةً عند الأجيال السابقة كراعوت، إسحاق، طوبيا، شعيا أو أشعيا، أليشاع أو ليشع، أليعازر أو لعازر، راحيل، جدعون، عزرا، أيوب، نحميا، داوود، سليمان، إرميا، باروك، عاموس، حبوق، نحوم أو نعوم، زكريا، روفائيل أو روفايل، عمانوئيل أو عمنايل، جبرائيل أو جبرايل أو غبريل، إسرائيل أو إسرايل، نتنائيل أو نتنايل، عتنيئيل أو عتنايل، دبورة، أفرائيم أو افرام، عبدون أو عبدا، شمشون...إلخ. الأسماء الشائعة الأخرى هي سركيس (سيرج أو سيرجيوس) وباخوس، أغسطينوس أو غسطين؛ بينما هناك أسماء أخرى شائعة بين المسيحيين والمسلمين، مثل يوسف، إبراهيم (في الغالب نسبةً إلى إبراهيم القورشي)، ومريم.
سُميّ بعض المسيحيين الموارنة تكريمًا للقديسين الموارنة، بما في ذلك الأسماء السريانية الآرامية كمارون (على اسم شفيعهم مار مارون)، نعمة الله، شربل على اسم مار شربل مخلوف ورفقا (أو ريبيكا).
الاضطهاد والنضال[عدل]
تعرض الموارنة للاضطهاد تاريخيًا ومستمرًا خلال فترة الغزوات العربية للشرق الأوسط (جبل لبنان) وتحت حكم الإمبراطورية العثمانية. كانت المجاعة الكبرى في جبل لبنان، التي حدثت بين عامي 1915 و1918، ناجمة عن عوامل متعددة؛ كانت بعضها هي السياسة العثمانية المتمثلة في الاستحواذ على جميع المنتجات الغذائية في المنطقة لاستخدامها في الجيش والإدارة العثمانيين، ومنع إرسال الطعام إلى السكان المسيحيين الموارنة في جبل لبنان، مما يحكم عليهم فعليًا بالجوع. [80] يعود سبب وفاة 200 ألف مسيحي ماروني وغيرهم من سكان جبل لبنان بشكل رئيسي إلى الجوع والمرض. [81] يُذكر في ذلك الوقت أن تجويع الموارنة سياسة عثمانية تهدف إلى إبادة الموارنة في نهايتها، تماشيًا مع إبادة الأرمن، الآشوريين، السريان، واليونانيين. [82]
شعر المسيحيون الموارنة بشعور من الاغتراب والإقصاء والاستهداف نتيجة للعروبة الاجبارية والاسلاموية في لبنان. [83] [84] من بين الهجمات والمذابح التاريخية على المجتمع الماروني كانت مذبحة الدامور من قبل منظمة التحرير الفلسطينية.[85][86][87] حتى وقت مؤخر، كافح الموارنة القبارصة للحفاظ على لغة أجدادهم. [88] يؤكّد الرهبان العلماء الموارنة أنّ لبنان هو مرادف للتاريخ والروح المارونيّة؛ أن المارونية تسبق الغزو العربي للبنان وأن العروبة ما هي إلا صدفة تاريخية (وبالتحديد بعد سقوط الامبراطورية العثمانية). [89] عانى الموارنة من اضطهاد جماعي تحت حكم الأتراك العثمانيين، الذين ذبحوا الموارنة وأساءوا معاملتهم بسبب إيمانهم، ومنعهم من اقتناء الخيول وإجبارهم على ارتداء الملابس السوداء فقط. أدت سياسات الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى، بالتزامن مع الحصار البحري لقوات الحلفاء، إلى مقتل مئات الآلاف من موارنة جبل لبنان، وبلغ عدد القتلى ما بين 100 و300 ألف شخص ماتوا بسبب سوء التغذية والمرض والمجاعة. كما قام الدروز اللبنانيون باضطهاد الموارنة وذبحوا أكثر من 20 ألف منهم في أواسط القرن 19. لكن تم عقد اتفاقات مع الدروز. علاوة على ذلك، برز الموارنة لاحقًا على أنهم المجموعة الأكثر صلاحية في لبنان، وهي مكانة احتفظوا بها، على عكس المجتمعات المسيحية الإثنودينية الأخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي كانت من السكان الأصلية لبلدانهم، كالأقباط في مصر أو السريان في سوريا أو الآشوريين والكلدان في العراق أو البزنطينيين في تركيا، حيث فقدوا عبر التاريخ أراضيهم، فصلاحياتهم وسلطتهم السياسية والاجتماعية فالاقتصادية، حتى تم تهجيرهم جماعيًا أو قتلهم وابادتهم. ظلّ الموارنة المسيحيون متمسكين بمكانتهم في لبنان، على عكس باقي المسيحيين في الشرق الأوسط، حتى التدخلات الإقليمية التي أدت إلى اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية.
