نبط العراق

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

هذه نسخة قديمة من هذه الصفحة، وقام بتعديلها FPP (نقاش | مساهمات) في 02:38، 24 فبراير 2021 (استرجاع تعديلات 2001:16A2:F0AF:2D00:9C0E:E9E:746B:FB96 (نقاش) حتى آخر نسخة بواسطة MenoBot). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة، وقد تختلف اختلافًا كبيرًا عن النسخة الحالية.

النبط هو الاسم الذي كان اطلقة العرب على سكان جنوب العراق الذين يتحدثون اللغة الآرامية ثم اصبح الاسم يطلق على جميع السريان سواء في العراق أو سوريا واطلق العرب اسم النبط على السريان من قبل العرب حتى في المناطق التي لم تتواجد فيها قبيلة النبط (الأنباط) الأردنية.

استعمل اسم النبط مرتين وباشكال مختلفة. فقد كان الأنباط يطلقون على انفسهم اسم النبط وهم قبيلة عربية تسكن في الأردن وسيناء والنقب واطلق العرب اسم النبط كاسم لمتحدثي اللغة الآرامية في العراق وعلى سريان سوريا إضافة لاستعمال مصطلح السريان بالرغم ان السريان وسكان العراق لم يطلقوا على انفسهم تسمية النبط. يعتقد ان المؤرخون العرب كانوا يقصدون ب"نبط العراق" المندائيين الذين يتحدثون اللغة المندائية (لغة ارامية) ،ويقول ناجي معروف كلهم ساميون ومن الأصول العربية القديمة.[1]

النبط في العراق

سكان العراق القدامى، قبل الأسلام.

