نقاش:معركة سلاميس (480 ق.م)

محتويات الصفحة غير مدعومة بلغات أخرى.
أضف موضوعًا
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
مشروع ويكي إيران (مقيّمة بعالية الأهمية)
أيقونة مشروع الويكيالمقالة من ضمن مواضيع مشروع ويكي إيران، وهو مشروعٌ تعاونيٌّ يهدف لتطوير وتغطية المحتويات المُتعلّقة بإيران في ويكيبيديا. إذا أردت المساهمة، فضلًا زر صفحة المشروع، حيث يُمكنك المشاركة في النقاشات ومطالعة قائمة بالمهام التي يُمكن العمل عليها.
 ؟؟؟  المقالة لم تُقيّم بعد حسب مقياس الجودة الخاص بالمشروع.
 عالية  المقالة قد قُيّمت بأنها عالية الأهمية حسب مقياس الأهمية الخاص بالمشروع.
 

تم نقل المقالة القديمة إلى صفحة النقاش للأخذ منها فى تنقيح أسلوب و معلومات المقالة الرئيسية--علي سمسم
(نقاش) 02:22، 22 يناير 2013 (ت ع م)

مقالة قديمة[عدل]

سيرسيس يتولى عرش فارس[عدل]

في تشرين أول أكتوبر من عام 485 قبل الميلاد تلقى ولي العهد الفارسي سيرسيس نبأ وفاة والده الملك داريوس، وفق التقاليد الفارسية كانت آلهتهم الوثنية تختار الملك حسب زعمهم وبما أنه لا يحق للبشر تتويجه وضع الأمير سيرسيس التاج على رأسه ليصبح ملكًا على أقوى إمبراطورية في العالم آنذاك. أصدر الملك الجديد أمرًا لما لديه من بنائين بتشييد صروح جادة من القصور، فأصبحت العاصمة الفارسية بيرسوبوليس أكثر المدن ازدهارًا في ذلك التاريخ.

وجاء آلاف من الموالين من كافة أنحاء الإمبراطورية يحملون الهدايا لتكريس سيرسيس الجمال من مصر، وعلب الجواهر من آسيا الصغرى ، والأساور من إفريقيا، ولكن شيءًا لم يصل من أثينا، لم ينسى سيرسيس فشل فارس في غزو اليونان بعدما حطمت العواصف أسطول والده وانهزم جيشه في معركة باراتون.كان مصرًا على جعل أثينا تدفع ثمن تلك المهانة، فما كان له أن يسمح لأحد بمقاومة القانون الفارسي، كان الفرس مقاتلين أشداء يقودهم ملوك طامعون.

في القرن الخامس قبل الميلاد كانت إمبراطورية فارس تمتد من مصر وحتى البحر الأسود ، ومن آسيا الصغرى حتى أطراف الهند، رغم امتلاك الفرس لجيوش قوية فقد كانوا من الغزاة الرحل الذين وسعوا إمبراطوريتهم بالسطوة السياسية بدل القوة، كانت جميع الأديان تحترم ولكن على من تطالهم الغزوات أن يستسلموا.كان سيرسيس وهو لا يزال أميرا بعد قد أخمد ثورات تمرد في عدة مناطق من الإمبراطورية ولكنه لم يسجل انتصارات عظيمة تعلي شأنه كما لم يضف حفنة من تراب أو مكيالا من الماء إلا إمبراطورية والده، وما كان لسيرسيس أن يشبع هاجسه بالانتقام لهزيمة والده إلا بتدمير أثينا.

التحضير لغزو اليونان[عدل]

بعد عام واحد على تتويجه ملكًا بدأ سيرسيس تحضيراته للهجوم، جند مئات الآلاف من الرجال من مختلف أنحاء الإمبراطورية حتى حشد أكبر جيش في العالم حتى ذلك الحين، لم يكن هنالك ما يكفي من سفن تحمل جيوشًا بهذه الأعداد لهذا أمر سيرسيس بتحريكها برًا على أن يتبعها الأسطول البحري العظيم فيما بعد.من بيرسوبوليس سافر إلى سوسا وتابع السفن الملكية إلى سرديس، وقرر سيرسيس أن يهاجم الإغريق من الشمال كما كان والده قد خطط أساسًا ولكن كان عليه أولا أن يحول الأرض إلى بحر، فأمضى ثلاثة أعوام في حفر قناة يزيد طولها عن الميل ونصف الميل عبر جبل آسوس وبهذا يحول سيرسيس دون العاصفة التي تمكنت من تحطيم أحلام والده، ولتحريك جيوشه الهائلة قام سيرسيس بتحويل البحر إلى أرض فربط مئات المراكب إلى بعضها البعض ليشكل جسرًا هائلا إلا أن عاصفة صيفية دمرت ذلك الجسر وحولته أخيرًا إلى حطام.