أنظر أيضًا[عدل]
- المسيحية في لبنان
- قائمة الموارنة
- مارونستان
- المسيحية المارونية في لبنان
- العلم الماروني
- الموارنة في اسرائيل
- المسيحية السريانية
مراجع[عدل]
- ^ "Maronite liturgy draws from Eastern and Western traditions". Catholics & Cultures. 12 مايو 2016. مؤرشف من الأصل في 2023-03-26.
- ^ "The Maronite Divine Liturgy - Our Lady Of Lebanon Church". www.olol.org.au. مؤرشف من الأصل في 2023-03-25.
- ^ Lebanon - Maronites, World Directory of Minorities and Indigenous Peoples المجموعة الدولية لحقوق الأقليات: "Originally Aramaic speakers, today Maronites speak Arabic, but use Syriac as a liturgical language." نسخة محفوظة 2023-01-19 على موقع واي باك مشين.
- ^ Judith Sudilovsky (22 يونيو 2012). "Aramaic classes help Maronites in Israel understand their liturgies". Catholic News Service. مؤرشف من الأصل في 2018-07-02. اطلع عليه بتاريخ 2018-11-18.
- ^ Daniella Cheslow, (2014-06-30) Maronite Christians struggle to define their identity in Israel, The World, Public Radio International. Retrieved 2018-11-18. نسخة محفوظة 2023-01-19 على موقع واي باك مشين.
- ^ Akopian, Arman (2017). "19. Syriacs under Arab-Muslim domination". Introduction to Aramean and Syriac Studies. Georgia Press. ص. 307–314. doi:10.31826/9781463238933-022. ISBN 9781463238933. مؤرشف من الأصل في 2023-01-19.
- ↑ أ ب ت Educational Policies that Address Social Inequality: Country Report: Cyprus نسخة محفوظة 2011-07-20 على موقع واي باك مشين., page 4.
- ^ Fattouh، Emily Michelle (2018). "Adaptive Leadership and the Maronite Church". digital.sandiego.edu. Digital USD. مؤرشف من الأصل في 2023-03-13.
The continuation of the presence of the Maronite Christian Church in the United States connects people to a larger ethnic community, and most importantly, helps preserve cultural, social, and religious traditions.
- ^ "Maronites - Minority Rights Group". minorityrights.org. Minority Rights Group International. 2021. مؤرشف من الأصل في 2023-01-19.
- ^ "Maronites, Christians of the Middle East". stgeorgesa.org. St. George Maronite Catholic Church. 2021. مؤرشف من الأصل في 2023-03-13.
Maronites started their own churches wherever they settled in the United States, a sign of their attachment to their ethnic and religious identities.
- ^ Ghosn، Margaret؛ Engebretson، Kath (2010). "National Identity of a Group of Young Australian Maronite Adults" (PDF). crucibleonline.net. Crucible Journal. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2023-03-13.
