ويكيبيديا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/670

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
عملة ذهبية تُصوِّر كسرى الثاني، ضُربت سنة 611
عملة ذهبية تُصوِّر كسرى الثاني، ضُربت سنة 611

كِسْرى الثاني (590 - 628) (ويعرف باسم خُسرو الثاني أو خِسرو بَرْويز؛ بالفهلوية: 𐭧𐭥𐭮𐭫𐭥𐭣𐭩) هو آخرُ ملوكِ الإمبراطورية الساسانية في إيران وأعظمُهم كما يعتبرُهُ المؤرخونَ. حَكَم بين عامي (590 - 628) باستثناء عامٍ واحدٍ لم يكن فيه ملكاً. كان كِسرى الثاني ابن هرمز الرابع (حَكَم 579-590) وحفيدَ كِسرى الأول (حَكَم 531-579). وهو آخرُ ملوكِ الإمبراطورية الساسانية الذين حكموا لفترة طويلة قَبل الفتح الإسلامي لبلاد فارس الذي بدأ بعد خمسِ سنواتٍ تقريباً من إعدامه. فَقَد عرشَه، ثم استعادهُ بمساعدة الإمبراطور البيزنطي موريكيوس، وبعد عقدٍ من الزمان أرادَ أنْ يُعيدَ أمجادَ الأخمينيين، فقام باحتلالِ المقاطعاتِ البيزنطية الغنيةِ في الشرْق . قضى الكثير من فترة حُكْمه في حروبٍ مع الإمبراطورية البيزنطية ، وكان مكافحاً لما أسماهم مُغتصبي السلطة أمثال قائد الجيش بهرام جوبين وخالُهُ فيستهم. توغَّلَ كِسرى الثاني بعيداً في أقصى الشرق ، فاحتلَّ الشام سنة 614، ثم استولى على القدس حيثُ وَجَد صليب الصلبوت الذي صُلبَ عليه يسوع وفقاً للتقاليد المسيحية، ونَقَله على إحدى العربات، وفي عام 616 استولى على الإسكندرية. لم يُهزم كِسرى الثاني نهائياً إلا حوالي سنة 628 عندما واجه الأمبراطور البيزنطي هرقل في معركة نينوى. بعد أنْ ثارَ البيزنطيون على مَلِكِهِم موريكيوس وقتلوه، بدأ كِسرى الثاني حرباً عام 602 ضد البيزنطيين. استولتْ قواتُه على الكثيرِ من أراضي الإمبراطورية البيزنطية مما أكسَبه لقبَ "المُنْتَصِر". لمْ ينجحْ في حصارِ العاصمة البيزنطية القسطنطينية عام 626، وبدأَ هرقل (الذي تحالف مع الأتراك) هجوماً مضاداً محفوفاً بالمخاطرِ في قلبِ بلاد فارس بدعم من العائلات الإقطاعية للإمبراطورية. خُلع كِسرى الثاني عن العرش وقُتل على يد إبنه شيرو (أو قباذ الثاني) الذي استعان بأحد القادة من الحرس الملكي للإستيلاء على العاصمة طيسفون واحتجاز والده في أحد المنازل. أَمَرَ شيرو قائد الجيش (أسباد) بتجهيزِ لائحة تحتوي على تُهم ضد والِدِه الشاه المخلوع ثم قام لاحقاً بإعدامِه، أدت هذه الحادثة إلى اندلاع حربٍ أهلية في الإمبراطورية الساسانية تسببتْ في ضياعِ جميعِ المكاسب الساسانية في الحرب ضد البيزنطيين. في أعمالِ الأدب الفارسي مثل الشاهنامه وخسرو وشيرين (وهي قصة رومانسية مأساوية شهيرة كتبها نظامي الكنجوي (1141-1209)) يصوَّرُ كِسرى الثاني على أنه أحدُ أبطالِ الثقافةِ الفارسية. تروي (خسرو وشيرين) قصة حُبِّه للأميرة الآرامية البيزنطية شيرين، التي أصبحت ملكةً بعد فترةٍ طويلةٍ من الخطوبةِ المليئةِ بالأحداثِ المُؤسفةِ والصعوبات.

تابع القراءة