انتقل إلى المحتوى

نرجسية

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
نرجسية
معلومات عامة
صنف فرعي من
جزء من
مصطلحات علم النفس [لغات أخرى]
Cluster B personality disorders [الإنجليزية] ترجم عدل القيمة على Wikidata
سُمِّي باسم
تقاس بـ
Narcissistic Personality Inventory [الإنجليزية] ترجم عدل القيمة على Wikidata

النرجسية هي نمط من أنماط الشخصية المتمحورة حول الذات، يتميز بـ الانشغال المفرط بالنفس وبالاحتياجات الشخصية، وغالبًا ما يكون ذلك على حساب الآخرين.[1][2]

سُمّيت النرجسية بهذا الاسم نسبةً إلى نركسوس، الشخصية الأسطورية الإغريقية التي وقع في حب صورته المنعكسة في الماء. ومع مرور الوقت، تطور المفهوم ليصبح مصطلحًا نفسيًا تمت دراسته على نطاق واسع منذ بداية القرن العشرين، ويُعتبر اليوم ذا أهمية كبيرة في مجالات اجتماعية متعددة.[3]

تُوجَد النرجسية على طيفٍ يمتد من الطبيعي إلى غير الطبيعي في التعبير عن الشخصية. ويرى العديد من علماء النفس أن قدرًا معتدلًا من النرجسية طبيعي وصحي لدى الإنسان، لكن هناك أنماطًا أكثر تطرفًا تُلاحظ بشكل خاص لدى الأفراد الذين يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية، حيث تصبح الصفات النرجسية مرضية، مما يؤدي إلى ضعف في الأداء الوظيفي واضطرابات اجتماعية ونفسية.

كما تُدرَس النرجسية ضمن إطار ما يُعرف بـ «ثالوث الظلام» في علم النفس، إلى جانب السيكوباتية دون السريرية والماكيافيلية.[4][5][6]

الخلفية التاريخية

[عدل]

يرتبط مصطلح النرجسية باسم نركسوس، وهو شخصية من الأساطير الإغريقية وردت قصته في تحويلات الشاعر الروماني أوفيد التي كُتبت عام 8 للميلاد. يروي الكتاب الثالث من القصيدة قصة شاب وسيم يُدعى نركسوس، رفض حب العديد من المعجبين، وعندما صدّ الحورية إيكو – التي كانت ملعونة بألّا تنطق إلا بأصداء أصوات الآخرين – عاقبه الآلهة بجعله يقع في حب صورته المنعكسة في الماء. وعندما أدرك نركسوس أن موضوع حبه لا يمكن أن يبادله الحب، بدأ يذبل ببطء حتى مات.[7]

تم التعرف على مفهوم الأنانية المفرطة عبر التاريخ. ففي اليونان القديمة، كان يُعبَّر عنها بمفهوم الغرور أو الكبرياء المفرط ، لكن لم يبدأ تعريف النرجسية كمفهوم نفسي إلا في أواخر القرن التاسع عشر، ومنذ ذلك الحين تعددت معانيها في علم النفس، حيث استُخدم المصطلح للإشارة إلى: انحراف جنسي، مرحلة طبيعية من مراحل النمو، عرض في حالات الذهان، أو سمة ضمن أنواع من علاقات الموضوع.[8]

في عام 1889، استخدم الطبيبان النفسيان باول ناكه[الإنجليزية] وهافلوك إليس مصطلح "النرجسية" – كلٌّ على حدة – لوصف شخص يتعامل مع جسده كما يتعامل عادةً مع جسد شريك جنسي، واعتُبرت النرجسية آنذاك انحرافًا جنسيًا يستهلك حياة الفرد الجنسية بالكامل.[9]

في عام 1911، نشر أوتو رانك أول بحث سريري عن النرجسية، وربطها بـ الغرور والإعجاب بالذات. وفي عام 1913، كتب الطبيب النفسي إرنست جونز مقالًا بعنوان «عُقدة الإله»، واعتبر النرجسية المفرطة سمة من سمات الشخصية. وصف فيها الأشخاص الذين يعانون من هذه العقدة بأنهم متعجرفون، مفرطو الثقة، منغمسون في ذواتهم، معزولون، استعراضيون، ومهووسون بعظمتهم، ولديهم حاجة شديدة للتميز والتفرد.[10][11][12]

أما سيغموند فرويد، فقد نشر عام 1914 مقاله الشهير «حول النرجسية: مقدمة»، حيث رأى أن النرجسية هي توجيه الطاقة الغريزية (الليبيدو) نحو الذات بدلًا من الآخرين. وطرح فرويد فكرة النرجسية الأولية، وهي مرحلة طبيعية في الطفولة المبكرة بين المرحلة الذاتية (الاستمنائية) ومرحلة حب الآخرين. ومع تطور الإنسان، يتم تحويل جزء من هذه الطاقة نحو الخارج، أي نحو الآخرين. ثم لاحظ فرويد حالة النرجسية الثانوية لدى مرضى الفصام (الشيزوفرينيا)، حيث رأى أن لديهم عظَمة الذات وانسحابًا من الواقع الخارجي، إذ تعود طاقتهم النفسية إلى الداخل، نحو الأنا.[13][14]

