حلف اللهازم

هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

هذه نسخة قديمة من هذه الصفحة، وقام بتعديلها MenoBot (نقاش | مساهمات) في 12:46، 18 سبتمبر 2020 (بوت: إصلاح خطأ فحص ويكيبيديا 61). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة، وقد تختلف اختلافًا كبيرًا عن النسخة الحالية.

حلف اللهازم هو حلف تحالفت به فروع من قبيلة بكر بن وائل وهي: ( بنو قيس بن ثعلبة، بنو تيم الله بن ثعلبة، بنو عجل بن لجيم، بنو ذهل بن ثعلبة، بنو ذهل بن شيبان ) بالإضافة إلى بني عنزة بن أسد.[1] وقال ابن الأثير "اللهازم هم: تيمُ الله بن ثعلبة، وأخوه قيس بن ثعلبة، وعجل بن لجيم بن صعب، اجتمعوا فصاروا يداً واحدة، فَسُمُّوا اللهازم".[2] حلف اللهازم عرف من أيام الجاهلية وهو مصطلح معروف في المجتمع الجاهلي عموما حتى جاء الإسلام، فقد ذكر الأمام أبي سعد عبد الكريم السمعاني المتوفى سنة 562 هـ: [ ورد في المسند عن عكرمة، عن عبد الله بن عباس، حدثني علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال: لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يعرض نفسه على القبائل من العرب، خرج وأنا معه وأبو بكر رضي الله عنه، فدفعنا إلى مجلس من مجالس العرب، فتقدم أبو بكر، وكان رجلا نسابه، فسلم، فردوا عليه، فقال: ممن القوم ؟ قالوا: من ربيعة، قال: من هامتها أم من لهازمها ؟ قالوا: بل من هامتها العظمى..... إلى آخر الحديث ]. ويقول الأصفهاني صاحب كتاب الأغاني: [ بكر حيين: اللهازم والذهلين ] وحلف اللهازم يضم: [ قيس بن ثعلبه، وتيم الله بن ثعلبه بن عكابه، وعجل بن لجيم، وعنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار ] وكل هذه القبائل هي من بكر بن وائل باستثناء عنزة بن أسد فهي تلتقي مع بكر في أسد بن ربيعة بن نزار، ثم انضمت ذهل بن ثعلبه وذهل بن شيبان للحلف وأصبحت كل قبائل بكر في الحلف. والجدير بالذكر أن قبيلة عنزة بن أسد كانت قبيلة صغيرة في ذلك الوقت ولذلك تلهزمت ودخلت في بكر وفي يوم ذي قار الشهير وبعد انتصار بني شيبان وحلفائهم على الفرس وعندما مدح الأعشى بني شيبان خاصة في قوله:[3]

فدى لبني ذهل بن شيبان ناقتي
وراكبها يوم اللقاء وقلَت
هموا ضربوا بالحنو حنوا قراقر
مقدمة الهامرز حتى تولت
وأفلتنا قيس وقلت لعله
يثيب وإن كانت به النعل زلت


فلما مدح الأعشى بني شيبان خاصة غضبت اللهازم،فقال أبو كلبة، أحد بني قيس بن ثعلبه يؤنب الأعشى والأصم:[4]

جدعتما شاعري قوم ذوي حسب
حزت أنوفكما حزا بمنشار
أعني الأصم وأعشانا إذا
فلا استعانا على سمع وأبصار
لولا فوارس لا ميل ولا عزل
من اللهازم ماقاظوا بذي قار
نحن أتيناهما من عند أشملهم
كما تلبس وراد بصدار


فلما بلغ الأعشى قول أبي كلبة قال: صدق. وقال الأعشى معتذرا مما قال:[4]

متى تقرن أصم بحبل أعشى
يتيها في الظلال وفي الخسار
فلست بمبصر ماقد يراه
وليس بسامع أبدا حواري


وفي يوم الوقيط وهو يوم لبكر بن وائل على تميم كان للهازم دور فعال وأغلب حروب بكر بن وائل كانت مع تميم وذلك بسبب الجوار في المسكن حيث تمتد ديار تميم وبكر من أواسط نجد حتى أطراف العراق. وحتى في الأيام التي هزمت فيها بكر من تميم كان اللهازم شركاءها أيضا في الهزيمة ففي يوم النباج وثيتل كانت الدائرة على بكر واللهازم وفي ذلك يقول ربيعة بن طريف يرثي قيسا من تميم:

وأنت الذي حربت بكر بن وائل
وقد عضلت منها النباح وثيتل


وقال قرة بن قيس بن عاصم يفخر بهزيمة بكر واللهازم وانتصار تميم:[5]

أنادي الذي شق المزاد وقد رأى
بثيتل أحياء اللهازم حضرا
وصبحهم بالجيش قيس بن عاصم
فلم يجدوا إلا الأسنة مصدرا


وفي يوم السلي وهو يوم انتصرت فيه تميم أيضا على بكر واللهازم وفيه كانت الغارة على بني يشكر خاصة وفي هذا اليوم يقول: حاجب بن ذبيان المازني ثم التميمي:[6]