اختلف المؤرخون العرب في نسب العراقيين القدماء الذين عبروا عنهم بالنبط، فقال اليعقوبي في تاريخه:1/19، والمسعودي في مروج الذهب:2/25، أنهم من ولد ((ماش بن ارم بن سام بن نوح، صار إلى أرض بابل، فولد نمرود الجبار، ونبيط، وهو أبو النبط)). ونسبتهم رواية منسوبة إلى الإمام الصادق×إلى نبي الله إبراهيم× قال: ((النبطي من ذرية إبراهيم×إنما هما نبطان: من النبط الماء والطين وليس بضاره في ذريته شيء، وقوم استنبطوا العلم، فنحن هم)). (الخصال للشيخ الصدوق:404) وتعضدها رواية أخرى نقلها ابن منظور في لسان العرب:2/182، عن محمد بن سيرين، عن عبيدة، قال: ((سمعت عليّاً×، يقول: من كان سائِلاً عن نِسْبَتِنا، فإِنا نَبَطٌ من كُوثى. وروي عن ابن الأَعرابي أَنه قال: سأَل رجلٌ عليّاً×، فقال: أَخبرني، يا أَمير المؤْمنين، عن أَصلكم، معاشرَ قُرَيْشٍ، فقال: نحن قومٌ من كُوثى. ثم قال: وكُوثى العِراق هي سُرَّةُ السَّوادِ من مَحالِّ النَّبَطِ، وإِنما أَراد×أَن أَبانا إِبراهيمَ كان من نَبَطِ كُوثى، وأَنَّ نسبنا انتَهى إِليه. ونحْوَ ذلك قال ابنُ عباس: نحنُ معاشِرَ قُرَيش حَيٌّ من النَّبَط، مِن أَهل كُوثى، والنَّبَطُ من أَهل العِراق))، وقال ابن حزم الأندلسي في المحلى:11/267، أن عامر الشعبي كان يقول: كلنا نبط. ومن هنا مال بعض المؤرخين العرب إلى أن النبط من ذرية نابت بن إسماعيل×، بل أرجعوا الشعب العدناني كله إلى نابت، قال ابن عبد البر في الإنباه على قبائل الرواة ص20: ((والذي عليه أئمة هذا الشأن في نسب عدنان، قالوا: عدنان بن أدد بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن بن تارح وهو آزر بن ناحور بن ساروح بن أرغو بن فالغ بن عيبر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح)). (وانظر: التاريخ الكبير للبخاري:1/5، أخبار مكة للأزرقي:1/81) والدراسات المعاصرة أيضا أثبتت أن النبط بقسميهم العراقي والشامي هم من العرب، وأنهم أقرب إلى قريش والقبائل الحجازية من العرب الجنوبيين (القحطانيين)، فهم يشاركون قريشا في أسماء أكثر الأشخاص، كما يشاركونهم في عبادة الأصنام، وخط النبط قريب جدا من خط كتبة الوحي، وفي كلماتهم مفردات عربية خالصة من نوع عربية القرآن الكريم، فمن المحتمل أن يكونوا من العدنانيين. ولكن لا يعرف زمن هجرتهم إلى العراق وسواحل البحر المتوسط على وجه التحديد، ومن المظنون أنهم كانوا بدوا يسكنون البادية الواقعة شرقي الأردن (المفصل:3/14). وقد فوجئ خالد بن الوليد عند دخوله العراق بعربية النبط في سواد العراق، قال الطبري في تاريخه:2/465: ((عندما حاصر خالد أهل القصور قرب الحيرة، أمر أمراءه أن يبدؤوا بدعاء أهلها إلى إحدى ثلاث: الإسلام، أو الجزية، أو المنابذة، فاختاروا المنابذة، فلما دارت الدائرة على أهل القصور، وأكثر المسلمون فيهم القتل، نادى أصحاب القصور: يا معشر العرب، قد قبلنا واحدة من ثلاث فأبلغونا خالدا، فقال لهم خالد: ويحكم ما أنتم؟ أعرب فما تنقمون من العرب، أو عجم فما تنقمون من الانصاف والعدل؟ فقال له عدي بن عدي بن زيد العبادي: بل عرب عاربة وأخرى متعربة. فقال: لو كنتم كما تقولون لم تحادونا وتكرهوا أمرنا؟ فقال له عدي: ليدلك على ما نقول أنه ليس لنا لسان إلا بالعربية. فقال: صدقت. وقال: اختاروا واحدة من ثلاث: أن تدخلوا في ديننا فلكم ما لنا وعليكم ما علينا، إن نهضتم وهاجرتم وان أقمتم في دياركم، أو الجزية، أو المنابذة والمناجزة فقد والله أتيتكم بقوم هم على الموت أحرص منكم على الحياة. فقال: بل نعطيك الجزية)). وثمة قرائن أخرى تدلنا على أن أصل النبط عرب، منها: قول الإمام أمير المؤمنين×لأبي الأسود الدؤلي حينما دخل البصرة: ((إني قد سمعت في بلدكم هذا لحنا كثيرا فاحشا)) (الفصول المختارة للشيخ المفيد:91)، وقطعا لم يكن هذا اللحن من العرب الذين سكنوا البصرة بعد تمصيرها فإن العرب كانوا يأنفون من ذلك كما سيأتي. كما أنه×لا يقصد قطعا الجالية الهندية الصغيرة التي كانت تسكن البصرة والذين عبر عنهم المؤرخون بـالزط أو السبابجة، فقد كان هؤلاء تجارا وبحارة وحرفيين طاب لهم المقام في البصرة وجاء الإسلام فأسلموا، لكن أعدادهم كانت قليلة وربما لا يجازون بضع عشرات، فمن غير المعقول أن اللحن الكثير الفاحش كان من هذه الفئة القليلة! ولم يكن اللحن من الفرس إن وجدوا فهؤلاء ليسوا من العرب، ومن البعيد أنهم تعلموا العربية من العرب الذين سكنوا البصرة في هذه الفترة القصيرة التي لا تزيد على العشرين سنة. فمن المؤكد أنه×كان يقصد جماعة أخرى عربية كبيرة كان في كلامهم لحن، وهم النبط إذ لا توجد في العراق تجمعات كبيرة غيرهم. ومنها: أن اللغويين والأدباء العرب أشاروا في بعض الأحيان إلى نماذج من كلام النبط، يدل على أنهم عرب، ولكن كانوا عربا يتكلمون اللهجة العامية كما يعبر عنها في عصرنا، إلا أن العرب القدماء عبروا عنها بلغة النبط أي اللغة العامية، ومن هذه الإشارات ما ذكره أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني:5/189قال: ((لا يجوز في غنائك أن تقول: «ذهبتو» بالواو، فإن قلت: «ذهبت» ولم تمدّها انقطع اللحن (الموسيقى) والشعر، وإن مددتها قبح الكلام وصار على كلام النّبط))، وهذا يعني أن النبط كان كلامهم من قبيل إشباع الضمة وقلبها واوا، ومن قبيل: قلب حرف الضاد طاء كما صرح ابن منظور في لسان العرب، فكانوا يسمون الناظور، ناطور أي حارس، ويقلبون الجيم قافا، فيقولون قمل بدلا من كلمة جمل... (انظر: لسان العرب:7/436,11/252,15/36)، ويسمون اللحية دقنا (ربيع الأبرار للزمخشري:1 /315 )، ويقولون في الإشارة (ليكا) أي ذاك هو (المخصص لابن سيدة:14 /43 )، ولعنقود العنب: حصرم. (تذكرة الفقهاء للعلامة الحلي:1/504) وقال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد:5/416: ((أن أبا هريرة كان يكلم صبيانه وأهله بالنبطية))، وأبو هريرة ليس بعراقي، بل هو سدوسي أزدي يمني، وهذا دليل قاطع على أن النبطية كانت تعني عند العرب أيام الفتح ما نسميه اليوم بالعامية. وكان سبب اللحن في كلام النبط عائد إلى تأثرهم بثقافة ولغة الشعوب المجاورة لهم من الفرس والروم، وتثقفوا بثقافة بني إرم وكتبوا بكتابتهم وتأثروا بلغتهم، مما أدى ذلك إلى دخول مفردات وتراكيب أعجمية في لغتهم، ولكنة في ألسنتهم، فعاب العرب عليهم لهجتهم، وأبعدوا أنفسهم عنهم، ولأنهم خالفوا العرب باشتغالهم بالزراعة والرعي واحتراف الحرف اليدوية، وهي حرف يزدريها العربي. (المفصل:3/5) لقد كان نبط العراق يعيشون بين نهري دجلة والفرات، وقسم منهم في الجزيرة الفراتية، ويمتهنون الزراعة والرعي، وتمكنوا من تأسيس عدة ممالك كان آخرها مملكة الحضر ومملكة ميسان وتتمتعان بالاستقلال حتى احتلالها من قبل الساسانيين، قال الخطيب البغدادي:1/41: ((وأما سوادنا هذا -أي سواد العراق- فإنا سمعنا إنه كان في أيدي النبط، فظهر عليهم أهل فارس، فكانوا يؤدون إليهم الخراج، فلما ظهر المسلمون على أهل فارس تركوا السواد ومن لم يقاتلهم من النبط والدهاقين على حالهم، ووضعوا الجزية على رؤوس الرجال، وسمحوا عليهم ما كان في أيديهم من الأرض، ووضعوا عليها الخراج)) (وانظر: التنبيه والأشراف للمسعودي:36). وقد عبر المؤرخون عن النبط بتعبير آخر، فسموا القاطنين بين ما بين بابل والبصرة (الأردوانيين)، وسكان الموصل والجزيرة (الأراميين أو الأرمانيين)، وعبروا عن عصرهم بعصر ملوك الطوائف. (وانظر: التنبيه والأشراف:68، و93) وقد ذكر المسعودي في التنبيه والأشراف ص77 وص156، وفي مروج الذهب:1/29، أن سكان العراق القدامى الذين سماهم المؤرخون العرب بالنبط هم الكلدانيون. ويظهر من نصوص لبعض المؤرخين أن النبط بقوا ككيان اجتماعي متميز في العراق إلى عصور متأخرة، قال المسعودي في مروج الذهب:3/466، أن النبط كانوا يسكنون قرية على نهر القاطول فجاء المعتصم العباسي وبنى مدينة سامراء عند تلك القرية.