Their religious identity was part of an ethnic identification that was rigorously maintained as a result of the turmoil surrounding the history and current status of Maronites in Lebanon.
- ^ Hagopian، Elaine C. (أكتوبر 1989). "Maronite Hegemony to Maronite Militancy: The Creation and Disintegration of Lebanon". Taylor & Francis, Ltd. ج. 11 ع. 4: 104. doi:10.1080/01436598908420194. JSTOR 3992333. مؤرشف من الأصل في 2023-03-13. اطلع عليه بتاريخ 2022-04-25.
- ^ Moubarak, Andre (2017). One Friday in Jerusalem. Jerusalem, Israel: Twin Tours & Travel Ltd. ص. 213. ISBN 978-0-9992-4942-0.
- ↑ أ ب Mannheim, I (2001). Syria & Lebanon handbook: the travel guide. Footprint Travel Guides. ص. 652–563. ISBN 978-1-900949-90-3.
- ^ "Lebanon in Crisis: Who Are the Maronites?". CNEWA (بالإنجليزية الأمريكية). 13 Aug 2020. Archived from the original on 2023-03-13.
- ^ Moosa, Matti (2005). The Maronites in history. Gorgias Press LLC. ص. 192. ISBN 978-1-59333-182-5.
- ^ SUERMANN، Harald (1 يوليو 2002). "Maronite Historiography and Ideology". Journal of Eastern Christian Studies. ج. 54 ع. 3: 129–148. doi:10.2143/jecs.54.3.1071. ISSN 0009-5141. مؤرشف من الأصل في 2023-03-13.
- ^ Deeb، Marius (2013). Syria, Iran, and Hezbollah: The Unholy Alliance and Its War on Lebanon. Hoover Press. ISBN 9780817916664.
the Maronites and the Druze, who founded Lebanon in the early eighteenth century.
- ↑ أ ب ت P. J. A. N. Rietbergen (2006). Power And Religion in Baroque Rome: Barberini Cultural Policies. BRILL. ص. 299. ISBN 9789004148932.
- ^ Moosa، Matti (2005). The Maronites in History. Gorgias Press LLC. ص. 14. ISBN 978-1-59333-182-5. مؤرشف من الأصل في 2023-03-13.
- ^ Maroon, Habib (31 مارس 2013). "A geneticist with a unifying message". Nature. doi:10.1038/nmiddleeast.2013.46. مؤرشف من الأصل في 2023-03-13.
- ^ Taylor، George (1967). "The Roman Temples of Lebanon (extract)". Dar el-Machreq Publishers. مؤرشف من الأصل في 2023-03-13.
- ^ El-Hāyek, Elias (1990). Michael Gervers and Ramzi Jibran Bikhazi (المحرر). Conversion and Continuity: Indigenous Christian Communities in Islamic Lands. Pontifical Institute of Mediaeval Studies. ISBN 0-88844-809-0. ISSN 0228-8605. مؤرشف من الأصل في 2023-02-12.
- ↑ أ ب ت "History of the Maronites". مؤرشف من الأصل في 2023-03-26. اطلع عليه بتاريخ 2018-11-18.
- ↑ أ ب Mackey، Sandra (2006). Lebanon: A House Divided. ISBN 9780393352764. مؤرشف من الأصل في 2023-03-13.
- ^ Eparchy of St. Maron- Canada. "Origins of the Maronites". مؤرشف من الأصل في 2023-02-03.
- ↑ أ ب ت Peoples، R. Scott (نوفمبر 2007). Crusade of Kings. ص. 68. ISBN 9780809572212. مؤرشف من الأصل في 2023-03-13.
- ^ Jack Donnelly؛ Rhoda E. Howard-Hassmann (1 يناير 1987). International Handbook of Human Rights. أي بي سي-كليو. ص. 228. ISBN 978-0-3132-4788-0.
- ^ Rome and the Eastern Churches (ط. revised). Ignatius Press. 2010. ص. 327. ISBN 978-1-5861-7282-4.