سلي يشكرا عني وأبناء وائل
لهازمها طرا وجمع الأراقم
ألم تعلمي أنا إذا الحرب شمرت
سمام على أعدائنا في الحلاقم
هموا أنزلوا يوم السلي عزيزها
بسمر العوالي والسيوف الصوارم


وفي يوم الشيطين العظيم لبكر على تميم وكان قبيل الإسلام عندما أجمعت بكر على غزو تميم قالوا: إن في دين عبد المطلب أن من قتل نفسا قتل بها، فنغير هذه الغارة ثم نسلم عليها. فهزموا تميم فقال رشيد بن رميض العنزي من بني يقدم بن عنزة:[6]

وما كان بين الشيطين ولعلع
لنسوتنا إلا مناقل أربع
فجئنا بجمع لم ير الناس مثله
وكاد له ظهر الوديقة يضلع
بأرعن دهم تنشد البلق وسطه
له عارض فيه المنية تلمع
إذا حان منه منزل القوم أوقدت
لأخراه أولاه سنا وتيفعوا


والقصيدة طويلة يذكر فيها تفاصيل الهزيمة. فأجابه محرز المكعبر الضبي التميمي فقال:[7]

فخرتم بيوم الشيطين وغيركم
يضر بيوم الشيطين وينفع
وجئتم بها مذمومة عنزية
تكاد من اللوم المبين تطلع
فأن يك أقوام أصيبوا بغرة
فأنتم من الغارات أخزى وأوجع


فقالوا: أن بكرا أتاهم كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا على مافي أيديهم. وقال أبو الحسناء العنبري: قتل من تميم يوم الشيطين ولعلع ستمائة رجل، قال: فوفد وفد بني تميم على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: أدع الله على بكر بن وائل. فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي يوم زبالة وهو يوم لبكر أيضا على تميم وفيه أغارت تميم بقيادة الأقرع بن حابس، فهزمت تميم وأسرت بكر الأقرع وكان عند بني تيم الله بن ثعلبه وأسر خلق كثير من تميم وكانت بكر بقيادة قائدها العظيم بسطام بن قيس. وكان في الأسرى إنسان من بني يربوع، فسمعه بسطام في الليل يقول:[8]

فدى بوالدة علي شفيقة
فكأنها حرض على الأسقام
لو أنها علمت فيسكن جأشها
أني سقطت على الفتى المنعام
إن الذي ترجين ثم إيابه
سقط العشاء به على بسطام
سقط العشاء به على متنعم
سمح اليدين معاود الأقدام


وكان بسطام يسمعه، فقال: والله لا يخبر أمك عنك غيرك. فأطلقه.

فقال رشيد العنزي:[9]

جاءت هدايا من الرحمن مرسلة
حتى أنيخت لدى أبيات سطام
جيش الهذيل وجيش الأقرعين معا
وكبة الخيل والأذواد في عام
مسوم خيله تعدوا منا قبه
على الذوائب من أولا د همام


وقال اوس بن حجر من شعراء تميم يثني على بسطام:[10]

وإن أبا الصهباء في حومة الوغى
إذا ازورت الأبطال ليث مجرب

وأبو الصهباء هو بسطام بن قيس.

وأغار حاتم الطائي بجيشه من قومه طيء على بكر بن وائل فقاتلوهم وانهزمت طيء ،وقتل منهم جماعة، وأسر منهم جماعة، فكان في الأسرى حاتم الطائي.أسرته عنزة بن أسد، وبقي عندها موثقا وقال رشيد بن رميض العنزي:[11]

ونحن أسرنا حاتما وابن ظالم
فكل ثوى في قيدنا وهو يخشع
وكعب إياد قد أسرنا وبعده
أسرنا أبا حسان والخيل تطمع
وريان غادرنا بوج كأنه
وأشياعه فيها صريم مصوع


وبعد الإسلام قوي حلف اللهازم واشتد عوده وبقي على مسماه وقد اشترك حلف اللهازم وكل ربيعة مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في معركة الجمل. وكان شيخ اللهازم مسلم بن عبد الله العجلي فارسا من فرسان تلك المعركة وقتل فيها.

المصادر

  1. ^ خزانة الأدب - عبد القادر البغدادي - جزء 2 ص 391
  2. ^ خير الدين الزركلي،الأعلامج2،ص95
  3. ^ تاريخ الطبري/الجزء الثاني
  4. ^ أ ب ديوان الأعشى
  5. ^ كتاب الدرة الثانية في أيام العرب ووقائعهم
  6. ^ أ ب العقد الفريد/الجزء الرابع/17
  7. ^ أنساب الأشراف
  8. ^ الكامل في التاريخ - ذكر أيام العرب في الجاهلية
  9. ^ البرصان والعرجان - الجاحظ
  10. ^ انظر ديوان أوس بن حجر
  11. ^ الكامل - ابن الأثير