حين سمع سيرسيس بذلك أمر بمعاقبة البحر بثلاثمائة جلدة، ثم قال: سوف يعبرك الملك سيرسيس سواء شئت ذلك أم أبيت، حسبما ورد في الحكاية الإغريقية. عندما هدأ البحر مرة أخرى وأعيد بناء الجسر من جديد جهز سيرسيس ليكون على رأس جيوشه المتوجهة إلى أوروبا.كانت أعدادهم هائلة بحيث استمرت جيوشهم في عبور الجسر العائم الذي ربط آسيا بأوربا لمدة يومين ثم توجهوا إلى أثينا بالأسطول الفارسي الذي لم يكن بعيدًا.

سيرسيس: يا أبناء فارس جمعتكم اليوم كي أدعوكم للعمل بشجاعة إذا ما غزونا اليونان لن يحاول أحد في العالم الوقوف في وجهنا.

اليونان تستعد للغزو الفرسى[عدل]

في أثينا كان العمل قد انتهى من بناء أسطول من مائتي سفينة صممت حديثًا للحرب سميت بثلاثية المجاديف، صنعت هذه السفن من خشب السنديان وقد صممت بحيث تكون سريعة وسهلة المناورة. بلغ طول كل منها مائة قدم وثبت على كل من جانبيها ثلاثة صفوف من المجاديف ليبلغ عددها الإجمالي مائة وسبعين مجدافا وكانت ثلاثية المجاديف بمثابة السلاح السري لقوة أثينا البحرية، كانت ميستوكوليس السياسي الشاب الطموح هو من أقنع سكان أثينا بصرف المال على صناعة السفن وكان تيميس تيوكليس يعلم بحملة سيرسيس الهادفة لتدمير أثينا فتركزت استراتيجيته على تحول قوة أثينا من الترس والرمح إلى المجداف والتجديف.انتهى العمل من بناء الأسطول في الوقت المناسب ومع نزول آخر سفينة حربية إلى البحر وصلت أنباء عن دخول الجيش الفارسي إلى اليونان، عند سماعهم أنباء الهجوم، بعث أبناء أثينا بسفير إلى أوراكيل في ديلفي يسأله النصيحة بخصوص العدو الفارسي.

عادة ما كان الإغريق يطلبون النصيحة من كبير كهنتهم في ديلفي قبل اتخاذ القرارات الهامة، صعد السفير إلى المعبد الذي على سفح جبل برنارسو كي يسمع صوت الكاهن آتيا من تحت الأرض.هذه فحوى الرسالة التي بعثت بها الآلهة الوثنية إلى شعب أثينا.. لماذا تجلسون هناك أيها البؤساء؟ طيروا حلقوا إلى نهاية الخلائق، اخرجوا من بيوتكم وتخلوا عن أماكنكم المقدسة، فلن ينجو من النهب إلا الجدار الخشبي.عند سماع رسالة الآلهة خاف بعض سكان أثينا وأرادوا تسليم المدينة على الفور إلا أن تيميس توكليس لامهم على جبنهم وفسر عبارات أوراكل على أن نجدة المدينة تكمن في حرب السفن، هذه هي الجدران الخشبية التي لن تتعرض للنهب.

قبل المعركة[عدل]

أرسل الفرس وفدًا إلى اليونان يطالبون بالتراب والماء رمزًا للاستسلام، فاستسلمت المدن الإغريقية الشمالية إلى الفرس أما سكان أثينا فقد رفضوا آخر إنذار لهم بالاستسلام فتقدم سيرسيس وقوته نحو المدينة أثناء مسيرتهم عبر اليونان كانت البلاد تتساقط أمامهم شيءًا فشيئًا هرب نساء وأطفال أثينا إلى جزيرة سلاميس المجاورة فقد سيطر الخوف والشائعات على المدينة لم يتركوا خلفهم إلا المرضى والمعاقين، حين دخل الفرس إلى المدينة سلبوا المعابد وأخذوا معهم غالبية التماثيل المقدسة وذبحوا ما تبقى من مواطنين هناك.