- ^ Michael Haag (9 يوليو 2010). Templars: History and Myth: From Solomon's Temple to the Freemasons. Profile Books. ص. 66. ISBN 978-1-8476-5251-5.
- ^ Mackey، Sandra (2006). Lebanon: A House Divided. ISBN 9780393352764. مؤرشف من الأصل في 2023-03-13.
- ^ James Minahan (1 يناير 2002). Encyclopedia of the Stateless Nations: L-R (ط. illustrated). Greenwood Publishing Group. ص. 1196. ISBN 978-0-3133-2111-5.
- ^ Kenneth M. Setton؛ Norman P. Zacour؛ Harry W. Hazard (1 سبتمبر 1985). A History of the Crusades: The Impact of the Crusades on the Near East (ط. illustrated). Univ of Wisconsin Press. ص. 91. ISBN 978-0-2990-9144-6. مؤرشف من الأصل في 2022-05-10.
- ↑ أ ب Crawford، Robert W. (1955). "William of Tyre and the Maronites". Speculum. ج. 30 ع. 2: 222–228. doi:10.2307/2848470. ISSN 0038-7134. JSTOR 2848470. مؤرشف من الأصل في 2022-11-15.
- ^ "Maronite church | Meaning, History, Liturgy, & Facts". Encyclopedia Britannica (بالإنجليزية). Archived from the original on 2023-01-13.
- ^ Ernest Gellner (1 يناير 1985). Islamic Dilemmas: Reformers, Nationalists, Industrialization : The Southern Shore of the Mediterranean. Walter de Gruyter. ص. 258. ISBN 978-3-1100-9763-4.
- ^ P. J. A. N. Rietbergen (2006). Power And Religion in Baroque Rome: Barberini Cultural Policies. BRILL. ص. 301. ISBN 9789004148932.
- ^ James Minahan (1 يناير 2002). Encyclopedia of the Stateless Nations: L-R (ط. illustrated). Greenwood Publishing Group. ص. 1196–7. ISBN 978-0-3133-2111-5.
- ^ Hazran، Yusri (2013). The Druze Community and the Lebanese State: Between Confrontation and Reconciliation. Routledge. ص. 32. ISBN 9781317931737.
the Druze had been able to live in harmony with the Christian
- ^ Artzi، Pinḥas (1984). Confrontation and Coexistence. Bar-Ilan University Press. ص. 166. ISBN 9789652260499.
.. Europeans who visited the area during this period related that the Druze "love the Christians more than the other believers," and that they "hate the Turks, the Muslims and the Arabs [Bedouin] with an intense hatred.
- ^ Churchill (1862). The Druzes and the Maronites. Montserrat Abbey Library. ص. 25.
..the Druzes and Christians lived together in the most perfect harmony and good-will..
- ^ Hobby (1985). Near East/South Asia Report. Foreign Broadcast Information Service. ص. 53.
the Druzes and the Christians in the Shuf Mountains in the past lived in complete harmony..
- ^ Fawaz, L.T. (1994). An Occasion for War: Civil Conflict in Lebanon and Damascus in 1860. دار نشر جامعة كاليفورنيا. ISBN 9780520087828. مؤرشف من الأصل في 2022-04-01. اطلع عليه بتاريخ 2015-04-16.
- ^ Vocke، Harald (1978). The Lebanese war: its origins and political dimensions. C. Hurst. ص. 10. ISBN 0-903983-92-3. مؤرشف من الأصل في 2022-11-15.
- ^ Johnson، Michael (2001). All Honourable Men. The Social Origins of War in Lebanon. London / New York: IB Tauris. ص. 96.
- ^ "A Brief History of the Maronites". maronitefoundation.org (بالإنجليزية). Archived from the original on 2023-03-13. Retrieved 2020-06-21.
- ^ Lebanon - International Religious Freedom Report 2008 U.S. Department of State. نسخة محفوظة 2022-11-13 على موقع واي باك مشين.