وفي عام 1925، صاغ روبرت فالدر مفهوم النرجسية كسمة شخصية، وعرّفها بأنها سلوك متعجرف، متفوق على الآخرين، مهووس بالإعجاب بالنفس، ويفتقر إلى التعاطف. وقدم مثالًا عن مريض عالم ناجح يتسم بالغطرسة، والانفصال العاطفي، والأنانية الجنسية، والعقلانية المفرطة. أما كارين هورناي فقد طرحت عام 1939 فكرة أن النرجسية توجد على طيف يبدأ من احترام الذات الصحي إلى الحالة المرضية.[15] وقد دخل المصطلح إلى الوعي الاجتماعي العام بعد نشر كتاب «ثقافة النرجسية» لعالم الاجتماع كريستوفر لاش عام 1979، ومنذ ذلك الوقت أصبح يُستخدم على نطاق واسع – خصوصًا في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي – لوصف الأشخاص الأنانيين أو المسيئين في العلاقات الشخصية.[16][17]

أشكال التعبير عن النرجسية

[عدل]
نركسوس رسمها كارافاجيو وفيها ينظر نركسوس لجماله ويفتن بحب نفسه.

تتخذ النرجسية أشكالاً متعددة في سلوك الإنسان وتفاعلاته، وقد حدد علماء النفس نوعين رئيسيين منها: النرجسية العظمى (القاسية أو "سميكة الجلد") والنرجسية الضعيفة (الهشّة أو "رقيقة الجلد"). يرى الباحثون أن جوهر النرجسية يتمثل في التمركز حول الذات المقرون بالعدائية، أي الشعور بالاستحقاق المفرط، الأنانية، انعدام التعاطف، وانتقاص قيمة الآخرين. وتُعد النرجسية العظمى والضعيفة تعبيرين مختلفين عن هذا الجوهر العدائي، ينشآن من اختلافات فردية في أنظمة الدوافع نحو الإقدام أو التجنب.

يعتقد بعض الباحثين أن النرجسية "الحقيقية" تنتمي إلى النوع الضعيف، بينما قد تكون النرجسية العظمى شكلاً من أشكال الاعتلال النفسي.

النرجسية العظمى

[عدل]

تنشأ النرجسية العظمى من مزيج بين العدائية الجوهرية والميل الفطري إلى الجرأة والانبساط، ويتميز أصحابها بمشاعر إيجابية مفرطة، وسلوك اجتماعي مهيمن، ورغبة قوية في المكافأة والمخاطرة. وتتجلى في خصائص مثل: ثقة عالية بالنفس وشعور واضح بالتفوق والتميز، مع خيالات عن النجاح والسلطة والطموح المفرط، قوة اجتماعية وجاذبية شخصية وسلوك استعراضي مفعم بالهيمنة والترويج الذاتي، علاقات استغلالية قصيرة المدى مبنية على التلاعب وتغليب المصلحة الشخصية على الروابط الاجتماعية.

النرجسية الضعيفة

[عدل]

تنشأ النرجسية الضعيفة من مزيج بين العدائية الجوهرية والميل إلى الانفعالية السلبية والتجنب الاجتماعي. ويتصف أصحابها بالانسحاب، والخجل، وسرعة الغضب، وتظهر لديهم السمات الآتية:تقدير ذات منخفض ومتقلب، وشعور غير مستقر بالهوية، مع غيرة من نجاح الآخرين، عزلة اجتماعية ناتجة عن الخجل والريبة من نوايا الآخرين والخوف من الرفض، علاقات طويلة المدى لكنها مضطربة بسبب الحاجة المفرطة للإعجاب والدعم، والميول الانتقامية عند عدم تلبية تلك الاحتياجات.

النرجسية الجنسية

[عدل]

تُعرَّف النرجسية الجنسية بأنها نمط أناني من السلوك الجنسي يتسم بإحساس مبالغ فيه بالقدرة أو الاستحقاق الجنسي، وقد يظهر أحيانًا في صورة علاقات خارج الزواج. وغالبًا ما تكون تعويضًا عن تدنّي الثقة بالنفس أو ضعف القدرة على بناء علاقات حميمة حقيقية. ويُعتقد أن هذا السلوك أكثر شيوعًا بين الرجال، لكنه يظهر أيضًا لدى النساء اللواتي يعوضن مشاعر النقص بالتفاخر بأنوثتهن أو جاذبيتهن. ويرى بعض الخبراء أن ما يُسمى بـ"إدمان الجنس" ليس سوى شكل من النرجسية أو القهر الجنسي وليس إدمانًا بالمعنى الإكلينيكي.

النرجسية الأبوية

[عدل]

غالبًا ما يرى الآباء النرجسيون أبناءهم امتدادًا لذواتهم، فيشجعونهم على التصرف بما يخدم احتياجاتهم العاطفية وتقديرهم الذاتي. يؤدي هذا النمط إلى إلحاق ضرر نفسي كبير بالأطفال الذين يضحّون برغباتهم ومشاعرهم لإرضاء والديهم. وفي الحالات القصوى، ينتج عن ذلك علاقات عائلية متوترة أو مقطوعة، ترافقها مشاعر غضب أو ميول تدميرية ذاتية لدى الأبناء. وتُعزى أصول النرجسية عند الأطفال إلى نظرية التعلم الاجتماعي، التي تفترض أن السلوك يُكتسب من خلال تقليد الآخرين؛ أي إن الأطفال الذين يُفرط الآباء في تقديرهم قد ينشأون نرجسيين.