تأمل سيرسيس المدينة وهي تحترق وتتحول إلى رماد، بالنسبة لأثينا كانت آلهة أبناءها قد فقدت بالكامل انتصر سيرسيس بعد أن تمكن من الانتقام لوالده، ولكن كان عليه أولا أن يدمر الأسطول اليوناني.

تمهيد للمعركة[عدل]

انضم سيرسيس إلى سفنه وأبحر إلى خليج سلاميس، كانت السفن الإغريقية بانتظاره، اختلف قادة اليونان فيما بينهم عند اقتراب مراكب الفرس ووحداتهم كانت غالبيتهم تريد تحريك الأسطول اليوناني من سلاميس للحئول دون وقوع معركة مع الفرس الذين كانوا يفوقونهم عددا بنسبة ثلاثة أضعاف، ولكن تيميس تكليس حسم أمره للبقاء والقتال.

تيميس توكليس: إذا ما قاتلت سفن قليلة ضد أعداد تفوقها في مضيق بحري لا بد أن نحصد نصرًا باهرًا، لأن مساحة البحر الضيق في صالحنا أما الواسع ففي صالحهم نتيجة الحرب الحاسمة ستكون لصالحنا.

وقد أقنع إصراره بقية القادة اليونان بأن فرصتهم الوحيدة في تحقيق النصر على الفرس هي بمقاتلتهم في المضيق.

مع استعداد السفن الأخرى للمعركة أرسل تيميس توكليس أشد عبيده ثقة إلى سفن سيرسيس يحمل رسالة إلى ملك الفرس يقول فيها إن اليونان كانوا على وشك الهرب، حين عاد العبد أبلغ سيده بأن سيرسيس وقع في المكيدة وأمر قادته بإغلاق جميع منافذ الهرب والسهر عليها طوال الليل. بينما استسلم اليونان لنوم عميق أمضت قوات الفرس ليلتها على المجاديف، بعد أن تأكد من نصره الحتمي صعد سيرسيس إلى تلة عالية من حيث يمكنه مراقبة سير المعركة، عند الصباح كانت سفن الفرس في أماكنها حيث أغلق البعض المنافذ الجنوبية في حين ازدحمت باقي السفن في مياه خليج سلاميس. جلسوا بانتظار مجئ السفن اليونانية إليهم دون أن يخرج أي منها، سأل سيرسيس كلا من قادته أن يسديه النصيحة دعاه الجميع للهجوم، باستثناء قائد واحد وقد جاء صوت المعارضة من المرأة العسكرية الوحيدة بين قادته وهي الملكة أرتميسيا اليونانية التي انضمت حديثًا للقتال مع الفرس: أيها الملك حافظ على سفنك ولا تخاطر في المعركة فهؤلاء اليونان يتفوقون عليك في البحار..ألم تصبح سيدا لأثينا التي جئت بهذه الحملة لأجلها؟

ولكن سيرسيس تجاهل نصيحتها، انتظر الإغريق بفارغ الصبر حتى تكون الرياح في صالحهم وكانوا جاهزين للمعركة وهم أشد صلابة بعد ليلة أمضوها يستريحون.ثم بدأت الرياح تعصف جنوبًا لتدفع سفن الفرس إلى مسافات أقرب نحو المضيق، فبدأت السفن الإغريقية في التحرك كان الفرس متعبين من السهر على حماية منافذ المضيق طوال الليل فتنبهوا إلى خطئهم لم يكن اليونان يسعون إلى الهرب بل جاءوا لبدء الهجوم كان شبان الطاقم اليوناني يعملون بمهارة لتحقيق النصر لبلادهم.

سير للمعركة[عدل]

شكل مائة وسبعون رجلا من المجدفين المدربين بانسجام في كل مركب ما يشبه المحرك البالغ القوة رسمت على مقدمات السفن وجوه لإخافة الأعداء، انتشر المشاهدون من أبناء أثينا على الشواطئ يصرخون ساد الإحساس في بداية الأمر وكأن الفرس هم المتفوقون، بدأت المعركة حين تمكنت سفينة يونانية بضرب مقود إحدى مراكب الفرس وقذف البحارة إلى البحر، تزايد وقوع سفن الفرس في شرك المضيق وتزايدت قدرة السفن اليونانية على المناورة في هجماتها، وسط هذه المعركة لقيت سفينة الملكة أتيميسيا حتفها على يد سفينة يونانية من الطراز الحديث أصابها الخوف بعد أن حوصرت من جميع الجهات فشقت طريقها نحو سفينة أخرى وضربتها ثم أغرقت سفينتها بعد أن لم تجد خيارًا آخر.