- ^ United Nations Development Programme: Programme on Governance in the Arab Region : Elections : Lebanon Retrieved 2018-11-18. نسخة محفوظة 2023-03-13 على موقع واي باك مشين.
- ↑ أ ب ت ث ج The Maronite Catholic Church (Patriarchate) نسخة محفوظة 2018-05-13 على موقع واي باك مشين. in "The Eastern Catholic Churches 2017" in Annuario Pontificio 2017.
- ^ "Syria's beleaguered Christians". بي بي سي نيوز. 25 فبراير 2015. مؤرشف من الأصل في 2022-12-20. اطلع عليه بتاريخ 2018-11-18.
- ^ Maria Tsiapera (1969). A Descriptive Analysis of Cypriot Maronite Arabic. The Hague: Mouton and Company. ص. 69.
- ^ Cyprus Ministry of Interior: European Charter for Regional or Minority Languages: Answers to the Comments/Questions Submitted to the Government of Cyprus Regarding its Initial Periodical Report Retrieved 2018-11-18. نسخة محفوظة 2023-04-04 على موقع واي باك مشين.
- ^ Ami Bentov (26 مايو 2014). "Cardinal is first top Lebanese cleric in Israel". Associated Press. مؤرشف من الأصل في 2023-03-13. اطلع عليه بتاريخ 2018-11-18.
- ^ "Maronites" in Encyclopedia of the Peoples of Africa and the Middle East (Infobase, 2009), p. 446.
- ^ Ian Traynor (23 يونيو 2009). "Recession takes the sparkle out of Antwerp's diamond quarter". الغارديان. مؤرشف من الأصل في 2023-03-26. اطلع عليه بتاريخ 2018-11-18.
- ^ "Ministry of Interior to Admit Arameans to National Population Registry". Arutz Sheva. مؤرشف من الأصل في 2023-03-13. اطلع عليه بتاريخ 2018-11-18.
- ^ "אנחנו לא ערבים - אנחנו ארמים" (بالعبرية). إسرائيل هيوم. 9 أغسطس 2013. مؤرشف من الأصل في 2023-03-26. اطلع عليه بتاريخ 2018-11-18.
- ^ Cohen, Ariel (28 سبتمبر 2014). "Israeli Greek Orthodox Church denounces Aramaic Christian nationality". Jerusalem Post. مؤرشف من الأصل في 2023-04-13. اطلع عليه بتاريخ 2018-11-18.
- ^ "Israeli Christians Officially Recognized as Arameans, Not Arabs". مؤرشف من الأصل في 2023-03-13. اطلع عليه بتاريخ 2016-04-20.
- ^ "Identity of the Maronite Church - Introduction". مؤرشف من الأصل في 2011-10-07. اطلع عليه بتاريخ 2015-03-24.
- ^ "Identity of the Maronite Church - A Syriac Antiochene Church with a Special Lit. Heritage". مؤرشف من الأصل في 2011-10-07. اطلع عليه بتاريخ 2015-03-24.
- ^ "Review of Phares Book". Walidphares.com. مؤرشف من الأصل في 2009-02-10. اطلع عليه بتاريخ 2009-03-31.
- ^ The Precarious Republic: Political Modernization in Lebanon.
- ^ For ever! نسخة محفوظة 2023-03-13 على موقع واي باك مشين.
- ^ "St. George Maronite Church". Stgeorgesa.org. مؤرشف من الأصل في 2023-03-19. اطلع عليه بتاريخ 2018-11-18.
- ↑ أ ب Asher Kaufman (2004). Reviving Phoenicia: The Search for Identity in Lebanon. I. B. Taurus. ص. 36. ISBN 1-86064-982-3. مؤرشف من الأصل في 2023-03-13.
- ↑ أ ب Frank Cass (2003). The Conscience of Lebanon. ISBN 978-0-7146-8378-2.