النرجسية في مكان العمل

[عدل]

في البيئة المهنية، يظهر نوع من النرجسية المهنية عندما يسعى بعض الأشخاص باستمرار لإثبات كفاءتهم حتى عندما يكونون مخطئين. هذا السلوك قد يجعل المهنيين الأكفاء يقعون في فخ الغطرسة المهنية. فالكثيرون يعملون على إظهار صورة من السلطة والسيطرة والمعرفة، خشية أن يُنظر إليهم كغير أكفاء. أما المديرون التنفيذيون، فهم أكثر عرضة لمثيرات النرجسية مثل الرموز المادية للمكانة (كالمكاتب الفخمة والسيارات الخاصة)، والإطراء المستمر من الموظفين. وقد ارتبطت النرجسية في القيادة بمشكلات مثل ضعف التحفيز، واتخاذ قرارات متهورة، بل وجرائم مالية. وعلى الرغم من أن القادة النرجسيين قد يحققون مكاسب قصيرة المدى، فإنهم غالبًا ما يؤذون موظفيهم وشركاتهم على المدى البعيد.

تشير الدراسات إلى أن الأشخاص النرجسيين، بسبب انبساطهم وثقتهم العالية بأنفسهم ومهاراتهم الاجتماعية، قد يتولون مناصب قيادية بسهولة، لكنهم غالبًا يفشلون في الحفاظ على نجاح مستدام بسبب ضعفهم في التعامل الواقعي مع الآخرين. كما أظهرت الأبحاث أن هؤلاء الأفراد أكثر عرضة للسلوكيات العدوانية أو الهدامة عندما تُهدد صورتهم الذاتية، إذ يملكون تقديرًا هشًا للذات وسرعان ما يشعرون بالإهانة أو التهديد.

النرجسية في العلاقات الشخصية

[عدل]

تؤثر النرجسية بشكل عميق في العلاقات العاطفية والمهنية، إذ تخلق ديناميكيات سامة. ففي العلاقات العاطفية، يميل النرجسي إلى طلب الاهتمام والإعجاب المفرط دون أن يقدم المقابل العاطفي لشريكه. وغالبًا ما يفتقر إلى التعاطف ويركز على تلبية رغباته الخاصة. ويتنقل سلوكه بين تمجيد الشريك في البداية واعتباره مثاليًا، ثم تحقيره لاحقًا عندما لا يشعر بالاهتمام الكافي. هذا التناقض يسبب ارتباكًا وألمًا نفسيًا للطرف الآخر، الذي يشعر بالتقليل من قيمته واستنزافه عاطفيًا.

النرجسية لدى المشاهير

[عدل]

تُعرف بـ النرجسية المكتسبة من الشهرة، وهي نوع يتطور في مرحلة المراهقة المتأخرة أو البلوغ نتيجة للثروة والشهرة والإعجاب الاجتماعي. تغذي المجتمعات المهووسة بالمشاهير هذا النمط، إذ يعزز المعجبون والإعلام شعور النجم بأنه أكثر أهمية من الآخرين، مما يحوّل الميل النرجسي الكامن إلى اضطراب شخصية كامل. ويؤدي هذا النمط في كثير من الحالات إلى علاقات غير مستقرة، وإدمان مواد، وسلوكيات متهورة، نتيجة غياب الحدود الاجتماعية التي تُشعر الشخص بالعصمة والتفوق.

النرجسية في وسائل التواصل الاجتماعي

[عدل]

أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وتيك توك في تعزيز السلوكيات النرجسية، حيث تشجع المستخدمين على عرض إنجازاتهم ومظاهرهم الشخصية للحصول على الإعجابات والمتابعين. فالأشخاص النرجسيون أكثر ميلًا لاستخدام هذه المنصات للترويج الذاتي والبحث عن التقدير الخارجي. وتُعد ثقافة الصور الذاتية (السيلفي) مثالًا واضحًا على هذا الميل.

غير أن هذا البحث المستمر عن الإعجاب قد يؤدي إلى اضطرابات عاطفية، مثل القلق والاكتئاب، عندما لا يحصل الشخص على التفاعل الذي يتوقعه. كما أن الفجوة بين الصورة المثالية على الإنترنت والواقع الحقيقي قد تخلق توترًا نفسيًا وشعورًا بالاغتراب الذاتي.

مستويات النرجسية

[عدل]

توجد النرجسية على طيف واسع من السلوكيات، تبدأ من مستويات طبيعية وصحية، وتمتد إلى أشكال مدمّرة أو مرضية. وقد تناول علماء النفس هذه المستويات من حيث أثرها على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية.

المستوى الطبيعي والصحي من النرجسية

[عدل]

يرى بعض علماء النفس أن قدرًا معتدلًا من النرجسية ضروري للصحة النفسية السليمة، إذ يرتبط تقدير الذات بالنرجسية ارتباطًا مباشرًا ويعمل كوسيط بينها وبين الرفاه النفسي. فالثقة بالنفس والرغبة في النجاح والطموح تعتبر سمات إيجابية عندما تكون ضمن حدود متوازنة. تساعد هذه الدرجة من النرجسية على المرونة النفسية ومواجهة التحديات وتحقيق الطموحات، إلا أن التركيز المفرط على الذات يمكن أن يؤدي إلى تشويه العلاقات الاجتماعية وإضعاف القدرة على التعاطف مع الآخرين.