اعلامهم

من أشهر شخصياتهم أبو حنيفة النعمان وميثم التمار وأبو بكر أحمد بن علي ابن وحشية النبطي مؤلف كتاب الفلاحة النبطية الذي نقل فيه خبرة النبط في الفلاحة للغة العربية، إضافة إلى كتابته كتباً في الكيمياء والفلك والسحر بالعربية.

كان العرب لا يقدرون انتماء النبط القرويين وقراهم، وعدم اهتمامهم بالنسب العشائري، حيث قال عمر بن الخطاب :

لا تكونوا كنبيط السواد إذا سئل أحدهم عن أصله قال من قرية كذا وكذا.

انظر أيضاً

مصادر ومراجع

  1. ^ ، عروبة أبي حنيفة، د.ناجي معروف الأعظمي ، ص19

1 - هشام جعيط، الكوفة، بيروت 2005
2 - روبرتسون سمث، ديانة الساميين، لندن 1894
3- انظر احمد أمين، ضحى الإسلام، الجزء الأول، القاهرة 1956
4- إبراهيم الحيدري، النظام الأبوي، دار الساقي، بيروت 2003
5- لويس ماسينيون، خطط البصرة وبغداد، ترجمة إبراهيم السامرائي، بيروت 1981
6- محمد سعيد الطريحي، الديارات والامكنة النصرانية في الكوفة وضواحيها، بيروت، ص1981
7- ياقوت الحموي، معجم البلدان، مادة نجرانية، ص 17
8- Luther Stein,Summer Gerba, Berlin 1967. - See more at: http://www.elaph.com/Web/opinion/2010/11/613103.html#sthash.oMmz3XOM.dpuf