ويكيبيديا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/339

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
المسجد الإبراهيمي كما يظهر من زاويته الغربية
المسجد الإبراهيمي كما يظهر من زاويته الغربية

المسجد الإبراهيميّ، أو الحرم الإبراهيميّ الشريف، ويسمى عند اليهود كهف البطاركة أو مغارة المكفيلة، هو أقدم بناء مُقدّس مُستخدم حتى اليوم دون انقطاع تقريبًا، وهو رابع الأماكن المُقدّسة عند المسلمين، وثاني الأماكن المقدّسة عند اليهود بعد جبل الهيكل. جاءت قُدسيته كونه بُني فوق مغارة مدفونٌ فيها كلٌّ من النبي إبراهيم وزوجته سارة، وولديهما إسحق وولده يعقوب وزوجتيهما رفقة وليئة. كما تذكر بعض الروايات أن يوسف وآدم وسام ونوح مدفونون هناك أيضًا. يقع في البلدة القديمة لمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية في فلسطين، وهو يشبه في بنائه المسجد الأقصى، ويحيط بالمسجد سورٌ عظيمٌ مبنيٌّ من حجارة ضخمة يصل طول بعضها لسبع أمتار، ترجع أساسته لعهد هيرودس الأدومي في فترة حكمه للمدينة (37 ق.م - 7 ق.م). بعدها قام الرومان ببناء كنيسة في مكانه، لم تلبث أن هُدمت بعد أقل من 100 عام على يد الفرس، لتتحوّل بعدها إلى مسجد في العصور الإسلامية الأولى. ومع احتلال الصليبيين للمنطقة، بُني مكان المسجد كنيسة كاتدرائية، ما لبثت أن تحوّلت مرة أخرى لمسجد بعد تحرير صلاح الدين الأيوبي لفلسطين عام 1187. اليوم يقع المسجد تحت الاحتلال الإسرائيلي، ونظرًا لأهميّته الدينية عند كلّ من المسلمين واليهود، فإنّه يُعتبر مركزًا للصراعات الجارية بين الفلسطينيين واليهود في مدينة الخليل، وبالتالي قُسَم إلى مسجد للمسلمين وكنيس لليهود، ووضع تحت حراسة أمنية مشددة. يؤمن المسيحيون بنفس معتقدات اليهود بالنسبة لمقدسات المنطقة، فكلاهما يؤمن بما جاء في العهد القديم في قصة دفن إبراهيم وأبنائه في المغارة. ومن الناحية التاريخية، فقد بُنيت كنيسة فوق المغارة في العهد البيزنطي بعد أن اعترف الإمبراطور قسطنطين بالمسيحية دينًا، فكان ذلك إيذانًا ببدء رحلات الحج المسيحي إلى كنيسة القيامة وما يتبع ذلك من زيارات للمسجد الإبراهيمي. يتكون الحرم الإبراهيمي من بناء كبير مستطيل الشّكل، تبلغ مساحته حوالي 2040 مترًا مربعًا، وتحيط بالمبنى من الخارج جدارن ضخمة بُنيت من حجارة مصقولة كبيرة، ويضم المبنى مئذنتين وله أكثر من مدخل، أشهرها المدخل الشمالي. يضم داخل المبنى مسجدًا جامعًا وصحنًا مكشوفًا وأروقة وغرفًا وممرات وقبابًا وقبوًا أرضياً يُعرف باسم "الغار"، بالإضافة إلى مجموعة من القبور تخص النبيين إبراهيم ويعقوب وإسحق وزوجاتهم، كذا يوسف.

تابع القراءة