المستوى المدمّر من النرجسية

[عدل]

رغم أن النرجسية بحد ذاتها تعد سمة شخصية طبيعية، إلا أن ارتفاعها المفرط يصبح ضارًا لصاحبها ولمن حوله. النرجسية المدمّرة تتمثل في الاستعراض المستمر لعدد من السمات النرجسية الشديدة، مثل الشعور المبالغ فيه بالعظمة، والإحساس بالاستحقاق والتفوق، والسلوك المتعالي أو المتغطرس، إضافة إلى انعدام التعاطف مع الآخرين. تُصنّف هذه الدرجة بأنها أشد من النرجسية الصحية، لكنها لا تصل إلى مستوى الاضطراب المرضي الكامل.

المستوى المرضي من النرجسية

[عدل]

تُعتبر المستويات المفرطة جدًا من السلوك النرجسي حالة مرضية تُعرف باسم اضطراب الشخصية النرجسية. يظهر هذا الاضطراب في العجز عن الحب الحقيقي، وانعدام التعاطف، والشعور الدائم بالفراغ والملل، إلى جانب حاجة مفرطة للسيطرة والسلطة تجعل الشخص منعزلًا وغير متاح عاطفيًا للآخرين.

يرى عدد من المنظّرين في علم النفس التحليلي مثل أوتو كيرنبرغ، وهاينز كوهوت، وثيودور ميلون أن النرجسية المرضية تنشأ نتيجة تجارب طفولية مبكرة تفتقر إلى التعاطف والثبات العاطفي، مما يدفع الشخص في مرحلة البلوغ إلى تعويض هذا النقص عبر علاقاته بالآخرين. كما أشارت المحللة النفسية الألمانية كارين هورني إلى أن الشخصية النرجسية ليست مجرد اضطراب، بل هي نزعة مزاجية تتشكل من بيئة الطفولة وطريقة التنشئة، حيث تؤدي البيئة غير الداعمة أو المفرطة في الإطراء إلى بناء إحساس زائف ومشوّه بالذات.

أسباب النرجسية

[عدل]

لا تزال الآليات والأسباب الفعلية وراء تشكّل السمات النرجسية غير واضحة تمامًا، إلا أن الباحثين حاولوا تفسيرها من خلال العوامل الوراثية، وتجارب الطفولة المبكرة، والعوامل التطورية والعصبية البيولوجية.

العوامل الوراثية والبيئية

[عدل]

تشير دراسات التوائم إلى أن السمات النرجسية قابلة للوراثة بدرجة كبيرة، حيث أظهرت نتائج اختبارات معيارية أن هذه السمات تنتقل وراثيًا بمعدل يقارب 0.64، ما يعني أن التشابه بين التوائم المتطابقة في النرجسية يعود بدرجة أكبر إلى العوامل الجينية مقارنة بالعوامل البيئية. وتُقدَّر النسبة العامة لقابلية توريث النرجسية بين 37٪ و77٪.[18]

كما وُجد أن كل مكوّن من مكونات النرجسية له درجة توريث مختلفة:[18]

  • السمة التكيفية الإيجابية (مثل الشعور بالعظمة الداخلية) توريثها حوالي 0.23.
  • السمة السلبية غير التكيفية (مثل الإحساس بالاستحقاق) توريثها حوالي 0.35.
  • السمات النرجسية التكيفية عمومًا (مثل الهيمنة والطموح) توريثها بنسبة 37٪، بينما السمات العدوانية أو الاستغلالية توريثها بنسبة 44٪.
  • النرجسية القائمة على القيم الفردية (كالذكاء والإنجاز) توريثها 0.25، بينما النرجسية القائمة على القيم الاجتماعية (كالدفء والتعاطف) توريثها 0.47.

تشير هذه النتائج إلى أن العوامل الجينية والبيئية المرتبطة بكل نوع من السمات النرجسية فريدة ولا تتداخل كثيرًا، مما يدل على تعدد الأسباب المحتملة لتكوّن النرجسية.

تجارب الطفولة

[عدل]

حاولت دراسات عديدة ربط النرجسية المرضية خصوصًا بتجارب الطفولة السلبية. فقد أظهرت تحليلات ميتا عام 2024 أن النرجسية الهشّة (أو الضعيفة) ترتبط ارتباطًا متوسطًا بعدة تجارب سلبية في الطفولة، وخاصة الإهمال العاطفي. كما وجدت أبحاث أخرى علاقة قوية بين السمات العدوانية للنرجسية (المشتركة بين النرجسية العظيمة والهشّة) وبين الإساءة، والإهمال، وضعف الإشراف الأبوي، وعدم الاستقرار الأسري. أما السمات الإيجابية أو التكيفية في النرجسية العظيمة، فقد وُجد أنها ترتبط – وإن بشكل ضعيف – بـ الدفء الأبوي. وفي بعض الحالات، تكون العظمة النرجسية مرتبطة بـ المبالغة في تقدير الوالدين للطفل، خصوصًا عندما يمتلك الطفل ثقة عالية بالنفس، إلا أن نتائج الدراسات في هذا الجانب غير متسقة تمامًا.