- ^ Sami G. Hajjar، المحرر (1985). The Middle East. E. J. Brill. ص. 89. ISBN 90-04-07694-8. مؤرشف من الأصل في 2023-03-13.
- ^ "Coalition of American Assyrians and Maronites Rebukes Arab American Institute". 27 أكتوبر 2001. مؤرشف من الأصل في 2022-12-21. اطلع عليه بتاريخ 2018-11-18.
- ^ "Our Lady of Lebanon Maronite Catholic Church". مؤرشف من الأصل في 2023-03-13. اطلع عليه بتاريخ 2015-03-24.
- ^ "Notes on the Question of Lebanese Nationalism". Lcps-lebanon.org. مؤرشف من الأصل في 2007-10-07. اطلع عليه بتاريخ 2010-07-26.
- ^ "The Guardians of the Cedars". Gotc.org. مؤرشف من الأصل في 2011-07-21. اطلع عليه بتاريخ 2010-07-26.
- ↑ أ ب ت "Lebanon: The family business – 31 May 09 – Part 4". يوتيوب. قناة الجزيرة الإنجليزية. 9 يونيو 2009. مؤرشف من الأصل في 2021-11-13. اطلع عليه بتاريخ 2018-11-18.
- ^ "Interview with Etienne Saqr (Abu Arz)". Global Politician. 22 يناير 2008. مؤرشف من الأصل في 2023-03-13. اطلع عليه بتاريخ 2018-11-18.
- ^ "The Joint Statement Issued from the First Meeting of the Patriarchs of the Syriac Churches". mecc.org. The Middle East Council of Churches. 20 ديسمبر 2022. مؤرشف من الأصل في 2023-03-13.
- ^ "Saint Maron". مؤرشف من الأصل في 2023-03-13.
- ^ "Ministry of Interior to Admit Arameans to National Population Registry". مؤرشف من الأصل في 2023-03-13.
- ^ "Israel Hayom". www.israelhayom.com. مؤرشف من الأصل في 2023-03-13. اطلع عليه بتاريخ 2020-06-21.
- ^ Moosa, M (2005). The Maronites in History. Gorgias Press LLC. ص. 209–210. ISBN 978-1-59333-182-5.
- ^ BBC staff (26 November 2014).
- ^ Harris 2012, p.174.
- ^ Ghazal, Rym (2015-04-14).
- ^ Itamar Rabinovich (1986). The war for Lebanon, 1970-1985 (ط. 2nd). Cornell University Press. ص. 104. ISBN 0-8014-1870-4. LCCN 85-14891. مؤرشف من الأصل في 2023-03-13.
- ^ El-Hāyek, Elias (1990). Michael Gervers and Ramzi Jibran Bikhazi (المحرر). Conversion and Continuity: Indigenous Christian Communities in Islamic Lands. Pontifical Institute of Mediaeval Studies. ص. 432. ISBN 0-88844-809-0. ISSN 0228-8605. مؤرشف من الأصل في 2023-03-13.
- ^ Fisk، Robert (2002). Pity the Nation: The Abduction of Lebanon. New York: Thunder's Mouth/Nation Books. ص. 105.
- ^ "Lebanon's dispossessed come home: Robert Fisk in Damour on the scars". The Independent (بالإنجليزية). 23 Oct 2011. Archived from the original on 2023-03-14. Retrieved 2021-06-18.
- ^ "Lebanon's Legacy of Political Violence: A Mapping of Serious Violations of International Human Rights and Humanitarian Law in Lebanon, 1975-2008" (PDF). ص. 14, 15. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2023-03-23.
- ^ Martelli, Simon (7 مارس 2010). "Cyprus Maronites battle to preserve rare ancestral language". Dawn. مؤرشف من الأصل في 2023-03-13. اطلع عليه بتاريخ 2018-11-18.
- ^ Moosa, Matti (2005). The Maronites in History (ط. 2nd). Gorgias Press LLC. ISBN 1-59333-182-7.
![]() |
في كومنز صور وملفات عن: موارنة |