أصبحت سفن الفرس المكدسة بطواقمها المتعبة تشكل أهدافًا سهلة لضربات المراكب اليونانية تمامًا كما كان يتوقع تيميس توكليس.أصبحت أعداد السفن هائلة في المضيق بحيث لم يعد من السهل معرفة السفن الفارسية من مبارزتها اليونانية، كان ملك الفرس يتأمل وقوع سفنه في الشرك مثل ما تقع السمكة في الشباك، حين علم سيرسيس بأن سفينة أرتيميسيا كانت أول مركب يوجه ضربته في الهجوم أعلن قائلا هنا تحول رجالي إلى نساء ونسائي إلى رجال، أعلن اليونان عن جائزة لمن يلقي القبض على أرتيميسيا وهي حية إلا أن الملكة تمكنت من الهرب وكانت واحدة من قلة محظوظة.

مع نهاية اليوم الأول غرق ما يزيد من مائتي سفينة بينما خسر اليونان أربعين سفينة، وقد فقد الكثير من الرجال بين طرفين ومن بينهم شقيق سيرسيس.عاد سيرسيس إلى آسيا بعد أن ترك جيوشه تتابع القتال ولكنه كان يعلم أنه لن يحكم اليونان دون السيطرة على البحر، تعرضت القوات الفارسية إلى هزيمة أخرى وذلك في معركة بالاتيا التي أعادت أثينا إلى اليونان. وأخيرا وصل سيرسيس إلى فارس يتبعه ما تبقى من جيوش إمبراطوريته الشاسعة التي ما زالت على حالها لم تتضمن اليونان.

بعد للمعركة و مصير تيميس توكليس[عدل]

رغم أن سيرسيس بقي ملكًا لم يكن تيميس توكليس موفقًا مثله إذ إن أثينا لم تكافئه على ما حققه من نصر في سلاميس، ففي المدينة التي كانت تحكمها المبادئ الديمقراطية تسببت له عجرفته في حشد الكثير من الأعداء.إذا ما صوت أكثر من ستة آلاف شخص ضد تيميس توكليس سيتعرض للنفي من المدينة لعشر سنوات، ثم عدت الأصوات أجبر تيميس توكليس على مغادرة المدينة فورًا، لم يجد مكانًا في اليونان يلجأ إليه فأدى به اليأس إلى السفر إلى فارس وشاء الله أن يطلب المعونة من عدوه القديم سيرسيس، يقول البعض أن تيميس توكليس التقى بالملك سيرسيس بنفسه ولكن من المحتمل جدًا أن يكون قد التقى بابنه أتاكسيليس الذي استقبله وسمع منه هذه الكلمات: " أنا ابن أثينا الذي سبب لكم أشد أذى وأهم فائدة فإذا ما دمرتموني سوف تدمرون أحد أعداء اليونان، ساعدته هذه الكلمات كثيرًا وأعانته على قضاء أيامه الباقية في الحاشية الفارسية.

أهمية المعركة و تبعاتها[عدل]

شكل النصر اليوناني في معركة سلاميس عام 480 قبل الميلاد منعطفا تاريخيا في حياة اليونان والحضارة الغربية ، ولادة العصر القديم شهدت أيضًا بداية للتاريخ المكتوب كانت سلاميس أول معركة يسجل المؤرخون وقائعها بالتفاصيل باعتباره أبا للمؤرخين ركز هيرودوس أعماله على الاجتياح الفارسي لليونان ومعركة سلاميس.بعد انتصارهم في سلاميس استعاد الإغريق ثقتهم بالنفس إلا أن الإنجازات التقليدية المهمة لليونان جاءت فيما بعد، وقد أدى المنعطف التاريخي لمعركة سلاميس إلى ظهور عصبة أثينا و إمبراطورية أثينا وعصرها الذهبي في الفنون والثقافة.

ازدهرت ثقافة أثينا في القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد، أنجز أرسطو وأفلاطون أهم أعمالهما كان هذا عصر اليونان المسرحي و الفلسفة اليونانية و العمران الكلاسيكي و نحت التماثيل جميعها تشكل جزءا من العمل الرئيسي وجذورا عميقة للثقافة الغربية المعاصرة.