العوامل التطورية والعصبية البيولوجية

[عدل]

تُظهر الدراسات أن النرجسية العظيمة ترتبط بزيادة في حجم المادة الرمادية في مناطق من الدماغ مسؤولة عن تعزيز الذات، والمكافأة، والسيطرة الاجتماعية (مثل القشرة الجبهية المدارية، والقشرة أمام الجبهية الوسطى، والمناطق المخططة)، وكذلك بمناطق مرتبطة بالتعاطف والوظائف التنفيذية (مثل الجزيرة والقشرة الجبهية الظهرية الجانبية). هذا قد يفسّر العلاقة بين النرجسية والسلوك العدواني والمخاطرة.[19][20]

أما النرجسية الهشّة، فترتبط بانخفاض في سماكة أو حجم القشرة الدماغية في بعض هذه المناطق نفسها، مما يعكس آليات عصبية مختلفة تمامًا. كذلك، ترتبط النرجسية العظيمة بمستويات مرتفعة من هرمون التستوستيرون، سواء في الحالة العادية أو عند مواجهة تحديات اجتماعية، وهو ما يفسّر زيادة الميل إلى العدوانية لدى بعض الأفراد.[21]

النظرية التطورية (نظرية مقياس المكانة)

[عدل]

لقد وُجد أن النرجسية العظمى ترتبط بشكل إيجابي ودائم بزيادة حجم المادة الرمادية في مناطق معينة من الدماغ المسؤولة عن تعزيز الذات والمكافأة والسيطرة الاجتماعية، مثل القشرة الجبهية الحجاجية، والقشرة الجبهية الإنسية، والمناطق المخططة، إضافة إلى المناطق المرتبطة بالتعاطف مثل الجزيرة، وبالوظائف التنفيذية مثل القشرة الجبهية الظهرية الجانبية والحزامية الأمامية. ويُعتقد أن هذا الارتباط العصبي قد يفسر العلاقة بين النرجسية والسلوك العدواني والميل إلى المجازفة.[22][23] أما النرجسية الضعيفة، فتُظهر العكس تمامًا، إذ ترتبط بانخفاض في سمك القشرة الدماغية وحجمها في بعض هذه المناطق نفسها،[24] مما يعكس اختلافًا بنيويًا في الدماغ بين النمطين. كما أن النرجسية العظمى ترتبط بارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون في حالة الراحة وكذلك عند مواجهة التحديات الاجتماعية، وهو ما يرتبط بزيادة السلوك العدواني.[25][26]

تتزايد الأدلة المؤيدة لما يُعرف بنظرية “مقياس المكانة”، التي تقترح أن النرجسية العظمى تؤدي وظيفة تطورية تساعد الأفراد على التنقل داخل التسلسلات الهرمية الاجتماعية. وتشير الدراسات التجريبية والطولية إلى أن إدراك الفرد لمكانته الاجتماعية، مثل شعوره بالاحترام أو الإعجاب أو امتلاكه صفات مرتبطة بالمكانة كالذكاء والكفاءة، يرتبط بشكل مباشر بدرجة النرجسية لديه. فكلما زاد إدراك الشخص لمكانته أو إعجابه بذاته، ازدادت لديه سمات العظمة والسلوك الحازم، بينما يؤدي انخفاض هذا الإدراك إلى تراجع النرجسية وظهور سلوك أكثر خضوعًا وتسامحًا.[27][28][29][30]

ثالوث الظلام

[عدل]

تُعدّ النرجسية واحدة من السمات الثلاث المكوِّنة لما يُعرف بثالوث الظلام في علم النفس،[31][32] إلى جانب الماكيافيلية والاعتلال النفسي. يصف هذا النموذج كيف ترتبط النرجسية بالسلوكيات التلاعبية وانعدام التعاطف، إذ تشترك هذه السمات الثلاث في نزعة أنانية واستغلالية تركز على المصلحة الذاتية دون اعتبار لمشاعر أو حقوق الآخرين. وقد وُجد أن النرجسية ترتبط بدرجات متفاوتة بكلٍّ من الماكيافيلية والاعتلال النفسي، لكن بعض علماء النفس يرون أن هناك أدلة كافية على تميّز النرجسية كسمة مستقلة عن السمات الأخرى ضمن هذا الثالوث. في المقابل، ينتقد بعض الباحثين نموذج ثالوث الظلام، مشيرين إلى أن الخصائص النظرية التي يُفترض أنها تميّز بين النرجسية والماكيافيلية والاعتلال النفسي لا تظهر بوضوح في الأبحاث التجريبية، مما يجعل الحدود بين هذه السمات الثلاث غامضة وغير محددة تمامًا.

يُضاف أحيانًا إلى ثالوث الظلام بُعد رابع هو السادية، ليصبح ما يُعرف بالرباعية المظلمة أو الرباعية الشريرة. تتّسق إضافة السادية مع الملاحظة السريرية التي تشير إلى انعدام التعاطف المتطرف بين أصحاب هذه الأنماط من الشخصيات. وتُعرَّف السادية بأنها اللذة الناتجة عن إلحاق الألم أو الإهانة بالآخرين، سواء جسديًا أو نفسيًا. يرتبط هذا الميل بالسلوك النرجسي عبر ما يُسمّى بالإمداد النرجسي، أي المتعة النفسية التي يحصل عليها الشخص النرجسي من السيطرة أو الإيذاء العاطفي للآخرين، حيث يستمدّ إحساسه بالقوة أو القيمة الذاتية من خضوع أو معاناة ضحاياه.

النرجسية الجماعية

[عدل]

النرجسية الجماعية هي نوع من النرجسية يتمثل في أن يكون لدى الفرد حب مفرط أو مبالغ فيه للجماعة التي ينتمي إليها.[33] ففي حين تركز النرجسية التقليدية على حب الذات الفردية وتعظيمها، فإن النرجسية الجماعية تنقل هذا الشعور إلى مستوى الجماعة، حيث يرى الشخص أن مجموعته مميزة واستثنائية وتستحق معاملة خاصة تفوق غيرها من المجموعات.[33]

ترتبط النرجسية الجماعية بمفهوم التمركز حول العِرق أو الثقافة، لكنها لا تقتصر على الانتماءات العرقية أو الثقافية فقط، بل يمكن أن تمتد إلى أي نوع من المجموعات، مثل الجماعات السياسية أو الدينية أو الاجتماعية أو حتى الفرق الرياضية. في هذا النوع من النرجسية، يصبح الانتماء إلى المجموعة مصدرًا رئيسيًا للفخر والهوية، وغالبًا ما يترافق مع مشاعر الازدراء أو العداء تجاه المجموعات الأخرى.[33][34]

تطبيع السلوكيات النرجسية

[عدل]

يرى بعض المعلقين أن الشعب الأمريكي أصبح أكثر نرجسية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.[35][36][37] ويشير عالم الاجتماع تشارلز ديربر إلى أن الناس يسعون إلى جذب الانتباه والتنافس عليه على نحو غير مسبوق، إذ باتت الحاجة إلى الظهور محورًا رئيسيًا في الحياة اليومية. كما أن انتشار الكتب التي تتحدث عن كيفية “الإنصات” أو “التعامل مع من يتحدثون باستمرار عن أنفسهم” يعكس مدى انتشار هذه السلوكيات في المجتمع. وقد ساهمت ظواهر إعلامية مثل برامج “تلفزيون الواقع” ووسائل التواصل الاجتماعي في خلق “عصر جديد من النرجسية العلنية”.[38]

وتدعم دراسات أخرى هذا الرأي، منها تحليل لكلمات الأغاني الأمريكية بين عامي 1987 و2007، حيث لوحظ ازدياد استخدام الضمائر الفردية مثل “أنا” و“لي” و“ملكي”، مما يعكس تركيزًا أكبر على الذات، إلى جانب ازدياد الإشارات إلى السلوكيات العدوانية، مقابل انخفاض المفردات التي تعبر عن العواطف الإيجابية والتفاعل الاجتماعي.[39][40] كما تضاعفت الإشارات إلى النرجسية وتقدير الذات في الصحف والمجلات الأمريكية بشكل كبير منذ أواخر الثمانينيات،[40] إذ ازدادت الإشارات إلى “تقدير الذات” بنسبة تجاوزت أربعة آلاف بالمئة، وأصبحت النرجسية تُذكر آلاف المرات في وسائل الإعلام بعد أن كانت شبه غائبة في السبعينيات.[40]

الثقافات الفردية مقابل الثقافات الجماعية

[عدل]

تشير الدراسات إلى أن أنماطًا مشابهة من التغير الثقافي يمكن ملاحظتها في دول غربية أخرى. فعلى سبيل المثال، أظهر تحليل لغوي لصحيفة نرويجية واسعة الانتشار أن استخدام الكلمات التي تركز على الذات زاد بنسبة 69% بين عامي 1984 و2005، في حين انخفض استخدام الكلمات التي تعبّر عن الجماعية بنسبة 32%.[41]

وفي دراسة مقارنة بين الإعلانات الأمريكية والكورية الجنوبية، وُجد أن الإعلانات في الولايات المتحدة تركز على تميّز الفرد وتفرده، بينما تؤكد الإعلانات في كوريا الجنوبية على أهمية التوافق الاجتماعي والانسجام. وتشير النتائج إلى أن الفروق الثقافية بين الدول الفردية والجماعية كانت أوضح من الفروق الفردية داخل كل ثقافة على حدة.[41]

الجدل حول مفهوم النرجسية

[عدل]

شهد العقد الأخير زيادة كبيرة في الاهتمام بدراسة النرجسية واضطراب الشخصية النرجسية، وقد رافق ذلك العديد من النقاشات والاختلافات بين الباحثين حول قضايا متعددة، من بينها:[42]

  • التمييز بين النرجسية الطبيعية والنرجسية المرضية.
  • تحديد العلاقة بين النرجسية وتقدير الذات.
  • الاتفاق على التصنيفات الفرعية مثل “النرجسية العظمى” و“النرجسية الضعيفة”.
  • تحديد الخصائص الأساسية والثانوية للنرجسية.
  • الاتفاق على العوامل المسببة للنرجسية.
  • تحديد الجهة أو المجال الأكاديمي الأنسب لدراستها.
  • تطوير أدوات دقيقة لقياسها وتقييمها.
  • الاتفاق على كيفية تمثيلها في الكتب والمراجع الطبية الرسمية.

وقد بلغ الجدل ذروته بين عامي 2010 و2013، عندما اقترحت لجنة الاضطرابات الشخصية المسؤولة عن إعداد الطبعة الخامسة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية إزالة اضطراب الشخصية النرجسية من التصنيف الرسمي، ما أثار نقاشًا حادًا استمر ثلاث سنوات في الأوساط الطبية، وكان من أبرز معارضي القرار الطبيب جون غوندرسون، الذي ترأس اللجنة نفسها في النسخة السابقة من الدليل.[42]

انظر أيضًا

[عدل]

مراجع

[عدل]
  1. ^ Symington، Neville (1993). Narcissism: A New Theory. H. Karnac Ltd. ص. 6–7. مؤرشف من الأصل في 2015-01-28.
  2. ^ van der Linden، S.؛ Rosenthal، S.A. (2015). "Measuring Narcissism with a Single Question? An Extension and Replication of the Single-Item Narcissism Scale". Personality and Individual Differences. ج. 90: 238–41. DOI:10.1016/j.paid.2015.10.050.
  3. ^ Yakeley, Jessica (2018). "Current understanding of narcissism and narcissistic personality disorder". BJPsych Advances (بالإنجليزية). 24 (5): 305–315. DOI:10.1192/bja.2018.20. ISSN:2056-4678.
  4. ^ Paulhus، Delroy L.؛ Williams، Kevin M. (ديسمبر 2002). "The Dark Triad of personality: Narcissism, Machiavellianism, and psychopathy". Journal of Research in Personality. ج. 36 ع. 6: 556–563. DOI:10.1016/S0092-6566(02)00505-6. مؤرشف من الأصل في 2025-07-29.
  5. ^ Furnham، Adrian؛ Richards، Steven C.؛ Paulhus، Delroy L. (2013). "The Dark Triad of Personality: A 10 Year Review". Social and Personality Psychology Compass. ج. 7 ع. 3: 199–216. DOI:10.1111/spc3.12018. مؤرشف من الأصل في 2025-06-08.
  6. ^ Jones، Daniel N.؛ Paulhus، Delroy L. (2014). "Introducing the Short Dark Triad (SD3)". Assessment. ج. 21 ع. 1: 28–41. DOI:10.1177/1073191113514105. PMID:24322012. مؤرشف من الأصل في 2025-07-01.
  7. ^ "Narcissus Greek mythology". britannica.com. Britanica. مؤرشف من الأصل في 2023-06-05. اطلع عليه بتاريخ 2021-09-14.
  8. ^ Berger، Joël؛ Osterloh، Margit؛ Rost، Katja؛ Ehrmann، Thomas (1 أكتوبر 2020). "How to prevent leadership hubris? Comparing competitive selections, lotteries, and their combination". The Leadership Quarterly. ج. 31 ع. 5 101388. DOI:10.1016/j.leaqua.2020.101388. S2CID:219435184.
  9. ^ Millon T، Grossman S، Millon C، Meagher S، Ramnath R (2004). Personality Disorders in Modern Life (PDF). Wile y. ص. 343. ISBN:978-0-471-23734-1. مؤرشف (PDF) من الأصل في 2023-06-04. اطلع عليه بتاريخ 2018-11-07.
  10. ^ Jones E (1951). "Essays In Applied Psychoanalysis". Essays In Folklore, Anthropology and Religion. Hogarth Press. اطلع عليه بتاريخ 2021-12-14 – عبر أرشيف الإنترنت.
  11. ^ Jones E (15 مارس 2007). Essays in Applied Psycho-Analysis. Lightning Source Inc. ص. 472. ISBN:978-1-4067-0338-2. مؤرشف من الأصل في 2024-10-07. اطلع عليه بتاريخ 2012-01-22.
  12. ^ Evans N. "History of Narcissism". deepblue.lib.umich.edu. University of Michigan. مؤرشف من الأصل في 2021-12-14. اطلع عليه بتاريخ 2021-12-14.
  13. ^ "On Narcissism, 1914 by Freud". SigmundFreud.net. Sigmund Freud. مؤرشف من الأصل في 2022-08-09. اطلع عليه بتاريخ 2021-12-14.
  14. ^ Strachey J. "Standard Edition of the Complete Works of Sigmund Freud" (PDF). sas.upenn.edu. University of Pennsylvania. مؤرشف (PDF) من الأصل في 2020-08-06. اطلع عليه بتاريخ 2021-12-14.
  15. ^ Levy KN، Reynoso JS، Wasserman RH، Clarkin JF (2007). "Chapter 9, Narcissistic Personality Disorder". Personality Disorders: Toward the DSM-V. SAGE Publications, Inc. ص. 235. ISBN:978-1-4129-0422-3.
  16. ^ Gay P (17 مايو 2006). Freud: A Life for Our Time. W. W. Norton & Company. ص. 340. ISBN:978-0-393-32861-5. Some in fact exploited it as a handy term of abuse for modern culture or as a loose synonym for bloated self-esteemed.
  17. ^ Malkin C. "Why We Need to Stop Throwing the "Narcissist" Label Around". psychologytoday.com. Psychology Today. اطلع عليه بتاريخ 2015-04-12. The current promiscuous use of the term narcissist forevery minor instance of self-absorption, however, trivializes that very real pain.
  18. ^ ا ب Luo, Y. L., Cai, H., Sedikides, C., & Song, H. (2014). Distinguishing communal narcissism from agentic narcissism: A behavior genetics analysis on the agency–communion model of narcissism. Journal of Research in Personality, 49, 52-58.
  19. ^ Clemens, V., Fegert, J. M., & Allroggen, M. (2022). Adverse childhood experiences and grandiose narcissism–findings from a population-representative sample. Child abuse & neglect, 127, 105545.
  20. ^ Zeigler-Hill, V., Vonk, J., Barlow, C., Brosch, N., & Coon, E. (2024). The early life of Narcissus: The connections that childhood harshness and unpredictability have with narcissistic personality traits. Personality and Individual Differences, 221, 112571.
  21. ^ Horton, R. S., & Tritch, T. (2014). Clarifying the links between grandiose narcissism and parenting. The Journal of Psychology, 148(2), 133-143.
  22. ^ Nenadić, I., Lorenz, C., & Gaser, C. (2021). Narcissistic personality traits and prefrontal brain structure. Scientific reports, 11(1), 15707.
  23. ^ Bakiaj, R., Pantoja Muñoz, C. I., Bizzego, A., & Grecucci, A. (2025). Unmasking the Dark Triad: A Data Fusion Machine Learning Approach to Characterize the Neural Bases of Narcissistic, Machiavellian and Psychopathic Traits. European Journal of Neuroscience, 61(2), e16674.
  24. ^ Mao, Y., Sang, N., Wang, Y., Hou, X., Huang, H., Wei, D., ... & Qiu, J. (2016). Reduced frontal cortex thickness and cortical volume associated with pathological narcissism. Neuroscience, 328, 50-57.
  25. ^ Zajenkowski, M., Gignac, G. E., Rogoza, R., Górniak, J., Maciantowicz, O., Leniarska, M., ... & Jankowski, K. S. (2023). Ego-boosting hormone: Self-reported and blood-based testosterone are associated with higher narcissism. Psychological Science, 34(9), 1024-1032.
  26. ^ Pfattheicher, S. (2016). Testosterone, cortisol and the Dark Triad: Narcissism (but not Machiavellianism or psychopathy) is positively related to basal testosterone and cortisol. Personality and Individual Differences, 97, 115-119.
  27. ^ Mahadevan, N., Gregg, A. P., Sedikides, C., & de Waal-Andrews, W. G. (2016). Winners, losers, insiders, and outsiders: Comparing hierometer and sociometer theories of self-regard. Frontiers in psychology, 7, 334.
  28. ^ Mahadevan, N., Gregg, A. P., & Sedikides, C. (2019). Is self-regard a sociometer or a hierometer? Self-esteem tracks status and inclusion, narcissism tracks status. Journal of personality and social psychology, 116(3), 444.
  29. ^ Zajenkowski, M., & Gignac, G. E. (2021). Telling people they are intelligent correlates with the feeling of narcissistic uniqueness: The influence of IQ feedback on temporary state narcissism. Intelligence, 89, 101595.
  30. ^ Mota, S., Mielke, I., Kroencke, L., Geukes, K., Nestler, S., & Back, M. D. (2023). Daily dynamics of grandiose narcissism: Distribution, stability, and trait relations of admiration and rivalry states and state contingencies. European Journal of Personality, 37(2), 207-222.
  31. ^ Furnham, A., Richards, S. C., & Paulhus, D. L. (2013). The Dark Triad of personality: A 10 year review. Social and personality psychology compass, 7(3), 199-216.
  32. ^ Jones, D. N., & Paulhus, D. L. (2014). Introducing the short dark triad (SD3) a brief measure of dark personality traits. Assessment, 21(1), 28-41.
  33. ^ ا ب ج de Zavala AG، Cichocka A، Eidelson R، Jayawickreme N (ديسمبر 2009). "Collective narcissism and its social consequences" (PDF). Journal of Personality and Social Psychology. ج. 97 ع. 6: 1074–1096. DOI:10.1037/a0016904. PMID:19968420. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2022-10-31. اطلع عليه بتاريخ 2022-11-20.
  34. ^ Bizumic B، Duckitt J (يونيو 2008). "My group is not worthy of me": Narcissism and ethnocentrism". Political Psychology. ج. 29 ع. 3: 437–453. DOI:10.1111/j.1467-9221.2008.00638.x.
  35. ^ Lorentzen J (2007). "The culture(s) of narcissism: simultaneity and the psychedelic sixties". Narcissism – A Critical Reader. London: Karnac Books. ص. 127. ISBN:978-1-85575-453-9.
  36. ^ Lasch C (1979). The Culture of Narcissism: American Life in an Age of Diminishing Expectations. Warner Books. ISBN:978-0-446-32104-4.
  37. ^ Nelson K (2004). Narcissism in High Fidelity. Lincoln: iUniverse. ص. 1–2. ISBN:978-0-595-31804-9. مؤرشف من الأصل في 2024-12-30.
  38. ^ Marshall DP (نوفمبر 2004). "Fame's Perpetual Motion". M/C Journal. ج. 7 ع. 5. DOI:10.5204/mcj.2401. مؤرشف من الأصل في 2013-06-02. اطلع عليه بتاريخ 2013-02-07.
  39. ^ DeWall CN، Pond Jr RS، Campbell WK، Twenge JM (أغسطس 2011). "Tuning in to psychological change: Linguistic markers of psychological traits and emotions over time in popular U.S. song lyrics". Psychology of Aesthetics, Creativity, and the Arts. ج. 5 ع. 3: 200–207. CiteSeerX:10.1.1.684.1672. DOI:10.1037/a0023195. ISSN:1931-390X.
  40. ^ ا ب ج Twenge JM (2011). "Chapter 10: Assessment of Narcissistic Personality Disorder". The Handbook of Narcissism and Narcissistic Personality Disorder: Theoretical Approaches, Empirical Findings, and Treatments. Hoboken NJ: John Wiley & Sons. ص. 203. ISBN:978-1-118-02926-8.
  41. ^ ا ب Twenge JM (2011). "Chapter 10: Assessment of Narcissistic Personality Disorder". The Handbook of Narcissism and Narcissistic Personality Disorder: Theoretical Approaches, Empirical Findings, and Treatments. Hoboken NJ: John Wiley & Sons. ص. 202. ISBN:978-1-118-02926-8.
  42. ^ ا ب Miller JD، Lynam DR، Hyatt CS، Campbell WK (مايو 2017). "Controversies in Narcissism". Annual Review of Clinical Psychology. ج. 13: 291–315. DOI:10.1146/annurev-clinpsy-032816-045244. PMID:28301765. S2CID:207585237.